الزلزال :
لقد كانت لحظات مثيرة تلك التي شهدت انهيار الأوثان العربية ، وسط هتافات الله أكبر التي ملأت فضاء مكّة ؛ وراح سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلّم يطوف حول البيت على ناقته «القصوى »ومئات الأصنام تتهاوى بين يديه لتتحول إلى انقاض .
ها هو حفيد إبراهيم عليه السلام يدخل المعبد وبيده فأس يهشم بها وجوه الآلهة المزيفة ، وكان « هبل » ما يزال جاثماً فوق الكعبة يحدّق
( 73 )
ببلاهة والتفت النبي صلى الله عليه وآله وسلّم إلى علي عليه السلام وتسلّق وليد الكعبة البيت الذي شهد ميلاده قبل ثلاثين سنة .
وتهشم هبل تحت وقع ضربات على ، كان أبو سفيان يراقب تحطّم الآلهة بمرارة ، ولعل تلك اللحظات كانت من اصعب ما واجهه أبو سفيان في حياته .
التفت الزبير إليه قائلاً :
ـ يا أبا سفيان لقد كسر هبل ...
واردف وهو يستعيد هتافات أبي سفيان في أحد : أُعلُ هُبل !
ـ اما انك قد كنت منه يوم أحد في غرور .
قال أبو سفيان بضيق :
ـ دع عنك هذا يا ابن العوام .. لو كان مع إله محمد إله غيره لكان غير ما كان .
وارتقى بلال سطح الكعبة في مشهد مثير فهذا العبد المملوك قد جعل منه الإسلام بطلاً من ابطال الإنسانية ، ولم يكن هناك من اسم احب إليه من اسم محمد صلى الله عليه وآله وسلّم .
ودوّت هتافات الأذان الخالد معلناً : ان لا إله إلا الله .. الله أكبر .. (1) .
(1) تمتم بعضهم قائلين بغيظ : ليتنا متنا قبل هذا اليوم ، ولم نسمع بلالاً ينهق فوق الكعبة !!
( 74 )
حتى إذ وصل بلال إلى اسم حبيبه رفع صوته كاشدّ ما يكون قائلاً : اشهد أن محمداً رسول الله .
وسيئت وجوه الذين في قلوبهم مرض .
لقد دمّر الزلزال اوثانهم ومرغ كبرياءهم بالوحل واحال مصالحهم وامجادهم إلى مجرد انقاض وبدد أحلامهم المريضة فاذا هي هشيم تذروه الرياح .
لنراقب عن كثب هذا المشهد المضيء لنرى كيف يحاول رسول السماء انقاذ الإنسان من براثن النفوس الجاهلية ، ها هو سهيل بن عمرو يحثّ الخطى مذعوراً إلى منزله لقد دخل جيش محمد مكة فاتحاً وقد حانت لحظة القصاص اغلق سهيل باب المنزل باحكام وجلس يترقب ، قال لولده وكان قد اسلم من قبل (1) .
ـ اذهب يا عبد الله وخذ لي أماناً من محمد .. اني لا آمن على نفسي ..
واضاف وهو يستعيد تفاصيل الماضي البعيد :
ـ لأنني لم أجد احداً اساء إليه إلا واشتركت معه .. وقد حضرت مع قريش بدراً وأحداً .
وتناسى الابن البار كل اساءات والده ، وانطلق إلى ينابيع النور
(1) قبل صلح الحديبية .
( 75 )
والرحمة إلى حبيب القلوب محمد صلى الله عليه وآله وسلّم ، قال النبي :
ـ هو آمن .
والتفت إلى اصحابه يوصيهم بتناسي الماضي وفتح صفحة جديدة وبدء حياة جديدة :
ـ من لقي منكم سهيلاً فلا يشدّن النظر إليه ... ان سهيلاً له عقل وشرف .
وأكبر المسلمون موقف النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ازاء سهيل .. سهيل الذي آلم قلب النبي في مفاوضات الحديبية ... وتذكروا كلماته وهو يطالب بمحو رسول الله من نص المعاهدة قائلاً : لو كنت اعلم أنك رسول الله ما قاتلتك .. بل اكتب اسمك واسم ابيك !
وردّ النبي بحزن : والله أني رسول الله وان كذبتموني !!
وجاء عبد الله يبشر أباه بالطمأنينة والأمن والسلام .
واهتز سهيل للموقف النبيل ، وحطّم الإنسان في اعماقه السلاسل وهتف :
ـ كان والله براً صغيراً وكبيراً .
حادثان :
مكث سيدنا محمد صلى الله عليه وآله والمسلمون في مكة خمسة عشر يوماً ، ولعلّ علي بن أبي طالب الذي تخطى الثلاثين ، قد تجوّل في
( 76 )
ربوعها الزاخرة بالذكريات وربّما ذهب إلى حراء جبل النور ، إلى الغار الذي كان يأوي اليه مع أخيه وسيّد العظيم ؛ غير أن «الشيخ » الغارق في السنين والحوادث لم يتذكر سوى حادثتين فقط ... فرك جبينه بيده المعروقة وقال :
ذهب علي وهو بكامل زيّه الحربي .. يجتاز الازقّة إلى منزل أخته ام هانئ وعندما دخل فوجئت المرأة وكانت قد اجارت رجلين (1) من مكّة خائفين فاجارتهما .
قالت أم هانئ وهي تخاطب الجندي المسلم المدجج بالسلاح :
أنا أم هاني بنت عم رسول الله !
واماط علي اللثام ، وارتسمت ابتسامة مشرقة على وجه شقيقته التي خفّت اليه تعانقة . وفي تلك اللحظة وقعت عيناه على المشركين فاخترط سيفه هتفت أم هاني :
ـ أنت أخي وتصنع معي ذلك .. لقد اجرتهما .
قال علي :
ـ اتجيرين المشركين ؟!
القت أم هانئ عليهما ثوباً واعترضت اخيها :
(1) اجارت أم هانئ حموين لها مشركين هما عبدالله بن أبي ربيعة والحرث بن هشام من بني مخزوم .
( 77 )
ـ إذا اردت قتلهما فاقتلني معهما .
ولم يجد علي سوى مغادرة المنزل .
وانطلقت أم هانئ بعد أن هدّأت من خوف الرجلين إلى خيمة النبي ... لم تجده هناك ووجدت فيها ابنته فاطمة ..
وجلست أم هانئ تشكو ما فعله اخوها وزوج ابنة النبي :
ـ ما لقيت من ابن امي لقد اجرت حموين لي .. فتفلّت عليهما ليقتلهما !
قالت فاطمة :
ـ لأنهما يستحقان ذلك ، ... وما يجدر بكِ أن تجيري المشركين .
وجاء النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ولما رأى أم هانئ هتف مستبشراً :
ـ مرحباً بأم هانئ .
وشكت له أم هانئ ما حصل فقال رسول الإنسانية :
ـ قد أجرنا من أجرت وآمنا من آمنت .
وعادت ام هانئ إلى منزلها تحمل البشرى للرجلين الخائفين .
كانت القبائل العربية تترقب ما سيسفر عنه الصراع بين محمد وقومه من قريش ، وكانت مكّة بكل ثقلها الديني والقبلي تمثل أم القرى ، فهي مركز الوثنية وحصنها الحصين .
( 78 )
بنو جذيمة :
ومن هنا جاء فتح مكّة ليسجل النصر الحاسم والنهائي للإسلام في مواجهة العقيدة الوثنية ، وهكذا جاء اعتناق قريش للإسلام ايذاناً ببداية عهد جديد ، ولكن ذلك لم يكن يمنع من وجود بعض الجيوب المشركة هنا وهناك في طوايا جزيرة العرب .
وفي خطوة لنشر الإسلام على نطاق أوسع جهز النبي صلى الله عليه وآله وسلّم قوّة مقاتلة مؤلفة من ثلاثمئة وخمسين جندي ضمت الأنصار والمهاجرين لدعوة « بني جذيمة » إلى الإسلام ؛ وكان على رأس القوّة الإسلامية « خالد بن وليد » .
وللأسف فقد استيقظت في نفس القائد المسلم ذكريات الجاهلية وتحرّكت في اعماقه روح الثأر من الذين قتلوا عمّه (1) في غابر الأيام .
وهرع بنو جذيمة إلى السلاح ؛ فقال خالد وقد بيّت لهم الغدر :
ـ ضعوا السلاح فان الناس قد اسلموا .
وصاح جحدم وهو رجل من بني جذيمة :
ويلكم يا بني جذيمة انه خالد بن الوليد والله ما بعد وضع
(1) الفاكه بن المغيرة وكان بنو جذيمة قد قتلوا أيضاً عوفاً والد عبد الرحمن .
( 79 )
السلاح إلا الأسر ، وما بعد الأسر إلا ضرب الاعناق ، ولكن بنو جذيمة مالوا إلى السلام وقال بعضهم :
يا جحدم أتريد أن تسفك دماءنا !! فان الناس قد اسلموا ووضعت الحرب وآمن الناس .
والقى جحدم سلاحه ، وهنا أمر خالد بأسرهم ، وقتل جماعة منهم ؛ واعترض عبد الرحمن بن عوف بشدّة قائلاً :
انك عملت بأمر الجاهلية في الإسلام .
قال خالد مخادعاً :
ـ لقد اخذت بثأر أبيك .
أجاب عبد الرحمن مستنكراً :
ـ كذبت .. لقد قتلت قاتل أبي يومذاك ... ولكن ثأرت لعمك « الفاكه » واخترط خالد سيفه وشهر عبد الرحمن هو الآخر سيفه ، وتدخل بعض المسلمين فاصلحوا بينهما .
وصلت الأنباء المثيرة إلى مكّة وتألم النبي بشدّة لهذا الانتهاك والغدر .. ورفع يديه إلى السماء قائلاً :
ـ اللهم اني ابرأ اليك مما صنع خالد .
واستدعى النبي أخاه علياً وسلّمه « مالاً » :
ـ يا علي اخرج إلى هؤلاء القوم وانظر في أمرهم واجعل أمر
( 80 )
الجاهلية تحت قدميك .
وانطلق علي مضارب بني جذيمة في خطوة اصلاحية ودفع تعويضات عن ضحايا الحادث وبعض الخسائر الأخرى .
قال علي :
ـ هل بقي لكم بقية من دم أو مال .
اجاب المنكوبون وقد طابت خواطرهم .
ـ لا .
نظر علي فوجد لديه بقية من المال قد زاد ، فقدّمها اليهم احتياطاً مما لا يعلم ولا يعلمون ، وعاد إلى رسول الله يشرح له تفاصيل مهمّته فقال النبي :
ـ اصبت واحسنت .
ورفع يديه إلى السماء مرّة أخرى تعبيراً عن استنكاره الشديد لما حصل :
ـ اللهم اني أبرأ إليك مما صنع خالد .
قالها ثلاث مرات .
الطريق إلى حُنين :
يعدُّ ما حدث في وادي حنين آخر المواجهات العنيفة بين الإسلام والوثنية .
( 81 )
كانت قبائل هوازن وثقيف التي تقطن الطائف قد وقفت موقفاً سلبياً حيال الإسلام في مراحل الدعوة الأولى .
وعندما غادر سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلّم المدينة المنورة زاحفاً باتجاه مكّة ظنت تلك القبائل (1) انها ستكون الهدف من تلك الحملة العسكرية ؛ وهكذا تدفقت القبائل الوثنية إلى وادي حنين وتمركزت في المرتفعات المشرفة على الوادي في خطّة ذكيّة لمباغتة الجيش الإسلامي ؛ وقد ضم التجمع الوثني قبائل هوازن وثقيف ونصر وجشم وبلغت الحشود العسكرية الثني عشر ألف مقاتل ؛ وكان الجيش الإسلامي يتألف من اثني عشر ألف جندي هو الآخر .
وقد بلغ من تهوّر الزعيم الوثني الشابّ ان هدد بالانتحار إذا لم تنفذ القبائل المتحشدة تفاصيل خطّة دون قيد أو شرط ، وكانت خطّة تستند إلى ركنين . الأول : ضمان عنصر المفاجأة في احتلال المرتفعات ومباغتة الحشود الإسلامية بهجوم عنيف ، والثاني زجّه الأطفال والنسوة وما يمكن نقله من الأموال في المعركة وخلق حالة من الاصرار لدى القبائل ودفعها إلى القتال حتى النهاية .
وقد علّق الشاعر دريد بن الصمّة (2) بمرارة قائلاً : ان المنهزم
(1) تسارعت الأحداث بشكل مثير ولم تسمع قبائل هوازن وثقيف بانتهاك قريش لصلح الحديبية ؛ ثم سيطرت مشاعر الغرور على حشودهم العسكرية الضخمة وحماس زعيمهم الشاب مالك بن عوف في مواجهة الجيش الإسلامي .
(2) دريد بن معاوية والصمّة لقب ابيه معاوية سيد بني جشم فقد بصره في اخريات =
( 82 )
لا يردّه شيء ؛ وانقد مالكاً بن عوف لذلك .
كان على الجيش الإسلامي الزاحف أن يسلك المنعطفات الجبلية في منطقة حنين ؛ وعندما بدأت الكتائب الإسلامية في غبش الفجر الانسياب في بطن الوادي العميق ، فوجئت بوابل من السهام ؛ وهي تنبعث من قلب الظلمات ، وسادت الفوضى الكتيبة التي يقودها خالد بن وليد فارتدّت الى الوراء في انسحاب فوضوي جرف معه الكتلة الرئيسية من الجيش الإسلامي ، وتحوّل الانسحاب إلى هزيمة ، ولم يعر المنهزمون اذناً إلأى صيحات النبي وهي تدعوهم إلى الثبات والمقاومة ، وبهذا سجّلوا موقفاً اسوأ بكثير مما حصل في معركة أُحد .
لم يثبت مع النبي صلى الله عليه وآله إلا ثلّة مؤمنة وقد تضاربت الروايات فيمن ثبت ولكنها اجمعت على ثلاثة في طليعتهم علي بن أبي طالب والعباس وأبو سفيان بن حارث (1) وايمن الذي هوى شهيداً
= عمره وكانت هوازن تستشيره في الأزمات .
(1) ابوسفيان بن الحارث بن عبد المطلب ، ابن عم النبي صلى الله عليه وآله وسلّم وأخوه من الرضاعة ، كان يهجو سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلّم ؛ وفيما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلّم يتجه صوب مكّة في عام الفتح غادر أبو سفيان مكّة مصطحباً ابنه وقد مال قلبه للإسلام فالتقى النبي صلى الله عليه وآله وسلّم في الطريق ، ورفض النبي استقباله ، وتوسطت أم المؤمنين أم سلمة له ولاخيها من ابيها قائلة :
ـ لا يكن ابن عمّك وابن عمّتك اشقى الناس بك يا رسول الله !
وقال ابو سفيان بمرارة : والله ليأذنن لي أو لآخذن بيد ابني ثم لنذهبن في الأرض =
( 83 )
في أرض المعركة .
وأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلّم عمّه العباس أن يطلق هتافاته الجهورية ليتذكر المسلمون بيعة في ظلال الشجرة (1) .
ودوّت في الوادي صيحات العباس :
ـ يا أهل بيعة الرضوان ! .. يا اصحاب سورة البقرة .. يا أهل بيعة الشجرة .. إلى اين تفرّون ؟
وكان ذو الفقار يسطع في غمرة الغبار كصاعقة مدّمرة ، وقد سجّل القرآن الكريم تلك اللحظات الحساسة من تاريخ الإسلام في قوله تعالى : « ويوم حنين إذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين * ثم انزل الله سكينة على رسوله وعلى المؤمنين وانزل جنوداً لم تروها » .
ان قلب المؤمن اقوى من الجبل ... وسيذكر التاريخ الإسلامي باجلال تلك اللحظات المصيرية ؛ فيوم هبّت العاصفة الوثنية صفراء مدمّرة ، لم يثبت سوى محمد وعلي ورجال صدقوا ... وانزل الله جنوده .. وتحولت الهزيمة إلى نصر وشيئاً فشيئاً عاد
= حتى نموت عطشاً ؛ وعلّمه علي كيف يقابل النبي صلى الله عليه وآله وسلّم قائلاً له :
ـ إئت رسول الله من قبل وجهه وقل له ما قاله اخوة يوسف : تالله لقد آثرك الله علينا وعندها قال النبي صلى الله عليه وآله وسلّم : لا تثريب عليكم اليوم ، يغفر الله لكم .
(1) بيعة الشجرة أو بيعة الرضوان وفيها بايع المسلمون سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلّم على الموت وذلك سنة 6 هـ ، وهي البيعة التي سبقت بأيام صلح الحديبية .
( 84 )
المنهزمون إلى الوادي الأيمن (1) ، وكانت راية الإسلام تخفق في قبضة علي ؛ واقتحم النبي عن بغلته وراح يباشر القتال ببسالة ادهشت المسلمين انفسهم ، واندفع علي إلى حامل الراية الوثنية فقضى عليه ، وسقطت راية الشرك وكان لهذا الموقف البطولي اثره في ارتفاع معنويات المسلمين .
وما ان اشرقت الشمس حتى كانت ارض الوادي تهتز لضرواة المعركة ، وعندما شاهد النبي صلى الله عليه وآله وسلّم أن كفة القتال تميل لصالح الجيش الإسلامي هتف معلناً بدء الهجوم المعاكس :
ـ الآن حمي الوطيس ، شدّوا عليهم !
واندفع المسلمون في هجوم مدمّر ، وراحوا يمزقون الفلول الوثنية ، التي فضلت الفرار والنجاة بأي ثمن .
لقد سقطت راية الشرك إلى الأبد فيما ظلت راية الإسلام تخفق في قبضة بطل الإسلام علي بن أبي طالب عليه السلام .
انظر كيف يتألق اسم علي في منعطفات التاريخ الإسلامي .. في اللحظات المصيرية .. في « بدر » و« أُحد » والاحزاب وفي يوم حنين ؛ ثم يختفي فجأة عندما يصبح الحديث عن الغنائم والاسلاب ، والاطماع الرخيصة ..
(1) انحاز النبي إلى يمين الوادي .
( 85 )
لقد حصل أبو سفيان وصفوان ومعاوية ويزيد على ثروات طائلة لم يكونوا ليحلموا بها .. وعاد علي ولا شيء في يديه سوى البيرق الإسلامي ، و« السكينة » التي انزلها الله على رسوله تملأ قلبه .