الغدير ـ الجزء الخامس ::: 61 ـ 70
(61)
يقول : يا خليفة ! فقال أعرابي من لهب من خلفي : ما هذا الصوت ؟ قطع الله لهجتك والله لا يقف أمير المؤمنين بعد هذا العام أبدا. فسببته وأدبته فلما رمينا الجمرة مع عمر جاءت حصاة فأصابت رأسه ففتحت عرقا من رأسه فسال الدم ، فقال رجل : أشعر أمير المؤمنين أما والله لا يقف بعد هذا العام ههنا أبدا.
    فالتفت فإذا هو ذلك اللهبي فوالله ما حج عمر بعدها.
    خرجه ابن الضحاك.
    وإن تعجب فعجب إخبار الميت وهو يدفن عن شهادة عمر في أيام خلافة أبي بكر ، أخرج البيهقي عن عبد الله بن عبيد الله الأنصاري قال : كنت فيمن دفن ثابت بن قيس وكان قتل باليمامة (1) فسمعناه حين أدخلناه القبر يقول : محمد رسول الله ، أبو بكر الصديق ، عمر الشهيد ، عثمان البر الرحيم.
    فنظرنا إليه فإذا هو ميت.
    وذكره القاضي في ( الشفاء ) في فصل إحياء الموتى وكلامهم.
    وعن عبد الله بن سلام قال : أتيت عثمان وهو محصور أسلم عليه فقال : مرحبا بأخي مرحبا بأخي ، أفلا أحدثك ما رأيت الليلة في المنام ؟ فقلت : بلى.
    قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد مثل لي في هذه الخوخة ـ وأشار عثمان إلى خوخة في أعلى داره ـ فقال : حصروك ؟ فقلت.
    نعم.
    فقال : عطشوك ؟ فقلت : نعم.
    فأدلى دلوا من ماء فشربت حتى رويت ، فها أنا أجد برودة ذلك الدلو بين ثديي وبين كتفي.
    فقال : إن شئت أفطرت عندنا وإن شئت نصرت عليهم ؟ فاخترت الفطر (2).
    وعنه قال : إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم البارحة وأبا بكر وعمر فقالوا لي : صبرا فإنك تفطر عندنا القابلة.
    وعن كثير بن الصلت عن عثمان قال : إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامي هذا فقال : إنك شاهد معنا الجمعة ( ك 3 ص 99 ) وعن ابن عمر : إن عثمان أصبح يحدث الناس قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام قال : يا عثمان أفطر عندنا غدا.
    فأصبح صائما وقتل من يومه.
1 ـ بلدة باليمن على ستة عشر مرحلة من المدينة ، وكانت وقعة اليمامة في ربيع الأول سنة اثنتى عشر هجرية في خلافة أبي بكر.
2 ـ الرياض النضرة 2 ص 127 ، الإتحاف للشبراوي 92.


(62)
    قال محب الدين الطبري في ( الرياض ) 2 ص 127 بعد رواية ما ذكر : واختلاف الروايات محمول على تكرار الرؤيا فكانت مرة نهارا ومرة ليلا.
    وأخرج الحاكم في ( المستدرك ) 3 ص 203 بسند صححه إخبار عبد الله بن عمرو الأنصاري الصحابي ابنه جابر بشهادته يوم أحد ، وإنه أول قتيل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فكان كما أخبر به.
    م ـ وذكر الخطيب البغدادي في تاريخه 2 ص 49 عن أبي الحسن المالكي أنه قال : كنت أصحب خير النساج ـ محمد بن إسماعيل ـ سنين كثيرة ورأيت له من كرامات الله تعالى ما يكثر ذكره غير أنه قال لي قبل وفاته بثمانية أيام ، إني أموت يوم الخميس المغرب فادفن يوم الجمعة قبل الصلاة وستنسى فلا تنساه.
    قال أبو الحسين : فأنسيته إلى يوم الجمعة فلقيني من خبرني بموته فخرجت لأحضر جنازته فوجدت الناس راجعين فسألتهم لم رجعوا فذكروا أنه يدفن بعد الصلاة ، فبادرت ولم ألتفت إلى قولهم فوجدت الجنازة قد أخرجت قبل الصلاة أو كما قال.
    وهذه القصة ذكرها ابن الجوزي أيضا في المنتظم 6 ص 274 ].
    غيض من فيض
    توجد في طي كتب الحفاظ ومعاجم أعلام القوم قضايا جمة في أناس كثيرين عدوها لهم فضلا وكرامة تنبأ عن علمهم بالغيب وبما تخفي الصدور ، ولا يراها أحد منهم شركا ، ولا يسمع من القصيمي ومن لف لفه فيها ركزا ، وأمثالها في أئمة الشيعة هي التي جسها القوم ، وألقت عليهم جشمها ، وكثر فيها منهم الرطيط ، وإليك جملة من تلكم القضايا.
    1 ـ قال أبو عمرو بن علوان خرجت يوما إلى سوق الرحبة في حاجة فرأيت جنازة فتبعتها لأصلي عليها ووقفت حتى يدفن الميت في جملة الناس فوقعت عيني على امرأة مسفرة من غير تعمد فلححت بالنظر واسترجعت واستغفرت الله ( إلى أن قال ) : فخطر في قلبي : أن زر شيخك الجنيد ، فانحدرت إلى بغداد فلما جئت الحجرة التي هو فيها طرقت الباب فقال لي : ادخل أبا عمر وتذنب بالرحبة ونستغفر لك ببغداد. تاريخ بغداد 7 ص 247 ، صف 2 ص 236.


(63)
    2 ـ قال ابن النجار كان الشيخ ( أبو محمد عبد الله الجبائي المتوفى 605 ) يتكلم يوما في الاخلاص والرياء والعجب وأنا حاضر في المجلس فخطر في نفسي : كيف الخلاص من العجب ؟ فالتفت إلي الشيخ وقال : إذا رأيت الأشياء من الله وأنه وفقك لعمل الخير وأخرجك من البين سلمت من العجب. هب 5 ص 16.
    3 ـ عن الشيخ علي الشبلي قال : احتاجت زوجتي إلى مقنعة فقلت : علي دين خمسة دراهم فمن أين أشتري لك مقنعة ؟ فنمت فرأيت من يقول لي : إذا أردت أن تنظر إلى إبراهيم الخليل فانظر إلى الشيخ عبد الله بن عبد العزيز. فلما أصبحت أتيته بقاسيون فقال لي : ما لك يا علي ؟ اجلس وقام إلى منزله وعاد ومعه مقنعة في طرفها خمسة دراهم فأخذتها ورجعت. هب 5 ص 74.
    4 ـ قال أبو محمد الجوهري سمعت أخي أبا عبد الله يقول : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت : يا رسول الله أي المذاهب خير ؟ وقال قلت : على أي المذاهب أكون ؟ فقال : ابن بطة ابن بطة (1) فخرجت من بغداد إلى عكبرا فصادف دخولي يوم الجمعة فقصدت الشيخ أبا عبد الله ابن بطة إلى الجامع فلما رآني قال لي ابتداء صدق رسول الله ، صدق رسول الله. هب 3 ص 123.
    5 ـ قال أبو الفتح القواس لحقتني إضاقة وقتا من الزمان فنظرت فلم أجد في البيت غير قوس لي وخفين كنت ألبسهما فأصبحت وقد عزمت على بيعهما وكان يوم مجلس أبي الحسين بن سمعون فقلت في نفسي : أحضر المجلس ثم انصرف فأبيع الخفين والقوس. قال : وكان القواس قل ما يتخلف عن حضور مجلس ابن سمعون قال أبو الفتح : فحضرت المجلس فلما أردت الانصراف ناداني أبو الحسين : يا أبا الفتح لا تبع الخفين ولا تبع القوس فإن الله سيأتيك برزق من عنده. تاريخ ابن عساكر 1 ص 276.
    6 ـ قال الحافظ ابن كثير في تاريخه 12 ص 144 : قدم الخطيب أردشير بن منصور أبو الحسين العبادي وكان يحضر في مجلسه في بعض الأحيان أكثر من ثلاثين ألفا من الرجال والنساء ، قال بعضهم : دخلت عليه وهو يشرب مرقا فقلت في نفسي : ليته أعطاني فضله لأشربه لحفظ القرآن فناولني فضله فقال : اشربها على تلك النية. قال :
1 ـ هو الحافظ أبو عبد الله عبيد الله بن محمد الفقيه الحنبلي العكبري توفي سنة 387.

(64)
فرزقني الله حفظ القرآن.
    7 ـ قال أبو الحارث الأولاسي : خرجت من حصن أولاس اريد البحر فقال بعض أخواني : لا تخرج فإني قد هيأت لك ( عجة ) حتى تأكل قال : فجلست فأكلت معه ونزلت إلى الساحل وإذا أنا بإبراهيم بن سعد [ أبو إسحاق الحسني ] العلوي قائما يصلي فقلت في نفسي : ما أشك إلا أنه يريد أن يقول : امش معي على الماء ، ولئن قال لي لامشين معه ، فما استحكم الخاطر حتى قال : هيه يا أبا الحارث امش على الخاطر. فقلت : بسم الله فمشى هو على الماء فذهبت أمشي فغاصت رجلي فالتفت إلي وقال لي يا أبا الحارث : العجة أخذت برجلك. فذهب وتركني. طب 6 ص 86 ، كر 2 ص 208 ، صف 2 ص 242.
    8 ـ كان ابن سمعون محمد بن أحمد الواعظ المتوفى 387 يعظ يوما على المنبر وتحته أبو الفتح بن القواس فنعس ابن القواس فأمسك ابن سمعون عن الوعظ حتى استيقظ فحين استيقظ قال ابن سمعون : رأيت رسول الله في منامك هذا ؟ قال : نعم. قال : فلهذا أمسكت عن الوعظ حتى لا أزعجك عما كنت فيه. تاريخ بغداد 1 ص 276 ، المنتظم 7 ص 199 ، تاريخ ابن كثير 11 ص 323.
    9 ـ روي عن ابن الجنيد أنه قال : رأيت إبليس في المنام وكأنه عريان فقلت : ألا تستحي من الناس ؟ فقال ـ وهو لا يظنهم ناسا ـ : لو كانوا ناسا ما كنت ألعب بهم كما يلعب الصبيان بالكرة إنما الناس جماعة غير هؤلاء فقلت : أين هم ؟ فقال : في مسجد الشونيزي قد أضنوا قلبي واتعبوا جسدي ، كلما هممت بهم أشاروا إلى الله عز وجل فأكاد أحترق قال : فلما انتبهت لبست ثيابي ورحت إلى المسجد الذي ذكر فإذا ثلاثة جلوس ورؤوسهم في مرقعاتهم فرفع أحدهم رأسه إلي وقال : يا أبا القاسم لا تغتر بحديث الخبيث وأنت كلما قيل لك شئ تقبل. فإذا هم : أبو بكر الدقاق. وأبو الحسين النوري (1). وأبو حمزة محمد بن علي الجرجاني الفقيه الشافعي. ذكره ابن الأثير كما في تاريخ ابن كثير 11 ص 97 ، وابن الجوزي في صفة الصفوة 2 ص 234.
    10 ـ جاء يوما شاب نصراني في صورة مسلم إلى أبي القاسم الجنيد الخزاز فقال
1 ـ توفي في سنة 295 ، ومن جملة العجائب المذكورة في ترجمته في تاريخ ابن كثير 11 ص 106 : أنه صام عشرين سنة لا يعلم به أحد لا من أهله ولا من غيره.

(65)
له : يا أبا القاسم ما معنى قول النبي صلى الله عليه وآله ، اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ؟ فأطرق الجنيد ثم رفع رأسه إليه وقال : أسلم فقد آن لك أن تسلم قال : فأسلم الغلام. تاريخ ابن كثير 11 ص 114.
    م ـ وحكي عن أبي الحسن الشاذلي المتوفى 656 قوله : لولا لجام الشريعة على لساني لأخبرتكم بما يحدث في غد وما بعده إلى يوم القيامة. هب 5 ص 279 ].
    العجب العجاب
    وأعجب من هذه كلها دعوى الرجل من القوم أنه يرى اللوح المحفوظ ويقرأه فتؤخذ منه تلكم الدعاوي الضخمة ، وتذكر في سلسلة الفضائل ، وتأتي في كتبهم حقايق راهنة من دون أي مناقشة في الحساب.
    قال ابن العماد في شذرات الذهب 8 ص 286 في ترجمة المولى محيي الدين محمد ابن مصطفى القوجوي الحنفي المتوفى 950 صاحب الحواشي على البيضاوي ومؤلفات أخرى : كان يقول إذا شككت في آية من القرآن أتوجه إلى الله تعالى فيتسع صدري حتى يصير قدر الدنيا ويطلع فيه قمران لا أدري هما أي شئ ثم يظهر نور فيكون دليلا إلى اللوح المحفوظ فأستخرج منه معنى الآية.
    م ـ وقال في ج 8 ص 178 في ترجمة المولى بخشي الرومي الحنفي المتوفى 931 : رحل إلى ديار العرب فأخذ عن علمائهم وصارت له يد طولى في الفقه والتفسير ( إلى أن قال ) : كان ربما يقول : رأيت في اللوح المحفوظ مسطورا كذا وكذا فلا يخطئ أصلا ].
    وقال اليافعي في مرآة الجنان 3 ص 471 : إن الشيخ جاكير المتوفى سنة 590 كان يقول : ما أخذت العهد على أحد حتى رأيت اسمه مرفوعا في اللوح المحفوظ من جملة مريدي.
    وقال في المرآة ج 4 ص 25 : كان الشيخ ابن الصباغ أبو الحسن علي بن حميد المتوفى 612 لا يصحب إلا من يراه مكتوبا في اللوح المحفوظ من أصحابه.
    وذكره ابن العماد في شذراته 5 ص 52.
    توجد جملة كثيرة من هذه الأوهام الخرافية في طبقات الشعراني ، والكواكب الدرية للنووي ، وروض الرياحين لليافعي ، وروضة الناظرين للشيخ أحمد الوتري وأمثالها.
الذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يشعرون
[ الأعراف 182 ]


(66)
5
نقل الجنائز إلى المشاهد
    لقد كثرت الجلبة واللغط حول هذه المسألة من أناس جاهلين بمواقع الأحكام ، ذاهلين عن مصادر الفتيا حسبوا أنها من مختصات الشيعة فحسب ، ففوقوا إليهم نبال الطعن وشنوا عليهم الغارات ، وهناك أغرار تصدوا للدفاع ـ وهم مشاركون لأولئك في الجهل أو الذهول ـ بأنها من عمل الدهماء فلا يحتج بها على المذهب أو العلماء ، وآخر حرف الكلم عن مواضعه ابتغاء إثبات أمنيته ، ولكن وراء الكل حذاق البحث كشفوا عن تلكم السوءات.
    عزب على المساكين إن للشيعة موافقون من أهل المذاهب الأربعة في جواز نقل الموتى لأغراض صحيحة إلى غير محال موتهم قبل الدفن وبعده مهما أوصى به الميت أو لم يوص به.
    قالت المالكية : يجوز نقل الميت قبل الدفن وبعده من مكان إلى آخر بشروط ثلاثة : أولها أن لا ينفجر حال نقله.
    ثانيها أن لا تنهتك حرمته بأن ينقل على وجه يكون فيه تحقير له.
    ثالثها أن يكون نقله لمصلحة كأن يخشى من طغيان البحر على قبره ، أو يراد نقله إلى مكان ترجى بركته ، أو إلى مكان قريب من أهله ، أو لأجل زيارة أهله إياه ، فإن فقد شرط من هذه الشروط الثلاثة حرم النقل (1).
    وقالت الحنابلة : لا بأس بنقل الميت من الجهة التي مات فيها إلى جهة بعيدة عنها بشرط أن يكون النقل لغرض صحيح كأن ينقل إلى بقعة شريفة ليدفن فيها ، أو ليدفن بجوار رجل صالح ، وبشرط أن يؤمن تغير رائحته ، ولا فرق في ذلك بين أن يكون قبل الدفن أو بعده (2).
    وقالت الشافعية : يحرم نقل الميت إلى بلد آخر ليدفن فيه.
    وقيل : يكره إلا أن
1 ـ الفقه على المذاهب الأربعة 1 ص 421.
2 ـ الفقه على المذاهب الأربعة 1 ص 422.


(67)
يكون بقرب مكة أو المدينة أو بيت المقدس أو بقرب قبر صالح ، ولو أوصى بنقله إلى أحد الأماكن المذكورة لزم تنفيذ وصيته عند الأمن من التغيير ، والمراد بمكة جميع الحرم لا نفس البلد (1).
    وقالت الحنفية : يستحب أن يدفن الميت في الجهة التي مات فيها ، ولا بأس بنقله من بلدة إلى أخرى قبل الدفن عند أمن تغير رائحته ، أما بعد الدفن فيحرم إخراجه إلا إذا كانت الأرض التي دفن فيها مغصوبة أو أخذت بعد دفنه بشفعة (2).
    ومن سبر التاريخ وجد الاطباق من علماء المذاهب على جواز النقل في الصورتين عملا ، وكان من المرتكز في الأذهان نقل الجثث إلى البقاع الشريفة من أرض بيت الله الحرام ، أو جواز النبي الأعظم ، أو قرب إمام مذهب ، أو مرقد ولي صالح ، أو بقعة اختصها الله بالكرامة ، أو إلى حيث مجتمع أهل الميت ، أو قبور ذويه.
    م ـ وكان يوم نقل رفاة أولئك الرجال من المذاهب الأربعة يوما مشهودا تقام فيه حفلات مكتظة يحضر فيها حشد من العلماء والخطباء والقراء وأناس آخرين ، كل ذلك ينبأ عن جوازه ، وإصفاق الأمة الاسلامية عليه ].
    بل كان ذلك مطردا منذ عهد (3) الصحابة الاولين والتابعين لهم بإحسان بوصية من الميت أو بترجيح من أوليائه ، وكاد أن يكون من المجمع عليه عملا عند فرق المسلمين في القرون الإسلامية.
    ولو لم يكن كذلك لما اختلفت الصحابة في دفن رسول الله صلى الله عليه وآله ، بالمدينة أو بمكة أو عند جده إبراهيم الخليل (4).
    وتراه كان مشروعا في الشرايع السالفة فقد مات آدم عليه السلام بمكة ودفن في غار أبي قبيس ، ثم حمل نوح تابوته في السفينة ، ولما خرج منها دفنه في بيت المقدس (5) وفي أحاديث
1 ـ المنهاج المطبوع بهامش شرحه المغني 1 ص 357 تأليف محيي الدين النووي الشافعي ، شرح الشربيني الشافعي 1 ص 358 ، حاشية شرح ابن قاسم العزى تأليف الشيخ إبراهيم الباجوري الشافعي 1 ص 280 وغيرها.
2 ـ الفقه على المذاهب الأربعة 1 ص 422.
3 ـ بل منذ عهد النبي الأعظم كما يظهر مما يأتي من حديث نقل جابر أباه بعد دفنه.
4 ـ الملل والنحل للشهرستاني 1 ص 21 هامش الفصل. شرح الشمائل للقاري 2 ص 208 ، شرح الشمائل للمناوي 2 ص 208 ، السيرة الحلبية 3 ص 393 ، الصواعق المحرقة ص 19.
5 ـ تاريخ الطبري 1 ص 80 ، العرائس للثعلبي 29.


(68)
الشيعة أنه دفنه في النجف الأشرف. ومات يعقوب عليه السلام بمصر ونقل إلى الشام (1) ونقل النبي موسى عليه السلام جثة يوسف عليه السلام من مصر بعد دفنه بها إلى فلسطين مدفن آبائه (2).
    م ـ ونقل يوسف عليه السلام جثمان أبيه يعقوب عليه السلام من مصر ودفنه عند أهله في حبرون في المغارة المعدة لدفن تلك الأسرة الشريفة كما في تاريخ الطبري 1 : 161 ، 169 ، ومعجم البلدان 3 : 208 ، وتاريخ ابن كثير 1 : 174 ، 197 ].
    وقد نقل الإمامان السبطان صلوات الله عليهما جثمان أبيهما الطاهر أمير المؤمنين سلام الله عليه من الكوفة إلى حيث بقعته الآن من النجف الأشرف وكان ذلك قبل دفنه عليه السلام غير أن في دلائل النبوة (3) أن أول من نقل من قبر إلى قبر علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما استشهد يوم الجمعة سابع عشر رمضان ومات بعد يومين وصلى عليه ابنه الحسن رضي الله عنه ودفن بدار الإمارة بالكوفة وغيب قبره ونقل إلى محل يقال له ( نجف ).
    فأظهره هارون الرشيد وبنى عليه عمائر حين وجد وحوشا تستأنس بذلك المحل وتقر إليه التجاء من أهل الصيد ، فسأل عن سبب ذلك من أهل قرية قريبة هناك فأخبره شيخ من القرية بأن فيه قبر أمير المؤمنين علي رضي الله عنه مع قبر نوح عليه السلام (4) ونحن نذكر جملة من الجثث المنقولة تحت عنوانين.
من نقلت جنازته قبل الدفن
    1 ـ المقداد بن عمرو بن ثعلبة الصحابي المتوفى 33 ، توفي بالجرف على ثلاثة أميال من المدينة فحمل على رقاب الرجال حتى دفن بالبقيع ( الاستيعاب 1 ص 280 ، سد 4 ص 411 ، مز 9 ص 307 ).
    2 ـ سعيد بن زيد القرشي العدوي ( أحد العشرة المبشرة ) توفي 51 / 2 بالعقيق على عشرة أميال من المدينة وحمل إليها ودفن بها ( صف 1 ص 140 ، كر 6 ص 127 ).
    3 ـ عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ، توفي بالحبشي سنة 52 ( بينها وبين
1 ـ حاشية أبي الاخلاص الحنفي ج 1 ص 168 طبعت بهامش درر الحكام.
2 ـ شرح الشمائل للقاري 208 وشرح المناوي في هامشه.
3 ـ محاضرة الأوائل للسكتواري ص 102 ط 1300 ، وتمام المتون للصفدي ص 151.
4 ـ للقوم حول مدفن الإمام أمير المؤمنين خلاف عظيم أحدثته يد السياسة لتخذيل الأمة عنه وبعدها عن زيادة ذلك المشهد المقدس.


(69)
مكة ستة أميال ، فحمل إلى مكة ودفن بها ، فقدمت عايشة من المدينة وأتت قبره و صلت عليه وتمثلت :
وكنا كندماني جذيمة حقبة فلما تفرقنا كأنـي ومالكا من الدهر حتى قيل : لن يتصدعا لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
    معجم البلدان 3 ص 211 ، وأخرجه الترمذي مع زيادة.
    4 ـ سعد بن أبي وقاص الصحابي ، توفي سنة 54 / 5 / 6 في حمراء الأسد (1) و حمل إلى المدينة ودفن بها ( طب 1 ص 146 ، صف 1 ص 140 ، كر 6 ص 108 يه 8 ص 78 ).
    5 ـ أسامة بن زيد الصحابي ، توفي 54 بالجرف وحمل إلى المدينة ( صف 1 ص 210 ، سد 1 ص 66 ) م 6 ـ أبو هريرة الصحابي الشعير المتوفى 57 / 8 / 9 ، توفي بالعقيق فحمل إلى المدينة المشرفة ، الإصابة 4 ص 210 ].
    م 7 ـ يزيد بن معاوية بن أبي سفيان المتوفى 64 ، توفي بحوارين من قرى دمشق و حمل إلى دمشق ودفن بها. يه 8 ص 236 ].
    8 ـ أبو إسحاق إبراهيم بن أدهم ، توفي 162 بالجزيرة فحمل إلى صور فدفن هنالك ( صف 2 ص 132 ).
    9 ـ جعفر بن يحيى قتل بالغمر سنة 189 ، وبعث بجثته إلى بغداد ( هب 1 ص 337 ].
    10 ـ أبو الفيض ذو النون المصري ، توفي 246 بالحيرة في مركب إلى الفسطاط ودفن في مقابر أهل المعافر ( صف 4 ص 293 ).
    11 ـ هارون بن العباس الهاشمي ، توفي 267 بالرويثة ( وقيل بالعرج ) ثم حمل إلى المدينة فدفن بها ( طب 14 ص 27 ).
    12 ـ أحمد بن محمد بن غالب الباهلي ، توفي ببغداد سنة 275 وحمل في تابوت إلى البصرة وبنيت عليه قبة ( طب 5 : 80 ، م 1 ص 67 ).
1 ـ موضع على ثمانية أميال من المدينة المشرفة ، إليه انتهى رسول الله صلى الله عليه وآله يوم أحد في طلب المشركين.

(70)
    م 13 ـ محمد بن إسحاق بن إبراهيم أبو العنبس الصيمري المتوفى 275 ، توفي ببغداد وحمل إلى الكوفة فدفن بها. ظم 5 ص 99 ].
    14 ـ المعتمد على الله الخليفة العباسي ، توفي 279 ببغداد فجأة وحمل إلى سر من رأى ودفن بها ( طب 4 ص 61 ) م 15 ـ جعفر بن المعتضد المتوفى 280 ، توفي بمدينة الدينور وحمل إلى بغداد يه 11 ص 69 ].
    16 ـ علي بن محمد بن أبي الشوارب أبو الحسن الأموي البصري ، توفي 282 / 3 ببغداد فصلي عليه ثم حمل إلى سر من رأى وهناك تربته ( طب 12 ص 61 ، ظم 5 ص 164 ).
    17 ـ جعفر بن محمد بن عرفة ، توفي في ذي الحجة 287 بالعمق أحد منازل طريق الحج من بغداد وحمل إلى بغداد ودفن بها في المحرم سنة 288 ( ظم 6 ص 25 وغيره ).
    م 18 ـ حسين بن عمر أبي الأحوص أبو عبد الله الكوفي المتوفى 300 ، توفي في بغداد وحمل إلى الكوفة فدفن بها. ظم 6 ص 117 ، طب 8 ص 81 ].
    م 19 ـ محمد بن جعفر أبو عمر القتات الكوفي المتوفى 300 ، توفي ببغداد وحمل إلى الكوفة. ظم 6 ص 120 ].
    20 ـ أبو القاسم عبد الله بن إبراهيم المعروف بابن الأكفاني ، توفي 307 بالقصر وحمل تابوته إلى مكة ودفن بها ( طب 9 ص 405 ).
    م 21 ـ إبراهيم بن نجيح أبو القاسم الكوفي المتوفى 313 ، توفي ببغداد وجيئ به إلى الكوفة فدفن بها. ظم 6 ص 197 ].
    22 ـ بدر بن الهيثم الكوفي القاضي ، توفي 318 ببغداد وحمل إلى الكوفة فدفن بها ( طب 7 ص 108 ).
    23 ـ محمد بن الحسين أبو الطيب اللخمي ، توفي 318 ببغداد وحمل إلى الكوفة ودفن بها وكان فيها أهله ( طب 2 ص 238 ، ظم 6 ص 226.
    24 ـ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الخطابي العمري الكوفي من أحفاد عمر بن الخطاب توفي 320 ببغداد وحمل إلى الكوفة ودفن بها ( طب 6 ص 158 ).
    25 ـ إسماعيل بن العباس أبو علي الوراق ، توفي 323 في طريق الحج في رجوعه
الغدير ـ الجزء الخامس ::: فهرس