الغدير ـ الجزء السادس ::: 391 ـ 400
(391)
لا كنت إن قادني عن قاطنيك هوى أنى ولي فيك بين السرب جارية غراء ساحرة الألحاظ مانعة في قدها هيف في خصرها نحف يرنح الدل عطفيها إذا خطرت تريك حول بياض حمرة ذهبت ما خلت من قبل فتك من لواحظها عهدي بها حين ريعان الشبيبة لم وليل فودي ما لاح الصباح به وربع لهوي مأنوس جوانبه حتى إذا خالط الليل الصباح وأضحى وخط وخط مشيبي في صحيفته مالت إلى الهجر من بعد الوصال و من معشر عدلوا عن عهد حيدرة وبدلوا قولهم يوم ( الغدير ) له حتى إذا فيهم الهادي البشير قضى مالوا إليه سراعا والوصي برزؤ وقلدوها عتيقا لا أبا لهم وخاطبوه أمير المؤمنين وقد وأجمعوا الأمر فيما بينهم وغوت أن يحرقوا منزل الزهراء فاطمة بيت به خمسة جبريل سادسهم أو مال بي ملل أو حال بي حول مقيدي في هواها الشكل والشكل (1) 15 الألفاظ مائسة في مشيها ميل في خدها صلف في ردفها ثقل (2) كما ترنح سكرا شارب ثمل بنضرتي في الهوى خد لها صقل أن تقتل الأسد في غاباتها المقل 20 يرعه شيب وعيشي ناعم خضل والدار جامعة والشمل مشتمل تروق فيه لي الغزلان والغزل الرأس وهو بشهب الشيب مشتعل لي أحرفا ليس معنى شكلها شكل 25 عهد الغانيات كفئ الظل منتقل وقابلوه بعدوان وما قبلوا غدرا وما عدلوا في الحب بل عدلوا وما تهيا له لحد ولا غسل المصطفى عنهم لاه ومشتغل 30 أنى تسود أسود الغابة الهمل تيقنوا إنه في ذاك منتحل لهم أمانيهم والجهل والأمل فياله حادث مستصعب جلل من غير ما سبب بالنار يشتعل 35

1 ـ وفي نسخة : مقيدي في هواها الشكل لا الشكل. الشكل بفتح المعجمة : الصورة. وبالفتح والكسر : دلال المرأة وغنجها.
2 ـ وفي نسخة : في طرفها كحل.


(392)
وأخرج المرتضى عن عقر منزله يا للرجال لدين قل ناصره أضحى أجير ابن جدعان له خلفا فأين أخلاف تيم والخلافة والحكم 40 ولا فخار ولا زهد ولا ورع وقال : منها أقيلوني فلست إذا وفضها وهو منها المستقيل على ثم اقتفتها عدي من عداوتها أضحى يسير بها عن قصد سيرتها 45 وأجمع الشور في الشورى فقلدها تداولوها على ظلم وأرثها وصاحب الأمر والمنصوص فيه بإذن أخو الرسول وخير الأوصياء ومن وأقدم القوم في الاسلام سابقة 50 ورافع الحق بعد الخفض حين قناة الأروع الماجد المقدام إذ نكصوا من لم يعش في غواة الجاهلين ذوي عافوه وهو أعف الناس دونهم وإنه لم يزل حلما ومكرمة 55 حتى قضى وهو مظلوم وقد ظلم من بعد ما وعدوه النصر واختلفت فليته كف كفا عن رعايتهم قوم بهم نافق سوق النفاق ومن تالله ما وصلوا يوما قرابته 60 وحرموا دونه ماء الفرات وللكلاب بين الأراذل محتف بهم وكل ودولة ملكت أملاكها السفل برتبة الوحي مقرون ومتصل الربوبي لولا معشر جهلوا ؟ ولا وقار ولا علم ولا عمل بخيركم وهو مسرور بها جذل الثاني ففي أي قول يصدق الرجل وافتض من فضها العدوان والجدل فلم يسد لها من حادث خلل أمية وكذا الأحقاد تنتقل بعض لبعض فبئس الحكم والدول الله عن حكمه ناء ومعتزل يزهده في البرايا يضرب المثل والناس باللات والعزى لهم شغل الدين واهية في نصبها ميل والليث ليث الشرى والفارس البطل غي ولا مقتدى آرائه هبل طفلا وأعلى محلا وهو مكتهل يقابل الذنب بالحسنى ويحتمل الحسين من بعده والظلم متصل إليه بالكتب تسعى منهم الرسل يوما ولا قربته منهم الإبل طباعهم يستمد الغدر والدخل لكن إليه بما قد سأوه وصلوا من سعة في وردها علل


(393)
وبيتوه وقد ضاق الفسيح به حتى إذا الحرب فيهم من غد كشفت تبادرت فتية من دونه غرر كأنما يجتنى حلوا لأنفسهم تسربلوا في متون السابقات دلاص وطلقوا دونه الدنيا الدنية و تراءت الحور في أعلا الجنان لهم سالت على البيض منهم أنفس طهرت إن يقتلوا طالما في كل معركة لهفي لسبط رسول الله منفردا يلقى العداة بقلب لا يخامره كأنه كلما مر الجواد به ألقى الحسام عليهم راكعا فهوت قدت نعالاته هاماتهم فبها وقد رواه حميد نجل مسلم ذو إذ قال : لم أر مكثورا عشيرته يوما بأربط جأشا من حسين وقد كأنما قسور ألقى على حمر أو أجدل مر في سرب فغادره حتى إذا آن ما إن لا مرد له أردوه كالطود عن ظهر الجواد لهفي وقد راح ينعاه الجواد إلى لهفي لزينب تسعى نحوه ولها فمذ رأته سليبا للشمال على منهم على موعد من دونه العطل عن ساقها وذكى من وقدها شعل شم العرانين ما مالوا ولا نكلوا دون المنون من العسالة العسل السابغات وللخطية اعتقلوا 65 ارتاحوا إلى جنة الفردوس وارتحلوا كشفا فهان عليهم فيه ما بذلوا نفيسة فعلوا قدرا بما فعلوا قد قاتلوا ولكم من مارق قتلوا ؟ بين الطغاة وقد ضاقت به السبل 70 رهب ولا راعه جبن ولا فشل سيل تمكن في أمواجه جبل بالترب ساجدة من وقعه القلل أخدى الجواد فأمسى وهو منتعل القول الصدوق وصدق القول ممتثل 75 صرعى فمنعفر منهم ومنجدل حفت به البيض واحتاطت به الأسل عطفا فخامرها من بأسه ذهل شطرا خمودا وشطر خيفة وجل وحان عند انقضاء المدة الأجل 80 حميد الذكر ما راعه ذل ولا فشل خبائه وبه من أسهم قزل (1) قلب تزايد فيه الوجد والوجل معنى شمائله من نسجها سمل

1 ـ قزل قزلانا وقزلا : وثب ومشى مشية العرجان : القزل محركة : أسوء العرج.

(394)
85 هوت مقبلة منه المحاسن والحسين تدافع الشمر عنه باليمين وبالشمال تقول : يا شمر لا تعجل عليه ففي أليس ذا ابن علي والبتول ومن هذا الإمام الذي ينمى إلى شرف 90 إياك من زلة تصلى بها أبدا أبى الشقي لها إلا الخلاف وهل ومر يحتز رأسا طالما لرسول حتى إذا عاينت منه الكريم على ألقت لفرط الأسى منها البنان على 95 تقول : يا واحدا كنا نؤمله ويا هلالا علا في سعده شرفا أخي لقد كنت شمسا يستضاء بها وركن مجد تداعى من قواعده وطرف سبق يفوت الطرف سرعته (1) 100 ما خلت من قبل ما أمسيت مرتهنا أن يوغل اليوم في البازي إن ظفرت كلا ولا خلت بحرا مات من ظمأ فليت عينك بعد الحجب تنظرنا يسيرونا على الأقتاب عارية 105 فليت لم تركو فانا ولا وخدت إيها على حسرة في كل جانحة أيقتل السبط ظمآنا ومن دمه ويسكن الترب لا غسل ولا كفن عنها بكرب الموت مشتغل تستر وجها شأنه الخجل قتل ابن فاطمة لا يحمد العجل بجده ختمت في الأمة الرسل ؟ ذرية لا يداني مجدها زحل نار الجحيم وقد يردي الفتى الزلل يجدي عتاب لأهل الكفران عذلوا ؟ الله مرتشفا في ثغره قبل لدن يميل به طورا ويعتدل قلب تقلب فيه الحزن والثكل دهرا فخاب رجانا فيه والأمل وغاب في الترب عنا وهو مكتمل فحل في وجهها من دوننا الطفل والمجد منهدم البنيان منتقل مذ أدرك المجد أمسى وهو معتقل بين اللئام وسدت دونك السبل ظفرا ولا أسدا يغتاله حمل (2) ومنه ري إلى العافين متصل أسرى تجاذبنا الأشرار والسفل وزاجر العيس لا رفق ولا مهل بنا إلى ابن زياد الاينق الذلل ما عشت جايحة تعلو لها شعل تروى الصوارم والخطية الذبل لكن له من نجيع النحر مغتسل

1 ـ الطرف : الكريم الطرفين من الناس والخيل. (2) الحمل : الخروف أو الجذع من أولاد الضان. ج الحملان وأحمال.

(395)
وتستباح بأرض الطف نسوته بالله أقسم والهادي البشير وبيت لولا الأولى نقضوا عهد الوصي وما لم يغل قوما على أبناء حيدرة يا صاح طف بي إذا جئت الطفوف على وابك البدور التي في الترب آفلة وابك الشفاه التي لم ترو من عطش يا آل أحمد يا سفن النجاة ومن وحقكم ما بدا شهر المحرم لي ولا استهل بنا إلا استهل من حزنا لكم ومواساة وليس لمملوك فإن يكن فاتكم نصري فلي مدح عرائس حدت الحادون من طرب فدونكم من ( علي ) عبد عبدكم رقت فراقت معانيها الحسان فلا أعددتها جنة من حر نار لظى صلى الإله عليكم ما شدت طربا ودون نسوة حرب تضرب الكلل الله طاف به حاف ومنتعل 110 جاءت به قدما في ظلمها الأول من الموارد ما تروى به الغلل تلك المعالم والآثار يا رجل بعد الكمال تغشى نورها الظلل لكن عليهن من سيل الدما بلل 115 عليهم بعد رب العرش أتكل إلا ولي ناظر بالسهد مكتحل الأجفان لي مدمع في الخد منهمل بدمع على ملاكه بخل بمجدكم أبدا ما عشت تتصل 120 بها تعرس أحيانا وترتحل فريدة طاب منها المدح والغزل يماثل الطول منها السبعة الطول أرجو بها جنة أنهارها عسل ورق على ورق والليل منسدل 125
القصيدة السادسة
عسى موعد إن صح منك قبول فرب صبا تهدي إلي رسالة تطاول عمر العتب يا عتب بيننا أفي كل يوم للعتاب رسائل رسائل عتب لا يرد جوابها يدل عليها من وسائل سائل عسى مسمع يصغي إلي يقول مسمع تؤديه إن عز الرسول قبول لها منك إن عز الوصول وصول وليس إلى ما نرتجيه سبيل مجددة ما بيننا ورسول ونفث صدور في السطور يطول 5 خضوع ومن شكوى الفصال فصول فيعطف قاس أو يرق ملول


(396)
وأعجب شيئ أن أراك غرية سجية نفسي بالوعود مع القلا 10 عذرتك إن ميلت أو ملت أنني وما لظباء السرب خلقك إنما وقد كنت أبكي والديار أنيسة فكيف وقد شط المزار وروعت إذا غبتم عن ربع حلة بابل 15 ولا ابتسمت للثغر فيه مباسم ولا هب معتل النسيم ولا سرت ولا صدرت عنها السوام ولا غدا ولا برزت في حلة سندسية وما النفع فيها وهي غير أو أهل 20 تنكر منها عرفها فأهليها رعى الله أياما بظل جنابها ليالي لأعود الربيع يجفه بها كنت أصبو والصبا لي مسعد وإذ نحن لا طرف الوعود عن اللقا 25 نبيت ولا غير العفاف شعارنا كروحين في جسم أقاما على الوفا إلى أن تداعى بالفراق فريقكم تقاضى الهوى مني فما لضلاله فحسبي إذ شطت بكم غربة النوى 30 أروم بمعتل الصبا برء علتي لعل الصبا إن شطت الدار أودنا بهجري وللوشي علي قبول وكل سخي بالوعود بخيل أخالك غصنا والغصون تميل لخلقك منها في العدول عدول وما ظعنت للظاعنين قفول فريق التداني فرقة ورحيل فلا سحبت للسحب فيه ذيول ولا ابتهجت للطل فيه طلول بليل على تلك الربوع بليل بها راتعا بين الفصول فصيل لذات هدير في الغصون هديل (1) ومعهدها ممن عهدت محيل غريب وفيها الأجنبي أهيل ونحن بشرقي الأثيل نزول ذبول ولا عود الربوع هزيل وصعب الهوى سهل لدي ذلول بطي ولا طرف السعود كليل وللامن من واش علي شمول عفافا وأبناء العفاف قليل ولم بكم حاد وأم دليل مقيل ولا مما جناه مقيل علاج نحول لا يكاد يحول وأعجب ما يشفي العليل عليل مثالكم أو عز منك مثيل

1 ـ هدر الحمام : قرقر وكرر صوته في حنجرته. الهديل : صوت الحمام.

(397)
أحي الحيا إن شط من صوب أرضكم تمر بنا في الليل وهنا بريها سرى وبريق الثغر وهنا كأنما وأنشأ شمال الغور لي منك نشوة أمتهم قلبي من البين سلوة أغرك إني ساتر عنك لوعة فلا تحسبي إني تناسيت عهدكم ثقي بخليل لا يغادر خله جميل خلال لا يراع خليله خليق بأفعال الجميل خلاقه يزين مقال الصدق منه فعاله غضيض إذا البيض الحسان تأودت ففي الطرف دون القاصرات تقاصر أما وعفاف لا يدنسه الخنا لأنت لقلبي حيث كنت مسرة يقصر آمالي صدودك والقلى وتعلق آمالي غرورا بقربكم قتيل بكت حزنا عليه سمائها وزلزلت الأرض البسيط لفقده أأنسى حسينا للسهام رمية أأنساه إذ ضاقت به الأرض مذهبا ؟ : أعيذكم بالله أن تردوا الردى بناديه من لمع البروق زميل يبل (1) غليل أو يبل (2) عليل لدي بريق الثغر منك بديل عساه لمعتل الشمال شمول (3) 35 ومتهمة (4) في الركب ليس تؤل لها ألم بين الضلوع دخيل ولكن صبري يا أميم جميل بغدر ولا يثنيه عنك عذول إذا ريع في جنب الخليل خليل 40 وكل خليق بالجميل جميل وما كل قوال لديك فعول لهن قدود في الغلائل ميل وفي الكف من طول المكارم طول وسر عتاب لم يزله مزيل 45 وأكرم مسؤول لدي وسؤل وينشرها منك الرجا فتطول كما غر يوما بالطفوف قتيل وصب لها دمع عليه همول وريع له حزن بها وسهول 50 وخيل العدى بغيا عليه تجول ؟ يشير إلى أنصاره ويقول ويطمع في نفس العزيز ذليل

1 ـ البلة : الندوة.
2 ـ بل من مرضه. برئ.
3 ـ الشمول : الخمر أو الباردة منها.
4 ـ من أتهم أي أتى تهامة أو نزل فيها.


(398)
ألا فاذهبوا فاليل قد مد سجفه 55 فثاب إليه قائلا كل أقيل يقولون والسمر اللدان شوارع : أنسلم مولانا وحيدا إلى العدى ونعدل خوف الموت عن منهج الهدى ؟ نود بأن نبلى وننشر للبلى 60 وثاروا لأخذ الثار قدما كأنهم مغاوير عرس عرسها يوم غارة حماة إذا ما خيف للثغر جانب ليوث لها في الدار عين وقايع أدلتها في الليل أضواء نورها 65 يأم بها قصد المغالب أغلب له الخط كوب والجماجم أكؤس يرى الموت لا يخشاه والنبل واقع صؤول إذا كر الكمي مناجز له من علي في الخطوب شجاعة 70 إذا شمخت في ذروة المجد هاشم كفاه علوا في البرية أنه فما كل جد في الرجال محمد حسين أخو المجد المنيف ومن له أرى الموت عذبا في لهاك وصابه 75 فما مر ذو باس إلى مر باسه : كأن الأعادي حين صلت مبارزا وما نهل الخطي منك ولا الظبا بنفسي وأهلي عافر الخط حوله وقد وضحت للسالكين سبيل نمته إلى أزكى الفروع أصول وللبيض من وقع الصفاح صليل وتسلم فتيان لنا وكهول ؟ وأين عن العدل الكريم عدول ؟ مرارا ولسنا عن علاك نحول أسود لها بين العرين شبول لها الخط في يوم الكريهة غيل كماة على قب الفحول فحول غيوث لها للسائلين سيول وفي النقع أضواء السيوف دليل فروس لأشلاء الكماة أكول ؟ لديه وآذي الدماء شمول ولا يختشي وقع النبال نبيل بليغ إذا فاه البليغ قؤول ومن أحمد عند الخطابة قيل فعماه منها جعفر وعقيل لأحمد والطهر البتول سليل ولا كل أم في النساء بتول فخار إذا عد الفخار أثيل لغيرك مكروه المذاق وبيل على مهل إلا وأنت عجول كثيب ذرته الريح وهو مهيل ولا عل إلا وهو منك عليل لدي الطف من آل الرسول قبيل


(399)
كأن حسينا فيهم بدر هالة قضى ظاميا والماء طام تصده وحز وريد السبط دون وروده وآب جواد السبط يهتف ناعيا فلما سمعن الطاهرات نعيه برزن سليبات الحلي نوادبا بنفسي أخت السبط تعلن ندبها : أخي يا هلالا غاب بعد طلوعه أخي كنت شمسا يكسف الشمس وغصنا يروق الناظرين نضارة وربعا يمير الوافدين ربيعه وعضبا رماه الدهر في دار غربة وضرغام غيل غيل من دون عرسه فلم أر دون الخدر قبلك خادرا أصبت فلا ثوب المآثر صيب ولا الجود موجود ولا ذو حمية ولا صافحت منك الصفاح محاسنا ولا تربت منك الترائب في البلا لتنظرنا من بعد عز ومنعة تعالج سلب الحلي عنا علوجها وتبتز أهل اللبس عنا لباسنا ترى أوجها قد غاب عنها وجيهها كواكبها حول السماك حلول شرار الورى عن ورده ونغول 80 وغالته من أيدى الحوادث غول وقد ملأ البيداء منه صهيل لراكبه والسرج منه يميل لهن على الندب الكريم عويل على ندبها محزونة وتقول 85 وحاق به عند الكمال أفول نورها ويخسأ عنها الطرف وهو كليل تغشاه بعد الاخضرار ذبول تعاهده غب العهاد محول وفي غربه للمرهفات (1) فلول 90 ومخلبه ماضي الغرار (2) صقيل له بين أشراك الضباع حصول ولا في ظلال المكرمات مقيل سواك فيحمى في حماه نزيل ولا كاد حسن الحال منك يحول 95 ولا غالها في القبر منك مغيل تلوح علينا ذلة وخمول وتحكم فينا أعبد ونغول وتننزع أقراط لنا وحجول وأعوزها بعد الكفاة كفيل 100

1 ـ العضب : السيف القاطع ، والرجل الحديد الكلام. الغرب : الحدة. المرهف : المحدد المرقق الحد.
2 ـ الغرار : حد السيف.


(400)
سوافر بين السفر في مهمه الفلا تزيد خفوقا يا بن أم قلوبنا فيا لك عينا لا تجف دموعها أيقتل ظمآنا حسين وجده 105 ويمنع شرب الماء والسرب آمن وآل رسول الله في دار غربة وآل علي في القيود شواحب وآل أبي سفيان في عز دولة مصاب أصيب الدين منه بفادح 110 عليك ابن خير المرسلين تأسفي جللت فجل الرزؤ فيك على الورى فليس بمجد فيك وجدي ولا البكا إذا خف حزن الثاكلات لسلوة وإن سأم الباكون فيك بكاؤهم 115 فما خف من حزني عليك تأسفي وينكر دمعي فيك من بات قلبه وماهي إلا فيك نفس نفيسة تباين فيك القائلون فمعجب فأجر بني الدنيا عليك لشأنهم 120 فإن فاتني إدراك يومك سيدي فلي فيك أبكار لوفق جناسها لها رقة المحزون فيك وخطبها يهيم بها سر الولي مسرة لها في قلوب الملحدين عواسل لنا كل يوم رحلة ونزول إذا خفقت للظالمين طبول ونارا لها بين الضلوع دخيل إلى الناس من رب العباد رسول على الشرب منها صادر ونهول وآل زياد في القصور نزول إذا أن مأسور بكته ثكول تسير بهم تحت البنود خيول تكاد له شم الجبال تزول وحزني وإن طال الزمان طويل كذا كل رزؤ للجليل جليل مفيد ولا الصبر الجميل جميل فحزني على مر الدهور ثقيل ملالا فإني للبكاء مطيل ولا جف من دمعي عليك مسيل خليا وما دمع الحلي هطول يحللها حر الأسى فتسيل كثير وذو حزن عليك قليل دني وأجر المخلصين جزيل وأخرني عن نصر جيلك جيل أصول بها للشامتين نصول جسيم على أهل النفاق مهول وينصب منها ناصب وجهول ووقع نصول ما لهن نصول
الغدير ـ الجزء السادس ::: فهرس