الغدير ـ الجزء الخامس ::: 291 ـ 300
(291)
    بريه بن محمد البيع ، له كتاب أحاديثه موضوعة.
    الحسن بن علي الأهوازي ، صنف كتابا أتى بالموضوعات.
    الحسين بن داود البلخي ، له نسخة أكثرها موضوع.
    داود بن عفان ، له نسخة موضوعة على أنس.
    زكريا بن دريد ، له نسخة كلها موضوعة.
    عبد الرحمن بن حماد ، عنده نسخة موضوعة.
    عبد العزيز بن أبي زواد ، عنده نسخة موضوعة.
    عبد الكريم بن عبد الكريم ، له كتاب موضوع.
    عبد الله بن الحارث ، له نسخة كلها موضوعة.
    عبد الله بن عمير القاضي ، له نسخة موضوعة على مالك.
    عبد المغيث بن زهير الحنبلي ، له جزء موضوع في فضائل يزيد.
    عبيد بن القاسم ، له نسخة موضوعة.
    العلاء بن زيد البصري ، له نسخة موضوعة.
    لاحق بن الحسين المقدسي ، كتب من حديثه الموضوع زيادة على خمسين جزءا محمد بن أحمد المصري ، له نسخة موضوعة.
    محمد بن الحسن السلمي ، ألف كتبا تبلغ مائة كتاب.
    محمد بن عبد الواحد الزاهد ، له جزء في فضايل معاوية.
    محمد بن يوسف الرقي ، وضع نحوا من ستين نسخة.
    موسى بن عبد الرحمن الثقفي ، وضع كتابا في التفسير ] وعلى القارئ أن يتخذ هذا مقياسا ويقدر به موضوعات جميع ما ذكرناه من الكذابين والوضاعين ومقلوباتهم ومن لم نذكرهم ، فلا يستكثر عندئذ قول يحيى بن معين : كتبنا عن الكذابين وسجرنا به التنور وأخرجنا به خبزا نضيجا (1).
    وقول البخاري صاحب الصحيح : أحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح (2).
1 ـ تاريخ الخطيب البغدادي 14 : 184.
2 ـ إرشاد الساري للقسطلاني في شرح صحيح البخاري ج 1 : 33.


(292)
    وقول إسحاق بن إبراهيم الحنظلي : إنه حفظ أربعة آلاف حديثا مزورة (1).
    م ـ وقول يحيى بن معين : أي صاحب حديث لا يكتب عن كذاب ألف حديث ؟. طب 1 ص 43 ].
    م ـ وقول الخطيب البغدادي : لأهل الكوفة وأهل خراسان من الأحاديث الموضوعة والأسانيد المصنوعة نسخ كثيرة ، وقل ما يوجد بحمد الله في محدثي البغداديين ما يوجد في غيرهم من الاشتهار بوضع الحديث والكذب في الرواية. طب 1 ص 44 ].
    م ـ وقول أبو بكر بن أبي سبرة الوضاع الكذاب : عندي سبعون ألف حديث في الحلال والحرام. يب 12 : 27 ].
    وقد عد الفيروز آبادي صاحب ( القاموس ) في خاتمة كتابه ( سفر السعادة ) واحدا وتسعين بابا توجد فيها أحاديث كثيرة في كتبهم فقال : ليس منها شيئ صحيح ولم يثبت منها عند جهابذة علماء الحديث.
    وذكر العجلوني في خاتمة كتابه ( كشف الخفاء ) جملة من الموضوعات والوضاعين والكتب المزورة وعد في ص 419 ـ 424 مائة باب ـ أكثرها في الفقه ـ وقال بعد كل باب : لم يصح فيه حديث. أو : ليس فيه حديث صحيح. وما يقرب من ذلك.
    وعد ابن الحوت البيروتي في ( أسنى المطالب ) ما يربو على ثلاثين مبحثا مما يرى الأحاديث الواردة فيه باطلا لم يصح شيئ منها.
    ويعرب عن كثرة الموضوعات اختيار أئمة الحديث أخبار تآليفهم الصحاح و المسانيد من أحاديث كثيرة هائلة والصفح عن ذلك الهوش الهائش.
    قد أتى أبو داود في سننه بأربعة آلاف وثمان مائة حديثا وقال : انتخبته من خمسمائة ألف حديث (2) ، و يحتوي صحيح البخاري من الخالص بلا تكرار ألفي حديث وسبعمائة وواحد وستين حديثا اختاره من زهاء ستمائة ألف حديث (3) ، وفي صحيح مسلم أربعة آلاف حديث أصول دون المكررات صنفه من ثلاثمأة ألف (4) وذكر أحمد بن حنبل في مسنده ثلاثين
1 ـ تاريخ الخطيب البغدادي 6 : 352.
2 ـ طبقات الحفاظ للذهبي 2 ص 154 ، تاريخ بغداد 9 ص 57 ، المنتظم لابن الجوزي 5 ص 97.
3 ـ طب 2 ص 8 ، إرشاد الساري 1 ص 28 ، صفة الصفوة 4 ص 143.
4 ـ المنتظم لابن الجوزي 5 ص 32 ، طبقات الحفاظ للذهبي 2 ص 151 ، 157 ، شرح صحيح مسلم للنووي ج 1 ص 32.


(293)
ألف حديث وقد انتخبه من أكثر من سبعمائة وخمسين ألف حديثا وكان يحفظ ألف ألف حديث (1) ، وكتب أحمد بن الفرات المتوفى 258 : ألف ألف وخمسمائة ألف حديث فأخذ من ذلك ثلثمائة ألف في التفسير والأحكام والفوائد وغيرها. صه ص 9.
    هذه ناحية واحدة من شئون الحديث وهناك نواحي أخرى ناشئة عن ألفاظ الجرح المتكثرة غير الكذب والوضع ، توجد تحت كل واحدة منها أمة كبيرة من رجال الحديث جاء كل فرد منها بأحاديث جمة مثل قولهم :
    لا تحل الرواية عنه.
    أحاديثه كلها موضوعة.
    يروي ما لا أصل له يروي الموضوعات عن الثقات. أحاديثه مقلوبة منكرة. ليس بشئ في الحديث يأتي عن الثقات بالطامات.
    لا يحل الاحتجاج به. يقلب الأسانيد ويرفع يرفع الموقوف ويوصل. يسرق الحديث ويقلب. ليس بثقة في الحديث لا يحل كتب حديثه. لا يتابع في جل حديثه. لم يكن ثقة ولا مأمونا كل الأصحاب مجمع على تركه. عامة ما يرويه غير محفوظة. لا يستدل به ويعتبر به ليس له حديث يعتمد عليه. مضطرب الحديث ليس بشئ. يكثر من المناكير في تآليفه متفق على تركه. يأتي بالموضوعات. يأتي بالمقلوبات. ذاهب الحديث لا يكتب عنه. مدلس عن الكذابين. لا يسوى شيئا. ينفرد بالمناكير ليس بحجة. واه بمرة. ضعيف جدا. هالك. ساقط. مبتدع. يدلس اختلط. يخلط. متهم بالكذب. يتهم بوضع الحديث.

مشكلة الثقة والثقات
    هذا شأن من لا يوثق به وبحديثه عند القوم ، وأما من يوصف بالثقة فهناك مشكلة عويصة لا تنحل ، وتجعل القارئ في بهيتة ، فلا يعرف أي مثقف قط ما الثقة وما معناها وأي ملكة هي ، وما يراد منها ، وبماذا تتأتى ، وأي خلة تضادها وتناقضها : فهلم معي نقرأ تاريخ جمع نص على ثقتهم نظراء :
    م 1 ـ زياد بن أبيه صاحب الطامات والجرائم الموبقة. قال خليفة بن خياط : كان
1 ـ ترجمة أحمد المنقولة عن طبقات ابن السبكي المطبوعة في آخر الجزء الأول من مسنده ، طبقات الذهبي 2 ص 17.

(294)
يعد من الزهاد. وقال أحمد بن صالح : لم يكن يتهم بالكذب. تاريخ ابن عساكر 5 406 ، 414 ].
    2 ـ عمر بن سعد بن أبي وقاص قاتل الإمام السبط الشهيد.
    قال العجلي : ثقة صه ص 140.
    3 ـ عمران بن حطان رأس الخوارج صاحب الشعر المعروف في ابن ملجم المرادي :
يا ضربة من تقي ما أراد بها إني لأذكره حينا فأحسبـه إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا أوفـى البرية عند الله ميزانا (1)
    وثقه العجلي وجعله البخاري من رجال صحيحه وأخرج عنه.
    4 ـ إسماعيل بن أوسط البجلي أمير الكوفة المتوفى 117 ، كان من أعوان الحجاج بن يوسف الثقفي ، وقدم سعيد بن جبير للقتل ، وثقه ابن معين وعده ابن حبان من الثقات [ م 1 ص 103 ، لم 1 ص 395 ].
    5 ـ أسد بن وداعة شامي تابعي ناصبي كان يسب عليا وكان عابدا وثقه النسائي [ م 1 ص 97 ، لم 1 ص 385 ].
    6 ـ أبو بكر محمد بن هارون ، ناصبي منحرف وكان يعرف بالأغراب عن أمير المؤمنين ، وثقه الخطيب البغدادي [ لم 5 ص 411 ].
    7 ـ خالد القسري الأمير الناصبي البغيض الظلوم ـ هكذا وصفه الذهبي ـ و في تاريخ ابن كثير 10 ص 20 ، 21 : كان رجل سوء يقع في علي بن أبي طالب وكانت أمه نصرانية ، وكان متهما في دينه وقد بنى لأمه كنيسة في داره. قال ابن حبان : ثقة م.
    8 ـ إسحاق بن سويد العدوي البصري المتوفى 131 كان يحمل على علي تحاما شديدا وقال : لا أحب عليا. وثقه أحمد وابن معين والنسائي ، وهو من رجال صحاح البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي. يب 1 ص 236 ].
    9 ـ نعيم بن أبي هند المتوفى 211 الناصبي ، كان يتناول عليا أمير المؤمنين وثقه النسائي [ م 3 ص 243 ].
    10 ـ حريز بن عثمان الذي كان يصلي في المسجد ولا يخرج منه حتى يلعن علياً ؟
1 ـ راجع الجزء الأول من كتابنا ص 324.

(295)
سبعين لعنة كل يوم. قال إسماعيل بن عياش رافقت حريز من مصر إلى مكة فجعل يسب عليا ويلعنه وقال لي : هذا الذي يرويه الناس إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي : أنت مني بمنزلة هارون من موسى. حق ولكن أخطأ السامع. قلت : فما هو ؟ قال : إنما هو : أنت مني بمكان قارون من موسى. قلت : عمن ترويه ؟ قال : سمعت الوليد بن عبد الملك يقول له على المنبر (1) احتج بحديثه البخاري وأبو داود والترمذي وغيرهم ، وفي الرياض النضرة 2 : 216 : ثقة ولكن يبغض عليا أبغضه الله عز وجل.
    م 11 ـ أزهر بن عبد الله الحمصي ، كان يسب عليا ، وثقه العجلي وهو من رجال أبي داود والترمذي والنسائي. يب 1 ص 204 ].
    12 ـ عبد الرحمن بن إبراهيم الشهير بدحيم الشامي القائل بأن من قال : إن الفئة الباغية هم أهل الشام فهو ابن الفاعلة. يروي عنه البخاري وغيره وعرف بالثقة و أنه حجة.
    13 ـ الحافظ عبد المغيث الحنبلي يؤلف كتابا في فضائل يزيد بن معاوية يأتي بالموضوعات ويترجم بالزهد والثقة والدين والصدق والأمانة والصلاح والاجتهاد.
    م 14 ـ الحافظ زيد بن حباب ، قال ابن معين : ثقة يقلب حديث الثوري. صه 108 ].
    م 15 ـ خلف بن هشام كان يشرب الخمر ، وثقه أحمد إمام الحنابلة فقيل : يا أبا عبد الله إنه يشرب ؟ فقال : قد انتهى إلينا علم هذا عنه ، ولكن هو والله عندنا الثقة الأمين ، شرب أو لم يشرب. طب 8 ص 326 ].
    م 16 ـ خالد بن مسلمة بن العاص أبو سلمة القرشي ، وثقه الإمام أحمد ويحيى ابن معين وقال : شيخ يكتب حديثه ، وقال ابن عدي : هو في عداد من يجمع حديثه ، حديثه قليل ولا أرى برواياته بأسا ، وكان رأسا في المرجئة ويبغض عليا. كره : 53 ].
    نعم : ترك أحمد بن حنبل الحديث عن عبيد الله بن موسى العبسي لما سمعه يتناول معاوية بن أبي سفيان وبعث رسوله إلى يحيى بن معين فقال له : أخوك أبو عبد الله أحمد بن حنبل يقرأ عليك السلام ويقول لك : هو ذا تكثر الحديث عن عبيد الله وأنا وأنت سمعناه يتناول معاوية بن أبي سفيان وقد تركت الحديث عنه.
    فقال يحيى بن معين للرسول :
1 ـ تاريخ ابن عساكر 4 ص 115 ، تاريخ الخطيب 8 ص 268.

(296)
إقرأ على أبي عبد الله السلام وقل له : يحيى بن معين يقرأ عليك السلام وقال لك : أنا وأنت سمعنا عبد الرزاق يتناول عثمان بن عفان فاترك الحديث عنه فإن عثمان أفضل من معاوية (1).
    نعم : ترك شعبة رواية المنهال بن عمرو الأسدي الكوفي لما سمع من بيته صوت قراءة بالتطريب كما قاله ابن أبي حاتم [ صه ص 332 ].
    نعم : قال يزيد بن هارون : لا تحل الرواية عن أبي يوسف لأنه كان يعطي أموال اليتامى مضاربة ويجعل الربح لنفسه. [ طب 14 ص 258 ].
    نعم نعم : ترك البخاري الرواية عن الإمام الصادق جعفر بن محمد.
    وقال يحيى بن سعيد : في نفسي منه شئ وقال : ما كان كذوبا. يب 2 ص 103.
    ووثقه الشافعي وابن معين وابن أبي خيثمة وأبو حاتم وابن عدي وابن حبان والنسائي وآخرون.
    نعم : قال أبو حاتم بن حبان البستي : يروي علي بن موسى الرضا ـ الإمام الطاهر ـ عن أبيه العجائب كأنه يهم ويخطئ [ أنساب السمعاني في باب الراء والضاد ، تهذيب التهذيب 7 ص 388 ].
    نعم : ضعف ابن الجوزي الإمام الطاهر الحسن بن علي بن محمد العسكري في الموضوعات كما في ( لسان الميزان ) 2 ص 240.
فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون
[ البقرة 79 ]

1 ـ تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 14 ص 427.

(297)
سلسلة الموضوعات
على النبي الأمين صلى الله عليه وآله
    يهمنا ها هنا ذكر نماذج مما وضعته يد أولئك الكذابين والوضاعين المذكورين أو من يشاكلهم في الافتعال في باب الفضائل فحسب.
    1 ـ عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما في الجنة شجرة إلا مكتوب على كل ورقة منها : لا إله إلا الله. محمد رسول الله. أبو بكر الصديق : عمر الفاروق. عثمان ذو النورين.
    من موضوعات علي بن جميل الرقي أخرجه الطبراني وقال : موضوع وعلي ابن جميل وضاع ، وقد تفرد به وسرقه منه معروف بن أبي معروف البلخي ، وعبد العزيز بن عمرو الخراساني رجل مجهول.
    وأخرجه أبو نعيم من طريق علي بن جميل ، ورواه الختلي في الديباج من طريق عبد العزيز بن عمرو الخراساني كما في ( ميزان الاعتدال ).
    قال مؤلفه الذهبي في ج 2 ص 138 : عبد العزيز فيه جهالة والخبر باطل فهو الآفة فيه.
    وأخرجه ابن عدي من طريق معروف البلخي ، قال الذهبي في ( الميزان ) 3 ص 184 : هذا موضوع لكنه مشهور بعلي بن جميل عن جرير وكان يحلف فيقول : حدثنا والله جرير ، وقال ابن عدي : معروف هذا غير معروف ولعله سرقه من علي بن جميل.
    ورواه أبو القاسم بن بشران في أماليه من طريق محمد بن عبد بن عامر السمرقندي وهو ذلك الكذاب الوضاع عن عصام بن يوسف قال ابن عدي : روى أحاديث لا يتابع عليها.
    ورواه الخطيب البغدادي في تاريخه 5 ص 4 و ج 7 ص 337 من طريق الحسين بن إبراهيم الاحتياطي عن علي بن جميل.
    قال الذهبي في ميزانه 1 ص 253 بعد ذكره من هذا الطريق : هذا باطل والمتهم به حسين الاحتياطي.
    وقال في ج 3 ص 184 : إنه موضوع.


(298)
    وذكره ابن كثير في تاريخه 7 : 205 من طريق الطبراني فقال : إنه حديث ضعيف في إسناده من تكلم فيه ولا يخلو من نكارة.
    قال الأميني : ألا تعجب من إخراج ابن كثير الحديث من الوضع والبطلان إلى الضعف والنكارة ؟! وهو يعلم أن مثل هذه الرواية لا يسمى ضعيفا في مصطلح أهل الفن وهو يرى نفسه منهم.
    نعم : شنشنة أعرفها من أخزم.
    وأعجب من ذلك أن الخطيب لم يذكر في هذه الرواية التي هذه حالها كلمة تعرب عما في سندها من الغمز وهذا شأنه في كثير من أمثال هذه الأحاديث الموضوعة.
    2 ـ عن ابن عباس مرفوعا : إذا كان يوم القيامة نادى مناد تحت العرش : هاتوا أصحاب محمد فيؤتى بأبي بكر وعمر وعثمان وعلي فيقال لأبي بكر : قف على باب الجنة فأدخل فيها من شئت ، ورد من شئت.
    ويقال لعمر : قف على الميزان فثقل من شئت برحمة الله ، وخفف من شئت.
    ويعطى عثمان غصن شجرة من الشجرة التي غرسها الله بيده فيقال : ذد بهذا عن الحوض من شئت.
    ويعطى علي حلتين فيقال له : خذهما فإني ادخرتهما لك يوم أنشأت خلق السماوات والأرض.
    رواه إبراهيم بن عبد الله المصيصي ، وأحمد بن الحسن بن القاسم الكوفي ، وكلاهما كذابان وضاعان والله أعلم أيهما وضع هذا الحديث ، ذكره الذهبي بهذا اللفظ في ميزانه ج 1 ص 20 ، 42 ، وفيه آفة القلب بعد الوضع فإن المحفوظ من لفظه كما في الرياض النضرة 1 ص 32 بعد : وخفف من شئت.
    ويكسى عثمان حلتين ويقال له.
    ألبسهما فإني خلقتهما أو ادخرتهما من حين أنشأت خلق السماوات والأرض.
    ويعطى علي بن أبي طالب عصى عوسج من الشجرة التي غرسها الله تعالى بيده في الجنة فيقال : ذد الناس عن الحوض.
    فقلبوا ما لعلي عليه السلام من ذود المنافقين عن الحوض وجعلوه لعثمان بعد ما زادوا على الحديث صدرا مفتعلا ، وحديث ذود أمير المؤمنين علي عن الحوض أخرجه الحفاظ من عدة طرق عن جمع من الصحابة قد أسلفنا طرقه وتصحيح الحاكم له في الجزء الثاني ص 321.
    3 ـ عن أنس مرفوعا : لا أفتقد أحدا من أصحابي غير معاوية بن أبي سفيان لا أراه ثمانين عاما ـ أو سبعين عاما ـ فإذا كان بعد ثمانين عاما ـ أو سبعين عاما ـ يقبل


(299)
إلي على ناقة من المسك الأذفر حشوها من رحمة الله قوائمها من الزبرجد فأقول : معاوية ؟ فيقول : لبيك يا محمد ! فأقول : أين كنت من ثمانين عاما ؟ فيقول : كنت في روضة تحت عرش ربي يناجيني وأناجيه ويحييني وأحييه ويقول : هذا عوض مما كنت تشتم في دار الدنيا.
    من موضوعات عبد الله بن حفص الوكيل.
    قال ابن عدي : موضوع لا أشك أنه واضعه.
    وقال الخطيب : باطل إسنادا ومتنا ونراه مما وضعه الوكيل وإن إسناده رجاله كلهم ثقات غيره.
    وقال الذهبي في ميزانه بعد ذكره من طريق ابن عدي : قلت : ما كان ينبغي لابن عدي أن يتشاغل بالأخذ عن هذا الدجال الأعمى البصر والبصيرة والذي قال الله فيه : ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا.
    وقال في ترجمة عبيد الله بن سليمان : روى عن عبد الرزاق بخبر باطل فهو الآفة فيه.
    وقال ابن حجر في ( لسان الميزان ) 4 ص 105 : والخبر المذكور رواه ابن عساكر في ترجمته ـ ولفظه ـ : إني لأدخل الجنة فلا أفتقد منها أحدا إلا معاوية سبعين عاما ثم أراه فأقول : يا معاوية أين كنت ؟ فيقول : كنت تحت عرش ربي يتحفني بيده فقال : هذا ما كان يشتمونك في دار الدنيا.
    قال ابن عساكر : هذا حديث منكر وفيه غير واحد من المجاهيل.
    4 ـ عن أنس مرفوعا : ليلة أسري بي دخلت الجنة فإذا أنا بتفاحة تعلقت عن حوراء قالت : أنا للمقتول ظلما عثمان.
    أخرجه الذهبي في ميزانه 2 ص 20 من طريق عباس بن محمد العدوي الوضاع وقال : خبر موضوع.
    وذكره أيضا في ج 3 ص 293 بتغيير يسير من طريق يحيى بن شبيب الكذاب الوضاع وقال : هذا كذب.
    والله يعلم أي الرجلين وضعه.
    وقال ابن حجر في ( لسان الميزان ) 3 ص 245 : ذكره ابن حبان في الضعفاء وقال : لا أصل لهذا من كلام النبي ولا أنس ولا ثابت ولا حماد ( هم رجال سند الحديث ) وأوعز الذهبي إليه في ( الميزان ) في ترجمة عبد الله بن إبراهيم الدمشقي وقال : خبر باطل.
    وقال ابن حجر في لسانه 3 ص 248 : الحديث المذكور عن عقبة بن عامر رفعه : لما عرج بي إلى السماء دخلت جنة عدن فوقعت في كفي تفاحة فانفلقت عن حوراء


(300)
مرضية كان أشعار عينيها مكارم أشعار النسور فقلت : لمن أنت ؟ قالت : أنا للخليفة من بعدك المقتول ظلما عثمان بن عفان. وذكره في ص 293 وقال : حديث منكر.
    وأخرجه الخطيب في تاريخه 5 ص 297 : من طريق محمد بن سليمان أبي علي الشطوي عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما أسري بي إلى السماء فصرت إلى السماء الرابعة سقطت في حجري تفاحة فأخذتها بيدي فانفلقت فخرج منها حوراء تقهقه فقلت لها : تكلمي لمن أنت ؟ قالت : للمقتول شهيدا عثمان بن عفان. وهذا موضوع بهذا الطريق أيضا. رأى الخطيب في تاريخه وابن الجوزي في الموضوعات والذهبي في ميزانه الحمل فيه على محمد بن سليمان أبي جعفر الخزاز.
    5 ـ عن جابر مرفوعا : إن الله اختار أصحابي على جميع العالمين سوى النبيين والمرسلين ، واختار من أصحابي أربعة : أبا بكر. وعمر. وعثمان. وعلي. فجعلهم خير أصحابي وأصحابي كلهم خير.
    من موضوعات عبد الله بن صالح كاتب الليث ، قال الذهبي في ميزانه 2 ص 47 : قد قامت القيامة على عبد الله بن صالح بهذا الخبر ، وحكى عن أبي زرعة : أنه قال : باطل وضعه خالد المصري ودلسه في كتاب عبد الله بن صالح. وقال النسائي : إنه موضوع.
    6 ـ عن عبد الله بن عمر مرفوعا : لما ولد أبو بكر في تلك الليلة اطلع الله على جنة عدن فقال : وعزتي وجلالي لا أدخلك إلا من أحب هذا المولود.
    قال الذهبي : موضوع آفته أحمد بن عصمة النيسابوري ، وأخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه 3 ص 309 وقال : إنه باطل وفي إسناده غير واحد من المجهولين.
    7 ـ عن أبي هريرة مرفوعا : إن في السماء الدنيا ثمانين ألف ملك يستغفرون الله لمن أحب أبا بكر وعمر. وفي السماء الثانية ثمانون ألف ملك يلعنون من أبغض أبا بكر وعمر.
    من وضع أبي سعيد الحسن بن علي العدوي البصري. أخرجه الخطيب وقال : هذا الحديث وضعه العدوي على كامل بن طلحة ، وإنما يرويه عبد الرزاق بن منصور البندار عن أبي عبد الله الزاهد السمرقندي عن ابن لهيعة. وأبو عبد الله الزاهد مجهول فألزقه العدوي على كامل وكامل ثقة والحديث ليس بمحفوظ عن ابن لهيعة. ثم ذكره
الغدير ـ الجزء الخامس ::: فهرس