171
    قال : صدقت يامحمّد ! أخبرني عن قولك : إنّه واحد لا شبيه له ، أليس الله واحد والإنسان واحد ؟ فوحدانيته أشبهت وحدانيّة الإنسان .
    فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : الله واحد وأحديّ المعنى ، والإنسان واحد ثنويّ المعنى ، جسم وعرض ، وبدن وروح ، فإنّما التشبيه في المعاني لا غير .
    قال : صدقت يامحمّد » (1).
    6 ـ حديث أبي بصير ، عن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) قال :
    « إنّ الله تبارك وتعالى لا يوصف بزمان ولا مكان ولا حركة ولا إنتقال ولا سكون ; بل هو خالق الزمان والمكان والحركة والسكون والإنتقال ، تعالى عمّا يقول الظالمون علوّاً كبيراً » (2).
    7 ـ حديث إبراهيم بن أبي محمود قال : قلت للرضا (عليه السلام) : يابن رسول الله ! ما تقول في الحديث الذي يرويه الناس عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟ أنّه قال :
    « إنّ الله تبارك وتعالى ينزل كلّ ليلة إلى السماء الدنيا ؟
    فقال (عليه السلام) : لعن الله المحرّفين للكلم عن مواضعه ، والله ما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) كذلك ، إنّما قال (صلى الله عليه وآله) : إنّ الله تبارك وتعالى يُنزل ملكاً إلى السماء الدنيا كلّ ليلة في الثلث الأخير ، وليلة الجمعة في أوّل الليل فيأمره فينادي : هل من سائل فاُعطيه ؟ هل من تائب فأتوب عليه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ ياطالب الخير أقبل ، ياطالب الشرّ أقصر ; فلا يزال ينادي بهذا إلى أن يطلع الفجر ، فإذا طلع الفجر عاد إلى محلّه من ملكوت السماء . حدّثني بذلك أبي ، عن جدّي ، عن آبائه ، عن رسول
(1) بحار الأنوار : (ج3 ص303 ب13 ح40) .
(2) بحار الأنوار : (ج3 ص309 ب14 ح1) .



172
الله (صلى الله عليه وآله) » (1).
    8 ـ حديث ثابت بن دينار قال : سألت زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) عن « الله جلّ جلاله هل يوصف بمكان ؟
    فقال :
    تعالى الله عن ذلك .
    قلت : فلِمَ أسرى نبيّه محمّد (صلى الله عليه وآله) إلى السماء ؟
    قال : ليريه ملكوت السماء وما فيها من عجائب صنعه وبدائع خلقه .
    قلت : فقول الله عزّوجلّ : ( ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ) (2) ?
    قال : ذاك رسول الله (صلى الله عليه وآله) دنا من حجب النور فرأى ملكوت السماوات ، ثمّ تدلّى (صلى الله عليه وآله) فنظر من تحته إلى ملكوت الأرض حتّى ظنّ أنّه في القرب من الأرض كقاب قوسين أو أدنى » (3).
    9 ـ حديث يونس بن عبدالرحمن قال : قلت لأبي الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام) : لأي علّة عرج الله بنبيّه (صلى الله عليه وآله) إلى السماء ، ومنها إلى سدرة المنتهى ، ومنها إلى حجب النور ، وخاطبه وناجاه هناك والله لا يوصف بمكان ؟
    فقال (عليه السلام) :
    « إنّ الله لا يوصف بمكان ، ولا يجري عليه زمان ، لكنّه عزّوجلّ أراد أن يشرّف به ملائكته وسكّان سماواته ويكرمهم بمشاهدته ، ويريه من عجائب عظمته ما يخبر به بعد هبوطه ، وليس ذلك على ما يقوله
(1) بحار الأنوار : (ج3 ص314 ب14 ح7) .
(2) سورة النجم : (الآيتان 8 و9) .
(3) بحار الأنوار : (ج3 ص314 ب14 ح8) .



173
المشبهون ، سبحان الله وتعالى عمّا يصفون » (1).
    10 ـ حديث عبدالرحمن بن أسود ، عن الإمام جعفر بن محمّد ، عن أبيه (عليهما السلام) قال :
    « كان لرسول الله (صلى الله عليه وآله) صديقان يهوديان قد آمنا بموسى رسول الله وأتيا محمّداً (صلى الله عليه وآله) وسمعا منه ، وقد كانا قرءا التوراة وصحف إبراهيم (عليه السلام) ، وعلما علم الكتب الاُولى ، فلمّا قبض الله تبارك وتعالى رسوله (صلى الله عليه وآله) أقبلا يسألان عن صاحب الأمر بعده وقالا : إنّه لم يمت نبي قطّ إلاّ وله خليفة يقوم بالأمر في اُمّته من بعده ، قريب القرابة إليه من أهل بيته ، عظيم القدر ، جليل الشأن . فقال أحدهما لصاحبه : هل تعرف صاحب الأمر من بعد هذا النبي ؟ قال الآخر : لا أعلمه إلاّ بالصفة التي أجدها في التوراة هو الأصلع المصفّر فإنّه كان أقرب القوم من رسول الله (صلى الله عليه وآله) .
    فلمّا دخلا المدينة وسألا عن الخليفة اُرشدا إلى أبي بكر ، فلمّا نظرا إليه قالا : ليس هذا صاحبنا ، ثمّ قالا له : ما قرابتك من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟
    قال : إنّي رجل من عشيرته ، وهو زوج إبنتي عائشة . قالا : هل غير هذا ؟ قال : لا ، قالا : ليست هذه بقرابة فأخبرنا أين ربّك ؟ قال : فوق سبع سماوات ! قالا : هل غير هذا ؟ قال : لا . قالا : دلّنا على من أعلم منك ، فإنّك أنت لست بالرجل الذي نجد في التوراة أنّه وصي هذا النبي وخليفته . قال : فتغيّظ من قولهما ، وهمّ بهما ، ثمّ أرشدهما إلى عمر ، وذلك أنّه عرف من عمر أنّهما إن استقبلاه بشيء بطش بهما ،
(1) بحار الأنوار : (ج3 ص315 ب14 ح10) .


174
    فلمّا أتياه قالا : ما قرابتك من هذا النبي ; قال : أنا من عشيرته ، وهو زوج إبنتي حفصة . قالا : هل غير هذا ؟ قال : لا . قالا : ليست هذه بقرابة وليست هذه الصفة التي نجدها في التوراة ، ثمّ قالا له : فأين ربّك ؟ قال : فوق سبع سماوات ! قالا : هل غير هذا ؟ قال : لا . قالا : دلّنا على من هو أعلم منك ، فأرشدهما إلى علي (عليه السلام) .
    فلمّا جاءاه فنظرا إليه قال أحدهما لصاحبه : إنّه الرجل الذي صفته في التوراة ، انّه وصيّ هذا النبي ، وخليفته وزوج إبنته ، وأبو السبطين والقائم بالحقّ من بعده .
    ثمّ قالا لعلي (عليه السلام) : أيّها الرجل ! ما قرابتك من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟
    قال : هو أخي وأنا وارثه ووصيّه ، وأوّل من آمن به ، وأنا زوج إبنته .
    قالا : هذه القرابة الفاخرة والمنزلة القريبة ، وهذه الصفة التي نجدها في التوراة فأين ربّك عزّوجلّ ؟
    قال لهما علي (عليه السلام) : إن شئتما أنبأتكما بالذي كان على عهد نبيّكما موسى (عليه السلام) ، وإن شئتما أنبأتكما بالذي على عهد نبيّنا محمّد (صلى الله عليه وآله) .
    قالا : أنبئنا بالذي كان على عهد نبيّنا موسى (عليه السلام) .
    قال علي (عليه السلام) : أقبل أربعة أملاك : ملك من المشرق ، وملك من المغرب ، وملك من السماء ، وملك من الأرض . فقال صاحب المشرق لصاحب المغرب : من أين أقبلت ؟ قال : أقبلت من عند ربّي ; وقال صاحب المغرب لصاحب المشرق : من أين أقبلت ؟ قال : أقبلت من عند ربّي ; وقال النازل من السماء للخارج من الأرض : من أين أقبلت ؟ قال : أقبلت من عند ربّي ; وقال الخارج من الأرض للنازل من السماء : من


175
أين أقبلت ؟ قال : أقبلت من عند ربّي ، فهذا ما كان على عهد نبيّكما موسى (عليه السلام) .
    وأمّا ما كان على عهد نبيّنا فذلك قوله في محكم كتابه : ( مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَة إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَة إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ) (1) الآية .
    قال اليهوديّان : فما منع صاحبيك أن يكونا جعلاك في موضعك الذي أنت أهله ؟ فوالذي أنزل التوراة على موسى إنّك لأنت الخليفة حقّاً ، نجد صفتك في كتبنا ونقرؤه في كنائسنا ، وإنّك لأنت أحقّ بهذا الأمر وأولى به ممّن قد غلبك عليه .
    فقال علي (عليه السلام) : قدّما وأخّرا وحسابهما على الله عزّوجلّ يوقفان ويسألان » (2).
    11 ـ ما رواه سلمان الفارسي في حديث طويل يذكر فيه قدوم الجاثليق إلى المدينة مع مئة من النصارى بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) وسؤاله أبا بكر عن مسائل لم يجبه عنها ثمّ أُرشد إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فسأله عنها فأجابه ، فكان فيما سأله أن قال له :
    « أخبرني عن وجه الربّ تبارك وتعالى ، فدعا علي (عليه السلام) بنار وحطب فأضرمه فلمّا إشتعلت قال علي (عليه السلام) : أين وجه هذه النار ؟
    قال النصراني : هي وجه من جميع حدودها .
    قال علي (عليه السلام) : هذه النار مدبّرة مصنوعة لا تعرف وجهها ، وخالقها لا
(1) سورة المجادلة : (الآية 7) .
(2) بحار الأنوار : (ج3 ص324 ب14 ح22) .



176
    يشبهها ؟ ولله المشرق والمغرب فأينما تولّوا فثمّ وجه الله ، لا يخفى على ربّنا خافية » (1). والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .
    12 ـ حديث جابر قال : قال الباقر (عليه السلام) :
    « ياجابر ! ما أعظم فرية أهل الشام على الله عزّوجلّ ، يزعمون أنّ الله تبارك وتعالى حيث صعد إلى السماء وضع قدمه على صخرة بيت المقدّس ، ولقد وضع عبد من عباد الله قدمه على حجر فأمر الله تبارك وتعالى أن نتّخذه مصلّى .
    ياجابر ! إنّ الله تبارك وتعالى لا نظير له ولا شبيه ، تعالى عن صفة الواصفين ، وجلّ عن أوهام المتوهّمين ، واحتجب عن أعين الناظرين ، لا يزول مع الزائلين ، ولا يأفل مع الآفلين ، ليس كمثله شيء ، وهو السميع العليم » (2).
    الرابعة : أنّه تعالى ليس بمرئيّ
    ولا تراه العيون ولا تدركه الحواس لا في الدنيا ولا في الآخرة .
    وقد اتّفقت على ذلك الإماميّة الحقّة ، وخالف في ذلك فرقة الكرامية ، فذهبوا إلى جواز رؤيته مطلقاً ، وخالفت الأشاعرة أيضاً فذهبوا إلى جواز رؤيته في الآخرة ، وتمسّكوا لذلك باُمور واهية تلاحظها مع الجواب عليها في إرشاد الطالبين (3).
(1) بحار الأنوار : (ج3 ص328 ب14 ح28) .
(2) بحار الأنوار : (ج3 ص329 ب14 ح31) .
(3) إرشاد الطالبين للفاضل المقداد : (ص244) .



177
    والدليل البرهاني قائم على امتناع الرؤية بنحو مطلق دائماً وأبداً ، كتاباً وسنّةً وعقلا :
    فمن الكتاب :
    1 ـ قوله تعالى : ( لاَ تُدْرِكُهُ الاَْبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الاَْبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) (1).
    2 ـ قوله تعالى : ( وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي ) (2) و « لن » لنفي التأبيد .
    ومن السنّة :
    الأحاديث الكثيرة التي مرّ بعضها ممّا صرّح بعدم إدراكه بالحواس .
    وللمثال لاحظ بيان أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث ذعلب الوارد في الكافي جاء فيه :
    « لم تره العيون بمشاهدة الأبصار ، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان » (3).
    ولاحظ خطبة سيّدة النساء فاطمة (عليها السلام) في مسجد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) التي هي بيان كامل للمعارف الكاملة جاء فيها توصيف الله تعالى بما يلي :
    « الممتنع من الأبصار رؤيته ، ومن الألسن صفته ، ومن الأوهام
(1) سورة الأنعام : (الآية 103) .
(2) سورة الأعراف : (الآية 143) .
(3) اُصول الكافي : (ج1 ص138 ح4) .



178
كيفيته » (1).
    والوهم على سعته لا يمكنه درك خالقه ، فكيف بالعين الصغيرة ؟
    كما تلاحظ في الحديثين التاليين :
    1 ـ حديث الأشعث بن حاتم أنّه سأل الرضا (عليه السلام) عن شيء من التوحيد ؟
    فقال :
    « ألا تقرأ القرآن ؟ قلت : نعم ، قال : اقرأ : ( لاَ تُدْرِكُهُ الاَْبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الاَْبْصَارَ ) (2) ، فقرأت ، فقال : وما الأبصار ؟ قلت : أبصار العين ، قال : لا إنّما عنى الأوهام ، لا تدرك الأوهام كيفيّته وهو يدرك كلّ فهم » (3).
    2 ـ حديث أبي هاشم ، عن الإمام أبي جعفر الجواد (عليه السلام) نحوه ، إلاّ أنّه قال :
    « الأبصار هاهنا أوهام العباد ، والأوهام أكثر من الأبصار ، وهو يدرك الأوهام ولا تدركه الأوهام » (4).
    ومن العقل :
    قضاء البداهة بأنّ كلّ مرئي في سُنّة النظر ، وفي جميع الكون يكون جسماً وفي جهة وذا مكان وصورة ، والله تعالى منزّه عن جميع ذلك .
    مع أنّ الوجدان يحكم بكون المرئي محاطاً بالنظر ، والله تعالى محيط هو بكلّ شيء ، فلا يكون محاطاً ، لذلك لا يكون مرئياً ، وهو في مرتبة الخالقية فلا
(1) العوالم : (11/2 ص655) .
(2) سورة الأنعام : (الآية 103) .
(3) بحار الأنوار : (ج3 ص308 ب13 ح46) .
(4) بحار الأنوار : (ج3 ص308 ب13 الحديث المنقول عن المحاسن) .



179
يحيط به المخلوق .
    مضافاً إلى أنّه لو صحّ أن يكون مرئياً لرأيناه ، والتالي باطل فالمقدّم مثله .
    فيستفاد أنّ الله تعالى لا يمكن رؤيته وليس بمرئي إطلاقاً .
    الخامسة : أنّه تعالى ليس محلا للحوادث
    فلا يصحّ عليه النوم واليقظة ، والحركة والسكون ، والقيام والقعود ، والطفولة والكهولة ، والشباب والشيب ، والضعف والكلال ونحو ذلك .
    كما دلّ عليه أوّلا الكتاب الكريم :
    في مثل قوله تعالى : ( لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ ) (1).
    ودلّت عليه ثانياً السنّة الشريفة :
    في مثل حديث أبي المغرا عن أبي جعفر (عليه السلام) قال :
    « إنّ الله تعالى خلوٌ من خلقه ، وخلقه خلوٌ منه » (2).
    ودلّ عليه ثالثاً حكم العقل :
    من حيث إنّ هذه الاُمور الحادثة توجب الإنفعال والتأثّر ، والإنفعال ممتنع عليه ; لأنّه من صفة المادّيات ، والله تعالى ليس مادّياً فلا يكون منفعلا أو متغيّراً ولا يكون محلا للحوادث .
(1) سورة البقرة : (الآية 255) .
(2) بحار الأنوار : (ج3 ص322 ب14 ح18) .



180
    مضافاً إلى أنّ تلك الحوادث هي من لوازم الجسم والله تعالى منزّه عن الجسمية .
    بالإضافة إلى أنّ تلك الاُمور عوارض مخلوقة حادثة ، والخالق القديم يستحيل عليه أن يتّصف ذاتاً بالصفات المخلوقة الحادثة ، فلا تكون الحوادث عارضة عليه .
    ثمّ إنّ ما ورد في القرآن الكريم من وصفه تعالى بشيء من تلك الصفات كقوله عزّ إسمه : ( رَضِىَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) (1) ، وقوله تعالى : ( وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ ... ) (2) ، وقوله تعالى : ( فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ ) (3) ونحو ذلك ، فهي مؤوّلة بأنّ المراد في جملة منها غاياتها ونتائجها دون مباديها ونفس حالاتها ، فغاية الرضا مثلا الإكرام والإحسان ، وغاية الغضب مثلا العقاب والعذاب ، فيكون رضاه تعالى بمعنى إكرامه ، وغضبه بمعنى معاقبته ، ولذا قيل في حقّه تعالى : « خذ الغايات واترك المبادي » .
    كما يكون « آسفونا » بمثل معنى « آسفوا أولياءنا » ، فإنّ لله تعالى أولياء منتسبين إليه من حاربهم فكأنّما حارب الله ، ومن آذاهم فكأنّما آذى الله ، كما في قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : « فاطمة بضعة منّي مَن آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله » (4).
(1) سورة المائدة : (الآية 119) .
(2) سورة الفتح : (الآية 6) .
(3) سورة الزخرف : (الآية 55) .
(4) إحقاق الحقّ : (ج10 ص206) .