كتاب ملامح المنهج التربوي عند أهل البيت عليهم السلام ::: 71 ـ 80
(71)
2 ـ « أبلغ البلاغة ما سهل في الصواب مجازه ، وحسن ايجازه ». 3 ـ « أحسن الكلام ما لا تمجّه الآذان ، ولا يتعب فهمه الأذهان » (1).
ومن المداراة اختصار الكلام وتجنّب الإسهاب المؤدّي إلى الكلل والملل.
قال أمير المؤمنين عليه السلام : « الكلام كالدواء قليله ينفع وكثيره قاتل ».
وقال عليه السلام : « أقل المقال ، وقصّر الآمال ، ولا تقل ما يكسبك وزراً وينفر عنك
حراً » (2).
ومن المداراة تجنب الحديث عن الأمور التي لا يتعقلها المراد تربيتهم ولا
تتحملها عقولهم.
قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام : « رحم الله عبداً اجتر مودة الناس إلينا ،
فحدثهم بما يعرفون وترك ما ينكرون » (3).
وعن محمد بن عبيد قال : دخلت على الرضا عليه السلام فقال لي : « قل للعباسي :
يكف عن الكلام في التوحيد وغيره ، ويكلّم الناس بما يعرفون ، ويكفّ عما
ينكرون » (4).
ودخل عليه يونس بن عبدالرحمن فشكا إليه ما يلقى من أصحابه من
الوقيعة ، فقال له الإمام الرضا عليه السلام : « دارهم فانّ عقولهم لا تبلغ » (5).
وينبغي أن لا تكون المداراة في ترك الحق كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
1 ـ تصنيف غرر الحكم : ص 210. 2 ـ المصدر السابق نفسه : ص 211. 3 ـ بحار الأنوار / المجلسي : 2 / 65. 4 ـ التوحيد / الشيخ الصدوق : ص 95. 5 ـ رجال الكشي : ص 488.
(72)
« رأس العقل بعد الايمان بالله مداراة الناس في غير ترك الحق » (1).
ومن مصاديق المداراة مراعاة الدوافع النفسية والعاطفية للانحراف ،
وأجواء المنحرف الاجتماعية ، ولذا كان أهل البيت عليهم السلام يراعون الضعف البشري
عند أصحابهم وعند مخالفيهم ويقابلونه بالمداراة لأنها الكفيلة بتحقيق
الأهداف المتوخاة من التربية.
ثانياً : الرفق
من طبيعة الانسان انّه يأنس بآرائه وأفكاره ومواقفه ، ويحرص على عدم
المساس بها لأنها جزء من شخصيته ، ويرى فيها كرامته وكبرياءه ووجوده ،
فينبغي لمن يريد أن يتحرك في وسط المجتمع ليربيه أو يصلحه أن يتعامل برفق
مع الناس سواء في تخطئة آرائهم وأفكارهم ومواقفهم أو تبيان صحة المفاهيم
والقيم المراد تقريرها في نفوسهم وواقعهم.
والرفق صفة محببة لدى الناس وبها تتيسر الصعاب وتسهل الأمور ،
ويتفاعل الناس مع المربي والمبلّغ والداعية إلى الله ، كما ورد عن أمير
المؤمنين عليه السلام : « الرفق ييسّر الصعاب ويسهّل شديد الأسباب ».
وقال عليه السلام : « من استعمل الرفق لان له الشديد » (2).
فبالرفق يتنازل الانسان عن رأيه الخاطئ وعن موقفه الخاطئ ، ويتقبل
النصح والارشاد ، بل يتفاعل معه ليصلح نفسه على ضوء الأسس والمفاهيم
المراد تقريرها في الواقع.
1 ـ تحف العقول / الحرّاني : ص 29. 2 ـ تصنيف غرر الحكم : ص 244.
(73)
وقال الإمام جعفر الصادق عليه السلام : « من كان رفيقاً في أمره نال ما يريد من
الناس » (1).
والمربي لا يريد من الناس أجراً أو شكراً ، وإنما يريد لهم الخير والسعادة
بتربيتهم على أساس الخلق السامي والسلوك السليم ، فهو يريد لهم أن يكونوا
صالحين ومصلحين ، فالمصلحة تعود لهم ولمجتمعهم ، فمن الطبيعي أن ينال ما
يريده إذا كان رفيقاً معهم.
وجعل الإمام زين العابدين عليه السلام الرفق حقاً من حقوق المستنصح ، فقال :
« وامّا حق المستنصح ، فإنّ حقّه أن تؤدي إليه النصيحة على الحق الذي ترى
له أنه يحمل ويخرج المخرج الذي يلين على مسامعه ، وتكلمه من الكلام بما
يطيقه عقله ، فان لكل عقل طيقه من الكلام يعرفه ويجتنبه ، وليكن مذهبك
الرحمة » (2). وفي رواية اُخرى : « وليكن مذهبك الرحمة والرفق به » (3).
ومن الرفق عدم التكلّف في طرح الأفكار والمفاهيم ، قال أمير المؤمنين عليه السلام :
« قولوا ما قيل لكم ، وسلّموا لما روي لكم ، ولا تَكَلَّفوا ما لم تُكَلَّفوا ، فانّما تبعته
عليكم فيما كسبت أيديكم ولفظت ألسنتكم ، أو سبقت إليه غايتكم » (4).
ومن الرفق كما ورد في أحاديث أهل البيت عليهم السلام ابداء النصيحة بمرونة ويسر
1 ـ الكافي : 2 / 120. 2 ـ تحف العقول / الحرّاني : ص 194. 3 ـ مكارم الأخلاق / الطبرسي : ص 423. 4 ـ تحف العقول / الحرّاني : ص 104.
(74)
وبصورة شيقة وجذّابة ، وأن لا يتحدث المربي بما يفزع الناس ويشق
عليهم في مسائل عذاب الله تعالى وعذاب القبر ، ومن الأفضل تقديم صفات
الرحمة والرأفة والغفران على صفات الانتقام ، وفي ابداء النصيحة العامة ينبغي
عدم ذكر أسماء المنحرفين أمام الملأ ، وأن تكون النصيحة سرّاً.
ومن الرفق مراعاة الأوضاع النفسية للاِنسان في مجال العبادة الواجبة
والمندوبة ، قال أمير المؤمنين عليه السلام : « إنّ للقلوب إقبالاً وإدباراً ، فإذا أقبلت
فاحملوها على النوافل ، وإذا أدبرت فاقتصروا بها على الفرائض » (1).
وذكر الإمام جعفر الصادق عليه السلام قصة الكافر الذي أسلم فاصطحبه أحد
المسلمين وأثقله بالصلاة وحمّله ما لا يطيق ، فقال له : انصرف عنّي ، فإنّ هذا
دين شديد لا أطيقه (2).
ثالثاً : الاحسان
بالاحسان إلى الآخرين يتمكن المربّي من التأثير على عواطفهم ، ثم
عقولهم ، ثم ممارساتهم ، لأنّ النفس الإنسانية مجبولة على حبّ من أحسن
إليها ، والاحسان يؤدي إلى كسب ودّ الآخرين والسيطرة على كيانهم
فيخضعون لاِرادة المحسن ولسلطانه الروحي ، كما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام :
1 ـ « الاحسان يسترق الانسان ».
2 ـ « بالاحسان تملك القلوب ».
3 ـ « سبب المحبة الاحسان ».
1 ـ نهج البلاغة : 530. 2 ـ الخصال / الشيخ المفيد : ص 354.
(75)
4 ـ « عليك بالاحسان فانه أفضل زراعة وأربح بضاعة » (1).
فالاحسان له دور كبير في اصلاح النفوس وتوجيهها نحو الاستقامة ومن
ثم التكامل والسمو ، لأنّها ستتوجه إلى المحسن بكل جوارحها ، فيكون له
التأثير عليها بالاستهواء ، فتتسارع النفوس للاستجابة لارشاداته قناعة أو
حياءً.
وقد استطاع أهل البيت عليهم السلام اصلاح الكثيرين بعد الاحسان إليهم ، والأفضل
من الاحسان مقابلة الاساءة بالاحسان ، وكانت هذه صفة من صفاتهم عليهم السلام.
روى المبرّد وابن عائشة : أنّ شامياً رأى الامام الحسن بن علي عليه السلام راكباً
فجعل يلعنه ، والحسن لا يرد ، فلما فرغ أقبل الحسن عليه السلام فسلّم عليه وضحك ،
وقال : « أيها الشيخ أظنك غريباً ، ولعلك شبهت ، فلو استعتبتنا أعتبناك ، ولو
سألتنا أعطيناك ، ولو استرشدتنا أرشدناك ، ولو استحملتنا أحملناك ، وإن كنت
جائعاً أشبعناك ، وإن كنت عرياناً كسوناك ، وإن كنت محتاجاً أغنيناك ، وإن كنت
طريداً آويناك ، وإن كان لك حاجة قضيناها لك ، فلو حركت رحلك إلينا وكنت
ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك ، لأنّ لنا موضعاً رحباً وجاهاً عريضاً
ومالأ كثيراً ».
فلما سمع الرجل كلامه بكى ثم قال : أشهد انك خليفة الله في أرضه ، الله
أعلم حيث يجعل رسالته ، وكنت أنت وأبوك أبغض خلق الله إليّ ، والآن أنت
أحبّ خلق الله إليّ. (2)1 ـ تصنيف غرر الحكم : ص 385 ، 386 ، 388. 2 ـ بحار الأنوار / المجلسي : 43 / 344.
(76)
رابعاً : الاختلاط بالناس
من الصفات المهمة للمربي وللمصلح أن يختلط مع الناس ولا ينعزل عنهم ،
لأنّ التربية والاصلاح لا تقتصر على إلقاء الخطب في المجالس العامة
والخاصة ، وإنما هي حركة وعمل دؤوب في الأوساط الاجتماعية تتطلب
مشاركة الناس في آمالهم وآلامهم وأن يعيش المربي معهم كواحد منهم ،
يشاركهم في نشاطاتهم وفعالياتهم واحتفالاتهم وأحزانهم ، وهكذا كان أهل
البيت عليهم السلام في وسط الأمة ، وبهذا استطاعوا تربية واصلاح الكثير من أتباعهم
ومخالفيهم.
قال صعصعة بن صوحان يصف أمير المؤمنين عليه السلام : (كان فينا كأحدنا ، لين
جانب ، وشدة تواضع ، وسهولة قياد ، وكنّا نهابه مهابة الأسير المربوط
للسياف الواقف على رأسه). (1)
وقال نافع بن جبير للاِمام زين العابدين عليه السلام : إنك تجالس قوماً دوناً ، فقال
له : « إني أجالس من أنتفع بمجالسته في ديني ». (2)
وكانت ارشاداتهم لأصحابهم أن يتعايشوا مع غيرهم من المخالفين ، ومن
هذه الارشادات ما جاء عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام أنّه قال : « كونوا لمن
انقطعتم إليه زيناً ولا تكونوا عليه شيناً ، صلّوا في عشائرهم ، وعودوا مرضاهم ،
واشهدوا جنائزهم ... ». (3)
والاختلاط بالمجتمع يسهم مساهمة فعالة في معرفة أحوال وأوضاع الناس
1 ـ شرح نهج البلاغة : 1 / 25. 2 ـ مناقب آل أبي طالب : 4 / 175. 3 ـ الكافي : 2 / 219.
(77)
المختلفة ، وهي مقدمة للاصلاح والتربية ، ومن تلك الأوضاع والأحوال :
1 ـ معرفة مستويات الناس المراد تربيتهم.
2 ـ معرفة الصالحين من الطالحين.
3 ـ معرفة الأسباب والعوامل المساهمة في الانحراف.
ومن هنا يستطيع المربّي أن يمتلك القدرة على تشخيص الانحراف في
بدايته ، وعلى اختيار الاسلوب المناسب للاصلاح والتربية ، والتعاون مع بقية
المربّين لوضع البرامج والخطط التربوية المناسبة.
خامساً : الصبر والحلم
إنّ التربية والدعوة إلى الصلاح والاستقامة (ليست أفكاراً تطرح أو
خطابات تلقى ، بل هي مسؤولية كبيرة مليئة بالمصاعب والمشاكل والمعوقات
والعراقيل ، لأنّها تصطدم بشهوات النفس ونزواتها ، وتواجه اعتزاز الناس
بمفاهيمهم وقيمهم التي أنسوا بها ، وتواجه السلطات المنحرفة التي تريد اشغال
الناس بالانحراف عن المنهج القويم ، وتواجه المنحرفين الذين يكرهون
الصلاح والصالحين ، ويواجه المربي ضغوطات نفسه التي تروم إلى الراحة
والاسترخاء ، والوحشة من طول الطريق وقلة المربين وكثرة المنحرفين ،
ويواجه المغريات التي تثنيه عن أداء مسؤوليته.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « المؤمن بين خمس شدائد : مؤمن يحسده ، ومنافق
يبغضه ، وكافر يقاتله ، وشيطان يضلّه ، ونفس تنازعه » (1).
1 ـ المحجّة البيضاء / الفيض الكاشاني : 5 / 115.
(78)
وأمام هذه الشدائد لابدّ من الصبر والتحمّل ، فبالصبر يتغلب المربي على
جميع المصاعب ، وهو عون له للاستمرار في حركته التربوية بلا تردد ولا
تراجع.
وحول أهمية الصبر وآثاره الايجابية قال أمير المؤمنين عليه السلام :
1 ـ « الصبر عون على كل أمر ».
2 ـ « الصبر كفيل بالظفر ».
3 ـ « بشر نفسك إذا صبرت بالنجاح والظفر » (1).
وينبغي أن يكون المربي الصابر حليماً حتى ينال احترام وتقدير الآخرين ،
ويملك أزمّة قلوبهم ومشاعرهم بحلمه.
قال أمير المؤمنين عليه السلام :
1 ـ « بالحلم تكثر الأنصار ».
2 ـ « بالاحتمال والحلم يكون لك النّاس أنصاراً وأعواناً ».
3 ـ « ضادّوا الغضب بالحلم تحمدوا عواقبكم في كل أمر » (2).
سادساً : القدرة على التقييم الموضوعي
التقييم الموضوعي للأفراد والكيانات الاجتماعية ، يسهم في انجاح الأعمال
والنشاطات المتعلقة بمسؤولية التربية والاصلاح والتغيير ، فينبغي لمن تحمّل
هذه المسؤولية أن يكون قادراً على التقييم السليم القائم على أسس وموازين
سليمة من حيث قربهم وبعدهم عن الاستقامة الفكرية والسلوكية.
1 ـ تصنيف غرر الحكم : ص 280 ، 283. 2 ـ المصدر السابق نفسه : ص 287.
(79)
والتقييم الموضوعي يسهم في دفع الجانحين للعودة إلى الاستقامة ومن ثمّ
التوجّه للتكامل والسمو والوصول إلى القمة في جميع مقومات الشخصية ، لأنّه
يستنهض الهمم ويستجيش العزائم ليتحول الإنسان من سيء إلى حسن ، ومن
حسن إلى أحسن.
قال أمير المؤمنين عليه السلام : « لا يكوننّ المحسن والمسيء عندك بمنزلة سواء ،
فإنّ ذلك تزهيد لأهل الاحسان في الاحسان ، وتدريب لأهل الاساءة على
الاساءة ، فألزم كلاًّ منهم ما ألزم نفسه أدباً منك ينفعه الله به ، وتنفع به
أعوانك » (1).
والمساواة في التقييم ، بمعنى عدم التمييز بين المحسن والمسيء ، وبين العامل
والمقصّر ، تؤدي إلى تعطيل الطاقات الفعالة المثمرة ، وتميت روح المبادرة ،
وتؤدي إلى توقف أو بطء حركة التربية والاصلاح.
ولهذا نجد أهل البيت عليهم السلام يصفون أصحابهم بالوصف المناسب لهم من حيث
الاخلاص والاستقامة ومن حيث قربهم وبعدهم عن منهجهم عليهم السلام ومن حيث ما
قدموه من خدمات للدين وللأُمة.
أولاً : اُسلوب الخطاب
اُسلوب الخطاب من الأساليب التربوية الشائعة والتي مورست من قبل
1 ـ تحف العقول : ص 87.
(80)
جميع التيارات والوجودات والشخصيات ، وقد مارس أهل البيت عليهم السلام هذا
الاُسلوب في تربية أصحابهم وسائر أبناء المجتمع المسلم ، وسيرتهم حافلة
بالخطابات والبيانات التي تخاطب جميع مقومات الشخصية حيث تخاطب
العقل والقلب والارادة لتستجيش فيها عناصر الخير والصلاح ، وتطارد
عناصر الشر والانحراف ، موجهة الأنظار إلى خالق الكون والحياة والإنسان
وإلى رقابته على سكنات الإنسان وحركاته ، وموجهة العقول والقلوب إلى
يوم الحساب ويوم الثواب والعقاب وإلى عذاب القبر ، ومحذرة من مزالق
الشيطان والنفس الأمارة بالسوء ، ومحذرة من المغريات التي تستهوي الإنسان
ليركن إليها وينشغل باللهث ورائها تاركاً مسؤوليته في الحياة ، وكانت
الخطابات توجه العقول والقلوب إلى سنن الله تعالى المتحكمة في الحياة
والإنسان وإلى آثار بعض الأعمال الصالحة والطالحة.
والخطاب أهم وسيلة لتحريك العقل الجمعي وتوجيهه نحو الصلاح
والاستقامة ، وهو الوسيلة التربوية الموجهة لعدد كبير من الناس فيها اقتصاد
في الوقت وتجميع للطاقات.
وقد سنحت الفرصة للاِمام أمير المؤمنين عليه السلام لالقاء خطبه بعد بسط اليد له
بالبيعة العامة وتسلمه الخلافة ، وكذلك للاِمام الحسن وللاِمام الحسين عليهما السلام ،
وبعض الفرص للاِمام زين العابدين عليه السلام وللاِمام جعفر الصادق عليه السلام وللاِمام علي
ابن موسى الرضا عليه السلام ، أمّا بقية الأئمة فكانت فرص الخطاب محدودة في كمّها
ونوعها حيث كانت مقتصرة على الاتباع والأنصار والمقربين ، حيث ان المنابر
العامة كانت بيد أعدائهم ومخالفيهم.
وكان للخطاب الدور الأكبر في كشف حقيقة النظام الأموي بعد اقدامه على
ملامح المنهج التربوي عند أهل البيت عليهم السلام ::: فهرس