كتاب الغدير ـ الجزء الأول ::: 211 ـ 220
(211)
يصلح لما يطلب أمير المؤمنين ، فسمينا له عدة وذكر هو عدة حتى تم العدد الذي أراد وكتب تسمية القوم وأمر بالبكور في السحر ، وبعث إلى من يحضر فأمره بذلك ، فغدونا عليه قبل طلوع الفجر فوجدناه قد لبس ثيابه وهو جالس ينتظرنا فركب وركبنا معه حتى صرنا إلى الباب فإذا بخادم واقف فلما نظر إلينا قال يا أبا محمد ؟ أمير المؤمنين ينتظرك ، فأدخلنا فأمرنا بالصلاة فأخذنا فيها فلم نستتمها حتى خرج الرسول فقال : ادخلوا. فدخلنا فإذا أمير المؤمنين جالس على فراشه ـ إلى أن قال ـ : ثم قال : إني لم أبعث فيكم لهذا ولكنني أحببت أن أبسطكم أن أمير المؤمنين أراد مناظرتكم في مذهبه الذي هو عليه والذي يدين الله به. قلنا : فليفعل أمير المؤمنين وفقه الله فقال : إن أمير المؤمنين يدين الله على أن علي بن أبي طالب خير خلفاء الله بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولى الناس بالخلافة له. قال إسحاق : فقلت : يا أمير المؤمنين ؟ إن فينا من لا يعرف ما ذكر أمير المؤمنين في علي وقد دعانا أمير المؤمنين للمناظرة. فقال : يا إسحاق ؟ إختر ، إن شئت سألتك أسألك ، وإن شئت أن تسأل فقل ؟ قال إسحاق : فاغتنمتها منه فقلت : بل أسألك يا أمير المؤمنين ؟ قال : سل. قلت : من أين قال أمير المؤمنين : إن علي بن أبي طالب أفضل الناس بعد رسول الله وأحقهم بالخلافة بعده ؟ قال : يا إسحاق ؟ خبرني عن الناس بم يتفاضلون حتى يقال : فلان أفضل من فلان ؟ قلت : بالأعمال الصالحة. قال : صدقت. قال : فأخبرني عمن فضل صاحبه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم إن المفضول إن عمل بعد وفاة رسول الله بأفضل من عمل الفاضل على عهد رسول الله أيلحق به ؟ قال : فأطرقت : فقال لي : يا إسحاق ؟ لا تقل : نعم. فإنك إن قلت. نعم. أوجدتك في دهرنا هذا من هو أكثر منه جهادا وحجا وصياما وصلاة وصدقة. فقلت : أجل. يا أمير المؤمنين ؟ لا يلحق المفضول على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الفاضل أبدا. قال : يا إسحاق ؟ هل تروي حديث الولاية ؟ قلت : نعم. يا أمير المؤمنين ؟ قال إروه. ففعلت. قال : يا إسحاق ؟ أرأيت هذا الحديث هل أوجب على أبي بكر وعمر ما لم يوجب لهما عليه ؟ قلت : إن الناس ذكروا أن الحديث إنما كان بسبب زيد بن حارثة لشيء جرى بينه وبين علي وأنكر ولاء علي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كنت مولاه


(212)
فعلي مولاه ، أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه. قال : في أي موضع قال هذا ؟ أليس بعد منصرفه من حجة الوداع ؟ قلت : أجل. قال : فإن قتل زيد بن حارثة قبل الغدير كيف رضيت لنفسك بهذا ؟ أخبرني لو رأيت ابنا لك قد أتت عليه خمسة عشر سنة يقول : مولاي مولى ابن عمي أيها الناس ؟ فاعلموا ذلك. أكنت منكرا ذلك عليه تعريفه الناس ما لا ينكرون ولا يجهلون ؟ فقلت : أللهم نعم. قال : يا إسحاق أفتنزه ابنك عما لا تنزه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ويحكم لا تجعلوا فقهائكم أربابكم إن الله جل ذكره قال في كتابه : اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله. ولم يصلوا لهم ولا صاموا ولا زعموا أنهم أرباب ولكن أمروهم فأطاعوا أمرهم (1).
    وروى ابن مسكويه المترجم 108 للمأمون الخليفة في تأليفه نديم الفريد كتابا كتبه إلى بني هاشم وذكر منه قوله : فلم يقم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد من المهاجرين كقيام علي بن أبي طالب ، فإنه آزره ووقاه بنفسه ونام في مضجعه. ثم لم يزل بعد متمسكا بأطراف الثغور ، ينازل الأبطال ، ولا ينكل عن قرن ، ولا يولي عن جيش ، منيع القلب ، يؤمر على الجميع ، ولا يؤمر عليه أحد ، أشد الناس وطأة على المشركين وأعظمهم جهادا في الله ، وأفقههم في دين الله ، وأقرأهم لكتاب الله ، وأعرفهم بالحلال والحرام ، وهو صاحب الولاية في حديث غدير خم. وصاحب قوله صلى الله عليه وسلم : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي (2).

    ( كلمة المسعودي )
    قال أبو الحسن المسعودي الشافعي المترجم ص 103 في مروج الذهب 2 ص 49 : والأشياء التي استحق بها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الفضل هي السبق إلى الإيمان والهجرة ، والنصرة لرسول صلى الله عليه وسلم ، والقربى منه ، والقناعة ، وبذل النفس له ، والعلم بالكتاب والتنزيل ، والجهاد في سبيل الله ، والورع ، والزهد ، والقضاء ، والحكم ، والعفة ، والعلم ، وكل ذلك لعلي عليه السلام منه النصيب الأوفر والحظ الأكبر ، إلى ما ينفرد به من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم حين آخى بين أصحابه : أنت أخي وهو صلى الله عليه وسلم
1 ـ أخذنا من الحديث محل الحاجة وهو طويل غزير الفائدة جدا.
2 ـ ينابيع المودة ص 484 ، والعبقات ج 1 ص 147.


(213)
لا ضد له ولا ند. وقوله صلوات الله عليه : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. وقوله عليه السلام : من كنت مولاه فعلي مولاه ، أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه. ثم دعاؤه عليه السلام وقد قدم إليه أنس الطائر : أللهم أدخل إلي أحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر. فدخل عليه علي الكلام.
إن هذه تذكرة
فمن شاء إتخذ إلى ربه سبيلا

سورة المزمل


(214)
الغدير في الكتاب العزيز
    سلف الايعاز منا إلى أن المولى سبحانه شاء أن يبقى حديث الغدير غضا طريا لا يبليه الملوان ، ولا يأتي على جدته مر الحقب والأعوام ، فأنزل حوله آيات ناصعة البيان ، ترتله الأمة صباحا ومساءا ، فكأنه سبحانه في كل ترتيلة لأي منها يلفت نظر القارئ ، وينكت في قلبه ، أو ينقر في أذنه ما يجب عليه أن يدين الله تعالى به في باب خلافته الكبرى ، فمن الآيات الكريمة قوله تعالى في سورة المائدة :

( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس )
    نزلت هذه الآية الشريفة يوم الثامن عشر من ذي الحجة سنة حجة الوداع ( 10 هـ ) لما بلغ النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم غدير خم فأتاه جبرئيل بها على خمس ساعات مضت من النهار ، فقال : يا محمد ؟ إن الله يقرءك السلام ويقول لك : يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك في علي وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ـ الآية ـ وكان أوائل القوم ـ وهم مائة ألف أو يزيدون ـ قريبا من الجحفة فأمره أن يرد من تقدم منهم ، ويحبس من تأخر عنهم في ذلك المكان ، وأن يقيم عليا عليه السلام علما للناس ويبلغهم ما أنزل الله فيه ، وأخبره بأن الله عز وجل قد عصمه من الناس. وما ذكرناه من المتسالم عليه عند أصحابنا الإمامية ، غير أنا نحتج في المقام بأحاديث أهل السنة في ذلك. فإليك البيان :
    1 ـ الحافظ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفى 310 ( المترجم ص 100 ) أخرج بإسناده في ـ كتاب الولاية في طرق حديث الغدير ـ عن زيد بن أرقم قال لما نزل النبي صلى الله عليه وسلم بغدير خم في رجوعه من حجة الوداع وكان في وقت الضحى وحر شديد أمر بالدوحات فقمت ونادى الصلاة جامعة فاجتمعنا فخطب خطبة بالغة ثم قال : إن


(215)
الله تعالى أنزل إلي : بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ، وقد أمرني جبرئيل عن ربي أن أقوم في هذا المشهد وأعلم كل أبيض وأسود : إن علي بن أبي طالب أخي ووصيي وخليفتي والإمام بعدي ، فسألت جبرئيل أن يستعفي لي ربي لعلمي بقلة المتقين وكثرة المؤذين لي واللائمين لكثرة ملازمتي لعلي وشدة إقبالي عليه حتى سموني أذنا ، فقال تعالى : ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم.ولو شئت أن أسميهم وأدل عليهم لفعلت ولكني بسترهم قد تكرمت ، فلم يرض الله إلا بتبليغي فيه فاعلموا.
    معاشر الناس ؟ ذلك : فإن الله قد نصبه لكم وليا وإماما ، وفرض طاعته على كل أحد ، ماض حكمه ، جائز قوله ، ملعون من خالفه ، مرحوم من صدقه ، إسمعوا وأطيعوا ، فإن الله مولاكم وعلي إمامكم ، ثم الإمامة في ولدي من صلبه إلى القيامة لا حلال إلا ما أحله الله ورسوله ، ولا حرام إلا ما حرم الله ورسوله وهم ، فما من علم إلا وقد أحصاه الله في ونقلته إليه فلا تضلوا عنه ولا تستنكفوا منه ، فهو الذي يهدي إلى الحق ويعمل به ، لن يتوب الله على أحد أنكره ولن يغفر له ، حتما على الله أن يفعل ذلك أن يعذبه عذابا نكرا أبد الآبدين ، فهو أفضل الناس بعدي ما نزل الرزق وبقي الخلق ، ملعون من خالفه ، قولي عن جبرئيل عن الله ، فلتنظر نفس ما قدمت لغد.
    إفهموا محكم القرآن ولا تتبعوا متشابهه ، ولن يفسر ذلك لكم إلا من أنا آخذ بيده وشائل بعضده ومعلمكم : إن من كنت مولاه فهذا فعلي مولاه ، وموالاته من الله عز وجل أنزلها علي. ألا وقد أديت ، ألا وقد بلغت ، ألا وقد أسمعت ، ألا و وقد أوضحت ، لا تحل إمرة المؤمنين بعدي لأحد غيره. ثم رفعه إلى السماء حتى صارت رجله مع ركبة النبي صلى الله عليه وسلم وقال :
    معاشر الناس ؟ هذا أخي ووصيي وواعي علمي وخليفتي على من آمن بي وعلى : تفسير كتاب ربي. وفي رواية : أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، والعن من أنكره ، وأغضب على من جحد حقه ، أللهم ؟ إنك أنزلت عند تبيين ذلك في علي اليوم أكملت لكم دينكم. بإمامته فمن لم يأتم به وبمن كان من ولدي من صلبه إلى القيامة فأولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون ، إن إبليس أخرج آدم ( عليه السلام )


(216)
من الجنة مع كونه صفوة الله بالحسد فلا تحسدوا فتحبط أعمالكم وتزل أقدامكم ، في علي نزلت سورة والعصر إن الانسان لفي خسر (1).
    معاشر الناس ؟ آمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزل معه من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارهم أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت. النور من الله في ثم في علي ثم في النسل منه إلى القائم المهدي. معاشر الناس ؟ سيكون من بعدي أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون ، وإن الله وأنا بريئان منهم إنهم وأنصارهم و أتباعهم في الدرك الأسفل من النار ، وسيجعلونها ملكا اغتصابا فعندها يفرغ لكم أيها الثقلان ؟ ويرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران. الحديث. ضياء العالمين.
    2 ـ الحافظ ابن أبي حاتم أبو محمد الحنظلي الرازي المتوفى 327 المترجم ص 101 أخرج بإسناده عن أبي سعيد الخدري أن الآية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم في علي بن أبي طالب (2).
    3 ـ الحافظ أبو عبد الله المحاملي المتوفى 330 المترجم ص 102 أخرج في أماليه بإسناده عن ابن عباس حديثا مر ص 51 وفيه : حتى إذا كان [ رسول الله ] بغدير خم أنزل الله عز وجل : يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك. الآية. فقام مناد فنادى الصلوة جامعة. الحديث.
    4 ـ الحافظ أبو بكر الفارسي الشيرازي المتوفى 407 / 11 المترجم ص 108 روى في كتابه ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين بالإسناد عن ابن عباس : أن الآية نزلت يوم غدير خم في علي بن أبي طالب.
    5 ـ الحافظ ابن مردويه المولود 323 والمتوفى 416 المترجم ص 108 أخرج بإسناده عن أبي سعيد الخدري أنها نزلت يوم غدير خم في علي بن أبي طالب. وبإسناد آخر عن ابن مسعود أنه قال : كنا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الرسول بلغ ما
1 ـ في الدر المنثور 6 ص 392 من طريق ابن مردويه عن ابن عباس أن قوله تعالى : إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات نزل في علي وسلمان
2 ـ الدر المنثور 2 ص 298 ، وفتح القدير 2 ص 57.


(217)
أنزل إليك من ربك ـ إن عليا مولى المؤمنين ـ وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس (1).
    وروى بإسناده عن ابن عباس قال : لما أمر الله رسوله صلى الله عليه وآله أن يقوم بعلي فيقول له ما قال فقال : يا رب إن قومي حديث عهد بجاهلية ثم مضى بحجه فلما أقبل راجعا نزل بغدير خم أنزل الله عليه : يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك. الآية. فأخذ بعضد على ثم خرج إلى الناس فقال : أيها الناس ؟ ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ؟ قال : أللهم من كنت مولاه فعلي مولاه ، أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وأعن من أعانه ، واخذل من خذله ، وانصر من نصره ، وأحب من أحبه ، وأبغض من أبغضه.قال ابن عباس : فوجبت والله في رقاب القوم. وقال حسان بن ثابت :
يناديهم يوم الغدير نبيهم يقول : فمن مولاكم ووليكم : إلهك مولانا وأنت ولينا فقال له : قم يا علي ؟ فإنني بخم وأسمع بالرسول مناديا فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا ولم تر منا في الولاية عاصيا رضيتك من بعدي إماما وهاديا
    وروى عن زيد بن علي أنه قال : لما جاء جبرئيل بأمر الولاية ضاق النبي صلى الله عليه وآله بذلك ذرعا وقال : قومي حديثو عهد بالجاهلية فنزلت الآية. ( كشف الغمة 94 ).
    6 ـ أبو إسحاق الثعلبي النيسابوري المتوفى 427 / 37 ( المترجم 109 ) روى في تفسيره الكشف والبيان عن أبي جعفر محمد بن علي ( الإمام الباقر ) إن معناها : بلغ ما أنزل إليك من ربك في فضل علي. فلما نزلت أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد علي فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه.
    وقال : أخبرني أبو محمد عبد الله بن محمد القايني ، نا أبو الحسين محمد بن عثمان النصيبي ، نا أبو بكر محمد بن الحسن السبيعي ، نا علي بن محمد الدهان والحسين بن إبراهيم
1 ـ روى الحديثين عنه السيوطي في الدر المنثور 2 ص 298 ، والشوكاني في فتح القدير ، والأربلي في كشف الغمة 94 عنه عن زر عن ابن مسعود.

(218)
الجصاص ، نا حسين بن حكم ، نا حسن بن حسين ، عن حبان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى : يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك. الآية. قال : نزلت في علي ، أمر النبي صلى الله عليه وآله أن يبلغ فيه فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد علي فقال ، من كنت مولاه فعلي مولاه ، أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه (1).
    7 ـ الحافظ أبو نعيم الاصبهاني المتوفى 430 ( المترجم ص 109 ) روى في تأليفه ما نزل من القرآن في علي : عن أبي بكر بن خلاد عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن إبراهيم بن محمد بن ميمون عن علي بن عابس عن أبي الحجاف والأعمش عن عطية قال : نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم في علي يوم غدير خم ( الخصايص 29 ).
    8 ـ أبو الحسن الواحدي النيسابوري المتوفى 468 ( المترجم 111 ) روى في أسباب النزول ص 150 عن أبي سعيد محمد بن علي الصفار عن الحسن بن أحمد المخلدي عن محمد بن حمدون بن خالد عن محمد بن إبراهيم الحلواني عن الحسن بن حماد سجادة عن علي بن عابس عن الأعمش وأبي الحجاف عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال : نزلت هذه الآية يوم غدير خم في علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
    9 ـ الحافظ أبو سعيد السجستاني المتوفى 477 ( المترجم 112 ) في كتاب الولاية بإسناده من عدة طرق عن ابن عباس قال : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبلغ بولاية علي فأنزل الله عز وجل : يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك. الآية. فلما كان يوم غدير خم قام فحمد الله وأثنى عليه وقال صلى الله عليه وسلم : ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ؟ قال صلى الله عليه وسلم : فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وأحب من أحبه ، وأبغض من أبغضه ، وانصر من نصره ، وأعز من أعزه ، وأعن عن أعانه ( الطرائف ).
    10 ـ الحافظ الحاكم الحسكاني أبو القاسم ( المترجم 112 ) روى في شواهد
1 ـ روى الحديثين عنه ابن بطريق في العمدة ص 49 ، والسيد ابن طاوس في الطرايف ، والأربلي في كشف الغمة 94 ، ونقل الطبرسي في مجمعه 2 ص 223 ثانى الحديثين عن تفسيره الكشف والبيان ، وابن شهر آشوب عنه أول الحديثين في مناقبه 1 ص 526.

(219)
التنزيل لقواعد التفصيل والتأويل بإسناده عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس وجابر الأنصاري قالا : أمر الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم أن ينصب عليا للناس فيخبرهم بولاية فتخوف النبي أن يقولوا : حابى ابن عمه وأن يطعنوا في ذلك عليه فأوحى الله : يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك. الآية. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بولايته يوم غدير خم [ مجمع البيان 2 ص 223 ].
    11 ـ الحافظ أبو القاسم ابن عساكر الشافعي المتوفى 571 [ المترجم 116 ] أخرج بإسناده عن أبي سعيد الخدري أنها نزلت يوم غدير خم في علي بن أبي طالب (1).
    12 ـ أبو الفتح النطنزي ( المترجم ص 115 ) أخرج في الخصايص العلوية بإسناده عن الإمامين محمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق صلوات الله عليهم قالا : نزلت هذه الآية يوم غدير خم [ ضياء العالمين ].
    13 ـ أبو عبد الله فخر الدين الرازي الشافعي المتوفى 606 [ المترجم 118 ] قال في تفسيره الكبير 3 ص 636 : العاشر (2) : نزلت الآية في فضل علي ولما نزلت هذه الآية أخذ بيده وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه. فلقيه عمر رضي الله عنه فقال. هنيئا لك يا بن أبي طالب ؟ أصحبت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة. وهو قول ابن عباس ، والبراء بن عازب ، ومحمد ابن علي.
    14 ـ أبو سالم النصيبي الشافعي المتوفى 652 ، تأتي ترجمته في شعراء القرن السابع قال في مطالب السئول ص 16 : نقل الإمام أبو الحسن علي الواحدي في كتابه المسمى بأسباب النزول يرفعه بسنده إلى أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : نزلت هذه الآية يوم غدير خم في علي بن أبي طالب.
    15 ـ الحافظ عز الدين الرسعني (3) الموصلي الحنبلي المولود 589 والمتوفى
1 ـ الدر المنثور 2 ص 298 ، وفتح القدير 2 ص 57.
2 ـ من أسباب نزول الآية وسيوافيك الكلام عليها.
3 ـ بفتح المهملة وسكون السين وفتح المهملة الثالثة ثم النون نسبة إلى مدينة رأس عين بديار بكر يخرج منها ماء دجله ( شرح المواهب 7 ص 14 ).


(220)
661 المترجم 121 روى في تفسيره [ مر الثناء عليه عن الذهبي ] عن ابن عباس رضي الله عنه قال : لما نزلت هذه الآية أخذ النبي بيد على فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه (1).
    16 ـ شيخ الاسلام أبو إسحاق الحمويني المتوفى 722 المترجم ص 123 أخرج في فرايد السمطين عن مشايخه الثلاث : السيد برهان الدين إبراهيم بن عمر الحسيني المدني ، والشيخ الإمام مجد الدين عبد الله بن محمود الموصلي ، وبدر الدين محمد بن محمد ابن أسعد البخاري بإسنادهم عن أبي هريرة : أن الآية نزلت في علي.
    17 ـ السيد علي الهمداني المتوفى 786 المترجم ص 127 قال في مودة القربى : عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فلما كان بغدير خم نودي الصلاة جامعة فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة و أخذ بيد على وقال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى ، يا رسول الله ؟ فقال : ألا ؟ من أنا مولاه فعلي مولاه ، أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه. فلقيه عمر رضي الله عنه فقال : هنيئا لك يا علي بن أبي طالب ؟ أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة. وفيه نزلت : يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك. الآية.
    18 ـ بدر الدين ابن العيني الحنفي المولود 762 والمتوفى 855 المترجم ص 131 ذكر في عمدة القاري في شرح صحيح البخاري 8 ص 584 في قوله تعالى : يا أيها الرسول بلغ ما أنزل. عن الحافظ الواحدي ما مر عنه من حديث حسن بن حماد سجادة سندا ومتنا ، ثم حكى عن مقاتل والزمخشري بعض الوجوه الأخرى المذكورة في سبب نزول الآية فقال : قال أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين : معناه بلغ ما أنزل إليك من ربك في فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه. فلما نزلت هذه الآية أخذ بيد علي وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه.
1 ـ نقله عنه البدخشاني في مفتاح النجا في مناقب آل العبا. وزميله الأربلي في كشف الغمة ص 92 مرفوعا إلى ابن عباس ومحمد بن علي الباقر عليه السلام ، ثم قال في ص 96 : كان صديقنا وكنا نعرفه وكان حنبلي المذهب. وقال في ص 25 : كان رجلا فاضلا أديبا حسن المعاشرة ، حلو الحديث ، فصيح العبارة ، اجتمعت به في الموصل.
كتاب الغدير ـ الجزء الأول ::: فهرس