الى

الكربلائيّون يستذكرون بمواكبهم العزائيّة شهيدَ السفارة الحسينيّة مسلم بن عقيل وولدَيْه

على الرّغم من شهادة سفير النهضة الحسينيّة الخالدة مسلم بن عقيل(عليه السلام) في التاسع من ذي الحجّة، لكن ما جرى عُرفاً وضمن التقاليد العزائيّة العاشورائيّة التي سارت عليها الأجيالُ جيلاً بعد آخر، هو أن تُخصّص ليلةُ ويوم الرابع من محرّم الحرام لإحياء واستذكار هذه الشخصيّة العظيمة، وذلك كجزءٍ من الوفاء له فهو (سلام الله عليه) يستحقّ الكثير، فقد ضحّى بنفسه من أجل دين الله ونصرةً لوليّ الله، فكان أوّل شهيدٍ من شهداء نهضة الإمام الحسين(عليه السلام)، ولمّا وصل الى الإمام خبرُ استشهاده دمعت عيناه وقال: (رحم الله مسلماً فقد صار إلى روح الله وريحانه وتحيّته ورضوانه، ألا إنّه قد قضى ما عليه وبقي ما علينا).
ومن هذا المنطلق ومواساةً لصاحب الرزيّة العظمى أبي عبد الله الحسين(عليه السلام) الذي دمعت عيناه بفقده، فقد استذكرت مواكبُ العزاء الكربلائيّة بجميع أطرافها وأصنافها وهيئاتها هذه الفاجعة، ولسان حالها يقول: إنْ دمعتْ عيناك يا سيّدي وحدك في سنة 60هـ، فها هم محبّوك وعشّاقك يبكون لبكائك بدل الدموع دماً.
المواكبُ العزائيّة الكربلائيّة التي وفدت للمرقدَيْن الطاهرَيْن للإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس(عليهما السلام) قد أفردت مساحةً واسعة لإحياء هذه الذكرى، مستذكرةً مواقف البطولة والشجاعة لسفير الإمام الحسين مسلم بن عقيل(عليهما السلام)، بالإضافة الى ولدَيْه الشهيدَيْن محمّد الأصغر وإبراهيم.
يُشار الى أنّه قد جرت العادةُ في إحياء مراسيم ذكرى عاشوراء أن تُقسم أيّامُ العزاء الحسينيّ ولياليه العشر الأولى حسب جدولٍ معيّن، لتسليط الضوء بأكبر قدرٍ ممكن على تلك المصيبة التي عظمت في السماوات على جميع أهل السماوات والأرض، وهو عرفٌ حسينيّ التزمت به مواكبُ العزاء منذ مئات السنين، وقد تمّ تخصيصُ الليلة الرابعة ويومها من محرّم الحرام لاستذكار شهادة السفير مسلم بن عقيل(سلام الله عليه) أوّل شهداء النهضة الحسينيّة الخالدة.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: