521
    وفي رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) في قوله : ( وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ) فوقوفهم على الصراط :
    « وأمّا : ( لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَاب لِكُلِّ بَاب مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ ) فبلغني ـ والله أعلم ـ أنّ الله جعلها سبع دركات :
    أعلاها الجحيم ; يقوم أهلها على الصفا منها ، تغلي أدمغتهم فيها كغلي القدور بما فيها .
    والثانية لظى ; نزّاعة للشوى ، تدعو من أدبر وتولّى ، وجمع فأوعى .
    والثالثة سقر ; لا تبقي ولا تذر ، لوّاحة للبشر ، عليها تسعة عشر .
    والرابعة الحطمة ; ومنها يثور شرر كالقصر ، كأنّها جمالات صفر ، تدقّ كلّ من صار إليها مثل الكحل ، فلا يموت الروح ، كلّما صاروا مثل الكحل عادوا . والخامسة الهاوية ; فيها ملأ يدعون : يامالك ! أغثنا ، فإذا أغاثهم جعل لهم آنية من صفر من نار فيه صديد ماء يسيل من جلودهم كأنّه مهل ، فإذا رفعوه ليشربوا منه تساقط لحم وجوههم فيها من شدّة حرّها ، وهو قول الله تعالى : ( وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً ) (1) ، ومن هوى فيها هوى سبعين عاماً في النار ، كلّما احترق جلده بدّل جلداً غيره .
    والسادسة هي السعير ; فيها ثلاث مئة سرداق من نار ، في كلّ سرادق ثلاث مئة قصر من نار ، في كلّ قصر ثلاث مئة بيت من نار ، في كلّ بيت ثلاث مئة لون من عذاب النار ، فيها حيّات من نار ، وعقارب من نار ، وجوامع من نار ، وسلاسل من نار ، وأغلال من نار ،
(1) سورة الكهف : (الآية 29) .


522
وهو الذي يقول الله : ( إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاَسِلا وَأَغْلاَلا وَسَعِيراً ) (1).
    والسابعة جهنّم ; وفيها الفلق وهو جبّ في جهنّم إذا فتح أسعر النار سعراً ، وهو أشدّ النار عذاباً .
    أمّا صعوداً فجبل من صفر من نار وسط جهنّم .
    وأمّا أثاماً فهو واد من صفر مذاب يجري حول الجبل فهو أشدّ النار عذاباً » (2).
    7 ـ حديث منصور بن يونس ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال :
    « إنّ في النار لناراً تتعوّذ منها أهل النار ، ما خُلقت إلاّ لكلّ متكبّر جبّار عنيد ولكلّ شيطان مريد ، ولكلّ متكبّر لا يؤمن بيوم الحساب ، وكلّ ناصب لآل محمّد .
    وقال : إنّ أهون الناس عذاباً يوم القيامة لرجل في ضحضاح من نار ، عليه نعلان من نار ، وشركان (3) من نار ، يغلي منها دماغه كما يغلي المرجل ، ما يرى أنّ في النار أحداً أشدّ عذاباً منه ، وما في النار أحد أهون عذاباً منه » (4).
    8 ـ حديث تفسير القمّي في قوله تعالى : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) (5).
    قال :
(1) سورة الإنسان : (الآية 4) .
(2) بحار الأنوار : (ج8 ص289 ب24 ح27) .
(3) شركان : تثنية شَرَك بفتحتين وهي حبالة الصائد .
(4) بحار الأنوار : (ج8 ص295 ب24 ح44) .
(5) سورة الفلق : (الآية 1) .



523
    « الفلق جُبّ في جهنّم يتعوّذ أهل النار من شدّة حرّه ، سأل الله أن يأذن له أن يتنفّس ، فأُذن له فتنفّس فأحرق جهنّم ، قال : وفي ذلك الجبّ صندوق من نار يتعوّذ أهل تلك الجبّ من حرّ ذلك الصندوق ، وهو التابوت ، وفي ذلك التابوت ستّة من الأوّلين وستّة من الآخرين .
    فأمّا الستّة من الأوّلين فابن آدم الذي قتل أخاه ، ونمرود إبراهيم الذي ألقى إبراهيم في النار ، وفرعون موسى ، والسامري الذي اتّخذ العجل ، والذي هوّد اليهود ، والذي نصّر النصارى .
    وأمّا الستّة من الآخرين فهو الأوّل والثاني والثالث والرابع وصاحب الخوارج وابن ملجم » (1).
    9 ـ حديث ميسّر ، عن أبي جعفر ـ الباقر ـ (عليه السلام) قال :
    « إنّ في جهنّم لجبلا يقال له : الصعدى ، وإنّ في الصعدى لوادياً يقال له : سقر ، وإنّ في سقر لجُبّاً يقال له : هبهب ، كلّما كشف غطاء ذلك الجبّ ضجّ أهل النار من حرّه ، وذلك منازل الجبّارين » (2).
    10 ـ حديث تفسير الإمام العسكري (عليه السلام) في قوله تعالى : ( فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ) (3) :
    « حجارة الكبريت أشدّ الأشياء حرّاً ( أُعِدَّتْ ) تلك النار ( لِلْكَافِرِيْنَ ) بمحمّد والشاكّين في نبوّته ، والدافعين لحقّ أخيه
(1) بحار الأنوار : (ج8 ص296 ب24 ح46) .
(2) بحار الأنوار : (ج8 ص297 ب24 ح49) .
(3) سورة البقرة : (الآية 24) .



524
علي والجاحدين لإمامته (عليه السلام) » (1).
    11 ـ حديث الدروع الواقية أنّه لمّا نزلت هذه الآية على النبي (صلى الله عليه وآله) ( وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ * لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَاب لِكُلِّ بَاب مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ ) (2) بكى النبي (صلى الله عليه وآله) بكاءً شديداً وبكت صحابته لبكائه ، ولم يدروا ما نزل به جبرئيل (عليه السلام) ولم يستطع أحد من صحابته أن يكلّمه .
    وكان النبي (صلى الله عليه وآله) إذا رأى فاطمة (عليها السلام) فرح بها ، فانطلق بعض أصحابه إلى باب بيتها فوجد بين يديها شعيراً وهي تطحنه وتقول : ( وَمَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى ) (3) فسلّم عليها وأخبرها بخبر النبي (صلى الله عليه وآله) وبكائه ، فنهضت والتفّت بشملة لها خلقة قد خيطت إثنا عشر مكاناً بسعف النخل ، فلمّا خرجت نظر سلمان الفارسي إلى الشملة وبكى وقال : واحزناه ! إنّ قيصر وكسرى لفي السندس والحرير ، وإبنة محمّد (صلى الله عليه وآله) عليها شملة صوف خلقة في إثني عشر مكاناً ، فلمّا دخلت فاطمة (عليها السلام) على النبي (صلى الله عليه وآله) قالت :
    « يارسول الله ! إنّ سلمان تعجّب من لباسي .
    فوالذي بعثك بالحقّ ما لي ولعليّ منذ خمس سنين إلاّ مسك (4) كبش نعلّف عليها بالنهار بعيرنا فإذا كان الليل افترشناه .
    وإنّ مرفقتنا لمن اُدم حشوها ليف (5).
(1) بحار الأنوار : (ج8 ص299 ب24 ح53) .
(2) سورة الحجر : (الآيتان 43 و44) .
(3) سورة القصص : (الآية 60) ، وسورة الشورى : (الآية 36) .
(4) المسك هو الجلد .
(5) الاُدُم جمع الأديم ، وهو الجلد المدبوغ ، والليف قشر النخل .



525
    فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : ياسلمان ! إنّ إبنتي لفي الخيل السوابق .
    ثمّ قالت : ياأبت ! فديتك ما الذي أبكاك ؟ فذكر لها ما نزل به جبرئيل من الآيتين المتقدّمتين .
    قال : فسقطت فاطمة (عليها السلام) على وجهها وهي تقول : الويل ثمّ الويل لمن دخل النار .
    فسمع سلمان فقال : ياليتني كنت كبشاً لأهلي فأكلوا لحمي ومزّقوا جلدي ولم أسمع بذكر النار .
    وقال أبو ذرّ : ياليت اُمّي كانت عاقراً ولم تلدني ولم أسمع بذكر النار .
    وقال عمّار : ياليتني كنت طائراً في القفار ولم يكن عليَّ حساب ولا عقاب ولم أسمع بذكر النار .
    وقال علي (عليه السلام) : ياليت السباع مزّقت لحمي وليت اُمّي لم تلدني ولم أسمع بذكر النار .
    ثمّ وضع علي (عليه السلام) يده على رأسه وجعل يبكي ويقول : وابعد سفراه ! واقلّة زاداه ! في سفر القيامة يذهبون ، وفي النار يتردّدون ، وبكلاليب النار يتخطّفون ، مرضى لا يعاد سقيمهم ، وجرحى لا يداوى جريحهم ، وأسرى لا يفكّ أسيرهم ، من النار يأكلون ، ومنها يشربون ، وبين أطباقها يتقلّبون ، وبعد لبس القطن والكتّان مقطّعات النار يلبسون ، وبعد معانقة الأزواج مع الشياطين مقرّنون » (1).
    12 ـ حديث موفّق مولى أبي الحسن (عليه السلام) قال :
    « كان مولاي أبو الحسن (عليه السلام) إذا أمر بشراء البقل يأمر بالإكثار منه
(1) بحار الأنوار : (ج8 ص303 ب24 ح62) .


526
ومن الجرجير (1) فنشري له ، وكان يقول (عليه السلام) : ما أحمق بعض الناس يقولون : إنّه ينبت في وادي جهنّم ، والله عزّوجلّ يقول : ( وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ) (2) فكيف ينبت البقل ؟ » (3).
    13 ـ حديث سيّدنا عبدالعظيم الحسني ، عن الإمام الجواد (عليه السلام) ، عن أبيه الإمام الرضا ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أجمعين قال :
    « دخلت أنا وفاطمة على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فوجدته يبكي بكاءً شديداً ، فقلت : فداك أبي واُمّي يارسول الله ! ما الذي أبكاك ؟ فقال : ياعلي ! ليلة اُسري بي إلى السماء رأيت نساء من اُمّتي في عذاب شديد ، فأنكرت شأنهنّ فبكيت لما رأيت من شدّة عذابهنّ ، ورأيت امرأة معلّقة بشعرها يغلي دماغ رأسها ; ورأيت امرأة معلّقة بلسانها والحميم يصبّ في حلقها ; ورأيت امرأة معلّقة بثديها ، ورأيت امرأة تأكل لحم جسدها والنار توقد من تحتها ; ورأيت امرأة قد شدّ رجلاها إلى يديها وقد سلّط عليها الحيات والعقارب ; ورأيت امرأة صمّاء خرساء في تابوت من نار ، يخرج من دماغ رأسها من منخرها ، وبدنها متقطّع من الجذام والبرص ; ورأيت امرأة معلّقة برجليها في تنّور من نار ; ورأيت امرأة تقطّع لحم جسدها من مقدّمها ومؤخّرها بمقاريض من نار ; ورأيت امرأة يحرق وجهها ويداها وهي تأكل أمعاءها ; ورأيت امرأة رأسها رأس خنزير ، وبدنها بدن الحمار ، وعليها ألف ألف لون من العذاب ، ورأيت امرأة على صورة الكلب ، والنار تدخل في دبرها
(1) الجرجير هي البقلة المعروفة وتسمّى بالفارسية : تره تيزك .
(2) سورة البقرة : (الآية 24) .
(3) بحار الأنوار : (ج8 ص306 ب24 ح65) .



527
وتخرج من فيها ، والملائكة يضربون رأسها وبدنها بمقامع من نار .
    فقالت فاطمة (عليها السلام) : حبيبي وقرّة عيني ! أخبرني ما كان عملهنّ وسيرتهنّ حتّى وضع الله عليهنّ هذا العذاب ؟
    فقال : يابنتي ! أمّا المعلّقة بشعرها فإنّها كانت لا تغطي شعرها من الرجال ; وأمّا المعلّقة بلسانها فإنّها كانت تؤذي زوجها ; وأمّا المعلّقة بثديها فإنّها كانت تمتنع من فراش زوجها ; وأمّا المعلّقة برجليها فإنّها كانت تخرج من بيتها بغير إذن زوجها ; وأمّا التي كانت تأكل لحم جسدها فإنّها كانت تزيّن بدنها للناس ; وأمّا التي شُدّت يداها إلى رجليها وسلّط عليها الحيات والعقارب فإنّها كانت قذرة الوضوء قذرة الثياب ، وكانت لا تغتسل من الجنابة والحيض ، ولا تتنظف ، وكانت تستهين بالصلاة ; وأمّا العمياء الصمّاء الخرساء فإنّها كانت تلد من الزنا فتعلّقه في عنق زوجها ; وأمّا التي تقرض لحمها بالمقاريض فإنّها تعرض نفسها على الرجال ; وأمّا التي كانت تحرق وجهها وبدنها وهي تأكل أمعاءها فإنّها كانت قوّادة ; وأمّا التي كان رأسها رأس خنزير وبدنها بدن الحمار فإنّها كانت نمّامة (1) كذّابة ; وأمّا التي كانت على صورة الكلب والنار تدخل في دبرها وتخرج من فيها فإنّها كانت قينة (2) نوّاحة حاسدة .
    ثمّ قال (عليه السلام) : ويل لامرأة أغضبت زوجها ، وطوبى لامرأة رضي عنها زوجها » (3).
(1) النمّام هو القنّات يعني الذي ينقل كلام أحد لآخر على وجه السعاية والإفساد .
(2) القينة وجمعها قيان هي الأمة والجارية المغنّية .
(3) بحار الأنوار : (ج8 ص309 ب24 ح75) .



528
    14 ـ حديث مسعدة بن زياد ، عن الإمام الصادق ، عن آبائه (عليهم السلام) أنّ عليّاً (عليه السلام) قال :
    « إنّ في جهنّم رحى تطحن خمساً ، أفلا تسألوني ما طحنها ؟
    فقيل له : وما طحنها ياأمير المؤمنين ؟
    قال : العلماء الفجرة ، القرّاء الفسقة ، والجبابرة الظلمة ، والوزراء الخونة ، والعرفاء الكذبة ، وإنّ في النار لمدينة يقال لها : الحصينة ، فلا تسألوني ما فيها ؟ فقيل : وما فيها ياأمير المؤمنين ؟ فقال : فيها أيدي الناكثين » (1).
    15 ـ حديث محمّد بن أحمد ، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال :
    « قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم : ياعلي ! إنّ جبرئيل (عليه السلام) أخبرني أنّ اُمّتي تغدر بك من بعدي ، فويل ثمّ ويل ثمّ ويل لهم ـ ثلاث مرّات ـ .
    قلت : يارسول الله ! وما ويل ؟
    قال : واد في جهنّم أكثر أهله معادوك ، والقاتلون لذرّيتك ، والناكثون لبيعتك ، فطوبى ثمّ طوبى ثمّ طوبى ـ ثلاى مرّات ـ لمن أحبّك ووالاك، قلت : يارسول الله ! وما طوبى ؟
    قال : شجرة في دارك في الجنّة ، ليس دار من دور شيعتك في الجنّة إلاّ وفيها غصن من تلك الشجرة ، تهدل عليهم لكلّ ما يشتهون » (2).
    16 ـ حديث أبي عبيدة ، عن أبي جعفر ـ الباقر ـ (عليه السلام) قال :
    « إنّ في جهنّم لواد يقال له : غسّاق ، فيه ثلاثون وثلاث مئة قصر ، في كلّ قصر ثلاثون وثلاث مئة بيت ، في كلّ بيت ثلاثون وثلاث مئة
(1) بحار الأنوار : (ج8 ص311 ب24 ح78) .
(2) بحار الأنوار : (ج8 ص312 ب24 ح82) .



529
عقرب ، حمة (1) كلّ عقرب ثلاثون وثلاث مئة قُلّة (2) سمّ ، لو أنّ عقرباً منها نضحت سمّها على أهل جهنّم لوسعتهم سمّاً » (3).
    ثمّ انّه نقل حديث تفسير الإمام العسكري (عليه السلام) (4) بالنسبة إلى الزمهرير وتفسيره بطبقة في جهنّم مع بيانه الذي تلاحظه في سفينة البحار (5).
    .. إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة والروايات الوفيرة الاُخرى التي تثبت وجود الجنّة وتحقّق ثبوت الجحيم ممّا يحصل بها العلم واليقين .
    كما تثبت أنّ بينهما الأعراف وعليه رجال يعرفون كلا بسيماهم كما صرّح به القرآن الكريم في سورة الأعراف الآية 45 .
    ولا يدخل الجنّة إلاّ من عرفهم وعرفوه ، ولا يدخل النار إلاّ من أنكرهم وأنكروه كما تلاحظه في أحاديث بحار الأنوار ، ومنها :
    1 ـ حديث بريد العجلي قال : سألت أبا جعفر ـ الباقر ـ (عليه السلام) عن قول الله : ( وَعَلَى الاَْعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ ) (6) ؟
    قال :
    « اُنزلت في هذه الاُمّة ، والرجال هم الأئمّة من آل محمّد ، قلت : فما الأعراف ؟ قال : صراط بين الجنّة والنار ، فمن شفع له الأئمّة منّا من
(1) الحمّة : هي الابرة التي تلدغ بها العقرب .
(2) القُلّة هي الجرّة العظيمة .
(3) بحار الأنوار : (ج8 ص314 ب24 ح89) .
(4) بحار الأنوار : (ج103 ص261) .
(5) سفينة البحار : (ج3 ص495) .
(6) سورة الأعراف : (الآية 46) .



530
المؤمنين المذنبين نجا ، ومن لم يشفعوا له هوى » (1).
   2 ـ حديث سلمان رضوان الله تعالى عليه قال :
    « سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي أكثر من عشر مرّات : ياعلي ! إنّك والأوصياء من بعدك أعراف بين الجنّة والنار ، لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفكم وعرفتموه ، ولا يدخل النار إلاّ من أنكركم وأنكرتموه » (2).
    3 ـ حديث تفسير الإمام العسكري (عليه السلام) عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال :
    « فأمّا في يوم القيامة فإنّا وأهلنا نجزي عن شيعتنا كلّ جزاء ، ليكوننّ على الأعراف بين الجنّة محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) والطيّبون من آلهم ، فنرى بعض شيعتنا في تلك العرصات ممّن كان منهم مقصراً في بعض شدائدها ، فنبعث عليهم خيار شيعتنا كسلمان والمقداد وأبي ذرّ وعمّار ونظرائهم في العصر الذي يليهم وفي كلّ عصر إلى يوم القيامة ، فينقضّون عليهم كالبزاة والصقورة ويتناولونهم كما تتناول البزاة والصقورة صيدها فيزفّونهم إلى الجنّة زفّاً » (3). الخبر .
    والرجال هم رسول الله وأوصياؤه الطاهرون صلوات الله عليهم أجمعين ، وسلام الله على شفيعتنا اُمّ الأئمّة المعصومين فاطمة الزهراء عليها صلوات المصلّين ، وثبّتنا الله على ولايتهم في الدنيا ورزقنا شفاعتهم يوم الدين ، وتفضّل علينا بالجنّة ونعيم المقرّبين .
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

(1) بحار الأنوار : (ج8 ص335 ب25 ح3) .
(2) بحار الأنوار : (ج8 ص337 ب25 ح9) .
(3) بحار الأنوار : (ج8 ص337 ب25 ح9) .