المكاسب ـ جلد الأول ::: 1 ـ 10
كتاب المكاسب
للشيخ الأعظم اُستاذ الفُقهاء والمجتهدين
الشيخ مرتَضَى الأنصاري
( 1214 ـ 1281 هـ )
الجُزء الأوّل
اعداد
لَجَنة تَحقيقُ تُرَاثِ الشَّيخِ الاَعظَمِ


(5)
بسم الله الرحمن الرحيم


(6)
برعاية
قائد الثورة الاسلامية ولي أمر المسلمين
سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي دام ظله الوارف
تم طبع هذا الكتاب


(7)
بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين.
    لم تكن الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني رضوان الله عليه حدثا سياسيا تتحدد آثاره التغييرية بحدود الأوضاع السياسية إقليمية أو عالمية ، بل كانت وبفعل التغييرات الجذرية التي أعقبتها في القيم والبني الحضارية التي شيد عليها ضرح الحياة الإنسانية في عصرها الجديد حدثا حضاريا إنسانيا شاملا حمل إلى الإنسان المعاصر رسالة الحياة الحرة الكريمة التي بشر بها الأنبياء عليهم الصلاة والسلام على مدى التأريخ وفتح أمام تطلعات الإنسان الحاضر أفقا باسما بالنور والحياة ، والخير والعطاء.
    وكان من أولى نتائج هذا التحول الحضاري الثورة الثقافية الشاملة التي شهدها مهد الثورة الإسلامية إيران والتي دفعت بالمسلم الإيراني إلى اقتحام ميادين الثقافة والعلوم بشتى فروعها ، وجعلت من إيران ، ومن قم المقدسة بوجه خاص عاصمة للفكر الإسلامي وقلبا نابضا بثقافة القرآن وعلوم الإسلام.


(8)
    ولقد كانت تعاليم الإمام الراحل رضوان تعالى عليه ووصاياه وكذا توجيهات قائد الثورة الإسلامية وولي امر المسلمين آية الله الخامنئي المصدر الأول الذي تستلهم الثورة الثقافية منه دستورها ومنهجها ، ولقد كانت الثقافة الإسلامية بالذات على رأس اهتمامات الإمام الراحل رضوان الله عليه وقد أولاها سماحة آية الله الخامنئي حفظه الله تعالى رعايته الخاصة ، فكان من نتائج ذاك التوجيه وهذه الرعاية ظهور آفاق جديدة من التطور في مناهج الدراسات الإسلامية بل ومضامينها ، وانبثاق مشاريع وطروح تغييرية تتجه إلى تنمية وتطوير العلوم الإسلامية ومناهجها بما يناسب مرحلة الثورة الإسلامية وحاجات الإنسان الحاضر وتطلعاته.
    وبما أن العلوم الإسلامية حصيلة الجهود التي بذلها عباقرة الفكر الإسلامي في مجال فهم القرآن الكريم والسنة الشريفة فقد كان من أهم ماتتطلبه عملية التطوير العلمي في الدراسات الإسلامية تسليط الأضواء على حصائل آراء العباقرة والنوابغ الأولين الذين تصدروا حركة البناء العلمي لصرح الثقافة الإسلامية ، والقيام بمحاولة جادة وجديدة لعرض آرائهم وأفكارهم على طاولة البحث العلمي والنقد الموضوعي ، ودعوة أصحاب الرأي والفكر المعاصرين إلى دراسة جدية وشاملة لتراث السلف الصالح من بناة الصرح الشامخ للعلوم والدراسات الإسلامية ورواد الفكر الإسلامي وعباقرته.
    وبما أن الإمام المجدد الشيخ الأعظم الأنصاري قدس الله نفسه يعتبر الرائد الأول للتجديد العلمي في العصر الأخير في مجالي الفقه والاصول ـ وهمامن أهم فروع الدراسات الإسلامية ـ فقد اضطلعت الأمانة العامة لمؤتمر الشيخ الأعظم الأنصاري ـ بتوجيه من سماحة قائد الثورة الإسلامية


(9)
آية الله الخامنئي ورعايته ـ بمشروع إحياء الذكرى المئوية الثانية لميلاد الشيخ الأعظم الأنصاري قدس سره وليتم من خلال هذا المشروع عرض مدرسة الشيخ الأنصاري الفكرية في شتى أبعادها وعلى الخصوص إبداعات هذه المدرسة وإنتاجاتها المتميزة التي جعلت منها المدرسة الام لمات تلتها من مدارس فكرية كمدرسة الميرزا الشيرازي والآخوند الخراساني والمحقق النائيني والمحقق العراقي والمحقق الإصفهاني وغيرهم منزعماء المدارس الفكرية الحديثة على صعيد الفقه الإسلامية واصوله.
    وتمهيدا لهذا المشروع فقد ارتأت الأمانة العامة أن تقوم لجنة مختصة من فضلاء الحوزة العلمية وإخراجها بالاسلوب العلمي اللائق وعرضها لرواد الفكر الإسلامي والمكتبة الإسلامية بالطريقة التي تسهل للباحثين الإطلاع على فكر الشيخ الأنصاري ومتاجه العلمي العظيم.
    والأمانة العامة لمؤتمر الشيخ الأنصاري إذ تشكر الله سبحانه وتعالى على هذا التوفيق تبتهل إليه في أن يديم ظل قائد الثورة الإسلامية ويحفظه للإسلام ناصرا وللمسلمين رائدا وقائدا وأن يتقبل من العاملين في لجنة التحقيق جهدهم العظيم في سبيل إحياء تراث الشيخ الأعظم الأنصاري وأن يمن عليهم بأضعاف من الأجر والثواب.
أمين عام مؤتمر الشيخ الأعظم الأنصاري
محسن العراقي
المكاسب ـ جلد الأول ::: فهرس