أنت في الصفحة : لقاءآت

لقاءآت
الخطاط محمد الحسني المشرفاوي
الخطاط محمد الحسني المشرفاوي
تأريخ النشر : 2024-05-06

حاوره: عماد العنكوشي
محمد ياسين سعدون الحسني المشرفاوي من مواليد ذي قار ٣/٢/١٩٩٢ عاش وترعرع في مدينة كربلاء المقدسة وينتمي لعائلة دينية عانت من قبل النظام البائد لمولاتهم لآل البيت عليهم السلام، بدأ مشواره مع الخط العربي منذ صباه فجمعته الصدفة مع احد الخطاطين حيث كانت له أول خطوة تشجيعية لتكون نقطة انطلاقته نحو عالم الفن لتخط لنا انامله الذهبية لوحات فنية ترسم بريشة الإبداع المتقن، أما من كان صاحب الفضل الأكبر عليه فعلى حد لسانه "الفضل يعود لسيدي ومولاي أبي الاحرار الإمام الحسين عليه السلام فلولاه لم اكون"، حتى اصبح من الخطاطين البارزين بين اقرانه ووصل الى ما عليه هو الآن في فن الخط العربي، تجد مخطوطاته الفنية في أبرز معالم الاماكن الدينية والإسلامية واروقة الاضرحة المقدسة في العراق وخارجه، الخطاط محمد المشرفاوي حلَّ ضيفاً على مجلة الفرقان وأجرت معه الحوار الاتي:

الفرقان: حدثنا عن بدايتك مع الخط العربي؟
بدايتي مع الخط العربي كانت قبل ١٢ عام، فعندما كنت صبي وتمر علينا أيام محرم الحرام الذي انطلقت موهبتي منه وبفضل الإمام الحسين عليه السلام حيث أنى عرفت الخط العربي بسببه، كان لدينا موكب نقدم به الخدمات لزائري سيد الشهداء، ونستدعي خطاط يخط لنا يافطات تعريفية وأحاديث توعوية لأهل البيت عليهم السلام وعبارات حسينية، فصابني الفضول وسألته كيف تخط وما هو نوع الخط الذي تكتب فيه؟ بقي يسرد لي أنواع الخطوط وكيفية الخط إلى آخره، فتولعت كثيرا بهذا الفن العريق واحسست بأن لدي القدرة والقوة على الخط، ولكن لا أعرف الخطوط وادواتها وكيفية رسم الحروف، بدأت بشراء بعض الكراسات التعليمية لتعلم الخط العربي وكان التعلم ذاتي إلى ان وصلت إلى ما انا عليه الآن، ونحمده على عطاياه واتمنى ان اوفق لهذه الخدمة الجلية.
الفرقان: لو عرفت لنا فن الخط والكتابة في كلمات فماذا تقول؟
سأعرف لكم الخط العربي من لسان سيدي ومولاي إمام الخطاطين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) حين قال "الخط الحسن يزيد الخط وضوحاً" ومن هذا المنطلق انطلق العرب على الإهتمام بالخط العربي واهتموا به خصوصاً عند كتابة القرآن الكريم، كما يمكننا ان عرف الخط العربي بأن هو فن وتصميم للكتابة التي تستعمل الحروف العربية، وتتميز بأشكال هندسية مختلفة من خلال التداخل والتركيب.
الفرقان: من هو الخطاط الذي تأثرت به من الخطاطين الكبار؟
تأثرت بالمدرسة البغدادية الأصيلة وعميدها المرحوم الخطاط الكبير "هاشم محمد البغدادي"، باعتبار أول كراسة اطلعت عليها هي كراسته رحمه الله، بعدها زاد إعجابي وتأثري بالخطاط الكبير جاسم النجفي حفظه الله حيث تعلقت بكتاباته الرائعة سواء في الاضرحة المقدسة او حتى عناوين الكتب وغيرها فكلما وقع نطري على توقيع جاسم تهفو روحي لخطه من حيث لا أعلم بسبب جمال حرفه.
الفرقان: ما هي أهم الأعمال التي قمت بإنجازها، وما هي مشاريعك المستقبلية؟
من أهم الأعمال التي قمت بإنجازها هي المشاركة بخط المصحف الشريف المطبوع في العتبة العباسية المقدسة، حيث كان لنا الشرف العظيم بالمشاركة والإشراف على النسخة الخطية للقرآن الكريم التي كانت من خط حرف الأستاذ القدير حميد السعدي وفقه الله، ونخبة من الخطاطين في التدقيق أمثال الأستاذ عدنان حمد، والأستاذ علي زبون، وكان لي النصيب ان اكون احد العاملين بمركز طبع القرآن الكريم في معهد القرآن ذلك الصرح الشامخ، والأشراف على النسخة وشاركت فيها من بدايتها حتى خروجها إلى النور، ليكون أول مصحف يطبع ويخط بإيادي عراقية خالصة وبجهود العتبة العباسية المقدسة، وايضاً أهم اعمالي التي اعدها أروع لحظات حياتي هي خط الكسوة الشريفة لمرقد المولى ابي الفضل العباس روحي له الفداء، حيث يستمر العمل فيها على مدار العام والتحضير لكسوة شهري محرم الحرام وصفر الخير وتتخللها المناسبات الدينية من ولادات ووفيات الأئمة عليهم السلام أجمعين، الكسوة اضع فيها اهم الخطوط المستخدمة هو خط الثلث لما يحمله من صبغة إسلامية وطواعية التشكيل، وفي بعض الأحيان خط النسخ، وهذا العمل يمر بمراحل متعددة لتكون الكسوة جاهزة تنتشر في اروقة الصحن المطهر، منها تحضير النصوص المراد كتابتها واستخراجها من أمهات الكتب المعتبرة لدينا، بعدها يتم العمل على خطها بما يتناسب مع المكان بأشكال فنية متنوعة، بعدها يتم إرسال الخط إلى اللجنة المشرفة على الكسوة الشريفة المتمثلة بالأستاذ الحاج كاظم عبد الحسين عبادة، وبعد الموافقة على النصوص والتشكيل يتم ارسالها إلى شعبة التطريز والخياطة حيث الجهود الجبارة على إخراج الخط كما خطه الخطاط بأبهى صورة وأتم الدقة، وبهذا تعتبر العتبة العباسية المقدسة أول من بدأ بالكسوة الشريفة في العتبات المقدسة داخل وخارج العراق ويتم تجديد الكسوة كل عام بأبهى صورة فنية، كما نتم الاعمال القرآنية التي تناط لنا من قبل الإدارة كمخطوطات وعناوين الكتاب والمطبوعات بأنواعها مضافاً إلى المشاركة في فقرة قراءة مخطوطة بتراكيب صعبة بأحد اكبر المسابقات القرآنية وهي الفرقية الوطنية، كما انشأنا موقع الكتروني تحت عنوان (مركز النقطة للخط العربي) الذي يعد الأول في العالم الإسلامي، حيث يهتم ويقدم للمصممين وكافة المهتمين بشأن الخط العربي مخطوطات الثقلين الشريفين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام، جاء ذلك بعد أن وجدنا الساحة الفنية تفتقر للمخطوطات الحسينية فبادرنا بمساعدة العتبة العباسية المقدسة وإشراف معهد القرآن الكريم بإنشاء موقع يحتوي ويقدم مخطوطات بتشكيلات عديدة وبدقة عالية على نهج نبينا الأعظم عليه وآله السلام، والموقع يستقبل كافة اعمال الخطاطين لمن يود إرسال لوحاته الفنية ونحن نقوم بتنظيفها وتنزيلها بدقة عالية، كي يتسنى للمصممين العمل عليها كما يوجد في الموقع حقل خاص للبحوث الخطية لمن لهم باع وشأن بالدراسات الخطية والبحوث، وهناك الكثير من المشاريع المستقبلية تصب في مصلحة الخط العربي وخدمة الثقلين الشريفين القرآن والعترة الطاهرة عليهم السلام، نتمنى من الله ان يقدرنا ونقدم ما لدينا في خدمة المذهب الشريف.
الفرقان: هل هناك لمسة خاصة بك في الخط حيث يعرف القارئ ان هذه المخطوطة للمشرفاوي؟
نعم كل خطاط لديه لمسة خاصة به ويمكن للمتلقي او المشاهد التعرف على مخطوطاته حتى من دون توقيع في بعض الأحيان، اما عن لمستي اعتبر أول من عمل على توفير المخطوطات الحسينية وبدقة عالية وأشكال عديدة وبالمجان، فمن خلال هذا الشيء يمكن للمهتمين بهذا الفن ان يتعرفوا على مخطوطاتي حتى من دون توقيع.
الفرقان: ألا ترى أن أدوات الخط الحالية لا تتماشى مع اشكال الخط التقليدية وهل هذا الشيء له أثر سلبي على الأصول؟
بالعكس أراها تتماشى بالنسبة لي، ولكن لو طبقت نظرية وحديث أمير المؤمنين عليه السلام وهي " من لم يتجدد يتبدد" أي على الخطاط ان يتماشى مع أدوات العصر الحديث والتجديد، لا أن ينفر منها.
الفرقان: كلمة أخيرة توجهونها للعتبة العباسية المقدسة وما هو مدى تأثير المكان على ابداعك؟
العتبة العباسية المقدسة المتمثلة بسماحة المتولي الشرعي حجة الإسلام والمسلمين السيد أحمد الصافي دام عزه هي من وجدت الخطاط المشرفاوي، وهي من وفرت له مجال ومكان إبداعه وهي من صدرت المشرفاوي للعالم فشكراً للعتبة الطهرة وإدارتها الموقرة واسأل الله التوفيق لجميع خدمة أبا الفضل العباس روحي فداه.
تعليقات القرآء (0 تعليق)
لاتوجد اي تعليقات حاليا.

ملاحظة: لطفا التعليق يخضع لمراجعة الادارة قبل النشر

الرجاء الضغط على المربع أدناه

جاري التحميل ...

لا يوجد اتصال بالانترنت !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثواني ...

جاري التحميل ...