دلالة لعيسى بن مريم عليه السلام على نبوته إذ أنبأ الناس بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم ، وكما كان النبي صلى الله عليه وآله حين قال أبو سفيان في نفسه : من فعل مثل ما فعلت جئت فدفعت يدي في يده ألا كنت أجمع عليه الجموع من الاحابيش وكنانة فكنت ألقاه بهم ( 1 ) فلعلي كنت أدفعه . فناداه النبي صلى الله عليه وآله من خيمته فقال : إذا كان الله يجزيك يا أبا سفيان . وذلك دلالة له عليه السلام كدلالة عيسى بن مريم عليه السلام . وكل من أخبر من الائمة عليهم السلام بمثل ذلك فهي دلالة تدل الناس على أنه إمام مفترض الطاعة من الله تبارك وتعالى .
حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن الحسن بن الفرات قال : أخبرنا صالح بن محمد بن عبد الله بن محمد بن زياد ، عن أمه فاطمة بنت محمد بن الهيثم المعروف بابن سيابة ( 2 ) قالت : كنت في دار أبي الحسن علي بن محمد العسكري عليهما السلام في الوقت الذي ولد فيه جعفر فرأيت أهل الدار قد سروا به ، فصرت إلى أبي الحسن عليه السلام فلم أره مسرورا بذلك ، فقلت له : يا سيدي ما لي أراك غير مسرور بهذا المولود ؟ فقال عليه السلام : يهون عليك أمره فإنه سيضل خلقا كثيرا ( 3 ) .
3 ـ حدثنا الشريف أبو الحسن علي بن موسى بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن ـ
____________
( 1 ) في بعض النسخ « الا كنت أجمع عليه الاحاببش بركابه فكنت ألقاه بهم » والمراد بالاحابيش قريش لانهم تحالفوا بالله انهم ليد على غيرهم ما سجا ليل ووضح نهار وما رسا حبشي . وحبشي بضم الحاء وسكون الباء وتشديد الياء التحتية جبل بأسفل مكة على سنة أميال منها ، فسموا أحابيش قريش باسم الجبل . وقال ابن اسحاق : ان الاحابيش هم بنو الهون بن خزيمة وبنو الحارث بن عبد مناة من كنانة وبنو المصطلق من خزاعة ، فلما سميت تلك الاحياء بالاحابيش من قبل تجمعها صار التحبيش في الكلام : التجميع . وفي بعض النسخ « الزنج » مكان « الجموع » .
( 2 ) في بعض النسخ « ابن سبانة » وفي بعضها « ابن النسابة » .
( 3 ) ذكر المصنف هذا الحديث مؤيدا لكلامه ولا ربط له بالعنوان .

( 322 )

عبد الله بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : حدثنا أبو علي محمد بن همام قال : حدثنا أحمد بن محمد النوفلي قال : حدثنا أحمد بن هلال ، عن عثمان بن عيسى الكلابي ، عن خالد بن نجيح ، عن حمزة بن حمران ، عن أبيه ( حمران بن أعين ) ، عن سعيد بن جبير قال : سمعت سيد العابدين علي بن الحسين عليهما السلام يقول : في القائم منا سنن من الانبياء ( 1 ) ( سنة من أبينا آدم عليه السلام ، و ) سنة من نوح ، وسنة من إبراهيم ، وسنة من موسى ، وسنة من عيسى ، وسنة من أيوب ، وسنة من محمد صلوات الله عليهم ، فأما ( من آدم و ) نوح فطول العمر وأما من إبراهيم فخفاء الولادة واعتزال الناس ، وأما من موسى ، فالخوف والغيبة وأما من عيسى فاختلاف الناس فيه ، وأما من أيوب فالفرج بعد البلوى ، وأما من محمد صلى الله عليه وآله فالخروج بالسيف .
4 ـ حدثنا محمد بن علي بن بشار القزويني قال : حدثنا أبو الفرج المظفر ابن أحمد قال : حدثنا محمد بن جعفر الكوفي الاسدي قال : حدثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد ، عن حمزة بن حمران ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير قال : سمعت سيد العابدين علي بن الحسين عليهما السلام يقول : في القائم سنة من نوح وهو طول العمر .
5 ـ حدثنا علي بن أحمد الدقاق ، ومحمد بن أحمد الشيباني رضي الله عنهما قالا : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين ابن يزيد ، عن حمزة بن حمران ، عن أبيه حمران بن أعين ، عن سعيد بن جبير قال : سمعت سيد العابدين علي بن الحسين عليهما السلام يقول : في القائم سنة من نوح وهو طول العمر .
6 ـ وبهذا الاسناد قال : قال علي بن الحسين سيد العابدين عليهما السلام : القائم منا
____________
( 1 ) في بعض النسخ « في القائم منا سنن من ستة أنبياء » وفي بعضها « سنن من سبعة انبياء » . وما بين القوسين ليس في بعض النسخ .
( 323 )

تخفى ولادته على الناس حتى يقولوا : لم يولد بعد ، ليخرج حين يخرج وليس لاحد في عنقه بيعة .
7 ـ حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن بسطام بن مرة ، عن عمرو بن ثابت قال : قال علي بن الحسين سيد العابدين عليهما السلام : من ثبت على موالاتنا ( 1 ) في غيبة قائمنا أعطاه الله عزوجل أجر ألف شهيد من شهداء بدر واحد .
8 ـ حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال : حدثنا القاسم بن العلاء قال : حدثنا إسماعيل بن علي القزويني قال : حدثني علي بن إسماعيل ، عن عاصم بن حميد الحناط ، عن محمد بن قيس ، عن ثابت الثمالي ، عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أنه قال : فينا نزلت هذه الاية : « وأولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله » ( 2 ) وفينا نزلت هذه الاية : « وجعلها كلمة باقية في عقبه » ( 3 ) والامامة في عقب الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام إلى يوم القيامة . وإن للقائم منا غيبتين إحداهما أطول من الاخرى ، أما الاولى فستة أيام ، أو ستة أشهر ، أو ستة سنين ( 4 ) . وأما الاخرى فيطول أمدها حتى يرجع
____________
( 1 ) في بعض النسخ « على ولايتنا » .
( 2 ) الاحزاب : 6 .
( 3 ) الزخرف : 47 .
( 4 ) قال العلامة المجلسي ـ ره ـ : قوله عليه السلام : « فستة أيام » لعله اشارة إلى اختلاف أحواله عليه السلام في غيبته ، فستة أيام لم يطلع على ولادته الا خاص الخاص من أهاليه عليه السلام ، ثم بعد ستة أشهر اطلع عليه غيرهم من الخواص ، ثم بعد ست سنين عند وفاة والده عليه السلام ظهر أمره لكثير من الخلق . أو اشارة إلى أنه بعد امامته لم يطلع على خبره إلى ستة أيام أحد ، ثم بعد ستة أشهر انتشر أمره ، وبعد ست سنين ظهر وانتشر أمر السفراء .
والاظهر أنه اشارة إلى بعض الازمان المختلفة التى قدرت لغيبته وأنه قابل للبداء . ويؤبده ما رواه الكليني باسناده عن الاصبغ في حديث طويل قد مر بعضه في باب أخبار

( 324 )

عن هذا الامر أكثر من يقول به فلا يثبت عليه إلا من قوى يقينه وصحت معرفته ولم يجد في نفسه حرجا مما قضينا ، وسلم لنا أهل البيت .
9 ـ وبهذا الاسناد قال : قال علي بن الحسين عليهما السلام : إن دين الله عزوجل ( 1 ) لا يصاب بالعقول الناقصة والاراء الباطلة والمقائيس الفاسدة ، ولا يصاب إلا بالتسليم ، فمن سلم لنا سلم ، ومن اقتدى بنا هدى ، ومن كان يعمل بالقياس والرأي هلك ، ومن وجد في نفسه شيئا مما نقوله أو نقضي به حرجا كفر بالذي أنزل السبع المثاني والقرآن العظيم وهو لا يعلم .

32
( باب )
* ( ما أخبر به أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام من ) *
* ( وقوع الغيبة بالقائم عليه السلام وأنه الثاني عشر من الائمة عليهم السلام ) *
1 ـ حدثنا أبي ؛ ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا : حدثنا سعد بن عبد الله ، وعبد الله بن جعفر الحميري قالا : حدثنا أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد ، عن الحسين ( 2 ) ابن الربيع المدائني قال : حدثنا محمد بن إسحاق ، عن أسيد بن ثعلبة ( 3 ) ، عن أم هانئ
____________
أمير المؤمنين عليه السلام « ثم قال : قلت : يا أمير المؤمنين وكم تكون الحيرة والغيبة ؟ فقال : ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين ، فقلت : وان هذا لكائن ؟ فقال : نعم كما أنه مخلوق ، وأنى لك بهذا الامر يا أصبغ اولئك خيار هذه الامة مع خيار أبرار هذه العترة ، فقلت : ثم ما يكون بعد ذلك ؟ فقال : ثم يفعل الله ما يشاء ، فان له بداءات وارادات وغايات ونهايات » فانه يدل على أن هذا الامر قابل للبداء والترديد قرينة ذلك والله يعلم ـ انتهى
( 1 ) يعنى أحكامه وشريعته وفرائضه وسننه لا الامور الاعتقادية التى لا يعرف الا بالعقول وبارشادهم عليهم السلام .
( 2 ) في بعض النسخ « الحسن » والسند مضطرب ففي الكافي أحمد بن الحسن عن عمر ابن يزيد عن الحسن بن الربيع الهمداني ـ الخ .
( 3 ) في بعض النسخ : « أسد بن ثعلبة » .

( 325 )

قالت : لقيت أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام فسألته عن هذه الاية « فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس » ؟ فقال : إمام يخنس في زمانه عند انقضاء من علمه سنة ستين ومائتين ، ثم يبدو كالشهاب الوقاد في ظلمة الليل ( 1 ) فإن أدركت ذلك قرت عيناك .
2 ـ حدثنا أحمد بن هارون الفامي ( 2 ) ، وعلي بن الحسين بن شاذويه المؤدب ، وجعفر بن محمد بن مسرور ، وجعفر بن الحسين رضي الله عنهم قالوا : حدثنا محمد بن عبد الله ابن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن أيوب بن نوح ، عن العباس بن عامر القصباني . وحدثنا جعفر بن علي بن الحسن بن علي عبد الله بن المغيرة الكوفي قال : حدثني جدي الحسن بن علي بن عبد الله ، عن العباس بن عامر القصباني عن موسى ابن هلال الضبي ، عن عبد الله بن عطاء قال : قلت لابي جعفر عليه السلام : إن شيعتك بالعراق كثيرون فوالله ما في أهل بيتك مثلك فكيف لا تخرج ؟ فقال : يا عبد الله بن عطاء قد أمكنت الحشو ( 3 ) من أذنيك ، والله ما أنا بصاحبكم ، قلت : فمن صاحبنا ؟ قال : انظروا من تخفى على الناس ولادته فهو صاحبكم .
3 ـ حدثنا أبي ؛ ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثني موسى بن عمر بن يزيد الصيقل ، عن علي بن أسباط ، عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل : « قال أرأيتم إن أصبح
____________
( 1 ) تأويل لا تفسير والاية في سورة التكوير : 16 . والخنس ـ كركع ـ الكواكب كلها أو السيارة أو النجوم الخمسة . وكنس الظبي يكنس دخل في كناسه وهو مستتره في الشجر لانه يكنس الرمل حتى يصل ، جمع كنس وكنس كركع ، والجواري الكنس هي الخنس لانها تكنس في المغيب كالظباء في الكنس . أو هي كل النجوم لانها تبدو ليلا وتخفى نهارا أو الملائكة أو بقر الوحش وظمأوه ( القاموس ) .
( 2 ) الفامي والقاضي متحد ولعله القاضى الفامى ، ففي بعض النسخ وبعض الاسانيد كتب « الفامى » وفي بعضها « القاضي » .
( 3 ) الحشو : فضل الكلام .

( 326 )

ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين « ( 1 ) فقال : هذه نزلت في القائم ( 2 ) ، يقول : إن أصبح إمامكم غائبا عنكم لا تدرون أين هو فمن يأتيكم بإمام ظاهر ، يأتيكم بأخبار السماء والارض وحلال الله عزوجل وحرامه ، ثم قال عليه السلام : والله ما جاء تأويل هذه الاية ولابد أن يجيء تأويلها .
4 ـ حدثنا أبي ؛ ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا : حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن محمد بن الفضيل ( 3 ) عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن الله تبارك وتعالى أرسل محمدا صلى الله عليه وآله إلى الجن والانس ، وجعل من بعده الاثني عشر وصيا ، منهم من مضى ومنهم من بقى ، وكل وصي جرت فيه سنة من الاوصياء الذين بعد محمد صلى الله عليه وآله على سنة أوصياء عيسى عليه السلام وكانوا اثني عشر وكان أمير المؤمنين عليه السلام على سنة المسيح .
5 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال : حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن عبد الله بن حماد الانصاري ، ومحمد بن سنان جميعا ، عن أبي الجارود زياد بن المنذر ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام قال : قال لي : يا أبا الجارود إذا دارت الفلك ، وقال الناس : مات القائم إو هلك ، بأي واد سلك ، وقال الطالب : أنى يكون ذلك وقد بليت عظامه فعند ذلك فارجوه ، فإذا سمعتم به فأتوه ولو حبوا على الثلج ( 4 ) .
6 ـ حدثنا أبي ، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن محمد بن عيسى ، عن سليمان بن داود ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : في صاحب هذا الامر أربع سنن من أربعة أنبياء عليهم السلام : سنة من موسى وسنة من عيسى ، وسنة من يوسف ، وسنة من محمد صلى الله عليه وآله
____________
( 1 ) الملك : 30 .
( 2 ) في بعض النسخ « في الامام » .
( 3 ) في بعض النسخ « عن محمد بن الفضل » .
( 4 ) الحبو : أن يمشي على يديه وركبيته .

( 327 )

فأما من موسى : فخائف يترقب ، وأما من يوسف فالحبس ، وأما من عيسى فيقال : إنه مات ، ولم يمت ، وأما من محمد صلى الله عليه وآله فالسيف .
حدثنا أحمد بن زياد الهمداني رضي الله عنه قال : حدثنا علي بن إبراهيم ابن هاشم ، عن محمد بن عيسى ، عن سليمان بن داود ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام بمثل ذلك .
7 ـ وحدثنا محمد بن محمد بن عصام رضي ا لله عنه قال : حدثنا محمد بن يعقوب ( الكليني ) قال : حدثنا القاسم بن العلاء قال : حدثنا إسماعيل بن علي القزويني ( 1 ) قال : حدثني علي بن إسماعيل ، عن عاصم بن حميد الحناط ، عن محمد بن مسلم الثقفي الطحان قال : دخلت على أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام وأنا أريد أن أسأله عن القائم من آل محمد صلى الله عليه وعليهم ، فقال لي مبتدئا : يا محمد بن مسلم إن في القائم من آل محمد صلى الله عليه وآله شبها من خمسة من الرسل : يونس بن متى ، ويوسف بن يعقوب ، وموسى ، وعيسى ، ومحمد ، صلوات الله عليهم : .
فأما شبهه من يونس بن متى : فرجوعه من غيبته وهو شاب بعد كبر السن ، و أما شبهه من يوسف بن يعقوب عليهما السلام : فالغيبة من خاصته وعامته ، واختفاؤه من إخوته وإشكال أمره على أبيه يعقوب عليهما السلام مع قرب المسافة بينه وبين أبيه وأهله و شيعته . وأما شبهه من موسى عليه السلام فدوام خوفه ، وطول غيبته ، وخفاء ولادته ، وتعب شيعته من بعده مما لقوا من الاذى والهوان إلى أن أذن الله عزوجل في ظهوره ونصره وأيده على عدوه . وأما شبهه من عيسى عليه السلام : فاختلاف من اختلف فيه ، حتى قالت طائفة منهم : ما ولد ، وقالت طائفة : مات ، وقالت طائفة : قتل وصلب . وأما شبهه من جده المصطفى صلى الله عليه وآله فخروجه بالسيف ( 2 ) ، وقتله أعداء الله وأعداء رسوله صلى الله عليه وآله ، والجبارين والطواغيت ، وأنه ينصر بالسيف والرعب ، وأنه لاترد له راية .
____________
( 1 ) لم أجده وكذا شيخه .
( 2 ) في بعض النسخ « فتجر يده السيف » .

( 328 )

وإن من علامات خروجه : خروج السفياني من الشام ، وخروج اليماني ( من اليمن ) وصحية من السماء في شهر رمضان ، ومناد ينادي من السماء باسمه واسم أبيه .
8 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال : حدثنا محمد ابن الحسن الصفار قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب والهيثم بن أبي مسروق النهدي ، عن الحسن بن محبوب السراد ، عن علي بن رئاب عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سمعته يقول : إن أقرب الناس إلى الله عزوجل وأعلمهم به وأرأفهم بالناس محمد صلى الله عليه والائمة عليهم السلام ، فادخلوا أين دخلوا وفارقوا من فارقوا ـ عني بذلك حسينا وولده عليهم السلام ـ فإن الحق فيهم وهم الاوصياء ومنهم الائمة فأينما رأيتموهم فاتبعوهم وإن أصبحتم يوما لاترون منهم أحدا فاستغيثوا بالله عز وجل ، وانظروا السنة التى كنتم عليها واتبعوها ، وأحبوا من كنتم تحبون و أبغضوا من كنتم تبغضون ، فما أسرع ما يأتيكم الفرج .
9 ـ حدثنا أبي ؛ ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، ومحمد بن عيسى ، عن محمد بن أبي عمير ، عن جميل بن دراج ، عن محمد بن مسلم قال : قال أبو جعفر عليه السلام : ما أجاب رسول الله صلى الله عليه وآله أحد قبل علي بن أبي طالب وخديجة عليهما السلام ولقد مكث رسول الله صلى الله عليه وآله بمكة ثلاث سنين مختفيا خائفا يترقب ، ويخاف قومه والناس ( 1 ) ـ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة إليه - .
10 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال : حدثنا أبو علي محمد ابن همام ، عن جعفر بن محمد بن مالك قال : حدثني الحسن بن محمد بن سماعة قال : حدثنا أحمد بن الحارث ، عن المفضل بن عمر ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عن أبيه أبي جعفر الباقر عليهما السلام قال : إذا قام القائم عليه السلام قال : " فررت منكم لما خفتكم
____________
( 1 ) في مناسبة الحديث بالباب تأمل . الا أن يقال : ذكر بمناسبة ما ذكر في ذيل الحديث السابق « وانظروا السنة التي كنتم عليها » وهذا أيضا غير وجيه .
( 329 )

فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين » .
11 ـ حدثنا علي بن أحمد بن محمد رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال : حدثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ( عن أبيه ) عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : في صاحب هذا الامر سنة من موسى ، وسنة من عيسى ، وسنة من يوسف ، وسنة من محمد صلى الله عليه وآله :
فأما من موسى فخائف يترقب ، وأما من عيسى فيقال فيه ما ( قد ) قيل في عيسى ، وأما من يوسف : فالسجن والغيبة ، وأما من محمد صلى الله عليه وآله فالقيام بسيرته وتبيين آثاره ( 1 ) ثم يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر فلا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله عزوجل ، قلت : وكيف يعلم أن الله تعالى قد رضي ؟ قال : يلقي الله عزوجل في قلبه الرحمة .
12 ـ حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس رضي الله عنه قال : حدثنا أبو عمرو الكشي قال : حدثنا محمد بن مسعود قال : حدثنا علي بن محمد القمي ، عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن أبي أحمد الازدي ، عن ضريس الكناسي قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : إن صاحب هذا الامر فيه سنة من يوسف ابن أمة سوداء ، يصلح الله عز وجل أمره في ليلة واحدة .
13 ـ وبهذا الاسناد ، عن محمد بن مسعود قال : حدثنا جبرئيل بن أحمد قال : حدثنا موسى بن جعفر بن وهب البغدادي ، ويعقوب بن يزيد ، عن سليمان بن الحسن ، عن سعد بن أبي خلف الزام ( 2 ) عن معروف بن خربوذ قال : قتل لابي جعفر الباقر عليه السلام : أخبرني عنكم ؟ قال : نحن بمنزلة النجوم إذا خفي نجم بدا نجم ( منا ) أمن وأمان وسلم وإسلام ، وفاتح ومفتاح ، حتى إذا استوى بنو عبد المطلب فلم يدر أي من أي ، أظهر الله عزوجل ( لكم ) صاحبكم فاحمدوا الله عزوجل وهو يخير الصعب والذلول ،
____________
( 1 ) في بعض النسخ « فالقيام بالسيف وتبيين آثاره » .
( 2 ) هو سعد بن أبي خلف الزهري مولاهم الزام ثقة من أصحاب الكاظم ( ع ) .

( 330 )

فقلت : جعلت فداك فأيهما يختار ؟ قال : يختار الصعب على الذلول .
14 ـ وبهذا الاسناد ، عن محمد بن مسعود ، عن نصر بن الصباح ، عن جعفر بن سهيل قال : حدثني أبو عبد الله أخو أبي علي الكابلي ، عن القابوسي ، عن نصر بن السندي ، عن الخليل بن عمرو ( 1 ) ، عن علي بن الحسين الفزاري ، عن إبراهيم بن عطية عن أم هانئ الثقفية قالت : غدوت على سيدي محمد بن علي الباقر عليهما السلام فقلت له : يا سيدي آية في كتاب الله عزوجل عرضت بقلبي فأقلقتني وأسهرت ليلي ، قال : فسلي يا ام هانئ قالت : قلت : يا سيدي قول الله عزوجل : « فلا اقسم بالخنس الجوار الكنس » قال : نعم المسألة سألتيني يا أم هانئ هذا مولود في آخر الزمان هو المهدي من هذه العترة ، تكون له حيرة وغيبة يضل فيها أقوام ، ويهتدي فيها أقوام ، فيا طوبى لك إن أدركتيه ، وياطوبى لمن أدركه .
15 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال : حدثنا محمد ابن الحسن الصفار ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن المغيرة ، عن المفضل بن صالح ، عن جابر ( 2 ) عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال : يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم ، فيا طوبى للثابتين على أمرنا في ذلك الزمان ، إن أدنى ما يكون لهم من الثواب أن يناديهم البارئ جل جلاله فيقول : عبادي ( 3 ) وإمائي ! آمنتم بسري وصدقتم بغيبي ، فأبشروا بحسن الثواب مني ، فأنتم عبادي وإمائي حقا منكم أتقبل ، وعنكم أعفو ، ولكم أغفر ، وبكم أسقي عبادي الغيث وأدفع عنهم البلاء ولو لاكم لانزلت عليهم عذابي ، قال جابر : فقلت : يا ابن رسول الله فما أفضل ما يستعمله المؤمن في ذلك الزمان ؟ قال : حفظ اللسان ولزوم البيت .
16 ـ حدثنا محمد بن محمد بن عصام رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال : حدثنا القاسم بن العلاء قال : حدثني إسماعيل بن علي القزويني قال : حدثني
____________
( 1 ) السند مشتمل على مجاهيل ومهملين .
( 2 ) يعني جابر الجعفي .
( 3 ) في بعض النسخ « عبيدي » .

( 331 )

علي بن إسماعيل ، عن عاصم بن حميد الحناط ، عن محمد بن مسلم الثقفي قال : سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام يقول : القائم منا منصور بالرعب ، مؤيد بالنصر تطوي له الارض وتظهر له الكنوز ، يبلغ سلطانه المشرق والمغرب ، ويظهر الله عزوجل به دينه على الدين كله ولو كره المشركون ، فلا يبقى في الارض خراب إلا قد عمر ، و ينزل روح الله عيسى بن مريم عليه السلام فيصلي خلفه ، قال : قلت ( 1 ) : يا ابن رسول الله متى يخرج قائمكم ؟ قال : إذا تشبه الرجال بالنساء ، والنساء بالرجال ، واكتفى الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء ، وركب ذوات الفروج السروج ، وقبلت شهادات الزور ، وردت شهادات العدول ، واستخف الناس بالدماء وارتكان الزنا وأكل الربا ، واتقي الاشرار مخافة ألسنتهم ، وخروج السفياني من الشام ، واليماني من اليمن ، وخسف بالبيداء ، وقتل غلام من آل محمد صلى الله عليه وآله بين الركن والمقام ، اسمه محمد بن الحسن النفس الزكية ، وجاءت صيحة من السماء بأن الحق فيه وفي شيعته ، فعند ذلك خروج قائمنا ، فإذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة ، واجتمع إليه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا . وأول ما ينطق به هذه الاية « بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين » ( 2 ) ثم يقول : أنا بقية الله في أرضه وخليفته وحجته عليكم فلا يسلم عليه مسلم إلا قال : السلام عليك يا بقية الله في أرضه ، فإذا اجتمع إليه العقد ( 3 ) وهو عشرة آلاف رجل خرج ، فلا يبقى في الارض معبود دون الله عزوجل من صنم ( ووثن ) وغيره إلا وقعت فيه نار فاحترق . وذلك بعد غيبة طويلة ليعلم الله من يطيعه بالغيب ويؤمن به .
17 ـ حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي رضي الله عنه قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود ، عن أبيه قال : حدثنا أبو القاسم قال : كتبت من كتاب أحمد الدهان ، عن القاسم بن حمزة ، عن ابن أبي عمير قال : أخبرني أبو إسماعيل السراج عن خيثمة الجعفي قال : حدثني أبو أيوب المخزومي ( 4 ) قال : ذكر أبو جعفر محمد ـ
____________
( 1 ) في بعض النسخ « خلفه ، فقلت » .
( 2 ) هود : 88 .
( 3 ) في بعض النسخ « فإذا اجتمع له العقد » .
( 4 ) في بعض النسخ « أبو لبيد المخزومي » .

( 332 )

ابن علي الباقر عليهما السلام سير الخلفاء الاثني عشر الراشدين ( صلوات الله عليهم ) فلما بلغ آخرهم قال : الثاني عشر الذي يصلي عيسى بن مريم عليه السلا خلفه ( عليك ) بسنته والقرآن الكريم ( 1 ) .
هذا آخر الجزء الاول ( 2 ) من كتاب [ إ ] كمال الدين و [ إ ] تمام النعمة في إثبات الغيبة وكشف الحيرة تصنيف الشيخ الفقيه ( 3 ) ( الصدوق ) أبي جعفر محمد بن علي الحسين بن موسى بن بابويه القمي رضي الله عنه .
ويتلوه الجزء الثاني أوله باب ما روي عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام من النص على القائم عليه السلام .


____________
( 1 ) كذا في جميع النسخ المخطوطة عندي وفي البحار أيضا الا أن في نسخة ثمينة بدون « عليك » والحديث كما ترى فيه تقطيع . والضمير في « بسنته » راجع إلى النبي صلى الله عليه وآله ان كانت مع « عليك » وبدونه راجع إلى الصاحب ( ع ) كما هو الظاهر .
( 2 ) في بعض النسخ « تم الجزء الاول » . وفي بعضها « نجز الجزء الاول »
( 3 ) في بعض النسخ « الشيخ العالم الصدوق » .

( 333 )

الجزء الثاني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين

33
( باب )
* ( ما روى عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام من النص على ) *
* ( القائم عليه السلام وذكر غيبته ، وأنه الثاني عشر من ) *
* ( الائمة عليهم السلام ) *
قال ( الشيخ الفقيه ) أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ( الفقيه ) مصنف هذا الكتاب ـ رحمه الله ـ :
1 ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه ، قال : حدثنا أبي ، عن أيوب بن نوح ، عن محمد بن سنان ، عن صفوان بن مهران ، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال : من أقر بجميع الائمة وجحد المهدي كان كمن أقر بجميع الانبياء وجحد محمدا صلى الله عليه وآله نبوته ، فقيل له : يا ابن رسول الله فمن المهدي من ولدك ؟ قال : الخامس من ولد السابع ، يغيب عنكم شخصه ولا يحل لكم تسميته .
2 ـ حدثنا أبي ، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا : حدثنا سعد بن عبد الله عن الحسن بن علي الزيتوني ، ومحمد بن أحمد بن أبي قتادة ، عن أحمد بن هلال ، عن امية بن علي ، عن أبي الهيثم بن أبي حبة ( 1 ) عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا اجتمعت
____________
( 1 ) كذا . وفي بعض النسخ « أبي الهيثم بن أبي نجية » وفي بعضها « أبي الحية » ولم أجده ، ويحتمل بعيدا كونه مصحف « ابراهيم بن أبي حبة اليسع بن سعد المكي الذي
( 334 )

ثلاثة أسماء متوالية : محمد ، وعلي ، والحسن ، فالرابع القائم .
3 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال : حدثنا أبو علي محمد ابن همام قال : حدثنا أحمد بن مابنداذ قال : أخبرنا أحمد بن هلال قال : حدثني امية ابن علي القيسي ، عن أبي الهيثم التميمي ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا توالت ثلاثة أسماء : محمد وعلى ، والحسن ، كان رابعهم قائمهم .
4 ـ حدثنا علي بن أحمد بن محمد الدقاق رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن المفضل بن عمر قال : دخلت على سيدي جعفر بن محمد عليهما السلام ، فقلت : يا سيدي لو عهدت إلينا في الخلف من بعدك ؟ فقال لي : يا مفضل : الامام من بعدي ابني موسى والخلف المأمول المنتظر « م ح م د » ابن الحسن بن علي بن محمد علي بن موسى .
5 ـ حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال : حدثنا أبي ، عن جدي أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه محمد بن خالد ، عن محمد بن سنان ، وأبي علي الزراد جميعا ، عن إبراهيم الكرخي قال : دخلت على أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام وإني لجالس عنده إذ دخل أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام وهو غلام ، فقمت إليه فقبلته وجلست فقال أبو عبد الله عليه السلام : يا إبراهيم أما إنه ( ل‍ ) صاحبك من بعدي ، أما ليهلكن فيه أقوام ويسعد ( فيه ) آخرون ، فلعن الله قاتله وضاعف على روحه العذاب ، أما ليخرجن الله من صلبه خير أهل الارض في زمانه ، سمي جده ، ووارث علمه وأحكامه وفضائله ، ( و ) معدن الامامة ، ورأس الحكمة ، يقتله جبار بني فلان ، بعد عجائب طريفة حسدا له ، ولكن الله ( عزوجل ) بالغ أمره ولو كره المشركون . يخرج الله من صلبه تكملة اثني عشر ( 1 ) إماما مهديا ، اختصهم الله بكرامته وأحلهم دار قدسه
____________
عنونه الشيخ في رجال الصادق عليه السلام وقال : ضعيف . أو كونه « الهيثم بن عروة التميمي » الكوفى الثقة . ولفظ « أبي » من زيادات النساخ ويؤيد الثاني ذكره مع النسبة في الخبر الاتي تحت رقم 3 .
( 1 ) في بعض النسخ « تمام اثنى عشر » .

( 335 )

المنتظر للثاني عشر منهم ( 1 ) كالشاهر سيفه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله يذب عنه .
قال : فدخل رجل من موالي بني امية ، فانقطع الكلام فعدت إلى أبي عبد الله عليه السلام إحدى عشرة مرة اريد منه أن يستتم الكلام فما قدرت على ذلك ، فلما كان قابل السنة الثانية ( 2 ) دخلت عليه وهو جالس فقال : يا إبراهيم هو المفرج للكرب عن شيعته بعد ضنك شديد ، وبلاء طويل ، وجزع وخوف ، فطوبى لمن أدرك ذلك الزمان . حسبك يا إبراهيم . قال إبراهيم : فما رجعت بشئ أسر من هذا لقلبي ولا أقر لعيني .
6 ـ حدثنا محمد بن علي ما جيلويه ، ومحمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنهما قالا : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن أبي طالب عبد الله ابن الصلت القمي ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة بن مهران قال : كنت أنا وأبو بصير ومحمد بن عمران مولى أبي جعفر عليه السلام في منزل بمكة ، فقال محمد بن عمران : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : نحن اثنا عشر مهديا ( 3 ) فقال له أبو بصير : تالله لقد سمعت ذلك من أبي عبد الله عليه السلام ؟ فحلف مرة أو مرتين أنه سمع ذلك منه . فقال أبو بصير : لكني سمعته من أبي جعفر عليه السلام .
وحدثنا بمثل هذا الحديث محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن أبي طالب عبد الله بن الصلت القمي ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة بن مهران مثله سواء .
7 ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه قال : حدثنا أبي ، عن محمد ابن الحسين بن يزيد الزيات ، عن الحسن بن موسى الخشاب ، عن ابن سماعة ( 4 ) ، عن علي بن الحسن بن رباط ، عن أبيه ، عن المفضل بن عمر قال : قال الصادق جعفر ابن محمد عليهما السلام إن الله تبارك وتعالى خلق أربعة عشر نورا قبل خلق الخلق بأربعة عشر
____________
( 1 ) في بعض النسخ « المقر بالثاني عشر منهم » .
( 2 ) كذا .
( 3 ) في بعض النسخ « محدثا » .
( 4 ) في بعض النسخ « علي بن سماعة » .

( 336 )

ألف عام فهي أرواحنا . فقيل له : يا ابن رسول الله ومن الاربعة عشر ؟ فقال : محمد و علي وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ولد الحسين ، آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجال ويطهر الارض من كل جور وظلم .
8 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه قال : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال في قول الله عز وجل : « يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل » ( 1 ) ، فقال عليه السلام : الايات هم الائمة ، والاية المنتظرة القائم عليه السلام فيومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل قيامه بالسيف ، وإن آمنت بمن تقدمه من آبائه عليهم السلام .
9 ـ حدثنا أحمد بن الحسن القطان ، ( * ) وعلي بن أحمد بن محمد الدقاق ، وعلي ابن عبد الله الوراق ، وعبد الله محمد الصايغ ؛ ومحمد بن أحمد الشيباني رضي الله عنهم قالوا : حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال : حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال : حدثنا تميم بن بهلول قال : حدثنا عبد الله بن أبي الهذيل ( 2 ) : وسألته عن الامامة فيمن تجب ؟ وما علامة من تجب له الامامة ؟ فقال لي : إن الدليل على ذلك والحجة على المؤمنين والقائم في امور المسلمين والناطق بالقرآن والعالم بالاحكام أخو نبي الله صلى الله عليه وآله ، وخليفته على امته ووصيه عليهم ، ووليه الذي كان منه بمنزلة هارون من موسى المفروض الطاعة يقول الله عزوجل : « يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم » ( 3 ) ، وقال جل ذكره : « إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا
____________
( 1 ) الانعام : 158
( * ) لعله العطار فصحف .
( 2 ) عبد الله بن أبي الهذيل الغنري أبو المغيرة الكوفي عامي من التابعين يروي عن أمير المؤمنين عليه السلام وعبد لله بن مسعود وعمار بن ياسر وخباب الارت وغيرهم من الصحابة ، وكان عثمانيا توفي في ولاية خالد القسري وروايته هذا عن الصادق ( ع ) بعيد جدا وان أدرك أيامه كما أن رواية تميم عنه عليه السلام بواسطة واحدة لم تعهد في كتب الصدوق ( ره ) ، واحتمال تعدد عبد الله بن أبي الهذيل أو أن القول له بعيد . والسند في البحار أيضا كما في المتن .
( 3 ) النساء : 59 .

( 337 )

الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون » ( 1 ) المدعو إليه بالولاية ، المثبت له الامامة يوم غدير خم ، بقول الرسول صلى الله عليه وآله عن الله جل جلاله : « ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : بلى ، قال : فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، و عاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأعن من أعانه ذاك علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ، وأفضل الوصيين وخير الخلق أجمعين بعد رسول رب العالمين ، وبعده الحسن ثم الحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وآله إبنا خيرة النسوان ، ثم علي بن الحسين ، ثم محمد بن علي ، ثم جعفر بن محمد ، ثم موسى بن جعفر ، ثم علي بن موسى ، ثم محمد بن علي ، ثم علي بن محمد ، ثم الحسن بن علي ، ثم ابن الحسن بن علي صلوات الله عليهم إلى يومنا هذا واحد بعد واحد ، إنهم عترة الرسول صلى الله عليه وآله معروفون بالوصية والامامة في كل عصر وزمان ، وكل وقت وأوان ، وإنهم العروة الوثقى ، وأئمة الهدى ، والحجة على أهل الدنيا إلى أن يرث الله الارض ومن عليها ، وإن كل من خالفهم ضال مضل تارك للحق والهدى ، وإنهم المعبرون عن القرآن ، والناطقون عن الرسول صلى الله عليه وآله بالبيان ، وإن من مات ولا يعرفهم مات ميتة جاهلية ، وإن فيهم الورع والعفة والصدق والصلاح والاجتهاد ، وأداء الامانة إلى البر والفاجر ، وطول السجود وقيام الليل ، واجتناب المحارم ، وانتظار الفرج بالصبر وحسن الصحبة ، وحسن الجوار . ثم قال تميم بن بهلول : حدثني أبو معاوية ، عن الاعمش ، عن جعفر بن محمد عليهما السلام في الامامة بمثله سواء .
10 ـ حدثنا أبي ، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا : حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن محمد بن خالد ، عن محمد ابن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : أقرب ما يكون العباد من الله عزوجل وأرضى ما يكون عنهم إذا افتقدوا حجة الله عزوجل ، فلم يظهر لهم ولم يعلموا بمكانه ، وهم في ذلك يعلمون أنه لم تبطل حجج الله ( عنهم وبيناته ) فعندها فتوقعوا الفرج صباحا ومساء ، وإن أشد ما يكون غضب الله تعالى على أعدائه إذا
____________
( 1 ) المائدة : 55 .
( 338 )

افتقدوا حجة الله فلم يظهر لهم ، وقد علم أن أولياءه لا يرتابون ، ولو علم أنهم يرتابون لما غيب عنهم حجته طرفة عين ، ولا يكون ذلك إلا على رأس شرار الناس .
11 ـ وبهذا الاسناد قال : قال المفضل بن عمر : سمعت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام يقول : من مات منتظرا لهذا الامر كان كمن كان مع القائم في فسطاطه ، لا بل كان كالضارب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله بالسيف .
12 ـ حدثنا علي بن أحمد الدقاق رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن سهل بن زياد الادمي ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبد العزيز العبدي ، عن عبد الله بن أبي يعفور قال : قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام : من أقر بالائمة من آبائي وولدي وجحد المهدي من ولدي كان كمن أقر بجميع الانبياء وجحد محمدا صلى الله عليه وآله نبوته . فقلت : يا سيدي ومن المهدي من ولدك ؟ قال : الخامس من ولد السابع يغيب عنكم شخصه ، ولا يحل لكم تسميته .
13 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال : حدثنا أحمد بن محمد الهمداني قال : حدثنا أبو عبد الله العاصمي ، عن الحسين بن القاسم بن أيوب ( 1 ) ، عن الحسن بن محمد بن سماعة ، عن ثابت الصائغ ( 2 ) عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول : منا اثنا عشر مهديا مضى ستة وبقى ستة ، يصنع الله بالسادس ما أحب ( 3 ) .
14 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال : حدثنا أحمد بن محمد الهمداني قال : حدثنا أبو عبد الله العاصمي ، عن الحسين بن القاسم بن أيوب ، عن
____________
( 1 ) هو الحسين بن القاسم بن محمد بن أيوب بن شمون أبو عبد الله الكاتب وكان أبوه من أجلة أصحابنا ( جش ) . قال ابن الغضائري : « ضعفوه وهو عندي ثقة ولكن البحث فيمن يروي عنه » .
( 2 ) هو ثابت بن شريح أبو اسماعيل الصائغ الانباري مولى الازد ثقة . وفي النسخ « ثابت الصباغ » وفى بعضها « الصباح » وكلاهما تصحيف .
( 3 ) في بعض النسخ « في السادس ما أحب » .

( 339 )

الحسن بن محمد بن سماعة ، عن وهيب ، عن ذريح ، عن أبي حمزة ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : منا اثنا عشر مهديا .
15 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال : حدثنا أحمد بن محمد الهمداني قال : حدثنا جعفر بن عبد الله قال : حدثني عثمان بن عيسى ، عن سماعة ابن مهران قال : كنت أنا وأبو بصير ومحمد بن عمران مولى أبي جعفر في منزل بمكة فقال محمد بن عمران : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : نحن اثنا عشر محدثون ( 1 ) فقال أبو بصير : والله لقد سمعت ذلك من أبي عبد الله عليه السلام فحلف مرتين أنه سمعه منه .
16 ـ حدثنا أبي ؛ ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن خالد البرقي ، عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : أقرب ما يكون العباد من الله عزوجل وأرضى ما يكون عنهم إذا فقدوا حجة الله ، فلم يظهر لهم ولم يعلموا بمكانه ، وهم في ذلك يعلمون أنه لم تبطل حجج الله عزوجل ولا بيناته ، فعندها فتوقعوا الفرج صباحا ومساء ، وإن أشد ما يكون غضب الله على أعدائه إذا افتقدوا حجته فلم يظهر لهم ، وقد علم أن أولياءه لا يرتابون ، ولو علم أنهم يرتابون ما غيب عنهم حجته طرفة عين ، ولا يكون ذلك إلا على رأس شرار الناس .
17 ـ حدثنا أبي ؛ ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا : حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب عن محمد بن النعمان قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : أقرب ما يكون العبد إلى الله عز وجل وأرضى ما يكون عنه إذا افتقدوا حجة الله فلم يظهر لهم ، وحجب عنهم فلم يعلموا بمكانه ، وهم في ذلك يعلمون أنه لا تبطل حجج الله ولا بيناته فعندها فليتوقعوا الفرج صباحا ومساء ، وإن أشد ما يكون غضبا على أعدائه إذا أفقدهم حجته فلم يظهر لهم ، وقد علم أن أولياءه لا يرتابون ، ولو علم أنهم يرتابون ( ل‍ ) ما أفقدهم حجته طرفة عين .
____________
( 1 ) في بعض النسخ « اثنا عشر مهديا » .
( 340 )

18ـ حدثنا أبي [ ومحمد بن الحسن ] رضي الله عنه [ ما ] قال [ ل‍ ] : حدثنا سعد بن ـ عبد الله قال : حدثنا المعلى بن محمد البصري ، عن محمد بن جمهور ، وغيره ، عن [ محمد ] بن أبي عمير ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول : في القائم سنة ( 1 ) من موسى بن عمران عليه السلام ، فقلت : وما سنة ( 1 ) موسى بن عمران ، فقال : خفاء مولده ، وغيبته عن قومه . فقلت : وكم غاب موسى بن عمران عليه السلام عن قومه وأهله ، فقال : ثماني وعشرين سنة .
19 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن غير واحد من أصحابنا ، عن داود بن كثير الرقي ، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل : « الذين يؤمنون بالغيب » ( 2 ) قال : من أقر بقيام القائم أنه حق .
20 ـ حدثنا علي بن أحمد بن محمد الدقاق رضي الله عنه قال : حدثنا أحمد بن أبي ـ عبد الله الكوفي قال : حدثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد ، عن علي بن أبي حمزة ( 3 ) ، عن يحيى بن أبي القاسم قال : سألت الصادق عليه السلام عن قول الله عزوجل : « الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب » فقال : المتقون شيعة علي عليه السلام ، والغيب فهو الحجة الغائب . وشاهد ذلك قول الله عزوجل : « ويقولون لو لا انزل عليه آية من ربه فقل
____________
( 1 ) في بعض النسخ « شبه » .
( 2 ) البقره : 2 .
( 3 ) هو علي بن أبي حمزة ـ سالم ـ البطائني بقرينة روايته عن يحيى أبي بصير ، ورواية الحسين بن يزيد عنه . وكان إحد عمد الواقفة ، قال علي بن الحسن بن فضال : انه كذاب واقفي متهم ملعون . وقال ابن الغضائري : على بن أبي حمزة أصل الوقف وأشد الخلق عداوة للولي بعد أبي ابراهيم عليه السلام ( يعنى الرضا عليه السلام ) . واما يحيى بن أبي القاسم فهو أبو بصير المكفوف ولعل الصواب « يحيى بن القاسم » وعلي بن أبي حمزة هو قائده