كتاب تربية الطفل في الاسلام ::: 61 ـ 70
(61)
     وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « نظر الوالد إلى ولده حبّاً له عبادة » (1)
     وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « أحبّوا الصبيان وارحموهم ، فاذا وعدتموهم فوفوا لهم ، فانّهم لا يرون إلاّ انكم ترزقونهم » (2)
     ومن مصاديق محبة الطفل واشعاره بمكانته التشجيع له ومدحه على ما ينجزه من أعمال وإنْ كانت يسيرة والتجاوز عن بعض الهفوات ، وعدم تسفيه أقواله أو أعماله وعدم حمله على مالا يطيق كما جاء في قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « رحم الله من أعان ولده على برّه ... يقبل ميسوره ويتجاوز عن معسوره ولا يرهقه ولا يخرق به ... » (3)
     وتقبيل الطفل من أفضل الوسائل لاِشعاره بالحب والحنان ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « أكثروا من قبلة أولادكم ، فان لكم بكلِّ قبلة درجة في الجنة » (4)
     وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « من قبّل ولده كان له حسنة ، ومن فرّحه فرّحه الله يوم القيامة ... » (5)
     وقال الاِمام جعفر الصادق عليه السلام : « برّوا آباءكم يبرّكم أبناؤكم » (6)
     ومن مصاديق إشعار الطفل بانه محبوب إسماعه كلمات الحبّ والودّ
1 ـ مستدرك الوسائل 2 : 626.
2 ـ مكام الاخلاق : 219.
3 ـ الكافي 6 : 50 / 6 باب بر الاولاد.
4 ـ مكارم الاخلاق : 220.
5 ـ عدّة الداعي : 79.
6 ـ تحف العقول : 267.


(62)
ففي روايةٍ (جاء الحسن والحسين يسعيان إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخذ أحدهما فضمّه إلى إبطه ، وأخذ الآخر فضمّه إلى إبطه الآخر وقال : « هذان ريحانتاي من الدنيا ») (1)
     ومن أجل إشعار الطفل بمكانته الاجتماعية لتتعمق الثقة بنفسه كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسلّم على الصغير والكبير كما جاء في الخبر إنّه : (مرّ على صبيان فسلّم عليهم) (2)
     وتعامل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع الحسن والحسين تعاملاً خاصاً ، فقد (بايع الحسن والحسين وهما صبيّان) (3)
     وإشعار الطفل بالحب والحنان من أهم العوامل التي تساعده على الطاعة والانقياد للوالدين (4)
     والافضل أن يكون إشعار الطفل بانّه محبوب مرافقاً له في كلِّ الاوضاع والاحوال حتّى وإنْ أخطأ أو ارتكب ما يوجب التأنيب أو العقاب ، والافضل أن نجعل الطفل مميّزاً بين الحب له وعدم كراهيته في حالة خطئه أو ذنبه ، يقول الدكتور سپوك : (انّنا كآباء يجب أن لا نجعل الطفل يشعر في أي مرحلة من مراحل عمره بانّه منبوذ ولو حتى بمجرد نظرة عين ، انّ الطفل لا يستطيع ان يفرّق بين كراهية والديه لسلوكه وبين
1 ـ مختصر تاريخ دمشق ، لابن منظور 7 : 14 ـ دار الفكر 1405 هـ ط1.
2 ـ مستدرك الوسائل 2 : 69.
3 ـ تحف العقول : 337.
4 ـ قاموس الطفل الطبي : 328.


(63)
كراهيتهما له) (1)
     ولكن بالتدريب وتكرار العمل يمكننا أن نقنع الطفل بأنّ العمل الخاطىء الذي يرتكبه مبغوضاً من قبل والديه ، أو من قبل المجتمع مع بقاء المحبوبية له ، ونحاول إقناعه بالاقلاع عن الاعمال الخاطئة وإشعاره بإنْ الحب والحنان سيصل إلى أعلى درجاته في هذه الحالة.

خامساً : التوازن بين اللين والشدّة
     تكريم الطفل والاِحسان إليه وإشعاره بالحب والحنان وإشعاره بمكانته الاجتماعية وبانه مقبول عند والديه وعند المجتمع ، يجب أنْ لا يتعدى الحدود إلى درجة الافراط في كلِّ ذلك ، وأن لا تُتْرك له الحرية المطلقة في أن يعمل ما يشاء ، فلابدّ من وضع منهجٍ متوازن في التصرّف معه من قبل الوالدين ، فلا يتساهلا معه إلى أقصى حدود التساهل ، ولا أن يعنّف على كلِّ شيء يرتكبه ، فلا بدّ أنْ يكون اللين وتكون الشدّة في حدودهما ، ويكون الاعتدال بينهما هو الحاكم على الموقف منه حتى يجتاز مرحلة الطفولة بسلام واطمئنان ، يميّز بين السلوك المحبوب والسلوك المنبوذ ، لان السنين الخمسة الاولى أو الستة من الحياة هي التي تكوّن نمط شخصيته.
     وقد أكدّت الروايات على الاعتدال في التعامل مع الطفل فلا إفراط ولا تفريط.
1 ـ مشاكل الآباء : 141.

(64)
قال الاِمام الباقر عليه السلام : « شرّ الآباء من دعاه البرّ إلى الاِفراط .. » (1)
     وفي حالة ارتكاب الطفل لبعض المخالفات السلوكية ، على الوالدين أنْ يُشعِرا الطفل بأضرار هذه المخالفة وإقناعه بالاقلاع عنها ، فإذا لم ينفع الاقناع واللين يأتي دور التأنيب أو العقاب المعنوي دون البدني ، والعقوبة العاطفية خيرٌ من العقوبة البدنية كما أجاب الاِمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام حينما سُئِل عن كيفية التعامل مع الطفل فقال : « لا تضربه واهجره ... ولا تطل » (1)
     وقد أكدّت الروايات على الاعتدال في التعامل مع الطفل فلا إفراط ولا تفريط.
     فالاِمام لا يدعو إلى اللين والتساهل مع الطفل في حالة تكرار الاخطاء ، كما لا يدعو إلى استمرار العقوبة العاطفية وهي الهجر ، وإنّما يدعو إلى الاعتدال والتوازن بين اللين والشدّة.
     والاِفراط أو التفريط يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الطفل من جميع الجوانب العقلية والعاطفية والخلقية.
     ويجب في ضوء المنهج التربوي السليم أنْ يحدث التوازن بين المدح والتأنيب ، فالمدح الزائد كالتأنيبْ الزائد يؤثر على التوازن الانفعالي للطفل ، ويجعله مضطرباً قلقاً ، فالطفل (الناشيء في ظل الرأفة الزائدة لا يطيق المقاومة أمام تقلبات الحياة ، ولا يستطيع الصراع معها) (2)
     وقد أكدّت الروايات على الاعتدال في التعامل مع الطفل فلا إفراط ولا تفريط.
     ويتأخر النضوج العاطفي عند الطفل المدلل ، (وتطول فترة الطفولة
1 ـ تاريخ اليعقوبي 2 : 320
2 ـ بحار الانوار 23 : 114.
3 ـ الطفل بين الوراثة والتربية 2 : 180 عن كتاب نحن والابناء 39.


(65)
لديه) (1) فيبقى محتاجاً لوالديه في كلِّ المواقف التي تواجهه وت هذه الحالة معه حتى في كبره ، فنجد في واقعنا الاجتماعي أطفالاً أو كباراً ينتظرون من المجتمع ان يلبي مطالبهم أو يؤيد آرائهم ، أو يمدحهم ويثني عليهم ، فهم لا يستطيعون مواجهة المشاكل التي تقف في طريق تلبية طموحاتهم ، ونفس الكلام يأتي في سلوك الطفل المنبوذ أو المتعرّض للاهانات أو التأنيب الزائد من قبل والديه ومحاسبته على كلِّ شيء يصدر منه ، كما قال أمير المؤمنين عليه السلام : « الافراط في الملامة يشبّ نيران اللجاج » (2)
     ولذا نجد في المجتمع أنَّ الاَحداث المنحرفين المتصفين بصفات عدوانية اتجاه الآخرين كانوا معرضيّن للاهانات والعقوبات المستمرة.
     وعلى الوالدين أنْ يضعوا للاطفال برنامجاً يوضّحون لهم المحبوب والمذموم من الاعمال ، ويكون المدح أو التأنيب منصبّاً على العمل المرتكب ، لكي نزرع في قلوبهم حبّ الاعمال الصالحة وبغض الاعمال غير الصالحة ، وأن تعمل على تقوية الضمير في نفس الطفل في هذهِ المرحلة حتى يكون صماماً له في المستقبل فنزرع في قلبه الخوف من ارتكاب العمل غير الصالح والشوق إلى العمل الصالح ، بدلاً من الخوف من العقوبة أو الشوق إلى المدح والاطراء ، وعلى الوالدين أن يجعلوا المدح أو التأنيب خالصاً من أجل تربية الاطفال ، وان لا يعكسوا أوضاعهم النفسية في التربية ، كمن يواجه مشكلة فيصّب غضبه على
1 ـ علم النفس التربوي ، للدكتور فاخر عاقل : 535.
2 ـ تحف العقول : 84.


(66)
الطفل دون أي مبرّر.
     وفي هذا الصدد (نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الاَدب عند الغضب) (1)
    وهنالك بعض الحالات يجب على الوالدين الانتباه إليها لكي لا تأتي على عقل الطفل وعواطفه بآثار عكسية ، فمثلاً يقوم الطفل بكسر شيء ثمين فيصيبه الفرح لانّه يرى نفسه قد أقدم على شيء جميل بأن حوّل هذا الشيء إلى شيئين عن طريق عملية الكسر ، فهو يحتاج في نظره إلى مدح وثناء ، وهنا تأتي بدلاً من المدح العقوبة فيتفاجأ الطفل ، وتكون للعقوبة تأثيراتها النفسية عليه.
     وفي حالات أُخرى يكون الطفل بحاجة إلى التأنيب أو الذّم أو الهجران أو العقوبة البدنية أحياناً كما يقول الدكتور سپوك : (إنّ الاطفال في معظم الاحوال يفرحون لاَنّ الوالد قد وضع حداً لوقاحتهم) (2)
     والطفل في حالة مرضه بحاجة إلى الرعاية المتوازنة فلا إفراط ولا تفريط ، فلا اهتمام زائد ولا عدم اهتمام ، والتوازن أفضل ، وهو اشعاره بالاهتمام في حدوده المعقولة لانّ (طريقة المبالغة التي تتبعها الامهات عندما يصاب اطفالهنّ بالمرض تؤثر على نفسية الطفل في الكبر ... يخلق منه طفلاً مكتئباً كثير الشكوى سريع الانفعال) (3)
     ويجب مراعاة وحدة الاسلوب التربوي من قبل الوالدين ، والاتفاق
1 ـ بحار الانوار 79 : 102.
2 ـ مشاكل الآباء : 75.
3 ـ قاموس الطفل الطبّي : 278.


(67)
على منهج واحد من أجل أنْ يتعرّف الطفل على الصواب والخطأ في سلوكه ، فلو استخدم الاَب التأنيب مع الطفل لخطأ معين ، فعلى الاَُم ان لا تخالف الاب في ذلك ، وكذا الحال في المدح لاَنّ (الاضطرابات السلوكية والامراض النفسية التي تصيب الطفل في حداثته والرجل في مستقبله تكون نتيجة المعاملة الخاطئة للابوين ... كتناقضات اسلوب المعاملة ، كالتذبذب بين التسامح والشدة ... والتدليل والاهمال ، وتكون نتيجة هذه التطورات إما خلق روح العدوان والجنوح وبرود العاطفة والاحباط والوسواس من ناحية أو المغالاة في الاعتماد على الغير والسلوك المدلّل وضعف الشخصية من ناحية أُخرى) (1)

سادساً : العدالة بين الاطفال
     الطفل الاَول في الاسرة يكون موضع حب وحنان وعناية من قبل والديه لاَنّه الطفل الاَول والطفل الوحيد ، فيمنح الاهتمام الزائد ، والرأفة الزائدة ، وتلبّى كثيراً من حاجاته المادية والنفسية ، فنجد الوالدين يسعيان إلى إرضائه بمختلف الوسائل ويوفرّون له ما يحتاجه من ملابس وألعاب وغير ذلك من الحاجات ، ويكون مصاحباً لوالديه في أغلب الاوقات سواء مع الاَُم أو مع الاَب أو مع كليهما وبعبارة أُخرى يلقى دلالاً واهتماماً استثنائياً ، ومثل هذا الطفل وبهذه العناية والاهتمام ، سيواجه مشكلة صعبة عليه في حالة ولادة الطفل الثاني ، وتبدأ مخاوفه من الطفل الثاني ، لانّه سيكون منافساً له في كلِّ شيء ، ينافسه في حب الوالدين ورعايتهم له ، وينافسه في منصبه باعتباره الطفل الوحيد سابقاً ، وينافسه في ألعابه ،
1 ـ اضواء على النفس البشرية ، للدكتور الزين عباس عمارة : 302 ـ دار الثقافة 1407 هـ ط 1.

(68)
وتبدأ بوادر الغيرة عليه منذ أول يوم الولادة ، إذ ينشغل الوالدان بالوضع الطارىء الجديد وسلامة الوالدة والطفل ، فاذا لم ينتبه الوالدان إلى هذه الظاهرة ، فان غيرة الطفل الاَول ستتحول بالتدريج إلى عداء وكراهية للطفل الجديد ، وينعكس هذا العداء على أوضاعه النفسية والعاطفية ، ويزداد كلمّا انصّب الاهتمام بالطفل الجديد وأُخرج الطفل الاول عن دائرة الاهتمام ، فيجب على الوالدين الالتفات إلى ذلك والوقاية من هذه الظاهرة الجديدة ، وابقاء الطفل الاول على التمتع بنفس الاهتمام والرعاية واشعاره بالحب والحنان ، وتحبيبه للطفل الثاني ، واقناعه بانه سيصبح أخاً أو أختاً له يسلّيه ويتعاون معه ، وانه ليس منافساً له في الحب والاهتمام ، ويجب عليهما تصديق هذا الاقناع في الواقع بأن تقوم الاَم باحتضانه وتقبيله ويقوم الاَب بتلبية حاجاته أو شراء ألعاب جديدة له ، إلى غير ذلك من وسائل الاهتمام والرعاية الواقعية ، والحل الامثل هو العدالة والمساواة بين الطفل الاول والثاني فانها وقاية وعلاج للغيرة والكراهية والعداء وتتأكد أهمية العدالة والمساواة كلمّا تقدم الطفلان في العمر ، إذ تنمو مشاعرهما وعواطفهما ونضوجهم العقلي واللغوي بالتدريج يجعلهما يفهمان معنى العدالة ومعنى المساواة ، ويشخّصان مصاديقها في الواقع العملي ، وقد وردت الروايات المتظافرة لتؤكد على إشاعة العدالة بين الاطفال ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « اعدلوا بين أولادكم كما تحبّون أن يعدلوا بينكم في البر واللطف » (1)
    والعدالة بين الاطفال مطلقة وشاملة لكلِّ الجوانب الحياتية التي تحيط
1 ـ مكارم الاخلاق : 220.

(69)
بالاطفال في جانبها المادي والمعنوي ، أي في إشباع حاجاتهما الماديّة وحاجاتهما المعنوية للحب والتقدير والاهتمام جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (أنه نظر إلى رجل له ابنان فقبّل أحدهما وترك الآخر ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : « فهلاّ ساويت بينهما ») (1) وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « اِنّ الله تعالى يحبّ أن تعدلوا بين أو لادكم حتى في القُبَل » (2)
    وأكدّ صلى الله عليه وآله وسلم على العدالة في العطاء والهدية سواء في الاَكل والشرب والثياب والالعاب إلى غير ذلك كما جاء في قوله صلى الله عليه وآله وسلم : « ساووا بين أولادكم في العطيّة ، فلو كنت مفضلاً أحداً لفضلّتُ النساء » (3)
    وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « اعدلوا بين أولادكم في النحل كما تحبّون أن يعدلوا بينكم في البرّ واللطف » (4)
    والعدالة لا تعني عدم التفضيل بين الاطفال ، فبعض الاطفال يكونون أكثر جاذبية من بعض من قبل الوالدين ، فعن رفاعة الاسدي قال : (سألت أبا الحسن ـ موسى بن جعفر عليه السلام ـ عن الرجل يكون له بنون وأُمهم ليست بواحدة ، أيفضل أحدهم على الآخر ؟ قال عليه السلام : « نعم ، لا بأس به ، قد كان أبي عليه السلام يفضلّني على أخي عبدالله ») (5)
    والتفضيل يجب أن يكون مستوراً لا يظهره أمامهما ويحتفظ به في
1 ـ مكارم الاخلاق : 221.
2 ـ كنز العمّال 16 : 445 / 45350.
3 ـ كنز العمّال 16 : 444 / 45346.
4 ـ كنز العمّال 16 : 444 / 45347.
5 ـ مكارم الاخلاق : 221.


(70)
مشاعره القلبية ، أمّا في الواقع فلا يعمل إلاّ بالعدالة والمساواة ، كما قال الاِمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام : « قال والدي : والله لاَصانع بعض ولدي وأجلسه على فخذي وأكثر له المحبّة ، وأكثر له الشكر ، وانّ الحق لغيره من ولدي ، ولكن محافظة عليه منه ومن غيره لئلا يصنعوا به ما فعل بيوسف اخوته » (1) لاَن عدم العدالة له تأثيره السلبي على نفسية الا طفال تؤدي إلى زرع روح الكراهة والبغضاء بينهم وتؤدي بهم في النتيجة إلى العداء المستحكم ، واتخاذ الموقف غير السليم كما فعل اخوة يوسف به حينما ألقوه في البئر.
     وقد كانت السيرة قائمة على أساس إشاعة العدالة بين الاطفال سواء كانوا أخوة أو أرحام ، فعن عبدالله بن عبّاس قال : (كنت عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلى فخذه الايسر إبنه ابراهيم وعلى فخذه الايمن الحسين بن علي ، وهو تارة يقبّل هذا وتارة يقبّل هذا) (2)
     فإبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والحسين ابن بنته ، ومع كلِّ هذهِ الاختلافات في الروابط فانه صلى الله عليه وآله وسلم لم يفرّق في المعاملة بينهما.
     وفي رواية (كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصلي فجاء الحسن والحسين فارتدفاه ، فلما رفع رأسه أخذهما أخذاً رفيقاً فلمّا عاد عادا ، فلما انصرف أجلس هذا على فخذه الاَيمن وهذا على فخذه الاَيسر) (3)
     وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخطب على المنبر فجاء الحسن والحسين
1 ـ مستدرك الوسائل 12 : 626.
2 ـ بحار الانوار 43 : 261.
3 ـ بحار الانوار 43 : 275.
تربية الطفل في الاسلام ::: فهرس