الغدير ـ الجزء الخامس ::: 311 ـ 320
(311)
راجع لسان الميزان 2 : 99.
    25 ـ عن أبي هريرة : لكل نبي خليلا من أمته وإن خليلي عثمان. من موضوعات إسحاق بن نجيح الملطي. قال الذهبي في ميزان الاعتدال : هذا باطل. ويدل على ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : لو كنت متخذا خليلا من هذه الأمة لاتخذت أبا بكر خليلا.
    قال الأميني : هذا الذي استدل به الذهبي على بطلان الرواية موضوع أيضا وضعوه في مقابل حديث الاخاء كما في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 3 ص 17.
    26 ـ أخرج الخطيب في تاريخه 13 ص 452 قال : لما قدم الرشيد المدينة أعظم أن يرقى منبر النبي صلى الله عليه وسلم في قباء أسود ومنطقة فقال أبو البختري حدثني جعفر ابن محمد الصادق عن أبيه قال : نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم وعليه قباء ومنطقة مخنجرا فيها بخنجر.
    من موضوعات وهب بن وهب أبي البختري القرشي قال المعافي التيمي :
ويل وعـول لأبي البخـتري من قوله الزور وإعلانه والله ما جالسه ساعة ولا رآه الناس في دهره يا قاتل الله ابن وهب لقد يزعم أن المصطفى أحمدا عليه خف وقبا أسـود إذا ثوى للناس في المحشر بالكذب في الناس على جعفر للفقه في بدو ولا محضر يمر بين القبر والمنبر أعلن بالزور وبالمنكر أتاه جبريل التقي السري مخنجرا في الحقو بالخنجر
    قال الأميني : هذا هزء بالله وبرسله لا يصدر مثله عمن يؤمن بالله ويرى للنبي حرمة ولأمين الوحي جبريل كرامة. كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا.
    27 ـ عن ابن عباس مرفوعا : ما في الأرض شيطان إلا وهو يفرق من عمر وما في السماء ملك إلا وهو يوقر عمر.
    من موضوعات موسى بن عبد الرحمن الصنعاني الدجال الوضاع ، رواه عنه عبد الغني ابن سعيد الثقفي ، ضعفه ابن يونس كما في ( الميزان ) ، وعنه بكر بن سهل ضعفه النسائي


(312)
وعد ابن عدي هذه الرواية من البواطيل كما في ميزان الذهبي ، وكذلك رآها السيوطي موضوعا.
    28 ـ عن زيد بن ثابت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أول من يعطى كتابه بيمينه من هذه الأمة عمر بن الخطاب ، وله شعاع كشعاع الشمس قيل : فأين أبو بكر ؟ قال تزفه الملائكة إلى الجنان.
    أخرجه الخطيب من طريق عمر بن إبراهيم الكردي الكذاب فقال : المتهم به عمر. وعده السيوطي في ( اللئالي ) 1 ص 156 من الموضوعات.
    29 ـ عن معاذ بن جبل مرفوعا : إن الله عز وجل يكره في السماء أن يخطأ أبو بكر الصديق في الأرض.
    أخرجه الحارث في مسنده من طريق محمد بن سعيد الكذاب الوضاع فقال : موضوع تفرد به أبو الحارث نصر بن حماد كذبه يحيى ، وقال النسائي : ليس بثقة. وقال مسلم : ذاهب الحديث. وبكر بن خنيس قال الدارقطني : متروك. ومحمد بن سعيد هو المصلوب كذاب يضع. لي 1 ص 155.
    30 ـ عن بلال بن رباح مرفوعا : لو لم أبعث فيكم لبعث عمر.
    أخرجه ابن عدي بطريقين وقال : لا يصح زكريا [ الوكار ] كذاب يضع (1) وابن واقد ( عبد الله ) متروك. ومشرح ( بن عاهان ) لا يحتج به.
    م ـ وأورده بالطريقين ابن الجوزي في الموضوعات فقال : هذان حديثان لا يصحان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أما الأول فإن زكريا بن يحيى كان من الكذابين الكبار قال ابن عدي : كان يضع الحديث. وأما الثاني فقال أحمد ويحيى : عبد الله بن واقد ليس بشئ. وقال النسائي : متروك الحديث. وقال ابن حبان : انقلبت على مشرح صحائفه فبطل الاحتجاج به.
    وأخرجه ابن عساكر في تاريخه 3 : 287 من طريق مشرح بن عاهان بلفظ : لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب ].
    31 ـ عن أبي هريرة مرفوعا : تفاخرت الجنة والنار ، فقالت النار للجنة : أنا
1 ـ بذكر الوكار زيف سند طريقه الأول. وبما يأتي طريقه الثاني.

(313)
أعظم منك قدرا. قالت : ولم ؟ قالت : لأن في الفراعنة والجبابرة والملوك وأبناؤها. فأوحى الله تعالى الجنة : أن قولي : بل لي الفضل إذ زينني الله لأبي بكر وعمر.
    من موضوعات مهدي بن هلال ، أخرجه الخطيب قال : موضوع ، أبان [ ابن أبي عياش ] متروك ، ومهدي كذاب وضاع. لي 1 ص 158.
    32 ـ عن أبي هريرة قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئا على علي بن أبي طالب فاستقبله أبو بكر وعمر فقال له : يا علي أتحب هذين الشيخين : قال : نعم يا رسول الله قال : أحبهما تدخل الجنة.
    وعن عبد الله بن أبي أوفى بلفظ : يا أبا الحسن ! أحبهما فبحبهما تدخل الجنة.
    من موضوعات محمد بن عبد الله الأشناني.
    ذكره السيوطي في ( اللئالي ) نقلا عن الخطيب وإنه أردفه بقوله : موضوع عمله الأشناني ثم ركب له إسنادا آخر (1) ذكره الخطيب بطريق آخر حكم بغرابته وإنه طريق مجهول.
    راجع تاريخ الخطيب 1 ص 246 و ج 5 ص 440 ، وذكره الذهبي في ميزانه 1 ص 243 فقال : حديث باطل بسند صحيح.
    وذكره ابن الجوزي في الموضوعات.
    33 ـ عن سهل بن سعد قال : وصف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم الجنة فقام إليه رجل فقال : يا رسول الله أفي الجنة برق ؟ قال : نعم والذي نفسي بيده إن عثمان ليحول من منزل إلى منزل فتبرق له الجنة. من موضوعات الحسين بن عبيد الله العجلي. أخرجه ابن عدي وحكم بوضعه و قال : آفته الحسين. وقال الذهبي في ميزانه 1 ص 253 : فهذا كذب.
    ورواه الحاكم في ( المستدرك ) 3 ص 98 وصححه وتعقبه الذهبي في تلخيصه فقال : ذا موضوع والحسين يروي عن مالك وغيره من الموضوعات.
    ثم قال : أفيحتج عاقل بمثله فضلا عن أن يورد له في الصحاح.
    34 ـ عن ابن عباس مرفوعا : اللهم اعطف على ابن عمي علي.
    فأتاه جبريل فقال : أو ليس فعل بك ربك ؟ قد عضدك بابن عمك علي وهو سيف الله على أعدائه ، وبأبي بكر الصديق وهو رحمة الله ، وعمر الفاروق فأعدهم وزراء ، وشاورهم في أمرك ، وقاتل
1 ـ حرفته يد الطبع الأمينة وجعلته : رواه الأشنان مرة أخرى فركب له إسنادا غير هذا راجع تاريخ الخطيب ج 5 ص 440 حيا الله الأمانة.

(314)
بهم عدوك ، ولا يزال دينك قائما حتى يثلبه رجل من بني أمية.
    من موضوعات عمرو بن الأزهر العتكي البصري. أخرجه الحاكم في ( المستدرك ) من طريقه وقال. عمرو يضع ، وزكريا [ بن يحيى بن حويثرة ] قال ابن معين : رجل سوء يستأهل أن يحفر له بئرا فيلقى فيها والأليق نسبة هذا الحديث إليه (1) 35 ـ عن أنس مرفوعا : قال صلى الله عليه وسلم لأبي بكر : ما أطيب مالك ؟ منه بلال مؤذني وناقتي ، كأني أنظر إليك على باب الجنة تشفع لأمتي.
    من أباطيل الفضل بن المختار قالوا : أحاديثه منكرة عامتها لا يتابع عليها.
    أخرجه الذهبي مع أحاديث في ميزانه 2 ص 333 فقال : فهذه أباطيل وعجائب.
    36 ـ عن أبي بن كعب مرفوعا : قال جبريل : لو جلست معك مثل ما جلس نوح في قومه ما بلغت فضائل عمر. الحديث.
    ذكره ابن الجوزي في الموضوعات ، والذهبي في ( الميزان ) في ترجمة حبيب بن ثابت وقال : خبر باطل لا ندري من ذا.
    وقال ابن حجر في لسانه 2 ص 168 : لم يعله ابن الجوزي إلا بعبد الله بن عامر الأسلمي ، وليست الآفة منه وفي السند ابن بطة والنقاش المفسر وفيهما مقال صعب.
    وذكره في ج 2 ص 189 وقال : قال الدارقطني في ( غرائب مالك ) بعد أن أورده من طريق الفتح بن نصير عن حسان بن غالب : هذا لا يصح عن مالك وفتح وحسان ضعيفان ، وهذا الحديث وحديث المشط موضوعان.
    إنتهى ملخصا.
    37 ـ عن عبد الله رضي الله عنه مرفوعا : أبو بكر تاج الاسلام ، وعمر حلة الاسلام ، وعثمان إكليل الاسلام ، وعلي طبيب الاسلام. أخرجه الذهبي في ( الميزان ) 1 ص 310 فقال : هو كذب.
    38 ـ عن عبد الله مرفوعا : لكل نبي خاصة من أمته وخاصتي من أمتي أبو بكر وعمر.
    قال الذهبي : خبر باطل. لم 3 ص 365.
    39 ـ عن عبد الله بن عمر مرفوعا : الآن يطلع عليكم رجل من أهل الجنة فطلع معاوية. فقال : أنت يا معاوية مني وأنا منك لتزاحمني على باب الجنة كهاتين وأشار بإصبعيه.
    وذكره الذهبي في ترجمة الحسن بن شبيب من طريق عبد الله بن يحيى المؤدب
2 ـ راجع اللئالي المصنوعة للسيوطي 1 : 318.

(315)
فقال : الحسن حدث بالبواطيل عن الثقات. وقال في ترجمة عبد الله بن يحيى : خبر باطل لا يدري من ذا. م 2 ص 133 ، لم 3 : 376.
    40 ـ عن أبي بن كعب مرفوعا : أول من يعانقه الحق يوم القيامة عمر. وأول من يصافحه الحق يوم القيامة عمر. وأول من يؤخذ بيده فينطلق به إلى الجنة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
    أخرجه الحاكم في ( المستدرك ) 3 ص 84 وقال الذهبي في تلخيصه : موضوع و في إسناده كذاب.
    أقول ، لعله يعني فضل بن جبير الوراق قال العقيلي.
    لا يتابع على حديثه.
    41 ـ عن إبراهيم بن الحجاج بن منبه السهمي عن أبيه عن جده رفعه : من رأيتموه يذكر أبا بكر وعمر بسوء فإنما يريد الاسلام.
    قال الذهبي في ( الميزان ) في ترجمة إبراهيم : حديث منكر جدا وإبراهيم مجهول لا أعلم له راويا غير أحمد بن إبراهيم الكريزي ، ولم يذكر ابن عبد البر ولا غيره الحجاج بن منبه في الصحابة.
    قال الأميني : إن الرجل ووالده وجده من رجال الغيب مخلوقون في عالم الوضع والافتعال من أسرة لا تدري نفس بأي أرض تعيش ، فجهل الذهبي بأولئك الرجال ليس بمستنكر عليه.
    42 ـ عن أنس مرفوعا : ما قدمت أبا بكر وعمر ولكن الله قدمهما ومن بهما فأطيعوهما واقتدوا بهما ، ومن أرادهما بسوء فإنما يريدني والاسلام.
    أخرجه الذهبي في ترجمة الحسن بن إبراهيم الفقيمي الواسطي فقال : هذا حديث باطل ورجاله مذكورون بالثقة ما خلا الحسن فإني لا أعرفه.
    43 ـ عن أبي هريرة مرفوعا : خلقني الله من نوره ، وخلق أبا بكر من نوري ، وخلق عمر من نور أبي بكر ، وخلق عثمان من نور عمر ، وعمر سراج أهل الجنة.
    قال الذهبي في ميزانه في ترجمة أحمد بن يوسف المنبجي : خبر كذب قال أبو نعيم : هذا باطل يخالف كتاب الله.
    إلى أن قال : ما حدث به واحد من الثلاثة [ يعني رجال سنده ] وإنما الآفة عندي فيه المنبجي. لم 1 ص 328.
    44 ـ عن علي رضي الله عنه قال : أول من يدخل من الأمة الجنة أبو بكر وعمر وأني


(316)
لموقوف مع معاوية للحساب.
    قال الذهبي في ترجمة أصبغ الشيباني : خبر منكر أخرجه ابن الجوزي في الواهيات. وقال ابن حجر في ( لسان الميزان ) : وهذا أولى بكتاب الموضوعات وقد ذكره العقيلي فقال : مجهول وحديثه غير محفوظ ثم ساقه لم 1 ص 460.
    45 ـ عن عبد الله بن عمر مرفوعا : هبط جبريل فقال : إن رب العرش يقول لك : لما أخذت ميثاق النبيين أخذت ميثاقك وجعلتك سيدهم وجعلت وزيرك أبا بكر وعمر ، وعزتي لو سألتني أن أزيل السماوات والأرض لأزلتهما. الحديث.
    قال الذهبي في ميزانه في ترجمة موسى بن عيسى : رواه ابن السمعاني في خطبة كتاب البلدان وهو باطل.
    46 ـ عن ابن عباس مرفوعا : يكون في آخر أمتي الرافضة ينتحلون حب أهل بيتي وهم كاذبون ، علامة كذبهم شتمهم أبا بكر وعمر ، من أدركهم منكم فليقتلهم فإنهم مشركون. عده ابن عدي من البواطيل. لم 4 ص 376.
    47 ـ عن ابن عباس مرفوعا : إن الله أوحى إلي أن أزوج كريمتي عثمان. عده ابن عدي من بواطيل عمير بن عمران الحنفي. لم 4 ص 380.
    48 ـ عن معاذ مرفوعا : إذا كان يوم القيامة نصب لإبراهيم ولي منبران أمام العرش وينصب لأبي بكر كرسي فيجلس عليه فينادي مناد : يا لك من صديق بين خليل وحبيب.
    عده الذهبي من الأحاديث المنكرة الباطلة وحكى عن أبي نصر بن ماكولا : أن الحمل فيه على محمد بن أحمد الحليمي من ولد حليمة السعدية [ م 3 ، لم 5 ص 59 ] 49 ـ مرفوعا : لو لم أبعث لبعثت يا عمر.
    قال الصغاني : موضوع : كخ 2 ص 163.
    50 ـ مرفوعا : ما صب الله في صدري شيئا إلا وصببته في صدر أبي بكر. ذكره غير واحد من المؤلفين في عد فضائل أبي بكر مرسلين إياه إرسال المسلم ، وإنما عده الفيروز آبادي في خاتمة ( سفر السعادة ) من أشهر المشهورات من الموضوعات والمفتريات المعلوم بطلانها ببديهة العقل. وكذلك العجلوني في ( كشف الخفاء ) 2 ص 419 ، وفي أسنى المطالب ص


(317)
194 : موضوع كما ذكره ملا علي ـ القاري في الموضوعات ـ.
    51 ـ كان صلى الله عليه وسلم إذا اشتاق إلى الجنة قبل شيبة أبي بكر.
    عده الفيروز آبادي في خاتمة ( سفر السعادة ) والعجلوني في ( كشف الخفاء ) 2 ص 419 ، من أشهر المشهورات من الموضوعات ومن المفتريات المعلوم بطلانها ببديهة العقل.
    52 ـ مرفوعا : أنا وأبو بكر كفرسي رهان.
    نص الفيروز آبادي في ( سفر السعادة ) والعجلوني في ( كشف الخفاء ) 2 ص 419 على بطلانه بما مر في سابقيه.
    وقال ابن درويش الحوت في ( أسنى المطالب ) ص 73 : موضوع كما ذكره ملا علي [ القاري ] نقلا عن ابن القيم.
    53 ـ مرفوعا : إن الله لما اختار الأرواح اختار روح أبي بكر.
    من الموضوعات المشهورة والمفتريات المعلوم بطلانها ببديهة العقل كما صرح به الفيروز آبادي في ( سفر السعادة ) والعجلوني في ( كشف الخفاء ) وقال ابن درويش الحوت في ( أسنى المطالب ) ص 60 : موضوع كما ذكره ملا علي نقلا عن ابن القيم.
    54 ـ عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا : ينزل عيسى بن مريم عليه السلام فيتزوج ويولد له ويمكث خمسا وأربعين سنة ثم يموت فيدفن معي في قبري فأقوم أنا وهو من قبر واحد بين أبي بكر وعمر.
    أخرجه الذهبي في ( الميزان ) 2 ص 105 فقال : فهذه مناكير محتملة.
    55 ـ عن ابن عباس مرفوعا : أنا مع عمر وعمر معي حيث حللت : من أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني.
    رواه الذهبي في ( ميزان الاعتدال ) 2 ص 158 وقال : هذا كذب.
    وذكره في ترجمة قاسم بن يزيد بلفظ : عمر معي وأنا مع عمر والحق بعدي مع عمر حيث كان.
    وقال : أخاف أن يكون كذبا مختلفا.
    وذكره ابن درويش الحوت في ( أسنى المطالب ) 144 بلفظ : عمر معي وأنا مع عمر والحق بعدي مع عمر حيث كان.
    فقال : لم يصح.
    56 ـ عن ابن عباس مرفوعا : أبو بكر مني بمنزلة هارون من موسى. من موضوعات علي بن الحسن الكلبي ، أخرجه محمد بن جرير الطبري ، قال الذهبي في ميزانه 2 ص 222 : خبر كذب هو ـ الكلبي ـ المتهم به.


(318)
    57 ـ عن أنس مرفوعا : من افترى على الله كذبا قتل ولا يستتاب. ومن سبني قتل ولا يستتاب. ومن سب أبا بكر قتل ولا يستتاب. ومن سب عمر قتل ولا يستتاب. ومن سب عثمان أو عليا جلد الحد. قيل : يا رسول الله ولم ذاك ؟ قال لأن الله خلقني وخلق أبا بكر وعمر من تربة واحدة وفيها ندفن.
    قال الذهبي : هذا الحديث موضوع ، فقال ابن عدي : البلاء فيه من يعقوب بن الجهم الحمصي [ م 3 ص 323 ، لم 6 ص 306 ].
    58 ـ عن أنس قال : لما حضرت وفاة أبي بكر الصديق سمعت علي بن أبي طالب يقول : المتفرسون في الناس أربعة امرأتان ورجلان : وعد صفرا بنت شعيب. وخديجة بنت خويلد. وعزيز مصر على عهد يوسف.
    فقال : وأما الرجل الآخر : فأبو بكر الصديق لما حضرته الوفاة قال لي : إني تفرست في أن أجعل الأمر من بعدي في عمر بن الخطاب. فقلت له : إن تجعلها في غيره لن نرضى به فقال : سررتني والله لأسرنك في نفسك بما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    فقلت : وما هو ؟ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن على الصراط لعقبة لا يجوزها أحد إلا بجواز من علي بن أبي طالب.
    فقال علي له : أفلا أسرك في نفسك وفي عمر بما سمعته من رسول الله ؟ فقال : ما هو ؟ فقلت : قال لي : يا علي لا تكتب جوازا لمن سب أبا بكر وعمر فإنهما سيدا كهول أهل الجنة بعد النبيين.
    فلما افضت الخلافة إلى عمر قال لي علي : يا أنس إني طالعت مجاري القلم من الله تعالى في الكون فلم يكن لي أن أرضى بغير ما جرى في سابق علم الله وإرادته خوفا من أن يكون مني اعتراض على الله وقد سمعت رسول الله يقول : أنا خاتم الأنبياء وأنت يا علي خاتم الأولياء.
    أخرجه الخطيب في تاريخه 10 ص 357 ، فقال في ص 358 : هذا الحديث موضوع من عمل القصاص وضعه عمر بن واصل ـ أو وضع عليه ـ والله أعلم.
    59 ـ عن ابن عباس مرفوعا : إن الله أيدني بأربعة وزراء. قلنا : من هؤلاء الأربعة الوزراء يا رسول الله ؟ قال : اثنين من أهل السماء واثنين من أهل الأرض.
    قلنا : من هؤلاء الاثنين من أهل السماء ؟ قال : جبريل وميكائيل.
    قلنا : من هؤلاء الاثنين من أهل الأرض أو من أهل الدنيا ؟ قال : أبو بكر وعمر.
    من موضوعات محمد بن مجيب الصائغ ، أخرجه الخطيب في تاريخه 3 ص 298


(319)
من طريقه وقال : كان كذابا عدوا لله ذاهب الحديث. وأخرجه الذهبي في ( الميزان ) من طريق معلى بن هلال الكذاب الوضاع ، ومر عن أحمد : إن كل أحاديثه موضوعة.
    60 ـ عن جابر بن عبد الله قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يطلع عليكم رجل لم يخلق الله بعدي أحدا هو خير منه ولا أفضل وله شفاعة مثل شفاعة النبيين.
    فما برحنا حتى طلع أبو بكر الصديق فقام النبي صلى الله عليه وسلم فقبله والتزمه.
    سمعه الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي سنة 409 عن محمد بن العباس بن الحسين أبي بكر القاص وقال : كان شيخا فقيرا يقص في جامع المنصور وفي الطرقات والأسواق. راجع تاريخ بغداد ج 3 ص 123.
    سبحانك اللهم ما خطر حافظ يأخذ من قاص مجهول يقص في درر الطريق ، ويكد في الأسواق ، وما قيمة حديث هذا مأخذه ولا يوجد له أصل محفوظ ، فإن كانت أحاديث نبي الاسلام هذا شأنه فعلى الاسلام السلام ، وعلى حفاظها العفا.
    61 ـ عن ابن مسعود مرفوعا : ما من مولود إلا وفي سرته من تربته التي تولد منها فإذا رد إلى أرذل عمره رد إلى تربته التي خلق منها حتى يدفن فيها وإني و أبا بكر وعمر خلقنا من تربة واحدة وفيها ندفن.
    أخرجه الخطيب في تاريخه 2 ص 313 من طريق موسى بن سهل عن إسحاق بن الأزرق.
    وذكره الذهبي في ميزانه 3 ص 211 في ترجمة موسى فقال : خبر باطل رواه عنه نكرة مثله.
    أقول : لا يخفى ما في السند على مثل الخطيب غير أن من شأنه السكوت عن غمز ما يروقه متنه من الموضوعات.
    62 ـ عن أنس مرفوعا : لما عرج بي جبريل رأيت في السماء خيلا موقفة مسرجة ملجمة لا تروث ولا تبول ولا تعرق ، رؤسها من الياقوت الأحمر ، وحوافرها من الزمرد الأخضر ، وأبدانها من العقيان الأصفر ، ذوات أجنحة.
    فقلت : لمن هذه ؟ فقال جبريل : هي لمحبتي أبي بكر وعمر ، يزورون الله عليها يوم القيامة.
    أخرجه الخطيب في تاريخه 2 ص 330 وقال : حديث منكر.
    ورواه في ج 11 ص 242 ساكتا عن تزييفه ، وذكره الذهبي في ميزانه 3 ص 99 وقال : حديث كذب يقال ادخل على محمد بن عبد الله بن مرزوق. وقرر كذبه ابن حجر في لسان الميزان ج 5 ص 274.


(320)
    63 ـ عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري مرفوعا : إن أهل عليين ليراهم من هو أسفل منهم كما ترون النجم أو الكواكب في السماء وإن منهم لأبا بكر وعمر وأنعما. قال قلت لأبي سعيد : ما أنعما ؟ قال أهل ذلك هما.
    نص المقدسي في تذكرة الموضوعات ص 27 على أنه موضوع لمكان مجاهد ابن سعيد. أخرجه الخطيب في تاريخه 2 ص 394 ، و ج 3 ص 195 ، و ج 4 ص 64 ، و ج 12 ص 124 من عدة طرق وفيها غير واحد من الكذابين لا يتكلم فيها بغمز جريا على عادته.
    64 ـ عن أنس قال : لما نزلت سورة التين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرح لنا فرحا شديدا حتى بان لنا شدة فرحه فسألنا ابن عباس بعد ذلك عن تفسيرها فقال : أما قول الله والتين. فبلاد الشام. والزيتون : فبلاد فلسطين. وطور سينين : فطور سينا الذي كلم الله عليه موسى. وهذه البلد الأمين : فبلد مكة. ولقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم محمد صلى الله عليه وسلم. ثم رددناه أسفل سافلين : عباد اللات والعزى. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات : أبو بكر وعمر. فلهم أجر غير ممنون : عثمان بن عفان. فما يكذبك بعد بالدين : علي بن أبي طالب. أليس الله بأحكم الحاكمين : بعثك فيهم وجمعكم على التقوى يا محمد.
    أخرجه الخطيب في تاريخه 2 : 97 فقال : هذا الحديث بهذا الاسناد باطل لا أصل له يصح فيما نعلم ، والرجال المذكورون في إسناده كلهم أئمة مشهورون غير محمد بن بيان ونرى العلة من جهته ، وتوثيق ابن الشخير له ليس بشئ ، لأن من أورد مثل هذا الحديث بهذا الاسناد قد أغنى أهل العلم عن أن ينظروا في حاله ويبحثوا عن أمره ، ولعله كان يتظاهر بالصلاح فأحسن ابن الشخير به الظن وأثنى عليه لذلك ، وقد قال يحيى بن سعيد القطان : ما رأيت الصالحين في شئ أكذب منهم في الحديث.
    وذكره الذهبي في ميزانه 3 ص 32 من طريق محمد بن بيان وقال : روى بقلة حياء من الله فقال : حدثنا الحسن بن عرفة ـ فذكر الحديث ـ ثم قال : قال ابن الجوزي : هذا وضعه محمد بن بيان على ابن عرفة ، وذكر كلمة الخطيب المذكورة.
    هكذا يحرفون الكلم عن مواضعه ؟ ونسوا حظا مما ذكروا به. وهكذا لعبت أيدي الهوى بالكتاب والسنة ، وهذا مبلغ استفادة القوم منهما ، وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون.
الغدير ـ الجزء الخامس ::: فهرس