المحسن السبط ::: 91 ـ 100
(91)
ورأيي أنّ هذه القصة لا أصل لها ، لأنّ عمر كما كان شديداً في دينه ، صلباً في حق الله ، كان رحيماً بالضعيف ، رؤوفاً بالمسلمين ، بريئاً من ارتكاب مثل هذه الجناية ، ولو كان لها أصل لصدقها جميع الشيعة.
     هذا ما ساقه علي جلال وما قاله ، وما أظن أنّه خفي على القارئ تأثير الرواسب الموروثة فيما حكاه عن غيره وما قاله من نفسه ، ومهما يكن فلنقرأ الآن ما في الفصول الثلاثة ، ولننظر هل أنّ المحسن السبط مولود أم سقط؟


(92)

(93)
الفصل الأول
فيمن ذكر المحسن من أولاد أمير المؤمنين وفاطمة ( عليهما السلام )
     وبدءاً فليعلم القارئ أنّ من هؤلاء من يأتي ذكره مكرراً في الفصل الثاني أيضاً ، وربما في الفصل الثالث أيضاً؛ لأنّه يدخل في عنواني الفصلين فتنبه.
     1 ـ محمد بن إسحاق ( ت 151 هـ ) في كتاب السير والمغازي (1) ، وذكر حديث الاكتناء بأبي حرب وفيه ذكر المحسن ، وقد مرّ في الباب الأول.
     2 ـ محمد بن سعد ( ت 231 هـ ) في الطبقات ، وقد مرّ ذكر حديثه في الباب الأول من هذه الرسالة ( صحة السلب عن حديث اكتناء الإمام بأبي حرب ) برقم ( 2 ) في سلّم المصادر فراجع.
     3 ـ أحمد بن حنبل ( ت 241 هـ ) في المسند ، وقد مرّ حديثه في الباب الأوّل كسابقه ، فراجع رقم ( 3 ).
     4 ـ محمد بن إسماعيل البخاري ( ت 256 هـ ) في الأدب المفرد ، ومرّ حديثه في الباب الأول برقم ( 5 ) فراجع.
1 ـ السير والمغازي : 247.

(94)
5 ـ ابن قتيبة ( ت 276 هـ ) في كتاب المعارف (1) فقال : فولد علي الحسن والحسين ومحسناً ، وسيأتي ذكره في الفصل الثاني وقوله : فهلك وهو صغير ، كما سيأتي في الفصل الثالث حكاية قوله في كتاب المعارف : انّ المحسن فسد من زحم قنفذ ، وسيأتي تحقيق وافٍ عن كتابيه ( الإمامة والسياسة ) و ( المعارف ) في الملاحق آخر الرسالة.
     6 ـ البلاذري ( ت 279 هـ ) ذكره في أنساب الأشراف ، وقد مرّ حديثه في الباب الأول برقم ( 6 ) في سلّم المصادر ، ويأتي ذكره في الفصل الثاني أيضاً.
     7 ـ ابن حبان البستي ( ت 354 هـ ) ذكره في كتابه الثقات (2) ، وفي السيرة النبوية ، وأخبار الخلفاء (3).
     8 ـ الطبراني ( ت360 هـ ) ذكره في المعجم الكبير ، ومرّ حديثه في الباب الأول برقم ( 7 ) في سلم المصادر.
     9 ـ ابن خالويه اللغوي ( ت 370 هـ ) حكى عنه ابن منظور في لسان العرب تفسيره للأسماء الثلاثة شبر وشبير ومشبر ، كما سيأتي ذلك.
     10 ـ الدار قطني ( ت 385 هـ ) ذكره في كتابه الافراد ، كما حكاه عنه السيوطي في الجامع الكبير ، وتبعه المتقي الهندي في كنز العمّال (4).
     11 ـ الحاكم النيسابوري ( ت 405 هـ ) ذكره في المستدرك على الصحيحين ، ومرّ حديثه في الباب الأول برقم ( 8 ) فراجع.
     12 ـ محمد بن سلامة القضاعي ( ت 454 هـ ) الأنباء بأبناء الأنبياء (5).
1 ـ المعارف : 210.
2 ـ كتاب الثقات 2 : 144.
3 ـ أخبار الخلفاء : 409 و 553.
4 ـ كنز العمّال 13 : 103.
5 ـ الأنباء بأبناء الأنبياء : 137.


(95)
13 ـ البيهقي ( ت 458 هـ ) ذكر حديثه في دلائل النبوّة (1) وفي السنن الكبرى ، وقد مرّ ذكره في الباب الأول برقم ( 9 ) فراجع.
     14 ـ الأمير ابن ما كولا ( ت 475 هـ ) ذكر في الإكمال (2) فقال : وأما مشبّر _ بشين معجمة وباء معجمة بواحد وكسرها _ فهو أحد أولاد هارون ( عليهما السلام ).
     حدث أبو إسحاق عن الحارث عن علي ( رضي الله عنه ) قال : لما ولد الحسن سميته حرباً ، فجاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : أروني ابني فماذا سميتموه؟ فقلت : سميته حرباً ، فقال : بل هو حسن ، وقال في الحسين مثل ذلك ، وقال في محسن مثل ذلك ، ثم قال : إنّي سميتهم بأسماء ولد هارون شبراّ وشبيراً ومشبراً.
     15 ـ الحافظ ابن مندة ( ت 512 هـ ) قال في كتابه المعرفة : وولدت _ يعني فاطمة ـ لعلي الحسن ، والحسين ، والمحسن ، وأم كلثوم الكبرى ، وزينب الكبرى.
     كما حكاه عنه الخوارزمي في مقتل الحسين (3).
     16 ـ أخطب خوارزم ( ت 568 هـ ) ذكر في كتابه مقتل الحسين ( عليه السلام ) (4) ، ما تقدم نقله عن ابن مندة ولم يعقب عليه بشئ ، فهو قد ارتضاه.
     17 ـ ابن عساكر ( ت 571 هـ ) ذكر في ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) (5) ما تقدم نقله فراجع حديث الباب الأول برقم ( 10 ).
1 ـ دلائل النبوّة 3 : 162.
2 ـ الاكمال 7 : 254.
3 ـ مقتل الحسين 1 : 83.
4 ـ المصدر نفسه.
5 ـ ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) من تاريخ دمشق : 17 ـ 18.


(96)
18 ـ ابن الأثير ( ت630 هـ ) في اُسد الغابة (1) ، وقد مرّ حديثه في الباب الأول برقم ( 11 ) من سلم المصادر. ذكره أيضاً في تاريخ الكامل (2) ، وسيأتي ما عنده في الفصل الثاني.
     19 ـ حسام الدين محلي ( ت652 هـ ) في الحدائق الوردية (3) قال : أولاد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : الحسن والحسين صلوات الله عليهما والمحسّن درج صغيراً ... أمهم فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ).
     20 _ النووي ( ت 676 هـ ) في تهذيب الأسماء واللغات (4) ، قال : ولعلي من الولد الحسن ، والحسين ، ومحسن ، وأم كلثوم الكبرى ، وزينب الكبرى ، كلّهم من فاطمة. ولكنه أسقط ذكر المحسن حين ذكر أولاد فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) في ترجمتها فراجع (5).
     21 ـ ظهير الدين بن الكازروني ( ت 697 هـ ) في مختصر التاريخ (6).
     22 ـ الذهبي ( ت 741 هـ ) ذكره في كتابه المشتبه (7) فقال : وبالتثقيل محسّن بن علي بن أبي طالب ، وذكره في سير أعلام النبلاء (8).
     23 ـ الخطيب التبريزي ( ت 741 هـ ) في كتاب الاكمال في أسماء الرجال (9).
1 ـ اُسد الغابة 2 : 10.
2 ـ الكامل 3 : 172.
3 ـ الحدائق الوردية 1 : 89.
4 ـ تهذيب الأسماء واللغات 1 : 349.
5 ـ المصدر نفسه 2 : 353.
6 ـ مختصر التاريخ : 54.
7 ـ المشتبه : 576.
8 ـ سير أعلام النبلاء 2 : 88.
9 ـ الاكمال في أسماء الرجال : 87.


(97)
24 ـ ابن منظور الافريقي ( ت 711 هـ ) ذكره في لسان العرب (1) فقال : قال ابن بري : لم يذكر الجوهري شبّراً وشبيراً في اسم الحسن والحسين ( عليهما السلام ) قال : ووجدت ابن خالويه قد ذكر شرحهما فقال : شبر وشبير ومشبّر هم أولاد هارون على نبينا وعليه الصلاة والسلام ، معناه بالعربية حسن وحسين ومحسن ، قال : وبها سمّى علي ( عليها السلام ) أولاده شبراً وشبيراً ومشبراً يعني حسناً وحسيناً ومحسناً رضوان الله عليهم أجمعين.
     25 ـ ابن كثير ( ت774 هـ ) ذكره في السيرة النبوية (2) فقال في عد أولاد فاطمة ( عليها السلام ) : ويقال : ومحسّناً ، وقال في مكان آخر (3) : ويقال ومحسّن.
     ولم تفارقه لهجة التمريض بالقيل في البداية والنهاية (4) فقال : وأما فاطمة فتزوّجها ابن عمها علي بن أبي طالب في صفر سنة اثنتين ، فولدت له الحسن والحسين ويقال : محسّن. ولولا أنه جزم بذكره في مكان آخر (5) لم أذكره أصلاً ، لكنه قال عند ذكر وفاة فاطمة ( عليها السلام ) : فولدت له ـ لعلي ـ حسناً وحسيناً ومحسناً وأم كلثوم التي تزوج بها عمر بن الخطاب بعد ذلك.
     26 ـ نور الدين الهيثمي ( ت 807 هـ ) ذكره في مجمع الزوائد ، وقد مرّ حديثه في الباب الأول برقم ( 12 ) في سلّم المصادر.
     27 ـ ابن الشحنة ( ت 817 هـ ) ذكره في تاريخه روضة المناظر (6) فقال : ولد لعلي من الذكور ... فمن فاطمة الحسن والحسين ومحسن.
1 ـ لسان العرب 4 : 393.
2 ـ السيرة النبوية 4 : 582.
3 ـ المصدر نفسه 4 : 611.
4 ـ البداية والنهاية 5 : 309.
5 ـ المصدر نفسه 6 : 332.
6 ـ روضة المناظر 11 : 132.


(98)
28 ـ الفيروزآبادي ( ت 817 هـ ) ذكره في القاموس المحيط (1) فقال : ومشبّر كمحدّث أبناء هارون ( عليهم السلام ) ، قيل : وبأسمائهم سمى النبي الحسن والحسين والمحسّن.
     29 ـ القلقشندي ( ت 821 هـ ) ذكره في مآثر الانافة (2) فقال : وكان له ـ لعلي ـ من الولد أربعة عشر ذكراً ، منهم الحسن والحسين ومحسن من فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ).
     30 _ ابن حجر العسقلاني ( ت 821 هـ ) ذكره في كتابه تبصير المتنبه (3) وفي فتح الباري (4) ، فقال : وأولاده ـ يعني الإمام ـ الحسن والحسين ومحسّن.
     وسيأتي ذكره في الفصل الثاني حيث ذكره في الاصابة ، وذكر موته صغيراً.
     31 ـ ابن طولون الدمشقي ( ت953 هـ ) ذكره في كتابه الأئمة الاثنا عشر (5).
     32 ـ الاشخر اليماني ( القرن العاشر ) ذكره في شرح بهجة المحافل (6).
     33 ـ المناوي ( ت 1031 هـ ) ذكره في اتحاف السائل (7).
     34 ـ البرهان الحلبي ( ت 1044 هـ ) ذكره في السيرة الحلبية (8) ، وقد ذكر حديثه كما في الباب الأول من أحاديث الاكتناء بأبي حرب وفي آخره : انّي سميتهم بأسماء ولد هارون شبر وشبير ومشبّر.
1 ـ القاموس المحيط 2 : 55 ، شبر.
2 ـ مآثر الانافة 1 : 100.
3 ـ تبصير المتنبه 4 : 264.
4 ـ فتح الباري 8 : 79.
5 ـ الأئمة الاثنا عشر : 58.
6 ـ شرح بهجة المحافل : 2 : 238.
7 ـ اتحاف السائل : 33.
8 ـ السيرة الحلبية 2 : 292.


(99)
35 ـ العصامى المكي ( ت 1111 هـ ) ذكره في سمط النجوم العوالي (1) قال : فولدت فاطمة حسناً وحسيناً ومحسّناً _ بميم مضمومة فحاء مهملة فسين مشددة مكسورة ـ وسيأتي ذكره ثانياً في الفصل الثاني حيث ذكر موته صغيراً (2).
     36 ـ المرتضى الزبيدي ( ت 1205 هـ ) ذكره في تاج العروس ( حسن ) قال : وكمحدّث محسّن بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.
     37 ـ ابن خير الله العمري ( ت حدود 1232 هـ ) ذكره في مهذب الروضة الفيحاء طبع وزارة الثقافة والارشاد العراقية ، قال : وذكر في التبيين أنها _ فاطمة ـ ولدت ثالثاً غير الحسن والحسين فسماه النبي محسّن.
     38 ـ النبهاني ( ت 1350 هـ ) ذكره في الشرف المؤبد لآل محمد (3) في حديث الاكتناء بأبي حرب على نحو ما مرّ في الباب الأول ، وفيه ذكر المحسّن.
     39 ـ الشنقيطي ( ت 1363 هـ ) ذكره في كفاية الطالب (4) فقال : ولعلي ( رضي الله عنه ) من الولد الحسن والحسين ومحسّن.
     40 _ وأخيراً _ لا آ خراً _ حسين محمد يوسف في كتابه سيد شباب أهل الجنة (5) ، ذكره نقلاً عن تاريخ الخلفاء للسيوطي ، ولم أقف على ذلك في تاريخ الخلفاء للسيوطي في مظانه ، وذكره أيضاً في مكان آخر نقلاً عن الاستيعاب (6).
     وهناك آخرون من الباحثين المحدثين لم نذكرهم اكتفاء بالإربعين الذين ذكرناهم ، ونختم هذا الفصل بما ذكره علي جلال الحسيني الذي افتتحنا نقولنا ببعض
1 ـ سمط النجوم العوالي 1 : 437.
2 ـ المصدر نفسه 2 : 512.
3 ـ الشرف المؤبد : 78.
4 ـ كفاية الطالب : 122.
5 ـ سيد شباب أهل الجنة : 68.
6 ـ المصدر نفسه : 111.


(100)
كلامه ، فقال (1) : وفي اللغة العبرية الآن شبّر معناه كسر ومشبر كاسر وشبير مكسور ، وعلى هذا يكون وجه الشبه بين أسماء بني علي وبين هارون أنّ أسماء أبناء كليهما مشتقة من مادة واحدة في اللغة ، غير أنّ هذه الأسماء ربما كان لها في اللغة العبرية القديمة معنى لم نقف عليه ، وهو الذي ذكره ابن خالويه ، لأنّه كما قال شمعون يوسف مويال في التلمود (2) : بعد سبي بابل اختلفت اللغة العامة من اللغة الأصلية ، حتى صار يعسر فهم بعض ألفاظ التوراة نفسها على بعض الخاصة.
     وأسماء أولاد هارون فيما هو موجود في أيدينا من نسخ التوراة وكتب تاريخ القوم هي : ناداب ، وأبيهو ، والعازار ، وايثاما (3) ، وفي التوراة في أخبار الايام الأولى في الإصحاح الثاني العدد 48 ما نصه : وأما معكة سرية طالب فولدت شبر وترحنة.

    وقفة عابرة مع أصحاب المصادر :
     لابد لنا من وقفة تحقيق مع تلك المجموعة الكبيرة والكثيرة من حفاظ السنة ، وأعلام المؤرخين والكتاب المحدثين ، الذين مرّ ذكرهم وما قالوه في المحسن ( عليه السلام ).
     وهم على ما قرأنا ماعندهم يمكن أن نجعلهم قسمين ، فقسم منهم ذكر المحسن مولوداً مع خصوصيات لم ترد عنه ، والقسم الثاني فقد ذكروه موجوداً ، دون التعرض لذكر زمان ومكان ولادته.
     فأما الذين ذكروه مولوداً ، فهم الذين مرّ ذكرهم وما عندهم في الباب الأول في حديث الاكتناء بأبي حرب ، فقد ذكروا المحسن وشاركوه مع أخويه الحسنين في تمني الإمام ( عليه السلام ) الاكتناء بأبي حرب عند ولادتهم ، إلاّ أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
1 ـ مقتل الحسين وما يتعلق به 1 : 23 ـ 24.
2 ـ التلمود : 48.
3 ـ التوراة عدد 1 من الإصحاح 24 من أخبار الأيام الأولى ، والتاريخ المقدّس تأليف ميشل ماير الحاخام المساعد لحاخام باريس الأكبر : 95.
المحسن السبط ::: فهرس