الى

على طريق الزائرين: أمٌّ تبحث عن صورة ابنها الشهيد فلم تجده فسكبت دموعها على صور رفاقه

حملته تسعة أشهر وابتهجت بلقائه لتُرضعه حبّ الحسين والوطن وتُطعمه الصبر على الابتلاء، حتّى إذا ما رسم أولى خطواته أمامها طار قلبها فرحاً حالمةً بأن تحتمي بظلّه حين يشتدّ عوده وتسند ظهرها على ساعده وتشمّ عبير ذرّيته.

هذه هي قلوبُ الأمّهات حين تُزفّ لها بشرى الجنين القادم ليحمل اسم والده، كيف لها أن تتثاقل من مجيئه وهي من صبرت تسعة أشهر لتراه ويرى النور بقدومه، وكم ألف دعاءٍ منها لاح الى السماء قد استجابه الله لتوفيقه، وكم من ألف ليلةٍ جلست عند رأسه حين يصيبه المرض.

هي الأمّ التي عجزت الأرض أن تحمل خطاها ليُكرمها الله بجنانه، تجود بروحها وصحّتها من أجل أبنائها، إلّا أنّ عزّة الوطن والدين أغلى حين تستغيث الأرضُ بأبنائها، فتجود أمّهات العراق بفلذّات أكبادهنّ للدفاع عن حرمة الدين والوطن، وإنْ عاد شهيداً فبشراها الجنّة، وحسبه عند الله من أنصار أبي عبد الله الحسين(عليه السلام).

حين تجوّلت عدسةُ شبكة الكفيل بين جموع الزائرين وأثناء مرورها بالموكب الحسينيّ المنصوب على طريق (النجف – كربلاء) لقراءة سورة الفاتحة على أرواح الشهداء أو صفحةٍ من القرآن الكريم، رصد فريقُ الشبكة تلك الأمّ التي بقيت تقلّب صور الشهداء بحثاً عن صورةٍ لولدها الذي استُشهِدَ في معارك تحرير العراق، لتنسكب دموعها فوق خدّ صور الشهداء، فحسبنا الله ونعم الوكيل، ورحم شهداءنا الأبرار وتقبّلهم قرابين لدينه الحنيف وحشرهم في الجنّة مع أصحاب الحسين(عليه السلام).
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: