الغدير ـ الجزء السادس ::: 281 ـ 290
(281)
انظر المجوس من قبلك فخذ منهم الجزية فإن عبد الرحمن بن عوف أخبرني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ الجزية من مجوس هجر.
    وعنه قال : لم يكن عمر أخذ الجزية من المجوس حتى شهد عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها من مجوس هجر.
    راجع الأموال لأبي عبيد ص 32 ، موطأ مالك 1 ص 207 ، صحيح البخاري كتاب فرض الخمس باب الجزية ، مسند أحمد 1 ص 190 ، جامع الترمذي 1 ص 192 وفي ط 1 ص 300 بعدة طرق صحح بعضها وحسن أخرى ، سنن الدارمي 2 ص 234 ، سنن أبي داود 2 ص 45 ، كتاب الرسالة للشافعي ص 114 ، أحكام القرآن للجصاص 3 ص 114 ، فتوح البلدان للبلاذري ص 276 ، سنن البيهقي 8 ص 248 ، و ج 9 ص 189 ، مصابيح البغوي 2 ص 97 وصححه ، سيرة عمر لابن الجوزي ص 114 ، مشكاة المصابيح ص 344 ، تيسير الوصول 1 ص 245.
    قال الأميني : أو لا تعجب ممن يتصدى للخلافة الكبرى ولا يعرف أمس لوازمها بها ؟ فإن حكم المجوس من أوليات ما يلزم معرفته لمتولي السلطة الإسلامية من الناحية المالية والسياسية والدينية.
    أو لا تعجب من تعطيل حكم هام كهذا سنين متطاولة إلى شهادة عبد الرحمن ابن عوف وإجراء الحكم بعدها ؟ وكان ذلك قبل موت الخليفة بسنة (1) ومن الممكن أن يبتلى له وبمثله وعبد الرحمن أو مثله في منتأى عنه ، فبماذا يعمل إذن ؟ ولو لم تلد عبد الرحمن أمه فإلى ما كان يؤل أمره ؟ ومن ذا الذي كان يفيض علمه عليه ؟ وكيف يتولى الأمر من يجد في الرعية من هو أعلم منه ؟ وأين هو ومن ولاه الأمر من قول النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم : من تولى من أمر المسلمين شيئا فاستعمل عليهم رجلا وهو يعلم أن فيهم من هو أولى بذلك وأعلم منه بكتاب الله وسنة رسوله فقد خان الله و رسوله وجميع المؤمنين (2). فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا ؟.
1 ـ راجع مشكاة المصابيح للخطيب التبريزي ص 344.
2 ـ مجمع الزوائد للحافظ الهيثمي 5 ص 211.


(282)
89
رأي الخليفة في صوم رجب
    عن خرشة بن الحر قال : رأيت عمر بن الخطاب يضرب أكف الرجال في صوم رجب حتى يضعونها في الطعام ويقول : رجب وما رجب ، إنما رجب شهر كان يعظمه أهل الجاهلية فلما جاء الاسلام ترك (1).
    قال الأميني : لقد عزب عن الخليفة ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في خصوص صوم رجب والترغيب فيه وذكر المثوبات الجزيلة له من ناحية.
    وما جاء عنه صلى الله عليه وآله وسلم في صوم ثلاثة أيام من الأشهر كلها وهو يعم رجبا وغيره من ناحية أخرى.
    وما جاء عنه صلى الله عليه وآله وسلم في صوم خصوص الأشهر الحرم ومنها شهر رجب من ناحية ثالثة.
    وما جاء عنه صلى الله عليه وآله وسلم في الترغيب في صوم يوم وإفطار يوم من تمام السنة وفيها شهر رجب من ناحية رابعة.
    وما جاء في التطوع بمطلق الصوم والترغيب فيه من أي شهر كان وهذه خامسة النواحي التي فاتت المانع عن صوم رجب فهلم معي فاقرأها.
    الطائفة الأولى : عن عثمان بن حكيم قال : سألت سعيد بن جبير عن صوم رجب فقال : سمعت ابن عباس رضي الله عنه يقول : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول : لا يفطر.
    ويفطر حتى نقول : لا يصوم.
    وفي لفظ البخاري : كان يصوم حتى يقول القائل : لا والله : لا يفطر ويفطر حتى يقول القائل : لا والله لا يصوم.
    راجع صحيح البخاري 3 ص 215 ، صحيح مسلم 1 ص 318 ، مسند أحمد 1 ص 326 ، سنن أبي داود 1 ص 381 ، سنن البيهقي 4 ص 291 ، تيسير الوصول 2 ص 328.
    2 ـ عن أمير المؤمنين علي عليه السلام مرفوعا : رجب شهر عظيم يضاعف الله فيه الحسنات ، من صام يوما من رجب فكأنما صام سنة ، ومن صام منه سبعة أيام غلقت
1 ـ أخرجه ابن أبي شيبة والطبراني في الأوسط كما في مجمع الزوائد للحافظ الهيثمي 3 ص 191 ، وكنز العمال 4 ص 341.

(283)
عنه سبعة أبواب جهنم ، ومن صام منه ثمانية أيام فتحت له ثمانية أبواب الجنة ، ومن صام منه عشرة أيام لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه ، ومن صام منه خمسة عشر يوما نادى مناد في السماء : قد غفر لك ما مضى فاستأنف العمل ، ومن زاد زاده الله.
    مجمع الزوائد 3 ص 191 ، الغنية للجيلاني 1 ص 198 وله هناك أحاديث بألفاظ أخر عن أمير المؤمنين ، ورواه الجرداني في مصباح الظلام 2 ص 82 من طريق البيهقي في شعب الإيمان عن أنس بن مالك.
    3 ـ عن أبي هريرة مرفوعا : لم يتم صوم شهر بعد رمضان إلا رجب وشعبان.
    مجمع الزوائد 3 ص 191 ، الغنية 1 ص 200.
    4 ـ عن أنس بن مالك مرفوعا : إن في الجنة قصرا لا يدخله إلا صوام رجب.
    أخرجه ابن شاهين في الترغيب كما في كنز العمال 4 ص 341 ، وذكره الجيلاني في الغنية 1 ص 200.
    وأخرج البيهقي عن أنس مرفوعا : إن في الجنة نهرا يقال له : رجب.
    أشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل ، من صام يوما من رجب سقاه الله من ذلك النهر.
    ورواه الشيرازي في الألقاب ، وذكره الزرقاني في شرح المواهب 8 ص 108 ، والجيلاني في الغنية 1 ص 200 ، والسيوطي في الجامع الصغير وقال المناوي في شرحه 2 ص 470 : هذا تنوية عظيم بفضل رجب ومزية الصيام فيه.
    5 ـ أخرج ابن عساكر عن أبي قلابة إنه قال : إن في الجنة قصرا لصوام رجب.
    وذكره القسطلاني في المواهب اللدنية كما في شرحه 8 ص 128 ، والسيوطي في جميع الجوامع كما في ترتيبه 4 ص 341.
    6 ـ أخرج أبو داود عن عطاء بن أبي رباح : إن عروة بن الزبير قال لعبد الله بن عمر : هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم في رجب ؟ قال : نعم ويشرفه.
    قالها ثلاثا.
    وذكره القسطلاني في المواهب كما في شرحه 8 ص 128 ، والرفاعي في ضوء الشمس 2 ص 67.
    7 ـ عن مكحول قال : سأل رجل أبا الدرداء رضي الله عنه عن صيام رجب ، فقال له : سألت عن شهر كانت الجاهلية تعظمه في جاهليتها وما زاده الاسلام إلا فضلا


(284)
وتعظيما ، ومن صام منه يوما تطوعا يحتسب به ثواب الله تعالى ويبتغي به وجهه مخلصا أطفأ صومه ذلك اليوم غضب الله تعالى ، وأغلق عنه بابا من أبواب النار ، ولو أعطي ملء الأرض ذهبا ما كان جزاءا له ولا يستكمل له أجر شئ من الدنيا دون يوم الحساب. الحديث. ذكره الجيلاني في الغنية 1 ص 198.
    وهناك أحاديث جمة في فضل صوم رجب وأول خميس منه ويوم السابع والعشرين. منه خاصة من طريق أبي سعيد الخدري. والإمامين السبطين. وأنس بن مالك. وأبي هريرة. وسلمان الفارسي. وأبي ذر الغفاري. وسلامة بن قيس. وابن عباس. أسلفنا شطرا منها في الجزء الأول ص 407. وجمعها الجيلاني في الغنية 1 ص 196 ـ 205 ، وذكر بعضها صاحب مفتاح السعادة ج 3 ص 46 ، وأورد عدة منها الجرداني في مصباح الظلام 2 ص 81 ، 82 ، والرفاعي في ضوء الشمس 2 ص 67 ثم قال : ذكر في طبقات السبكي : إن البيهقي ضعف حديث النهي عن صوم رجب ثم حكى عن الشافعي في القديم أنه قال : أكره أن يتخذ الرجل صوم شهر كامل غير رمضان لئلا يظن الجاهل وجوبه.
    وقال الشيخ عز الدين ابن عبد السلام رضي الله تعالى عنه : من نهي عن صوم رجب فهو جاهل.
    والمنقول استحباب صيام الأشهر الحرم وهي أربعة : رجب. وذو القعدة. وذو الحجة. والمحرم. وعن النبي صلى الله عليه وسلم : رجب شهر الله ، قيل : ما معناه ؟ قال : لأنه مخصوص بالمغفرة وفيه تحقن الدماء.
    وفي الحديث : أخبرني جبريل إذا كان أول ليلة من رجب أمر الله ملكا ينادي : ألا إن شهر التوبة قد استهل فطوبى لمن استغفر الله فيه.
    وروي أنه قال آدم عليه الصلاة والسلام : يا رب أخبرني بأحب الأوقات إليك وأحب الأيام إليك.
    قال : أحب الأيام إلي النصف من رجب فمن تقرب إلي يوم النصف من رجب بصيام وصلاة وصدقة فلا يسألني شيئا إلا أعطيته ولا استغفرني إلا غفرت له ، يا آدم من أصبح يوم النصف من رجب صائما ذاكرا حافظا لفرجه متصدقا من ماله لم يكن له جزاء إلا الجنة ... إلخ.
    وقد ذهب فقهاء المذاهب الأربعة إلى استحباب صوم رجب وعدوها من الصوم المندوب غير إن الحنابلة قالوا بكراهة إفراد رجب بالصوم إلا إذا أفطر في أثنائه فلا


(285)
يكره (1) ولعله أخذا بما في إحياء العلوم 1 ص 244 من قوله : وكره بعض الصحابة أن يصام رجب كله حتى لا يضاهى بشهر رمضان.
    الطائفة الثانية :
    1 ـ عن معاذة العدوية قالت : سألت عائشة أكان النبي يصوم من كل شهر ثلاثة أيام ؟ قالت : نعم. قلت من أي أيام الشهر كان يصوم ؟ قالت : لم يكن يبالي من أي الأيام يصوم. وفي لفظ أبي داود والبيهقي : ما كان يبالي من أي أشهر كان يصوم. وفي لفظ ابن ماجة : قلت : من أيه ؟ قالت : لم يكن يبالي من أيه كان.
    أخرجه مسلم في صحيحه 1 ص 321 ، والترمذي في صحيحه 1 ص 147 ، وابن داود في سننه 1 ص 384 ، وابن ماجة في سننه 1 ص 522 ، والبيهقي في سننه 4 ص 295 ، والخطيب التبريزي في المشكاة ص 171.
    2 ـ عن أبي ذر الغفاري مرفوعا : من صام من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صيام الدهر.
    وفي لفظ آخر له : أوصاني حبيبي بثلاثة لا أدعهن إن شاء الله تعالى أبدا ، أوصاني بصلاة الضحى ، وبالوتر قبل النوم ، وبصيام ثلاثة أيام من كل شهر.
    أخرجه الترمذي في صحيحه 1 ص 146 ، وابن ماجة في سننه 1 ص 522 ، والنسائي في سننه 4 ص 218 ، 219 ، والمنذري في الترغيب والترهيب 2 ص 31 ، وابن الأثير في جامع الأصول كما في تلخيصه 2 ص 330.
    3 ـ عن عثمان بن أبي العاص مرفوعا : صيام حسن ثلاثة أيام من كل شهر.
    أخرجه ابن خزيمة في صحيحه ، والنسائي في سننه 4 ص 219 ، والمنذري في الترغيب والترهيب 2 ص 13.
    4 ـ عن أبي هريرة مرفوعا : صوم الشهر الصبر ، وثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر.
    وعنه قال : أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاثة : صيام ثلاث من كل شهر. الحديث.
    وفي لفظ الترمذي : عهد إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة : وصوم ثلاثة أيام من كل شهر.
1 ـ الفقه على المذاهب الأربعة 1 ص 439.

(286)
    راجع صحيح البخاري 3 ص 220 ، صحيح مسلم 1 ص 200 ، سنن الدارمي 2 ص 18 ، مسند أحمد 2 ص 263 ، صحيح الترمذي 1 ص 146 ، سنن النسائي 4 ص 218 ، سنن البيهقي 4 ص 293 ، تاريخ بغداد 7 ص 430 ، الترغيب والترهيب 2 ص 30.
    5 ـ عن أبي الدرداء قال : أوصاني حبيبي صلى الله عليه وسلم بثلاث لن أدعهن ما عشت ، بصيام ثلاثة أيام من كل شهر.
    أخرجه مسلم في صحيحه 1 ص 200 ، والمنذري في الترغيب 2 ص 30.
    6 ـ عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا : صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله.
    وفي لفظ آخر له : أما يكفيك من كل شهر ثلاثة أيام ؟.
    وفي لفظ ثالث له : حسبك من كل شهر ثلاثا فذلك صيام الدهر كله.
    وفي لفظ رابع له : أدلك على صوم الدهر ثلاثة أيام من الشهر.
    وفي لفظ خامس له : صم من كل شهر ثلاثة أيام.
    راجع صحيح البخاري 3 ص 219 ، صحيح مسلم 1 ص 320 ، سنن أبي داود 1 ص 380 ، سنن النسائي 4 ص 210 ـ 215 ، الترغيب والترهيب 2 ص 30.
    7 ـ عن قرة بن إياس مرفوعا : صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر كله وإفطاره.
    أخرجه أحمد في مسنده 5 ص 34 ، بإسناد صحيح ، والبزار والطبراني وابن حبان في صحيحه كما في الترغيب والترهيب 2 ص 31 ، والجامع الصغير 2 ص 78.
    8 ـ عن ابن عباس مرفوعا : صوم شهر الصبر ، وثلاثة أيام من كل شهر تذهبن وحر الصدر.
    قال الحافظ المنذري في الترغيب 2 ص 31 : رواه البزار ورجاله رجال الصحيح ورواه أحمد وابن حبان في صحيحه والبيهقي الثلاثة من حديث الأعرابي ولم يسموه ورواه البزار أيضا من حديث علي.
    9 ـ عن عمرو بن شرحبيل مرفوعا : ألا أخبركم بما يذهب وحر الصدر ؟ صوم ثلاثة أيام من كل شهر.


(287)
    أخرجه النسائي في سننه 4 ص 208 ، والمنذري في الترغيب 2 ص 31.
    10 ـ عن أبي عقرب مرفوعا : صم ثلاثة أيام من كل شهر.
    أخرجه النسائي في سننه 4 ص 225.
    11 ـ عن عبد الله بن مسعود قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم ثلاثة أيام من غرة كل شهر.
    أخرجه أبو داود في سننه 1 ص 384 ، والترمذي في صحيحه 1 ص 143 ، والنسائي في سننه 4 ص 204 ، والبيهقي في سننه 4 ص 294 ، والخطيب التبريزي في المشكاة ص 172.
    12 ـ عن عبد الله بن عمر قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيام من كل شهر.
    أخرجه النسائي في سننه 4 ص 219 ، وفي صحيح البخاري 3 ص 218 من طريقه مرفوعا : صم من الشهر ثلاثة أيام.
    13 ـ عن أم سلمة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام.
    وبهذا اللفظ جاء عن حفصة أيضا ، وفي لفظ لأم سلمة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرني أن أصوم ثلاثة أيام من كل شهر.
    راجع سنن النسائي 4 ص 203 ، سنن البيهقي 4 ص 295 ، سنن أبي داود 1 ص 384 ، مشكاة المصابيح ص 172.
    وقبل هذه كلها ما أخرجه أئمة الحديث عن عمر نفسه مرفوعا : ثلاث من كل شهر ، ورمضان إلى رمضان فهذا صيام الدهر كله.
    أخرجه مسلم في صحيحه 1 ص 321 ، وأبو داود في سننه 1 ص 380 ، والنسائي في سننه 4 ص 209 ، والمنذري في الترغيب 2 ص 31 ، والخطيب التبريزي في المشكاة ص 171.
    الطائفة الثالثة : عن الباهلي مرفوعا : صم شهر الصبر ،. وثلاثة أيام بعده ، وصم أشهر الحرم.
    وفي لفظ آخر له : صم من الحرم واترك ، صم من الحرم واترك ، صم من الحرم واترك.
    وفي لفظ ثالث له : صم من الأشهر الحرم واترك.
    قالها ثلاثا.
    أخرجه أبو داود في سننه 1 ص 381 ، وابن ماجة في سننه 1 ص 530 ، والبيهقي


(288)
في سننه 4 ص 292 ، ويوجد في المواهب اللدنية ، وشرح المواهب للزرقاني 8 ص 127.
    2 ـ عن أنس مرفوعا : من صام ثلاثة أيام من شهر حرام : الخميس ، والجمعة ، والسبت كتب له عبادة سنتين.
    أخرجه الطيالسي والأزدي ، والغزالي في إحياء العلوم 1 ص 244 ، وحكاه عن الطيالسي السيوطي في الجامع الصغير وحسنه.
    3 ـ ذكر أبو داود في سننه : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ندب إلى الصوم من الأشهر الحرم ورجب أحدها.
    وحكاه عن أبي داود القسطلاني في المواهب اللدنية ، والنووي في شرح صحيح مسلم هامش إرشاد الساري 5 ص 150.
    الطائفة الرابعة :
    1 ـ عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا : أحب الصيام إلى الله صيام داود ، وأحب الصلاة صلاة داود ، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه ، وكان يفطر يوما ويصوم يوما.
    وفي لفظ آخر له : صم صوم داود عليه السلام صم يوما وأفطر يوما.
    وفي لفظ ثالث له : ثم أفضل الصيام عند الله صوم داود كان يصوم يوما ويفطر يوما.
    ولهذا الحديث ألفاظ كثيرة توجد في الصحاح والمسانيد راجع صحيح البخاري 3 ص 217 ، صحيح مسلم 1 ص 319 ـ 321 ، صحيح الترمذي 1 ص 148 ، مسند أحمد 2 ص 205 ، 225 ، سنن الدارمي 2 ص 20 ، سنن أبي داود 1 ص 383 ، سنن النسائي 4 ص 209 ـ 215 ، سنن ابن ماجة 1 ص 523 ، سنن البيهقي 4 ص 296 ، 299 ، الترغيب والترهيب 2 ص 32 ، 36 ، 37 ، مشكاة المصابيح ص 171.
    2 ـ أخرج مسلم والنسائي بالإسناد عن عمر في حديث قال : كيف بمن يصوم يوما ويفطر يوما ؟ قال صلى الله عليه وسلم : ذلك صوم داود عليه السلام.
    صحيح مسلم 1 ص 321 ، سنن النسائي 4 ص 209.
    الطائفة الخامسة :
    1 ـ عن أبي أمامة قال قلت : يا رسول الله ! مرني بأمر ينفعني الله تعالى به فقال : عليك بالصوم فإنه لا عدل له.


(289)
    سنن النسائي 4 ص 165 ، الترغيب 2 ص 14 ، تيسير الوصول 2 ص 321.
    2 ـ عن أبي سعيد مرفوعا : من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا.
    أخرجه مسلم في صحيحه 1 ص 318 ، وأحمد في مسنده 3 ص 83 ، والبيهقي في سننه 9 ص 173 ، و ج 4 ص 296 ، والنسائي في سننه 4 ص 173 ، وابن ماجة في سننه 1 ص 525 ، والتبريزي في مصابيح السنة 1 ص 135.
    3 ـ عن أبي هريرة مرفوعا : من صام يوما في سبيل الله عز وجل زحزح الله وجهه عن النار بذلك اليوم سبعين خريفا.
    وفي لفظ آخر له : من صام يوما في سبيل الله تعالى جعل الله بينه وبين النار خندقا كما بين السماء والأرض.
    راجع صحيح الترمذي 1 ص 145 ، سنن النسائي 4 ص 172 ، سنن ابن ماجة 1 ص 525 ، مشكاة المصابيح ص 172 ، تاريخ الخطيب البغدادي 4 ص 8.
    م 4 ـ عن عبد الله بن سفيان الأزدي مرفوعا : ما من رجل يصوم يوما في سبيل الله إلا باعده الله عن النار مقدار مائة عام. أخرجه الطبراني كما في الإصابة 2 ص 319 ).
    أضف إلى هذه طوائف أخرى تعم بإطلاقها صوم رجب منها ما ورد في صوم الأربعاء والخميس والجمعة من دون اختصاص بأيام شهر دون آخر.
    ومنها ما ورد في صوم الأيام البيض من كل شهر وإنه صيام الشهر.
    ومنها ما ورد في صوم كل أربعاء والخميس من الأيام.
    ومنها ما ورد في صوم أربعة أيام من كل شهر.
    ومنها ما ورد في صوم الاثنين والخميس في أيام السنة بأسرها.
    توجد أحاديث هذه الطوائف في صحيح البخاري 3 ص 219 ، صحيح مسلم 1 ص 321 ، 322 ، سنن الدارمي 2 ص 19 ، سنن أبي داود 1 ص 380 ـ 383 ، صحيح الترمذي 1 ص 143 ، 144 ، سنن ابن ماجة 1 ص 522 ، 529 ، سنن النسائي 4 ص 217 ـ 223 ، سنن البيهقي 4 ص 294 ، الترغيب والترهيب 2 ص 30 ـ 37.
    ولا أحسبك بعد ذلك كله تقيم وزنا لما انفرد به ابن ماجة عن ابن عباس من


(290)
أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام رجب.
    إن كانت الرواية صحيحة فإنها معارضة بما عرفته من المتواتر معنى أو بالتواتر الإجمالي من استحباب صوم رجب المرغب فيه بصدور قطعي كما أفتى به علماء المذاهب الأربعة فيكف بها وهي ضعيفة بمكان داود بن عطاء قال أحمد : ليس بشئ وقال أبو حاتم : ليس بالقوي ، ضعيف الحديث منكره.
    وقال البخاري وأبو زرعة : منكر الحديث.
    وقال النسائي : ضعيف.
    وقال الدار قطني : متروك وقال ابن حبان : كثير الوهم في الأخبار لا يحتج به بحال لكثرة خطائه (1). وقال السندي في شرح سنن ابن ماجة 1 ص 531 في نفس الحديث : في إسناده داود بن عطاء وهو ضعيف متفق على تضعيفه ، وقال الزرقاني في شرح المواهب 8 ص 127 : قال الذهبي وغيره : حديث لا يصح ، فيه را وضعيف متروك ، وقد أخذ به الحنابلة فقالوا : يكره إفراده بالصوم على أنه من متفردات ابن ماجة ولا يأبه بها عند نقاد الفن ، قال أبو الحجاج المزي : كل ما انفرد به ابن ماجة فهو ضعيف يعني بذلك ما انفرد به من الحديث عن الأئمة الخمسة ـ أصحاب الصحاح ـ (2) ولذلك نص غير واحد من الأعلام ـ وحديث النهي نصب أعينهم ـ على عدم النهي عن صوم رجب كما في المواهب اللدنية ، وإرشاد الساري 5 ص 148 ، وشرح المواهب للزرقاني 8 ص 127.
    فبعد هذه كلها لا أدري ما محل ضرب الأيدي حتى يضعونها في الطعام ؟ وما معنى قول القائل : رجب وما رجب شهر كان يعظمه أهل الجاهلية فلما جاء الاسلام ترك ؟ راجع ص 282 وتأمل فيما جاء به الخليفة فعلا وقولا.
90
إجتهاد الخليفة في السؤال عن مشكلات القرآن
    1 ـ عن سليمان بن يسار. إن رجلا يقال له : صبيغ قدم المدينة فجعل يسأل عن متشابه القرآن فأرسل إليه عمر وقد أعد له عراجين النخل فقال : من أنت ؟ قال : أنا عبد الله صبيغ : فأخذ عمر عرجونا من تلك العراجين فضربه وقال : أنا عبد الله عمر. فجعل له ضربا حتى دمي رأسه فقال : يا أمير المؤمنين ! حسبك قد ذهب الذي كنت أجد في رأسي.
1 ـ راجع تهذيب التهذيب 3 ص 194.
2 ـ تهذيب التهذيب 9 ص 531.
الغدير ـ الجزء السادس ::: فهرس