أنت في الصفحة : بحوث

بحوث
كنز العرفان في فقه القرآن‏ : المقداد السيوري (ت826 هـ)
كنز العرفان في فقه القرآن‏  : المقداد السيوري (ت826 هـ)
الباحث : المقداد السيوري

تأريخ النشر : 2021-07-06

المؤلف:
هوالشّيخ الفاضل أبو عبد اللّه المقداد بن عبد اللّه بن محمّد بن الحسين بن محمّد السيوريّ الحلّي الأسديّ الغرويّ المعروف بالفاضل السيوريّ و الفاضل المقداد، عند الفقهاء المتأخّرين، كان من أجلّاء الأصحاب، و عظماء مشايخ الرّجال جامعا بين المعقول و المنقول، عالما فاضلا متكلّما محقّقا مدقّقا من أعاظم الفقهاء قد أثنى عليه كلّ من عنونه بالثناء الجميل، و الذّكر النبيل.
فهو كان من بني أسد المتوطّنين بالعراق، وسيور قرية من قرى الحلّة ‏.
وعاش في النجف الاشرف الى ان توفي فيها  سنة 826 هجرية و دفن في مقابرها.
تتلمّذ عند الشّهيد الاول (محمد بن جمال الدين مكي بن شمس الدين العاملي - ت786هـ- ) وسمع منه عندما ارتحل الشّهيد إلى النّجف الغريّ، ويعد مصنفنا من اشهر تلاميذ الشهيد الاول .
وتخرّج عليه جمع من الفقهاء، و سمع منه كثير من مشايخ الإجازة: منهم: شيخ مشايخ الإماميّة في عصره، أبو الحسن علي بن هلال الجزائري مولدا العراقيّ أصلا و محتدا، والشّيخ شمس الدّين محمّد بن الشجاع القطّان الأنصاريّ الحلّي العالم الكامل صاحب كتاب معالم الدّين في فقه آل ياسين المعروف بابن القطّان، والشّيخ الصالح العالم الفاضل زين الدّين عليّ بن الحسن بن علالة وغيرهم.
و كان للمقداد  ولد يسمّى عبد اللّه و لأجل ذلك كنّوه بأبي عبد اللّه و هو الّذي ألّف له المقداد كتاب الأربعين حديثا، على ما صرّح به.
مؤلفاته
كان  فاضلا محقّقا مدقّقا أديبا، ذا رأى بديع، و ذوق لطيف فأتقن تآليفه و كتبه أحسن إتقان، و رتّبها على أجمل ترتيب و أقوم برهان، أودع فيها من لطائف التّحقيقات، و بدائع الفوائد، ما يروق النّاظر، و يفيد الطّالب، و يهديه إلى بغيته المطلوبة.
فمنها: رسالة آداب الحجّ، و الأدعية الثّلاثون، و الأربعون حديثا، و إرشاد الطّالبين إلى نهج المسترشدين، و شرح ألفيّة الشّهيد قدّس سرّه‏، و الأنوار الجلاليّة في شرح الفصول النصيريّة لخواجه نصير الدّين الطوسيّ، و الفصول، و تجويد البراعة في شرح تجريد البلاغة، و التنقيح الرائع في شرح مختصر الشرائع، واللّوامع الإلهيّة، والنّافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر للعلامة، ونضد القواعد الفقهيّة على مذهب الإماميّة، و نهج السّداد في شرح واجب الاعتقاد، للعلامة، وشرح مبادئ الأصول: للعلامة، وتفسير مغمضات القرآن، وغيرها .
التّعريف بكتاب كنز العرفان
يعد كتاب كنز العرفان من كتب تفسير آيات الاحكام وهو من اهم مصنفات الامامية في هذا الشأن، نال من الشهرة والرغبة مالم ينله كتاب تفسير مثله، ولعل ذلك لمكانة مصنفه العالية؛ إذ ان كثيراً من الباحثين والمدقّقين من أصحابنا رضوان اللّه عليهم قد صنفوا مؤلّفات كثيرة قديماً وحديثاً في آيات الأحكام لكنّها لم تحظ بما حظي به هذا التفسير، و ليس ذلك إلّا لفضله الباهر، و بيانه القاهر، وتحقيقاته العميقة، و فوائده العامّة الأنيقة.
وهذا السفر يشبه في فضله و اشتهار صيته مجمع البيان في تفسير القرآن لأمين الدّين الفضل بن الحسن الطبرسيّ، كما أنّه يشبهه في نسقه و ترتيبه، و نقل الأقوال، و حسن الانسجام، و بديع الجمال.
و كما اشتهر عند العامّة تفسير مجمع البيان للطبرسيّ اشتهر عندهم كنز العرفان للفاضل السيوريّ، وقد عنونه بعض المتأخّرين من المعاصرين في كتابه «التّفسير و المفسّرون‏».

سبب تأليفه لهذا التفسير
ذكر  ان سبب تأليفه لهذا السفر بعد ذكره لاهمية علم الأحكام الشرعية والمسائل الفقهية وانه أعم نفعاً للعباد وهو أولى بالاختصاص إذ به ينتظم قواعد المعاش في العاجلة، و يتمّ سعادة المعاد في الآجلة، وان الآيات القرآنية هي عمدة حججه واكبر دلائله، صار محل عناية العلماء، غير انه رغم كثرة من ألف بهذا الجانب لم يظفر بمؤلف يبرد غليله فَعَمَدَ الى تفسيره هذا، قال: (( لكني لم أظفر بكتاب في تنقيح تلك الآيات بما يبرد الغليل و يشفي العليل، و يحتوي على جملة ما يبغيه الراغب، و يستطرفه الطّالب بل إمّا مسهب‏ بذكر الأقاويل و الأخبار، أو مقصّر قد ملّل بالايجاز و الاختصار فحداني ذلك على وضع كتاب يشتمل على فوائد قد خلا عنها أكثر التّفاسير و فرائد لم يعثر عليها إلّا كلّ نحرير، و ضممت إلى ذلك فروعا فقهيّة تقتضيها نصوص تلك الآيات أو ظواهرها، و نكات معان و عجيب غرائب يلمع لدى الفضلاء زواهرها، يظهر بذلك من الآيات سرّها المكنون و جوهرها الثمين المصون بحيث يعجب بذلك النّاظرون و ما يعقلها إلّا العالمون)) .
مميزات تفسير كنز العرفان
1. يحوي كتاب كنز العرفان في فقه القرآن على مقدمة وكتب، اما المقدمة فقد ضمَّنَها ثلاثة فوائد، تحَّدَّث فيها عن تنويع الالفاظ التي تحويها الايات القرآنية من نص وظاهر ومجمل ومؤول ومحكم ومتشابه ومطلق ومقيد وغير ذلك مما يكتنف الآيات القرآنية من الفاظ، كما بين عدد آيات الاحكام .
واما الكتب فقد تناول فيها الموضوعات الفقهية في هذا التفسير.
2. يعد تفسير كنز العرفان من امهات التفاسير لآيات الاحكام، والتي عدها المؤلف اقل من خمسمائة آية .
3. اعتمد في تفسير آيات الاحكام على طريقة التفسسير الموضوعي؛ إذ عقد في كتابه تحت عنوان الكتب، أبواباً كأبواب‏ الفقه، و يدرج في كلّ باب منها الآيات الّتي تدخل تحت موضوع واحد، فمثلا يبدأ في (كتاب الطّهارة) مبيناً معنى الطهارة، ثمّ يذكر ما ورد في الطّهارة من الآيات القرآنيّة، شارحا كلّ آية منها على حدة، مبيّنا ما فيها من الأحكام، ومايتفرع عليها من موضوعات، على حسب ما يذهب إليه الإماميّة الاثنا عشريّة في فروعهم، مع تعرّضه للمذاهب الأخرى وردّه على من يخالف ما يذهب إليه الإماميّة الاثنا عشريّة، ويشرع بعدها بكتاب الصلاة وهكذا يذكر الموضوعات الفقهية الى آخر الكتاب الذي ينهيه بموضوع (كتاب القضاء والكفارات).
تعليقات القرآء (0 تعليق)
لاتوجد اي تعليقات حاليا.

ملاحظة: لطفا التعليق يخضع لمراجعة الادارة قبل النشر

الرجاء الضغط على المربع أدناه

جاري التحميل ...

لا يوجد اتصال بالانترنت !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثواني ...

جاري التحميل ...