11
    فقال (عليه السلام) : ومن بعدي الحسن إبني ، فكيف للنّاس بالخَلَف من بعده ؟ قال : فقلت : وكيف ذلك يامولاي ؟
    قال : لأنّه لا يُرى شخصه ولا يحلُّ ذكره باسمه حتّى يخرج فيملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجوراً .
    قال : فقلت : أقررتُ وأقول : إنَّ وليّهم وليّ الله ، وعدوّهم عدوّ الله ، وطاعتهم طاعة الله ، ومعصيتهم معصية الله .
    وأقول : إنّ المعراج حقّ ، والمساءلة في القبر حقّ ، وإنّ الجنّة حقّ ، والنار حقّ ، والصراط حقّ ، والميزان حقّ ، وإنّ الساعة آتية لا ريب فيها ، وإنّ الله يبعث من في القبور .
    وأقول : إنّ الفرائض الواجبة بعد الولاية : الصلاة ، والزكاة ، والصوم ، والحجّ ، والجهاد ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر .
    فقال علي بن محمّد (عليهما السلام) : ياأبا القاسم ! هذا والله دين الله الذي ارتضاه لعباده ، فاثبت عليه ثبّتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة (1).
    2 ـ ابن عبّاس قال : جاء أعرابي إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال : يارسول الله ! علّمني من غرائب العلم .
    قال : ما صنعت في رأس العلم حتّى تسأل من غرائبه ؟
    قال الرجل : ما رأس العلم يارسول الله ؟
    قال : معرفة الله حقّ معرفته .
(1) بحار الأنوار : (ج3 ص268 الباب10 ح3) .


12
    قال الأعرابي : وما معرفة الله حقّ معرفته ؟
    قال : تعرفه بلا مثل ، ولا شبه ، ولا ندّ ، وأنّه واحد ، أحد ، ظاهر ، باطن ، أوّل ، آخر ، لا كفو له ، ولا نظير ، فذلك حقّ معرفته (1).
    3 ـ طاهر بن حاتم بن ماهويه قال : كتبت إلى الطيّب ـ يعني أبا الحسن (عليه السلام) ـ : ما الذي لا يجتزي في معرفة الخالق جلّ جلاله بدونه ؟
    فكتب (عليه السلام) : ليس كمثله شيء ، لم يزل سميعاً وعليماً وبصيراً ، وهو الفعّال لما يريد (2).
    4 ـ الفضل بن السكن ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : اعرفوا الله بالله ، والرسول بالرسالة ، واُولي الأمر بالمعروف والعدل والإحسان (3).
    5 ـ عيسى بن السري أبي اليسع قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السلام) : أخبرني بدعائم الإسلام التي لا يسع أحد التقصير عن معرفة شيء منها ، الذي من قصّر عن معرفة شيء منها فسد عليه دينه ، ولم يقبل [ الله ] منه عمله ، ومن عرفها وعمل بها صلح له دينه ، وقبل منه عمله ، ولم يضق به ممّا هو فيه لجهل شيء من الاُمور جهله ؟
    فقال : شهادة أن لا إله إلاّ الله ، والإيمان بأنّ محمّداً رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، والإقرار بما جاء به من عند الله ، وحقّ في الأموال الزكاة ; والولاية التي أمر الله عزّوجلّ بها : ولاية آل محمّد (صلى الله عليه وآله) .
(1) بحار الأنوار : (ج3 ص269 الباب10 ح4) .
(2) بحار الأنوار : (ج3 ص269 الباب10 ح5) .
(3) بحار الأنوار : (ج3 ص270 الباب10 ح7) ، ولاحظ معنى الحديث في (ص59 ـ 239) .



13
    قال : فقلت له : هل في الولاية شيء دون شيء فضل يعرف لمن أخذ به (1) ؟
    قال : نعم قال الله عزّوجلّ : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الاَْمْرِ مِنْكُمْ ) (2).
    وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من مات ولا يعرف إمامه مات ميتةً جاهلية .
    وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان عليّاً (عليه السلام) ـ وقال آخرون : كان معاوية ـ ثمّ كان الحسن (عليه السلام) ثمّ كان الحسين (عليه السلام) ـ وقال الآخرون : يزيد بن معاوية ـ وحسين بن علي ولا سواء ولا سواء .
    قال : ثمّ سكت ثمّ قال : أزيدك ؟
    فقال له حكم الأعور : نعم جعلت فداك !
    قال : ثمّ كان علي بن الحسين ، ثمّ كان محمّد بن علي أبا جعفر .
    وكانت الشيعة قبل أن يكون أبو جعفر وهم لا يعرفون مناسك حجّهم وحلالهم وحرامهم حتّى كان أبو جعفر ففتح لهم وبيّن لهم مناسك حجّهم وحلالهم وحرامهم حتّى صار الناس يحتاجون إليهم من بعد ما كانوا يحتاجون إلى الناس ، وهكذا يكون الأمر ، والأرض لا تكون إلاّ بإمام .
    ومن مات لا يعرف إمامه مات ميتةً جاهلية ، وأحوج ما تكون إلى ما أنت عليه إذا بَلَغَت نفسك هذه ـ وأهوى بيده إلى حلقه ـ وانقطعت عنك
(1) أي هل في الإمامة شرط مخصوص يكون في رجل خاص من آل محمّد ، يعرف هذا لمن أخذ به ، أو هل فيها دليل وبرهان خاصّ يعرف لمن أخذ به .
(2) سورة النساء : (الآية 59) .



14
الدنيا تقول : لقد كنت على أمر حسن (1).
    6 ـ أبو الجارود قال : قلت لأبي جعفر (عليه السلام) : يابن رسول الله ! هل تعرف مودّتي لكم وانقطاعي إليكم وموالاتي إيّاكم ؟
    قال : فقال : نعم .
    قال : فقلت : فإنّي أسألك مسألة تجيبني فيها ؟ فإنّي مكفوف البصر قليل المشي ولا أستطيع زيارتكم كلّ حين .
    قال : هات حاجتك ؟
    قلت : أخبرني بدينك الذي تدين الله عزّوجلّ به أنت وأهل بيت لأدين الله عزّوجلّ به ؟
    قال : إن كنت أقصرت الخطبة فقد أعظمت المسألة ، والله لأعطينّك ديني ودين آبائي الذي ندين الله عزّوجلّ به :
    شهادة أن لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمّداً رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، والإقرار بما جاء به من عند الله ، والولاية لوليّنا ، والبراءة من عدوّنا ، والتسليم لأمرنا ، وانتظار قائمنا ، والإجتهاد ، والورع (2).
    7 ـ إسماعيل الجعفي قال : دخل رجل على أبي جعفر (عليه السلام) ومعه صحيفةً فقال له أبو جعفر (عليه السلام) : هذه صحيفة مخاصم يسأل عن الدّين الذي يقبل فيه العمل .
    فقال : رحمك الله هذا الذي اُريد .
(1) اُصول الكافي : (ج2 ص19 باب دعائم الإسلام ح6) .
(2) اُصول الكافي : (ج2 باب دعائم الإسلام ح10) .



15
    فقال أبو جعفر (عليه السلام) : شهادة أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، وتقرّ بما جاء من عند الله ، والولاية لنا أهل البيت ، والبراءة من عدوّنا ، والتسليم لأمرنا ، والورع ، والتواضع ، وانتظار قائمنا ، فإنّ لنا دولة إذا شاء الله جاء بها (1).
    الثاني : بيان أنّ توحيد الله مقرون بالرسالة والإمامة ، وأنّ الرسالة لا تفارق الإمامة ، كما في الأحاديث التالية :
    1 ـ أبو حمزة الثمالي قال : قال لي أبو جعفر (عليه السلام) : إنّما يعبد الله من يعرف الله ، فأمّا من لا يعرف الله فإنّما يعبده هكذا ضلالا .
    قلت : جعلت فداك ! فما معرفة الله ؟
    قال : تصديق الله عزّوجلّ وتصديق رسوله (صلى الله عليه وآله) وموالاة علي (عليه السلام) والإيتمام به وبأئمّة الهدى (عليهم السلام) والبراءة إلى الله عزّوجلّ من عدوّهم ، هكذا يعرف الله عزّوجلّ (2).
    2 ـ جابر الجعفي قال : سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول : انّما يعرف الله (عزّوجلّ) ويعبده من عرف الله وعرف إمامه منّا أهل البيت .
    ومن لا يعرف الله عزّوجلّ ويعرف الإمام منّا أهل البيت فإنّما يعرف ويعبد غير الله ـ هكذا والله ـ ضلالا (3).
    بل لا يقبل التوحيد إلاّ مع الإمامة كما صرّح به في الحديث التالي :
    حديث أبي سعيد الخدري قال : كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم جالساً وعنده
(1) اُصول الكافي : (ج2 باب دعائم الإسلام ح13) .
(2) اُصول الكافي : (ج1 ص180 باب معرفة الإمام والردّ إليه ح1) .
(3) اُصول الكافي : (ج1 ص181 باب معرفة الإمام والردّ إليه ح4) .



16
نفر من أصحابه فيهم علي بن أبي طالب (عليه السلام) إذ قال (صلى الله عليه وآله) : من قال : لا إله إلاّ الله دخل الجنّة .
    فقال رجلان من أصحابه : فنحن نقول : لا إله إلاّ الله .
    فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إنّما تقبل شهادة أن لا إله إلاّ الله من هذا ومن شيعته الذين أخذ ربُّنا ميثاقهم .
    فقال الرجلان : فنحن نقول : لا إله إلاّ الله . فوضع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يده على رأس علي (عليه السلام) ثمّ قال : علامة ذلك أن لا تحلاّ عقده ، ولا تجلسا مجلسه ، ولا تكذّبا حديثه (1).
    الثالث : معرفة أنّ الاُصول الإعتقادية الثلاثة المتقدّمة فطرية ، فُطر الناس عليها كما في الأحاديث التالية :
    1 ـ عبدالرحمن بن كثير ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزّوجلّ : ( فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ) (2) قال : هي التوحيد ، وأنّ محمّداً رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنّ عليّاً أمير المؤمنين (عليه السلام) (3).
    2 ـ الدعاء الشريف : « ... فأكملت بإستخلافهم رسالة المنذرين ، كما أوجبت رياستهم في فطر المكلّفين ... حيث طابق صنعك ما فطرت عليه العقول ... » (4).
    الرابع : العلم بأنّ هذه الأركان هي الحصن الإلهي والمدينة الآمنة والعقيدة
(1) ثواب الأعمال : (ص22 باب ثواب من تقبل منه شهادة أن لا إله إلاّ الله ح1) .
(2) سورة الروم : (الآية 30) .
(3) بحار الأنوار : (ج3 ص280 الباب11 ح18) .
(4) بحار الأنوار : (ج102 ص115 في أدعية الإستئذان لدخول المشاهد المشرّفة) .



17
المقبولة كما في الأحاديث التالية :
    1 ـ إسحاق بن راهويه ، قال : لمّا وافى أبو الحسن الرضا (عليه السلام) بنيسابور وأراد أن يخرج منها إلى المأمون إجتمع عليه أصحاب الحديث فقالوا له : يابن رسول الله ! ترحل عنّا ولا تحدّثنا بحديث فنستفيده منك ، وكان قد قعد في العمارية ، فأطلع رأسه وقال :
    سمعت أبي موسى بن جعفر يقول : سمعت أبي جعفر بن محمّد يقول : سمعت أبي محمّد بن علي يقول : سمعت أبي علي بن الحسين يقول : سمعت أبي الحسين ابن علي بن أبي طالب يقول : سمعت أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يقول : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : سمعت جبرئيل يقول سمعت الله جلّ جلاله يقول : لا إله إلاّ الله حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي .
    قال : فلمّا مرّت الراحلة نادانا : بشروطها وأنا من شروطها (1).
    2 ـ أبو ذرّ الغفاري (رحمه الله) قال : خرجت ليلة من الليالي فإذا رسول الله (صلى الله عليه وآله)يمشي وحده ليس معه إنسان ، فظننت أنّه يكره أن يمشي معه أحد ، قال : فجعلت أمشي في ظلّ القمر ، فالتفت فرآني ، فقال : مَن هذا ؟
    قلت : أبو ذرّ جعلني الله فداك !
    قال : ياأبا ذرّ ! تعال ، فمشيت معه ساعة ، فقال : اجلس هاهنا ، وأجلسني في قاع حوله حجارة ، فقال لي : إجلس حتّى أرجع إليك ، قال : وانطلق في الحرّة (2) حتّى لم أره وتوارى عنّي ، فأطال اللَبث ، ثمّ إنّي سمعته (صلى الله عليه وآله) وهو مقبل وهو يقول : وإن زنى وإن سرق ؟ .
(1) توحيد الصدوق : (ص25 باب ثواب الموحّدين ح23) .
(2) الحرّة هي أرض تكون ذات أحجار سوداء كأنّها أُحرقت بالنار ومنها حرّة المدينة .



18
    قال : فلمّا جاء لم أصبر حتّى قلت : يانبي الله جعلني الله فداك ! مَن تكلّمه في جانب الحرّة ؟ فإنّي ما سمعت أحداً يردّ عليك من الجواب شيئاً .
    قال : ذاك جبرئيل عرض لي في جانب الحرّة ، فقال : بشّر اُمّتك أنّه من مات لا يشرك بالله عزّوجلّ دخل الجنّة .
    قال : قلت : ياجبرئيل وإن زنى وإن سرق ؟
    قال : نعم وإن شرب الخمر (1).
    3 ـ أبو الصلت الهروي قال : كنت مع الرضا (عليه السلام) لمّا دخل نيسابور وهو راكب بغلة شهباء ، وقد خرج علماء نيسابور في إستقباله ، فلمّا صار إلى المربعة تعلّقوا بلجام بغلته وقالوا : يابن رسول الله ! حدّثنا بحقّ آبائك الطاهرين حديثاً عن آبائك (صلوات الله عليهم أجمعين) .
    فأخرج رأسه من الهودج وعليه مطرف خزّ فقال : حدّثني أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد بن علي ، عن أبيه محمّد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين سيّد شباب أهل الجنّة ، عن أمير المؤمنين (عليهم السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : أخبرني جبرئيل الروح الأمين ، عن الله ( تقدّست أسماؤه وجلّ وجهه ) قال : إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا وحدي ، عبادي فاعبدوني وليعلم من لقيني منكم بشهادة أن لا إله إلاّ الله مخلصاً بها أنّه قد دخل حصني ، ومن دخل حصني أمن عذابي .
    قالوا : يابن رسول الله وما إخلاص الشهادة لله ؟
    قال : طاعة الله ورسوله وولاية أهل بيته (عليهم السلام) (2).
(1) توحيد الصدوق : (ص25 باب ثواب الموحّدين ح24) .
(2) بحار الأنوار : (ج3 ص14 الباب1 ح39) .



19
    الخامس : الضمان الربّاني في سلامة هذه العقيدة ، ومرافقتها للسعادة ، والسلوك منها إلى الجنّة كما في الحديث التالي :
    1 ـ المفضّل الجعفي قال : قال أبو عبدالله (عليه السلام) : إنّ الله تبارك وتعالى ضمن للمؤمن ضماناً ، قال : قلت : وما هو ؟
    قال : ضمن له إن هو أقرّ له بالربوبيّة ، ولمحمّد (صلى الله عليه وآله) بالنبوّة ، ولعلي (عليه السلام) بالإمامة وأدّى ما إفترضه عليه أن يسكنه في جواره .
    قال : قلت : فهذه والله هي الكرامة التي لا يشبهها كرامة الآدميّين .
    قال : ثمّ قال أبو عبدالله (عليه السلام) : إعملوا قليلا تتنعّموا كثيراً (1).
    والتوحيد الحقّ هو توحيد الله بما أراده الله تعالى ، لا بما أراده نفس الإنسان بهواه ومشتهاه ..
    وقد عرفت أنّ الذي يريده الله ولا يقبل غيره هو التوحيد المقرون بالرسالة والإمامة ، وهو الإسلام الذي عرفت دعائمه وقوامه ..
    قال عزّ إسمه : ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الاِْسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الاْخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ ) (2).
    فلابدّ من الإعتقاد الراسخ بهذه الاُصول الأصيلة والأركان الجليلة .
    ثمّ إنّ اللازم في باب الإعتقادات أن تكون المعتقدات علمية يُتيقّن بها لأنّ الظنّ لا يُغني عن الحقّ شيئاً .
    لذلك كان إستدلالنا في هذا الكتاب بالقرآن الكريم الذي هو قطعي الصدور ، وبالروايات المتواترة العلمية أو المستفيضة الإطمئنانية ، وبحكم العقل
(1) بحار الأنوار : (ج3 ص3 الباب1 ح6) .
(2) سورة آل عمران : (الآية 85) .



20
الذي هو برهان لكلّ إنسان . بل تلزم الشهادة باللسان مضافاً إلى الإذعان بالجَنان ولا تكون الشهادة إلاّ علميّة مستندة إلى العلم دون الظنّ ، فلا يصحّ التقليد في اُصول الدين كما هو مسلّم عند جميع الديّانين . وإنّما يلزم الإشهاد والشهادة باللسان مضافاً إلى إعتقاد الإنسان لأنّه هو المستفاد من الأحاديث الكثيرة القطعية في هذا الباب وذلك مثل حديث :
    1 ـ أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : سمعته يقول : ما من شيء أعظم ثواباً من شهادة لا إله إلاّ الله ، لأنّ الله عزّوجلّ لا يعدله شيء ولا يشركه في الأمر أحد (1).
    2 ـ أبي الصلت الهروي قال : كنت مع علي بن موسى الرضا (عليه السلام) حين رحل من نيسابور وهو راكب بغلة شهباء فإذا محمّد بن رافع ، وأحمد بن حرب ، ويحيى ابن يحيى ، وإسحاق بن راهويه ، وعدّة من أهل العلم قد تعلّقوا بلجام بغلته في المربعة فقالوا : بحقّ آبائك الطاهرين حدّثنا بحديث سمعته من أبيك ، فأخرج رسه من العمارية ـ وعليه مطرف خزّ ذو وجهين ـ وقال : حدّثني أبي العبد الصالح موسى بن جعفر ، قال : حدّثني أبي الصادق جعفر بن محمّد ، قال : حدّثني أبي أبو جعفر محمّد بن علي باقر علم الأنبياء ، قال : حدّثني أبي علي بن الحسين سيّد العابدين ، قال : حدّثني أبي سيّد شباب أهل الجنّة الحسين ، قال : حدّثني أبي علي ابن أبي طالب (عليهم السلام) قال : سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول : قال الله ( جلّ جلاله ) : إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا فاعبدوني ، ومن جاء منكم بشهادة أن لا إله إلاّ الله بالإخلاص دخل [ في ] حصني ومن دخل في حصني أمن [ من ] عذابي (2).
    3 ـ سهل بن سعد الأنصاري قال : سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن قول الله
(1) بحار الأنوار : (ج3 ص3 الباب1 ح5) .
(2) بحار الأنوار : (ج3 ص6 الباب1 ح15) .