نفسك انك فوق احد من الناس ، واخزن لسانك كما تخزن مالك ...
الخصال ، باب الثلاثة ، ص 96 ، الحديث 113.
45 ـ حدثنا ابي ( رض ) قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن
القاسم بن محمد ، عن سليمان بن داود ، قال : حدثني حماد بن
عيسى ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال امير المؤمنين عليه افضل
الصلاة والسلام : كان فيما وعظ به لقمان ابنه أن قال له : يا بني ليعتبر
من قصر يقينه ، وضعفت نيته في طلب الرزق ، ان الله تبارك وتعالى
خلقه في ثلاثة احوال من أمره ، وآتاه رزقه ، ولم يكن له في واحدة منها
كسب ولا حيلة. ان الله تبارك وتعالى سيرزقه في الحال الرابعة ، اما
اول ذلك فانه كان في رحم أمّه يرزقه هناك في قرار مكين ، حيث لا يؤذيه
حرّ ولابرد ، ثم اخرجه من ذلك واجري له رزقا من لبن امّه ، يكفيه به
ويربيه وينعشه من غير حول به ولا قوة ، ثم فطم من ذلك ، فاجرى له
رزقاً من كسب ابويه برأفه ورحمه له من قلوبهما ، لايملكان غير ذلك ، حتى
أنهما يؤثرانه على انفسهما في احوال كثيرة ، حتى اذا كبر وعقل و
اكتسب لنفسه ضاق به أمره ، وظن الضنون بربّه ، وجحد الحقوق في
ماله ، وقتر على نفسه وعياله ، مخافة اقتار رزق ، وسؤظن ، ويقين
بالخلف من الله تبارك وتعالى في العاجل والآجل ، فبئس العبد
هذا يا بني ... الخصال ، باب الثلاثة ، ص 96 ، الحديث 114.
لما كان الوالد السبب المباشر في اتيان الولد الى عالم الوجود ،
ـ والوجود من اهّم نعم الله تعالى على الانسان وليس هناك فضل
لا يجازى ، كان على الولد ان يجازن والده بأحسن ما يمكن ولو أن
حق الوالد لا يؤدّي ولا يمكن تأديته على ما يفي حقه ولكن لا يترك
الميسور بالمعسور.
1 ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : لا يجزي ولد والده
الا بشيء واحد ، وهو أن يجده مملوكا فيشتريه ويعتقه ... معدن
الجواهر ، باب ما جاء في واحد ، ص 21.
2 ـ قال الصادق عليه السلام لا حد اصحابه وقد ذكر المسير : أن
المأمور له من ذلك ثمانيه : منها سر سنتين بر والديك ... معدن
الجواهر ، باب ذكر ما جاء في ثمانية ، ص 64.
3 ـ وفي الكافي مسندا عن سويد بن غفلة قال : قال أمير المؤمنين
عليه السلام : ان ابي آدم اذا كان في آخر يوم من ايام الدنيا ، واول
يوم من أيام الآخرة ، مثّل ، له ماله و ولده وعمله ـ الى أن قال ـ فيلتفت
الى ولده ، فيقول : والله اني كنت لكم محبا واني كنت عليكم محاميا
(53)
فماذا لي عندكم ؟. فيقولون : نؤدّيك الى حفرتك نواريك فيها ... الخ
تسلية الفوآد في احوال البرزخ ، ص 89.
4 ـ محمد بن يحيى ، عن احمد بن محمد ، عن محمد بن
اسماعيل بن بزيع ، عن حنان بن سدير ، عن ابيه ، قال : قلت الأبي
جعفر عليه صلوات الله : هل يجزي الولد والده ؟ فقال عليه السلام :
ليس له جزاء الاّ في خصلتين : يكون الوالد مملوكا فيشتريه ابنه فيعتقه ،
أو يكون عليه دين فيقضيه عنه ... الكافي ، ج 2 ص 130 ، باب البر ،
الحديث 19.
هناك امور نهي الله سبحانه وتعالى عن اتيانها ، فهي ممنوعة
على العباد ، والممنوع بلسان الشرع المقّدس يقال له حرام ، ولاريب
أن الله تعالى لا يحرم على عباده امرا الاّ مضّره عليهم ، كما لا يوجب
عليهم امرا الاّ وفيه مصلحة لهم ، فمن ائتمر بأوامر الله تعالى فقد سعد
في الدنيا والآخره ، ومن عصى ـ والعياذ بالله ـ فقد هلك وهوى
ومما حرّم علينا ، هو ما جاء في الكتاب الكريم :
1 ـ حرّمت عليكم امّهاتكم وبناتكم واخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات
الأخ وبنات الأخت وامهاتكم اللاتي ارضعتكم واخواتكم من الرضاعة ، وامّهات
نسائكم ، وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي وخلتم
بهّن ، فان لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم ، وحلائل ابنائكم
الذين من اصلابكم ، وأن تجمعوا بين الأختين الاّ ما قد سلف ، ان الله
كان غفورا رحيما ( النساء ـ 23 ).
قد جعل الله تبارك وتعزز لكل شيء سببا ، فاحدى أسباب
دخول الجنة هو دفع بعض الأشخاص وذلك لبعض الأعمال الذي
قاموا بها في دار الدنيا ، وأهمّها البر بالوالدين ، فانه السب ـ ب
الرئيسي في دخول الجنة. هكذا اقتضت حكمة الله تعالى.
1 ـ علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن سيف ، عن
أبي عبدالله عليه صلوات الله ، قال سلام الله عليه : يأتي يوم القيامة
شيء مثل الكبّة ، فيدفع في ظهر المؤمن فيدخله الجنّة ، فيقال : هذا
البر ... الكافي، ج2 ، ص 126 ، الحديث 3 ...
أقول : كلمه البر مطلقة ولكن بقرينة أنها جائت مع روايات البر
بالوالدين يمكن تقييدها بهما ، وان قلت بالأعميّة : قلنا : فيك ـ ن
أشخص أفرادها الوالدين.
كلنا يعلم ان هناك جنّة ونار ، وثواب وعقاب ، وكذلك ايضا كلنا
يعلم أن من أهل النار من يخلد فيها ، وان أهل الجنة من الخالدين
فيها ابدا ، وقسم ثالث هم الذين لم يخلّدوا في النار ، لهم م ـ دة
معينّة يسكنونها ، ثم ينجون منها ، ويتنعمون بنعيم الجنة ، وهذه
الفرق الثالثة لايرون ما هم عليه الاّ بأعمالهم التي قاموا بأتيانها في دار
الدنيا ، ولكن هناك قسم من الخالدين في الجنة بلا عمل عملوه في
الدنيا ، وهم كما قاله الشيخ المفيد اعلى الله مقامه الشريف في شرح
اعتقادات الصدوق :
1 ـ ( قال عليه الرحمه ) الجنة دار النعيم لايلحق من دخلها
نصب ، ولا يلحقهم فيها لغوب ، جعلها الله دارا لمن عرفه وعبده ، ونعيمها
دائم لا انقطاع له ، والساكنون فيها على أضراب :
فمنهم من اخلص لله تعالى ، فذلك الذي يدخلها على امان من
عذاب الله تعالى.
ومنهم من خلط عمله الصالح بأعمال سيّئة ، كأن يسوف منها التوبة
فاخترمته المنيّة قبل ذلك ، فلحقه ضرب من العقاب في عاجله وآجله ،
أو في عاجله دون آجله ، ثم سكن الجنة بعد عفو او عقاب.
ومنهم من يتفضّل عليه بغير عمل سلفا منه في الدنيا ، وهم الوالدان
(57)
المخلّدون الذين جعل الله تعالى تصرّفهم لحوائج أهل الجنة ثوابا
للعالمين ، وليس في تصرفهم مشّاق عليهم ولا كلفة ، لأنهم مطبوعون
اذ ذاك على المسارة بتصرفهم في حوائج أهل الدنيا.
يظهر أن الانسان لم يكن له والد واحد فحسب ، وانّما الواحد
هو الأب الذي يولده ، وبعده أب علّمك وأب زوجك ، وهناك والدآخر
ذو قدر ورفعة ، يدلّنا عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم حين يقول :
العلم خدين المؤمن ـ الى أن يقول ـ والرفق والده ، والبر أخوه
ـ الى آخره ـ. تحف العقول عن آل الرسول (ص ). مواعظ النبي
الله عليه وآله وسلّم. ص 32.
لا شك أن كل يريد الرأة وان كانت ثيبا ، وان من بعض
الثيبات ذوات أولاد ، فهل يصلح للرجل أن يقدم على مثلها ؟ ... كلا
... يقول ارباب هذا الفن : ان النساء على ثلاث : الباكر ، وهي التي
لم تر زوجا ، فان تزوجتها يكن حبّها جمتعه لك وحدك. الثيب ، وهي
على قسمين : من رأت زوجا ولم تلد منه ، فانك ان تزوجتها يكن نصف
حبها لك والنصف الآخر بقى عند الناكح الأول. ومن رأت زوجا وولدت
منه ، فانك ان ابتليت بها لم تصب من حبها ذرة ، فانه انقسم نصفين :
نصف للناكح والباقي لأولاده ، فما بقى لك شيئ الاّ وامر الصادرة
منها ، والطعن عليك ومدح من قبلك ، وهذه الاخيرة تسمى اللفوت ـ
يعني تلتفت الى فراخها ـ وليس لك منها ومن ولدها نصيب. فايّاك واحذر.
1 ـ حدثنا ابو الحسن محمد بن عمر البصري ، قال : حدثنا ابو
الحسن على بن الحسن بن البندار التميمي الطبري باسفرانين في الجامع
قال : حدثنا ابو نصر محمد بن يوسف الطوسي بطبران ، قال: حدثنا
أبي ، قال : حدثنا علي بن حشرم المروزي ، قال : حدثنا الفضل بن
موسى السناني المروزي ن قال : قال ابو حنيفه النعمان بن ثابت:
افيدك حديثاً طريفاُ لم تسمع اطرف منه ، قال : فقلت نعم ، قال ابو
(59)
حنيفة : اخبرني حماد بن أبي سليمان ، عن ابراهيم النخعي ، عن عبد
الله بن نجيبه ، عن زيد بن ثابت ، قال لي رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلّم : يا زيد تزوجت ، قال : قلت لا قال صلى الله عليه و
آله وسلّم تزوج تستعف مع عفتك ، ولاتتزوجن خمسا ، قال زيد : من
هن يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ؟ ... فقال رسول الله
صلوات الله عليه وعلى اهل بيته الطاهرين : لا تتزوجن ، شهبرة ، ولا
لهبرة ، ولا نهبرة ، ولا هيدرة ، ولا نقوتا ... فقال زيد : يا رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلّم ، ما عرفت مما قلت شيئا ، واني بأمره ـ نّ
لجاهل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : ألستم عربا ؟ أما
الشهبرة فالزرقاء البذية ... وأما اللهبرة فالطويلة المهزولة .... وأما
النهبرة فالقصيرة الذميمة ... وأما الهيدرة فالعجوز المدبرة ... وأما
اللفوت فذات الولد من غيرك ... والخصال ، باب الخمسة ، ص 257 ،
الحديث 98.
الولد عزيز جداً بحيث نرى تعضهم يفديه روحه ، ولكن لكل شيء
حّد ، ولكل مسير ايقاف ، أما بالنسبة للدنيا فحدّ حب الولد الدين ،
فاذا خير المؤمن بين ترك الدين او الولد ، فلا شك أنه يترك الولد ، و
يحافظ على دينه. وأما بالنسبة للآخرة التي هي دار جزاء وبقاء فكل
ينادي وانفساه ، فلا والد يجزي عن ولده ، ولا مولود هو جاز عن والده
شيئا ، والأمر يومئذ لله تعالى ، فهناك ترى الغرار مما لا يطاق م ـ ن
سنن المرسلين. ربنا ارحمنا برحمتك ، وأرنا شفعائنا في بحبوح ـ ة
جنتك ، وأهدنا وذرياتنا بهدايتك ، يا ارحم الراحمين.
1 ـ حدثنا ابو الحسن محمد بن عمرو بن على بن عبدالله البصري
بايلاق ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا علي بن موسى الرضا
عليه السلام ، قال : حدثنا موسى بن جعفر عليه السلام ، قال : حدثنا
جعفربن محمد عليه السلام ، قال : حدثنا محمد بن علي عليه السلام
قال : حد ثنا علي بن الحسين عليه السلام ، قال : حدثنا الحسين بن
علي عليهم السلام ، قال : كان علي ابن ابي طالب عليه السلام بالكوفة
في الجامع ، اذ قام اليه رجل من اهل الشام ، فسأله عن مسأئل ، فكان
فيما سئله أن قال أن قال اخبرني عن قول الله عزّوجلّ ( يوم يفر المرء من اخيه