أي الشعور الديني الفطري ، واحدة من السخافات والمهازل. إنّ وجود البعد الرابع في الروح الإنسانية يثبت أنّ لجميع الميول الدينية عند الإنسان جذوراً ضاربة في أعماق الوجدان ، وقد تجلى هذا الشعور في جميع أدوار الحياة البشرية حتى في تلكم الأدوار والمناطق التي لم تكن فيها مشكلة العامل ورب العمل (1) مطروحة بحال. فقد كان هذا الشعور يدفع البشر في تلك الأدوار والمناطق إلى اللّه وإلى ما وراء الطبيعة. كما أنّ آثار الشعور الديني لم تختف عن الكهوف والمغارات التي كان يسكنها الإنسان الأوّل. هذا ونظائره يكشف بوضوح عن ملازمة هذا البعد للروح الإنسانية ملازمة الظل للشاخص ، وملازمة الزوجية للأربعة ... وكأنّ التوجه إلى اللّه وإلى قضايا ما وراء الطبيعة نشيد غيبي لا يفتأ ينبع من الفطرة الإنسانية .. نشيد لا يهدأ ...
الماركسيون وتقديس المبادئ الماركسية رغم كل الدعايات المستمرة التي يقوم بها الماديون ضد « الدين » ووصمهم له بأنّه من عوامل الجمود والتأخر ، وكونه منافياً للحرية الإنسانية ومانعاً من تقدم
1 ـ هذا هو رد تلويحي إلى ما يردّده الماديون الماركسيون حول الدين إذ يقولون : إنّ الدين لم يوجد إلاّ لإخماد ثورة العمال الكادحين على أرباب العمل. ولكن بعد أن ثبت أنّ للدين جذوراً في ضمير البشر ، وأنّه كان موجوداً حتى في النقاط التي لم يكن فيها خبر عن العامل ورب العمل لم يعد للنظرية الماركسية حول الدين أية قيمة.
(62)
البشرية في مجالات البناء الفكري والاجتماعي. رغم كل تلك الدعايات المضادة لم يستطيعوا أن ينبذوا الدين والأفكار الدينية من أدمغة البشر ، أو يقلّلوا من تقديس المجتمعات المؤمنة لمعتقداتها. وربما عاب الماركسيون على المتدينين ذلك التقديس المفرط لمعتقداتهم والحال إنّ تقديس الماركسيين ـ أنفسهم ـ لمبادئ الماركسية ولمؤسسيها لم يقل ، ولم يختلف عن معاملة المتديّنين لمعتقداتهم وكتبهم السماوية ومن جاء بها. إنّ الماركسيين يعتبرون أُصول الماركسية وما جاء به وقاله ماركس وانجلز ولينين ، أُموراً صحيحة مائة بالمائة ، ويرون أنّها منزّهة عن أي غلط أو عيب وعارية عن أي اشتباه وخطأ ، وإنّها قطعية لا يأتي الباطل من بين يديها ولا من خلفها ، ولا يمكن أن تتغيّر أو تتبدل (1) تماماً كما يعتقد المتديِّنون والإلهيون في شأن الوحي والكتب السماوية. ويكفي لمعرفة مدى تقديس الشيوعيين والماركسيين لشخصياتهم ومؤسسي مبادئهم ما نشرته صحيفة البرافدا الناطقة بلسان الحزب الشيوعي في 26 أبريل 1949م إذ قالت : نحن نؤمن بثلاثة أشياء : كارل ماركس ، ولينين; وستالين ، ولا نؤمن بثلاثة أشياء : اللّه ، والدين ، والملكية الخاصة. إنّهم يحرمون أية إعادة نظر في المبادئ والأُصول الماركسية ، ويصمون كل من يحاول ذلك بالردة الفكرية ، والمروق من اللينينية الماركسية ... ويعتبرونه مرتداً حزبياً ، تماماً كما يفعل المتدينون ، إذ يعتبرون الانحراف عن التعاليم النبوية وإنكار
1 ـ هذا رغم أنّ من أُصول المادية الديالكتيكية هو التغير المستمر في الأشياء !!!
(63)
بعض الضروريات الدينية سبباً للارتداد ، ويعدون منكرها « مرتدّاً دينياً » ويهدرون دمه. إنّ الاحترام الذي يلقاه مؤسسو الاشتراكية من قبل أتباعهم لا يختلف كثيراً عن احترام أتباع الديانات الإلهية للأنبياء والرسل إن لم يزدد عليه. وغاية التفاوت بين السلوكين أنّ أتباع هذه الأحزاب والمبادئ المادية يحترمون قادتهم السياسيين ما داموا يحتلون المناصب ، ففي مثل هذه الفترة تجدهم يصفون قادتهم بأنّ ـ هم « ملائكة الرحمة » و أنّ ـ هم « محطمو قيود الاستعمار والاستبداد » وأنّهم « ملجأ الجماهير الكادحة » وما إلى ذلك من ألفاظ المديح والثناء. ولكن ما أن أُقصي هؤلاء القادة من مناصبهم أو حان موتهم وأُودعوا باطن الأرض إلاّ ووجدت انعكاس الآية. فإذا بالأسياد المحترمين بالأمس المستحقين لأجمل وأسمى آيات المديح والثناء ، ينهال عليهم كل ما في قاموس الشتائم من سباب واتهامات ، فإذا بالقائد التقدمي يصبح رجعياً ، ضد الكادحين ، سفاكاً ، خرق أُسس الماركسية وتجاوز عليها ، واستهان بآراء الجماهير ، إلى غير ذلك من الاتهامات الرخيصة !!! وقد وجدنا ووجد العالم كل هـ طوال الفترة التي عشناها ـ نوعين متضادين من الوصف في حق ستالين .. فبينما كان يعد ذات يوم ملاكاً طاهراً مقدساً صار يعد في يوم آخر سفاكاً دموياً إلى درجة أنّ تماثيله أُزيلت من الساحات والميادين العامة في الاتحاد السوفياتي بعد موته (1).
1 ـ بل وأُريد إخراج جثمانه للحرق انتقاماً ، كما تتحدث عن ذلك بعض الكتب عن الاتحاد السوفياتي.
(64)
وها نحن اليوم نشاهد بدايات لنفس الموقف في شأن « ماو » ، وسوف لن يمضي زمان طويل إلاّ ونجد « ماو » وقد أُصيب بما سبق أن أُصيب به سلفه ستالين المنكود الحظ. إنّ الاحترام والتعظيم الذي يظهره أتباع الفلسفة المادية لمؤسّسي أُصول الماركسية كماركس وانجلز ، لدليل قاطع على فطرية سلسلة من المفاهيم كالخلود والأبدية. فهذه المفاهيم صحيحة في حد ذاتها وهي أُمور قطعية مائة بالمائة إلاّ أنّ القوم استخدموها في غير مواضعها خطأ. (1) فبدل أن يستخدموا وصف الخلود والأبدية في حق « الوحي الإلهي » ويعتبروا الانحراف عن ذلك الوحي ارتداداً ، نجدهم وصفوا « الماركسية » بالخلود ونعتوا مؤسسيها بالأبدية فإذا بهم يواجهون ذلك التخبط الذريع. ولو لم تكن مفاهيم كمفهوم الخلود والأبدية أُموراً فطرية لما راح الماركسيون يطلقونها على هذا أو ذاك حتى ولو خطأ. ثم إنّنا كثيراً ما نجد الماركسيين يستخدمون في شعاراتهم ونشراتهم ألفاظاً ك ـ « التضحية والفداء » في حين أنّ هذه المفاهيم لا تتلاءم مع أُصول الماركسية لحصرها الوجود في « العالم المادي » وإنكارها لما وراء ذلك. وإذا كنا نعلم بأنّ الإنسان لا يعمل شيئاً إلاّ لتحقيق منفعة شخصية إلى
1 ـ يقصد الأُستاذ بأنّ الإيمان الفطري بوجود أُمور خالدة وأبدية أمر صحيح وموجود في باطن البشر ، وأنّ هناك بالفعل أُموراً خالدة وأبدية في الوجود بيد أنّ الماركسيين أخطأوا في استعمال هذه الأوصاف فاستخدموها في غير مواضعها ـ الهادي ـ .
(65)
درجة أنّ المنافع الاجتماعية أيضاً لا يريدها الإنسان إلاّ لمنفعة نفسه ، فلمن يضحي الماركسي ولمن يقدم نفسه فداء وهو لا يعتقد بالآخرة وما فيها من أجر وثواب؟! أما يعتقد المنطق الماركسي بأنّ الإنسان يفنى بالموت فناء كاملاً ولا تعود منافعه إليه بعد موته؟ فماذا تعني التضحية والفداء عند الماركسيين؟ أليس ذلك يدل على أنّ دوافع التضحية والفداء أُمور فطرية متأصلة في ضمير الإنسان ووجدانه ، وأنّ الماركسيين أخطأوا في طريقة استخدامها؟
المعنى الآخر لفطرية الإيمان باللّه وقد تفسر فطرية الإيمان باللّه بنحو آخر إذ يقال : يكمن في قرارة كل إنسان عشق للكمال والخير المطلق لم يزل ولا يزال يدفع الإنسان إليه. فإذا ما وجد الإنسان في نفسه ميلاً شديداً إلى العلم أو إلى الأخلاق أو الفن والجمال ، فإنّ هذا الميل إنّما هو شعبة نابعة من ذلك العشق للكمال ، وإشعاعة من إشعاعاته. إنّ أوضح دليل على وجود مثل هذا العشق للكمال المطلق في باطن البشر هو أنّ أي كمال مادي لا يروي عطش الإنسان ولا يطفئ ظمأه. فها هو الإنسان يسعى جهده ليبلغ إلى ما يريده من المناصب الرفيعة ، ويظل يطمح إلى ما هو أعلى وأعلى حتى إذا نال ما أراد ، فكّر في أن يسخّر قمة أعلى ممّا ناله وكلّما ازداد رقياً ازداد عطشاً وظمأ وطموحاً أكثر فأكثر. كل هذا ـ لو تأملنا ـ دليل واضح على أنّ للإنسان ضالة ينشدها أبداً ،
(66)
ويبحث عنها باستمرار وقد كان يظنها في الكمالات المادية المزيجة بالنقائص والشرور وأنّها قادرة على إرواء ظمئه وغليله ، ولكنَّه كلّما خطا خطوة جديدة إلى الأمام رأى خلاف ما كان يتصوره ويتوقعه ، ووجده دون ما يهواه ويعشقه. إنّ عشق الكمال المطلق لدليل ـ حقاً ـ على وجود مثل هذا الكمال ، ولدليل أيضاً على وجود رابطة قائمة بين الإنسان والكمال ذاك. إنّ الوصول إلى ذلك الكمال وبلوغه يحتاج إلى تفكّر وتدبّر ، وإلى السير في الطريق المؤدّي إليه ، وإلى الرياضة الدؤوبة التي تشعل الجذوة الكامنة في أعماق النفس وتوجد في حناياه شغفاً أكبر وعطشاً أعمق ، وتحوله بالتالي من باحث عن اللّه إلى واجد للّه ، ثم يتحول وجدانه للّه إلى الشهود ، واليقين الذي لا ينفذ إليه شك ، ولا يتسلل إليه تردد
وارتياب. إنّ هذا الشهود ليس برؤية العين بل بعين البصيرة التي نوّه عنها في كلام الإمام علي ( عليه السَّلام ) إذ قال : « لم تدركه العيون بمشاهدة العيان ، بل تدركه القلوب بحقائق الإيمان » (1). إنّ اليقين الحاصل للسالك والعارف في مسألة « وجدان اللّه » لهو أعلى من اليقين الحاصل من استخدام الجوارح والحواس ، انّه نور لا ظلمة فيه ، ويقين لا شك فيه ، ولا تردد ولا احتمال ولا ظن. والآن ما هو طريق الوصول إلى مثل هذا الكمال واليقين المطلق والشهود الأعلى؟ إنّ القرآن الكريم يشير بنحو ما إلى هذا الطريق في آية ، إذ يقول :
1 ـ نهج البلاغة : شرح محمد عبده ، خطبة 174.
(67)
( فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ الْسَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ) (1). ففي هذه الآية وصفت العبادة والدعاء بكونها طريقاً للوصول إلى هذا اليقين والمعرفة القلبية اليقينية. (2) إنّ هذا اليقين هو غير اليقين الذي يحصل لكل العابدين .. إنّ هذا هو ذلك الشهود الذي يكون على غرار اليقين الحاصل من الاحتكاك بالمحسوسات الذي يكون من القوة بحيث يمنع من تطرق أي شك أو ترديد إليه. وهذا الطريق ليس في وسع كل أحد سلوكه كيفما اتفق ، بل لابد لسلوكه من التهيؤ اللازم الذي لا يوجد إلاّ عند القليلين من عباد اللّه المخلصين.
الشعور الديني الفطري في الأحاديث نظراً للأهمية التي تتمتع بها مسألة فطرية الحس الديني في العلوم الإنسانية وردت بعض الأحاديث الصادرة من النبي الأكرم ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) ، والأئمّة الطاهرين الصادقين ( عليهم السَّلام ) التي تتحدث عن ذلك وإليك طائفة منها : 1. صحيح البخاري في تفسير الآية ( فطرة اللّه ... ) نقل الحديث التالي عن النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) : « ما من مولود إلاّ يولد على الفطرة ثم أبواه يهوّدانه أو ينصّ ـ رانه أو
1 ـ الحجر : 98 ـ 99. 2 ـ انّ التفسير المذكور في المتن للآية هو أحد المداليل والأبعاد التي يمكن استخراجها من الآية ولا ينافي تفسير بعض الأحاديث اليقين هنا بالموت.
(68)
يمجّسانه » ثم قال ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) : ( فَطرة اللّه التي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها ) (1). وقد ورد في أحاديث أهل البيت ( عليهم السَّلام ) في تفسير آية الفطرة ما يقارب (15) حديثاً فسرت الفطرة بالتوحيد ، وهي تفيد أنّ توحيد اللّه والإيمان بذاته ووجوده وصفاته ممّا جبل عليه البشر وعجنت به فطرته (2). وربما فسرت بعض هذه الأحاديث الفطرة المذكورة في الآية ب ـ « الإسلام » و « معرفة اللّه » التي تعود في الحقيقة إلى المعنى السالف. ونذكر هاهنا كل تلك الأصناف من الروايات مع الإشارة إلى ما هو مكرر منها : أمّا ما صرح منها بالتوحيد فهي : 2. سأل هشام بن سالم الإمام الصادق جعفر بن محمد عليمها السَّلام عن معنى الفطرة فقال الإمام : « فطرهم على التوحيد » (3). وقد روى مثل هذا عن الإمام الصادق ( عليه السَّلام ) غير هشام كزرارة والعلاء بن فضيل ومحمد الحلبي وعبد الرحمن بن كثير مولى أبي جعفر. 3. ما رواه زرارة عن الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليمها السَّلام حينما سأله قائلاً : أصلحك اللّه ، قول اللّه عزّ وجلّ في كتابه : ( فطرة اللّه التي فطر الناس عليها ) فقال الإمام مجيباً :
1 ـ التاج الجامع للأُصول : 4/180 ، وتفسير البرهان : 3/261 ، الحديث 5. 2 ـ راجع تفسير البرهان : 3/261 ـ 263 ، والتوحيد للصدوق : 328 ـ 331. 3 ـ راجع تفسير البرهان : 3/261 ـ 263 ، والتوحيد للصدوق : 328 ـ 331.
(69)
« فطرهم على التوحيد (1) عند الميثاق على معرفته أنّه ربّهم ». (2) وأمّا ما فسرت الفطرة فيه بالمعرفة فهي : 4. ما عن زرارة أيضاً عن أبي جعفر الإمام محمد بن علي الباقر عليمها السَّلام قال سألته عن قول اللّه عزّ وجل : ( حنفاء للّه غير مشركين ) وعن الحنيفية ، فقال الإمام : « هي الفطرة التي فطر اللّه الناس عليها لا تبديل لخلق اللّه ». ثم قال : « فطرهم اللّه على المعرفة » (3). وقد أوضح الإمام الباقر المقصود بهذه المعرفة في رواية أُخرى رواها زرارة عنه أيضاً لمّا سأله عن نفس الآية فقال ( عليه السَّلام ) : « فطرهم على معرفة أنّه ربهم ، ولولا ذلك لم يعلموا إذا سئلوا من ربهم ومن رازقهم » (4). وأمّا ما فسرت الفطرة بالإسلام فهي : 5. ما عن عبد اللّه بن سنان ، عن الإمام أبي عبد اللّه الصادق ( عليه السَّلام ) لمّا سأله عن قول اللّه عزّ وجلّ : ( فطرة اللّه التي فطر الناس عليها ) ما تلك الفطرة؟ قال الإمام :
1 ـ انّ تفسير الدين المفطور عليه ، في هذه الأحاديث بالتوحيد لا يدل على اختصاص الدين في الآية بالتوحيد خاصة بل أنّ ذكر التوحيد إنّما هو من باب ذكر أظهر المصاديق
وأجلاها. 2 ـ نفس المصادر السابقة. 3 ـ نفس المصادر السابقة. 4 ـ نفس المصادر السابقة.
(70)
« هي الإسلام ». (1) ثم أوضح الإمام نفسه في رواية أُخرى عن عبد اللّه بن سنان أيضاً المقصود بالإسلام وأنّه هو التوحيد ومعرفة اللّه إذ قال ( عليه السَّلام ) : « هي الإسلام فطرهم اللّه حين أخذ ميثاقهم على التوحيد ». (2) 6. سأل محمد بن حكيم الإمام الصادق ( عليه السَّلام ) عن المعرفة من صنع من هي؟ فقال ( عليه السَّلام ) : « من صنع اللّه ، ليس للعباد فيها صنع ». (3) 7. سأل أبو بصير الإمام الصادق ( عليه السَّلام ) فقال الإمام ( عليه السَّلام ) : « نعم وليس للعباد فيها صنع ». (4) 8. ولقد تعرض الإمام علي ( عليه السَّلام ) إلى هذا المطلب « أي فطرية الاعتقاد باللّه » في نهج البلاغة في أوّل خطبة فيه عندما ذكر بأنّ الأنبياء أُرسلوا لإثارة دفائن العقول ، أي لإحياء ما هو مرتكز في عقول البشر وما هو كامن في حنايا فطرتهم من الاعتراف بوجود اللّه والإذعان بإلهيته ، إذ يقول ( عليه السَّلام ) : « فبعث اللّه فيهم رسله وواتر إليهم أنبياءه ليستأدوهم ميثاق فطرته ، ويذكروهم منسي نعمته ، ويحتجوا عليهم بالتبليغ ويثيروا لهم دفائن العقول ». (5) مع ملاحظة هذا الكلام العلوي يمكننا القول بأنّ المقصود من قول اللّه
1 ـ المصادر السابقة. 2 ـ المصادر السابقة. 3 ـ أُصول الكافي : 1 / 85 ، 93 ، 165. 4 ـ أُصول الكافي : 1/163. 5 ـ نهج البلاغة : الخطبة الأُولى.