تاريخ مقام الإمام المهدي ( عج ) في الحلة ::: 151 ـ 160
(151)
أرباب الغنم : فقلت : لا ، بل هو الامام عليه السلام فقالوا : الامام هو الشيخ أو صاحب الفرجية ؟ فقلت : هو صاحب الفرجية : فقالوا : أريته المرض الذي فيك ؟ فقلت : هو قبضه بيده وأوجعني ، ثم كشفت رجلي فلم أر لذلك المرض أثراً ، فتداخلني الشك من الدهش ، فأخرجت رجلي الاخرى فلم أر شيئاً ، فأنطبق الناس عليّ ومزقوا قميصي فأدخلني القوّام خزانة ومنعوا الناس عني ، وكان ناظراً بين النهرين بالمشهد ، فسمع الضجة وسأل عن الخبر فعرفوه ، فجاء الى الخزانة وسألني عن اسمي وسألني منذ كم خرجت من بغداد ؟ فعرفته اني خرجت في أول الاسبوع ، فمشى عني ، وبتّ في المشهد وصليت الصبح وخرجت وخرج الناس معي الى أن بعدت عن المشهد ، ورجعوا عني ووصلت الى أوانا (1) فبتّ بها وبكرت منها أريد بغداد فرأيت الناس مزدحمين على القنطرة العتيقة يسألون من ورد عليهم عن اسمه ونسبه واين كان ، فسألوني عن اسمي ومن اين جئت ، فعرفتهم فاجتمعوا عليّ ومزقوا ثيابي ولم يبق لي في روحي حكم ، وكان ناظر بين النهرين كتب الى بغداد وعرفهم الحال ثم حملوني الى بغداد وازدحم الناس عليّ وكادوا يقتلونني من كثرة الزحام ، وكان الوزير القمي رَحَمَهُ الله قد طلب السعيد رضي الدين رَحَمَهُ الله وتقدم أن يعرفه صحة هذا الخبر.
     قال : فخرج رضي الدين ومعه جماعة فوافينا باب النوبى ، (2) فرد أصحابه الياس عني ، فلما رآني قال : أعنك يقولون ؟ قلت : نعم ،
1 ـ أوانا : بلدة كثيرة البساتين نزهة من نواحي دجيل بغداد بينها وبين بغداد عشرة فراسخ.
2 ـ باب النوبى : من ابواب دار الخلافة العباسية في الجانب الشرقي من بغداد.


(152)
فنزل عن دابته وكشف عن فخذي فلم ير شيئاً ، فغشي عليه ساعة وأخذ بيدي وأدخلني على الوزير وهو يبكي ويقول : يا مولانا هذا أخي وأقرب الناس الى قلبي ، فسألني الوزير عن القصة فحكيت له ، فأحضر الاطباء الذين أشرفوا عليها وأمرهم بمداواتها فقالوا : ما دواؤها الاّ القطع بالحديد ومتى قطعها مات ، فقال لهم الوزير : فبتقدير أن تقطع ولا يموت في كم تبرأ ؟ فقالوا : في شهرين وتبقى في مكانها حفيرة بيضاء لا ينبت فيها شعر ، فسألهم الوزير. متى رأيتموه ؟ قالوا : منذ عشرة أيام ، فكشف الوزير عن الفخذ الذي كان فيه الالم وهي مثل اختها ليس فيها أثر أصلاً ، فصاح أحد الحكماء : هذا عمل المسيح ، فقال الوزير : حيث لم يكن عملكم فنحن نعرف من عملها ، ثم انه أحضر عند الخليفة المستنصر رَحَمَهُ الله فسأله عن القصة فعرّفه بها كما جرى فتقدّم له بألف دينار ، فلما حضرت قال : خذ هذه فأنفقها ، فقال : ما أجسر آخذ منه حبّة واحدة ، فقال الخليفة : مِمن تخاف ؟ فقال : من الذي فعل معي هذا ، قال : لا باخذ من أبي جعفر شيئاً ؟ فبكى الخليقة وتكدر ، وخرج من عنده ولم يأخذ شيئاً.
     قال : أفقر عباد الله تعالى الى رحمته علي بن عيسى عفا الله عنه : كنت في بعض الايام أحكي هذه القصة لجماعة عندي ، وكان هذا شمس الدين محمد ولده عندي وأنا لا أعرفه فلما انقضت الحكاية قال : أنا ولده لصلبه ، فعجبت من هذا الاتفاق وقلت : هل رأيت فخذه وهي مريضة ؟ فقال : لا لأني أصبو عن ذلك ولكني رأيتها بعد ما صلحت ولا أثر فيها ، وقد نبت في موضعها شعر ، وسألت السيد صفي


(153)
الدين محمد بن محمد ين بشر العلوي الموسوي ، ونجم الدين حيدر بن الايسر رَحمهُمَا الله ، وكانا من أعيان الناس وسراتهم وذوي الهيئات منهم ، وكانا صديقين لي وعزيزين عندي ، فأخبراني بصحة هذه القصة ، وأنهما رأياها في حال مرضها وحال صحتها وحكى لي ولده هذا انه كان بعد ذالك شديد الحزن لفراقه عليه السلام ، حتى انه جاء الى بغداد وأقام بها في فصل الشتاء ، وكان كل ايامه يزور سامراء ويعود الى بغداد فزارها في تلك السنة أربعين مرة طمعاً ان يعود له الوقت الذي مضى أو يقضي له الحظ فيما قضى ومن الذي اعطاه دهره الرضا ، أو ساعده بمطالبه صرف القضاء فمات رَحَمَهُ الله بحسرته ، وانتقل الى الآخرة بغصته ، والله يتولاّه وإيانا برحمته بمنه وكرامته ». (1)

    أقول : ولقد نظم لقاء اسماعيل الهرقلي بالامام عجل الله تعالى فرجه الشريف الشيخ محمد السماوي رَحَمَهُ الله في ارجوزته ( وشائح السراء في شأن سامراء فأحببت إيرادها هنا قال :
وذكر الوزير فخر الامة بأنّ اسماعيل بن الحسن قد آلمته توثة تقيح واُشغلته عن مجاري العادة فجاء للرضي (2) يشكو العله فأصعد الشاكي الى بغداد فيما أفاده بكشف الغمة الهرقلي نسبة للوطن في رجله فليس يستريح في الصوم والصلاة والعبادة إذ لم يفد شيئاً طبيب الحله مستحضراً اطبة البلاد

1 ـ انظر : كشف الغمة / علي بن عيسى الاربلي رَحَمَهُ الله ، ج 2 ، ص 493 ـ 497.
2 ـ هو السيد الرضي علي بن طاووس المتوفى سنة 664.


(154)
فقال كلٌ هي ذات رجع قال فلا لكنني استشفع فسار ثم زارهم وراحا وعاد فاستقبله فوارس وخلفه شيخ وراه اثنان فصد عنهم بغية احتياط فعارضوه والفتى ترجلا وقال لا تمض غدا بل بعد غد واذهب الى علي بن عوض ثم ارتقى متن الجواد ووثب قال فقال الشيخ وهو متكي قلت فمن ذا قال لي الإمام فقال لي ارجع قلت لا والمحيي ترد قول صاحب الزمان فعدت حتى أن مضت تلك الغرر ثم شككت فنظرت الثانية فرحت في نهجي فابتداني قالوا اكان منهم تعدي ونظروا رجلي فمزقوا الرادا فسلتبهم في الطريق جمهره وليس تنفك بغير القطع سادة سامراء ثم ارجع لدجلة يغسل ما قد قاحا يقدمهم فتى لهم موانس مرتبو السير على عنان وجار على لا حبة الصراط يمسح بالراحة منه الارجلا ولا تنل جدوى خليفة البلد يعطيك من دراهمي ما ييقتضي ولحظه ترنو الي عن كثب على القنا أفلحت فيما تشتكي فساق شوق وحدا التزام فقال لي الشيخ الا تستحي وانت ذو هدي وذو ايمان نظرت في رجلي فلم أجد أثر فكانت الاولى لها مساوية بعض يسالون عن الفرسان فقلت فيهم الامام المهدي تبركا وسار من سار غدا وصار للرضي من قد اخبره


(155)
وسرت بعدهم فصادفت الرضي فقبل الرجل وقال بابي ثم مضى بي للوزير القمي وسالهم عني فقالوا يقطع فقال قائل بلا تلويح ثم مضوا بي للقا المستنصر حتى اذا استخبر قال يتبع فلامني الرضي في كفافي ثم ذهبت لعلي بن عوض قال الوزير ونقلت ذا الخير فقال بعض الحاضرين قيلي وقد رأيته على الحالين فزدت اعجابا بنقلي المعجزه وبشهادة ابنه المنادي مستقبلا مستخبرا عن عرضي موضع كف الحاضر المغيب فاحضر الاولى اتوفي مقمي قال النظروا فضاع ذاك الموضع هذا وربي عمل المسيح وكان طالب اللقا من خبري بالف دينار فقلت قد منع فقلت لم اجسرلا على الخلاف في الحلة الفيحا فاعطى ما فرض في مجلسي يوما لبعض من حضر انا محمد بن إسماعيل وكان ما قلت بغير مين الى اين من ادركه وانتهزه بصحة المعجز والاسناد (1)
    3 ـ العلامة الحلي ( 648 ـ 726 هـ ) : الحسن بن سديد الدين ومقامه اُشهر من أن يذكر ، وللعلامة الحلي رَحَمَهُ الله على مانقله العلماء رَحَمَهُمُ الله لقاءان مع الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الـشريف ، وأما حكاية لقائه الاول بالامام عجل الله تعالى فرجه الشريف على ما نقله لنا السيد حسن الابطحي في كتابه اللقاء مع الامام صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف ( ص 157 ) قال : كان في عصر العلامة الحلي ( رضوان الله تعالى عليه ) أحد المخافين لأهل
1 ـ انظر : وشائح السراء في تأريخ سامراء / السماوي رَحَمَهُ الله ، ص 11 ـ 13.

(156)
بيت العصمة والطهارة وكان قد كتب كتاباً في الرد على الشيعة وكان ينتفع به في المجالس الخاصة والعامة كما أنه لم يسمح باعطاء الكتاب لأي فرد كان حتى لا يقع في أيدي المعارضين ويستفيدون منه للرد عليه ، لكن العلامة الحلي ( عليه الرحمه ) مع ما كان عليه من العظمة والجلال والعلم الوفير فكّر في طريقة للحصول على هذا الكتاب فتقدم الى ذلك الرجل صاحب الكتاب وقدم نفسه باعتباره طالب علم لديه وبقي مدة يدرس على يديه حتى وثق به وأصبح من أقرب أصدقائه وفي أحد الايام طلب العلامة الحلي منه ذلك الكتاب ولما كانت له تلك المكانة المحمودة لديه ، لم يستطع أن يرده وقال : لكنني لن ولم أسمح لنفسي أن أعطي هذا الكتاب ، وفور وصوله للدار بدأ ينقل محتويات الكتاب بكل سرعة حتى يتمكن من اتمامه في تلك الليلة ، ولما انتصف الليل شعر العلامة بضغط السهر عليه ولم يستطع مغالبة الكرى ، وفي هذه الاثناء دخل عليه ضيف نوراني جليل ملأ الغرفة برائحة زكية وانوار متلألئة وقال له : نم يا حلي ودع كتابة بقية المحتويات عليّ ، فيغط العلامة ( رضوان الله تعالى عليه ) في نوم عميق دون أن يجادل أو يستفسر الامر ، وعندما استيقظ في الصباح هرع الى الكتاب ليرى ما جرى له وإذا به يجده منقولاً نقلاً كاملاً وفي نهاية الكتاب كتبت العبارة التالية ( كتبه الحجة ) . (1)
     أقول : وانا الفقير حتى انني كنت أظن أن منشأ هذا المقام ربما نشأ من هذا اللقاء أي ان أصل المقام هو دار العلامة الحلي ومن ثم
1 ـ انظر : اللقاء مع الامام صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف الابطحي ، ص 157.

(157)
استبعدته بالتأريخ الذي قدمناه في الباب الثاني والذي يحكي عن وجود المقام في سنة ( 636 هـ ) وهذا التأريخ قبل ولادة العلامة الحلي باثنتي عشرة سنة.

    حكاية اللقاء الثاني للعلامة الحلي رَحَمَهُ الله :
     كان العلامة الحلي في إحدى ليالي الجمعه قد تشرف بزيارة سيد الشهداء عليه السلام وكان لوحده راكباً على حماره وبيده سوط ، وفي أثناء الطريق صاحبه شخص عربي وكان راجلاً ، ثم تكلما في المسائل العلمية والعلامة يسأله عن مشكلاته في العلوم واحدة تلو الاخرى ، وكان هذا الشخص يجيب عليها ويقوم بحلها حتى انجر الحديث الى إحدى المسائل فأفتى ذلك الشخص بخلاف ما يراه العلامة الحلي وقال :
     لن يرد حديث عندنا يؤيد هذه الفتوى ، فقال الرجل :
     « إن حديثاً في هذا الباب قد ذكره الشيخ الطوسي في ( التهذيب ) فتصفح كتاب التهذيب ، وفي الصفحة الفلانية والسطر الفلاني تجده مذكورا ».
     فأخذت العلامة الحيرة ، من يكون هذا الشخص ؟
     فسأل الرجل وقال : هل يمكن في زمان الغيبة الكبرى أن نرى صاحب الامر عجل الله تعالى فرجه الشريف أو ، لا ؟
     وفي هذه الاثناء سقط السوط من يد العلامة ، فأخذ الرجل السوط من الارض ووضعه بيد العلامة.
     وقال : « وكيف لا يمكن أن يرى صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف والحال أن يده في يدك ».


(158)
     فسقط العلامة وبدون اختيار من حماره الى الارض وهو يقبل قدمي الامام عجل الله تعالى فرجه الشريف وأغمي عليه ، ولما انتبه لن ير أحدا ، وبعد أن رجع الى البيت تصفح كتاب ( التهذيب ) فوجد الحديث المذكور في تلك الصفحة وذلك السطر ، كما دله عليه.
     وبعد ذلك كتب العلامة بخطه على حاشية ( التهذيب ) : وهذا الحديث هو الذي أرشدني اليه صاحب الامر. (1)

    3 ـ السيد مهدي ابن السيد حسن القزويني الحلي ( تـ 1300 هـ ) : نقل العلامة النوري رَحَمَهُ الله في كتبه ( خاتمة المستدرك ، النجم الثاقب ، جنة المأوى ) لهذا السيد ثلاث حكايات للقائه بحجة الله في أرضه أعني صاحب الامر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف ونحن نتبرك هنا بذكرها.

    حكاية اللقاء الأوّل في إظهار قبر ابي يعلى ( الحمزة العلوي العباسي ) : (2)
     قال العلامة النوري رَحَمَهُ الله ، نقلا عن السيد محمد ابن السيد مهدي القزويني المذكور : وحدثني الوالد أعلى الله مقامه قال : لازمت الخروج الى الجزيرة مدة مديدة لأجل إرشاد عشائر بني زبيد الى مذهب الحق ، وكانوا كلهم على رأي أهل التسنن ، وببركة هداية الوالد قدس سِرُّه وإرشاده ، رجعوا الى مذهب الامامية كما هم عليه الآن ، وهم عدد كثير يزيدون على عشرة آلاف نفس ، وكان في الجزيرة مزار معروف بقبر الحمزة بن الكاظم ، يزوره الناس ويذكرون له كرامات كثيرة ، وحوله قرية تحتوي على مائه دار تقريباً.
1 ـ انظر : اسوة العارفين / محمود البدري ، ص 285.
2 ـ وقبره في الحلة في قضاء المدحتية مشهور ويعرف بالحمزة الغربي.


(159)
قال قدس سِرُّه : فكنت استطرق الجزيرة وأمر عليه ولا أزوره لما صحّ عندي أن الحمزة بن الكاظم
    مقبور في الرّي مع عبد العظيم الحسني ، فخرجت مرة على عادتي ونزلت ضيفاً عند أهل تلك القرية ، فتوقّعوا مني أن أزور المرقد المذكور فابيت و قلّت رغبة الناس فيه لاعراضي عنه ، ثم ركبت من عندهم وبتُّ تلك الليلة في قرية المزيدية ، عند بعض ساداتها ، فلما كان وقت السحر جلست لنافلة الليل وتهيأت للصلاة ، فلما صليت النافلة بقيت أرتقب طلوع الفجر ، وأنا على هيئة التعقيب إذ دخل عليّ سيد أعرفه بالصلاح والتقوى ، من سادة تلك القرية ، فسلم وجلس.
     ثم قال : يا مولانا بالامس تضيفت أهل قرية الحمزة وما زرته ؟ قلت : نعم ، قال : ولمّ ذلك ؟ قلت : لأني لا أزور من لا أعرف والحمزة بن الكاظم مدفون بالرّي ، فقال : ربّ مشهور لا أصل له ، ليس هذا قبر الحمزة بن موسى الكاظم وان اشتهر انّه كذلك ، بل هو قبر ابي يعلى حمزة بن القاسم العلوي العباسي أحد علماء الاجازة وأهل الحديث ، وقد ذكره أهل الرجل في كتبهم ، وأثنوا عليه بالعلم والورع.
     فقلت في نفسي :
هذا السيد من عوام السادة ، وليس من أهل الاطلاع على الرجال والحديث ، فلعله أخذ هذا الكلام عن بعض العلماء ، ثم قمت لأرتقب طلوع الفجر ، فقام ذلك السيد وخرج وأغفلت أن اسأله عمّن أخذ هذا لأن الفجر قد طلع ، وتشاغلت بالصلاة فلما صليت جلست للتعقيب حتى طلعت الشمس ، وكان معي جملة من كتب الرجال فنظرت فيها وإذا الحال كما ذكر ، فجاءني أهل


(160)
القرية مسلّمين عليّ وفي جملتهم ذلك السيد ، فقلت : جئتني قبل الفجر وأخبرتني عن قبر الحمزة أنه أبو يعلى حمزة بن القاسم العلوي ، فمن أين لك هذا وعمّن أخذته ؟ فقال : والله ما جئتك قبل الفجر ولا رأيتك قبل هذه الساعة ، ولقد كنت ليلة أمس بائتاً خارج القرية ـ في مكان سماه ـ وسمعنا بقدومك فجئنا في هذا اليوم زائرين لك.
     فقلت لأهل القرية : الآن ألزمني الرجوع الى زيارة الحمزة فأني لا أشك في أن الشخص الذي رأيته هو صاحب الامر عليه السلام قال : فركبت أنا وجميع أهل تلك القرية لزيارته ، ومن ذلك الوقت ظهر هذا المزار ظهوراً تاماً على وجه صار بحيث تشدّ الرحال اليه من الاماكن البعيدة.
     قلت : في رجال النجاشي : حمزة بن القاسم بن علي بن حمزة بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب عليه السلام أبو علي ثقة جليل القدر من أصحابنا كثير الحديث له كتاب ( من روى عن جعفر بن محمد عليهما السلام من الرجال ) ، ويظهر من كلمات العماء والاساتذة أنه من العلماء الغيبة الصغرى وكان معاصراً للصدوق علي بن بابويه. (1)

    حكاية اللقاء الثاني : أحببت ايرادها هنا ، لما فيها من رعاية الامام ارواحنا فداه لزائري الامام الحسين عليه السلام.
     قال السيد محمد القزويني رَحَمَهُ الله ، وسمعت أيضا مشافهة وبالسند المذكور المؤيد المتقدم ذكره ، وسمعت ايضا مشافهة عن نفس المرحوم قُدَّس سِرُّه انه قال : خرجت يوم الرابع عشر من شهر شعبان من الحلة أريد زيارة الحسين عليه السلام ليلة النصف منه ، فلما وصلت الى شط
1 ـ انظر : النجم الثاقب / النوري رَحَمَهُ الله ج 2 ، ص 319 ـ 321.
تاريخ مقام الإمام المهدي ( عج ) في الحلة ::: فهرس