مكارم الأخلاق ::: 211 ـ 225
(211)
    يا علي : لا تجامع أهلك على سقوف البنيان ، فإنه إن قضى بينكما ولد يكون منافقا ، مرائيا مبتدعا.
    يا علي : إذا خرجت في سفر فلا تجامع أهلك تلك اليلة ، فإنه إن قضى بينكما ولد ينفق ماله في غير حق. وقرأ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ) (1).
    يا علي : لا تجامع أهلك إذا خرجت إلى سفر مسيرة ثلاثة أيام ولياليهن ، فإنه إن قضى بينكما ولد يكون عونا لكل ظالم.
    يا علي : وعليك بالجماع ليلة الاثنين ، فإنه إن قضى بينكما ولد يكون حافظا لكتاب الله ، راضيا بما قسم الله عزوجل له.
    يا علي : إن جامعت أهلك في ليلة الثلاثاء فقضى بينكما ولد فإنه يرزق الشهادة بعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ولا يعذبه الله مع المشركين ويكون طيب النكهة من الفم ، رحيم القلب ، سخي اليد ، طاهر اللسان من الغيبة والكذب والبهتان.
    يا علي : وإن جامعت أهلك ليلة الخميس فقضى بينكما ولد يكون حاكما من الحكام أو عالما من العلماء.
    يا علي : وإن جامعتها يوم الخميس عند زوال الشمس عن كبد السماء فقضى بينكما ولد فإن الشيطان لا يقربه حتى يشيب ويكون فهما. ويرزقه الله عزوجل السلامة في الدين والدنيا.
    يا علي : وإن جامعتها ليلة الجمعة وكان بينكما ولد فإنه يكون خطيبا [ قوالا ] مفوها. وإن جامعتها يوم الجمعة بعد العصر فقضى بينكما ولد فإنه يكون معروفا ، مشهورا ، عالما. وإن جامعتها في ليلة الجمعة بعد العشاء الاخرة فإنه يرتجى أن يكون لك ولد من الابدال إن شاء الله تعالى.
    يا علي : لا تجامع أهلك في أول ساعة من الليل ، فإنه إن قضى بينكما ولد لا يؤمن أن يكون ساحرا مؤثرا للدنيا على الاخرة.
    يا علي : إحفظ وصيتي هذه كما حفظتها عن أخي جبريل ( عليه السلام ).
1 ـ سورة الاسراء آية 29.

(212)
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : لا تجامع في أول الشهر ولا في وسطه ولا في آخره ، فإنه من فعل ذلك فليستعد لسقط الولد. وإن تم أوشك أن يكون مجنونا. ألا ترى أن المجنون أكثر ما يصرع في أول الشهر ووسطه وآخره.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : تكره الجنابة حين تصفر الشمس وحين تطلع وهي صفراء.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : لا تجامع في السفينة ولا مستقبل القبلة ولا مستدبرها.
    وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يكره أن يغشى الرجل المرأة وقد احتلم حتى يغتسل من إحتلامه الذي رأى ، فإن فعل ذلك فخرج الولد مجنونا فلا يلومن إلا نفسه.
    وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من جامع امرأته وهي حائض فخرج الولد مجذوما أو أبرص فلا يلومن إلا نفسه.
    وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من أراد البقاء ولا بقاء فليباكر الغداء وليجود الحذاء وليخفف الرداء وليقل مجامعة النساء ، قيل : يا رسول الله وما خفة الرداء ؟
    فقال : قلة الدين.
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إن أحدكم ليأتي أهله فتخرج من تحته ولو أصابت زنجيا لتشبثت به ، فإذا أتى أحدكم أهله فليكن بينهما مداعبة ، فإنه أطيب للامر.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : فضلت المرأة على الرجل بتسع وتسعين جزءا من اللذة ولكن الله عزوجل ألقى عليهن الحياء.
    قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إذا قامت المرأة من مجلسها فلا يجلس أحد في ذلك المجلس حتى يبرد.
    وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أوصى عليا ( عليه السلام ) : يا علي لا وليمة إلا في خمس : في عرس أو خرس أو أعذار أو وكار أو ركاز ، فالعرس : التزويج. والخرس : النفاس بالولد.
    والاعذار : الختان. والوكار : في شراء الدار (1). والركاز : الرجل يقدم من مكة.
    عن أنس أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تزوج حفصة أو بعض أزواجه فأولم عليها بتمر وسويق.
    وعنه أيضا قال : لقد حضرت لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وليمة ليس فيها خبز ولا لحم ،
1 ـ الخرس ـ كقفل ـ : طعام الولادة. والاعذار : طعام الختان خاصة. والوكر : عش الطائر الذي يأوى إليه. والوكيرة : طعام يعمل عند الفراغ من البناء. والوكار شراء الدار.

(213)
قيل : فما ذا كان ؟ قال : أتي بالانطاع (1) فبسطت ، ثم أتي بتمر وسمن فأكلوا ، وليس التمر لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كثيرا.
    وعن أبي قلابة أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان إذا تزوج البكر أقام عندها سبعا.
    وإذا تزوج الايم أقام عندها ثلاثا.
    من كتاب طب الائمة قال رجل لابي جعفر ( عليه السلام ) : أيكره الجماع في وقت من الاوقات وإن كان حلالا ؟ قال : نعم ، من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، ومن مغيب الشمس إلى مغيب الشفق ، وفي اليوم الذي تنكسف فيه الشمس ، وفي الليلة التي ينخسف فيها القمر ، وفي اليوم والليلة التي تكون فيها الريح السوداء. أو الريح الحمراء أو الريح الصفراء ، واليوم والليلة التي تكون فيها الزلزلة. وقد بات رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ليلة الخسف عند بعض نسائه فلم يكن منه فيها ما كان منه في غيرها ، فقالت له حين أصبح : يا رسول الله أبغض كان منك لي في هذه الليلة ؟ قال : لا ، ولكن هذه الاية ظهرت في هذه الليلة فكرهت أن أتلذذ بالهوى فيها وقد عيرالله تعالى أقواما بما فعلوا في كتابه فقال : ( وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم فذرهم ( يخوضوا ويلعبوا ) حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون ) (2).
    قال الصادق ( عليه السلام ) : لا بأس أن ينظر الرجل إلى امرأته وهي عريانة.
    وسئل الصادق ( عليه السلام ) : أينظر المملوك إلى شعر مولاته ؟ قال : نعم وإلى ساقها.
    عن علي ( عليه السلام ) قال : يستحب للرجل أن يأتي أهله أول ليلة من شهر رمضان لقول الله عزوجل : ( أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم ) (3). والرفث : المجامعة.

    قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من صبر على سوء خلق امرأته أعطاه الله من الاجر ما أعطى
1 ـ النطع ـ بالفتح والكسر ـ : بساط من الاديم.
2 ـ سورة الطور : آية 34 و 35 ولكن ليس فيها كلمة يخوضوا ويلعبوا وإن كانت الاية تتضمنها.
3 ـ سورة البقرة : آية 18.


(214)
أيوب ( عليه السلام ) على بلائه. ومن صبرت على سوء خلق زوجها أعطاها الله مثل ثواب آسية بنت مزاحم.
    روى الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن محمد بن مسلم ، عن الباقر ( عليه السلام ) قال : جاءت امرأة إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقالت : يا رسول الله ما حق الزوج على المرأة ؟ فقال لها : أن تطيعه ولا تعصيه. ولا تتصدق من بيتها بشيء إلا بإذنه. ولا تصوم تطوعا إلا بإذنه. ولا تمنعه نفسها وإن كانت على ظهر قتب (1). ولا تخرج من بيتها إلا بإذنه ، فإن خرجت بغير إذنه لعنتها ملائكة السماء وملائكة الارض وملائكة الغضب وملائكة الرحمة حتى ترجع إلى بيتها. فقالت : يا رسول الله من أعظم الناس حقا على الرجل ؟ قال : والده ، قالت : فمن أعظم الناس حقا المرأة ؟ قال : زوجها ، وقالت : فما لي عليه من الحق مثل ما له علي ؟ قال : لا ، ولا من كل مائة واحدة ، فقالت : والذي بعثك بالحق لا يملك رقبتي رجل أبدا.
    وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أيما امرأة أذت زوجها بلسانها لم يقبل الله منها صرفا ولا عدلا ولا حسنة من عملها حتى ترضيه وإن صامت نهارها وقامت ليلها وأعتقت الرقاب وحملت على جياد الخيل في سبيل الله ، فكانت أول من يرد النار. وكذلك الرجل إذا كان لها ظالما.
    وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أيما امرأة لم ترفق بزوجها وحملته على ما لا يقدر عليه وما لا يطيق لم تقبل منها حسنة وتلقى الله وهو عليها غضبان.
    وزوج رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) امرأة من رجل فرأت منه بعض ما كرهت فشكت ذلك إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فقال : لعلك تريدين أن تختلعي (2) فتكوني عند الله أنتن من جيفة حمار.
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ليس للمرأة مع زوجها أمر في عتق ولا صدقة ولا تدبير ولا هبة ولا نذير في مالها إلا بإذن زوجها إلا في حج أو زكاة أو بر إلى والديها أو صلة قرابتها.
    عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : حق الرجل على المرأة إنارة السراج وإصلاح الطعام وأن
1 ـ القتب ، بالتحريك : الرجل.
2 ـ يقال : اختلعت المرأة من زوجها : بذلت له مالا ليطلقها. والجيفة : جثة الميت المنتنة.


(215)
تستقبله عند باب بيتها فترحب به وأن تقدم إليه الطشت والمنديل وأن توضئه وأن لا تمنعه نفسها إلا من علة.
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إن قوما أتوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقالوا : يا رسول الله إنا رأينا أناسا يسجد بعضهم لبعض ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لو كنت آمر أحدا أن يسجد لاحد لامرت المرأة أن تسجد لزوجها.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لو أن امرأة وضعت إحدى ثدييها طبيخة والاخر مشوية ما أدت حق زوجها. ولو أنها عصت مع ذلك زوجها طرفة عين ألقيت في الدرك الاسفل من النار إلا أن تتوب وترجع.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لا تؤدي المرأة حق الله عزوجل حتى تؤدي حق زوجها.
    عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إن الله عزوجل كتب على الرجال الجهاد وعلى النساء الجهاد ، فجهاد الرجل أن يبذل ماله ودمه حتى يقتل في سبيل الله. وجهاد المرأة أن تصبر على ما ترى من أذي زوجها وغيرته.
    وقال ( عليه السلام ) : إن الناجي من الرجال قليل ومن النساء أقل وأقل. وفي حديث آخر قال : جهاد المرأة حسن التبعل.
    وقال الصادق ( عليه السلام ) : أيما امرأة باتت وزوجها عليها ساخط في حق لم تقبل منها صلاة حتى يرضى عنها.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أيما امرأة خرجت من بيتها بغير إذن زوجها فلا نفقة لها حتى ترجع.
    وقال ( عليه السلام ) : أيما امرأة تطيبت لغير زوجها لم يقبل منها صلاة حتى تغتسل من طيبها كغسلها من جنابتها.
    وقال ( عليه السلام ) : أيما امرأة وضعت ثوبها في غير منزل زوجها وبغير إذنه لم تزل في لعنة الله إلى أن ترجع إلى بيتها.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : أيما امرأة قالت لزوجها : ما رأيت منك خيرا قط فقد حبط عملها.
    وفي رواية عن أنس قال : خرج رجل غازيا في سبيل الله وأوصى امرأته أن لا تنزل من فوق بيته إلى حين يقدم وكان والدها في السفل فاشتكى ، فأرسلت إلى رسول


(216)
الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تخبره وتستأمره ، فأرسل إليها أن اتقي الله وأطيعي زوجك ( تمام الخبر. ).
    وعنه ( عليه السلام ) قال : إن رجلا من الانصار على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) خرج في بعض حوائجه وعهد إلى امرأته عهدا أن لا تخرج من بيتها حتى يقدم ، قال : وإن أباها مرض ، فبعث المرأة إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقالت : إن زوجي خرج وعهد إلي أن لا أخرج من بيتي حتى يقدم وإن أبي مرض أفتأمرني أن أعوده ؟ فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لا ، اجلسي في بيتك وأطيعي زوجك ، قال : فمات ، فبعث إليه فقالت : يا رسول الله إن أبي قد مات فتأمرني أن أحضره ؟ فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لا ، اجلسي في بيتك وأطيعي زوجك ، قال : فدفن الرجل فبعث إليها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إن الله تبارك وتعالى قد غفر لك ولابيك بطاعتك لزوجك.
    قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : خيركم خيركم لاهله وأنا خيركم لاهلي.
( في حق المرأة على الزوج )
    عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أوصاني جبريل ( عليه السلام ) بالمرأة حتى ظننت أنه لا ينبغي طلاقها إلا من فاحشة بينة.
    وقال ( عليه السلام ) : من احتمل من امرأته ولو كلمة واحدة أعتق الله رقبته من النار وأوجب له الجنة وكتب له مائتي ألف حسنة ومحا عنه مائتي ألف سيئة ورفع له مائتي ألف درجة وكتب الله عز وجل له بكل شعرة على بدنه عبادة سنة.
    سأل إسحاق بن عمار أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن حق المرأة على زوجها ؟ قال : يشبع بطنها ويكسو جثتها وإن جهلت غفر لها ، إن إبراهيم خليل الرحمن ( عليه السلام ) شكا إلى الله عزوجل خلق سارة ؟ فأوحى الله إليه أن مثل المرأة مثلى الضلع إن أقمته انكسر وإن تركته استمتعت به ، قلت : من قال : هذا ؟ فغضب ، ثم قال : هذا والله قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعنه قال : كان لابي عبد الله امرأة وكانت تؤذيه ، فكان يغفر لها.
    وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ما من عبد يكسب ثم ينفق على عياله إلا أعطاه الله بكل درهم ينفقه على عياله سبعمائة ضعف.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : خير الرجال من أمتي الذين لا يتطاولون على أهليهم ويحنون


(217)
عليهم (1) ولا يظلمونهم ، ثم قرأ ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض الاية ) (2).
    عن الباقر ( عليه السلام ) قال : من كانت عنده امرأة فلم يكسها ما يواري عورتها ويطعمها ما يقيم صلبها كان حقا على الامام أن يفرق بينهما.
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) في قوله تعالى : ( ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه لله ) (3). قال : أن أنفق عليها ما يقيم ظهرها مع كسوة وإلا فرق بينهما.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : ( لما نزلت هذه الاية يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا ) (4) جلس رجل من المسلمين يبكي وقال : أنا قد عجزت عن نفسي كلفت أهلي ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : حسبك أن تأمرهم بما تأمر به نفسك وتنهاهم عما تنهى عنه نفسك.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : إن امرأة أتت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) [ لبعض ] الحاجة ، فقال لها : لعلك من المسوفات ، فقالت : يا رسول الله وما المسوفات ؟ فقال : المرأة يدعوها زوجها لبعض الحاجة فلا تزال تسوفه حتى تنقضي حاجة زوجها فينام ، فتلك لا تزال الملائكة تلعنها حتى يستيقظ زوجها.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : رحم الله عبدا أحسن فيما بينه وبين زوجته ، فإن الله عز وجل قد ملكه ناصيتها وجعله القيم عليها.
    وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عيال الرجل أسراؤه وأحب العبا إلى الله عزوجل أحسنهم صنيعا إلى أسرائه.
    وقال الكاظم ( عليه السلام ) : إن عيال الرجل أسراؤه فمن أنعم الله عليه نعمة فليوسع على أسرائه ، فإن لم يفعل أوشك أن تزول [ عنه ] تلك النعمة.
1 ـ تطاول : تكبر وترفع. وأيضا : اعتدى. وحنى عليه : ترحم ومال.
2 ـ سورة النساء : آية 38.
3 ـ سورة الطلاق : آية 7.
4 ـ سورة التحريم : آية 6.


(218)
    وقالت خولة (1) لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إني أتعطر لزوجي كأني عروس أزف إليه ، فآتيه في لحافه فيولي عني ، ثم آتيه من قبل وجهه فيولي عني ، فأراه قد أبغضني يا رسول الله ، فما ذا تأمرني ؟ قال : اتقي الله وأطيعي زوجك ، قالت : فما حقي عليه ؟ قال : حقك عليه أن يطعمك مما يأكل ويكسوك مما يلبس ولا يلطم ولا يصيح في وجهك ، قالت : فما حقه علي ؟ قال : حقه عليك أن لا تخرجي من بيته إلا بإذنه ، ولا تصومي تطوعا إلا بإذنه ، ولا تتصدقي من بيته إلا بإذنه ، وإن دعاك على ظهر قتب تجيبيه.
    وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إنما المرأة لعبة فمن اتخذها فليصنها.
    وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لمحمد بن الحنفية : يا بني إذا قويت فاقو على طاعة الله. وإن ضعفت فاضعف عن معصية الله. وإن استطعت أن لا تملك المرأة من أمرها ما جاوز نفسها فافعل ، فإنه أدوم لجمالها وأرخى لبالها وأحسن لحالها ، فإن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة ، فدارها على كل حال وأحسن الصحبة لها فيصفو عيشك.
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : اتقوا الله في الضعيفين يعني المملوك والمرأة.

    عن السكوني قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الولد الصالح ريحانة من رياحين الجنة.
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ميراث الله من عبده المؤمن ولد صالح يستغفر له.
1 ـ خولة : جماعة من الصحابيات ، منهن : خولة بنت الاسود المكناة بأم حرملة الخزاعية. وخولة بنت ثامر الانصارية. وخولة بنت ثعلبة. وخولة بنت حكيم الانصارية. وخولة بنت حكيم ابن امية السلمية زوجة عثمان بن مظعون. وخولة بنت اليمان العسية اخت حذيفة بن اليمان. وخولة بنت عمرو. وخولة بنت قيس بن فهد النجارية زوجة حمزة بن عبد المطلب. وخولة بنت مالك بن بشر الزرقية. وخولة بنت المنذر بن زيد. وخولة بنت الهذيل بن هبيرة التغلبية أو الثعلبية. وخولة خادمة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ). وخولة بنت الصامت وغيرهن ولعل المراد بها هنا هي خولة بنت عاصم زوجة هلال ابن امية التي لاعنها ففرق النبي بينهما.

(219)
    وعنه ( عليه السلام ) قال : البنات حسنات والبنون نعمة ، فالحسنات يثاب عليها والنعمة يسأل عنها.
    وبشر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بابنة ، فنظر في وجوه أصحابه فرأى الكراهية فيهم ، فقال : ما لكم ! ريحانة أشمها ورزقها على الله.
    ومن الروضة قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : نعم الولد البنات المخدرات ، من كانت عنده واحدة جعلها الله سترا له من النار. ومن كانت عنده اثنتان أدخله الله بهما الجنة. وإن كن ثلاثا أو مثلهن من الاخوات وضع عنه الجهاد والصدقة.
    عن حذيفة اليماني قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : خير أولادكم البنات.
    عن الرضا ( عليه السلام ) قال : إن الله تبارك وتعالى إذا أراد بعبد خيرا لم يمته حتى يريه الخلف. وروي : أن من مات بلا خلف فكأن لم يكن في الناس. ومن مات وله خلف فكأن لم يمت.
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إن الله عزوجل ليرحم الرجل لشدة حبه لولده.
    وقال له عمر بن يزيد : إن لي بنات ، فقال له : لعلك تتمنى موتهن ، أما أنك لو تمنيت موتهن ومتن لم توجر يوم القيامة ولقيت ربك حين تلقاه وأنت عاص.
    [ وروي ] عن حمزة بن حمران بإسناده أنه أتى رجل النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعنده رجل فأخبره بمولود له فتغير لون الرجل ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ما لك ؟ فقال : خير ، قال : قل ، قال : خرجت والمرأة تمخض فاخبرت أنها ولدت جارية ، فقال له النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الارض تقلها والسماء تظلها والله يرزقها وهي ريحانة تشمها ، ثم أقبل على أصحابه فقال : من كانت له ابنة واحدة فهو مقروح. ومن كان له ابنتان فيا غوثاه. ومن كان له ثلاث بنات وضع عنه الجهاد وكل مكروه. ومن كان له أربع بنات فيا عباد الله أعينوه ، يا عباد الله أقرضوه ، يا عباد الله أرحموه.
    وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من عال ثلاث بنات أو ثلاث أخوات وجبت له الجنة قيل : يا رسول الله واثنتين ؟ قال : واثنتين ، قيل : يا رسول الله وواحدة ؟ قال : وواحدة.
    عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : من سعادة الرجل أن لا تحيض ابنته في بيته.
    عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : أحبوا الصبيان وارحموهم ، فإذا وعدتموهم ففوا لهم ، فإنهم لا يرون إلا أنكم ترزقونهم.


(220)
    وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أنه نظر إلى رجل له ابنان فقبل أحدهما وترك الاخر ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : فهلا ساويت بينهما.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : اعدلوا بين أولادكم [ في السر ] كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البر واللطف.
    وروي أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قبل الحسن والحسين عليهما السلام ، فقال الاقرع ابن حابس : إن لي عشرة من الاولاد ما قبلت واحدا منهم ، فقال : ما علي إن نزع الله الرحمة منك. أو كلمة نحوها.
    عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : سموا أولادكم أسماء الانبياء ، وأحسن الاسماء عبد الله وعبد الرحمن.
    وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : من حق الولد على والده ثلاثة : يحسن إسمه ويعلمه الكتابة ويزوجه إذا بلغ.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قبلوا أولادكم ، فإن لكم بكل قبلة درجة في الجنة ما بين كل درجتين خمسمائة عام.
    عن الرضا ، عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ما من قوم كانت لهم مشورة فحضر معهم من اسمه محمد أو أحمد فأدخلوه في مشورتهم إلا كان خيرا لهم.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يلزم الوالدين من عقوق الولد ما يلزم الولد لهما من العقوق.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : والذي بعثني بالحق أن العاق لوالديه ما يجد ريح الجنة.
    قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : قبلة الولد رحمة ، وقبلة المرأة شهوة ، وقبلة الوالدين عبادة ، وقبلة الرجل أخاه دين. وزاد عنه الحسن البصري وقبلة الامام العادل طاعة.
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : بر الرجل بولده بره بوالديه.
    عن رفاعة (1) قال : سألت أباالحسن ( عليه السلام ) عن الرجل يكون له بنون وأمهم
1 ـ هو رفاعة بن موسى النخاس الاسدي الكوفي من أصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام ، وروي عنهما وكان ثقة في حديثه مسكونا إلى روايته لا يعترض عليه شيء من الغمز وكان حسن الطريقة وله كتاب.

(221)
ليست بواحدة ، أيفضل أحدهم على الاخر ؟ قال : نعم ، لا بأس به ، قد كان أبي ( عليه السلام ) يفضلني على [ أخي ] عبد الله.
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : من نعم الله عزوجل على الرجل أن يشبهه ولده.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : إن الله تبارك وتعالى إذا أراد أن يخلق خلقا جمع كل صورة بينه وبين آدم ، ثم خلقه على صورة إحداهن ، فلا يقولن أحد لولده هذا لا يشبهني ولا يشبه شيئا من آبائي.
    وسأل رجل عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : ما لنا نجد بأولادنا ما لا يجدون بنا ؟ قال : لانهم منكم ولستم منهم.
    وقيل لعلي بن الحسين عليهما السلام : أنت أبر الناس بامك ولا نراك تأكل معها ، قال : أخاف أن تسبق يدي إلي ما سبقت عينها إليه فأكون قد عققتها (1).
    وسئل الصادق ( عليه السلام ) : لم أيتم الله نبيه محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ قال : لئلا يكون لاحد عليه منة.
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : هنأ رجل رجلا أصاب ابنا فقال : اهنئك الفارس ، فقال له الحسن بن علي عليهما السلام : ما أعلمك أن يكون فارسا او راجلا ؟ فقال له : جعلت فداك فما ذا أقول ؟ قال : تقول : شكرت الواهب وبورك لك في الموهوب وبلغ أشده ورزقت بره.
    وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لرجل رأى معه صبيا : من هذا ؟ قال : ابني ، فقال : متعك الله به ، أما لو قلت : بارك الله فيه لك لقدمته.
    ومن كتاب نوادر الحكمة ، عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من دخل السوق فاشترى تحفة فحملها إلى عياله كان كحامل صدقة إلى قوم محاويج.
    وليبدأ بالاناث قبل الذكور ، فإنه من فرح ابنته فكأنما أعتق رقبة من ولد إسماعيل.
    ومن أقر عين ابن فكأنما بكى من خشية الله ، ومن بكى من خشية الله أدخله الله جنات النعيم.
1 ـ عق الولد والدته : عصاها وترك الشفقة عليها والاحسان إليها واستخف بها.

(222)
عن عبد الله بن فضالة ، عن أبي عبد الله أو أبي جعفر عليهما السلام قال : سمعته يقول : إذا بلغ الغلام ثلاث سنين فقل له سبع مرات : قل : لا إله إلا الله ثم يترك حتى يبلغ ثلاث سنين وسبعة أشهر وعشرين يوما ، ثم يقال له : قل : ( محمد رسول الله ) سبع مرات ويترك حتى يتم له أربع سنين ، ثم يقال له : سبع مرات قل : صلى الله على محمد وآل محمد ويترك حتى يتم له خمس سنين ، ثم يقال له : أيهما يمينك وأيهما شمالك ، فإذا عرف ذلك حول وجهه إلى القبلة ويقال له : اسجد ، ثم يترك حتى يتم له ست سنين ، فإذ تم له ست سنين قيل له : صل وعلم الركوع والسجود حتى يتم له سبع سنين ، فإذا تم له سبع سنين قيل له : اغسل وجهك وكفيك فإذا غسلهما قيل له : صل ، ثم يترك حتى يتم له تسع سنين ، فإذا تمت له علم الوضوء وضرب عليه وأمر بالصلاة وضرب عليها ، فإذا تعلم الوضوء غفر الله لوالديه إن شاء الله.
    من كتاب المحاسن ، عن الصادق ( عليه السلام ) قال : من سعادة الرجل أن يكون الولد يعرف بشبهه وخلقه وخلقه وشمائله.
    قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من نعمة الله على الرجل أن يشبهه ولده.
    عن أبي إبراهيم ( عليه السلام ) قال : كان أبي يقول : سعد امرؤ لم يمت حتى يرى خلفه من نفسه ، ثم قال : ها وقد أراني الله خلفي من نفسي وأشار إلى أبي الحسن ( عليه السلام ).
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : دع ابنك يلعب سبع سنين ويؤدب سبعا وألزمه نفسك سبع سنين ، فإن فلح وإلا فلا خير فيه.
    من كتاب المحاسن ، عنه ( عليه السلام ) قال : احمل صبيك حتى يأتي عليه ست سنين ، ثم أدبه في الكتاب ست سنين ، ثم ضمه إليك سبع سنين فأدبه بأدبك ، فإن قبل وصلح وإلا فخل عنه.
    وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الولد سيد سبع سنين وعبد سبع سنين ووزير سبع سنين ، فإن رضيت أخلاقه لاحدى وعشرين وإلا فاضرب على جنبه فقد أعذرت إلى الله تعالى.
    وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : لان يؤدب أحدكم ولده خير له من أن يتصدق بنصف صاع كل يوم.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم يغفر لكم.


(223)
    [ من عيون الاخبار ] ، عن الرضا ( عليه السلام ) قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : اغسلوا صبيانكم من الغمر ، فإن الشيطان يشم الغمر فيفزع الصبي في رقاده ويتأذى به الكاتبان (1).
    وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : يرخى الصبي سبعا و يؤدب سبعا ويستخدم سبعا وينتهي طوله في ثلاث وعشرين وعقله في خمس وثلاثين وما كان بعد ذلك فالتجارب.
    عن الباقر ( عليه السلام ) قال : يفرق بين الغلمان والنساء في المضاجع إذا بلغوا عشر سنين.
    عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : توقوا على أولادكم من لبن البغية والمجنونة ، فإن اللبن يعدي.
    عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : إذا نظرت إلى الغلام فرأيته حلو العينين ، عريض الجبهة ، نامي الوجنتين ، سليم الهيئة ، مسترخي العزلة (2) فارجه لكل خير وبركة.
    وإن رأيته غائر العينين ضيق الجبهة ، ناتئ الوجنتين ، محدد الارنبة كأنما جبينه صلابة فلا ترجه.
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : يزيد الصبي في كل سنة أربع أصابع بأصابعه.
    وعنه ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الصبي والصبي والصبي ، والصبية والصبية والصبية يفرق بينهم في المضاجع لعشر سنين.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : إذا بلغت الجارية ست سنين فلا تقبلها. والغلام لا تقبله المرأة إذا جاوز سبع سنين.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : قال علي ( عليه السلام ) : مباشرة المرأة ابنتها إذا بلغت ست سنين شعبة من الزنا.
    وعنه ( عليه السلام ) سأله أحمد بن النعمان فقال : عندي جويرية ليس بيني وبينها رحم ولها ست سنين ؟ قال : فلا تضعها في حجرك ولا تقبلها.
    عن ابن عمر قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : فرقوا بين أولادكم في المضاجع إذا بلغوا سبع سنين. وروي أنه يفرق بين الصبيان في المضاجع لست سنين.
1 ـ الغمر ـ بالتحريك ـ : زنخ اللحم وما يتعلق باليد من دسمه. والرقاد ـ بالضم ـ : مصدر رقد أي نام.
2 ـ العزاة ـ بالتحريك ـ الحرقفة وهي عظم الحجبة أي رأس الورك.


(224)
( في طلب الولد )
    من كتاب المحاسن ، عن بكر بن صالح قال : كتبت إلى أبي الحسن الثاني ( عليه السلام ) : أني اجتنبت طلب الولد منذ خمس سنين وذلك أن أهلي كرهت ذلك وقالت : إنه يشتد علي تربيتهم لقلة الشيء ، فما ترى ؟ فكتب ( عليه السلام ) : اطلب الولد ، فإن الله يرزقهم.
    من الفردوس ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : اطلبوا الولد والتمسوه فإنه قرة العين وريحانة القلب. وإياكم والعجز والعقر (1).
    عن علي بن الحسين ( عليه السلام ) أنه قال لبعض أصحابه : قل في طلب الولد : ( رب لاتذرني فردا وأنت خير الوارثين ) (2) ، واجعل لي من لدنك وليا يبر بي في حياتي ويستغفر لي بعد وفاتي واجعله خلقا سويا ولا تجعل للشيطان فيه شركا ولا نصيبا ، اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك إنك أنت الغفور الرحيم سبعين مرة ، فإن.
    أكثر هذا الدعاء رزقه الله ما يتمنى من مال وولد ومن خير الدنيا والاخرة ، فإنه تعالى يقول : ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ) (3).
    من كتاب طب الائمة ، عن سليمان الجوزي ، عن شيخ مدائني ، عن زرارة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : وفدت إلى هشام بن عبد الملك فأبطأ علي الاذن حتى اغتم وكان له حاجب كثير الدنيا لا ولد له. فدنا أبوجعفر ( عليه السلام ) فقال له : هل لك أن توصل إلى هشام فاعلمك دعاء يولد لك ولد ؟ فقال : نعم. وأوصله إلى هشام فقضى حوائجه فلما فرغ قال له الحاجب : جعلت فداك الدعاء الذي قلت لي علمني ؟ فقال : نعم تقول في كل يوم إذا أصبحت وإذا أمسيت سبحان الله سبعين مرة ، وتستغفر الله عزوجل ، عشر مرات ، وتسبحه تسع مرات ، وتختم العاشرة بالاستغفار ، لقوله تعالى : ( إستغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل
1 ـ العجز ، بضمتين : جمع عجوز أي المرأة المسنة. والعقر ، كركع : جمع عاقر ، كراكع المرأة التي لا تلد والتي انقطع حملها.
2 ـ سورة الانبياء : آية 89.
3 ـ سورة نوح : الايات 9 و 10 و 11.


(225)
لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ) ، فقالها الحاجب فرزق ذرية كثيرة وكان بعد ذلك يصل أبا جعفر وأبا عبد الله عليهما السلام. قال سليمان : فقلتها وقد تزوجت ابنة عمي وقد أبطأ علي الولد منها وعلمتها غيرها فرزقت ولدا ، وزعمت المرأة أنها حين تشاء أن تحمل حملت إذا قالتها وعلمتها غيرها ممن لم يكن يولد له فولد لهم ولد كثير.
    عن أبي بكر بن الحرث البصري قال : قلت لابي عبد الله ( عليه السلام ) : إن من أهل بيت قد انقرضوا وليس لي ولد ، قال : فادع الله عزوجل وأنت ساجد وقل : ( رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء ) (1) ، رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين ، قال : فقلتها فولد لي علي والحسين.
    وبرواية عنه ( عليه السلام ) لطلب الولد قال : ( إذا أردت المباشرة فلتقرأ ثلاث مرات وذا النون إذ ذهب مغاضبا الاية ) (2).
    وعنه ( عليه السلام ) قال : إذا كان بامرأة أحدكم حمل وأتى عليها أربعة أشهر فليستقبل بها القبلة وليقرأ آية الكرسي وليضرب على جنبها وليقل : ( اللهم إني قد سميته محمدا )
    فإن الله عزوجل يجعله غلاما ، فإن وفي بالاسم بارك الله له فيه وإن رجع عن الاسم كان لله فيه الخيار إن شاء أخذه وإن شاء تركه.
    من كتاب نوادر الحكمة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : دخل رجل عليه فقال : يا ابن رسول الله ولد لي ثمان بنات رأس على رأس ولم أر قط ذكرا فادع الله عزوجل أن يرزقني ذكرا ، فقال الصادق ( عليه السلام ) : إذا أردت المواقعة وقعدت مقعد الرجل من المرأة فضع يدك اليمنى على يمين سرة المرأة واقرأ إنا أنزلناه في ليلة القدر سبع مرات ، ثم واقع أهلك ، فإنك ترى ما تحب وإذا تبينت الحمل فمتى ما انقلبت من الليل فضع يدك اليمنى على يمين سرتها واقرأ إنا أنزلناه سبع مرات ، قال الرجل : ففعلت ذلك فولد لي سبع ذكور رأس على رأس. وقد فعل ذلك غير واحد فرزقوا ذكورا.
1 ـ سورة آل عمران : آية 33.
2 ـ سورة الانبياء : آية 87. ( مكارم الاخلاق ـ 15 )
مكارم الأخلاق ::: فهرس