رياض المسائل ـ الجزء الأول ::: 106 ـ 120
(106)
يقصد بها توسعة رقعة الخلاف بين المدرستين.
    والمسائل الاساسية التي. تختلف فيها المدرستان هي :
    ( أولا ) قطعية صدور كل ما ورد في الكتب الحديثية الاربعة من الروايات لاهتمام أصحابها بتدوين الروايات التي يمكن العمل والاحتجاج بها ، وعليه فلا يحتاج الفقيه إلى البحث عن اسناد الروايات الواردة في الكتب الاربعة ، ويصح له التمسك بما ورد فيها من. الاحاديث ، وهذا هو رأي المدرسة الاخبارية.
    أما الاصوليون فلهم رأي آخر في ما ورد في الكتب الاربعة ويقسمون الحديث إلى الاقسام الاربعة المشهورة : الصحيح والحسن والموثق والضعيف ، ويأخذون بالاولين أو بالثلاثة الاول دون الاخير.
    ( وثانيا ) عدم جريان البراءة في الشبهات الحكمية التحريمية ، وهو رأي للاخباريين ، أما الاصوليون فيذهبون إلى صحة جريان البراءة في الشبهات الحكمية الوجوبية والتحريمية بالعقل والادلة النقلية.
    ( وثالثا ) نفي حجية الاجماع وهو رأي معروف للاخباريين ، أما الاصوليون فيتمسكون بالاجماع إذا كان جمن الاجماع ( المحصل ).
    ( ورابعا ) نفي حجية حكم العقل ونفي الملازمة بين الحكم العقلي والحكم الشرعي ، وتضطرب كلمات الاخباريين بشكل يصعب على الباحث أن يستخرج من كلماتهم شيئا محدد المعالم لينسبه إليهم ، فمن منكر للملازمة بين الحكم العقلي والشرعي ، وآخر منكر للحكم العقلي الظني.
    وقد أنكر المحقق الخراساني أن يكون مقصود الاخباريين إنكار حجية القطع فيما إذا كان بمقدمات عقلية. وانما تتجه كلماتهم إلى منع الملازمة بين حكم العقل بوجوب شيء وحكم الشرع بوجوبه. كما ينادي بأعلى صوته ما حكي عن السيد الصدر في باب الملازمة وأما في مقام عدم جواز الاعتماد على المقدمات العقلية لانها لا تفيد إلا الظن ، كما هو صريح الشيخ المحدث


(107)
الاسترابادي رحمه الله (1).
    ولكن مراجعة كلمات المحدث الاسترابادي نفسه يعيد إلى نفوسنا الثقة بأنه ممن لا يرتضي الاعتماد على غير الحديث حيث يقول ، كما ينقله المحقق الخراساني أيضا : وإذا عرفت ما مهدناه من الدقيقة الشريفة فنقول : إن تمسكنا بكلامهم عليهم السلام فقد عصمنا من الخطأ وإن تمسكنا بغيره لم نعصم عنه ، ومن المعلوم أن العصمة من الخطأ أمر مطلوب مرغوب فيه (2). وهذا الكلام يتنافى وما يريد المحقق الخراساني رحمه الله ان يستخلصه من كلمات الاخباريين.
    ومهما يكن من أمر فلا شك أن كلمات بعض الاخباريين يمكن أن يحمل على الخلاف الصغروي من منع حصول القطع بالحكم الشرعي عن غير الكتاب والسنة ... ولكن الظاهر مما ينسب إلى كثير منهم كالمحدث الاسترابادي والسيد نعمة الله الجزائري والمحدث البحراني (3) هو القول بعدم حجية القطع الحاصل عن غير الكتاب والسنة بعد حصوله (4).
    ولكن الذي يستطيع الباحث أن يستخلصه من كلمات الاخباريين ويطمئن إلى نسبته إليه دون أن يضر بذلك اختلاف كلماتهم هو القول بلزوم توسط الاوصياء سلام الله عليهم في التبليغ ، فكل حكم لم يكن فيه وساطتهم فهو لا يكون واصلا إلى مرتبة الفعلية والباعثية ، وان كل ذلك الحكم واصلا إلى المكلف بطريق آخر (5) فلا يمكن الاعتماد بناء على هذه الدعوى على العقل في الحكم والاجتهاد.
    ( وخامسا ) نفي الاحتجاج بالكتاب العزيز وقد وقف الاخباريون عن
1 ـ كفاية الاصول : ج 2 ص 32 و 33.
2 ـ الفوائد المدنية للاسترابادي.
3 ـ حاشية المشكيني على الكفاية : ج 2 ص 32 طبع ايران.
4 ـ راجع دراسات الاستاذ المحقق الخوئي : ج 3 ص 46 طبع النجف.
5 ـ أجود التقريرات للعلامة المحقق الخوئي : ج 2 ص 40 طبع صيدا.


(108)
العمل بالقرآن لطرو مخصصات من السنة ومقيدات على عمومه ومطلقاته ، ولما ورد من أحاديث ناهية عن تفسير القرآن بالرأي (1).
    ومهما يكن من أمر فلم يقدر لهذا الاتجاه الجديد في الاستنباط والاجتهاد أن يبقى في ساحة الصراع الفكري واختفى تقريبا من مراكز الدراسات الفقهية المعاصرة المعروفة ، ولم يعد يزاحم الاتجاه القائم في الاجتهاد لدى الشيعة في المراكز العلمية الشيعية القائمة.
    هذا كله رغم ما نكن للعلماء الاخباريين من ناحية علمية واسلامية من احترام وتقدير عميقين ، لما بذلوه من جهود ولما كانوا يتصفون به من إخلاص وتقوى ، ويكفي ان يكون منهم الشيخ صاحب الحدائق والحر العاملي مؤلف « الوسائل » وغيرهم من رجال الفقه والحديث في مدرسة أهل البيت.
    وبعد ، فهذه دراسة سريعة لتأريخ فقه أهل البيت عليهم السلام منذ ظهور هذه المدرسة في المدينة المنورة حتى مدرسة كربلاء التي إليها ينتمي مؤلف هذا الكتاب القيم الفقيه الجليل السيد علي الطباطبائي ، ويبقى علينا أن نتحدث عن مدرسة البحرين ـ المعاصرة لمدرسة اصفهان ـ ومدرسة النجف ومدرسة قم الحديثة ، لتكتمل حلقات هذه الدراسة في تاريخ فقه أهل البيت عليهم السلام.
    أسأل الله تعالى أن يوفقني لاكمال هذه الدراسة التاريخية في المستقبل القريب إن شاء الله إنه ولي التوفيق.
محمد مهدي الآصفي
الاول من ذي القعدة الحرام 1411 ه‍
قم المشرفة

1 ـ راجع الاصول العامة للفقه المقارن : ص 103 و 104 طبع بيروت.

(109)
وصاحب « الرياض » سيد أجل قد عاش سبعين بعلم وعمل محقق ، عن خاله « الآغا » نقل مقبضه : « مؤلف الرياض حل » (2)
    كذا ذكره البروجردي في « نخبة المقال » ويقصد بقوله « عن خاله الآقا » الآقا باقر الوحيد البهبهاني ، كما في شرح ذلك فيما ـ يلي :
    قال عنه تلميذه الرجالي الثقة الشيخ أبو علي الحائري المتوفى في حياة استاذه ( ت 1215 ) والذي ألف كتابه في الرجال « منتهى المقال » في حياة استاذه الوحيد البهبهاني ( ت 1206 ) كما يبدو ذلك من غضون النص التالي :
    علي بن محمد بن علي الطباطبائي ، ابن أبي المعالي الشهير ب‍ « الصغير » ، ابن أبي المعالي الكبير. هو السيد السناد ، والركن العماد ، ابن اخت الاستاذ العلامة ـ أعلى الله في الدارين مقامه ومقامه ـ وصهره على ابنته. تتلمذ عليه وتربى في حجره ونشأ ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ـ دام مجده وكبت ضاره ـ كان جده الاعلى السيد أبو المعالي الكبير صهر مولانا المقدس الصالح المازندراني ، وخلف ثلاثة أولاد ذكور هم : السيد أبو طالب والسيد علي والسيد أبو المعالي ، فهو أصغرهم ، وعدة بنات. والسيد أبو المعالي خلف السيد محمد علي لا غير ، وهو قدس سره والده سلمه الله.
    ثقة عالم عريف ، وفقيه فاضل ، غطريف ، جليل القدر وحيد العصر حسن الخلق ،
1 ـ وسيجئ ذكر حياة الماتن المحقق الحلي « رحمه الله « بقلم سماحة العلامة الشيخ محمد مهدي الآصفي في أول الجزء الثاني من هذا السفر الجليل إن شاء الله.
2 ـ هدية الاحباب : ص 194 عن نخبة المقال للبروجردي ، ونقلها المدرس في ريحانة الادب : 2 / 372 ونبه على أن التاريخ 1231 على أن تكتب كلمة : مؤلف ، بالالف : مألف ، خلافا للمألوف الصحيح في الاملاء.


(110)
عظيم الحل. حضرت مجلس إفادته ، وتطفلت برهة على تلمذته (1) فإن قال لم يترك مقالا لقائل ، وان صال لم يدع نصالا لصائل. له « مد في بقائه » مصنفات فائقة ومؤلفات رائقة.

    مولده :
    كان ميلاده الشريف في مشهد الكاظمين ـ على مشرفيه صلوات الحافقين ـ في أشرف الايام ، وهو اليوم الثاني عشر من شهر ولد فيه أشرف الانام ـ عليه وآله أفضل الصلاة والسلام ـ في السنة الحادية والستين بعد المائة والالف.
    واشتغل أولا على ولد الاستاذ العلامة الوحيد البهبهاني آدام الله أيامهما وأيامه (2) ـ فقرنه في الدرس مع شركاء أكبر منه في السن وأقدم منه في التحصيل بكثير ، وفي أيام قلائل فاقهم طرا وسبقهم كلا. ثم بعد قليل ترقى فاشتغل عند خاله الاستاذ العلامة الوحيد البهبهاني ـ آدام الله أيامه وأيامه ـ وبعد مدة قليلة اشتغل بالتصنيف والتدريس والتأليف (3).
    وذكره تلميذه الآخر المحقق الشيخ أسد الله الكاظمي الدزفولي ( ت 1237 ) في مقدمات كتابه « مقابس الانوار » ، فاصطلح على تلقيب استاذه الوحيد البهبهاني بالاستاذ الاعظم ، وعلى استاذه المترجم : بالاستاذ الوحيد ، فقال :
    ومنها [ من الالقاب المصطلحة له في كتابه ] : الاستاذ الوحيد ، لسيد المحققين ، وسند المدققين ، العلامة النحرير ، مالك مجامع الفضل بالتقرير والتحرير المتفرع من دوحة الرسالة والامامة ، المترعرع في روضة الجلالة والكرامة ، الرافع للعلوم الدينية أرفع راية ، الجامع بين محاسن الدراية والرواية ، محيي شريعة أجداده المنتجبين ، مبين معاضل الدين المبين بأوضح البراهين وأفصح التبيين ، نادرة الزمان ، خلاصة الافاضل الاعيان ، الحاوي لشتات الفضائل والمفاخر الفائق بها على الاوائل والاواخر أول مشايخي
1 ـ في المطبوع من منتهى المقال : تلامذته ، ونقله عنه المامقاني في كتابه تنقيح المقال : 2 / 307 هكذا صحيحا.
2 ـ من هنا يبدو أن هذا الكتاب « منتهى المقال » قد كتب في حياة الوحيد البهبهاني ت 1206. وإن مر قوله فيه قبل هذا : ـ أعلى الله في الدارين مقامه ، فذلك محمول على تاريخ تبييض الكتاب للطبع وهذا على عهد المؤلف.
3 ـ منتهى المقال : 224.


(111)
وأساتيذي وسنادي ، وملاذي. وعمادي : السيد علي بن محمد علي الطباطبائي الحائري ـ أدام الله وجوده ، وأفاض عليه لطفه وجوده ـ وهو ابن اخت الاستاذ الاعظم وصهره وتلميذه ، وروى عنه وأروي عنه (1).

    مشايخه :
    لم يذكر المحقق الكاظمي من مشايخ المترجم له أحدا سوى خاله الوحيد البهبهاني ، وأضاف قبله أبو علي الحائري : ولد الاستاذ ـ أي السيد محمد علي ابن السيد محمد باقر الوحيد البهبهاني ـ.
    وقال الخونساري في « روضات الجنات » ثم إني لم أتحقق ـ إلى الآن ـ رواية صاحب العنوان إلا عن شيخه وخاله واستاذه (2).
    وقال : ونقل عنه أيضا أنه كان يحضر درس صاحب « الحدائق » ليلا ، لغاية اعتماده على فضله ومنزلته ، وحذرا عن اطلاع خاله العلامة عليه. وأنه كتب جميع مجلدات « الحدائق » بخطه الشريف. وذكر والدنا العلامة ـ أعلى الله مقامه ـ أنه طلب من جنابه الكتاب المذكور أيام تشرفه بالزيارة فذهب إلى داخل الدار وأتى بحميع تلك المجلدات إليه ، فكانت عنده إلى يوم خروجه عن ذلك المشهد الشريف (3).
    تلامذته والراوون عنه :
    مر أن من تلامذته :
    1 ـ الرجالي الكبير الشيخ أبو علي محمد بن إسماعيل بن عبد الجبار المازندراني الحائري ، الذي ينتهي نسبه إلى الشيخ الرئيس أبي علي الحسين بن علي بن سينا
1 ـ مقابس الانوار : 19.
2 ـ روضات الجنات : 4 / 403.
3 ـ روضات الجنات : 4 / 403 ، والغريب أن االمامقاني بعد أن نقل مقال الحائري عن منتهى المقال في دراسة المترجم لدى ابن خاله السيد محمد علي وخاله السيد محمد باقر الوحيد ، قال : المنقول على ألسنة مشايخنا أنه شرع في طلب العلم في زمان الرجولية ، وأنه كان قبل ذلك جيد الخط مكتسبا بكتابته ( تنقيح المقال : 2 / 307 ).


(112)
البخاري ، ولد سنة 1159 ه‍ بكربلاء المقدسة وتوفي فيها سنة 1215 ه‍.
    2 ـ المحقق الشيخ أسد الله بن إسماعيل الدزفولي صاحب « مقابس الانوار » المتوفى 1237 ه‍.
    قال الخونساري في « روضات الجنات » : وأما الرواية عنه ـ رحمه الله ـ فهي لكثير ، وشرف التلمذه لديه لجم غفير منهم :
    3 ـ شيخنا وسيدنا ورأسنا ورئيسنا ، وسمينا الامام العلامة ـ أعلى الله مقامه ـ : السيد محمد باقر الشفتي المعروف بحجة الاسلام على الاطلاق ، المتوفى سنة 1260 ه‍ ، ويقول عن المترجم له : « شمس فلك الافادة والافاضة ، بدر سماء المجد والعز والسعادة ، محيي قواعد الشريعة الغراء ، مقنن قوانين الاجتهاد في الملة البيضاء ، فخر المجتهدين ، وملاذ العلماء العاملين ، ملجأ الفقهاء الكاملين ، سيدنا واستاذنا العلي العالي الامير ... ».
    4 ـ صنوه وشقيقه وخدنه وصديقه ، المحقق المدقق صاحب « الاشارات » ـ أسكنه الله بحبوحة الجنات ـ الشيخ محمد إبراهيم الكلباسي المتوفى سنة 1262 ه‍ والذي قال عن المترجم له في كتابه المذكور : « استاذنا الاقدم وشيخنا الافخم ، العالم العامل ، الفاضل الكامل ، المحقق المدقق ، الحسيب النسيب ، الاديب الاريب ، السيد الاجل والبحر الازخر ذو النفس القدسية والسجية الملكية.. ».
    5 ـ السيد الفقيه المتبحر جواد بن محمد الحسيني العاملي صاحب كتاب « مفتاح الكرامة في شرح قواعد العلامة » وقد بلغ في الثناء على المترجم المعظم في ضمن إجازته للمرحرم الآقا محمد علي النجفي ابن الآقا باقر الهزار جريبي المازندراني ثم الاصفهاني ، قال : « فأجزت له أن يروي عني ما استجزتة وقرأته وسمعته من السيد الاستاذ ، رحمه الله سبحانه في البلاد والعباد ، الامام العلامة مشكاة البركة والكرامة ، صاحب الكرامات ، أبو الفضائل. ».
    6 ـ الفاضل المتبحر الحاج المولى جعفر الاسترابادي.
    7 و 8 ـ الاخوان الفاضلان ، الكاملان الفقيهان ، مولانا الحاج محمد تقي الشهيد ، ومولانا الحاج محمد صالح البرغانيان القزوينيان ، المعاصران المتوفيان في حدود 1270 بفاصلة قليلة.
    9 ـ المولى محمد شريف الآملي المازندراني.


(113)
    10 ـ الشيخ العارف المشهور أحمد بن زين الدين الاحسائي.
    11 ـ الشيخ الفقيه المبرور خلف بن عسكر الكربلائي.
    12 و 13 ـ خلفاه الصالحان الرشيدان ، والفاضلان الفقيهان : الآقا السيد محمد المجاهد ، والآقا السيد مهدي المقدس.
    14 ـ جدنا الامجد الاسعد السيد أبو القإسم ابن السيد المحقق الفقيه الاوحد السيد حسين الموسوي الخونساري ـ رحمهم الله جميعا ـ وقد رأيت صورة إجازة المترجم له ، على ظهر كتاب شرحه الصغير بخطه ، وأنا أروي عن والدي عنه عن المترجم (1)

    مؤلفاته :
    قال عنه تلميذه الرجالي أبو علي الحائري في « منتهى المقال » : له مصنفات فائقة ومؤلفات رائقة منها :
    1 ـ شرحه على « المفاتيح [ مفاتيح الشرائع ] برز منه كتاب الصلاة ، وهو مجلد كبير ، جمع فيه جميع الاقوال.
    2 ـ شرحه على « المختصر النافع » سماه : « رياض المسائل في بيان أحكام الشرع بالدلائل » وهو في غاية الجودة جدا ، لم يسبق بمثله ، ذكر فيه جميع ما وصل إليه من الادلة والاقوال ، على نهج عسر على سواه بل استحال.
    3 ـ رسالة في تثليث التسبيحات الاربع في الاخيرتين ، وكيفية ترتيب الصلوات المقضية عن الاموات ، سأله عنهما بعض أجلاء النجف. وهي عندي بخطه.
    4 ـ رسالة وجيزة في الاصول الخمس ، جيدة. عقائدية.
    5 ـ رسالة في الاجماع والاستصحاب.
    6 ـ شرح ثان على « المختصر النافع » اختصره من الاول ، جيد لطيف ، سلك فيه في العبادات مسلك الاحتياط ليعم نفعه العالم والعامي والمبتدي والمنتهي والفقيه والمقلد له ولغيره في حياته وبعد وفاته ـ أدام الله حياته ـ.
    7 ـ رسالة في تحقيق حجية مفهوم الموافقة.
1 ـ روضات الجنات : 4 / 402 بتصرف.

(114)
    8 ـ رسالة في جواز الاكتفاء بضربة واحدة في التيمم مطلقا.
    9 ـ رسالة في اختصاص الخطاب الشفاهي ، الحاضر في مجلس الخطاب.
    10 ـ رسالة في تحقيق أن منجزات المريض تحسب من الثلث أم من أصل التركة ؟
    11 ـ رسالة في تحقيق حكم الاستظهار للحائض إذا تجاوز دمها عن العشرة.
    12 ـ رسالة في ترجمة رسالة في الاصول الخمس ، للاستاذ العلامة ، بالعربية ، إلى الفارسية.
    13 ـ رسالة في بيان أن الكفار مكلفون بالفروع.
    14 ـ رسالة في أصالة براءة ذمة الزوج عن المهر ، وأن على الزوجة إثبات اشتغال ذمته به.
    15 ـ رسالة في حجية الشهرة وفاقا للشهيد ـ رحمه الله ـ.
    16 ـ رسالة في حلية النظر إلى الاجنبية في الجملة وإباحة سماع صوتها كذلك.
    17 ـ حاشية على « معالم الدين وملاذ المجتهدين » في الاصول كتبها في صغره في أوائل مباحثته فيه..
    18 ـ أجزاء غير تامة في شرح « مبادئ الوصول إلى علم الاصول » للعلامة.
    19 ـ حواش متفرقة على « الحدائق الناظرة » لشيخنا الشيخ يوسف البحراني ـ رحمه الله ـ
    20 ـ حواش متفرقة على « مدارك الاحكام ».
    وغير ذلك من حواش ورسائل ، وأجوبة مسائل (1)

    هذا الكتاب :
    مر وصفه بقلم تلميذه الرجالي أبي علي الحائري في كتابه : « منتهى المقال » قال فيه : هو في غاية الجودة جدا ، لم يسبق بمثله ، ذكر فيه جميع ما وصل إليه من الادلة والاقوال ، على نهج عسر على سواه بل استحال.
    وقال فيه تلميذه الآخر المحقق الكاظمي الدزفولي في مقدمة « مقابس الانوار » : له
1 ـ منتهى المقال : 224.

(115)
شرحان معروفان على « المختصر النافع » كبير موسوم ب‍ « رياض المسائل » وصغير ، وهما في أصول المسائل الفقهية من أحسن الكتب الموجودة (1).
    وقال فيه تلميذه الآخر السيد جواد العاملي صاحب « مفتاح الكرامة في شرح قواعد العلامة » في إجازته للآقا محمد علي ابن الآقا باقر الهزار جريبي المازندراني الاصفهاني : « صاحمط الكرامات أبو الفضائل ، مصنف الكتاب المسمى ب‍ « رياض المسائل » الذي عليه. المدار في هذه الاعصار ، النور الساطع المضئ ، والصراط الواضح السوي ، سيدنا واستاذنا الامير الكبير السيد علي ـ أعلى الله شأنه ـ ومن حسن نيته وصفاء طويته ، من الله ـ سبحانه وتعالى ـ عليه بتصنيف « الرياض » الذي شاغ وذاع ، وطبق الآفاق في جميع الاقطار وهو مما يبقى إلى أن يقوم صاحب الدار جعلنا الله فداه ومن علينا بلقياه ».
    وقال فيه المحقق الكنتوري في « كشف الحجب عن أسماء الكتب » : وهو كتاب دقيق متين ، يعرف منه كمال مصنفه وطول باعه في الفقه ، استدل فيه على جميع أبواب الفقه من الطهارة إلى الديات « (2).
    ونقل الخونساري في « روضات الجنات » عن المحدث النيسابوري في رجاله قال : شيخ في الفقه واصوله ، مجتهد صرف ( ولكنه ) يراعي الاحتياط فيما يراه ، عاصرناه ، له شرحه الصغير والكبير على « مختصر الشرائع » وهو ملخص « المهذب البارع » و « شرح اللمعة » ومختصر « الحدائق ».
    ثم قال الخونساري : وقد يقال : إن الشرح الكبير مأخوذ من الاخيرين و « الحدائق » ومن « كشف اللثام « للفاضل الهندي ، ومن « شرح المفاتيح » لخاله البهبهاني.
    ثم قال : إن الميرزا القمي صاحب « قوانين الاصول » كان قد التقى بالسيد علي في سفر زيارة للحائر المطهر ، فاتفق أن وقع بينهما كلام في بعض مسائل الاصول ، فلما رأى السيد استدعاء الميرزا القمي للبحث معه ، وكان السيد ذا قوة غريبة في الجدل والمناظرة ، استوى جالسا على ركبتيه وقال : قل ما تقول حتى أقول ! فأجابه الميرزا بصوت رخيم : اكتب ما تكتب. وانحسر المجلس عن هاتين الكلمتين..
1 ـ مقابس الانوار : 19.
2 ـ كشف الحجب : 300.


(116)
    فكتب الميرزا القمي « قوانين الاصول » فاشتهر به بعد أن كان مشتهرا بالفقه لا الاصول.
    وكتب السيد المترجم « رياض المسائل » فاشتهر به بعد أن. كان مشتهرا بالاصول.
    وكان السيد يذكر كثيرا : « إني ما أردت به النشر والتدوين بل المشق والتمرين » ولكن الله تعالى رفعه إلى حيث رفع ، ونفع به كأحسن ما به ينتفع (1).

    حادثه غريبة :
    قال الخونساري : في السنة السادسة عشرة بعد الالف والمائتين من الهجرة المقدسة هجمت الجماعة الوهابية النواصب بامارة رئيسهم الملحد « سعود » على مشهد مولانا الحسين عليه السلام فارتكبوا فيه مجزرة عامة ! وذلك في يوم عيد الغدير ، حيث كان غالب أهل البلد متوجهين فيه إلى زيارة مرقد أمير المؤمنين بالزيارة الخاصة.
    فمن عجيب ما اتفق في تلك الواقعة العظيمة بالنسبة إلى سيدنا صاحب الترجمة ـ عليه الرحمة ـ أنه لما وقف على قصدهم الهجوم على داره بقصد قتله وأهله ونهب ماله ، أرسل في الخفاء بحسب الامكان أهله وماله إلى مواضع مأمونة ، وبقي معه منهم. طفل صغير لم يذهبوا به معهم غفلة وذهولا. فلما وصلوا إلى داره وهجموا عليه الدار صعد إلى بيت معد لخزن الحطب والوقود وأمثالهما ليختفي فيه عنهم ، فلما دخلوا وجعلوا يجوسون خلال الحجرات في طلبه وهم ينادون : أين مير علي ؟ دخل هو تحت سلة كبيرة كانت هناك وجعل الطفل على صدره.
    فلما صعدوا إلى تلك الزاوية ورأوا فيها حزمة الحطب في ناحية منها تخيلوا لعل السيد قد اختفى فيها ، وقد أعمى الله أبصارهم عن مشاهدة تلك السلة الكبيرة ، فجعلوا يرمون بالحطب على تلك السلة يبحثون عنه في الحطب حتى يئسوا منه فانقلبوا خائبين. وفي سكون ذلك الطفل الصغير بل الرضيع عن البكاء والصراخ عبرة للناظرين « ومكروا ومكر الله ، والله خير الماكرين » « فا لله خير حافظا وهو أرحم الراحمين ».
1 ـ روضات الجنات : 4 / 402 نقلا بالمعنى. ونقل نحوه في قصة تأليف الكتابين المامقاني في تنقيحه : 2 / 307 بعنوان : المنقول عل ألسنة مشايخنا.

(117)
    أما اولئك الفجرة الملاعين.. فقد ربطوا دوابهم في الصحن الشريف ، فنهبوا ما كان في الحرم الطاهر من النفائس ، حتى أنهم قلعوا الضريح وكسروا الصندوق المقدس وصنعوا القهوة وشربوها هناك.. ولكنهم بعد ذلك خافوا من هجوم الناس عليهم من الاقطار القريبة فلم يلبثوا في كربلاء إلا بقية ذلك النهار ثم اختاروا الفرار على القرار (1).

    شدة ورعه :
    ونقل المامقاني في شدة ورعه : أنه ترك يوما الذهاب لامامة صلاة الجماعة ، فافتقده المأمومون ، وأتوه يستخبرون سبب تركه ، فقال : إني اليوم مستشكل في عد التي فلا أؤمكم ، فسألوه عن السبب فقال : إن بنت المولى الوحيد ( زوجته ) كلمتني بما ضاق منه صدري ، فقلت لها : كل ما قلت لي فهو مردود عليك ! ولذلك أستشكل في الامامة. فلم يؤمهم حتى رضيت عنه وبرأت ذمته (2)

    وفاته ومدفنه :
    قال الخونساري : توفي ـ قدس سره ـ في حدود إحدى وثلاثين بعد الالف والمائتين 1231 ه‍ ودفن بالرواق المشرقي في الحضرة المقدسة الحسينية ، قريبا من قبر خاله العلامة ( الوحيد البهبهاني ).
    وكان ولده الامجد الارشد الآقا السيد محمد إذ ذاك قاطنا في اصفهان ، فلما بلغه نعي والده جلس أياما للعزاء ، فكانوا يأتون إلى زيارته من كل فج عميق. ثم عاد إلى كربلاء بعد زمان قليل ، وخلف أباه في كل ما كان إليه ، حتى انتقل منها إلى ايران لدفاع الروس مع موكب السلطان ( فتح علي شاه القاجاري ) فتوفي في رجوعه من تلك السفرة في بلدة « قزوين « (3).
1 ـ روضات الجنات : 4 / 405 و 406.
2 ـ تنقيح المقال : 2 / 307 بالمعنى.
3 ـ روضات الجنات : 4 / 402 ونقل جثمانه إلى كربلاء المقدسة ودفن في مقبرة خاصة في سوق بين الحرمين معروفه بمقبرة السيد محمد المجاهد.


(118)
    ولذلك عرف هذا با لسيد محمد المجاهد.
    وللمترجم ابن آخر عرف بالسيد مهدي المقدس.
محمد هادي اليوسفي الغروي

صورة فوتوغرافية الخطه الشريف
مجيزا للسيد محمد الكاشاني بتاريخ شوال 1212 ه‍. ق
ريحانة الادب : ج 1 ص 371


(119)
    عملنا في التحقيق :
    لقد كان منهجنا في تحقيق هذا الكتاب القيم قد مربا المراحل التالية :
    1 ـ المقابلة على عدة نسخ :
    ( منها ) النسخة الخطية الموجودة في مكتبة ( ملك ) المرقمة 1952 ، وهي نسخة جيدة جدا من حيث الخط وقلة الاخطاء وعند تعارض النسخ كن اعتمادنا في التصحيح عليها غالبا وقد رمزنا لها ب ( دم ).
    ( منها ) النسخة الخطية الموجودة في مكبتة مجلس الشورى الاسلامي المرقمة 3193 وهي نسخة جيدة من حيث الخط وقلة الاخطاء وعليها تصحيحات في الحواشي وقد استفدنا منها في كتاب الصلاة ، وقد رمزنا لها ب‍ ( مش ).
    ( ومنها ) النسخة الموجودة في المكتبة الرضوية في مشهد المقدسة المرقة 2786 ، ورمزنا لها ب‍ ( ق ).
    ( ومنها ) النسخة النفيسة المحفوظة في مكتبة مدرسة الشيهد المطهري ( سپهسالار ) المرقمة 2496 وتاريخ كتابتها 1263 ه‍. ق وصلت الينا بعد اتمام تحقيق وتنضيد حروف كتاب الطهارة فلم يتسنى لنا الاشارة الى ذكر الاختلاف ان وجد ولكن لاحظنا اجمالا فلم نزلها مزية على نسخة ( م ) الا في موارد قليلة وقد رمزنا لها ب‍ ( ش ) وبدانا المقابلة عليها من الاجزاء الاتية.
    2 ـ استخراج الايات وكذلك الروايات من المنابع التي اشار إليها المولف ـ قدس سره ـ اما الروايات المجولة فقد استخرجنا من ( وسائل الشيعة ).
    3 ـ استخراج الاقوال من مصادره الاولية الا في موارد لم تكن في وسعنا ، اما لعدم


(120)
وجود الكتاب في زماننا أو لقصور ايدينا من الوصول إليها ، فاشرنا الى مصادرها الثانوية.
    4 ـ تمييز المتن من الشرح بدقة كاملة.
    5 ـ تنميق الكتاب بالفصل بين المسائل والمطالب وتقويم نصوصه لسهولة القراءة وتيسير فهم المراد احيانا.
    6 ـ تنظيم فهارس مختلفة للكتاب.
    والحمد لله أولا وآخرا.
رياض المسائل ـ الجزء الأول ::: فهرس