لسيّدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء(عليها السلام) علاقةٌ خاصّةٌ بالقرآن الكريم فقد كان ملازماً لها، حيث وُصِفَت (عليها السلام) بليلة القدر، وجاء في خطبتها(عليها السلام) في المسجد: (...عباد الله أنتم نصب أمره ونهيه، وحملة دينه ووحيه، وأمناء الله على أنفسكم، وبلغاؤه الى الأمم زعيم حقّ له فيكم، وعهد قدّمه اليكم، وبقيّة استخلفها عليكم: كتاب الله الناطق، والقرآن الصادق، والنور الساطع، والضياء اللامع، بيّنةٌ بصائره، منكشفةٌ سرائره، منجليةٌ ظواهره، مغتبطةٌ أشياعه، قائدٌ الى الرضوان أتباعه، مؤدٍّ الى النجاة استماعه، به تُنال حجج الله المنوّرة، وعزائمه المفسّرة، ومحارمه المحذّرة، وبيّناته الجالية، وبراهينه الكافية، وفضائله المندوبة، ورخصه الموهوبة، وشرائعه المكتوبة...).
ومن هذا المنطلق وتوثيقاً لهذه العلاقة وإحياءً لذكرى مولدها العطر، أقام معهدُ القرآن الكريم التابع للعتبة العباسية المقدّسة مساء يوم الجمعة (20جمادى الآخرة 1436هـ) الموافق لـ(10نيسان2015م) وسط أجواء فرحٍ وسعادةٍ غامرة ومن الرحاب الطاهرة لصحن أبي الفضل العباس(عليه السلام) محفلاً قرآنياً اشترك فيه نخبةٌ من القرّاء وهم (القارى مصطفى الحمدان والقارئ موسى شاكر الرديني ،والقارئ باقر الزيدي والبرعم المتميز علي هادي باقر)، وشهد حضوراً فاعلاً ومشاركةً كبيرةً من قبل زائري المرقد الطاهركما شهد المحفل مسابقة قرآنية وزعت على الحاظرين وبعد ختام المحفل اجريت القرعة لاصحاب الاجابات الصحيحة وكرم (10) منهم.
يُذكر أنّ معهد القرآن الكريم بالإضافة إلى هذه الدورة فإنّه يُقيم العديد من الأمسيات القرآنية ويعمل على الاهتمام بالطاقات القرآنية للموهوبين من الأطفال والناشئة والشباب والعمل على تنمية تلك الطاقات في الحفظ والتلاوة والتفسير وتقديم كافة التسهيلات لها, والتعاون مع المؤسّسات القرآنية الأخرى لتبادل الخبرات والمشاركة في المسابقات والمهرجانات الداخلية والخارجية منها, وإعداد المبلّغين في مجال القرآن من خلال فتح دورات تأهيل وإعداد معلّمي القرآن الكريم.