أقام معهد القرآن الكريم فرع النّجف الأشرف، التابع للعتبة العباسية المقدسة، مجلس عزاء بذكرى شهادة سيدة نساء العالمين الصّدّيقة الكُبرى فاطمة الزّهراء (عليها السّلام)، وسط حضور مبارك من المؤمنين.
افتُتح المجلس بتلاوة عطرة للقارئ الشّابّ (علي مُسلم) أحد طلبة مشروع أمير القرّاء الوطنيّ.
تلتها محاضرة علميّة لسماحة السّيّد أحمد الإشكوريّ (دام توفيقُهُ)، الّتي افتتحها بقوله تعالى: ﴿يا يحيى خُذِ الكِتابَ بِقُوّةٍ﴾، وأشار فيها إلى أمور مهمّة تتعلّق بالمجتمع والعقيدة، ونبّه على خطورة بعض المُمارسات والأفكار الّتي يقوم بها بعض النّاس ولا يعلمون ضررها، ومن ذلك ما نراهُ من تزعزع القيم الاجتماعيّة وتقبُّل ذلك بين النّاس، ممّا أدّى إلى ظهور نماذج لا ترعى حرمة الأُسرة بما فيها (الأب) المُضحّي لأجل عائلته، ففي مُقابل ذلك لا بُدّ لكُلّ واحدٍ منّا أن يأخُذ (القِيَم) بقوّة ولا يدع للرّغبات والشّهوات والحداثة سلطة في إفلات تلك القيم من يده.
وأشار سماحته إلى أنّ في النّاس مَن يريدُ أن يكون القائد على وفق ذائقته الخاصّة، وهذا واردُ في زماننا، إذ نسمع ونرى أنّ من النّاس مَن يُريدُ من (الله) و(النّبيّ) و(الإمام) و(المرجع) أن يُلبّوا رغباته فيجعلوا ما يرغب فيه حلالًا وما يرفضه حرامًا، وضرب سماحة السّيّد على ذلك أمثلة من القُرآن الكريم في ضمن ما ورد في قصص بني إسرائيل.

كما بين أنّ الإنسان لا بُدّ له من أنْ يكون هدفُهُ واضحًا في حياته، وفي أيّ عمل يقدم عليه، وبيّن أنّ الزّهراء (عليها السّلام) شهيدة، وكانت قد استشهدت للدّفاع عن هدفٍ واضحٍ قد رسمه رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم الغدير.

فيما اختتم المجلس، بصوت الخطيب (الشّيخ عبد الله الدّجيليّ)، عرّج فيها على مصائب الزّهراء (عليها السلام) ومحنة أمير المؤمنين (عليه السّلام)، آخذًا القلوب صوب رمز الوفاء وباب الحوائج أبي الفضل العبّاس (عليه السلام)، ليختم بالدّعاء لقضاء الحوائج وشفاء المرضى وقبول الأعمال.