أنت في الصفحة : مقالات

مقالات
الطرائق المستحدثة في حفظ القرآن الكريم
الطرائق المستحدثة في حفظ القرآن الكريم
الكاتب : الحافظ أحمد نصر الدين قاسم

تأريخ النشر : 2021-02-12

حفظ القرآن الكريم للموظفين وأصحاب الحرف (سائقي الأجرة مثلًا):
قال الإمام الصادق (ع) « مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ عَنْ حِفْظِهِ ثُمَّ ظَنَّ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَغْفِرُهُ فَهُوَ مِمَّنِ اسْتَهَزَأَ بِآيَاتِ اللَّه‏» {النّوري. مستدرك الوسائل:4/269}.
إنّ مَنْ يقرأ هذا الحديث الشريف ويفهم معناهُ ويسعى جاهداً إلى تطبيقه باذلاً كلَّ وقته ومالهِ من أجل هذه الغاية، وهي الحصول على الأجر الكبير، فإن الله تعالى يقناً سيعطيه الجزاء الأوفى، ولذا وضع أساتذة تحفيظ القرآن الكريم أساليب وطرائق تسهّل على شرائح المجتمع من الكبار والصغار والعلماء والعامة حفظ القرآن الكريم، ومن ضمن تلك الشرائح شريحة سائقو سيارات الأجرة، فقد وُضِعت لهم طريقة للحفظ تناسب طبيعة عملهم، نُلَخِّصُها بالآتي:
أولاً ـــ أخْذُ صورة عن الصفحة المـُراد حفظها، وطباعتها، ووضعها داخل غلاف بلاستيكي، وتعليقها داخل السيارة في موضع يمكن مشاهدتها فيه بسهولة ويسر.
ثانياً ــ اقتناء ختمة صوتيّة مرتّلة لأحد القراء المتقنين كالشيخ الحصريّ أو المنشاوي أو غيرهما.
ثالثاً ــ سماع الصفحة المعلّقة في السيّارة طيلة مدة العمل بتكرار تشغيلها في مسجل السيارة، مع محاولة القراءة مع القارئ لفظياً عند سماعها، أمّا الكلمات التي فيها صعوبة في النطق فيحاول إعادتها أكثر من مرة لِيَسْهلَ حفظها لاحقاً.
(في اليوم التالي) قراءة السَّطر الأول من الصفحة ثلاث مرات، ثم محاولة قراءتها عن ظهر الغيب، وبعد ذلك الانتقال إلى السطر التالي، واستثمار وقت الانتظار لإكمال الحفظ المخصص لليوم.
وتستطيع التأكد من حفظك الصحيح للصفحة بطريقتين ــــ ونقصد بالحفظ الصحيح الحفظ الخالي من الأخطاء الإعرابية والنحوية ومن اللحن الخفيّ والجليّ ــــ :
الطريقة الأولى ـــ قراءتك للصفحة عن ظهر الغيب بسرعة تسبق سرعة القارئ في المسجّل والانتباه إلى القارئ في حال أخطأت في قراءتك.
الطريقة الثانية ـــ التزامك مع أستاذ حافظ للقرآن الكريم وقراءتك له بين الحين والآخر ليصحّح لك الأخطاء إنْ وجدت.
وهناك ملاحظة مهمة عزيزي الحافظ (سائق سيارة الأجرة) وهي إنَّ حفظ الأوراق التي صورتها عن الآيات القرآنية في المصحف مهم جداً، فيمكن الإفادة منها لاحقاً في مراجعة الصفحة المحفوظة لتثبيتها في الذاكرة، ولا ننسى ما للمراجعة والمذاكرة من أهمية بالغة؛ فقد رُوي عن الإمام الصادق (عليه السلام): «الْقُلُوبُ تُرْبٌ، وَالْعِلْمُ غَرْسُهَا، وَالْمُذَاكَرَةُ مَاؤُهَا، فَإِذَا انْقَطَعَ عَنِ التُّرْبِ مَاؤُهَا جَفَّ غَرْسُهَا» {الخطيب البغدادي. الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع: 2/ 278.}.
فقلوب البشر كالتربة الصالحة للزراعة، والعلم غرسها، ومن أجل أن يدوم هذا الغرس يجب على الإنسان أن يُذاكر ويراجع علومه بين الحين والآخر، ومن ينقطع عن المذاكرة يجفُّ علمه كما يجفُّ الزَّرع إذا انقطع عنه الماء.
تعليقات القرآء (0 تعليق)
لاتوجد اي تعليقات حاليا.

ملاحظة: لطفا التعليق يخضع لمراجعة الادارة قبل النشر

الرجاء الضغط على المربع أدناه

جاري التحميل ...

لا يوجد اتصال بالانترنت !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثواني ...

جاري التحميل ...