أنت في الصفحة : الاخبار

كلمة سماحة آية الله السيد رياض الحكيم -دام توفيقه- خلال حفل اختتام مشروع الثقلين السنوي
كلمة سماحة آية الله السيد رياض الحكيم -دام توفيقه- خلال حفل اختتام مشروع الثقلين السنوي
تأريخ النشر : 2021-10-16

ألقى سماحة آية الله السيد رياض الحكيم نجل المرجع الكبير محمد سعيد الحكيم (قدس سره)، كلمة في حفل اختتام مشروع الثقلين السنوي الذي أقامه معهد القرآن الكريم فرع بابل التابع للمجمع العلمي للقرآن الكريم في العتبة العباسية المقدسة ختامًا لمشاريعه التي أقيمت خلال شهري محرم وصفر، وأهدي ما أقيم من نشاطات إلى روح فقيه أهل البيت (عليهم السلام) آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم (طاب ثراه)، التي بارك خلالها نجل المرجع لمعهد القرآن الكريم نشاطاتهم القرآنية التي تنشر أريج الثقلين، وشاكرهم وهم يستذكرون المرجع الحكيم.
السيد الحكيم في كلمته مبينًا: عندما نتحدث عن القرآن الكريم فهو متشعب لأنه كتاب الهداية الذي أراده الله سبحانه وتعالى ان يكون خالدًا لآخر الأمم التي تبقى حتى يأذن الله في انهاء هذه الحياة الدنيا، ونشير إلى أمرين مهمين للأخوة الشباب الأعزاء، فاليوم نحن في معترك ثقافات وهويات زائفة يراد لها ان تشوه هويتنا الأصيلة، فإذا أردنا أن نقيم مؤسسة أو جامعة للتعرف على هويتها ومنزلتها، من خلال أمرين وهما أهل الخبرة وخريجوها، فعندما نجد خريجيها متميزين في اختصاصاتهم هذا يدل على تقيمها وهذا ينطبق على كل شيء، وعندما نأتي للقرآن الكريم نجد أخبر الناس بالكتاب المنير هو رسول الله (صلى الله عليه وآله)، الذي أوصى فيه اني مخلفًا فيكم الثقلين الشريفين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدًا، فبهذا التعريف الذي عرفه النبي الأكرم، نؤكد بأن القرآن الكريم إلى جانب العترة يمنع من الضلالة، أجيال متعاقبة اذا تمسكت بالقرآن والعترة لن تضل ابدًا وهذا هو تقييم أهل الخبرة، فالمقارنة بين امتنا والأمم السابقة أس العقيدة، وهي عقيدة التوحيد بكلمة (لا إله إلا الله) ونلاحظ القرآن الكريم كم يؤكد أهمية التوحيد وهي عقيدة مشتركة بين جميع الأديان السماوية ولما نراجع تلك الأديان ومصيرها نجدها لم تحافظ على الفقرة الأساسية وهي التوحيد بمجرد ان غاب انبياءهم دب الانحراف فيما بينهم، بينما امتنا إلى الآن بعد انقضاء اكثر من 1400 عام نجد بأن تلك العقيدة الناصعة البيضاء ما زالت باقية، وهذه مقارنة سريعة تبين الفارق الكبير والبون الشاسع وهو دور وبركة القرآن وأهل البيت الذي كان لهم الدور الأساس في حفظ العقيدة، اما الأمر الثاني وهو النتاج فنتاج القرآن الكريم هم أهل البيت (عليهم السلام) كانوا يستنيرون بنور القرآن هم واصحابهم وتلمذتهم، ومن هنا نعرف قيمة هذا الكتاب الذي انتج مثل هذه الرموز الشامخة، وهذا الخط الناصع كان للقرآن فيه دور أساس ومهم، فعندما نعرف قيمة القرآن الكريم وتقييم النبي له والأثر والثمرة الخارجية له، هذا يدعونا إلى التمسك والعمل فيه واذا وجدنا أن هناك خللًا وعدم انسجام بين مواقفنا ومفاهيم القرآن الكريم نعرف أن المشكلة تكمن فينا، لأن تلك المفاهيم هي انتجت الرموز والقامات الشامخة لأهل البيت عليهم السلام، فاعتزوا بهذا الخزين، وبهذا الكتاب العزيز وبأهل البيت (عليهم السلام).
مؤكدًا أن إذا عرفنا قيمة القرآن الكريم وهويته هذا الشيء يدعونا إلى الاعتزاز والتمسك به، فعلى الشباب ان يشاركوا في الدورات والمحاضرات القرآنية وغيرها، فالعلماء بذلوا كثيرًا من الجهد وواجهوا كثيرًا من التحديات والمصاعب في سبيل التمسك بمبادئ هذا الدين ونشره، اليوم شبابنا لا يعرفون قيمة التضحيات وحجمها التي قدمها اسلافهم في معتقلات الطاغية وجلاوزته التي كانت تمنع أي شيء يخص الدين الإسلامي فكان المرجع الحكيم يقدم درسًا في التفسير أيام الاعتقال ولكن بأي وضع كان كل نشاط في المعتقل حكمه الإعدام وعلى أي حال قدمه سماحته للمعتقلين وهذا نموذج من التضحيات، والآن أتمنى من الشباب ان يقارنوا بين الفرصة المتاحة لهم وظروف هذا الدرس، فليغتنموا هذه الفرصة ووجود المعاهد القرآنية التي تقدم لهم الدروس بالمجان، وكان الأسلاف يقدمون تضحيات من أجل التعلم والتنور من علوم أهل البيت فيجب على الشباب أن يقيمون ما بين أيديهم فالشعور بالمسؤولية هو من واجبات ديننا الحنيف ولابد من اغتنام الفرص المتاحة ولا ينبغي ان تهدر، وأنتم لديكم معاهد تدعوكم وتوفر لكم ظروف مناسبة للتثقيف والتعليم والخدمة وهذه كانت في الأجيال السابقة لم تخطر حتى في الحلم فكان ذلك جرمًا، فاستثمروا الفرص وواجهوا المصاعب بمحاولة إصلاحها.
تعليقات القرآء (0 تعليق)
لاتوجد اي تعليقات حاليا.

ملاحظة: لطفا التعليق يخضع لمراجعة الادارة قبل النشر

الرجاء الضغط على المربع أدناه

جاري التحميل ...

لا يوجد اتصال بالانترنت !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثواني ...

جاري التحميل ...