المحسن السبط ::: 191 ـ 200
(191)
فإذا تمت لك القراءة وشط بعدها بك العناد لقداسة الموروث عندك وقد نخر جوانحك ، فعليك أن تستعد للإجابة على عدة استفهامات يطرحها من تراه خصماً ، وقد استلّها من تراثك الذي تعتز به وترجع إليه. وإن أصحابه عندك هم حفظة الآثار ونقلة الأخبار ، وغير متهمين عليك في ولائهم وانتمائهم لمن تتولّى ، وقد اعتدى بعد ما تولّى.
     أما إذا عجزت عن الجواب فعليك أن تخضع للحقيقة ، وإن كانت النتائج محزنة ومخزية ، محزنة لك ومخزية لأولئك النفر الذين يعيشون على فتات القداسة ، مما نثرته السياسة بحجة وبغير حجة.
     وسوف تتجلّى لك الحقائق التي اُحيطت بضبابية كادت ولمّا ، تمحو كل ما في خزين الذاكرة عن أحداث ذلك العهد ، وليس من حقك أن تشهر سلاحك بوجه من يقول لك هلمّ فاقرأ كتابيه ، فإنّه القول الفصل وما هو بالهزل ، وكيف بك إذا قال لك هلمّ نقرأ آيات من سورة التوبة ، فهل يسعك الرفض وتشيح بوجهك عنها وعنه؟
     اللهم ما عليك إن كنت مسلماً حقاً إلا أن تستجيب لما يتلو عليك من قول الله سبحانه وتعالى : « يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ مَا كَانَ لأهْلِ المَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الأعْرَابِ أنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللّهِ وَلا يَرْغَبُوا بِأنفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلا يَطَ ـ ئُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلا إلا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إنَّ اللّهَ لا يُضِيعُ أجْرَ المُحْسِنِين وَلا يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً وَلا يَقْطَعُونَ وَادِياً إلا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللّهُ أحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ » (1).
1 ـ التوبة : 119 ـ 121.

(192)
ثلاث آيات مباركات من سورة التوبة ، فيها أمر وفيها تحذير وفيها ترغيب.
     فأولها : أمرت بالتقوى واتباع الصادقين ، فمن هم الصادقون؟
     وثانيها : فيها تحذير ونهي شديد لأهل المدينة ومن حولها من الأعراب عن التخلّف عن رسول الله ، ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ، فمن هو نفس النبي ( صلى الله عليه وآله ) في حياته ومن بعده؟
     وثالثة الآيات : فيها ترغيب عظيم لمن كان متبعاً ومهتدياً بهدي الرسول ( صلى الله عليه وآله ).
     وإذا تلمّسنا الجواب على سؤال من هم الصادقون؟ نجد حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس ( رحمه الله ) يجيب على ذلك بأنّ الآية نزلت في علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، هكذا رواه الحاكم الحسكاني (1) ، لكن الحمويني الجويني في فرائد السمطين (2) ، روى الحديث عن ابن عباس ( رضي الله عنه ) في هذه الآية قال : ( علي بن أبي طالب وأصحابه ).
     أما الجواب عن السؤال الثاني ، فيجيب عليه القرآن الكريم في آية المباهلة حيث قال تعالى : « فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أبْنَاءَنَا وَأبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأنْفُسَنَا وَأنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللّهِ عَلَى الكَاذِبِينَ » (3).
     وقد اتفق المفسرون والمحدّثون والإخباريون على أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) أخرج معه يوم المباهلة الحسن والحسين وفاطمة وعلي ، فأبناؤنا : الحسن والحسين ، ونساؤنا : فاطمة ، وأنفسنا : علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ).
     وقد أوضحت ذلك وما يتعلق به في كتاب علي إمام البررة (4) ' عن أكثر من خمسين مصدراً.
1 ـ شواهد التن ـ زيل 1 : 260.
2 ـ فرائد السمطين باب/ 68.
3 ـ آل عمران : 61.
4 ـ علي إمام البررة 1 : 425.


(193)
وحيث دلّت الآية الكريمة على مساواة علي للنبي ( عليه السلام ) في جملة من خصائصه إلاّ النبوة ، فيكون علي الذي هو نفس النبي بنص آية المباهلة ، هو المعنيّ بالآية في سورة التوبة؛ لقوله تعالى : « وَلا يَرْغَبُوا بِأنفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ » (1) ، ولو كان الضمير يعود إلى شخص النبي ( صلى الله عليه وآله ) لقال : ولا يرغبوا بأنفسهم عنه ، كما هو مقتضى البلاغة.
     إذن فإنّا يجب علينا أن نتبع علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) لأنّه إمام الصادقين ، ولا نرغب بأنفسنا عن نفسه ، لأنّه هو نفس رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأنّه ليس بنبي كما قال له ( صلى الله عليه وآله ) في حديث المنزلة : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلا أنّك لست بنبي ، إلا أنّه لا نبي بعدي.
     وفي ثالث : علي منّي وأنا من علي وفي رابع : لا يؤدّي عنّي إلاّ أنا وعلي كما في حديث تبليغ براءة (2).
     وقد ذكر السيوطي في تفسيره الدر المنثور (3) تفسير الآيتين الكريمتين : « مَا كَانَ لأهْلِ المَدِينَةِ.. » إلى آخر الآيتين فذكر حديث المنزلة ، وأنّ علياً هو نفس رسول الله ( صلى الله عليه وآله ).
     كما ذكر نقلاً عن ابن أبي حاتم ، عن الأوزاعي ، وعبد الله بن المبارك ، وإبراهيم بن محمد الفزاري ، وعيسى بن يونس السبيعي ، أنّهم قالوا في قوله تعالى : « وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلا إلا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ » (4) ، قالوا : هذه الآية للمسلمين إلى أن تقوم الساعة.
1 ـ التوبة : 120.
2 ـ راجع كتاب ( علي إمام البررة ) 2 : 80 _ 95, نقلاً عن أكثر من ثمانين مصدراً سنيّاً.
3 ـ الدر المنثور 3 : 292.
4 ـ التوبة : 120.


(194)
فإذا تحررنا من بعض الرواسب ، وأضفنا إلى قراءتنا القرآنية قراءة قوله تعالى في سورة التوبة أيضاً : « ألَمْ يَعْلَمُوا أنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَأنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا ذَلِكَ الخِزْيُ العَظِيمُ » (1).
     وعطفاً على ما سبق نقرأ قوله تعالى : « لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَاليَوْم ِ الآخِر ِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أوْ أبْنَاءَهُمْ أوْ إخْوَانَهُمْ أوْ عَشِيرَتَهُمْ اُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإيمَانَ وَأيَّدَهُمْ بِرُوح ٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّات تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ اُوْلَئِكَ حِزْبُ اللّهِ ألا إنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ المُفْلِحُونَ » (2).
     فبعد هذه القراءات القرآنية في الآيات المباركات ، يجب على كلّ مسلم أن يتحرّر من نوازع الرواسب ، ويتحرّز من نوازع الشيطان ، ويتمسّك بتولّي من لا تصح الأعمال إلاّ بولايته ، بل وحتى يجب عليه التبري من كلّ من خالف الحق من قريب أو غريب نسباً أو سبباً.
     وإذا غامت عليك دنيا العقائد والأفكار بسُحُب التضليل ، ولم تتمكن من معرفة من كان على الحق ومن لم يكن ، فعليك بالرجوع إلى التن ـ زيل فهو خير دليل ، والى التأويل فيما صح عن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، فعند ذلك يتجلّى لك الحق المبين في معنى قوله تعالى : « وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ».
     وقد مرّ بنا عن حبر الأمة عبد الله بن عباس ( رحمه الله ) إنّ الآية الكريمة نزلت في علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وأصحابه ، كما رواه من لا يتهم في تسنّنه ، فلا مجال حينئذٍ للتوقف عند بوابة التشكيك في وجوب اتباع الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ).
     كما لا مجال للزعم بأنّ الصحابة كلّهم من أصحابه ، ( وبأيّهم اقتديتم اهتديتم ) فذلك زعم كاذب؛ لأنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) مايز بين الصحابة ، وأفصح عن الميزان بقوله : علي
1 ـ التوبة : 63.
2 ـ المجادلة : 22.


(195)
مع الحق والحق مع علي ـ وعلى لسانه ـ : والحق يدور حيثما دار علي كما في حديث أبي ذر الغفاري ( أصدق ذي لهجة ) كما وصفه النبي ( صلى الله عليه وآله ).
     وقوله الآخر : علي مع الحق والقرآن ، والحق والقرآن مع علي ، ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض كما في حديث أم سلمة.
     وما حديث عائشة عن ذلك ببعيد ، فقد قال لها أخوها محمد بن أبي بكر يوم الجمل : أنشدك الله أتذكرين يوم حدثتني عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : الحق لن يزال مع علي ، وعلي مع الحق ، لن يختلفا ولن يفترقا ؟ فقالت : نعم.
     وثالثة من أمهات المؤمنين ، وهي ميمونة بنت الحارث الهلالية ، قالت لمن أخبرها أنّه بايع علياً ، قالت : ( فالحق به فوالله ما ضل وما ضُلّ به ).
     وهكذا تتوارد الأحاديث عن الرسول الكريم ، وعن الصحابة في تمييز الحق وأنّه مع علي ، حتى روي عن ابن عباس ( رضي الله عنه ) قال : ( ستكون فتنة فمن أدركها منكم فعليه بخصلة من كتاب الله تعالى وعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فإنّي سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو يقول : هذا أوّل من آمن بي ، وأوّل من يصافحني ، وهو فاروق هذه الأمّة ، يفرق بين الحق والباطل ، وهو يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب الظلمة ، وهو الصدّيق الأكبر ، وهو بابي الذي أوتي منه ، وهو خليفتي من بعدي (1).
     فبعد هذا فلا مبرر لمنكر أو مستنكر أن يشنع على من تولّى علياً في حياته وبعد مماته ، وتبرأ من أعدائه في حياته وبعد مماته ، ما دام هو ميزان الحق ، ولا يعدل إنسان مسلم بالحق شيئاً.
1 ـ راجع بشأن هذه الأحاديث وغيرها كتاب ( علي إمام البررة ) 1 : 342 ـ 352 ، ستجد المصادر جميعها من التراث السني الذي لا يسع القارئ السنيّ نبذه.

(196)
    2 ـ لابد لكل سؤال من جواب :
     كم من أحداث مريرة وكثيرة مرّت في تاريخ المسلمين منذ عصر الصحابة وما تلاه ، تثير عند قراءتها تساؤلات :
     لماذا الحَدَث؟
     ولحساب مَن كان الحدَثَ؟
     ومَن قام بالحَدَث؟
     وهكذا سؤال يتبعه سؤال ، ولابدّ لكل سؤال من جواب ، وقد نقرأ بعض الأجوبة وهي غير مقنعة ، بل مقنّعة ومصطنعة ، تهدف إلى تمييع الحدث وتضييع الحق ، بين غمغمة المؤرّخ وطمطمة المحدِّث ، إما بحجة ضعف الاسناد فيها ، أو زعم نكارة المتن ، وهكذا تبقى غمامة الريب تظلل شمس الحقيقة ، ولكن سرعان ما ينجلي السحاب ويتبين وجه الحق ، ويعرف الجواب على الصواب.
     ولما كان أقسى حادث حدث في صدر الإسلام ، هو ما أعقب وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) بدءاً من سقيفة بني ساعدة ، وما حصل فيها من تنازع نفر من المهاجرين مع جماعة الأنصار في اغتنام الخلافة ، وما تم أخيراً من استلابها لصالح النفر المهاجرين ، وما تبع ذلك من انقسام في صفوف جماعة المسلمين ، فكانت الشيع والأحزاب تعصف بالرجال من هنا وهناك ، وجاء النفر المهاجرون الذين فازوا بالخلافة على الأنصار بحجة أنّ محمداً ( صلى الله عليه وآله ) منهم ، جاؤوا إلى بيت محمد ليحرقوا بنت محمد ومن معها في البيت؛ لأنّ علياً نفس محمد ـ بنص آية المباهلة ـ


(197)
وأخا محمد ، وابن عم محمد ، وصهر محمد اعتزلهم وما يعبدون ويريدون ، وامتنع من الاعتراف بشرعيتهم.
     لكن المخالفين لم يكن ليتركوه وشأنه حتى يقسروه على البيعة طوعاً أو كرهاً ، وهذا ما حدث ، فجرت خطوب أقساها هو الهجوم على بيت علي وفاطمة ( عليهما السلام ) بشراسة وعنجهيّة لم يسبق لها مثيل في تاريخ المسلمين ، بل ولا قبله فكان العنف والفظاظة مع قبس من نار ، وحزمات الحطب تحملها رجال غلاظ شداد ، يتبعون عمر وبيده القبس يلتهب ناراً ، مهدداً بإحراق البيت على من فيه ، فهزّ ذلك المشهد مشاعر بعض المسلمين ممّن لم يكن يتوقع أن يحدث مثل ذلك ، فقالوا : إنّ في الدار فاطمة ، قال عمر : وإن!
     يالها كلمة كبرت تخرج من أفواههم ، ولشدة الصدمة فقد أثيرت حول مجموع الحدث شكوك ، وبدت المعاذير دفعاً للمحاذير ، فالبيت لعلي وفاطمة ( عليهما السلام ) بالأمس القريب كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقف على بابه طيلة تسعة أشهر كل يوم ، ويقرأ الآية الكريمة التي نزلت فيه وفيهم : « إنَّمَا يُر ِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً » (1).
     واليوم تنتهك منه الحرمة ، ويأتيه من لا يتوقع ما يأتيه ، في النفر الجفاة الجناة ، وهم معدودون في صحابته المقربين ، كيف يمكن تصديق أن يحدث مثل ذلك؟ فلا مانع من الشك ، أملاً في إسدال الحجاب على ما حدث عند الباب ، ولكن سرعان ما يتبدد ، حين يقول القائل إن لم يكن بضخامة المروي جميعاً ، فلا شك أنّه كان على نحو مّا ، لأنّه ما من دخان إلا من وراء نار ، ومن قرأ التاريخ يجد النصوص المتشابكة المتفاوتة ، وضوحاً وعتمة ، وصراحة وبهمة ، تثير التساؤلات
1 ـ الأحزاب : 33.

(198)
الآتية ، وفي معرفة الجواب عليها ستهدي القارئ إلى الحق الذي أمرنا باتباعه ، وينتشل غريق الأوهام والأحلام من بحر لجيّ في دجنة ليل الظلام ، فإلى قراءة المسائل والجواب الحاصل.
     س/ 1 : هل كان هجوم على بيت فاطمة وعلي ( عليهما السلام ) ؟
     ج : نعم ، كان الهجوم بكل معنى الكلمة ، كما ستأتي مصادره التاريخية في نصوص تاريخية يجب أن تقرأ بإمعان.
     س/ 2 : من كان الآمر بالهجوم؟
     ج : هو أبو بكر ، كما سيأتي اعترافه بذلك فلا مجال للشك.
     س/ 3 : لماذا الهجوم؟
     ج : لإخراج علي ومن معه من بني هاشم وغيرهم ممّن شايعوه على رفض بيعة أبي بكر.
     س/ 4 : من هم الذين جاؤوا وهجموا؟
     ج : هم عمر بن الخطاب وهو قائد الحملة ، وكان معه المغيرة بن شعبة ، وخالد بن الوليد ، وقنفذ ، وآخرون ستأتي أسماؤهم.
     س/ 5 : هل صحّ أنّه كان معهم نار وحطب؟
     ج : نعم ، كان معهم ذلك ، وسيأتي التفصيل في نصوص تاريخية يجب أن تقرأ بإمعان.
     س/ 6 : من كان مع علي في البيت معتصماً؟
     ج : كان معه جماعة بني هاشم ، العباس وولده ، وعقيل وآخرون من شيعته ستأتي أسماؤهم.
     س/ 7 : هل كان تدافع وتمانع عند الباب؟
     ج : نعم ، كان ذلك حين كانت فاطمة ( عليها السلام ) تمانعهم من الدخول ، فدفعوا


(199)
الباب ، وزحموا فاطمة وما رحموا فكانت الرفسة ، وكانت العصرة ، وكان الضرب ، وأخيراً كانت مأساة إسقاط ( السيد المحسن السقط ) من زحم قنفذ لها حتى أسقطت.
     س/ 8 : هل صحيح حصل الضرب ، والرفسة ، وإسقاط الجنين؟
     ج : نعم ، حصل جميع ذلك ، وستأتي مصادر ذلك.
     س/ 9 : هل كان حرق للباب؟ أم كان مجرد تهديد؟
     ج : نعم ، لقد روي أنّه رؤي الدخان ، ولا دخان من غير نار.
     س/ 10 : هل انتهت المأساة بحرق الباب؟
     ج : كلاّ ، فقد دخلت الفئة الضالّة لإخراج علي ومن معه.
     س/ 11 : هل أخرج عليّ ومن معه بعنف ومهانة؟
     ج : نعم ، لقد أخرجوهم يتلّونهم تلاّ ، حتى قادوا علياً كما يقاد الفحل المخشوش _ يعني الذي يجعل في أنفه الخشاش ، وهو الخشب الذي يدخل في عظم أنف البعير إذا استعصى قياده ـ.
     س/ 12 : هل خرجت الزهراء ( عليها السلام ) خلفه تبكي وتولول؟
     ج : نعم ، خرجت صارخة باكية وهي تقول : يا أبتاه ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة.
     س/ 13 : لماذا خرجت الزهراء؟ وكيف تمكنت من الخروج وهي قد أجهضت حملها؟
     ج : خرجت لتخلّص ابن عمها وبعلها من أيدي القوم ، ولو لم تخرج لقتل علي ، فتحاملت على نفسها فخرجت ولم تعد حتى أعادته معها في خطوب جرت.
     س/ 14 : هل انتهت الكارثة بعودتها ومعها ابن عمّها سالماً؟
     ج : لم تنته الكارثة ولن تنتهي ، وما تزال آثارها تستعر الأمة بأوارها.


(200)
    س/ 15 : من أين لنا ولكم التصديق بصحة ما تقدم من أجوبة مقتضبة؟
     ج : من خلال ما نقرأ من نصوص تالية ، بدءاً من اعتراف أبي بكر بأصل الهجوم ، وتفتيش بيت فاطمة ، وأنّه كان عن إذنه وبأمره ، كما هو واضح من صريح حديثه مع عبد الرحمن بن عوف وذلك قبل موته بخمسة عشر يوماً ، ممّا دلّ على ندمه ولات حين مندم.
     إذن لابد من قراءة الحديث أولاً ، ثم قراءة بقية النصوص التالية بعده لمعرفة صحة الأجوبة المقتضبة التي تقدمت.
المحسن السبط ::: فهرس