بحوث في الملل والنحل ـ جلد السابع ::: 391 ـ 400
(391)
سند الحديث الاَوّل :
    أخبرنا أبو جعفر محمد بن منصور بن يزيد ، قال : حدثني أحمد بن عيسى بن زيد عن حسين بن علوان ، عن أبي خالد ، عن زيد عن آبائه عن علي ( عليه السلام ) وإليك ترجمتهم :
    1 ـ محمد بن منصور بن يزيد (1) ولقد رجعت في ترجمة محمد بن منصور المرادي إلى العلامة بدر الدين أحد العلماء الكبار في اليمن والذي يزور حالياً الجمهورية الاِسلامية في إيران ، وحرّر شيئاً ما هذا ملخصه :

ترجمة محمد بن منصور الكوفي المرادي موَلف الامالي :
    قال العلامة أحمد بن صالح ابن أبي الرجال أحد كبار علماء الزيدية في كتابه مطلع البدور :
    شيخ العترة والشيعة ، عذب الشريعة ، لمن أراد بحار الشريعة محمد بن منصور المقري المرادي كان الاَئمة يجلّونه إجلال الاَب الكريم وهو ينزلهم في منزلهم الشريف العظيم ، وكان شيخاً معمّراً قد ذكر في عمره بخط بعض الطلبة كلام لم يتفق عندي فانقله.
    وهو الذي جمع أمالي أحمد بن عيسى ، وهو أحد الاَربعة الذين اعتمد عليهم في الجامع الكافي ، لاَنّ موَلف الجامع الكافي وهو صاحب « المقنع » وهو الذي قال الذهبي فيه : الامام المحدث الثقة العالم مسند الكوفة أبو عبد اللّه محمد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي جمع كتاباً فيه علم الاَئمة بالعراق فاجتمع فيه ما لم يجتمع في غيره.
    وقال السيد العلاّمة صارم الدين إبراهيم بن محمد ( عليه السلام ) لمحمد بن منصور ، تفسير ، قلت : وذكر بعض شيوخنا رضى اللّه عنه أنّ لمحمد بن منصور
    1 ـ لم يترجمه الذهبي في سير أعلام النبلاء ، ولافي ميزان الاعتدال ، ولا جمال الدين المزّي في تهذيب الكمال.

(392)
كتاب التفسير الكبير ، وكتاب التفسير الصغير ، وكتاب أحمد بن عيسى ( عليه السلام ) لعله يريد الاَمالي وسيرة الاَئمة العادلة ، وكتاب رسالة بخراسان ، وبعض ينسبها إلى الحسن بن زيد بطبرستان. انتهى.
    وقال ابن النديم : المرادي من الزيدية وهو أبو جعفر محمد بن منصور المرادي الزيدي وله من الكتب : كتاب التفسير الكبير ، كتاب التفسير الصغير ، كتاب أحمد بن عيسى ، كتاب سيرة الاَئمة العادلة ، وله كتب في الاحكام مثل طهارة وصلاة وغير ذلك على تلاوة كتب الفقه ، وله كتاب الخميس. كتاب رسالته على لسان بعض الطالبيين إلى الحسن بن زيد بطبرستان (1).
    2 ـ أحمد بن عيسى بن زيد ، وقد مرت ترجمته.
    3 ـ حسين بن علوان ، قال النجاشي : الكلبي ولاءً كوفي عامي (غير شيعي) وأخوه الحسن يكنّى أبا محمد ، ثقة ، رويا عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) وليس للحسن كتاب ، والحسن أخص بنا وأولى ، روى الحسين عن الاَعمش ، وهشام بن عروة ، وللحسين كتاب تختلف رواياته (2).
    4 ـ أبو خالد : قال النجاشي : عمرو بن خالد الواسطي عن زيد بن علي له كتاب كبير رواه عنه نصر بن مزاحم المنقري وغيره (3) روى الصدوق في أماليه بإسناده عن عمرو بن خالد قال : قال لي زيد بن علي بن الحسين : في كل زمان رجل منّا أهل البيت يحتج اللّه به على خلقه ، وحجّة زماننا ابن أخي جعفر بن محمد ( عليه السلام ) لايضل من تبعه ولا يهتدي من خالفه (4) وضعفه الذهبي تبعاً لعادته من تضعيف شيعة أهل البيت ( عليهم السلام ) ومواليهم (5)
    1 ـ ابن النديم : الفهرست : 244.
    2 ـ النجاشي : الرجال : برقم 11.
    3 ـ النجاشي : الرجال : برقم 769.
    4 ـ المامقاني : تنقيح المقال : 2/330 برقم 8691.
    5 ـ الذهبي : ميزان الاعتدال : 3/257 برقم 6359.


(393)
2
القاسم الرسي
(169 ـ 246هـ)
القاسم بن إبراهيم (طباطبا) بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن المثنى المعروف بالقاسم الرسي ، فهو الحجر الاَساس لظهور الاَئمة في اليمن وهو جد الاِمام الهادي يحيى بن الحسين الذي خرج في اليمن وأسّس حكومة زيدية فيها طالت قروناً.
    وممن ترجمه : أبو الحسن حسام الدين حميد الدين المحلي فقد ذكر نسبه ، وصفاته ، وطرفاً من مناقبه وأحواله وزهده وقسماً من الوصايا والحكم والآداب المنقولة منه ، ثم شرح دعوته وقال : لما استشهد أخوه محمد بن إبراهيم ( عليه السلام ) وهو بمصر دعا إلى نفسه وبثّ الدعاة وهو على حال الاستتار فأجابه عالَم من الناس من بلدان مختلفة ، وجاءته بيعة أهل مكة ، والمدينة ، والكوفة ، وأهل الريّ ، وقزوين ، وطبرستان وتخوم الديلم ، وكاتبه أهل العدل من البصرة والاَهواز ، وحثّوه على الظهور وإظهار الدعوة.
    وأقام ( عليه السلام ) بمصر نحو عشر سنين واشتد الطلب له هناك من عبد اللّه ابن طاهر فلم يمكنه المقام ، فعاد إلى بلاد الحجاز وتهامة وخرج جماعة من دعاته من بني عمه وغيرهم إلى بلخ والطالقان والجوزجان ، فبايعه كثير من أهلها وسألوه أن ينفذ إليهم بولد له ليظهروا الدعوة ، فانتشر خبره قبل التمكن من ذلك ، فوجهت الجيوش في طلبه فانحاز إلى حيّ من البدو ، واستخفى فيهم وأراد الخروج بالمدينة في وقت من الاَوقات فأشار عليه أصحابه بأن لا يفعل ذلك ـ إلى أن قال : ـ ولم يزل على هذه الطريقة ، مثابراً على الدعوة ، صابراً على التغرّب والتردّد في النواحي والبلدان متحملاً للشدة مجتهداً في إظهار دين اللّه.
    ولما تهيّأت مقدمات ظهوره وكانت له بيعات كثيرة في أوقات مختلفة أوّلها


(394)
(سنة 199هـ) والبيعة الجامعة كانت سنة 219 هـ في منزل محمد بن منصور المرادي بالكوفة. فشلت دعوته ولم تساعده المقادير إلى كل ما أراد ، فانتقل إلى الرسِّ في آخر أيامه ، وهي أرض اشتراها وراء جبل أسود بالقرب من ذي الحليفة ، وبنى هناك لنفسه ولولده وتوفي بها سنة 246هـ وله سبع وسبعون سنة ، ودفن فيها ومشهده معروف يزوره من يريد زيارته.
    وله من الموَلفات :
    1 ـ الدليل الكبير ، وقد بالغ فيه في الكلام على الفلاسفة.
    2 ـ الدليل الصغير.
    3 ـ كتاب العدل والتوحيد الكبير ، وفيه من أُصول العدل والتوحيد وتصديق الوعد والوعيد والمبالغة في الكلام على الجبرية على لطافة حجمه ، ما يشهد بغزارة علمه ، ووفور فهمه.
    4 ـ الرد على ابن المقفّع.
    5 ـ الرد على النصارى.
    6 ـ كتاب المسترشد.
    7 ـ كتاب الرد على المجبرة.
    8 ـ كتاب تأويل العرش والكرسي.
    9 ـ كتاب المسألة وفيها مناظرته مع الملحد
    10 ـ كتاب تثبيت الاِمامة وتقديم أمير الموَمنين على المشايخ.
    11 ـ كتاب الفرائض والسنن.
    12 ـ كتاب الطهارة.
    13 ـ كتاب صلاة اليوم والليلة.
    14 ـ كتاب مسائل علي بن جهشيار.
    15 ـ كتاب الناسخ والمنسوخ.
    16 ـ كتاب سياسة النفس (1).
    1 ـ حسام الدين المحلي : الحدائق الوردية : 2/2 ـ 6؛ ولاحظ الاَعلام للزركلي : 5/171. التحف شرح الزلف 63 ـ 70.

(395)
3
يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي
(245 ـ 298هـ)
هو الاِمام الهادي إلى الحقّ المبين ، أبو الحسين يحيى بن الحسين بن القاسم ابن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب. ولد بالمدينة المطهرة سنة 245هـ وحمل إلى جده القاسم فوضعه في حجره المبارك وعوّذه ، وقال لابنه : بم سمّيته؟ قال : يحيى ، وقد كان للحسين أخ يسمى يحيى توفي قبل ذلك ، فبكى القاسم حين ذكره وقال : هو واللّه ، يحيى صاحب اليمن. ـ إلى أن قال : ـ أقام اللّه به الدين في أرض اليمن وأحيا به رسوم الفرائض والسنن ، فجدد أحكام خاتم النبيين ، وآثار سيد الوصيين.
    قيامه سنة 280هـ ، وله مع القرامطة الخارجين عن الاِسلام نيف وسبعون وقعة كانت له اليد فيها كلها ، ومع بني الحارث نيف وسبعون وقعة ـ إلى أن قال : ـ وخطب له بمكة المشرفة سبعة سنين كما ذكر ذلك في عمدة الطالب وغيره ، وقبضه اللّه إليه شهيداً بالسم وهو في ثلاث وخمسين سنة ليلة الاَحد لعشر بقين من ذي الحجّة سنة 298هـ ، ودفن يوم الاِثنين في قبره الشريف المقابل لمحراب جامعه الذي أسّسه بصعدة (1).
    ذكر حسام الدين المحلّـي طرفاً من مناقبه وأحواله وسيرته ، وأنّه الموَسس للدولة الزيدية في اليمن ، وإليك فهرساً من أسماء كتبه التي ذكرها المحلي وقال : وصنف التصانيف الفائقة والكتب البديعة :
    1 ـ مجد الدين الموَيدي : شرح الزلف : 62 ـ 70 بتلخيص.

(396)
    1 ـ كتاب المنتخب في الفقه ، وهو من جلائل الكتب وفيه فقه واسع وعلم رائع. 2 ـ كتاب الفنون في الفقه ، مهذب ملخص. 3 ـ كتاب المسائل. 4 ـ كتاب مسائل محمد بن سعيد. 5 ـ كتاب الرضاع.6 ـ كتاب المزارعة.7 ـ كتاب أُمهات الاَولاد. 8 ـ كتاب الولاء. 9 ـ كتاب القياس.
    ومنها في التوحيد كتب جليلة القدر : 1 ـ كتاب التوحيد 2 ـ كتاب المسترشد 3 ـ كتاب الاِرادة والمشيئة 4 ـ الرد على ابن الحنفية في الكلام على الجبرية 5 ـ نوادر القرامطة 6 ـ كتـاب أُصول الديـن 7 ـ كتـاب الاِمـامـة 8 ـ كتـاب إثبات النبوة والوصية 9 ـ كتاب الرد على الاِمامية 10ـ كتاب البالغ المدرك 11 ـ كتاب المنزلة بين المنزلتين 12 ـ كتـاب الحملة 13 ـ كتـاب الديانة 14 ـ كتـاب الخشيـة 15ـ كتاب تفسير خطايا الاَنبياء 16 ـ كتـاب الرد على ابن جرير 17 ـ كتــاب التفسير في 6 أجزاء 18 ـ كتاب معان القرآن في 9أجزاء 19 ـ كتاب الفوائد جزءان إلى غير ذلك ، وقد ذكر عبد اللّه بن محمد الحبشي له 77 أثراً أتى بأسمائها وخصوصياتها ومحل نسخها المخطوطة.
    وقد طبع منه كتابان :
    الاَوّل : كتاب الاَحكام وقد طبع في جزأين وهو يشمل الكتب التالية :
    1 ـ الطهـارة. 2ـ الصلاة. 3 ـ الجنائـز. 4 ـ الزكاة. 5 ـ الصيام. 6 ـ الحجّ. 7 ـ النكاح. 8 ـ الطلاق. 9 ـ الرضاع. 10 ـ النفقات. 11ـ البيوع. 12ـ الشفعة. 13ـ الشركة. 14 ـ المضاربة. 15 ـ الرهن. 16 ـ الكفالة ، والضمان ، والحوالة ، والوكالة.17 ـ الغصب والاِقـرار. 18 ـ التفليس. 19 ـ الصلـح. 20 ـ الاِيمـان ، والنذور ، والكفارات. 21ـ الدعـوى. 22 ـ المزارعـة. 23 ـ الهبـة ، والصدقــة ، والعمرى ، والرقبي ، والعارية ، والوديعة. 24 ـ الضالة ، واللقطة ، واللقيط. 25ـ الحدود. 26 ـ الديات ، والجراحة ، والجنايات. 27 ـ الفرائض. 28 ـ الصيد.


(397)
29 ـ الذبائح. 30ـ الاَطعمة والاَشربة واللباس. 31 ـ الوصايا. 32 ـ القاضي ، والقضاء ، والشهادات. 33 ـ السير. 34 ـ الزهد ، والآداب ، وغيره من محاسن الاَخلاق.
    الثاني : كتاب الردّ والاحتجاج على الحسن بن محمد بن الحنفية أجاب فيه على ثلاث وأربعين سوَالاً وجهه الحسن على القائلين بالاختيار.
    قال الاِمام ، في صدر الكتاب : فإنّه وقع إلينا كلام الحسن (1) بن الحنفية ، يوَكد فيه الجبر ، ويشدد في ذلك منه الاَمر ، ويزعم فيه أنّ اللّه سبحانه جبر العباد أجمعين من الملائكة المقربين ، والاَنبياء المرسلين ، وجميع الثقلين على كل الاَعمال من صالح أو طالح فرأينا أن نجيبه في ذلك وننقض عليه ما جاء به من المهالك ونثبت عليه في ذلك كله لربنا وسيدنا وخالقنا ما هو أهله مما هو عليه وما لا يجوز لخلق اللّه ، أن يقول بغيره فيه ، فاختصرنا له في قوله الجواب ، وتركنا خشية التطويل ، كثيراً من الاَسباب ، فلينظر من نظر في قولناوقوله ، وجوابنا لسوَاله بلب حاضر ورأيٍ حيٍّ صادر ، يبن له الحقّ إن شاء اللّه ويثبت في قلبة الصدق (2).
    طبعت الرسالة ضمن رسائل العدل والتوحيد في 177 صفحة.
    وطبعته معها ، رسائل أُخر عام 1400هـ في بيروت بإشراف سيف الدين الكاتب المجاز من جامعة الاَزهر.
    وقد خرج مرتين ، مرة سنة 280 هـ حتى بلغ موضعاً يقال له الشرفة بالقرب من صنعاء وأذعن له الناس بالطاعة ، وأقام مدّة يسيرة ، حتى خذله أهل البلاد ، فعاد إلى الحجاز ثم وصلت كتبهم إليه سنة 283 هـ فأجاب طلبهم.
    1 ـ وهو من أحفاد محمد الحنفية ، أعني : الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن محمد الحنفية ، ألّف رسالة يوَكّد فيها الجبر ، طبعت الرسالة في ضمن البدايات الكلامية من جانب المستشرقين.
    2 ـ الاِمام الهادي يحيى بن الحسين : الرد والاحتجاج ضمن رسائل العدل والتوحيد : 19.


(398)
    وقد ذكر الموَيدي قسماً من أشعاره وقصائده ، ومما قال :
نحن الفواطم لهونا طعن القنا ومدامنا حرب يدور رحاها
    ومما كتب إلى بني حرث مع كتاب :
خذوا حذركم مني فإنّي مسيِّر إليكم جيوش اللّه واللّه غالب (1)
    
    1 ـ حسام الدين المحلي : الحدائق الوردية : 2/13 ـ 21 ، عبد اللّه محمد الحبشي : حكام اليمن الموَلفون المجتهدون 21 ـ 45.

(399)
4
الناصر للحقّ ، الاَطروش أبو محمد الحسن بن علي
(230 ـ 304هـ)
هو أبو محمد الحسن بن علي بن الحسن ، بن علي بن عمر الاَشرف بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ).
    أحد الاَئمة الزيديين ، موَسس دولتها في طبرستان ، صاحب التآليف والتصانيف ، وقد كان مع محمد بن زيد إلى أن قتل محمد بجرجان فجرّه القضاء إلى بلاد الديلم وهم كفار فأسلموا على يديه ، وظهروا وذلك سنة 287هـ بعد ظهور الهادي في اليمن بسبع سنين (1) واستنقذهم من الضيم وبقي على هذه الحالة يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إلى أن استولى على أهلها سنة 301هـ.
    ذكره حسام الدين المحلي وحكى طرفاً من مناقبه فقال : وحكي أنّه ( عليه السلام ) حضر لغذاء بعض الاَشراف فلما سمع البكاء من داره ، قال : هذا الميت الذي يبكى عليه مات حتف أنفه على فراشه وبين أهله وعشيرته ، وإنّما الاَسف على أُولئك النفوس الطاهرة التي قتلت تحت أديم السماء ، وفرّق بين الاَجساد والروَوس ، وعلى الذين قتلوا في الحبوس وفي القيود والكبول.
    وله تآليف نذكرها :
    1 ـ كتاب « البساط » 2 ـ كتاب في التفسير احتج فيه بألف بيت من الشعر
    1 ـ التقدير بالسبع باعتبار القيام الاَوّل ، لاَنّه قام أوّلاً سنة 280 هـ ولم يكن ناجحاً ، وقام ثانياً عام 283 هـ.

(400)
3 ـ كتاب « الحجـاج الواضحـة » ، وفيه دلائـل حسنة على إمامة أمير الموَمنين. 4ـ كتاب « الاَمالي » ، إلى غير ذلك مما يبلغ إلى أربعة عشر كتاباً واسع وأُلِّفَ في فقهه كتاب « الحاصر لفقه الناصر » للسيد الموَيد باللّه ، وكتاب « الناظم » للسيد أبي طالب ، وكتاب « الموجز » للشيخ أبي القاسم البستي ، وكتاب « الاِبانة » للشيخ العالم أبي جعفر محمد بن يعقوب الهوسمي ، (هذه الكتب الاَربعة أُلفت في فقه الناصر وجميع أهل الجبل من الزيدية كلهم على مذهبه في الفروع) توفي ليلة الجمعة لخمس بقين من شعبان سنة 304هـ وله أربع وسبعون سنة. ومن أحسن شعره قصيدة أوّلها :
أناف على السبعين ذا الحول رابع وصرت تقومنــي العصــا ولابـد لي إلاّ إلى اللّه راجــع أدبّ كأنّي كلما قمت راكــع (1)
    وكانت مدّة ظهوره بـ « آمل » ثلاث سنين وأشهراً ودفن فيها ومشهده هناك معروف. وعلى ضوء ذلك فلو كانت إمامته مختصة بهذه السنين الاَخيرة فلا يكون في وقت واحد إمامان. ولكن المعروف أنّه دعا إلى نفسه قبل ذلك كما عرفت حيث دخل بلاد ديلم عام 287هـ داعياً إلى نفسه.
    قال مجد الدين الموَيدي : وكان يرد بين الصفين متقلداً مصحفه وسيفه ، ويقول : أنا ابن رسول اللّه وهذا كتاب اللّه ، فمن أجاب إلى هذا وإلاّ فهذا. قال محمد بن جرير الطبري في تاريخه ، ولم ير الناس مثل عدل الاَطروش وحسن سيرته وإقامته الحقّ. وقال ابن حزم : كان الاَطروش ، فاضلاً حسن المذهب ، عدلاً في أحكامه ، ولى طبرستان ...
    1 ـ حسام الدين المحلي : الحدائق الوردية : 2/28 ـ 40. والتحف شرح الزلف : 70 ـ 73.
بحوث في الملل والنحل ـ جلد السابع ::: فهرس