الى

المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا عام 2012: إنْ لم يُبالِ مجلسُ النوّاب بمطالب الشعب فإنّ ذلك سيؤدّي إلى إحباط المواطنين وسيترك تداعياتٍ خطيرة في المستقبل..

حذّرت المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا مراراً وتكراراً السياسيّين من فقدان الشعب العراقي الثقةَ بهم وبالعمليّة السياسيّة، لأنّ ذلك سيترك تداعياتٍ خطيرة في المستقبل، فيما لو لم تُجرَ إصلاحاتٌ إداريّة حقيقيّة تنتشل البلاد من المشاكل التي تعيشها على مختلف الأصعدة.
ونستذكر هنا بعض ما جاء في خطبة الجمعة (8 ربيع الثاني 1433هـ) الموافق لـ(2 آذار 2012م)، التي ألقاها سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائيّ (دام عزّه) في الصحن الحسينيّ الشريف، والتي خصّص جزءً منها لما يتعلّق بتصويت مجلس النوّاب على بابٍ في الميزانيّة بتخصيص مبلغ (60 مليار) دينار لشراء سيّاراتٍ مصفّحة (350 سيارة) لأعضاء المجلس، حيث أوضح الشيخ الكربلائيّ: إنّ تعليقات بعض النوّاب على أثر الرفض المرجعيّ والشعبيّ (الذي صدر من المرجعيّة الدينيّة العُليا ومن المواطنين بصورةٍ عامّة) غير مقبولة، ولا تناسب أشخاصاً انتخبهم أبناءُ الشعب العراقيّ ليمثّلوهم في المجلس، ولا نريد الخوض في تفاصيلها.
وطالب الشيخ الكربلائيّ أن يبادر مجلسُ النوّاب بخطوةٍ جريئة وشجاعة لمناقلة هذه التخصيصات إلى أبواب أخرى من مشاريع خدميّة، أو للصرف على ضحايا أعمال العنف كإجراء العمليّات الجراحيّة للجرحى أو مساعداتٍ للأيتام والأرامل.
وتوقّع الكربلائيّ أنّ هذه الخطوة ستمثّل بادرة أملٍ لدى المواطنين بأنّ مجلس النوّاب بدأ ينتهج أسلوباً آخر في التعامل مع المطالب الشعبيّة، وأنّ هذا المجلس يستمع ويتفهّم بصورةٍ إيجابيّة لآراء المواطنين وأعضاء المجلس، ويُشعرهم باهتمام وعناية أعضاء المجلس بمشاعر المواطنين وأنهم يقدّمون خدمات المواطنين واحتياجاتهم على شؤونهم الخاصّة.
وحذّر سماحة الشيخ الكربلائي في ختام خطبته من أن يكون العمل على العكس من ذلك، فلو أنّ المجلس لم يُبالِ ولم يكترث بهذه المطالب فإنّ ذلك سيؤدّي إلى إحباط المواطنين وفقدان ثقتهم بتمثيل هؤلاء النوّاب لهم، وبالتالي يؤدّي إلى اهتزاز ثقة المواطن بالعمليّة السياسيّة برمّتها، وسيترك ذلك تداعياتٍ خطيرة في المستقبل.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: