الغدير ـ الجزء الخامس ::: 321 ـ 330
(321)
    65 ـ عن عبد الله بن عمر قال : كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو بكر الصديق عليه عباءة قد خلها على صدره بخلال فنزل عليه جبريل فقال : مالي أرى أبا بكر عليه عباءة قد خلها على صدره بخلال ؟ قال : أنفق ماله علي قبل الفتح.
    قال : فاقرأه عن الله السلام وقل له يقول لك ربك : يا أبا بكر أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط ؟ قال : فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر فقال : يا أبا بكر هذا جبريل يقرأك عن الله السلام ويقول لك : أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط ؟ قال : فبكى أبو بكر وقال : أعلى ربي أسخط ؟ أنا عن ربي راض. أنا عن ربي راض. أنا عن ربي راض.
    أخرجه الخطيب في تاريخه 2 ص 106 من طريق محمد بن بابشاذ صاحب الطامات ساكتا عن بطلانه جريا على عادته ، وذكره الذهبي في ( ميزان الاعتدال ) 2 ص 213 فقال : كذب.
    66 ـ عن أبي هريرة مرفوعا : لما أن دخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة واستوطنها طلب التزويج فقال لهم : أنكحوني فأتاه جبريل بخرقة من الجنة طولها ذراعان في عرض شبر فيها صورة لم ير الرائون أحسن منها فنشرها جبريل وقال له : يا محمد إن الله يقول لك : أن تزوج على هذه الصورة.
    فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أنا من أين لي مثل هذه الصورة يا جبريل ؟ فقال له جبريل : إن الله يقول لك : تزوج بنت أبي بكر الصديق.
    فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزل أبي بكر فقرع الباب ثم قال : يا أبا بكر إن الله أمرني أن أصاهرك.
    وكان له ثلاث بنات فعرضهن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله أمرني أن أتزوج هذه الجارية وهي عايشة فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    أخرجه الخطيب في تاريخه 2 ص 194 ورئاه مما صنعته يدا محمد بن الحسن الدعاء الأصم الوضاع بإسناد رجاله كلهم ثقات.
    وقال الذهبي في ميزانه 3 ص 44 : رأيت له ( يعني لمحمد بن الحسن ) حديثا إسناده ثقات سواه وهو كذب في فضل عائشة.
    وأخرج الخطيب البغدادي في تاريخه 11 ص 222 عن عائشة قالت : أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم بسرقة (1) من حرير فيها صورة عائشة فقال : هذه زوجتك في الدنيا و الآخرة. رواه من طريق أبي خيثمة مصعب بن سعيد المصيصي يحدث عن الثقات بالمناكير
1 ـ السرقة : الشقة من الحرير ج سرق.

(322)
ويصحف كما في ( ميزان الاعتدال ) للذهبي وقال بعد ، ذكر أحاديث له : ما هذه إلا مناكير وبلايا.
    67 ـ إن عثمان رضي الله عنه جاءته دراهم من السماء مكتوب عليها : ضرب الرحمن إلى عثمان بن عفان.
    ذكره ابن درويش الحوت في ( أسنى المطالب ) ص 287 وقال : كذب شنيع.
    68 ـ مرفوعا : اقتدوا باللذين من بعدي : أبي بكر وعمر.
    قال ابن درويش الحوت في ( أسنى المطالب ) ص 48 : أعله أبو حاتم.
    وقال البزار كابن حزم : لا يصح.
    وفي رواية للترمذي وحسنها : واقتدوا بهدي عمار وتمسكوا بعهد ابن مسعود وقال الهيثمي : سندها واه.
    69 ـ مرفوعا : أنا مدينة العلم وعلي بابها. وأبو بكر أساسها. وعمر حيطانها.
    قال ابن درويش الحوت في ( أسنى المطالب ) ص 73 : لا ينبغي ذكره في كتب العلم لا سيما مثل ابن حجر الهيثمي ذكر ذلك في الصواعق والزواجر وهو غير جيد من مثله.
    أقول : لا يخفى على المتتبع النابه سر افتعال هذه الأفائك ، وابن حجر وإن ذكره في الكتابين وقد زيفه في ( الفتاوى الحديثية ) ص 197.
    70 ـ مرفوعا : مثل أبو بكر له صلى الله عليه وسلم حين فارقه جبريل ليستأنس به.
    قال ابن درويش الحوت في ( أسنى المطالب ) ص 88 ، 287 : خبر باطل وكذب مفترى.
    71 ـ عن أنس مرفوعا : سيدا كهول أهل الجنة أبو بكر وعمر ، وإن أبا بكر في الجنة مثل الثريا في السماء.
    من موضوعات يحيى بن عنبسة وهو ذلك الدجال الوضاع ـ راجع سلسلة الكذابين ـ وذكر شطره الأول الذهبي في ( الميزان ) 3 ص 126 وقال : قال يونس بن حبيب ذكرت لعلي بن المديني محمد بن كثير المصيصي وحديثه هذا فقال علي : كنت أشتهي أن أرى هذا الشيخ فالآن لا أحب أن أراه.
    وروى شطره الأول من طريق عبد الرحمن بن مالك بن مغول الكذاب الأفاك الوضاع.
    وأخرج ابن قتيبة في ( الإمامة والسياسة ) في الصحيفة الأولى في أول حديثه عن ابن أبي مريم عن أسد بن موسى عن وكيع عن يونس بن إسحاق عن الشعبي عن علي


(323)
بن أبي طالب كرم الله وجهه قال : كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فقال عليه السلام : هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين عليهم السلام ، ولا تخبرهما يا علي.
    ابن أبي مريم هو ذلك الكذاب الوضاع ، وأسد بن موسى قال سعيد بن يونس : حدث بأحاديث منكرة وهو ثقة.
    فهو من موضوعات نوح ابن أبي مريم افتتح به الرجل كتابه.
    م ـ وأخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه 7 ص 118 من طريق بشار بن موسى الشيباني الخفاف بلفظ : هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين ممن خلا في الأمم الغابرين ومن يأتي إلا النبيين والمرسلين ، لا تخبرهما يا علي.
    وحسبنا في عرفان شأن سنده بشار بن موسى البصري ، قال ابن معين : ليس بثقة إنه من الدجالين.
    وقال عمرو بن علي : ضعيف الحديث.
    وقال البخاري : منكر الحديث قد رأيته وكتبت عنه وتركت حديثه.
    وقال الآجري : ضعيف.
    وقال النسائي : ليس بثقة وقال أبو زرعة : ضعيف.
    وضعفه المديني.
    وقال الحاكم أبو أحمد : ليس بالقوي عندهم وأساء القول فيه الفضل بن سهل.
    تاريخ الخطيب 7 ص 119 ، تهذيب التهذيب 1 ص 441.
    وأخرجه الخطيب أيضا في ج 10 ص 192 من طريق واحد من الشيعة ممن زيف القوم حديثهم عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه وقد ضعف أحمد حديث يونس عن أبيه وقال : حديثه مضطرب.
    وقال أبو حاتم : لا يحتج بحديثه.
    وقال الحاكم أبو أحمد ربما وهم في روايته.
    وفي السند طلحة بن عمرو قال أحمد : لا شئ متروك الحديث.
    وقال ابن معين : ليس بشئ ضعيف.
    وقال الجورجاني : غير مرضي في حديثه وقال أبو حاتم : ليس بقوي.
    وقال البخاري : ليس بشئ.
    وقال أبو داود : ضعيف.
    وقال النسائي : متروك الحديث ليس بثقة.
    وقال ابن عدي : عامة أحاديثه لا ؟ تابع عليه.
    وقال ابن حبان : لا يحل كتب حديثه ولا الرواية عنه إلا على جهة التعجب ( راجع تهذيب التهذيب ج 5 ، 8 ) ].
    72 ـ عن جابر مرفوعا : لا يبغض أبا بكر وعمر مؤمن ولا يحبهما منافق. من موضوعات معلى بن هلال الطحان. قال أحمد : كل أحاديثه موضوعة. أخرجه


(324)
الذهبي وقال في ( تذكرة الحفاظ ) 3 ص 112 : هذا حديث غير صحيح ، ومعلى متهم بالكذب. وباغض الشيخين معتر لا خير فيه. ورئاه باطلا في ( الميزان ) واستدرك بقوله : لكن هو كلام صحيح. وروي من طريق عبد الرحمن بن مالك بن مغول الكذاب الأفاك الوضاع.
    73 ـ عن سعد : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاوية : إنه يحشر وعليه حلة من نور ظاهرها من الرحمة وباطنها من الرضا ، يفتخر بها في الجمع لكتابة الوحي.
    ذكره الذهبي من أباطيل محمد بن الحسن الكذاب الدجال.
    74 ـ عن عائشة قالت : كانت ليلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما ضمني وإياه الفراش نظرت إلى السماء فرأيت النجوم مشتبكة فقلت : يا رسول الله في هذه الدنيا رجل له حسنات بعدد نجوم السماء ؟ قال : نعم.
    قلت : من ؟ قال : عمر وإنه لحسنة من حسنات أبيك.
    عده الخطيب البغدادي : من موضوعات بريه بن محمد البيع الكذاب ، راجع سلسلة الكذابين ثم قال : وفي كتابه بهذا الاسناد عدة أحاديث منكرة المتون جدا.
    وذكره الذهبي في ( الميزان ) ورآه قد وضعه بريه بإسناد الصحيحين.
    وقال ابن درويش الحوت في ( أسنى المطالب ) ص 278 : قال ابن الجوزي : كل حديث فيه أن عمر حسنة من حسنات أبي بكر فهو موضوع.
    75 ـ عن جابر بن عبد الله : إن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بجنازة فلم يصل عليها فقال : إنه كان يبغض عثمان فأبغضه الله.
    عده المقدسي في ( تذكرة الموضوعات ) ص 27 من موضوعات محمد بن زياد الجزري الحنفي ، راجع سلسلة الكذابين ، وذكره الذهبي في ميزانه من طريق عمر بن موسى الميثمي الوجيهي الكذاب الوضاع ، وللحفاظ في تكذيب الرجل وتضعيفه مقال ضاف راجع لسان الميزان 4 : 332 ـ 335.
    76 ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رأيت حول العرش وردة فيها مكتوب : محمد رسول الله. أبو بكر الصديق.
    عده الذهبي في ميزانه 1 ص 370 من مصائب السري بن عاصم أبي عاصم الهمداني الكذاب وإنه أتى به.


(325)
    77 ـ عن أبي الدرداء مرفوعا. رأيت ليلة أسري بي في العرش فريدة خضراء مكتوب فيها بنور أبيض. لا إله إلا الله.
    محمد رسول الله. أبو بكر الصديق. زاد الطبري. عمر الفاروق.
    من موضوعات عمر بن إسماعيل بن مجالد الهمداني الكذاب الخبيث المتروك ـ راجع سلسلة الكذابين ـ أخرجه الدارقطني بطريقين أحدهما لعمر بن إسماعيل المذكور. والثاني للسري بن عاصم الكذاب. وينتهي كلا الطريقين إلى محمد بن فضيل الشيعي. فقال الدارقطني تفرد به ابن فضيل عن ابن جريج لا أعلم أحدا حدث به غير هذين [ يعني الكذابين إبني إسماعيل وعاصم ] وأورده في الواهيات من طريق السري وقال : لا يصح. لي 1 ص 154.
    وأخرجه الخطيب في تاريخه 11 ص 204 وحكى عنه السيوطي في ( اللئالي ) 1 ص 160 إنه قال : لا يصح عمر كذاب.
     (1) 78 ـ عن عائشة قالت : لما زوج نبي الله أم كلثوم قال لأم أيمن : هيئي بنتي وزفيها إلى عثمان واخفقي بالدف.
    ففعلت فجاءها النبي صلى الله عليه وسلم بعد ثلاثة فقال : كيف وجدت بعلك ؟ قالت : خير رجل.
    قال : أما إنه أشبه الناس بجدك إبراهيم وأبيك محمد.
    من موضوعات عمرو بن الأزهر العتكي الكذاب الوضاع رواه المسيب بن واضح عن خالد بن عمرو وعن عمرو العتكي أما المسيب : فقد ضعفه الدارقطني في مواضع من سننه.
    وأما خالد الأموي : فقد مر في سلسلة الكذابين : إنه الكذاب الوضاع ، وأخرجه الذهبي في ( الميزان ) 2 ص 280 وقال : موضوع.
    79 ـ مرفوعا : رأيت أني وضعت في كفة وأمتي في كفة فعدلتها ، ثم وضع أبو بكر فعدل بأمتي ، ثم عمر فعدلها ، ثم عثمان فعدلها ، ثم رفع الميزان.
    أخرجه الذهبي في ( الميزان ) من طريق عمرو بن واقد الدمشقي. وقال : لم يشك أنه كان يكذب.
    وقال بعد ذكره مع عدة أحاديث : هذه الأحاديث لا تعرف إلا من رواية عمرو وهو هالك.
    80 ـ مرفوعا : إن أبا بكر وعمر من الاسلام بمنزلة السمع والبصر.
1 ـ المحكي عن الخطيب لا يوجد في تاريخه لعل السيوطي رئاه في تآليفه الأخرى.

(326)
    عده المقدسي في تذكرته من موضوعات الوليد بن الفضل الوضاع.
    81 ـ أخذ رسول الله بكتفي أبي بكر وعمر فقال : أنتما وزيراي.
    من موضوعات زكريا بن دريد الكندي ، نص على ذلك المقدسي في ( التذكرة ) والذهبي في ( الميزان ).
    82 ـ مرفوعا : أنا وأنتما [ يعني أبا بكر وعمر ] نسرح في الجنة.
    صرح الذهبي في ( الميزان ) أن زكريا بن دريد الكندي وضعه.
    83 ـ عن أبي هريرة مرفوعا : هذا جبريل يخبرني عن الله : ما أحب أبا بكر وعمر إلا مؤمن تقي ، ولا أبغضهما إلا منافق شقي.
    عد من موضوعات إبراهيم بن البراء الأنصاري الكذاب.
    84 ـ عن أم عياش أمة رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ما زوجت عثمان أم كلثوم إلا بوحي من السماء.
    أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه 12 ص 364 من طريق أحمد بن محمد بن المفلس الكذاب الوضاع الشهير.
    عن عبد الكريم بن روح البزار الأموي البصري قال أبو حاتم : مجهول ، ويقال : إنه متروك ، وقال ابن حبان : يخطئ ويخالف.
    عن والده روح بن عنبسة ، مجهول [ صه 101 ] عن أبيه عنبسة بن سعيد ، قال الذهبي : لا يعرف تفرد عنه ولده روح.
    فإن تعجب فعجب سكوت مثل الخطيب عن سند هذا شأنه صونا لكرامة الأمويين.
    85 ـ عن عبد الله بن عمر مرفوعا : أتيت في المنام بعس مملؤ لبنا فشربت منه حتى امتلأت فرأيته يجري في عروقي فضلت فضلة فأخذها عمر بن الخطاب فشربها ، أولوا.
    قالوا : هذا علم آتاكه الله حتى إذا امتلأت فضلت منه فضلة فأخذها عمر بن الخطاب. قال : أصبتم.
    من موضوعات عبد الرحمن العدوي الكذاب حفيد عمر بن الخطاب ، أخرجه الخطيب في تاريخه من طريقه.
    86 ـ عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده مرفوعا : ليلة أسري بي رأيت على العرش مكتوبا : لا إله إلا الله. محمد رسول الله. أبو بكر الصديق. عمر الفاروق ، عثمان


(327)
ذو النورين يقتل مظلوما.
    أخرجه الخطيب في تاريخه 10 ص 264 من طريق عبد الرحمن بن عفان عن محمد بن مجيب الصائغ وكلاهما كذابان. راجع سلسلة الكذابين.
    87 ـ عن حذيفة بن اليمان قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر فلما انفتل من صلاته قال : أين أبو بكر الصديق ؟ فأجابه أبو بكر من آخر الصفوف : لبيك لبيك يا رسول الله.
    قال : أفرجوا لأبي بكر الصديق ادن مني يا أبا بكر ! لحقت معي التكبيرة الأولى ؟ قال : يا رسول الله ! كنت معك في الصف الأول فكبرت وكبرت فاستفتحت بالحمد فقرأتها فوسوس لي شئ من الطهور فخرجت إلى باب المسجد فإذا أنا بهاتف يهتف بي وهو يقول : وراءك.
    فالتفت فإذا أنا بقدح من ذهب مملؤ ماء أبيض من الثلج ، وأعذب من الشهد ، وألين من الزبد ، عليه منديل أخضر مكتوب عليه : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، الصديق أبو بكر ، فأخذت المنديل فوضعته على منكبي وتوضأت للصلاة وأسبغت الوضوء ورددت المنديل على القدح ولحقتك ، وأنت راكع الركعة الأولى فتممت صلاتي معك يا رسول الله ! قال النبي صلى الله عليه وسلم.
    أبشر يا أبا بكر ! الذي وضأك للصلاة جبريل ، والذي مندلك ميكائيل ، والذي مسك ركبتي حتى لحقت الصلاة إسرافيل.
    روي من طريق محمد بن زياد وهو ذلك الكذاب الوضاع وأراه من موضوعاته غير أن السيوطي قال في ( اللئالي ) 1 ص 150 : قلت : الظاهر أن الآفة من غيره.
    88 ـ عن ابن عباس قال : ذكر أبو بكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ومن مثل أبي بكر ؟ كذبني الناس وصدقني ، وآمن بي وزوجني ابنته ، وأنفق ماله وجاهد معي في جيش العسرة ، ألا إنه يأتي يوم القيامة على ناقة من نوق الجنة ، قوايمها من المسك والعنبر ، ورجلها من الزمرد الأخضر ، وزمامها من اللؤلؤ الرطب ، عليه حلتان خضراوان من سندس واستبرق يحاكيني يوم القيامة وأحاكيه فيقال : هذا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا أبو بكر الصديق.
    أخرجه ابن حبان من طريق إسحاق بن بشر بن مقاتل فقال : إسحاق كذاب يضع. راجع سلسلة الكذابين.
    89 ـ عن البراء بن عازب قال : لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم : تدرون ما على العرش ؟


(328)
مكتوب لا إله إلا الله. محمد رسول الله. أبو بكر الصديق. عمر الفاروق.
    عثمان الشهيد علي الرضي ، أخرجه ابن عساكر من طريق محمد بن عبد بن عامر السمرقندي وهو ذلك الكذاب الوضاع ، وفي سنده ضعفاء آخرون والآفة من السمرقندي.
    90 ـ عن ابن عباس مرفوعا : إذا كان يوم القيامة يكون أبو بكر على أحد أركان الحوض ، وعمر على الركن الثاني ، وعثمان على الثالث ، وعلي على الرابع ، فمن أبغض واحدا منهم لم يسقه الآخرون ، هذا ملخص رواية لخصها الذهبي في ميزانه ، ذكره مع حديثين من طريق إبراهيم بن عبد الله المصيصي فقال : هذا رجل كذاب ، قال الحاكم : أحاديثه موضوعة.
    91 ـ عن عقبة بن عامر مرفوعا : أتاني جبرائيل فقال : يا محمد إن الله أمرك أن تستشير أبا بكر.
    عد من موضوعات محمد بن عبد الرحمن بن غزوان الكذاب الوضاع المذكور في سلسلة الكذابين.
    92 ـ عن عبد الله بن عمر مرفوعا : أحشر يوم القيامة بين أبي بكر وعمر حتى أقف بين الحرمين فيأتيني أهل مكة والمدينة.
    عدوه من أباطيل عبد الله بن إبراهيم الغفاري الكذاب الوضاع ، وهو أحد الحديثين في فضل أبي بكر وعمر اللذين قال ابن عدي : هما باطلان. وقال الذهبي في ميزانه 2 ص 21 : غير صحيح.
    93 ـ عن أبي هريرة مرفوعا : إن لله تعالى في السماء سبعين ألف ملك يلعنون من شتم أبا بكر وعمر.
    أخرجه الخطيب في رواة مالك من طريق سهل بن صقين فقال : سهل يضع. لي 1 ص 160.
    وفي ( لسان الميزان ) 4 ص 41 : أخرجه الدارقطني في غرائب مالك عن محمد ابن الحسين الحراني عن عبد الغفار وقال : هذا منكر وسهل ضعيف ومن دونه مجهول.
    94 ـ عن ابن عباس قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامي على برذون أبلق فدنوت منه وعليه عمامة من نور معتجرا بها وفي رجليه نعلان خضراوان شراكهما من لؤلؤ رطب ،


(329)
بكفه قضيب من قضبان الجنة أخضر ، فسلم علي فرددت عليه وقلت : يا رسول الله ! قد اشتد شوقي إليك فأين أنت ؟ فقال : إن عثمان أصبح عروسا في الجنة وقد دعيت إلى عرسه. أخرجه الأزدي عن إبراهيم بن منقوش وقال : كان يضع الحديث. وعده السيوطي من الموضوعات في لئاليه.
    95 ـ عن عبد الله بن عمر : كنا نقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي : أفضل أمة النبي صلى الله عليه وسلم بعده أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ، فيسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا ينكره.
    أخرجه جمع من أئمة الحديث بعدة طرق نوقفك على القول الفصل فيه في الجزء العاشر إن شاء الله تعالى.
    96 ـ عن عمر مرفوعا : يموت عثمان يصلي عليه ملائكة السماء. قلت لعثمان خاصة أو للناس عامة ؟! قال لعثمان خاصة.
    حديث طويل فيه لكل واحد من أصحاب الشورى الستة منقبة. قال الذهبي في ميزانه في ترجمة محمد بن عبد الله الخراساني : حديث موضوع. وقال ابن حجر في لسانه 5 ص 227 : الوضع عليه ظاهر.
    97 ـ عن أبي هريرة مرفوعا : إن لله علما من نور مكتوب عليه. لا إله إلا الله. محمد رسول الله. أبو بكر الصديق.
    أخرجه الذهبي في ميزانه وقال : خبر موضوع اتهم به محمد بن يحيى بن عيسى السلمي لم 5 ص 424.
    98 ـ عن عبد الله بن عمر : إن جعفر بن أبي طالب أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم سفرجلا فأعطى معاوية ثلاث سفرجلات وقال : تلقاني بهن في الجنة.
    قال ابن حبان : موضوع آفته إبراهيم بن زكريا الواسطي ، وقال بعضهم : مما يبين وضعه أن معاوية أسلم في الفتح وجعفر قتل قبل الفتح بموتة. وورد بطرق أخرى كلها باطلة فاسدة موضوعة راجع لي 1 ص 119.
    وقال الذهبي في ( الميزان ) 1 ص 16 في ترجمة إبراهيم الواسطي : يروي عن مالك أحاديث موضوعة ثم ذكر الحديث عنه عن مالك.
    99 ـ عن أبي سعيد الخدري مرفوعا : من أبغض عمر فقد أبغضني ، إن الله باهى بالناس عشية عرفة عامة وباهى بعمر خاصة.


(330)
رواه الطبراني في الأوسط ، وقال الذهبي : خبر باطل رواه أبو سعد خادم الحسن البصري لا يدري من هذا. م 3 ص 360.
    100 ـ عن أنس مرفوعا : قلت لجبريل حين أسري بي إلى السماء : يا جبريل ! أعلى أمتي حساب ؟ قال : كل أمتك عليها حساب ما خلا أبا بكر الصديق ، فإذا كان يوم القيامة قيل : يا أبا بكر ادخل الجنة. قال : ما أدخل حتى أدخل معي من كان يحبني في الدنيا.
    أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 2 ص 118 و ج 8 ص 367 وقال : هذا الحديث كذب. وكذبه الذهبي في ميزانه 3 ص 36.
    هذه نماذج مما وقفنا عليه من الموضوعات في المناقب وهي كثيرة جدا تعد بالآلاف توجد في الجزء الثاني من كتابنا ـ رياض الأنس ـ أضعاف ما ذكر مما لا يوجد شئ منه في الصحاح والمسانيد ، نعم : ذكر شطر منها في تآليف أخرى لحفاظ السلف وإنما حوتها كتب المتأخرين بين دفوفها ، وينتهي الاسناد في كثير من ذلك البهرج المزخرف إلى أمير المؤمنين علي عليه السلام يعرب ذلك كله عن صدق ما جاء به عامر بن شراحيل من قوله : أكثر من كذب عليه من الأمة الإسلامية هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. ذكره الذهبي في ( طبقات الحفاظ ) ج 1 ص 77.
    ويعرف القارئ شأن هذه الأحاديث من كلام الفيروز آبادي صاحب القاموس قال في خاتمة كتابه ( سفر السعادة ) : باب فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه أشهر المشهورات من الموضوعات. وقال بعد ذكر أحاديث مفتعلة من فضائل أبي بكر : وأمثال هذا من المفتريات المعلومة بطلانها ببديهة العقل. وقال : وباب فضل معاوية ليس فيه حديث صحيح. وذكر العجلوني مثل كلام الفيروز آبادي حرفيا في ( كشف الخفاء ) 2 ص 419.
    وقال الحاكم : سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب بن يوسف يقول : سمعت أبي يقول : سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول : لا يصح في فضل معاوية حديث. لي 1 ص 220.
    وقال ابن تيمية في ( منهاج السنة ) 2 ص 207 : طائفة وضعوا لمعاوية فضائل ورووا أحاديث عن النبي في ذلك كلها كذب. وقس على هذا ما اختلقوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في غير واحد من رجال الصحابة
الغدير ـ الجزء الخامس ::: فهرس