كتاب الايمان والكفر وآثارهما على الفرد والمجتمع ::: 71 ـ 80
(71)
« لا يكون العبد مؤمناً حتى يعرف الله ورسوله والاَئمة كلّهم وإمام زمانه
ويرد إليه ويسلم له » (1). وقال الاِمام الباقر عليه السلام في بيان قوله تعالى : ( كَمَنْ
مَثَلُهُ في الظُّلماتِ ليسَ بِخَارجٍ مِنها ) « الذي لا يعرف الاِمام »(2).
فالمؤمن الكامل في إيمانه يجب أن يعرف إمام زمانه وبدون هذه
المعرفة الواجبة عليه يصبح ضالاً كالحمل الضائع الذي يسير بلا راع نحو
المجهول ، عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : قلتُ له
ما أدنى ما يكون به الرجل ضالاً ؟ قال عليه السلام : « أن لا يعرف من أمر الله بطاعته
، وفرض ولايته ، وجعله حُجَّته في أرضه ، وشاهده على خلقه. قلتُ : فمن
هم يا أمير المؤمنين ؟ فقال عليه السلام : الّذين قرنهم الله بنفسه وبنبيّه فقال : ( يا
أيُّها الّذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرّسول وأُولي الاَمر منكم .. ) » قال :
فقبّلت رأسه وقلتُ : أوضحت لي وفرّجت عنّي وأذهبت كلَّ شيء كان
في قلبي (3).
فكلّ إنكار للاَئمة عليهم السلام ـ إذن ـ يجرّ إلى هاوية الكفر كما أنّ إدعاء الاِمامة
بغير وجه حق يعتبر من الموارد التي تورد صاحبها الكفر ، عن الفضيل ،
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : « من ادّعى الاِمامة وليس من أهلها فهو كافر » (4)
ثانياً : الغلو : وهو من العوامل الاَساسية التي تسهم في خروج الاِنسان
1 ـ اُصول الكافي 1 : 180/2. 2 ـ المصدر السابق 1 : 185/13. 3 ـ معاني الاَخبار : 394. والآية من سورة النساء 4 : 59. 4 ـ ثواب الاَعمال : 255.
(72)
عن حضيرة الاِيمان ، عن سعيد بن جبير قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام :
« ماغلا أحد من القدرية إلاّ خرج عن الاِيمان » (1). وعن بريد العجليّ ،
قال : قلتُ لاَبي عبدالله عليه السلام ما أدنى ما يصير به العبد كافراً ؟ قال : فأخذ
حصاة من الاَرض ، فقال عليه السلام : « أن يقول لهذه الحصاة إنّها نواة ويبرء ممّن
خالفه على ذلك ويدين الله بالبراءة ممّن قال بغير قوله ، فهذا ناصب قد
أشرك بالله وكفر من حيث لا يعلم » (2).
ثالثاً : العصبية : الاِيمان يعني إلتزام الحق ولا يجتمع مع العصبية التي ضمن ما تعنيه من إيثار مصالح القرابة والقوم على قواعد الحق والعدالة
عند التعارض بينهما وعليه فمن تعصّب فقد انقلب على عقبيه عن
الاِيمان وصُنّف مع أعراب الجاهلية ، قال الرسول الاَكرم صلى الله عليه وآله وسلم : « من كان
في قلبه حبّة من خردل من عصبية بعثه الله يوم القيامة مع أعراب
الجاهلية »(3) ، كما جاء عن الاِمام الصادق عليه السلام : « من تعصّب أو تُعصّب له
فقد خلع ربقة الاِيمان من عنقه » (4).
هذا ، وللعصبية معنىً آخر غير مذموم وغير مخرج عن الاِيمان كأن
يحب الاِنسان قومه بحيث لا يؤدي ذلك إلى الظلم والعدوان ، وقد وضع
الاِمام زين العابدين عليه السلام المقياس الصحيح للتفريق ، فقال عليه السلام : « العصبية
التي يأثم عليها صاحبها أن يرى الرّجل شرار قومه خيراً من خيار قوم
آخرين وليس من العصبية أن يحب الرجل قومه ، ولكن من العصبية أن
1 ـ ثواب الاَعمال وعقاب الاعمال ، للصدوق : 254. 2 ـ معاني الاخبار : 393. 3 ـ اُصول الكافي 2 : 308/3 كتاب الاِيمان والكفر. 4 ـ المصدر السابق : 307/1.
(73)
يعين قومه على الظلم » (1).
رابعاً : ضرب القرآن بعضه ببعض : المعروف أنّ البعض يتلاعب
بمعاني القرآن حسب أهواءه ومصالحه فيضرب بعضه ببعض ليثبت
حجته ويسكت خصمه تجنياً على الحق والحقيقة ، وتشويهاً لمعاني
ومفاهيم القرآن الصافية ، وهذا هو عين الجحود والكفر بالله تعالى ، عن
القاسم بن سليمان عن أبي عبدالله عليه السلام : « ما ضرب رجل القرآن بعضه
ببعض إلاّ كفر » ، وسألت محمد بن الحسن رحمه الله عن معنى هذا الحديث
فقال : هو أن تجيب الرجل في تفسير آية بتفسير آية اُخرى (2) ، بمعنى
التمويه على الآخرين بلا دليل أو برهان.
خامساً : الطمع : وهو أحد العوامل النفسية التي تسهم في إخراج
الاِنسان من بوتقة الاِيمان ، قيل لاَمير المؤمنين عليه السلام : « ما ثبات الاِيمان ؟ »
قال عليه السلام : « الورع ، قيل : فما زواله ؟ قال : الطمع » (3).
المبحث الثاني : مرتكب الكبيرة :
بعد أن استعرضنا أبرز العوامل التي تخرج الاِنسان من سكة الاِيمان ،
نجد من المناسب التطرق إلى مسألة مرتكب الكبيرة فقد اختلف أهل
القبلة فيمن أقرَّ بالشهادتين ، وأتى بالذنوب الكبيرة كالقتل وشرب الخمر
وما إلى ذلك. هل هو كافر مخلد في النار ، أو أنه مؤمن فاسق يعاقب على
1 ـ اُصول الكافي 2 : 308/1 كتاب الاِيمان والكفر. 2 ـ معاني الاَخبار : 190. 3 ـ الاختصاص : 31.
(74)
الذنب بما يستحق ، ثم يدخل الجنة ؟ ذهب الخوارج إلى كفر مرتكب
الكبيرة ، وقال الاِمامية والاَشاعرة وأكثر الاصحاب والتابعين إلى إنّه مؤمن
اتّصف بالفسق ، وأحدث المعتزلة قولاً ثالثاً وأثبتوا المنزلة بين المنزلتين ،
أي لا هو بالكافر ، ولا بالمؤمن. وقد أورد الشيخ المفيد في هذا الصدد
شاهداً قرآنياً على أنّ كبائر الذنوب لا تخرج عن الاِيمان وذلك انّه
لاخلاف أنّ ما صنعه أخوة يوسف عليه السلام بأخيهم من إلقائه في غيابة الجب
وبيعه بالثمن البخس وكذبهم على الذئب وما أوصلوه إلى قلب أبيهم نبي
الله يعقوب من الحزن كان كبيراً من الذنوب. وقد قصّ الله قصتهم وأخبر
عن سؤالهم أباهم الاستغفار عن توبتهم وندمهم فإن كان الحسد لا يخرج
عن الاِيمان ، فالكبير من الذنوب أيضاً لا يخرج عن الاَديان (1).
واستدل العلاّمة الحلي في شرح التجريد على صحة القول بأنّ مرتكب
الكبيرة مؤمن فاسق لا يخلد في النار ، استدل : « بأنّه لو خلد في النار للزم
أن يكون من عبدَ الله مدة عمره ثم عصى آخر عمره معصية واحدة ، مع
بقائه على إيمانه ، لزم أن يكون هذا مخلداً في النار ، تماماً كمن أشرك بالله
مدة عمره ، وذلك محال لقبحه عند العقلاء » (2).
وليس من شك أنّ سيئة واحدة لا تحبط جميع الحسنات ، بل العكس
هو الصحيح ، لقوله تعالى : ( ... إنَّ الحسناتِ يُذهبن السيئات.. ) (3).
والباحث المتجرّد عن الهوى والغرض ، يلاحظ أنّ رأي أهل البيت عليهم السلام
1 ـ الفصول المختارة من العيون والمحاسن : 11 منشورات مكتبة الداوري 1396 هـ ط4. 2 ـ اُنظر التفسير الكاشف ، للشيخ محمد جواد مغنية 1 : 139. 3 ـ سورة هود 11 : 114.
(75)
حول هذه المسألة الحساسة أكثر صوابية وينسجم مع روح الاِسلام
السمحة ، ويتلائم مع رحمة الله الواسعة. فالاِنسان ضعيف بطبعه
ومعرَّض للخطأ ، لذلك فتح الله تعالى أمامه باب التوبة على مصراعيه ،
عن أبي عبدالله عليه السلام : « إنَّ الله عزَّ وجلَّ يفرح بتوبة عبده المؤمن إذا تاب كما
يفرح أحدكم بضالته إذا وجدها » (1).
وعليه فآل البيت عليهم السلام لا يؤيسون الناس من رحمة الله ويدخلونهم في
دائرة الكفر بمجرّد إرتكاب الذنب وإن كان كبيراً ، فهناك ربّ رؤوف
يتصف بالرحمة والمغفرة أقسم أن لا يُبقي أحداً في النار من الموحدين.
وتزداد هذه الرؤية وضوحاً وإشراقاً من الاَمل ، بما ورد عن أبي
عبدالله عليه السلام : « مامن مؤمن يقارف في يومه وليلته أربعين كبيرة ، فيقول :
وهو نادم ، استغفر الله الذي لا إله إلاّ هو الحي القيوم بديع السماوات
والاَرض ذي الجلال والاكرام وأسئله أن يصلي على محمد وآل محمد وأن
يتوب عليَّ إلاّ غفرها الله عزَّ وجلَّ له » (2).
وعنه عليه السلام : « .. قد يكون العبد مسلماً قبل أن يكون مؤمناً ولا يكون
مؤمناً حتى يكون مسلماً ، فالاِسلام قبل الاِيمان وهو يشارك الاِيمان ، فإذا
أتى العبد كبيرة من كبائر المعاصي أو صغيرة من صغائر المعاصي التي نهى
الله عزَّ وجلَّ عنها كان خارجاً من الاِيمان ، ساقطاً عنه اسم الاِيمان وثابتاً
عليه اسم الاِسلام ، فإن تاب واستغفر عاد إلى دار الاِيمان ولا يخرجه إلى
الكفر إلاّ بالجحود والاستحلال أن يقول للحلال هذا حرام وللحرام هذا
1 ـ اُصول الكافي 2 : 436/13 كتاب الاِيمان والكفر. 2 ـ المصدر السابق : 438/7.
(76)
حلال ودان بذلك ، فعندها يكون خارجاً من الاِسلام والاِيمان داخلاً في
الكفر ، وكان بمنزلة من دخل الحرم ثمَّ دخل الكعبة وأحدث في الكعبة
حدثاً فأُخرج عن الكعبة وعن الحرم فضربت عنقه وصار إلى النار » (1).
نعم الذي يحرم من مغفرة الله هو الذي لم تعرف له توبة قط بعد كفره
ومات على جحوده وإنكاره للحق تبارك وتعالى ، وكذلك من كفر بعد
إيمانه وتاب ولكن توبته لم تكن توبة نصوحة إذ سرعان ما أعاد إلى
حضيض الكفر وازداد كفراً قال تعالى : ( إنَّ الَّذين آمنُوا ثُمَّ كفروا ثُمَّ آمنُوا ثُمَّ
كفروا ثُمَّ ازدادُوا كُفراً لم يكنِ اللهُ ليغفر لهُم ولا ليهديهُم سبيلاً ) (2).
1 ـ اُصول الكافي 2 : 27 ـ 28/1 كتاب الاِيمان والكفر. 2 ـ سورة النساء 4 : 137.
إنَّ الاِيمان بالله تعالى هو منبع الفضائل ، كما أنّ الكفر به هو مصدر
الرذائل كلّها. فبينما كان الفرد مدَّنساً بالشرك ، وعبداً لاَهوائه ولاَصنامه
الموهومة وللقوى الاِجتماعية المتنفذة ، أصبح ببركة الاِيمان مطهراً من
الشرك وسيداً على نفسه ووجد طريقاً للخلاص من جاهليته في الاعتقاد
والسلوك. وبينما كان المجتمع الجاهلي ممزقاً وفاقداً للعدالة غدا بفضل
عقيدة التوحيد قوياً موحداً يرتكز على قواعد الحق والعدل.
ومن الشواهد التي تعكس لنا النَّقلة الحضارية الكبرى التي أحدثها
الاِيمان على صعيد الفرد والمجتمع ما قاله جعفر بن أبي طالب قدس سره
للنجاشي ملك الحبشة لمّا سأله الاَخير عن سبب هجرتهم ومفارقتهم دين
قومهم ، فأجابه قائلاً : « أيُّها الملك ، كنّا قوماً أهل جاهلية ، نعبد الاَصنام ،
ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش ، ونقطع الاَرحام ، ونسيء الجوار ، ويأكل
القويُّ منّا الضعيف ، فكنّا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً منّا نعرف
نسبه وصدقه وأمانته وعفافه ، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ، ونخلع
ماكنّا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والاَوثان ، وأمرنا بصدق
(78)
الحديث ، وأداء الاَمانة ، وصلة الرّحم ، وحسن الجوار ، والكفّ عن
المحارم والدماء ، ونهانا عن الفواحش ، وقول الزور ، وأكل مال اليتيم ،
وقذف المحصنة ، وأمرنا أن نعبد الله وحده ولا نشرك به شيئاً.. » (1).
وبذلك كشف له عن التحوّل الحضاري الذي أحدثه الاِسلام في فترة
وجيزة. لما له من تأثير كبير على حياة الفرد والمجتمع كما سيتضح في
المبحث الآتي :
المبحث الاَول : أثر الاِيمان والكفر على الفرد :
كان الاِسلام نقطة البدء في ميلاد إنسان جديد ، يعشق القيم والحكمة ،
ويتطلع إلى آفاق العلم والمعرفة ، ويمتاز بسكينة النفس والسلوك المثالي
وعمق الحس الاِنساني.
إنَّ هذا التحوّل لم ينطلق من فراغ ، ولم يحدث على سبيل الصدفة ،
وإنّما حصل نتيجة مباشرة لمعطيات الاِيمان الحضارية ، التي يمكن
الاِشارة إلى أبرزها عبر آثاره المتعددة بالنقاط الآتية :
أولاً : أثره العلمي :
فتح الاِسلام بنوره النوافذ المغلقة أمام عقل الاِنسان الجاهلي الذي لم
يكن له سابق عهد بأبسط العلوم والمعارف التي جاء بها الاِسلام العظيم ،
ووجه تفكير ذلك الاِنسان الوجهة الصحيحة إذ دفعه إلى تعقّل ما في هذا
الكون الفسيح من قوى وأسرار وطلب منه التأمل في أقطار السموات
1 ـ السيرة النبوية ، لابن هشام 1 : 349 دار الفكر ـ القاهرة.
(79)
والاَرض لغايات كثيرة أهمها معرفة الحق تعالى والبرهان على وجوده
الشريف من خلال ما يشعره الاِنسان وما يراه ، وكذلك ليكتشف من خلال
هذا التأمل القوانين الرائعة التي تحكم هذا العالم بمنتهى الدقة ، مما
ساعد هذا على ميلاد حركة علمية ومعرفية استفاد منها العلماء الالهيون ،
وعلماء الطبيعة منذ فجر الاِسلام إلى يومنا هذا ، ولم تقتصر آثار الاِيمان
بدين الاِسلام على تلك المعطيات العلمية ، بل هناك الكثير منها والتي
لازالت منبعاً ثرّاً لعلماء الاقتصاد والسياسة والاجتماع والتاريخ والفلسفة
والكلام زيادة على ما في دستور الاِسلام القرآن العظيم من نظم ودساتير
وسياسات هي في منتهى الدقة والاِحكام.
وبالجملة فإنّ الحضارة الاِسلامية التي دانت لها أوربا قروناً عديدة إنّما
نشأت بفعل الاِيمان بهذا الدين وما أوجبه من السعي المتواصل نحو
المعرفة والتي ترجمها في أحداثه التاريخية الاُولى بضرورة القضاء على
الاُمّية ـ كما في فداء أسرى بدر ـ بصفتها وباء الاُمم ومعول هدمها ، ومن
هنا جاء الحث على أهل العلم أن يعلّموا الناس ما يجهلون ، وفي ذلك
يقول أمير المؤمنين عليه السلام : « ما أخذ الله على أهل الجهل أن يتعلّموا حتى
أخذ على أهل العلم أن يُعلّموا » (1).
كما حثَّ الاِسلام مريديه على الاستزادة من العلم النافع الذي يقرّب
الانسان من الله تعالى ، يقول الرسول الاَكرم صلى الله عليه وآله وسلم : « إذا أُتي عليَّ يوم
لاأزداد فيه علماً يقرّبني إلى الله تعالى فلا بورك لي في طلوع شمس ذلك
1 ـ نهج البلاغة ، صبحي الصالح : 559/حكم 478.
(80)
اليوم » (1).
وقد حدد وصيه الاِمام علي عليه السلام المعطيات الاِيجابية للعلم ودوره
المهم في تقدم الاِنسان وسعادته ، عندما قال : « اكتسبوا العلم يكسبكم
الحياة » (2).
لقد أولى الدين للعلم أهمية بالغة وجعل له تقدماً رتبياً حتى على
العبادة ، يقول الرسول الاَكرم صلى الله عليه وآله وسلم : « فضل العالم على العابد كفضلي على
أدناكم.. » (3)… وروى أبو حمزة عن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال : « عالم يُنتفع
بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد » (4).
وهذه النصوص تعطينا صورة صادقة على توجيه الاِسلام للفرد نحو
ميادين العلم والمعرفة ، وذلك لاَنَّ المعرفة بصيرة ، والبصيرة قوة.
ثانياً : أثره العملي :
ويظهر هذا الاَثر واضحاً على أخلاق المؤمن وسلوكه ، فبينما يتّبع
الكافر سلوكاً إنتهازياً لا يؤمن بنظافة الوسيلة ولا شرف الغاية ، ويضع
مصالحه الآنية في سلّم الاَولوية ، غاضاً النظر عن القيم والاَخلاق ، نجد
بالمقابل الاِنسان المتسلح بالاِيمان يسلك سلوكاً مثالياً يرتكز على
الثوابت الاَخلاقية وقواعد السلوك السوّي ، والملاحظ أنّه كلما كمل إيمان
الفرد كلّما حسنت أخلاقه وتكاملت فضيلته ، وفي الحديث الشريف :
1 ـ كنز العمال 10 : 136/خ 28687. 2 ـ غرر الحكم. 3 ـ كنز العمال 10 : 145/خ 28740. 4 ـ اُصول الكافي 1 : 33/8 كتاب فضل العلم.
الايمان والكفر وآثارهما على الفرد والمجتمع ::: فهرس