كتاب الغدير ـ الجزء الأول ::: 201 ـ 210
(201)
أطاع الله ومن عصاه عصى الله. ومن والاه والى الله ومن عاداه عادى الله. الحديث و فيه فوائد كثيرة قيمة جدا كتاب سليم.

11 ـ ( احتجاج برد على عمرو )
ابن العاصي بحديث الغدير
    قال أبو محمد ابن قتيبة المترجم ص 96 في الإمامة والسياسة ص 93 : وذكروا أن رجلا من همدان يقال له : برد. قدم على معاوية فسمع عمروا يقع في علي عليه ـ السلام فقال له يا عمرو إن أشياخنا سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه. فحق ذلك أم باطل ؟ فقال عمرو : حق وأنا أزيدك : إنه ليس أجد من صحابة رسول الله له مناقب مثل مناقب علي. ففزع الفتى فقال عمرو : إنه أفسدها بأمره في عثمان. فقال برد : هل أمر أو قتل ؟ قال : لا ولكنه آوى ومنع. قال : فهل بايعه الناس عليها ؟ قال : نعم. قال : فما أخرجك من بيعته ؟ قال : اتهامي إياه في عثمان ، قال : له وأنت أيضا قد اتهمت : قال صدقت فيها خرجت إلى فلسطين. فرجع الفتى إلى قومه فقال : إنا أتينا قوما أخذنا الحجة عليهم من أفواههم ، علي على الحق فاتبعوه.

12 ـ ( احتجاج عمرو بن العاص )
على معاوية بحديث الغدير
    ذكر الخطيب الخوارزمي الحنفي في المناقب ص 124 كتابا لمعاوية كتبه إلى عمرو بن العاص يستهويه لنصرته في حرب صفين ثم ذكر كتابا لعمرو مجيبا به معاوية وستقف على الكتابين في ترجمة عمرو بن العاص ومن كتاب عمرو قوله :
    وأما ما نسبت أبا الحسن أخا رسول الله ووصيه إلى البغي والحسد على عثمان وسميت الصحابة فسقة وزعمت أنه أشلاهم على قتله فهذا كذب وغواية ، ويحك يا معاوية ؟ أما علمت أن أبا الحسن بذل نفسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبات على فراشه ؟ وهو صاحب السبق إلى الاسلام والهجرة وقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : هو مني وأنا منه ، وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. وقال فيه يوم غدير


(202)
    خم : ألا من كنت مولاه فعلي مولاه ، أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله.

13 ـ ( احتجاج عمار بن ياسر )
يوم صفين على عمرو بن العاصي سنة 37
    روى نصر (1) بن مزاحم الكوفي في كتاب [ صفين ] ص 176 في حديث طويل عن عمار بن ياسر يخاطب عمرو بن العاصي يوم صفين قال :
    أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله أن أقاتل الناكثين وقد فعلت ، وأمرني أن أقاتل القاسطين فأنتم هم ، وأما المارقين فما أدري أدركهم أم لا ، أيها الأبتر ؟ ألست تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلي : من كنت مولاه فعلي مولاه ، أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ؟ وأنا مولى الله ورسوله وعلي بعده ، وليس لك مولى ، فقال له عمرو : لم تشتمني يا أبا اليقظان ؟. يأتي تمام الحديث في ترجمة عمرو بن العاصي فراجع ، وذكره ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 2 ص 273.

14 ـ ( احتجاج أصبغ بن نباتة )
بحديث الغدير في مجلس معاوية سنة 37
    كتب أمير المؤمنين صلوات الله عليه أيام صفين كتابا إلى معاوية بن أبي سفيان وأرسله إليه بيد أصبغ ( المترجم ص 62 ) ابن نباتة قال الأصبغ : فدخلت على معاوية وهو جالس على نطح من الأدم متكئا على وسادتين خضراويتين ، ومن يمينه عمرو ابن العاص ، وحوشب ، وذو الكلاع (2) وعن شماله أخوه عتبة ( المتوفى 43 / 4 ) وابن عامر بن كريز ( عبد الله المتوفى 57 / 8 ) والوليد ( الفاسق بنص القرآن ) ابن عقبة ، وعبد الرحمن ( المتوفى 47 ) ابن خالد ، وشرحبيل ( المتوفى 40 / 1 ) ابن
1 ـ قال ابن أبي الحديث في شرح النهج ج 1 ص 183 : ونحن نذكر ما أورده نصر بن مزاحم من كتاب صفين في هذا المعنى ، فهو في نفسه ثبت صحيح النقل غير منسوب إلى هوى ولا أدغال ، وهو من رجال أصحاب الحديث.
2 ـ حوشب الحميري وذو الكلاع كانا مع معاوية في حرب صفين وقتلا بها.


(203)
السمط ، وبين يديه أبو هريرة ، وأبو الدرداء (1) والنعمان ( المتوفى 65 ) ابن بشير ، وأبو أمامة الباهلي ( صدي المتوفى 81 ) فلما قرأ الكتاب قال : إن عليا لا يدفع إلينا قتلة عثمان. قال الأصبغ : فقلت له : يا معاوية ؟ لا تعتل بدم عثمان فإنك تطلب الملك والسلطان ، ولو كنت أردت نصره حيا لنصرته ، ولكنك تربصت به لتجعل ذلك سببا إلى وصول الملك. فغضب من كلامي فأردت أن يزيد غضبه فقلت لأبي هريرة : يا صاحب رسول الله ؟ إني أحلفك بالذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة ، وبحق حبيبه المصطفى عليه وآله السلام إلا أخبرتني أشهدت يوم غدير خم ؟ قال : بلى شهدته. قلت : فما سمعته يقول في علي قال : سمعته يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله. فقلت له ، فإذا أنت يا أبا هريرة ؟ واليت عدوه وعاديت وليه. فتنفس أبو هريرة الصعداء وقال : إنا لله وإنا إليه راجعون. رواه الحنفي في مناقبه ص 130 ، وسبط ابن الجوزي في تذكرته ص 48.

15 ـ ( مناشدة شاب أبا هريرة )
بحديث الغدير بمسجد الكوفة (2)
    أخرج الحافظ أبو يعلى الموصلي ( المترجم 100 ) قال : ثنا أبو بكر بن أبي شيبة أنبأنا شريك عن أبي يزيد داود الأودي المتوفى 150 عن أبيه يزيد الأودي ، وأخرج الحافظ ابن جرير الطبري عن أبي كريب عن شاذان عن شريك عن إدريس وأخيه داود عن أبيهما يزيد الأودي قال : دخل أبو هريرة المسجد فاجتمع إليه الناس فقام إليه شاب فقال : أنشدك بالله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ؟ قال : فقال : إني أشهد أني سمعت رسول الله يقول : من كنت مولاه ، فعلي مولاه ، أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه.
    ورواه الحافظ أبو بكر الهيثمي في مجمع الزوائد 9 ص 105 نقلا عن أبي يعلى و
1 ـ عويمر الأنصاري قال ابن عبد البر في الاستيعاب في الكنى : قال أهل الأخبار : إنه توفي بعد صفين.
2 ـ إسناد هذه المناشدة من طريق إدريس بن يزيد صحيح رجاله كلهم ثقات.


(204)
الطبراني والبزار بطريقيه وصحح أحدهما ووثق رجاله وذكره ابن كثير في تاريخه 5 ص 213 من طريق أبي يعلى الموصلي ، وابن جرير الطبري.
    وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 1 ص 360 : روى سفيان الثوري عن عبد الرحمن بن القاسم عن عمر بن الغفار إن أبا هريرة لما قدم الكوفة مع معاوية كان يجلس بالعشيات بباب كندة ويجلس الناس إليه فجاء شاب من الكوفة فجلس إليه فقال : يا أبا هريرة ؟ أنشدك الله أسمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي بن أبي طالب : أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ؟ فقال : أللهم نعم قال : فأشهد بالله لقد واليت عدوه وعاديت وليه. ثم قام عنه. وروت الرواة أن أبا هريرة كان يؤاكل الصبيان في الطريق ويلعب معهم ، وكان يخطب وهو أمير المدينة فيقول : الحمد لله الذي جعل الدين قياما ، وأبا هريرة إماما. يضحك الناس بذلك ، وكان يمشي وهو أمير المدينة في السوق فإذا انتهى إلى رجل يمشي أمامه ضرب برجليه الأرض ويقول الطريق الطريق قد جاء الأمير. يعني نفسه. قلت : قد ذكر ابن قتيبة هذا كله في كتاب المعارف في ترجمة أبي هريرة و قوله فيه حجة لأنه غير متهم عليه.
    ( قال الأميني ) : هذا كله قد أسقطته عن كتاب المعارف ( ط مصر 1353هـ ) يد التحريف اللاعبة به ، وكم فعلت هذه اليد الأمينة لدة هذه في عدة موارد منه كما أنها أدخلت فيه ما ليس منه وقد مر الايعاز إليه ص 192.

16 ـ ( مناشدة رجل زيد )
ابن أرقم بحديث الغدير
    روي عن أبي عبد الله الشيباني (1) رضي الله عنه قال : بينما أنا جالس عند زيد بن أرقم إذ جاء رجل فقال : أيكم زيد بن أرقم ؟ فقال القوم : هذا زيد. فقال : أنشدك بالذي لا إله إلا هو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ؟ قال : نعم. مودة القربى ، وينابيع المودة ص 249.
1 ـ كذا في النسخ ولعل الصحيح : أبو عمرو الشيباني ، وهو التابعي الكبير شيبان بن ثعلبة الكوفي المتوفى 98 كان يقرأ القرآن في المسجد الأعظم بالكوفة ، ترجمه الذهبي في تذكرته ج 1 ص 59.

(205)
17 ـ ( مناشدة رجل عراقي )
جابر الأنصاري بحديث الغدير (1)
    أخرج العلامة الكنجي الشافعي في كفاية الطالب ص 16 قال : أخبرني بذلك عاليا المشايخ منهم : الشريف الخطيب أبو تمام علي بن أبي الفخار بن أبي منصور الهاشمي بكرخ بغداد ، وأبو طالب عبد اللطيف بن محمد بن علي بن حمزة القبيطي بنهر معلى ، و إبراهيم بن عثمان بن يوسف بن أيوب الكاشغري ، قالوا جميعا : أخبرنا أبو الفتح محمد ابن عبد الباقي بن سليمان المعروف بنسيب ابن البطي ، وقال الكاشغري أيضا : أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي القاسم الطوسي المعروف بابن تاج القراء ، قالا : أخبرنا أبو عبد الله مالك بن أحمد بن علي البانياسي ، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت ، حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي ، حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا مطلب بن زياد عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال : كنت عند جابر بن عبد الله في بيته وعلي بن الحسين ، ومحمد بن الحنفية ، وأبو جعفر ، فدخل رجل من أهل العراق فقال : بالله (2) إلا ما حدثتني ما رأيت وما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : كنا بالجحفة بغدير خم وثم ناس كثير من جهينة و مزينة وغفار فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من خباء ( في الفرايد : أو ) فسطاط فأشار بيده ثلاثا فأخذ بيد علي بن أبي طالب وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه.
    ورواه الحمويني في فرايد السمطين في الباب التاسع قال : أخبرني الشيخ مجد الدين عبد الله بن محمود بن مودود الحنفي بقرائتي عليه ببغداد ثالث رجب سنة اثنين و سبعين وستمائة : قال الشيخ أبو بكر المسمار بن عمر بن العويس البغدادي سماعا عليه قال : أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطي سماعا عليه.
    وأخبرنا الإمام الفقيه كمال الدين أبو غالب هبة الله السامري بقراءتي عليه بجامع النصر (3) ببغداد ليلة الأحد السابع والعشرين من شهر رمضان سنة اثنين وثمانين وستمائة
1 ـ سند هذه المناشدة صحيح رجاله كلهم ثقات.
2 ـ في لفظ شيخ الاسلام الحمويني. أنشدك الله الأحد.
3 ـ كتب إلينا الدكتور مصطفى جواد البغدادي : والصواب بجامع القصر وهو جامع سوق الغزل الحالي.


(206)
قال : أنبأ الشيخ محاسن بن عمر بن رضوان الحرائيني سماعا عليه في الحادي والعشرين من المحرم سنة اثنين وعشرين وستمائة قال : أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن نصر ـ الزعفراني سماعا عليه في السادس عشر من شهر رجب سنة خمس وخمسمائة ، قال : أنبأ أبو عبد الله مالك بن أحمد بن علي بن إبراهيم الفرا البانياسي سماعا عليه قال : ابن الزاغوني المترجم ص 113 في شهر شعبان سنة ثلث وستين وأربعمائة قال : أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت قراءة عليه وأنا أسمع في رجب ثالث عشر من الشهر سنة خمس وأربعمائة قال : إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي المكنى بأبي إسحاق قال : أنبأ أبو سعيد الأشج ، قال : أنبأ أبو طالب المطلب بن زياد عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال : كنت عند جابر الحديث بلفظه.
    ورواه ابن كثير في تاريخه ج 5 ص 213 قال : قال المطلب بن زياد عن عبد الله بن محمد بن عقيل : سمع جابر بن عبد الله يقول : كنا بالجحفة بغدير خم فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من خباء أو فسطاط فأخذ بيد علي فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه. قال شيخنا الذهبي : هذا حديث حسن.
    ( قال الأميني ) : لا يهمنا إسقاط ابن كثير من الحديث شطرا فيه الجمع الحضور عند جابر ومناشدة العراقي إياه ، وذكره الحديث بصورة مصغرة ، إذ صحايف تاريخه البداية والنهاية تنم عن لسانه البذي ، ويده الجانية على ودايع النبي الأعظم فضايل آل الله وعن قلبه المحتدم بعدائهم ، فتراه يسب ويشتم من والاهم ويمدح ويثني على من ناواهم ، وينبز الصحاح من مناقبهم بالوضع ، ويقذف الراوي لها على ثقته بالضعف ، كل ذلك تحكما منه بلا دليل ، ويحرف الكلم عن مواضعها ، ولو ذهبنا لنذكر كل ما فيه من هذا القبيل لجاء منه كتابا ضخما ، وحسبك من تحريفه ما ذكره من حديث بدء الدعوة النبوية عند نزول قوله تعالى : وأنذر عشيرتك الأقربين. قال في تاريخه 3 ص 40 بعد ذكر الحديث الوارد في الآية الشريفة من طريق البيهقي : وقد رواه أبو جعفر ابن جرير عن محمد بن حميد الرازي. وساق إلى آخر السند ثم قال : وزاد بعد قوله وإني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة : وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه ، فأيكم يوازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي وكذا وكذا ؟ قال : فأحجم القوم عنها جميعا ، وقلت ولأني


(207)
لأحدثهم سنا وأرمصهم عينا ، وأعظمهم بطنا ، وأحمشهم ساقا : أنا يا نبي الله ؟ أكون و زيرك عليه ، فأخذ برقبتي فقال : إن هذا أخي وكذا وكذا فاسمعوا له وأطيعوا. قال : فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع. وبهذا اللفظ ذكره في تفسيره 3 ص 351 وقال : وقد رواه أبو جعفر ابن جرير عن ابن حميد. إلى آخره حرفيا.
( وها نحن نذكر لفظ الطبري بنصه حتى يتبين الرشد من الغي )
    قال في تاريخه ج 2 ص 217 من الطبعة الأولى : إني قد جئتكم بخير الدنيا و الآخرة ، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه ، فأيكم يوازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم ؟ قال : فأحجم القوم عنها جميعا وقلت وإني لأحدثهم سنا ، وأرمصهم عينا ، وأعظمهم بطنا ، وأحمشهم ساقا : أنا يا نبي الله ؟ أكون وزيرك عليه. فأخذ برقبتي ثم قال : إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له و أطيعوا. قال : فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع. فإلى الله المشتكى.
    م ـ نعم : رواه الطبري في تفسيره 19 : 74 محرفا ، فهلا وقف ابن كثير على ما في تاريخه وقد أخرجه غير محرف ، أو على ما أخرجه غير الطبري من أئمة الحديث والتاريخ في تآليفهم ؟ أو حدته ضغينته على اختيار المحرف من الكلم ؟ والله يعلم ما تكن صدورهم ].

18 ـ ( احتجاج قيس بن سعد )
بحديث الغدير على معاوية سنة 50 ـ 56
    قدم معاوية بن أبي سفيان حاجا إلى المدينة في أيام خلافته بعد ما توفي الإمام السبط الحسن صلوات الله عليه ، فاستقبله أهل المدينة ، فجرى بينه وبين قيس بن سعد ابن عبادة الأنصاري الخزرجي الصحابي الكبير حديثا يأتي ذكره بطوله في ترجمة قيس في شعراء القرن الأول ، وفيه بعد قول قيس : ولعمري ما لأحد من الأنصار ولا لقريش ولا لأحد من العرب والعجم في الخلافة حق مع علي وولده من بعده ما نصه :


(208)
    فغضب معاوية وقال : يا ابن سعد ؟ ممن أخذت هذا ؟ وعمن رويته ؟ وعمن سمعته ؟ أبوك أخبرك بذلك وعنه أخذته ؟ فقال قيس : سمعته وأخذته ممن هو خير من أبي وأعظم حقا من أبي. قال : من ؟ قال : علي بن أبي طالب عالم هذه الأمة وصديقها الذي أنزل الله فيه : قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب. فلم يدع آية نزلت في علي عليه السلام إلا ذكرها.
    قال معاوية. فإن صديقها أبو بكر وفاروقها عمر والذي عنده علم الكتاب عبد الله ابن سلام. قال قيس : أحق هذه الأسماء وأولى بها الذي أنزل الله فيه : أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ، والذي نصبه رسول الله صلى الله عليه وآله بغدير خم فقال : من كنت مولاه أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه. وفي غزوة تبوك : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ( كتاب سليم الهلالي ).

19 ـ ( احتجاج دارمية الحجونية )
على معاوية سنة 50 ـ 56
    قال الزمخشري ( المترجم ص 114 ) في ربيع الأبرار في الباب الحادي والأربعين : حج معاوية فطلب امرأة يقال لها : دارمية (1) الحجونية من شيعة علي وكانت سوداء ضخمة فقال : كيف حالك ؟ يا بنت حام ؟ فقالت : بخير ولست بحام إنما أنا امرأة من بني كنانة. فقال : صدقت ، هل تعلمين لم دعوتك ؟ قالت : يا سبحان الله ؟ وإني لم أعلم الغيب. قال : لأسألك لم أحببت عليا وأبغضتيني ، وواليتيه وعاديتيني ؟ قالت : أو تعفني ؟ قال : لا. قالت : أما إذا أبيت فإني أحببت عليا على عدله في الرعية ، وقسمه بالسوية ، وأبغضتك على قتال من هو أولى بالأمر منك ، وطلبك ما ليس لك ، وواليت عليا على ما عقد له رسول الله صلى الله عليه وسلم من الولاية يوم خم بمشهد منك ، وحبه للمساكين ، وإعظامه لأهل الدين ، وعاديتك على سفكك الدماء ، وشقك العصا ، وجورك في القضاء ،
1 ـ نسبة إلى ( داروم ) قلعة بعد غزة للقاصد إلى مصر على ساحل البحر نزل بها بنو حام كما يظهر من قول معاوية : يا بنت حام. والحجون مكان معروف بمكة كانت الدارمية تنزل بها فنسبت إليها.

(209)
    وحكمك بالهوى. الحديث (2).

20 ـ ( احتجاج عمرو الأودي )
على مناوئي أمير المؤمنين عليه السلام
    روى مفتي الكوفة وقاضيها شريك بن عبد الله النخعي ( المترجم ص 78 ) عن أبي إسحاق السبيعي ( المترجم ص 69 ) عن عمرو بن ميمون الأودي ( المترجم ص 69 ) إنه ذكر عنده علي بن أبي طالب ( أمير المؤمنين ) فقال : إن قوما ينالون منه أولئك هم وقود النار ولقد سمعت عدة من أصحاب محمد عليه السلام منهم : حذيفة بن اليمان ، وكعب بن عجرة يقول كل رجل منهم : لقد اعطي علي ما لم يعطه بشر هو زوج فاطمة سيدة نساء الأولين والآخرين ، فمن رأى مثلها ؟ أو سمع أنه تزوج بمثلها أحد في الأولين والآخرين ؟ وهو أبو الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة من الأولين والآخرين فمن له أيها الناس مثلهما ؟ ورسول الله حموه وهو وصي رسول الله في أهله و أزواجه. وسدت الأبواب التي في المسجد كلها غير بابه. وهو صاحب باب خيبر. وهو صاحب الراية يوم خيبر. وتفل رسول الله يومئذ في عينيه وهو أرمد فما اشتكاهما من بعد ولا وجد حرا ولا بردا بعد يوم ذلك. وهو صاحب يوم الغدير إذ نوه رسول الله باسمه وألزم أمته ولايته وعرفهم بخطره وبين لهم مكانه فقال : أيها الناس ؟ من أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه. الكلام.

21 ـ ( احتجاج عمر بن عبد العزيز )
الخليفة الأموي المتوفى 101
    روى الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء 5 ص 364 عن أبي بكر محمد التستري عن يعقوب. وعن عمر بن محمد السري ( المتوفى 378 ) عن ابن أبي داود قالا : حدثنا
2 ) يوجد هذا الاحتجاج بألفاظ أخرى في بلاغات النساء ص 72 ، والعقد الفريد 1 ص 162 ، وصبح الأعشى 1 ص 259.

(210)
عمر بن شبة عن عيسى عن يزيد بن عمر بن مورق قال : كنت بالشام وعمر بن عبد العزيز يعطي الناس فتقدمت إليه فقال لي : ممن أنت ؟ قلت من قريش. قال : من أي قريش ؟ قلت : من بني هاشم. قال : فسكت فقال : من أي بني هاشم ؟ قلت : مولى علي ؟ قال : من علي ؟ فسكت قال : فوضع يده على صدره فقال : وأنا والله مولى علي بن أبي طالب كرم الله وجه ، ثم قال : حدثني عدة إنهم سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه. ثم قال : يا مزاحم (1) كم تعطي أمثاله ؟ قال مائة أو مائتي درهم. قال : اعطه خمسين دينارا. وقال ابن أبي داود : ستين دينارا لولايته علي بن أبي طالب ثم قال : ألحق ببلدك فسيأتيك مثل ما يأتي نظراءك (2).
    م ـ وأخرجه أبو الفرج في الأغاني 8 : 156 من طريق عمر بن شبة عن عيسى بن عبد الله ابن محمد بن عمر بن علي عن يزيد بن عيسى بن مورق ].
    م ـ وأخرجه ابن عساكر في تاريخه 5 : 320 عن رزيق القرشي المدني مولى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ].
    ورواه الحمويني في فرائد السمطين في الباب العاشر عن شيخه أبي عبد الله بن يعقوب الحنبلي بإسناده عن الحافظ أبي نعيم بالسند واللفظ المذكورين ، م ـ وذكره الحافظ جمال الدين الزرندي في نظم درر السمطين ]. والسمهودي في جواهر العقدين عن يزيد بن عمرو بن مرزوق ( فيه تصحيف ).

22 ـ ( احتجاج المأمون الخليفة )
على الفقهاء بحديث الغدير
    روى أبو عمر ابن عبد ربه المترجم ص 102 في العقد الفريد 3 ص 42 عن إسحاق بن إبراهيم بن إسمعيل بن حماد بن زيد قال : بعث إلى يحيى بن أكثم وإلى عدة من أصحابي وهو يومئذ قاضي القضاة فقال : إن أمير المؤمنين أمرني أن أحضر معي غدا مع الفجر أربعين رجلا كلهم فقيه يفقه ما يقال له ويحسن الجواب ، فسموا من تظنونه
1 ـ مزاحم بن أبي مزاحم المكي مولى عمر بن عبد العزيز ، وثقه ابن حبان.
2 ـ في نسخة الحلية أغلاط لا تخفى على من راجع فقد صححناها من لفظ الحمويني.
كتاب الغدير ـ الجزء الأول ::: فهرس