الغدير ـ الجزء السادس ::: 1 ـ 10

الغدير
في الكتاب والسنة والأدب
كتاب ديني ، علمي ، فني ، تاريخي ، أدبى ، أخلاقي
مبتكر في موضوعه فريد في بابه يبحث فيه عن حديث الغدير
كتابا وسنة وأدباً ويتضمن تراجم أمة كبيرة من رجالات العلم
والدين والأدب من الذين نظموا هذه الأثارة من العلم
وغيرهم
تأليف
الحبر العلم الحجة المجاهد شيخنا الأكبر
الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي قدس سره
الجزء السادس


(1)
ـ 1 ـ
شكر غير مجذوذ
    على عطف ملكىّ ثانٍ لصاحب الجلالة ألملك فاروق الأوَّل مليك مصر المحمَّية ( نصره الله لاء علاء كلمة التوحيد ) بتوقيع صدر عن السكرتيريَّة الخاصَّة لجلالته ، يُعرب عن وصول الجزء الخامس إلى المقام السّامي ، مشفوعاً بتقدير وإعجاب بالكتاب لفخامة السيّد الحسين الحسنى السكر تير الخاصّ لصاحب الجلالة ، فشكراً ثم شكراً لصاحب الجلالة وللسيّد الفخم غير مجذوذ.
الأمينى


(2)
بسم الله الرحمن الرحيم
    سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة ، والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق ، ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون. ، وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ، ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين ، وما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا ، ذلك مبلغهم من العلم إن ربك هو أعلم بمن اهتدى ، فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ، وسلام على عباده الذين اصطفى عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون.
الأميني


(3)
شعراء الغدير
في القرن الثامن
65
أبو محمد ابن داود الحلي
المولود 647
وإذا نظرت إلى خطاب ( محمد ) : من كنت مولاه فهذا ( حيدر ) لعرفت نص المصطفى بخلافة يوم ( الغدير ) إذ استقر المنزل مولاه لا يرتاب فيه محصل من بعده غراء لا يتأول
    وله من أرجوزة في الإمامة طويلة :
وقد جرت لي قصة غريبة فاعتبروا فيها ففيها معتبر حضرت في بغداد دار علم في كل يوم لهم مجال لا بد أن يسفر عن جـريح لما اطمأنت بهم المجالس واجتمع المدرسون الأربعـة حضرت في مجلسهم فقالوا : من ذا ترى أحق بالتقدم فقلت : فيه نظر يحتاج وكلنا ذوو عقول ونظر فلنفرض الآن قضى النبي وأنتم مكان أهل العقد قد نتجت قضية عجيبة يغني عن الاغراق في قوس النظر فيها رجال نظر وفهم تدنو به الأوجال والآجال بصارم الحجة أو طريح 5 ووضعت لاماتها الفـوارس في خلوة آراؤهم مجتمعة أنت فقيه وهنا سؤال بعد رسول الله هادي الأمم ؟ أن يترك العناد واللجـاج 10 وفكر صالحة ومعتـبـر واجتمع الدني والقصي والحل بل فوقهم في النقد


(4)
فالتزموا قواعد الانصاف 15 لما قضى النبي قال الأكثر : وقال قوم : ذاك للعباس : ذاك علي. والجميع مدعي فهل ترون إنه لمـا قضى ترتيبه بعد إلى الرعايا 20 فقال منهم واحد : بل نصا قال له الباقون : هذا يشكل من أنـه قال : إن استخلفت (1) وإن تركت فالنبي قد ترك وقال : كانت فلتة بيعته (2) 25 وقول سلمان لهم : فعلتم وقالت الأنصار : نستخيـر فلو يكون نص فـي عتيق ثم على سلمان والأنصار مع أنه استقال واستقالته (3) 30 لو أنها نص من الرسول فاجتمع القوم على الانكار فقلت : لما فوضت إلينا أفضلهم ؟ أم ناقصا مفـضولا فاجتمعوا : أن ليس للرعيه قلت لهم : يا قوم خبروني فإنها من شيم الأشراف إن أبا بكر هو المؤمر وانقرضوا وقال باقي الناس : أن سواه للمحال يدعـي نص على خليفة ؟ أم فوضا ليجمعوا على الإمـام رايا ؟ على أبي بكر بها وخصا بما عن الفـاروق نحن ننقل فلأبي بكر قد اتبعت والحق بين الرجلين مشترك فمن يعد حلت لـكم قتلته وما فعلتم إذ له عزلتم منا أميرا ولكم أمير للزم الطعن عـلى الفـاروق وليس ذا بالمذهب المخـتار دلت على أن باختيار بيعته لم يك في العالم من مقيل للنص والقول بالاختيار أيلزم الأمة أن يكونا لا يستحق الحكم والتأهيلا ؟ إلا اختيار أفضل البقيه 35 أعلى صفات الفضل بالتعيين

1 ـ راجع الجزء الخامس من كتابنا هذا ص 360.
2 ـ راجع ما أسلفناه في الجزء الخامس ص 370.
3 ـ مر حديث الاستقالة في الجزء الخامس ص 368.


(5)
فقدموا السبق إلى الإيمان وهجرة القوم على الأوطان
    إلى أن يقول فيها :
قلت : دعوني من صفات الفضل نفرضها كأمة بين نفر وافترق الناس فقال الأكثر وقال باقيهم لشخص ثاني : ثم رأينا الأول المولى يقول : ليس لي بها من حق ويستغيث وله تألم وكل شخص منهما صـديق فما يقول الفقهاء فيها أم من يقول ليس لي بحق ؟ بعيد هذا قالت الجماعة : ما عندنا في فضله تردد لكننا لا نترك الإجماعـا والمسلمون قط لم يجتمعوا ثم الأحاديث عن النبـي قلت لهم : دعواكم الاجماعا وأي إجماع هنالك انعقد مثل علي الصنو والعباس ولم يكن سعد فتى عباده ولا أبو ذر ولا سلمان أعني ابن زيد لا ولا المقداد وغيرهم ممن له اعتبار فلا يقال : إنه إجماع فأنتم من كلها في حلّ قد أحدقوا من حولها وهم زمر لواحد : خذها فأنت أجدر ليس لها مولى سـواك قاني 40 ينكر فيها الملك مستـقيلا وذا يقول : أمتي ورقي على الذي يغصبه ويظلم ليس إلى تكذيبه طريق شرعا أنعطيها لمدعـيها 45 بالله أفتونا بمحض الحق سمعا لما ذكرتم وطاعة وإنه المكمل المؤيد ولا نرى الشقاق والنزاعا على ضلال فلهم نتبع 50 ناطقة بنصه الجلي ممنوعة إذ ضدها قد شاعا والصفوة الابـرار ما منهم أحد ثم الزبير هم سراة الناس ولا لقيس ابنه أراده 55 ولا أبو سفيان والنعمان بل نقضوا عـليهم ما شادوا لم يقنعوا بها ولم يختاروا بل أكثر الناس له أطاعوا


(6)
60 لكنما الكثرة ليست حجه فالله قد أثنى على القليل فسقط الإجماع باليقين ونصكم كيف ادعيتموه ؟ أليس قد قررتم إن النبي 65 لكنني وافقتكم إلزاما لأنني أعلم مثل الشمس وأنتم أيضا نقلتموه بل ربـما في العكس كان أوجه في غير موضع من التنزيل إلا إذا كابرتموا في الدين وعن قليل قد منعتموه مات بلا نص ؟ وليس مذهبي ولم أقل بذلك التزاما نص الغدير واضحا عن لبس كنقلنا لكن رفضتموه
    إلى آخر الأرجوزة ذكر شطر مهم منها في ( أعيان الشيعة ) ج 22 ص 343
( الشاعر )
    تقي الدين أبو محمد الحسن بن علي بن داود الحلي ، هو نابغة في الفقه والحديث والرجال والعربية وفي علوم شتى ، ولم يختلف اثنان في إنه من أوحديي هذه الفرقة الناجية ، ومن علمائها الأعلام ، وأطراه العلماء في المعاجم والاجازات بكل جميل ، وإن تكلم بعضهم في مقدار اعتبار كتابه المعروف الساير في الرجال ، فمن معول عليه (1) حاصر لتعويله به ، ومن معرض عنه (2) نهائيا ، ولكن خير الأمور أوسطها ، وهو نظرية أكثر علمائنا من إنه كغيره من أصول علم الرجال يعتمد عليه وربما ينتقد ، وأما الشعر فقد كان تحدوه إلى نظمه غايات كريمة حينا بعد حين.
    ولد المترجم 5 جمادى الثانية سنة 647 ، وأخذ العلم من السيد الحجة السيد أبي الفضايل أحمد بن طاوس الحلي المتوفى 673 ، ويروي عنه وعن جمع آخر من أعلام الطائفة منهم :
    1 ـ المحقق نجم الدين جعفر بن الحسن الحلي المتوفى 676 وهو أحد مشايخ قرائته.
    2 ـ الشيخ نجيب الدين أبو زكريا يحيى بن سعيد الحلي ابن عم المحقق المذكور
1 ـ كالشيخ حسين بن عبد الصمد والد شيخنا البهائي في درايته.
2 ـ كالشيخ عبد الله التستري في شرح التهذيب في شرح الحديث الأول.


(7)
المتوفى 689.
    3 ـ الفيلسوف الأكبر خواجه نصير الدين الطوسي المتوفى 672.
    4 ـ السيد غياث الدين عبد الكريم بن السيد أبي الفضايل أحمد بن طاوس الحلي المذكور المتوفى 693.
    5 ـ الشيخ سديد الدين يوسف بن علي بن المطهر الحلي والد العلامة الحلي.
    6 ـ الشيخ مفيد الدين محمد بن جهيم ( جهم ) الأسدي عده المترجم في رجاله من مشايخه.
    ويروي عنه من مشايخ الطايفة :
    1 ـ الشيخ رضي الدين أبو الحسن علي بن أحمد المزيدي الحلي المتوفى 757 2 ـ السيد أبو عبد الله محمد بن القاسم الديباجي الحلي الشهير بابن معية المتوفى 776.
    3 ـ الشيخ زين الدين علي بن طراد المطار آبادي المتوفى بالحلة 754.
    تآليفه القيمة :
    ذكر المترجم في كتابه في الرجال لنفسه تآليف قيمة وهي :
    التحفة السعدية. عدة الناسك في قضاة المناسك نظماً. تكملة المعتبر
    المقتصر من المختصر. اللؤلؤة في خلاف أصحابنا نظماً. كتاب الدرج
    كتاب الرايع. الخريدة العذراء في العقيدة الغراء نظماً. كتاب الكافي
    كتاب في الفقه. الدر الثمين في أصول الدين نظماً. البغية في القضايا
    كتاب الرجال. عقد الجواهر في الأشباه والنظائر نظماً. كتاب النكت
    مختصر الايضاح. مختصر الأسرار الغريبة في النحو. حروف المعجم
    اللمعة في الصلاة. حل الاشكال في عقد الأشكال. تحصيل المنافع
    الإكليل في العروض. إحكام القضية في أحكام القضية. خلاف المذاهب
    الرائض في الفرائض. شرح قصيدة الساوي في العروض. أصول الدين
    28 ـ قرة عين الخليل في شرح النظم الجليل لابن حاجب في العروض.
    29 ـ الجوهرة في نظم التبصرة.
    لم نقف على تاريخ وفاة المترجم وإنما فرغ من كتاب رجاله سنة 707 وله من


(8)
العمر ستين سنة ، ورأى صاحب ( رياض العلماء ) في مشهد الرضا عليه السلام نسخة من ( الفصيح ) بخط شاعرنا المترجم له في آخرها : كتبه مملوكه حقا حسن بن علي بن داود غفر له في ثالث عشر شهر رمضان المبارك سنة إحدى وأربعين وسبعمائة حامدا مصليا مستغفرا (1) فكان في 741 حيا وله من العمر 94 عاما.
    ومرت من شعر المترجم أبيات في رثاء الشيخ شمس الدين محفوظ ابن وشاح الحلي في ج 5 ص 442.
1 ـ روضات الجنات ص 357 ، وفي ط 361.

(9)
القرن الثامن
66
جمال الدين الخلعي
المتوفى ح 750
فاح أريج الرياض والشجر واقتدح الصبح زند بهجته وافتر ثغر النوار مبتسما واختالت الأرض في غلائلها 5 وقامت الورق في الغصون فلم ونبهتنا إلى مساحب أذ يا طيب أوقاتنا ونحن على تطل منه على بقاع أنيقا في فتية ينثر البليغ لهم 10 من كل من يشرف الجليس له فمن جليل صدر ومن شادن يورد ما جاء في ( الغدير ) وما مما روته الثقات في صحة : قد رقـى المصطفى بخم على 15 إذ عاد من حجة الوداع إلى وقال : يا قوم إن ربي قد إن لم أبلغ ما قـد أمرت به وقال : إن لم تفعل محوتك من إن خفت من كيدهم عصمتك فا ونبه الورق راقـد السحر فاشعلت في محاجر الزهر لما بكته مدامع المطر فعطرتنا بنشرها العطـر يبق لنا حاجة إلى الوتر يال الصبا بالأصيل والبكر مستشرف شاهق ندٍ نضر ت كساها الربيع بالحبر وترا فيهدي تـمرا إلى هجر معطر الذكر طيب الخبر شاد فصيح كطلعة القمر حدث فيه عن خاتم النذر النقل وما أسنـدوا إلى عمر الأقتاب لا بالونى ولا الحصر منزله وهي آخر السفـر عاودني وحيه على خطر وكنت من خلقكم على حذر حكم النبيين فاخش واعتبر ستبشر فإني لخير منتصر


(10)
20 أقم عليا عليهم علما ثم تلا آية البلاغ لهم وقال : قد آن أن أجيب إلى ألست أولى منكم بأنفسكم ؟ فقال والناس محدقون به 25 : من كنت مـولى له فحيدرة يا رب فانصر من كان ناصره فقمت لما عرفت موضعه فقلت : يا خيرة الأنام بـخ أصبحت مولى لـنا وكنت أخا فقد تخيرته من البشر والسمع يعنو لها مع البصر داعي المنايا وقد مضى عمري قلنا : بلى فاقض حاكما ومر ما بين مصغ وبين منتظر مولاه يقفو به على أثري واخذل عداه كخذل مقتدر من ربه وهو خيرة الخير جاءتك منقادة على قدر فافخر فقد حزت خير مفتخر
    ويقول فيها :
30 تالله ما ذنب من يقيس إلى أنكر قوم عيد ( الغدير ) وما حكمك الله في العباد به وأكمل الله فيه دينهم نعتك في محكم الكتاب وفي عليك عرض العباد تقض على تظمئ قوما عند الورود كما يا ملجأ الخائف اللهيف ويا لقبت بالرفض وهو أشرف لي نعم رفضت الطاغوت والجبت نعلك من قدموا بمغتفر فيه على المـؤمنين من نكر وسرت فيهم بأحسـن السير كما أتانا في محكم السور التوراة باد والسفر والزبر 35 من شئت منهم بالنفع والضرر تروي أناسا بالورد والصدر كنز الموالي وخير مدخر من ناصبي بالكفر مشتهر واستخلصت ودي للأنجم الزهر
( القصيدة 56 بيتا )
    وله قوله :
حبذا يوم الغدير إذ أقام المصطفـى يوم عيد وسرور من بعده خير أمير
الغدير ـ الجزء السادس ::: فهرس