الى

ليتحصّنَ أبناؤنا فكريّاً وأخلاقيّاً: المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا تُذكّر العراقيّين بتضحياتِهم وانتصارِهم التأريخيّ على عصاباتِ داعش

استذكرت المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا فتواها التاريخيّة التي حمت أرض العراق ومقدّساته، والتي تصادف ذكراها هذه الأيّام، مؤكّدةً أنّ استذكار هذه الظاهرة عند مرقد الإمام الحسين(عليه السلام) يمثّل تسجيلَ موقفِ عرفانٍ وشكرٍ للملبّين والمضحّين، وأنّ الأمثلة التي سطّرها الأبطالُ تمثّل تجربةً عمليّة للتربية الصالحة، وعلى الجميع سواءً كانوا شعباً أو حكومةً أو منظّمات أن لا ينسوا تلك الدماء التي أريقت على هذه الأرض الطاهرة إكراماً لهم، وأن نسعى دائماً لتوثيق ما بذلوا من جهدٍ.
جاء ذلك خلال الخطبة الثانية من صلاة الجمعة المباركة هذا اليوم (13 شعبان 1440هـ) الموافق لـ(19 نيسان 2019م)، التي أُقيمت في الصحن الحسينيّ المطهّر وكانت بإمامة سماحة السيّد أحمد الصافي (دام عزّه)، حيث بين قائلا:
قبل خمس سنوات من هذا المكان المبارك وفي مثل هذه الأيّام، وبالتحديد يوم غد الرابع عشر من شعبان الذي صدرت فيه تلك الفتوى المباركة من المرجعيّة الدينيّة العُليا لغرض محاربة عصابات داعش الإرهابيّة، لاحظوا -إخواني- بشكلٍ سريع أنا أقول: الأمور التي تمرّ بالبلد مختلفة، تارةً مسألة اقتصاديّة أو اجتماعيّة وتارةً مسألة تكنلوجيا وأمثالها، وتارةً تمرّ مسألة بالبلد تريد أن تُنهيه وتُهلك الحرث والنسل، الاختبار الحقيقيّ يظهر إذا تعرّضت البلاد -لا قدّر الله- الى ما تعرّضت له سابقاً.
التجربةُ التي مرّ بها البلد هي محلّ فخرٍ واعتزاز لكلّ السواعد التي قاتلت، وقطعاً التأريخ لم ولن ينسى بشرط أن تكتبوه بأيديكم، أنّ الذي حدث في تلك الفترة شيءٌ نفخر به جميعاً ونعتزّ به، هؤلاء ظاهرةٌ حضاريّة قويّة تمتّعوا بالبسالة والشجاعة والحميّة والغيرة، ودافعوا عن بلادهم أفضل دفاعٍ ممكن أن يسطّر في العصر الحديث، مع قلّة الإمكانات وقلّة الموارد ومع المسألة التي كان يشوبها نوعٌ من الفوضى، لكنّهم اندفعوا كالسيل الهادر لإيقاف ما يُسمّى بـ"داعش".
هؤلاء الفتية الشباب الذين تربّوا في هذه الأرض، وأقول هذه تربية نحن لا يُمكن لنا أن ننسى لهم ذلك، ومِنْ ورائهم مَنْ؟ إنْ كان معلّمٌ دفعهم الى ذلك جزاه الله خيراً، وإن كان أبٌ دفعهم الى ذلك جزاه الله خيراً، تربّوا بحليبٍ طاهر من أمّهاتٍ أرضعنهم لبناً طاهراً حتّى يوفوا لهذا اللبن في وقت المحنّة جزاهنّ الله خيراً.
وعلينا جميعاً شعباً وحكومةً ومنظّمات دائماً أن لا ننسى تلك الدماء التي أُريقت على هذه الأرض الطاهرة إكراماً لهم، وأن نسعى دائماً لتوثيق ما بذلوا من جهدٍ، عندما تفوّهت المرجعيّةُ بذلك لم تستطع الجهاتُ المعنيّة أن تسيطر على الأعداد الغفيرة التي هبّت من لحظتها، أنا إنّما أقول ذلك ونحن في مكانٍ مقدّس عند سيّد الشهداء(عليه السلام) إنّما أسجّل موقفَ عرفانٍ وشكرٍ، وإن ذكرتهم المرجعيّةُ الدينيّة بأفضل كلام لكن تأكيداً لذلك إنّما نتبعها فنقول: هم فخرُنا وهم قدوتنا وهم أناسُنا وهم أبناؤنا، واقعاً وليس لنا فخرٌ نفتخر به إلّا هؤلاء، فهنيئاً لهم ولأهاليهم ولعشائرهم ولأمهاتهم تلك الأمّهات اللاتي أنجبن هؤلاء، وهذه تربيةٌ عمليّة، نحن لا تُسعفنا الأمثلة بعد أن سطّر هؤلاء ما سطّروا لا نحتاج الى أن نتحيّر بالأمثلة، هذه الأمثلة تسعفنا دائماً أن نستشهد بهم وهم شهودُ حقٍّ على ما قلت.
أسأل الله سبحانه وتعالى بحقّ هذا اليوم المبارك أن يتغمّد الشهداء برحمته الواسعة، وأن يرينا في بلدنا كلّ عزّةٍ وكلّ فخرٍ لأنّ الدماء العزيزة كانت هي الثمن، وعلينا أن نحافظ على المُثمَن -كما يقولون-، ونسأله تعالى أن يوفّق الجميع لما فيه الخير وأن يُبارك بكلّ جهدٍ يُبذل، وأرانا الله تعالى كلّ خير في أهلكم ومتعلّقاتكم، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على محمدٍ وآله الطيّبين الطاهرين.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: