|
تاريخ مقام الإمام المهدي ( عج ) في الحلة ::: 1 ـ 10 |
|
تاريخ مقام
صاحب العصر و الزمان عليه السلام
تاليف
احمد علي مجيد الحلي
تقديم و مراجعة
مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عجل الله فرجح الشريف
(3)
الاهداء :
الى الكهف الحصين وغياث المضطر المستكين وملاذ المؤمنين.
إن حقوق إمامنا صاحب العصر والزمان أرواحنا فداه علينا كثيرة :
فهو العمود بين السماء والارض ...
وهو الشمس التي حجبتها غيوم ذنوبي الكثيرة.
(1)
نأي حقٍّ منه لا أستطيع أن أقابله بالشكر والاحسان.
فكل شكر اليه ، هو بالحقيقة منه واليه.
ويقال إن النبي سليمان بن داود عليه السلام قَبل هدية القنبرة.
وكانت تلك الهدية جراده.
فعلّ إمام زماني يقبل هديتي هذه المتواضعة فهي منه واليه.
وهديتي له عبارة عن بحث بتاريخي عن مقامه عجل الله تعالى فرجه الشريف في الحلة الفيحاء.
ليفي لنا الكيل ويتصدق علينا ان الله يجزي المتصدقين.
إذ مسنا الضر وهو الرحمة للعالمين.
خادمه
أحمد علي مجيد
1 ـ اشارة الى الحديث المروي عنه عجل الله تعالى فرجه الشريف : « واما وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالأنتفاع بالشمس اذا غيبتها السحاب عن الابصار » كشف الغمة ، ج 3 ، ص 34.
(4)
(5)
الدرة البيضاء :
هذه إضمامة عطرة تفضل بها سماحة العلامة الجليل السيد ...
(1)
مور خابها عملنا المتواضع هذا قائلاً :
بِيَراع أحمدَ خُطَّ سَفْرُ فَوائِدٍ
لـِ ( مَقامِ مَهْدي الهُدى ) سَطَعَتْ بِهِ
ذاكَ الّذِيْ في الحِلَّةِ الفَيْحاءِ قَدْ
تمضِي القُرُوْنٌ وَ نَشْرُهُ مُتَأرِّجٌ
هُوَ للمِلائِكِةِ ( المَطافُ ) فَرُكَّع
وَ لِشِيْعَةِ الكَرّارِ فيهِ تَضُرُّعٌ
قَدْ فازَ أحْمَدُ مُذْ تَتَبَّعَ جاهِدا
أكْرمْ بِهِ إذْ أرَّخُوْا : مْنَ فائِزٍ
| |
هُوَ ( مَصْدَرٌ ) للباحِثْينَ وَ ( مَوْرِدُ )
أنْوارُ قُدْسِ للضَلالِ تُبَدَّدُ
باهى بِهِ تَأرِيْخُهُ المُتَجَدِّدُ
وَ الذِكْرُ مِنْهُ في الزَّمانِ مُخَلّدُ
مِنْهُم بِذَيّاكَ ( المَقامِ ) وَ سُجَّدُ
وَ تَوَسُّلٌ وَ تَبتُّلٌ وَ تَهَجُّد
حَرَماً لِنِسْبَتهِ الدَّليلُ يُؤكَّد
بالدُّرَّةِ البَيْضاءِ وافى أحْمَدُ
|
90 + 98 + 242 + 845 + 97 + 53 = سنة 1425 هـ
و من غريب اتفاق هذا التاريخ ان لي أخا في الله اسمه فائز وهو أول و من
شجعني على كتابة هذا الكتاب ، دون علم السيد المؤرخ لهذا الكتاب ، فخرج
تاريخ اتمام الكتاب ، باسم فائز و الحمد و لله رب العالمين.
1 ـ و السيد هذا هو من نزلاء مدرسة الامام الاكبر الشيخ محمد حسين آل كشف الغطاء ،
في النجف الأشرف و من تواضعه ، طلب مني أن لا أذكر اسمه رغم شهرته.
(6)
(7)
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمةالمركز :
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا
محمد و آله الطيبين الطاهرين المعصومين المنتجبين ولا سيما صاحب العصر
و ناموس الدهر بقية الله في أرضه و حجته على عباده سمي رسول الله صلى الله عليه وآله
وكنيه الحجة بن الحسن المهدي العسكري أرواحنا لتراب مقدمه الفداء.
و اللعنة الدائمة على أعداءهم أجمعين من الأولين و الآخرين خاصة
المنكرين للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف و المشككين فيه.
من الأمور الثابتة عن أهل بيت العصمة و الطهارة الندب الى احياء
امرهم و التأكيد عليه حيث ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال : ( احيوا أمرنا
رحم الله من احيا امرنا ) وورد عنه عليه السلام انه قال لبعض اصحابه ( تجلسون
و تتحدثون قال نعم جعلت فداك قال : ان تلك المجالس أحبها ) و هذه
النصوص و غيرها تكتشف بما لا يشبه شك اهمية احياء أمرهم صلوات الله
عليهم بين مختلف الطبقات الاجتماعية و العلمية و الفكرية ، والتأكيد على
مسألة التذكير بهم ويمناقيهم و خصوصياتهم بالدعوة المتكررة منهم عليه السلام
لحضور مواليهم في مقاماتهم و زيارتها و عمارتها و توجيه اذهان الأمة الى
اهميتها لما في تشييد المقامات المنسوبة لأهل الكمالات من دور مهم في شد
الناس الى دينهم و الى أئمتهم وهو منهج الهي أول من أمر به واسسة الله تبارك
(8)
و تعالى حيث جعل الكعبة البيت الحرام محلاً يؤمه الحجيج لا لحاجة منه
اليهم بل لتوثيق ارتباطهم بربهم ولم يكن هذا المورد خاصاً بالبيت الحرام بل
هناك مجال اخر دعى الله فيها بعض الأنبياء ان يجعلوا من بعض الأماكن
محالاً تكون عنصرا لتوثيق الترابط بين العباد وربهم حيث قال تبارك و تعالى
مخاطبا موسى و هارون عليها السلام ( وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً ) و قال : ( وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ
إِبْراهِيمَ مُصَلى ).
و أثنى الله تبارك و تعالى على الذي بنى مسجداً على الكهف الذي لجأ
اليه الصالحون بعد ان بعثهم من ليثهم فيه ثلاثمائة سنة وازدادوا تسعاً ( لنتخذن
عليهم مسجدا ).
و قد شاع بين المسلمين زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه و آله و الاحتفاء به والتبرك
بالمساجد التي صلى فيها او زيارة قبور الشهداء لما لها بالاضافة الى بعدها
الديني و التاريخي من دور مهم في ربط العباد بربهم و دينهم و تأكيد عقيدتهم
و حفظ سلامة مسيرتهم الفكرية و العلمية و العقائدية.
و قد اهتم الأئمة عليه السلام تأسيا بالرسول الأكرم صلى الله عليه و آله بالاهتمام بالمواضع
ذات البعد الديني حيث اشتهر عنه صلى الله عليه و آله انه كان يحتفظ بشيء من تراب
الموضع الذي استشهد فيه الامام الحسين عليه السلام بعد عشرات السنين ، ووقف
أمير المؤمنين عليه السلام و قد فاضت به الالام و الحسرة عند مروره في كربلاء عند
المواضع الذي سيضم شهداء العترة الطاهرة.
و من المواضع التي كانت محل اهتمام أهل البيت عليهم السلام المواضع التي
تخص ايام الظهور المبارك للمولى صاحب الزمان أرواحنا لتراب مقدمه
الفداء فنجد في روايات متعددة الاشادة بمسجد السهلة و مسجد الكوفة لكون
الأول محل سكناه و الثاني موضع حكمه صلوات الله عليه.
(9)
بل هناك اهتمام خاص من الناحية المقدسة عجل الله تعالى فرجه الشريف في بعض المواضع
و المحال و التي منها مسجد جمكران في مدينة العلم و الفقاهة قم المشرفة
حيث وردت الروايات عن الثقات و الاجلة بان امربناء هذا المسجد الشريف
كان صادراً عنه صلوات الله عليه.
و من هنا فان مسألة الاهتمام بالمواضع المنسوبة للامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف
يجب ان تنال الاهتمام اللائق بها لعدة أمور :
1 ـ ان الاهتمام بهذه الاماكن من شأنه ان يوثق ارتباط الناس بالإمام
المهدي عليه السلام وهو أمر مندوب شرعاً.
2 ـ ان هذه المواضع لما لها من اهمية و قدسية يجب ان تكون مركزاً
لنشر العقيدة وبناءها بناء صحيحاً.
3 ـ الاهتمام بهذه المقامات بالاضافة الى دوره العلمي و الفكري
و العقائدي من شأنه ان يحفظ التراث الشيعي الذي غالبا ما يتعرض بسبب
السياسات الهوجاء للنواصب للتدمير و التضيع.
4 ـ ان هذه المقامات تكشف عن البعد الحضاري للشيعة و تكشف
بالملازمة عقيدتهم بائمتهم خاصة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف.
5 ـ ان هذه المواضع لم تأت من عدم بل هي محال لنزول الفيوضات
و اجابة الدعوات و حل المشكلات و مثل هذه المواضع لا يصح اهمالها
و تركها لما لها من آثار مهمة.
و مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف لما يشعر به من
اهمية نشر العقيدة في الإمام المنتظر أرواحنا لتراب مقدمه الفداء و اهمية احياء
كل ما له علاقة به صلوات الله عليه تبنى نشر ما خطه يراع الأخ الفاضل أحمد
(10)
الحلي الذي قدم دراسة وافية حول تاريخ مقام الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف في الحلة
و ضم اليه جملة من الأبحاث الأخرى التي جعلت من الكتاب مفتاحا لمن
يريد دراسة تاريخ الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف والحلة الفيحاء المحروسة.
و في الختام نسأل الله تعالى أن يجعل اعمالنا موضع رضا سيدنا ومولانا
صاحب العصر صلوات الله عليه وان يوفقنا ان نكون جنوداً في الذود عن
ساحه قدسه وان يرزقنا في الدنيا رؤيته و نصرته و يمتعنا بالطافه ورعايته ،
ويرزقنا في الآخرة شفاعته و شفاعة آبائه الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
مدير المركز
السيد محمد القبانچي
|
تاريخ مقام الإمام المهدي ( عج ) في الحلة ::: فهرس |
|