الى

يحدُث الآن: سيولٌ بشريّة اتّحدت ضمائرُها وقلوبُها وتشابكت أكفّها وتمازجت أصواتها تتدفّق خاشعةً الى قبر الحسين (عليه السلام)

ها قد شارفت أعظمُ الشعائر على نهايتها، وضمنت ملايينُ المؤمنين موطئ قدمٍ لها في كربلاء بين ضريحي سيّد الشهداء وأخيه أبي الفضل العبّاس(عليهما السلام)، بقلوبٍ تماهت في الرّحاب الطاهرة لهذه البقعة المقدّسة، فلم تكن هذه الحشود سوى كونها جسداً واحداً وقلباً واحداً وروحاً واحدة، تنشد إماماً واحداً أدنى مكارمه وفضائله أنّه وحّدهم، فما من غصنٍ تفرّع من شجرة البشر الكبرى إلّا وتجدُ وريقةً منه هنا في كربلاء الحسين(عليه السلام)، التي كانت مداخلها ومخارجها شاهداً على صورةٍ إيمانيّة رسمها محبّو أهل البيت(عليهم السلام) في طريقهم الى تجديد البيعة لأبي الأحرار(عليه السلام).

فها هم يتوافدون على ضريحه سيولاً بشريّة تنوّعت بين زائرٍ وموكبٍ زرافاتٍ ووحدانا لا تعرف التوقّف، فالحسين قضيّتهم الأولى والأخيرة وإدامة إحياء زيارة الأربعين هو هدفُهم الدائم، وكما ترى كلّ عينٍ بصيرة ما يحدث الآن في كربلاء، ملايينُ البشر تتدفّق مبتهلةً خاشعةً تسأل الباري تبارك وتعالى أن يُديم هذه النعمة عليهم وعلى أبنائهم مدى الدهر.

من جهةٍ أخرى فقد استنفرت العتبةُ العبّاسية المقدّسة جميع إمكانيّاتها وطاقاتها لأجل تأدية هذه الجموع مراسيم زيارتها بكل سهولةٍ ويُسر، والتي ابتدأتها منذ وقتٍ مبكّر لتصل ذروتها اليوم وليلته.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: