المحسن السبط ::: 21 ـ 30
(21)
فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : وما إسم ابن هارون يا جبرئيل؟ ، قال : شبّر ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : لساني عربي ، قال : سمّه الحسن.
     إلى أن قالت : فلمّا كان بعد حول من مولد الحسن ولد الحسين ( عليه السلام ) ، فجاءني ( عليه السلام ) فقال : يا أسماء هاتي ابني ، فدفعته إليه في خرقة بيضاء ، فأذّن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى ووضعه في حجره وبكى ، قالت أسماء : ـ وسألته عن سبب بكائه فأخبرها بمقتله إلى أن قالت : ـ ثم قال لعلي ( عليه السلام ) : بأيّ شيء سمّيت ابني هذا؟ فقال : ما كنت لاسبقك باسمه يارسول الله ، وقد كنت أحب أن أسميه حرباً ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ما كنت لأسبق باسمه ربي ( عزّ وجلّ ) ، فأتاه جبرئيل فقال : الجبّار يقرؤك السلام ويقول : سمّه باسم ابن هارون ، قال : وما اسم ابن هارون؟ قال : شبير ، قال : لساني عربي ، قال : سمّه الحسين ، فسمّاه الحسين.
     أقول : وأوّل ما في هذا الخبر : أنّ أسماء بنت عميس لم تكن يومئذٍ بالمدينة لتُقبّل فاطمة ( عليها السلام ) بابنيها الحسن والحسين ، لأنّها كانت مع زوجها جعفر بن أبي طالب بالحبشة ، ولم يرجع جعفر إلى المدينة إلاّ بعد فتح خيبر في السنة السابعة من الهجرة ، وولادة الحسن ( عليه السلام ) كانت في السنة الثالثة ، والحسين في السنة الرابعة ، ومهما يكن فولادة الحسنين ( عليهما السلام ) كانت قبل رجوع جعفر بأكثر من ثلاث سنين ، وهذا يكفي في توهين الحديث المزعوم من حبّ الإمام أن يُسمي ابنيه حرباً.
     2 ـ مناقب ابن شهرآشوب (1) ، أخرج الحديث عن أحمد ، وهو الحديث الآتي برقم ( 3 ) كما في سُلّم المصادر السنّية فراجع للمقارنة ، ستجد أن أحمد ذكر في حديثه ولادة الأبناء الثلاثة ، بينما لم يذكر في المصدر المذكور إلاّ
1 ـ مناقب ابن شهرآشوب 3 : 166.

(22)
ولادة الحسنين ، فلماذا لم يذكر ولادة الثالث ومَن حذفها؟ وهل أُلحقت بالمسند بعد ذلك؟ أو حذفت من المناقب؟
     3 ـ فضائل الخمسة (1) ، وحكاه نقلاً عن الأدب المفرد للبخاري ، وسيأتي برقم ( 4 ) في سُلّم المصادر السنيّة ، وعن مستدرك الصحيحين وهو الآتي برقم ( 7 ) في سُلّم المصادر السنيّة ، ونقله في ص 171 عن مسند الطيالسي الآتي برقم ( 2 ) في أول المصادر السنيّة.
     ولمّا كانت المصادر الشيعية نقلت الحديث عن المصادر السنيّة ، فلا حاجة إلى الإطناب في تزييف ما ورد فيها بعد ملاحظة المصادر السنيّة ومناقشتها.
     والآن إلى الباب الأول ، وفيه ثلاثة فصول :
1 ـ فضائل الخمسة 3 : 169.

(23)
الفصل الأول
    مصادر الحديث واختلاف صوره
     أخرج الحديث كثير من أئمة الصحاح والسنن والمسانيد ، وأرباب التاريخ والسير من قُدامى ومحدثين.
     وسأكتفي بذكر اثنى عشر مصدراً من خيرة المصادر الأولى المعتبرة عند المحققين من علماء المسلمين ، فأذكر المصدر حسب وفاة مؤلّفه مع تعيين محلّ ذكر الحديث فيه ، ثم صورة لما ذكره ، وقد أذكر بعض ما يمتّ إلى ذلك تبعاً.
     فالأول من المصادر هو سيرة ابن إسحاق (1) ( ت 151 هـ ) قال : أنا يونس ، عن يونس بن عمرو ، وعن أبيه عن هانئ بن هانئ ، عن علي قال : لمّا ولد حسن سميته حرباً ، قال : فجاء
1 ـ سيرة ابن إسحاق : 247.

(24)
رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : أروني بُني ماذا سمّيتموه؟ فقلت : سميته حرباً ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لا ولكن اسمه حسن ، فلمّا ولدت حسيناً سميته حرباً ، فجاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : أروني ابني ما سميّتموه؟ فقلنا : سمّيناه حرباً ، فقال : لا ولكن اسمه حسين ، فلمّا ولدت الثالث سميته حرباً ، فجاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : أروني ابني ماذا سميتموه؟ فقلنا : سمّيناه حرباً ، فقال : لا ولكن اسمه محسن ، ثم قال : إنّي سميتهم ببني هارون : شبّر ، وشبيراً ، يقول : حسن وحسين.
     الثاني من المصادر هو مسند أبي داود الطيالسي (1) ( ت 204 هـ ) ، فقد ورد فيه الحديث مرّة واحدة كما يلي :
     حدّثنا أبو داود قال : حدّثنا قيس عن أبي إسحاق قال : سمعت هانئ بن هانئ يحدّث عن عليّ قال : لما ولد الحسن بن عليّ قلت : سمّوه حرباً _ وقد كنت أحب أن أكتني بأبي حرب ـ فأتى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فدعا به ، قلنا : سمّيناه حرباً ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : بل هو الحسن ، فلمّا ولد الحسين سمّيناه حرباً ، فجاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : ما سميتموه؟ قلنا : حرباً ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : هو حسين.
     وراجع منحة المعبود في ترتيب مسند أبي داود للساعاتي (2) تجد الحديث أيضاً.
     الثالث من المصادر : الطبقات الكبرى لابن سعد (3) ( ت 231 هـ ) الطبقة الخامسة ، جاء فيه الحديث بصورتين :
     1 ـ قال : أخبرنا عبيد الله بن موسى ، قال : حدّثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن هانئ بن هانئ ، عن عليّ قال : لمّا ولد الحسن سمّيته حرباً ، فجاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : أروني ابني ، ما سميتموه؟ قلنا : حرباً ، قال : بل هو حسن ، فلمّا ولد الحسين سميته حرباً ، فجاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : أروني ابني ما سميتموه؟ قلنا : حرباً ، قال : بل هو حسين ، فلمّا ولد الثالث سميته حرباً ، فجاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : أروني ابني ، ما سميتموه؟ قلنا : حرباً ، قال : بل هو محسّن ، ثم قال : سميتهم بأسماء ولد هارون شبّر وشبير ومشبّرا.
1 ـ مسند أبي داود الطيالسي 1 : 19 ، ح 129.
2 ـ منحة المعبود في ترتيب مسند أبي داود للساعاتي 2 : 129 ـ 130.
3 ـ الطبقات الكبرى لابن سعد 1 : 240.


(25)
2 ـ قال : أخبرنا الحسن بن موسى ، قال : حدّثنا زهير بن معاوية ، عن أبي إسحاق قال : لما ولد الحسن سمّاه عليّ حرباً ، قال : وكان يُعجبه أن يكنّى أبا حرب ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : وما سميتم ابني؟ قالوا : حرباً ، قال : ما شأن حرب وهو حسن.
     فلمّا ولد حسين سماه عليّ حرباً ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ما سميتم ابني؟ قالوا : حرباً ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ما شأن حرب؟ بل هو حسين ، فلمّا ولد الثالث سمّاه حرباً ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ما سميتم ابني؟ قالوا : حرباً ، فقال : ما شأن حرب هو محسِن أو محسّن.
     الرابع من المصادر هو مسند أحمد بن حنبل (1) ( ت241 هـ ) ، فقد ورد فيه الحديث كما يلي :
     حدّثنا عبد الله ، حدّثني أبي ، حدّثنا يحيى بن آدم ، حدّثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن هانئ بن هانئ ، عن عليّ ( رضي الله عنه ) قال : لما ولد الحسن سميته حرباً ، فجاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : أروني ابني ما سميته؟ قال : قلت : حرباً ، قال : بل هو حسن ، فلمّا ولد الحسين سميته حرباً ، فجاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : أروني ابني ما سميته؟ قلت : حرباً ، قال : بل هو حسين ، فلما ولد الثالث سميته حرباً ، فجاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : أروني ابني ما سميته؟ قلت : حرباً ، قال : بل هو محسن ، ثم قال : سميتهم بأسماء ولد هارون شبّر وشبير ومشبّر.
     وأورده مرّة ثانية وثالثة (2) بسند آخر ، وتفاوت في اللفظ وإليك نصّه :
     حدّثنا عبد الله ، حدّثني أبي ، حدّثنا حجاج ، حدّثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن هانئ بن هانئ ، عن عليّ ( رضي الله عنه ) قال : لما ولد الحسن جاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : أروني ابني ما سميتموه؟ قلت : سميته حرباً ، قال : بل هو حسن ، فلمّا ولد الحسين قال : أروني ابني ما سميتموه؟ قلت : سميته حرباً ، قال : بل هو حسين ، فلمّا ولد
1 ـ مسند أحمد بن حنبل 1 : 98.
2 ـ المصدر نفسه 1 : 118.


(26)
الثالث جاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : أروني ابني ما سميتموه؟ قلت : حرباً ، قال : بل هو محسن ، ثم قال : سميتهم بأسماء ولد هارون شبّر وشبير ومشبّر.
     وأخرجه عن أحمد الديار بكري في تاريخ الخميس ، والكنجي الشافعي في كفاية الطالب (1) ، وأخرجه أحمد أيضاً في كتاب الفضائل كما في ( الحسين والسنة ) (2).
     والغريب أنّ من الشيعة من أخرج ذلك دون التنبيه إلى ما فيه من خفايا البلايا ، كما مرّ في ذكر المصادر الشيعية التي تسرّب إليها الحديث.
     الخامس من المصادر هو الأدب المفرد للبخاري (3) ( ت 256 هـ ) ، جاء فيه الحديث بصورة واحدة :
     حدّثنا أبو نعيم ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن هانئ بن هانئ ، عن عليّ ( رضي الله عنه ) قال : لما ولد الحسن ( رضي الله عنه ) سميته حرباً ، فجاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : أروني ابني ما سميتموه؟ قلنا : حرباً ، قال : بل هو حسن.
     فلما ولد الحسين ( رضي الله عنه ) سميته حرباً ، فجاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : أروني ابني ما سميتموه؟ قلنا : حرباً ، قال : بل هو حسين ، فلما ولد الثالث سميته حرباًَ ، فجاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : أروني ابني ما سميتموه؟ قلنا : حرباً ، قال : بل هو محسن ، ثم قال : إنّي سميتهم بأسماء ولد هارون شبّر وشبير ومشبّر.
     وعقّب المحقق على ذلك فقال : ليس في شيء من الكتب الستة ، وجاء في كتاب فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد (4) ، تأليف فضل الله الجيلاني استاذ في الجامعة العثمانية ما يلي : أخرجه ابن عبد البر في الاستيعاب من طريقين
1 ـ تاريخ الخميس 1 : 418, كفايه الطالب : 352.
2 ـ الحسين والسنة : 15.
3 ـ الأدب المفرد للبخاري : 213.
4 ـ فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد تأليف فضل الله الجيلاني 2 : 288.


(27)
كلاهما عن إسرائيل إلى آخره ، والحاكم وقال : صحيح الاسناد ، وأحمد ، وقال الحافظ في الإصابة : إسناده صحيح.
     السادس من المصادر هو أنساب الأشراف للبلاذري (1) ( ت 279 هـ ) ، فقد جاء فيه :
     حدّثني أبو عمرو الزيادي ، حدّثنا عبد الله بن رجاء ، حدّثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق أنّ علياً قال : لمّا ولد الحسن سميته حرباً ، فجاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : أروني ابني ما سميتموه؟ قلنا : حرباً ، فقال : هو الحسن ، فلمّا ولد الحسين سميناه حرباً ، فجاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : أروني ابني ما سميتموه؟ قلنا : حرباً ، فقال : هو الحسين ، فلما ولد الثالث جاء فقال : أروني ابني ما سميتموه؟ قلنا : حرباً قال : هو محسن ، إنّما سميتهم بأسماء ولد هارون شبر شبير ومشبر.
     حدّثنا عبد الله بن صالح ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق بنحوه ، ورواه أيضاً بسندٍ آخر عن ابن سعد ، ذكره في ترجمة الحسين ( عليه السلام ) (2).
     السابع من المصادر هو المعجم الكبير للطبراني (3) ( ت 360 هـ ) ، جاء فيه الحديث بخمسة أسانيد :
     1 ـ حدّثنا عثمان بن عمر الضبّي ، حدّثنا عبد الله بن رجاء ، أخبرنا إسرائيل ، عن هانئ بن هانئ ، عن عليّ ( رضي الله عنه ) قال : لما ولد الحسن سميته حرباً ، فجاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : أروني ابني ما سميتموه؟ فقلت : حرباً ، فقال : بل هو حسن ، فلمّا ولد الحسين سميناه حرباً ، فأتى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : ائتوني بابني ما سميتموه؟ فقلت : حرباً ، فقال : بل هو حسين ، فلما ولد الثالث سميته حرباً ، فجاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : أروني ابني ما سميتموه؟ فقلت : حرباً ، فقال : بل هو محسن ، ثم قال : سميتهم بولد هارون شبر وشبير ومشبّر.
1 ـ أنساب الأشراف للبلاذري 1 : 404.
2 ـ ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) 3 : 144.
3 ـ المعجم الكبير للطبراني 3 : 100_101.


(28)
2 ـ حدّثنا محمّد بن يحيى بن سهل بن محمّد العسكري ، ثنا سهل بن عثمان ، ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، عن أبيه ، عن أبي إسحاق ، عن هانئ بن هانئ ، عن عليّ ( رضي الله عنه ) قال : لما ولد الحسن ابن عليّ ( رضي الله عنه ) جاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : أروني ابني ما سمّيتموه؟ قلت : سميته حرباً ، قال : بل هو حسن ، فلمّا ولد الحسين بن عليّ ( رضي الله عنه ) جاء فقال مثل قوله ، فقلت : سميته حرباً ، فقال : بل هو حسين ، فلمّا ولد الثالث جاء فقال مثل قوله ، فقلت : سميته حرباً ، فقال : بل هو محسن ، ثم قال : سميتهم بولد هارون شبر وشبير ومشبر.
     3 ـ حدّثنا محمّد بن أبان الأصبهاني ، حدّثنا إسماعيل بن عمرو البجلي ، ثنا قيس بن الربيع ، عن أبي إسحاق ، عن هانئ بن هانئ ، عن عليّ ( رضي الله عنه ) قال : كنت أحبّ أن أكتني بأبي حرب ، فلمّا ولد الحسن سميته حرباً ، فجاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : ما سميتم؟ فقلت : سميته حرباً ، فقال : هو الحسن.
     4 ـ حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا أبو كريب ، ثنا إبراهيم بن يوسف ، عن أبيه ، عن أبي إسحاق ، عن هانئ بن هانئ ، عن عليّ ( رضي الله عنه ) قال : لما ولد الحسن سميته حرباً ، فقال لي : لا ولكن سمّه حسناً ، ثم ولد الحسين فسميته حرباً ، فقال لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ما سميته؟ فقلت : حرباً ، قال : بل سمّه حسيناً ، ثم ولد آخر فسميته حرباً ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ما سميته؟ قلت : حرباً ، قال : سمّه محسناً.
     5 ـ حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا عبد الله بن عمر بن أبان ، ثنا يحيى بن عيسى الرملي التميمي ، ثنا الأعمش ، عن سالم بن أبي الجعد قال : قال عليّ ( رضي الله عنه ) : كنت رجلاً أحب الحرب ، فلمّا ولد الحسن هممت أن أسميه حرباً ، فسمّاه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الحسن ، فلما ولد الحسين هممت أن أسميه حرباً فسمّاه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الحسين ، وقال ( صلى الله عليه وآله ) : إنّي سميت إبنيّ هذين باسم إبني هارون شبراً وشبيراً.
     الثامن من المصادر هو المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري (1) ( ت 405 هـ ) ، جاء فيه بصورتين :
1 ـ المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري 3 : 165.

(29)
1 ـ أخبرنا أبو العباس محمّد بن أحمد المحبوبي بمرو ، ثنا سعيد بن مسعود ، ثنا عبيد الله بن يونس ، أنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن هانئ بن هانئ ، عن عليّ ( رضي الله عنه ) قال : لما ولدت فاطمة الحسن جاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : أروني ابني ما سميتموه؟ قال : قلت : حرباً ، قال : بل هو حسن.
     فلمّا ولدت الحسين جاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : أروني ابني ما سمّيتموه؟ قلت : سميته حرباً ، قال : بل هو حسين ، ثم ولدت الثالث جاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : أروني ابني ما سمّيتموه؟ قلت : سميته حرباً ، قال : بل هو محسن ، ثم قال : إنّما سميتهم باسم ولد هارون شبر وشبير ومشبر.
     وعقّب الحاكم على الحديث بقوله : هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه ، وتبعه الذهبي في التلخيص ، فذكر الحديث مبتدءاً بالسند من هانئ بن هانئ ثم قال في آخره : صحيح ، رواه إسرائيل عن جدّه.
     ثم إنّ الحاكم أخرج الحديث مرّة ثانية (1) كما يلي :
     2 ـ حدّثنا أبو الحسن عليّ بن محمّد الشيباني بالكوفة ، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الزهري ، ثنا جعفر بن عون ، ثنا يونس بن أبي إسحاق ، عن أبيه ، عن هانئ بن هانئ ، عن عليّ قال : لما أن ولد الحسن سميته حرباً ، فقال لي النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ما سميت ابني؟ قلت : حرباً ، قال : بل هو الحسن ، فلمّا ولد الحسين سميته حرباً ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ما سميت ابني؟ قلت : حرباً ، قال : هو الحسين ، فلما ولد محسن قال : ما سميت ابني؟ قلت : حرباً ، قال هو محسن ، ثم قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : إنّي سمّيت بَنيّ هؤلاء بتسمية هارون بنيه شبّراً وشبيراً ومشبّراً.
     وعقّب الحاكم على الحديث بقوله : هذا الحديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه ، وذكره الذهبي في التلخيص مختصراً وعقب بقوله : قلت مرّ من حديث إسرائيل.
1 ـ المصدر نفسه 3 : 168.

(30)
التاسع من المصادر هو السنن الكبرى للبيهقي (1) ( ت 458 هـ ) ، جاء فيه :
     أخبرنا أبو عليّ الروذباريّ ، أنبأ عبد الله بن عمر بن أحمد بن شوذب المقري بواسط ، أنبأ شعيب بن أيوب ، ثنا عبيد بن موسى ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن هانئ بن هانئ ، عن عليّ قال : لمّا ولد الحسن سمّيته حرباً ، فجاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : أروني ابني ما سميتموه؟ فقلت : حرباً ، فقال : بل هو حسن.
     ثم ولد الحسين فسميته حرباً ، فجاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : أروني ابني ماسميتموه؟ فقلت : حرباً ، فقال : بل هو حسين ، فلمّا ولد الثالث سميته حرباً ، فجاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : أروني ابني ما سميتموه؟ قلت : حرباً ، قال : بل هو محسن ، ثم قال : سميتهم بأسماء ولد هارون شبّر وشبير ومشبّر.
     ثم قال البيهقي : رواه يونس بن أبي إسحاق عن أبيه ، وقال في الحديث : إنّي سميت بَنيّ هؤلاء بتسمية هارون بنيه ، وروي في هذا المعنى أخبار كثيرة.
     وجاء فيه أيضاً (2) : أخبرنا عليّ بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد ، ثنا عثمان بن عمر ، ثنا ابن رجا ، ثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، ح ( حيلولة ) وحدّثنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو الحسن عليّ بن محمّد الشيباني بالكوفة ، ثم ساق الحديث سنداً ومتناً كما مرّ في الحديث الثاني عند الحاكم في المستدرك حرفاً بحرف ، ثم عقّب البيهقي بقوله : لفظ حديث يونس ، وفي رواية إسرائيل : أروني ابني ما سميتموه؟ والباقي بمعناه.
     العاشر من المصادر هوتاريخ دمشق لابن عساكر ( ت 571 هـ ) ، ( ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) بتحقيق المحمودي ) (3) جاء الحديث فيه بثلاث صور :
1 ـ السنن الكبرى للبيهقي 6 : 163.
2 ـ المصدر نفسه 7 : 63.
3 ـ ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) من تاريخ دمشق : 17 ـ 18.
المحسن السبط ::: فهرس