بحوث في الملل والنحل ـ جلد السابع ::: 521 ـ 528
(521)
المعرفة للاِمام أحمد بن سليمان وهو من أئمة الزيدية.
    ومنها : كتاب الاَساس للاِمام القاسم بن محمد وهو من أئمة الزيدية. وقد طبع الكتاب.
    ومن مراجع الزيدية في الاَخير في الفقه شرح الاَزهار وحواشيه.
    ومن مراجع الزيدية في الحديث ما تضمنه شرح التجريد (للهاروني).
    وكتاب أمالي أحمد بن عيسى ومجموع زيد بن علي ، وأمالي أبي طالب المسمى بـ « تيسير المطالب » ، وأمالي المرشد باللّه وكتاب الاعتصام للاِمام القاسم بن محمد.
    ومن مراجعهم في التاريخ : « بلوغ الاَماني » للسيد يحيى بن الحسين بن القاسم بن محمد ، ومن كتبهم في أسانيد الكتب بلوغ الاَماني في إسناد كتب من آل من أُنزلت عليه المثاني.
    ومن كتبهم في الردّ على المخالفين : الشافي للاِمام المنصور باللّه عبد اللّه بن حمزة وهو كتاب عظيم مطبوع ، وفرائد اللئالي في الردّ على المقبلي للمنصور باللّه محمد بن عبد اللّه الوزير وهو مجلد ضخم.
    ومن مراجع الزيدية في أُصول الفقه : كتاب بداية العقول شرح غاية السوَال تأليف الحسين بن الاِمام القاسم بن محمد وهو مطبوع ، وشرح الكافل.
    ومن مراجع الزيدية في التفسير : كتاب المصابيح ، تفسير الشرقي وهو كبير غير مطبوع ، ولهم موَلفات في التفسير يتعسر تحصيلها فيميل الطلاب لقراءة الكشاف.
    ثم أشار السيد بدر الدين ببعض الفروع التي اتفقت فيها الزيدية مع الاِمامية وقال :
    ومن مذاهبيهم في الفقه أنّ مسح الخفين لا يجزي في الوضوء ، ومسح


(522)
الخمار لا يجزي في الوضوء ، وأنّ مس الذكر لا ينقض الوضوء ، ومن مذاهبهم الاَذان بحيّ على خير العمل ولا يقولون : الصلاة خير من النوم ولا يجعلون الكف على الكف في الصدر في الصلاة ، ولا يوَمّنون بعد الفاتحة ، وتثنية الاَذان إلاّ التهليل في آخره وكذا الاِقامة. ومن مذاهبهم الجهر ببسم اللّه الرحمن الرحيم في الصلاة في الفاتحة وفي السورة وأنّ الصلاة جماعة لا تصح بإمامة الفاسق ، ومن في حكمه ، وأن لا يعتدّوا بجمعة الظلمة ، وأنّ التكبير على الجنازة خمس ، وأنّه لا يصلّى على الميت الفاسق ، والمذهب السائد عندهم في الزكاة أنّه لا يجوز تسليمها إلى الظلمة إلاّ كرها.
    ومن مذاهب الزيدية استحباب صيام يوم الشك بنية مشروطة ، ومن مذاهبه أنّها لا تجب طاعة الظلمة ولا تجوز معاونتهم ولا موالاتهم ، ويجب عندهم اتّباع أهل البيت ( عليهم السلام ) عملاً بحديث الثقلين : « إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ».
    ومن مذاهبهم في الصحابة أن فيهم الصالحين ومنهم من غيّـر وبدّل ، وفيهم منافقون فيجرح من ظهر فيه الجارح ، ولا ينزلّون منزلة المعصومين ولا يتبعون فيهم طريقة العامّة الّذين يقدسونهم على الاِطلاق ، والمذهب السائد في الزيدية هو اجتناب كتب العامّة أو عدم اعتمادها في الغالب اتّـهاماً لكثير من رواتهم من الفئة الباغية والخوارج والدعاة إلى بدعتهم ولكنهم يأخذون منها ما يوافق الحقّ تأكيداً واحتجاجاً على المخالف ، ومنهم من يرى قبول رواية كافر التأويل وفاسق التأويل ولكن لا يعتمد على ما في تلك الكتب على حد اعتماد كتب أهل الحقّ (1)
    1 ـ الزيدية في اليمن : 14 ـ 15.

(523)
    هذا هو كلام السيد بدر الدين وهو بكلامه هذا يتفتح على الاِمامية وكان لفيف من الزيدية عبر التاريخ على هذا الطريق ، رحم اللّه الماضين من علمائنا وحفظ اللّه الباقين منهم.
    « فَبَشِّرْ عِبادي * الّذِينَ يَستَمِعُونَ القَولَ فَيَتَّبِعُونَ أحسَنَهُ أُولئِكَ الّذِينَ هَداهُمُ اللّه وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الاَلباب » (الزمر : 17ـ 18).


(524)
الثامن : في طبقات رجال المذهب الزيدي :
    وكما كان لكل مذهب ، أعلام ، فللمذهب الزيدي أيضاً أعلام منقسمة إلى الطبقات التالية :
    1 ـ طبقة الموَسّسين.
    2 ـ طبقة المخرجين.
    3 ـ طبقة المحصلين.
    4 ـ طبقة المذاكرين.
    وقد اقتبسنا هذا التقسيم مما ذكره الكاتب المعاصر الزيدي علي بن عبد الكريم الفضيل شرف الدين في كتابه : « الزيدية نظرية وتطبيق » فقد قسّم أعلام المذهب الزيدي إلى الطبقات التالية :
    طبقة الموَسسين : وتساوى هذه الطبقة إمام المذهب في نظر المذاهب الاَُخرى ، ومن هذه الطبقة :
    1 ـ الاِمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) مات شهيداً سنة 122هـ.
    2 ـ الاِمام القاسم بن إبراهيم مات سنة 242هـ.
    3 ـ حفيده الاِمام الهادي إلى الحقّ يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم وهو الموَسس للمذهب في اليمن مات سنة 298هـ.
    4 ـ الاِمام الناصر الاَطروش الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر الاَشرف بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنهم وهو الموَسس للمذهب الزيدي في خراسان مات سنة 304هـ.


(525)
    الطبقة الثانية : طبقة المخرجين للمذهب : وهم الذين استخرجوا من كلام الاَئمة أو احتجاجاتهم بواسطة القياس أو المفهوم ، أحكاماً لا تتعارض مع الكتاب والسنّة لا جملة ولا تفصيلاً ، ومن رجال هذه الطبقة :
    1 ـ العلاّمة محمد بن منصور المرادي مات سنة 200هـ ونيف وتسعين.
    2 ـ العلامة أبو العباس أحمد بن إبراهيم مات سنة 353هـ.
    3 ـ العلامة الاِمام الموَيد باللّه أحمد بن الحسين بن هارون الحسني مات سنة 416هـ.
    4 ـ العلامة الاِمام أبو طالب يحيى بن الحسين بن هارون الحسني مات سنة 424هـ.
    5 ـ العلامة علي بن بلال الآملي مولى الاِمامين الموَيد باللّه وأبي طالب.
    6 ـ العلامة أحمد بن محمد الاَزرقي الهدوي.
    والطبقة الثالثة : طبقة المحصلين : وهم الذين اهتموا بتحصيل أقوال الاَئمة وما استخرج منها ونقلوها إلى تلامذتهم بطريق الرواية أو المناولة لموَلفاتهم ، ومن رجال هذه الطبقة :
    1 ـ العلامة القاضي زيد بن محمد الكلاوي الجيلي الملقب بحافظ أقوال العترة وهو من أتباع الموَيد باللّه.
    2 ـ العلامة السيد علي بن العباس بن إبراهيم راوي إجماعات أهل البيت ، مات سنة 340هـ تقريباً.
    3 ـ العلامة القاضي الحسن بن محمد بن أبي طاهر الرصاص ، مات سنة 584 هـ.
    4 ـ العلامة الاِمام الحسين بن بدر الدين ، مات سنة 662هـ.


(526)
    5 ـ العلامة زيد بن علي بن الحسن بن علي البيهقي ، مات في تهامة في عهد الاِمام أحمد بن سليمان وهو في طريقه إلى مكّة المكرمة.
    6 ـ العلامة القاضي جعفر بن أحمد بن عبد السلام البهلولي ، مات سنة 573هـ.
    7 ـ العلامة الاِمام عبد اللّه بن حمزة ، مات سنة 614هـ.
    والطبقة الرابعة ، طبقة المذاكرين : وهم الذين راجعوا أقوال من تقدّمهم وبلغتهم بالرواية وفحصوها سنداً ومتنا وعرضوها على أُصول المذهب وقواعده المستمدة من صرائح الكتاب والسنّة ثم أقرّوا ما توافق معها واعتبروه هو المذهب ، وما لم يوافقها لم يعتبروه مذهباً للفرقة الزيدية ، وكان في نظرهم رأياً خاصاً بصاحبه غير معاب عليه لاعتبار أنّ كل مجتهد في الفروع مصيب (1) ومن رجال هذه الطبقة :
    1 ـ العلامة القاضي محمد بن سليمان بن أبي الرجال الصعدي ، مات سنة 730هـ.
    2 ـ العلامة القاضي عبد اللّه بن زيد العنسي ، مات سنة 667هـ.
    3 ـ العلامة القاضي يحيى بن حسن البحيبح ، وقد عاصر الاِمام يحيى بن حمزة.
    4 ـ العلامة الاِمام يحيى بن حمزة ، مات سنة 749هـ.
    5 ـ العلامة الاِمام عز الدين بن الحسن الموَيدي ، مات سنة 900هـ.
    6 ـ العلامة القاضي محمد بن يحيى حنش ، مات سنة 717هـ.
    7 ـ العلامه القاضي يوسف بن أحمد بن عثمان الثلاثي ، مات سنة 832هـ.
    1 ـ لعله يريد : انّه مأجور وإلاّ فالحق واحد فكيف يكون الكل مصيباً.

(527)
    8 ـ العلامة الاِمام أحمد بن يحيى بن المرتضى ، مات شهيداً بالطاعون سنة 840هـ.
    ومعظم رجال طبقات المذهب الزيدي من العلماء المجتهدين. ولذلك فلا يصدق عليهم القول بأنّهم في مستوى طبقة مجتهدي المذهب لاَنّ هذه الطبقة لاتظهر دائماً إلاّ بين رجال المذاهب التي لا توجب الاجتهاد على المتمكن منه وليس كذلك المذهب الزيدي. وبالتجوز يمكن أن يوجد في طبقات المذهب من هو في درجة المجتهد المنتسب. أمّا الاَكثر فهم في درجة المجتهد المطلق. وقد ظهر من هوَلاء بعد طبقة المذاكرين الكثير ومنهم : الاِمام يحيى شرف الدين مات سنة 965 هـ والاِمام القاسم بن محمد مات سنة 1029 هـ والاِمام محمد بن إسماعيل الاَمير مات سنة 1182هـ. والاِمام عبد القادر بن أحمد عبد القادر بن الناصر شرف الدين مات سنة 1207 هـ وغيرهم.
    وكانت كل الموَلفات الزيدية لاتقتصر على ذكر القول المختار لديها ، وإنّما تجمع كل الاَقوال المشهورة للاَئمة والعلماء : أي أنّها موَلفات أُممية وموسوعات لما توَلف فيه. لذلك فالقول المختار للمذهب إنّما كان يوَخذ من أفواه المشائخ ويتناقل بالرواية ، حتى جاء القاضي حسن بن أحمد الشبيبي رحمه اللّه مات سنة 1169هـ فوضع كلمة (مذهب) في كتابه شرح الاَزهار على القول المختار للمذهب تمييزاً له عن سائر أقوال الاَئمة والعلماء الزاخر بها كتاب شرح الاَزهار المعروف واستحسن هذه العلامة سائر العلماء في عصره. ولمكانته في العلم والتقوى تلقّفها عنه الطلاب ، وصارت نسخته من أهم المراجع في ذلك عند الطلاب. كما ذكره الموَلف الموَرخ السيد محمد زباره رحمه اللّه في ملحق البدر الطالع ص 68 (1)
    1 ـ علي بن عبد الكريم الفضيل شرف الدين : الزيدية نظرية و تطبيق : 16 ـ 18.

(528)
    بلغ الكلام إلى هنا عشية يوم العشرين من ربيع الاَوّل من شهور عام 1316هجرية.
    بقي الكلام حول الفرق الباقية من الشيعة وأهمها : الاِسماعيلية وبعدها الفطحية والواقفية والنصيرية وسنقوم ـ بإذن اللّه ـ بدراسة مذاهبهم في الجزء الثامن وبه تتم أجزاء هذه الموسوعة المباركة إن شاء اللّه.
    تم هذا الجزء بيد موَلّفه جعفر السبحاني ابن الفقيه الشيخ محمد حسين السبحاني التبريزي. وأرجو من اللّه سبحانه أن يجعله خير وسيلة للصلة بين الطائفتين المتمسكتين بالثقلين كتاب اللّه وأهل البيت آمين رب العالمين.
بحوث في الملل والنحل ـ جلد السابع ::: فهرس