الى

هذا ما يُقدّمُه السادةُ الخَدَمُ للمعزّين بذكرى شهادة جدّتهم الزهراء (سلام الله عليها)...

تعجّ مدينةُ الشهادة والوفاء كربلاءُ المقدّسة ومنذ أيّامٍ خلت بالزائرين الوافدين لتقديم التعازي للإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس(عليهما السلام) بذكرى شهادة خير نساء العالمين السيّدة الزهراء(عليها السلام)، وفي مقابل ذلك هناك خدماتٌ تقدّمُ لهم من قبل مواكب العزاء الكربلائيّة، وليس ببعيدٍ عن هذا المشهد حضورُ السّادة الخدم من العاملين في مرقد قمر العشيرة أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، الذين شاطروا هذه المواكب بنوعٍ ونكهةٍ خاصّة من الخدمة دأبوا على تقديمها منذ القدم، وهي توزيعُ الشاي على الزائرين من جوار المرقد الطاهر لمن تشرّفوا بخدمته.
فتوزيعُ الشاي في أيّام العزاء الفاطميّ هو تقليدٌ متوارث دأبت على إحيائه شعبةُ السادة الخدم في العتبة العبّاسية المقدّسة، حيث يشرع السادةُ الخدمُ في كلّ عام بتوزيع الشاي المعمول على الطريقة الكربلائيّة القديمة على الزائرين والمعزين بذكرى شهادة جدّتهم الزهراء(سلام الله عليها).
وعن هذا التقليد المتوارث والخدمة التي يُشاركهم فيها كذلك عددٌ من منتسبي باقي الأقسام والمتطوّعين، حدّثنا مسؤولُ شعبة السادة الخدم السيد مصطفى ضياء الدين قائلاً: "تمتلك كربلاءُ المقدّسة إرثاً تاريخيّاً مهمّاً يخصّ إحياء شهادات أهل البيت(عليهم السلام)، ومنتسبو شعبة السادة الخدم حريصون على إحياء هذا الإرث الكربلائيّ القديم وإدامة تواصله".
وأضاف: "ما يميّز هذا الموكب الخاصّ بتوزيع الشاي هو عمليّة صنع الشاي بالطريقة والنكهة الكربلائيّة القديمة، حيث يُصنع على الفحم ويُسكب من خلال السماور القديم والأباريق التراثيّة، وهذا بدوره سيولّد ارتياحاً للزائر الكريم حينما يرى ذلك، ويعلم أنّ كربلاء ما تزال تحافظ على تراثها في إحياء المناسبات الدينيّة".
وأشار: "هذا الموكب المتوارث عن الأجداد ضاربٌ في القدم، حيث يبلغ عمرُه مئات السنين ويُقام في نفس المناسبة وهي الأيّام الفاطميّة، كذلك من نفس المكان من جوار الصحن الشريف للمولى أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، كذلك فإنّه يقدّم خدماته في مواسم عزائيّة أخرى فضلاً عن ليالي شهر رمضان المبارك".
يُذكر أنّه تشرّف بخدمة أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) عددٌ من السادة وينضوون ضمن شعبةٍ ترتبط بالأمانة العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة تُسمّى (شعبة السادة الخدم)، حيث يقع على عاتق هذه الشعبة القيام بالعديد من الأعمال، فتكون أعمالُهم وواجباتُهم مضاعفة خلال مواسم الزيارة وبالأخصّ وفيات أئمّة أهل البيت(عليهم السلام) ومنها ذكرى شهادة الزهراء(عليها السلام)، فلديهم منهاجٌ خاصّ بإحياء هذه المناسبة كإقامة المجالس العزائيّة أو المشاركة في مواكب عزائيّة أخرى وبعضها يكون خدميّاً، فتارةً تجدهم داخل الصحن الشريف وتارةً أخرى يتواجدون خارجه، وهم يرتدون زيّهم التقليدي المعهود الذي يُعطي روحانيّةً أكثر وطمأنينةً للزائر.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: