مكارم الأخلاق ::: 196 ـ 210
(196)
    عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ما يمنع المؤمن أن يتخذ أهلا لعل الله أن يرزقه نسمة تثقل الارض بلا إله إلا الله.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من تزوج فقد أحرز نصف دينه فليتق الله في النصف الباقي.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ما بنى بناء في الاسلام أحب إلى الله من التزويج.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من أحب فطرتي فليستن بسنتي ومن سنتي النكاح.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من كان له ما يتزوج به فلم يتزوج فليس منا.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إلتمسوا الرزق بالنكاح.
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : من ترك التزويج مخافة العيلة فقد أساء الظن بربه ، لقوله سبحانه وتعالى : ( إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله ) (1).
    وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يا شاب تزوج وإياك والزنا ، فإنه ينزع الايمان من قلبك.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : تزوجوا النساء ، فإنهن يأتين بالمال.
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أفضل الشفاعات أن تشفع بين اثنين في نكاح حتى يجمع الله بينهما.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : تزوجوا ، فإني مكاثر بكم الامم يوم القيامة (2) حتى أن السقط ليجئ محبنطئا على باب الجنة ، فيقال له : ادخل الجنة ، فيقول : لا ، حتى يدخل أبواي الجنة قبلي.
1 ـ سورة النور : آية 32.
2 ـ كاثره : غالبة في الكثرة. واحبنطأ : انفتح جوفه وامتلا غيظا. والمحبنطأ : الممتلئ غيظا.


(197)
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لركعتان يصليهما متزوج أفضل من صلاة رجل عزب يقول ليله ويصوم نهاره.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أراذل موتاكم العزاب.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يا معشر الشباب من استطاع منكم الباه فليتزوج ، [ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ]. ومن لم يستطع فليدمن الصوم ، فإن له وجاء (1).
    وعن الصادق ( عليه السلام ) قال : ركعتان يصليهما متزوج أفضل من سبعين ركعة يصليهما عزب.
    [ عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال ] : جاء رجل إلى أبي جعفر ( عليه السلام ) فقال ( عليه السلام ) له : هل لك من زوجة ؟ قال : لا ، فقال أبوجعفر ( عليه السلام ) : لا أحب أن لي الدنيا وما فيها وأن أبيت ليلة وليس لي زوجة ، ثم قال : إن ركعتين يصليهما رجل متزوج أفضل من رجل عزب يقوم ليله ويصوم نهاره.
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : العبد كلما ازداد في النساء حبا ازداد في الايمان فضلا.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : أكثروا الخير بالنساء.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : تزوجوا ولا تطلقوا ، فإن الطلاق يهتز منه العرش.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : تزوجوا ولا تطلقوا ، فإن الله لا يحب الذواقين والذواقات (2).
    وعنه ( عليه السلام ) قال : تزوجوا في الحجز (3) الصالح ، فإن العرق دساس.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : من أخلاق الانبياء عليهم السلام حب النساء.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : ثلاثة أشيام لا يحاسب عليهن المؤمن : طعام يأكله ، وثوب يلبسه ، وزوجة صالحة تعاونه ويحصن بها فرجه.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : من ترك التزويج مخافة الفقر فقد أساء الظن بالله. إن الله عز وجل يقول : إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله.
    وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من سره أن يلقى الله طاهرا مطهرا فليلقه بزوجة صالحة.
1 ـ الوجاء ـ بالكسر ـ : رض عروق البيضتين حتى تنفضخا من غير إخراج فيكون شبيها بالخصاء لانه يكسر الشهوة (2) المراد بالذواقين والذواقات : الذين يكثرون الزواج والطلاق من الرجال والنساء.
3 ـ الحجز ـ بالكسر والضم ـ : العشيرة. العفيف. الطاهر.


(198)
    قال علي بن الحسين عليهما السلام : من تزوج لله عزوجل ولصلة الرحم توجه الله تاج الملك.
    عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : من كان موسرا ولم ينكح فليس مني.
    وروى محمد بن حمران ، عن أبيه ، عن الصادق ( عليه السلام ) قال : من تزوج والقمر في العقرب لم ير الحسنى. وروي أنه يكره التزويج في محاق الشهر (1).
    قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أفضل نساء أمتي أصبحهن وجها وأقلهن مهرا.
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : من بركة المرأة قلة مؤونتها وتيسير ولادتها. ومن شؤمها شدة مؤونتها وتعسير ولادتها.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : الشؤم في ثلاثة أشياء : في الدابة والمرأة والدار. فأما المرأة فشؤمها غلاء مهرها وعسر ولادتها. وأما الدابة فشؤمها قلة حبلها وسوء خلقها. وأما الدار فشؤمها ضيقها وخبث جيرانها. وروي أن من بركة المرأة قلة مهرها. ومن شؤمها كثرة مهرها.
    وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : تزوجوا الرزق ، فإن فيهن البركة.
    وقال ( عليه السلام ) : الشؤم في المرأة والفرس والدار.

    عن الصادق ، عن أبيه عليهما السلام قال : النساء أربعة أصناف : فمنهن ربيع مربع ، ومنهن جامع مجمع ، ومنهن كرب مقمع ، ومنهن غل قمل. فأما الربيع المربع : فالتي في حجرها ولد وفي بطنها آخر. والجامع المجمع : الكثيرة الخير المحصنة. والكرب المقمع : السيئة الخلق مع زوجها. وغل قمل : هي التي عند زوجها كالغل القمل وهو غل من جلد يقع فيه القمل فيأكله فلا يتهيأ أن يحل منه شيئا. وهو مثل للعرب.
1 ـ المحاق ـ مثلثة والضم أكثر ـ : ثلاث ليال من آخر الشهر لا يكاد يرى القمر فيه لخفائه.

(199)
عن داود الكرخي قال : قلت لابي عبد الله ( عليه السلام ) : إن صاحبتي هلكت وكانت لي موافقة وقد هممت أن أتزوج ، فقال : انظر أين تضع نفسك ومن تشركه في مالك وتطلعه على دينك وسرك وأمانتك ، فإن كنت لابد فاعلا فبكرا تنسب إلى الخير وإلى حسن الخلق.
ألا إن النساء خلقن شتى ومنهن الهلال إذا تجلى فمن يظفر بصالحتهن يسعد فمنهن الغنيمة والغرام لصاحبه ومنهن الظلام ومن يغبن فليس له انتظام
    وهن ثلاث : فأمرأة ولود ، ودود ، تعين زوجها على دهره وتساعده على دنياه وآخرته ولا تعين الدهر عليه. وامرأة عقيم لا ذات جمال ولا خلق ولا تعين زوجها على خير. وامرأة صخابة (1) ، ولاجة ، خراجة ، همازة ، تستقل الكثير ولا تقبل اليسير.
    قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : تزوج عيناء سمراء عجزاء مربوعة (2) ، فإن كرهتها فعلي الصداق.
    من أمالي الشيخ أبي جعفر بن بابويه ، عنه ( عليه السلام ) قال : عقول النساء في جمالهن ، وجمال الرجال في عقولهم. وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا أراد أن يتزوج امرأة بعث إليها من ينظر إليها ، وقال : شم ليتها فإن طاب ليتها طاب عرفها وإن درم كعبها عظم كعثبها ( الليت : صفحة العنق. والعرف : الريح الطيبة. ودرم كعبها أي كثير لحم كعبها. يقال : امرأة درماء إذا كانت كثيرة لحم القدم والكعب. والكعثب : الفرج ).
    وقال علي بن الحسين عليهما السلام : خمس خصال من فقد منهن واحدة لم يزل ناقص العيش ، زائل العقل ، مشغول القلب : فأولهن صحة البدن. والثانية والثالثة السعة في الرزق والدار. والرابعة الانيس الموافق ، فقيل له : وما الانيس الموافق ؟
1 ـ الصخب والسخب ، بالتحريك : شدة الصوت والصيحة للخصام. وفي بعض نسخ الحديث : صخابة. والوجه : كثيرة الولوج أي الدخول والخروج. والهمازة : العيابة والغيابة.
2 ـ العيناء : الحسنة العين والتي عظم سواد عينها في سعة. والسمراء : التي لونها بين السواد والبياض. والعجزاء : التي عظيمة العجيزة. والمربوعة : وسيطة القامة لا طويلة ولا قصيرة.


(200)
    قال : الزوجة الصالحة والولد الصالح والخليط الصالح. والخامسة وهي تجمع هذه الخصال الدعة.
    وقال ( عليه السلام ) إذا أراد أحدكم أن يتزوج فليسأل عن شعرها كما يسأل عن وجهها ، فان الشعر أحد الجمالين.
    وقال ( عليه السلام ) : خير نسائكم الطيبة الريح ، الطيبة الطعام ، التي إن أنفقت أنفقت بمعروف وإن أمسكت أمسكت بمعروف ، فتلك من عمال الله وعامل الله لا يخيب [ ولا يندم ].
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : خير نسائكم التي إن غضبت أو أغضبت قالت لزوجها : يدي في يدك لا أكتحل بغمض حتى ترضى عني.
    قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ألا أخبركم بخير نسائكم ؟ قالوا بلى. قال : إن خير نسائكم الولود الودود الستيرة (1) العفيفة ، العزيزة في أهلها ، الذليلة مع بعلها ، المتبرجة مع زوجها الحصان عن غيره ، التي تسمع قوله وتطيع أمره وإذا خلا بها بذلت له ما أراد منها ولم تتبذل (2) له تبذل الرجل.
    وقال ( عليه السلام ) : ما استفاد امرؤ فائدة بعد الاسلام أفضل من زوجة مسلمة ، تسره إذا نظر إليها وتطيعه إذا أمرها وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله.
    وجاء رجل إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : إن لي زوجة إذا دخلت تلقتني وإذا خرجت شيعتني وإذا رأتني مهموما قالت : ما يهمك ، إن كنت تهتم لرزقك فقد تكفل به غيرك وإن كنت تهتم بأمر آخرتك فزادك الله هما ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : بشرها بالجنة وقل لها : إنك عاملة من عمال الله ولك في كل يوم أجر سبعين شهيدا. وفي رواية أن الله عزوجل عمالا وهذه من عماله ، لها نصف أجر الشهيد.
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : الخيرات الحسان من نساء أهل الدنيا ، هن أجمل من الحور العين.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : الشجاعة لاهل خراسان ، والباءة في أهل البربر ، والسخاء والحسد في العرب ، فتخيروا لنطفكم.
1 ـ الستيرة : العفيفة والمستورة.
2 ـ التبذل : ترك الزينة.


(201)
    وعنه ( عليه السلام ) قال : الحياء عشرة أجزاء : تسعة في النساء وواحد في الرجال ، فإذا خفضت (1) المرأة ذهب جزء من حيائها. وإذا تزوجت ذهب جزء. وإذا افترعت (2) ذهب جزء. وإذا ولدت ذهب جزء. وبقي لها خمسة أجزاء ، فإن فجرت ذهب حياؤها كله ، وإن عفت بقي لها خمسة أجزاء.
    من كتاب نوادر الحكمة ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : من أراد الباءة فليتزوج بامرأة قريبة من الارض ، بعيدة ما بين المنكبين ، سمراء اللون ، فإن لم يحظ بها فعلي مهرها. عن جابر قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وأحصنت فرجها وأطاعت بعلها فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أيما امرأة أعانت زوجها على الحج والجهاد أو طلب العلم أعطاها الله من الثواب ما يعطي امرأة أيوب ( عليه السلام ).
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أفضل نساء أمتي أصبحهن وجها وأقلهن مهرا.
( في أخلاقهن المذمومة )
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : أغلب الاعداء للمؤمن زوجة السوء.
    وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ما رأيت ضعيفات الدين ، ناقصات العقول أسلب لذي لب منكن.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إن النساء غي وعورة ، فاستروا العورة بالبيوت واستروا الغي بالسكوت.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لولا النساء لعبدالله حقا [ حقا ].
    عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : يظهر في آخر الزمان واقتراب القيامة ، وهو شر الازمنة ، نسوة متبرجات ، كاشفات ، عاريات من الدين ، داخلات في الفتن ، مائلات إلى الشهوات ، مسرعات إلى اللذات ، مستحلات للمحرمات ، في جهنم خالدات.
1 ـ خفضت الجارية : ختنها ، والخافظة : الخاتنة ، ولا يطلق الخفض إلا على الجارية دون الغلام.
2 ـ افترع البكر : أزال بكارتها.


(202)
    من كتاب الرياض قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : شوهاء ولود خير من حسناء عقيم.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ذروا الحسناء العقيم ، وعليكم بالسوداء الولود ، فإني مكاثر بكم الامم حتى بالسقط.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أيما امرأة أدخلت على زوجها في أمر الفقه وكلفته ما لا يطيق لا يقبل الله منها صرفا ولا عدلا إلا أن تتوب وترجع وتطلب منه طاقته.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لو أن جميع ما في الارض من ذهب وفضة حملته المرأة إلى بيت زوجها ثم ضربت على رأس زوجها يوما من الايام ، تقول : من أنت ؟ إنما المال مالي حبط عملها ولو كانت من أعبد الناس إلا أن تتوب وترجع وتعتذر إلى زوجها.
    وقال سلمان الفارسي رضي الله عنه : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : أيما امرأة منت على زوجها بمالها ، فتقول : إنما تأكل أنت من مالي ، لو أنها تصدقت بذلك المال في سبيل الله لا يقبل الله منها إلا أن يرضى عنها زوجها.
    وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : أيما امرأة هجرت زوجها وهي ظالمة حشرت يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون في الدرك الاسفل من النار إلا أن تتوب وترجع.
    ومر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على نسوة فوقف عليهن ، ثم قال : يا معشر النساء ما رأيت نواقص عقول ودين أذهب بعقول ذوي الالباب منكن ، إني قد رأيت إنكن أكثر أهل النار يوم القيامة ، فتقربن إلى الله ما استطعتن ، فقالت امرأة منهن : يا رسول الله ما نقصان ديننا وعقولنا ؟ فقال : أما نقصان دينكن فبالحيض الذي يصيبكن فتمكث إحداكن ما شاء الله لا تصلي ولا تصوم. وأما نقصان عقولكن فبشهادتكن ، فإن شهادة المرأة نصف شهادة الرجل.
    وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ألا أخبركم بشر نسائكم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله [ أخبرنا ] قال : من شر نسائكم الذليلة في أهلها ، العزيزة مع بعلها ، العقيم الحقود ، التي لا تتورع عن قبيح ، المتبرجة إذا غاب عنها زوجها ، الحصان معه إذا حضر ، التي لا تسمع قوله ولا تطيع أمره ، فإذا خلا بها تمنعت تمنع الصعبة عند ركوبها ولا تقبل له عذرا ولا تغفر له ذنبا.


(203)
    وقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) خطيبا فقال : أيها الناس إياكم وخضراء الدمن ، قيل : يا رسول الله وما خضراء الدمن ؟ قال : المرأة الحسناء في منبت السوء.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : اعلموا أن المرأة السوداء إذا كانت ولودا أحب إلي من الحسناء العاقر.
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إذا تزوج الرجل المرأة لمالها أو جمالها لم يرزق ذلك ، فإن تزوجها لدينها رزقه الله عزوجل مالها وجمالها.
    وكان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول في دعائه : اللهم إني أعوذ بك من ولد يكون علي ربا ومن مال يكون علي ضياعا ومن زوجة تشيبني قبل أوان مشيبي.
    من نوادر الحكمة ، عن الحسين بن بشار قال : كتبت إلى أبي الحسن ( عليه السلام ) : أن لي ذا قربة قد خطب إلي وفي خلقه سوء ، قال : لا تزوجه إن كان سئ الخلق.
    من كتاب روضة الواعظين قال الصادق ( عليه السلام ) : شكا رجل إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) نساءه ، فقام خطيبا ، فقال : معاشر الناس لا تطيعوا النساء على كل حال ولا تأمنوهن على مال ولا تذروهن يدبرن أمر العيال ، فإنهن إن تركن وما أردن أوردن المهالك وعدون أمر المالك ، فإنا وجدناهن لا ورع لهن عند حاجتهن ولا صبر لهن عند شهوتهن ، البذخ (1) لهن لازم وإن كبرن ، والعجب بهن لاحق وإن عجزن ، لا يشكرن الكثير إذا منعن القليل ، ينسين الخير ويحفظن الشر ، يتهافتن بالبهتان (2) ويتمادين بالطغيان ويتصدين (3) للشيطان ، فداروهن على كل حال وأحسنوا لهن المقال لعلهن يحسن الفعال.
1 ـ البذخ ـ بالتحريك ـ : الكبر
2 ـ التهافت : التساقط وأكثر استعماله في الشر.
3 ـ تصدى له : تعرض وتقبل عليه بوجهه ورفع رأسه إليه. وأيضا : الاستشراف إلى الشيء النظر إليه.


(204)
    عن الحسين بن بشار قال : كتبت إلى أبي جعفر ( عليه السلام ) في رجل خطب إلى ؟
    فكتب ( عليه السلام ) : من خطب إليكم فرضيتم دينه وأمانته كائنا من كان فزوجوه ( إلا تفعلوه تكن فتنة في الارض وفساد كبير ) (1).
    وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إنما أنا بشر مثلكم أتزوج فيكم وأزوجكم إلا فاطمة فإن تزويجها نزل من السماء. ونظر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى أولاد علي وجعفر ، فقال : بناتنا لبنينا وبنونا لبناتنا.
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : المؤمنون بعضهم أكفاء بعض. وقال ( عليه السلام ) : الكفو أن يكون عفيفا وعنده يسار.
    عن الحلبي قال : قال الصادق ( عليه السلام ) : لاتتزوجوا المرأة المستعلنة بالزنا. ولا تزوجوا الرجل المستعلن بالزنا إلا أن تعرفوا منهما التوبة.
    وعن زرارة قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن قوله عزوجل : ( الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك ) (2) ؟ فقال : هي نساء مشهورات بالزنا ورجال مشهورون بالزنا ومعروفون به والناس اليوم بتلك المنزلة ، من أقيم عليه حد الزنا أو شهر بالزنا لا ينبغي لاحد أن يناكحه حتى يعرف منه توبة.
    من كتاب تهذيب الاحكام جاء رجل إلى الحسن ( عليه السلام ) يستشيره في تزويج ابنته ؟
    فقال : زوجها من رجل تقي ، فإنه إن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها.
    وقال رسول لله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من زوج كريمته من فاسق فقد قطع رحمه.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من شرب الخمر بعدما حرمها الله فليس بأهل أن يزوج إذا خطب.
    كتب علي بن أسباط إلى أبي جعفر ( عليه السلام ) في أمر بناته ، أنه لا يجد أحدا مثله ؟
    فكتب إليه أبوجعفر ( عليه السلام ) : فهمت ما ذكرت من أمر بناتك وأنك لا تجد أحدا
1 ـ سورة الانفال : آية : 74.
2 ـ سورة النور : آية 3.


(205)
مثلك ، فلا تنظر في ذلك يرحمك الله ، فإن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : إذا جاءكم من ترضون خلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الارض وفساد كبير.
    وروي أنه سأل ( عليه السلام ) أبا بصير : إذا تزوج أحدكم كيف يصنع ؟ فقال : ما أدري ، قال : إذا هم بذلك فليصل ركعتين وليحمد الله عزوجل وليقل : اللهم إني أريد أن أتزوج ، اللهم فقدر لي من النساء أحسنهن خلقا وخلقا وأعفهن فرجا وأحفظهن لي في نفسها ومالي وأوسعهن رزقا وأعظمهن بركة ، واقض لي منها ولدا طيبا تجعله لي خلفا صالحا في حياتي وبعد موتي.
    وخطب أبوطالب لما تزوج النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بخديجة بنت خويلد بعد أن خطبها من أبيها ـ ومن الناس من يقول إلى عمها ـ فأخذ بعضادتي الباب ومن شاهده من قريش حضور ، فقال : الحمد لله الذي جعلنا من زرع إبراهيم ( عليه السلام ) وذرية إسماعيل ( عليه السلام ) وجعل لنا بيتا محجوجا وحرما آمنا [ يجبى إليه ثمرات كل شيء ] وجعلنا الحكام على الناس في بلدنا الذي نحن فيه ، ثم إن ابن أخي [ هذا ] محمد بن عبد الله بن عبد المطلب لا يوزن برجل من قريش إلا رحح به ولا يقاس به أحد وإن كان في المال قل ، فإن المال رزق حائل وظل زائل وله في خديجة رغبة ولها فيه رغبة. والصداق ما شئتم عاجله وآجله من مالي. وله خطر عظيم وشأن رفيع ولسان شافع جسيم.
    فزوجه ودخل بها من الغد.
    ولما تزوج [ أبوجعفر محمد بن علي ] الرضا ( عليه السلام ) ابنة المأمون خطب لنفسه ، فقال : الحمد لله متمم النعم برحمته والهادي إلى شكره بمنه وصلى الله على محمد خير خلقه ، الذي جمع فيه من الفضل ما فرقه في الرسل قبله وجعل تراثه إلى من خصه بخلافته وسلم تسليما. وهذا أمير المؤمنين زوجني ابنته على ما فرض الله عزوجل للمسلمات على المؤمنين من إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان. وبذلت لها من الصداق ما بذله رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لازواجه وهو اثنتا عشرة اوقية ونش (1) على تمام الخمسمائة وقد نحلتها من مالي مائة ألف درهم ، زوجتني يا أمير المؤمنين ؟ قال : بلى ، قال : قبلت ورضيت.
1 ـ الاوقية عندهم أربعون درهما. والنش : النصف من كل شيء.

(206)
    ويستحب أن يخطب بخطبة الرضا ( عليه السلام ) تبركا بها ، لانها جامعة في معناها وهي : الحمد لله الذي حمد في الكتاب نفسه وافتتح بالحمد كتابه وجعله أول محل نعمته وآخر جزاء أهل طاعته وصلى الله على محمد خير بريته وعلى آله أئمة الرحمة ومعادن الحكمة. والحمد لله الذي كان في نبئه الصادق وكتابه الناطق أن من أحق الاسباب بالصلة وأولى الامور بالتقدمة سببا أوجب نسبا وأمرا أعقب حسبا ، فقال جل ثناؤه : ( وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا ) (1). وقال : ( وأنكحوا الايامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم ) (2). ولو لم يكن في المناكحة والمصاهرة آية محكمة منزلة ولا سنة متبعة لكان فيما جعل الله فيها من بر القريب وتألف البعيد ما رغب فيه العاقل اللبيب وسارع اليه الموافق المصيب ، فأولى الناس بالله من اتبع أمره وأنفذ حكمه وأمضى قضاءه ورضي جزاءه ، ونحن نسأل الله تعالى أن ينجز لنا ولكم على أوفق الامور. ثم إن فلان بن فلان من قد عرفتم مروته وعقله وصلاحه ونيته وفضله وقد أحب شركتكم وخطب كريمتكم فلانة وبذل لها من الصداق كذا ، فشفعوا شافعكم وأنكحوا خاطبكم في يسر غير عسر ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
( خطبة محمد التقي ( عليه السلام ) عند تزويجه بنت المأمون )
    الحمد لله إقرارا بنعمته ولا إله إلا الله إخلاصا بوحدانيته وصلى الله على محمد سيد بريته وعلى الاصفياء من عترته. أما بعد فقد كان من فضل الله على الانام أن أغناهم بالحلال عن الحرام ، فقال سبحانه : وأنكحوا الايامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم.
    ثم إن محمد بن علي بن موسى يخطب أم الفضل ابنته عبد الله المأمون وقد بذل لها من الصداق مهر جدته فاطمة عليها السلام بنت محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو خمسمائة درهم جيادا ، فهل زوجتني يا أمير المؤمنين بها على الصداق المذكور ؟ قال المأمون : نعم ، قد زوجتك يا أبا جعفر أم الفضل بنتي على الصداق المذكور ، فهل قبلت النكاح ؟ قال أبوجعفر
1 ـ سورة الفرقان : آية 56.
2 ـ سورة النور : آية 32.


(207)
( عليه السلام ) : نعم قبلت النكاح ورضيت به.
    عن الصادق ( عليه السلام ) : من تزوج امرأة ولم ينو أن يوفيها صداقها فهو عند الله عزوجل زان.
    وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إن أحق الشروط أن يوفي بها ما استحللتم به الفروج.
    والسنة المحمدية في الصداق خمسمائة درهم ومن زاد على السنة رد إلى السنة ، فإن أعطاها من الخمسمائة درهم درهما واحدا أو أكثر من ذلك ثم دخل بها فلا شيء لها بعد ذلك ، إنما لها ما أخذت منه [ من ] قبل أن يدخل بها. وكل ما جعلته المرأة من صداقها دينا على الرجل فهو واجب لها عليه في حياته وبعد موته أو موتها.
    والاولى أن لا يطالب الورثة بما لم تطالب به المرأة في حياتها ولم تجعله دينا على زوجها.
    وكل ما دفعه إليها ورضيت به عن صداقها قبل الدخول بها فذاك صداقها. وإنما صار مهر السنة خمسمائة درهم لان الله عزوجل أوجب على نفسه أن لا يكبره مؤمن مائة تكبيرة ولا يسبحه مائة تسبيحة ولا يهلله مائة تهليلة ولا يحمده مائة تحميدة ولا يصلي على محمد وآل محمد مائة مرة ثم يقول : اللهم زوجني من الحور العين إلا زوجه الله حورا من الجنة وجعل ذلك مهرها. وإذا زوج الرجل ابنته فليس له أن يأكل صداقها.
    من أمالي السيد أبي طالب الهروي ، عن زين العابدين ( عليه السلام ) قال : خطب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حين زوج فاطمة عليها السلام من علي ( عليه السلام ) فقال : الحمد لله المحمود بنعمته ، المعبود بقدرته ، المطاع بسلطانه ، المرهوب من عذابه وسطوته ، المرغوب إليه فيما عنده ، النافذ أمره في سمائه وأرضه. ثم إن الله عزوجل أمرني أن أزوج فاطمة من علي [ بن أبي طالب ] ، فقد زوجته على أربعمائة مثقال فضة إن رضي بذلك علي. ثم دعا صلى الله عليه وآله وسلم بطبق [ من ] بسر ، ثم قال انتهبوا فبينا ننتهب إذ دخل علي ( عليه السلام ) فتبسم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في وجهه ، ثم قال : يا علي أعلمت أن الله عزوجل أمرني أن أزوجك فاطمة فقد زوجتكها على أربعمائة مثقال فضة إن رضيت ، فقال علي ( عليه السلام ) : رضيت بذلك عن الله وعن رسوله ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : جمع الله شملكما وأسعد جدكما وبارك عليكما وأخرج منكما كثيرا طيبا.
    قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أنكحت زيد بن حارثة زينب بنت جحش. وأنكحت المقداد ضباعة بن الزبير بن عبد المطلب ليعلموا أن أشرف الشرف الاسلام.


(208)
    عن جابر الانصاري قال : لما زوج رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فاطمة عليها السلام من علي ( عليه السلام ) أتاه أناس من قريش فقالوا : إنك زوجت عليا بمهر خسيس ، فقال : ما أنا زوجت عليا ولكن الله زوجه ليلة أسري بي عند سدرة المنتهى ، أوحى الله عزوجل إلى السدرة أن انثري ، فنثرت الدرر والجواهر على الحور العين ، فهن يتهادينه ويتفاخرن ويقلن : هذا من نثار فاطمة عليها السلام بنت محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ). فلما كانت ليلة الزفاف أتى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ببغلته الشهباء وثنى عليها قطيفة وقال لفاطمة : اركبي وأمر سلمان رضي الله عنه أن يقودها والنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يسوقها ، فبيناهم في بعض الطريق إذ سمع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وجبة (1) فإذا هو بجبريل ( عليه السلام ) في سبعين ألفا من الملائكة وميكائيل ( عليه السلام ) في سبعين ألفا ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ما أهبطكم إلى الارض ؟ قالوا : جئنا نزف فاطمة عليها السلام إلى زوجها وكبر جبريل ( عليه السلام ) وكبر ميكائيل ( عليه السلام ) وكبرت الملائكة وكبر محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فوضع التكبير على العرائس من تلك الليلة.
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : زفوا عرائسكم ليلا وأطعموا ضحى.

    عن الصادق ( عليه السلام ) [ أنه ] قال لبعض أصحابه : إذا أدخلت عليك أهلك فخذ بناصيتها واستقبل بها القبلة وقل : اللهم بأمانتك أخذتها وبكلماتك استحللت فرجها ، فإن قضيت لي منها ولدا فاجعله مباركا سويا ولا تجعل للشيطان فيه شركا ولا نصيبا. وفي رواية اللهم على كتابك تزوجتها وبأمانتك أخذتها إلى آخره.
    من كتاب النجاة المروي عن الائمة عليهم السلام : إذا قرب الزفاف يستحب أن تأمرها أن تصلي ركعتين [ استحبابا ] وتكون على وضوء إذا أدخلت عليك وتصلي أنت أيضا مثل ذلك وتحمد الله وتصلي على النبي وآله وتقول : اللهم ارزقني إلفها وودها ورضاهابي وارضني بها واجمع بيننا بأحسن اجتماع وأيسر ائتلاف فإنك تحب الحلال وتكره الحرام.
1 ـ الوجبة ـ بفتح فسكون ـ السقطة مع الهدة ، أو صوت الساقط.

(209)
    وتقول إذا أردت المباشرة : اللهم ارزقني ولدا واجعله تقيا ذكيا ليس في خلقه زيادة ولا نقصان واجعل عاقبته إلى خير. وتسمي الله عزوجل عند الجماع.
    وروي عن أبي سعيد الخدري قال : أوصى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال : يا علي إذا أدخلت العروس بيتك فاخلع خفها حين تجلس واغسل رجليها وصب الماء من باب دارك إلى أقصى دارك فإنك إذا فعلت ذلك أخرج الله من دارك سبعين ألف لون من الفقر وأدخل فيها سبعين ألف لون من الغنى وسبعين لونا من البركة وأنزل عليك سبعين رحمة ترفرف على رأس عروسك حتى تنال بركتها كل زاوية في بيتك وتأمن العروس من الجنون والجذام والبرص أن يصيبها مادامت في تلك الدار. وامنع العروس في اسبوعها من الالبان والخل والكزبرة (1) والتفاح الحامض من هذه الاربعة الاشياء ، فقال علي ( عليه السلام ) : يا رسول الله ولاي شيء أمنعها هذه الاشياء الاربعة ؟ قال : لان الرحم تعقم وتبرد من هذه الاربعة الاشياء عن الولد. والحصير في ناحية البيت خير من امرأة لا تلد. فقال علي ( عليه السلام ) : يا رسول الله ما بال الخل تمنع منه ؟ قال : إذا حاضت على الخل لم تطهر طهرا أبدا بتمام. والكزبرة تثير الحيض في بطنها وتشد عليها الولادة. والتفاح الحامض يقطع حيضها فيصير داء عليها. ثم قال : يا علي : لا تجامع امرأتك في أول الشهر ووسطه وآخره ، فإن الجنون والجذام والخبل يسرع إليها وإلى ولدها (2).
    يا علي لا تجامع امرأتك بعد الظهر ، فإنه إن قضى بينكما ولد في ذلك الوقت يكون أحول ، والشيطان يفرح بالحول في الانسان.
    يا علي : لا تتكلم عند الجماع ، فإنه إن قضى بينكما ولد لا يؤمن أن يكون أخرس.
    ولا ينظرن أحد في فرج امرأته وليغض بصره عند الجماع ، فإن النظر إلى الفرج يورث العمى ، يعني في الولد.
    يا علي : لا تجامع امرأتك بشهوة امرأة غيرك ، فإني أخشى إن قضى بينكما ولد أن يكون مخنثا ، مؤنثا ، مخبلا.
1 ـ الكزبرة ـ بضم الكاف وفتح الباء وقد تضم ـ : نبات من الاباريز ويطيب بها الغذاء.
2 ـ الخبل ـ بالتحريك ـ : فساد الاعضاء والعقل. ( مكارم الاخلاق ـ 14 )


(210)
    يا علي : من كان جنبا في الفراش مع امرأته فلا يقرأ القرآن ، فإني أخشى عليهما أن تنزل نار من السماء فتحرقهما.
    يا علي : لا تجامع امرأتك إلا ومعك خرقة ومع أهلك خرقة ولا تمسحا بخرقة واحدة فتقع الشهوة على الشهوة ، فإن ذلك يعقب العداوة بينكما ، ثم يؤديكما إلى الفرقة والطلاق.
    يا علي : لا تجامع امرأتك. من قيام ، فإن ذلك من فعل الحمير ، وإن قضى بينكما ولد كان بوالا في الفراش كالحمير [ البوالة ] تبول في كل مكان.
    يا علي : لا تجامع امرأتك في ليلة الفطر ، فإنه إن قضى بينكما ولد لم يكن ذلك الولد إلا كثير الشر.
    يا علي : لا تجامع امرأتك في ليلة الاضحى ، فإنه إن قضى بينكما ولد يكون ذا ستة أصابع أو أربعة.
    يا علي : لا تجامع امرأتك تحت شجرة مثمرة ، فإن إن قضى بينكما ولد يكون جلادا ، أو قتالا ، أو عريفا (1).
    يا علي : لا تجامع امرأتك في وجه الشمس وشعاعها إلا أن يرخى ستر فيستركما ، فإنه إن قضى بينكما ولد لا يزال في بؤس وفقر حتى يموت.
    يا علي : لا تجامع امرأتك بين الاذان والاقامة ، فإن إن قضى بينكما ولد يكون حريصا على إهراق الدماء.
    يا علي : إذا حملت امرأتك فلا تجامعها إلا وأنت على وضوء ، فإنه إن قضى بينكما ولد يكون أعمى القلب ، بخيل اليد.
    يا علي : لا تجامع أهلك في ليلة النصف من شعبان ، فإنه إن قضى بينكما ولد يكون مشوها ذا شامة في شعره ووجهه.
    يا علي : لا تجامع أهلك في أخر الشهر إذا بقي منه يومان ، فإنه إن قضى بينكما ولد يكون عشارا أو عونا للظالم ويكون هلاك فئام من الناس على يديه (2).
1 ـ العريف ـ كشرير ـ : الكاهن.
2 ـ الفئام ـ ككتاب ـ : الجماعة من الناس. وفي بعض النسخ قوم من الناس بيديه.
مكارم الأخلاق ::: فهرس