الى

اختتامُ فعّاليات مهرجان الصدّيقة الكبرى فاطمة الزهراء (عليها السلام) الثقافيّ السنويّ

اختُتِمَت صباح اليوم الخميس (12 ربيع الآخر 1440هـ) الموافق لـ(20 كانون الأوّل 2018م) فعّالياتُ مهرجان الصدّيقة الكبرى فاطمة الزهراء(عليها السلام) الثقافيّ السنويّ بنسخته السابعة، الذي تُقيمه العتبةُ العبّاسية المقدّسة بالتعاون مع جامعة بغداد والذي استمرّت فعاليّاتة المنوّعة ثلاثة أيّام.
فعاليّات اليوم الأخير من المهرجان التي احتضنتها قاعةُ (المصطفى صلى الله عليه واله ) في جامعة بغداد استُهِلَّت بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم، أعقبتها قراءةُ سورة الفاتحة ترحّماً على أرواح شهداء العراق الأبرار ثمّ الاستماع الى النشيد الوطنيّ العراقيّ ونشيد العتبة العبّاسية الموسوم بـ(لحن الإباء).
جاءت بعد ذلك كلمةُ رئاسة جامعة بغداد ألقتها بالنيابةالأستاذ المساعد الدكتورة أحلام محمد فرحان عميدة كليّة العلوم للبنات فيها ، والتي مما جاء فيها: "إنّ السيرة العطرة لسيّدة نساء العالمين تعلّم الأجيال جيلاً بعد آخر عن ماهيّة وكيف تكون المرأة من ناحية الفضيلة والعفاف والحياء، وفي نفس الوقت كيف يكون لها دورٌ مؤثّر في الأحداث، فهي تمثّل النموذج الأكمل والمَثَل الأعلى الذي أرادته الرّسالة الإلهيّة للمرأة المسلمة سلوكاً ومنهجاً، وإنّ الطالبة الجامعيّة تمتلك سلاحاً علميّاً وثقافيّاً لمواجهة الصعوبات والتحدّيات في المجتمع عندما تقتدي بالسيّدة الصدّيقة الكبرى فاطمة الزهراء(عليه السلام)، وذلك بتذليل كلّ الصعوبات إيماناً بالعقيدة وإكمال مسيرتها العلميّة والحياتيّة بشكلٍ صحيح".
أعقبتها كلمةُ الأستاذ المساعد الدكتورة نوال فاضل عميدة كليّة التربيه للبنات في جامعة بغداد التي أوضحت فيها: "باستشهاد الزهراء(عليها السلام) طُويت صفحةُ الحياة لتبدأ مرحلة الخلود في عالم الفردوس، ولتحيا أبداً في ضمير التاريخ ودنيا الإسلام مثلاً أعلى وقدوةً حسنة، فكانت (عليها السلام) الى جانب القيام بمهامّ البيت ورعاية شؤون أسرتها تشارك في عمليّة نشر الرّسالة الإسلاميّة الى المسلمين، حيث كان بيتها المدرسة الأولى في الإسلام للمرأة، إذ تمكّنت من قيادة المجتمع وبالأخصّ الشريحة النسويّة من بيتها فتفيض (عليها السلام) على المسلمات بما وعته من علمٍ وتثقّفهنّ بثقافة العصر وتشجّعهنّ على طلب العلم والمعرفة".
بعدها كانت هناك كلمةٌ للعتبة العبّاسية المقدّسة ألقاها نائبُ الأمين العامّ المهندس بشير محمد جاسم الربيعي (دام توفيقه)، بيّن فيّها مكانة السيّدة الزهراء(عليها السلام) في الإسلام حيث قال: " الزهراءُ البتول ركنٌ كبير من أركان أهل البيت(عليهم السلام)، والحديث القدسيّ عن الله تبارك وتعالى عن جبرائيل(عليه السلام) وهو يخاطب الرسول(صلّى الله عليه وآله) يقول: (يا أحمد لولاك ما خلقت الأفلاك، ولولا عليّ ما خلقتك، ولولا فاطمة ما خلقتكما)، فأيّ منزلةٍ لفاطمة(عليها السلام) عند الله تعالى؟، الأحاديث عن الرسول(صلّى الله عليه وآله) في حقّ فاطمة(عليها السلام) كثيرة جدّاً، منها قوله (صلّى الله عليه وآله): (فاطمة هي روحي التي هي بين جنبيّ، إنّ الله يرضى لرضاها ويغضب لغضبها)، وهذا الكلام فيه معاني كثيرة أنّ الله يرضى لرضاها ويغضب لغضبها، أي أنّ هذا الحديث يبيّن أنّ الزهراء هي مصدرٌ لرضا الله تعالى، فرضاها من رضا الله عندما ترضى وعندما تغضب الله تعالى يغضب ، فالسيدة فاطمة(عليها السلام) كانت الصلة بين النبوّة والإمامة، ومع كلّ هذه المنزلة للزهراء البتول(عليها السلام) كانت تعيش تلك الحياة البسيطة، وهي المثل الأعلى للبنت لأبيها والزوجة لزوجها والأمّ لبنيها، فهي المثال الكامل".
تلتها كلمةٌ توجيهيّة للسيّد محمد الموسوي من قسم الشؤون الدينيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة تطرّق فيها قائلاً: " كانت البنتُ في عصر الجاهليّة مضطهدة كما تعلمون، بل كانوا يحفرون لها حفيرةً ويدفنونها في التراب حيّةً، وفي القرآن الكريم: (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ)، ولكنّ الله سبحانه وتعالى أراد أن يُثبت لهم أنّ حقيقة الوجود وأصل الوجود هي الأنثى، وإنّ الله سبحانه وتعالى يفضّل سيّد المخلوقات بأمرائه فقال: (دونك فاطمة -عليها السلام-)، فكانت ذرّيته منها ونسله منها، وهذا البيت الصغير المتواضع كان مدرسةً كبيرة بل أقول لعلّه جامعة كبيرة ومديرة الجامعة هي فاطمة(عليها السلام)، ومعاون الجامعة أميرُ المؤمنين(عليه السلام)، أمّا الطلّاب الذين درسوا في هذه الجامعة فهم أمّ كلثوم وزينب والحسن والحسين، وإنّ شاء الله أنتم ممّن ينتمون لهذه الجامعة، فخرّيجو تلك الجامعة الكبيرة الصغيرة في نفس الوقت هم الأئمّة الأطهار(عليهم السلام) وكلّ من يحاول أن يغترف من تلك الدرر الإلهيّة الربّانية، وأمّا المشرف الكبير على تلك الجامعة فهو النبيّ الأكرم أبو القاسم محمد(صلّى الله عليه وآله)، فقد كان هو المشرف عليها، أمّا منهجُها فهو القرآن الكريم"
جاءت بعد ذلك كلمةٌ لرئيسة قسم علوم القرآن في كليّة التربية للبنات في جامعة بغداد الدكتورة أسماء ضياء الدين، عبّرت فيها عن بالغ شكرها وعظيم امتنانها للعتبة العبّاسية المقدّسة لجهودها الكبيرة التي بذلتها لإقامة وإنجاح فعّاليات هذا المهرجان المبارك، معتبرةً إيّاه نشاطاً ثقافيّاً مهمّاً للطالبات، خاصّة أنّه ارتبط باسم الصدّيقة الزهراء(عليها السلام).
هذا وقد تضمّن حفلُ الختام كذلك وقفةً شعريّة من خلال قصيدة ألقتها الشاعرة ابتسام عبد الحسين السلطان ترنّمت أبياتُها حبّاً وإجلالاً بسيّدة نساء العالمين الزهراء(عليها السلام)، ثمّ أُجريت بعد هذه الوقفة قرعةٌ أُعلن من خلالها عن أسماء الفائزات في مسابقة السيّدة الزهراء(عليها السلام)، كانت قد أُقيمت مسبقاً في كليّة التربية للبنات في جامعة بغداد على هامش المهرجان.
وفي ختام المهرجان تمّ تبادل الدروع والشهادات التقديريّة بين العتبة العبّاسية المقدّسة وجامعة بغداد، ليتوجّه الحضور بعد ذلك للتجوال في معرض الكتاب الذي أقامته العتبةُ العبّاسية المقدّسة، متمثّلةً بقسمَيْ الشؤون الفكريّة والثقافيّة وقسم المعارف الإسلاميّة والإنسانيّة، فضلاً عن متحف الكفيل للنفائس والمخطوطات ومعرض الفنون الحسينيّ.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: