مكارم الأخلاق ::: 271 ـ 285
(271)
    قال الصادق ( عليه السلام ) : عليك بالدعاء ، فإن فيه شفاء من كل داء.
    وقال ( عليه السلام ) : من تقدم في الدعاء استجيب له إذا نزل به البلاء ، وقيل : صوت معروف ولم يحجب عن السماء ، ومن لم يتقدم في الدعاء لم يستجب له إذا نزل به البلاء ، وقالت الملائكة : إن ذا الصوت لا نعرفه.
    عن زين العابدين ( عليه السلام ) قال : الدعاء بعد ما ينزل البلاء لا ينفع.
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إذا دعوت فاقبل بقلبك وظن أن حاجتك بالباب.
    وقال ( عليه السلام ) : لا يلح عد مؤمن على الله تعالى في حاجة إلا قضاها له.
    وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : رحم الله عبدا طلب من الله عزوجل حاجته وألح في الدعاء استجيب له أم لم يستجب وتلا هذه الاية ( وأدعو ربي عسى أن لا أكون بدعاء ربي شقيا ) (1).
    وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ما من أحد ابتلى وإن عظمت بلواه بأحق بالدعاء من المعافي الذي يأمن البلاء.
( في الاوقات المرجوة لاجابة الدعاء )
    زيد الشحام قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : اطلبوا الدعاء في أربع ساعات : عند هبوب الرياح ، وزوال الافياء ، ونزول القطر ، وأول قطرة من دم القتيل المؤمن [ الشهيد ] ، فإن أبواب السماء تفتح عند هذه الاشياء.
    عنه ( عليه السلام ) قال : يستجاب الدعاء في أربع : في الوتر ، وبعد الفجر ، وبعد الظهر ، وبعد المغرب.
    وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : اغتنموا الدعاء عند أربع : عند قراءة القرآن ، وعند الاذان ، وعند نزول الغيث ، وعند التقاء الصفين للشهادة.
    عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : كان أبي إذا كانت له إلى الله عزوجل حاجة طلبها هذه الساعة يعني زوال الشمس.
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إذا رق أحدكم فليدع ، فإن القلب لا يرق حتى يخلص.
    عن معاوية بن عمار ، عنه ( عليه السلام ) قال : كان أبي إذا طلب الحاجة طلبها عند
1 ـ سورة مريم : آية 49.

(272)
زوال الشمس ، فإذا أراد ذلك قدم شيئا فتصدق به وشم شيئا من الطيب وراح إلى المسجد فدعا في حاجته بما شاء الله عزوجل.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : إذا إقشعر جلدك ودمعت عيناك فدونك دونك فقد نجح قصدك (1).
    أبوالصباح (2) ، عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) قال : إن الله عزوجل يحب من عباده المؤمنين كل عبد دعاء ، فعليكم بالدعاء في السحر إلى طلوع الشمس ، فإنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء وتقسم فيها الارزاق وتقضى فيها الحوائج العظام.
    عن عمر بن أذينة قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : إن في الليل ساعة لا يوافقها عبد مسلم يصلي ويدعو الله عزوجل فيها إلا استجاب الله تعالى له في كل ليلة ، قلت : أصلحك الله وأي ساعة هي من الليل ؟ قال : إذا مضى نصف الليل وهي السدس الاول من أول النصف.
    عن أبي إسحاق ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : الرغبة أن تستقبل ببطن كفيك إلى السماء ، والرهبة أن تجعل ظهر كفيك إلى السماء. وقال في قوله عزوجل ( وتبتل إليه تبتيلا ) (3) : الدعاء بأصبع واحدة تشير بها ، والتضرع أن تشير بإصبعك وتحركها ، والابتهال رفع اليدين ومدهما ، وذلك عند الدمعة ثم ادع.
    وعنه ( عليه السلام ) أنه ذكر الرغبة ، وأبرز بطن راحتيه إلى السماء (4) وهكذا الرهبة وجعل ظهر كفيه إلى السماء ، وهكذا التضرع وحرك أصابعه يمينا وشمالا ، وهكذا التبتل ويرفع أصابعه مرة ويضعها مرة ، وهكذا الابتهال ومد يده بإزاء وجه إلى القبلة ، وقال : لا تبتهل حتى تجري الدمعة.
    عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام قال : سألته عن الدعاء ورفع
1 ـ دونك : اسم فعل بمعنى خذ أي راقب نفسك في هذه الساعة ولا تغفل منها ونوى قصدك فقد فاز به.
2 ـ هو إبراهيم بن نعيم العبدي أبوالصباح الكناني من عبد القيس ، كان من أصحاب الباقر والصادق والكاظم عليهم السلام وكان أبو عبد الله ( عليه السلام ) يسميه الميزان لثقته ، وله كتاب.
3 ـ سورة المزمل : آية 8.
4 ـ الراحة الكف وباطن اليد.


(273)
اليدين ؟ فقال ( عليه السلام ) : على أربعة أوجه : أما التعوذ فتستقبل السماء بظهر كفيك ، وأما الدعاء في الرزق فتبسط كفيك وتقبل ببطنهما إلى السماء ، وأما التبتل فإيماؤك بإصبعك السبابة ، وأما الابتهال فرفع يديك تجاوز بهما رأسك في دعائك مع التضرع.
( في مقدمات الدعاء )
    عن ابن المغيرة (1) قال سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : إياكم وأن يسأل أحدكم من ربه عزوجل شيئا من حوائج الدنيا والاخرة حتى يبدأ بالثناء على الله عزوجل والمدحة له والصلاة على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثم يسأل الله حوائجه.
    محمد بن مسلم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : أن في كتاب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أن المدحة قبل المسألة ، فإذا دعوت الله عزوجل فمجده ، قال : قلت : كيف أمجده ؟ قال : تقول : يا من هو أقرب إلى من حبل الوريد ، يا فعالا لما يريد ، يا من يحول بين المرء وقلبه ، يا من هو بالمنظر الاعلى ، يا من ليس كمثله شيء.
    الحرث بن المغيرة (2) ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إذا أردت أن تدعو فمجد الله عزوجل وأحمده وسبحه وهلله وأثن عليه وصل على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ثم سل تعط.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : إذ طلب أحدكم الحاجة فليثن على الله سبحانه وليمدحه فإن الرجل إذا طلب الحاجة من السلطان هيأ له من الكلام أحسن ما يقدر عليه ، فإذا طلبتم الحاجة فمجدوا الله العزيز الجبار وامدحوه وأثنوا عليه ، تقول : يا أجود من أعطى ، يا خير من سئل ، يا أرحم من استرحم ، يا واحد يا أحد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، يا من لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ، يا من يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ويقضي ما أحب ، يا من يحول بين المرء وقلبه ، يا من هو بالمنظر الاعلى ، يا من ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وأكثر من أسماء الله عزوجل
1 ـ لعل هو الحرث بن المغيرة الاتي ذكره. ويمكن أن يكون هو أبومحمد عبد الله بن المغيرة البجلي الكوفي ، ثقة لا يعدل به أحد من جلالته ودينه وورعه ، كان من أصحاب الاجماع وصنف كتبا كثيرة. وقيل : إنه كان واقفيا ثم رجع.
2 ـ كان من أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام ثقة وله كتاب يرويه عدة من أصحابنا. ( مكارم الاخلاق ـ 18 )


(274)
فإن اسماء الله كثيرة ، وصل على محمد وآل محمد وقل : اللهم أوسع علي من رزقك الحلال ما أكف به وجهي وأؤدي به عن أمانتي وأصل به رحمي ويكون عونا لي على الحج والعمرة. وقال : إن رجلا دخل المسجد فصلى ركعتين ثم سأل الله عزوجل ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أعجل العبد ربه. وجاء آخر فصلى ركعتين ثم أثنى على الله عزوجل وصلى على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : سل تعط.
    درست بن أبي منصور (1) عن أبي خالد قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : ما من رهط أربعين رجلا اجتمعوا فدعوا الله عزوجل في إمر إلا استجاب الله لهم ، فإن لم يكونوا أربعين فأربعة يدعون الله عشر مرات إلا استجاب الله سبحانه لهم ، فإن لم يكونوا أربعة فواحد يدعو الله أربعين مرة فيستجب الله العزيز الجبار له.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : كان أبي إذا أحزنه أمر أجمع النساء والصبيان ثم دعا وأمنوا.
    وعنه ( عليه السلام ) : الداعي والمؤمن في الاجر شريكان.
    هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : لا يزال الدعاء محجوبا حتى يصلى على محمد وآل محمد.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : من دعا ولم يذكر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) رفرف الدعاء (2) على رأسه ، فإذا ذكر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) رفع الدعاء.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : إن رجلا أتى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : يا رسول الله أجعل ثلث صلاتي لك ، لا بل أجعل نصف صلاتي لك ، لا بل أجعلها كلها لك ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إذا تكفي مؤونة الدنيا والاخرة.
    عن أبي بصير وابن الحكم قالا : سألنا أبا عبد الله ( عليه السلام ) ما معنى أجعل صلاتي كلها لك ؟ قال : يقدمه بين يدي كل حاجة ، فلا يسأل الله عزوجل شيئا حتى يبدأ بالنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فيصلي عليه ثم يسأل الله حوائجه.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لا تجعلوني كقدح الراكب فإن الراكب يملا قدحه فيشربه إذا شاء ، اجعلوني في أول الدعاء وآخره ووسطه.
1 ـ هو بضم الاول والثاني ابن أبي منصور أو ابن منصور الواسطي ، كان من أصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام وقد عده بعضهم من أصحاب الرضا ( عليه السلام ) أيضا ، وله كتاب.
2 ـ رفرف الطائر : بسط جناحيه وحركهما حول الشيء يريد أن يقع عليه.


(275)
    وعنه ( عليه السلام ) قال : من كانت له حاجة إلى الله عزوجل فليبدأ بالصلاة على محمد وآل محمد ثم يسأل الله حاجته ثم يختم بالصلاة على محمد وآله ، فإن الله عزوجل أكرم من أن يقبل الطرفين ويدع الوسط ، إذا كانت الصلاة على محمد وآل محمد لا تحجب عنه.
    وعن أبي عبد الله عليه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ما من قوم اجتمعوا في مجلس فلم يذكروا اسم الله عزوجل ولم يصلوا على نبيهم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلا كان ذلك المجلس حسرة ووبالا عليهم.
( فيمن يستجاب دعاؤه )
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ثلاثة دعوتهم مستجابة : الحاج فانظروا بما تخلفونه ، والغازي في سبيل الله فانظروا كيف تخلفونه ، والمريض فلا تعرضوه ولا تضجروه.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : كان أبي يقول : خمس دعوات لا يحجبن عن الرب تبارك وتعالى : دعوة الامام المقسط ، ودعوة المظلوم ، يقول الله عزوجل : وعزتي وجلالي لانتصفن لك ولو بعد حين (1) ، ودعوة الولد الصالح لوالديه ، ودعوة الوالد الصالح لولده ، ودعوة المؤمن لاخيه بظهر الغيب فيقول : ولك مثله.
    من الفردوس قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن : دعوة الوالد ، ودعوة المظلوم ، ودعوة المسافر.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أطيب كسبك تستجب دعوتك ، فإن الرجل يرفع اللقمة إلى فيه فما تستجاب له دعوة أربعين يوما.
    عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : أوشك دعوة وأسرع إجابة دعوة المؤمن لاخيه المؤمن بظهر الغيب.
    عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : دعاء الرجل لاخيه بظهر الغيب يدر الرزق ويدفع المكروه.
1 ـ انصف من فلان : استوفى حقه منه كاملا.

(276)
    عن يحيى بن معاذ ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال لرجل : ادع بهذا الدعاء وأنا ضامن لك حاجتك على الله ، اللهم أنت ولي نعمتي وأنت القادر على طلبتي وتعلم حاجتي فأسألك بحق محمد وآل محمد لما قضيتها لي.
    عن الصادق ( عليه السلام ) : الدعاء لاخيك بظهر الغيب يسوق للداعي الرزق ويصرف عنه البلاء ، ويقول الملك لك مثل ذلك.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : اتقوا دعوة المظلوم فإن دعوة المظلوم تصعد إلى السماء.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : قدم أربعين من المؤمنين ثم دعا استجيب له.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : من دعا لاخيه بظهر الغيب وكل الله عزوجل به ملكا يقول : ولك مثله.
    وقال رجل من أصحاب أبي عبد الله ( عليه السلام ) : قلت لابي عبد الله ( عليه السلام ) : إني لاجد في كتاب الله آيتين أطلبهما فلا أجدهما ، فقال ( عليه السلام ) : وما هما ؟ قلت : ( ادعوني أستجب لكم ) (1) فندعوه فما نرى إجابة ، قال : أفترى الله أخلف وعده ؟
    قلت : لا. قال : فمم ؟ قلت : لا أدري ، قال : لكني أخبرك [ عن ذلك ] : من أطاع الله فيما أمر به ثم دعاه من جهة الدعاء أجابه ، قلت : وما جهة الدعاء ؟ قال : تبدأ فتحمد الله وتمجده بذكر نعمه عليك فتشكره ثم تصلي على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثم تذكر ذنوبك فتقر بها ثم تستغفر منها فهذه جهة الدعاء. ثم قال ( عليه السلام ) : وما الاية الاخرى قلت : قوله تعالى : ( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه ) فأراني أنفق وما أرى خلفا قال : أفترى الله أخلف وعده ، قلت : لا ، قال فمم ؟ قلت : لا أدري ، قال : لو أن أحدكم اكتسب المال من حله وأنفقه في حقه لم ينفق درهما إلا أخلف الله عليه.
    عن سلمان الفارسي رضي الله عنه ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : إن الله ليستحيي من العبد أن يرفع إليه يديه فيردهما خائبتين.
1 ـ سورة المؤمن : آية 62.

(277)
    روى عبد الكريم بن عتبة عن الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : من قال عشر مرات قبل أن تطلع الشمس وقبل غروبها : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت ويميت ويحيي وهو حي لا يموت ، بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، كانت كفارة لذنوبه في ذلك اليوم.
    وروي عنه ( عليه السلام ) حفص بن البختري أنه قال : كان نوح ( عليه السلام ) يقول إذا أصبح وأمسى : اللهم إني أشهدك أنه ما أصبح وما أمسى بي من نعمة وعافية في ديني أو دنياي فمنك وحدك ، لا شريك لك ، فلك الحمد ولك الشكر به علي حتى ترضى وبعد الرضا ، يقولها إذا أصبح عشرا وإذا أمسى عشرا ، فسمي بذلك عبدا شكورا.
    روي عن مسمع بن عبد الملك كردين أنه قال : صليت مع أبي عبد الله ( عليه السلام ) أربعين صباحا فكان إذا انفتل رفع يده إلى السماء ، فقال : أصبحنا وأصبح الملك لله اللهم إنا عبيدك وأبناء عبيدك ، اللهم احفظنا من حيث نحتفظ ومن حيث لا نحتفظ ، اللهم احرسنا من حيث لا نحترس ومن حيث نحترس ، اللهم استرنا من حيث نستتر ومن حيث لا نستتر ، اللهم استرنا بالغنى والعافية ، اللهم ارزقنا العافية [ وارزقنا ] الشكر على العافية.
( فيما يقال في الصباح عند المخاوف )
    جاءت الرواية عن أبي السري سهل بن يعقوب الملقب بأبي نواس (1) قال : قلت لابي الحسن علي بن محمد العسكري عليهما السلام : يا سيدي قد وقع إلي اختيارات الايام
1 ـ هو الذي خدم الامام الهادي ( عليه السلام ) بسر من رأى وسعى في حوائجه وكان يتخالع ويتطيب مع الناس ويظهر التشيع على الطيبة فيأمن على نفسه فسموه بأبي نواس. وهو غير أبي نواس الشاعر المشهور المتوفى سنة 198 ببغداد.

(278)
عن الصادق ( عليه السلام ) ما حدثني به الحسن بن عبد الله بن مطهر ، عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه ، عن الصادق ( عليه السلام ) في كل شهر فأعرضه عليك ، قال : افعل ، فلما عرضته عليه وصححته قلت له : يا سيدي في أكثر هذه الايام قواطع عن المقاصد لما ذكر فيها من النحس والمخاوف فدلني على الاحتراز من المخاوف فيها ، فربما تدعوني الضرورة إلى التوجه في الحوائج فيها ، فقال ( عليه السلام ) لي : يا سهل إن لشيعتنا بولايتنا عصمة لو سلكوا بها في لجج البحار الغامرة (1) وسباسب البيداء الغائرة بين سباع وذئاب وأعادي الجن والانس لامنوا من مخاوفهم بولايتهم لنا ، فثق بالله عزوجل وأخلص في الولاء لائتمك الطاهرين وتوجه حيث شئت واقصد ما شئت ، يا سهل إذا أصبحت وقلت ثلاثا : أصبحت اللهم معتصما بذمامك المنيع الذي لا يطاول ولا يحاول (2) من شر كل غاشم وطارق من سائر من خلقت وما خلقت من خلقك الصامت والناطق في جنة من كل مخوف بلباس سابغة ولاء أهل بيت نبيك عليهم السلام محتجبا من كل قاصد لي إلى أذية بجدار حصين ، الاخلاص في الاعتراف بحقهم والتمسك بحبلهم جميعا موقنا بأن الحق لهم ومعهم وفيهم وبهم أوالي من والوا وأجانب من جانبوا [ وأحارب من حاربوا ] وصل اللهم على محمد وآل محمد وأعذني اللهم بهم من شر كل ما أتقيه ، يا عظيم [ يا عظيم ] حجزت الاعادي عني ببديع السموات والارض إنا جعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون وقلتها عشيا ثلاثا : جعلت في حصن من مخاوفك وأمن من محذورك ، فإذا أردت التوجه في يوم قد حذرت فيه فقدم أمام توجهك الحمد و المعوذتين و الاخلاص و آية الكرسي وسورة القدر والخمس الايات من آل عمران ، ثم قال : اللهم بك يصول الصائل (3) وبقدرتك يطول الطائل ولا حول لكل ذي حول إلا بك ولا قوة يمتازها ذو قوة إلا منك ، أسألك بصفوتك
1 ـ اللجة ـ كغرفة ـ معظم الماء والجمع لجج كغرف. والغامرة : كثيرة الماء ، يقال غمر الماء أي علاه وغطاه. والسبسب : المفازة أو الارض البعيدة المستوية والجمع سباسب. والبيداء : الفلاة وهي الارض الخالية التي لا ماء فيها. والغائرة : بعيدة الغور. والغور : ما انحدر واطمأن من الارض.
2 ـ طاوله : غالبة في الطول ـ بالفتح ـ أي القدرة والفضل. وحاوله : أراده وطلبه. والغاشم : الظالم والغاصب. والطارق : الاتي ليلا.
3 ـ صال عليه : سطا عليه وقهره. ويطول الطائل : أنعم المنعم بالفضل والغنى.


(279)
من خلفك وخيرتك من بريتك محمد نبيك وعترته وسلالته عليه وعليهم السلام وصل عليهم واكفني شر هذا اليوم وضره وارزقني خيره ويمنه واقض لي في متصرفاتي بحسن العاقبة وبلوغ المحبة والظفر بالامنية وكفاية الطاغية الغوية وكل ذي قدرة لي على أذية حتى أكون في جنة وعصمة من كل بلاء ونقمة ، وأبدلني من المخاوف فيه أمنا ومن العوائق فيه يسرا حتى لا يصدني صاد عن المراد ولا يحل بي طارق من أذى العباد ، إنك على كل شيء قدير والامور إليك تصير ، يا من ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
( دعاء في كل صباح ومساء )
    كان الصادق ( عليه السلام ) يقول إذا أصبح : بسم الله وبالله ومن الله وإلي الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، اللهم إليك أسلمت نفسي وإليك فوضت أمري وإليك توجهت وجهي وعليك توكلت يا رب العالمين ، اللهم احفظني بحفظ الايمان من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ومن تحتي ، لا إله إلا أنت ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، أسأل الله العفو والعافية من كل سوء وشر في الدنيا والاخرة ، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومن ضيق القبر ومن ضغطة القبر وأعوذ بك من سطوات الليل والنهار ، اللهم رب الشهر الحرام ورب البيت الحرام ورب البلد الحرام ورب الحل والحرام أبلغ محمدا وآله عني السلام ، اللهم إني أعوذ بدرعك الحصينة وأعوذ بوجهك أن تميتني غرقا أو حرقا أو سرقا أو قودا أو صبرا أو هضما أو ترديا في بئر أو أكيل السبع أو مت الفجأة أو بشيء من ميتة السوء ، ولكن أمتني على فراشي في طاعتك وطاعة رسولك صلواتك عليه وآله مصيبا للحق غير مخطئ أو في الصف الذي نعت أهله في كتابك ( كأنهم بنيان مرصوص ) (1) ، أعيذ نفسي وديني وأهلي ومالي وولدي وجميع ما أعطاني ربي بالله الواحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، أعيذ نفسي وأهلي ومالي وولدي وجميع ما رزقني ربي « برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد ) ، أعيذ نفسي وأهلي ومالي وولدي وجميع ما رزقني ربي برب الناس إلى آخره. ويقول ( عليه السلام ) : الحمد لله عدد ما خلق الله والحمد لله مثل ما خلق
1 ـ سورة الصف : آية 4.

(280)
الله [ والحمد لله ملاء ما خلق الله ] والحمد لله مداد كلماته والحمد لله زنة عرشه والحمد لله رضا نفسه ، لا إله إلا الله الحليم الكريم ، لا إله إلا الله العلي العظيم ، سبحان الله رب السموات السبع ورب الارضين السبع وما بينهما ورب العرش العظيم ، اللهم إني أعوذ بك من درك الشقاء وأعوذ بك من شماتة الاعداء وأعوذ بك من الفقر والوقر (1) وأعوذ بك من سوء المنظر في الاهل والمال والولد ويصلي على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عشر مرات.
( في الادعية المخصوصة بأعقاب الفرائض )
    قد ورد في الاخبار : أن من سبح تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام في دبر الفريضة قبل أن يثني رجليه غفر له.
    وروي أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال لرجل من بني سعد : ألا أحدثك عني وعن فاطمة عليها السلام ، أنها كانت عندي فاستقت بالقربة حتى أثر في صدرها وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها (2) وكسحت البيت حتى أغبرت ثيابها وأوقدت تحت القدر حتى تدخنت ثيابها فأصابها من ذلك ضرر شديد ، فقلت لها : لو أتيت أباك فسألته خادما يكفيك حر ما أنت فيه من هذا العمل ، فأتت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فوجدت عنده ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حداثا فاستحيت فانصرفت ، فعلم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنها جاءت لحاجة فغدا علينا ونحن في لفاعنا (3) فقال : السلام عليكم ، فسكتنا واستحيينا لمكاننا ، ثم قال : السلام عليكم ، فخشينا إن لم نرد عليه أن ينصرف وقد كان يفعل ذلك يسلم ثلاثا فإن أذن له وإلا انصرف ، فقلت : وعليك السلام يا رسول الله أدخل ، فدخل وجلس عند رؤوسنا فقال : يا فاطمة ما كانت حاجتك أمس عند محمد ؟ فخشيت إن لم تجبه أن يقوم فأخرجت رأسي فقلت : أما والله أخبرك يا رسول الله أنها استقت بالقربة حتى أثرت في صدرها وجرت بالرحى حتى مجلت يداها وكسحت البيت حتى أغبرت ثيابها وأوقدت تحت القدر حتى دخنت ثيابها ، فقلت لها : لو أتيت أباك فسألته خادما يقيك حر ما أنت
1 ـ الوقر : ثقل في الاذن أو ذهاب السمع كله.
2 ـ مجلت يداها أي نفطت وقرحت من العمل وظهر فيها المجل وهو أن يكون بين الجلد واللحم ماء من كثرة العمل. والمقلة : قشرة رقيقة يجتمع فيها ماء من العمل بالاشياء الصلبة.
3 ـ اللفاع ـ بالكسر ـ : الملحقة والكساء. وفي بعض السنخ لحافنا.


(281)
فيه من هذا العمل ، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ألا أدلكما على ما هو خير لكما من الخادم إذا أخذتما منامكما ، فكبرا أربعا وثلاثين تكبيرة وسبحا ثلاثا وثلاثين تسبيحة : وأحمد ثلاثا وثلاثين تحميدة ، فأخرجت فاطمة عليها السلام رأسها فقالت : رضيت عن الله ورسوله ثلاث مرات.
    من مسموعات السيد ناصح الدين أبي البركات المشهدي ، روى أبوخالد القماط قال : سمعت الصادق ( عليه السلام ) يقول : تسبيح فاطمة عليها السلام في كل يوم في دبر كل صلاة أحب إلي من الف ركعة في كل يوم.
    وقال ( عليه السلام ) : من سبح تسبيح فاطمة عليها السلام قبل أن يثني رجليه من صلاة الفريضة غفر له ويبدأ بالتكبير.
    عن الكاظم ( عليه السلام ) قال : المؤمن لا يخلو من خمسة : مسواك ومشط وسجادة وسبحة فيها أربع وثلاثون حبة وخاتم عقيق.
    روى إبراهيم بن محمد الثقفي أن فاطمة عليها السلام بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كانت مسبحتها من خيط صوف مفتل معقود عليه عدد التكبيرات ، فكانت عليها السلام تديرها بيدها تكبر وتسبح إلى أن قتل حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء فاستعملت تربته وعملت المسابيح فاستعملها الناس ، فلما قتل الحسين ( عليه السلام ) عدل بالامر إليه فاستعملوا تربته لما فيها من الفضل والمزية.
    في كتاب الحسن بن محبوب ، أن أبا عبد الله ( عليه السلام ) سئل عن استعمال التربتين من طين قبر حمزة والحسين ( عليه السلام ) والتفاضل بينهما ؟ فقال : السبحة التي من طين قبر الحسين ( عليه السلام ) تسبح بيد الرجل من غير أن يسبح. وروي أن الحور العين ـ إذا أبصرن بواحد من الاملاك يهبط إلى الارض لامر ما ـ يستهدين من السبح والترب من طين قبر الحسين ( عليه السلام ).
    روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : من أحب أن يخرج من الدنيا وقد تخلص من الذنوب كما يتخلص الذهب الذي لا كدر فيه ولا يطلبه أحد بمظلمة فليقل في دبر الصلوات الخمس نسبة الرب تبارك وتعالى اثني عشر مرة ، ثم يبسط يده ويقول : اللهم إني أسألك باسمك المكنون المخزون الطاهر الطهر المبارك وأسألك باسمك العظيم


(282)
وسلطانك القديم ، يا واهب العطايا ويا مطلق الاسارى يا فكاك الرقاب من النار أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تعتق رقبتي من النار وتخرجني من الدنيا سالما وتدخلني الجنة آمنا وأن تجعل دعائي أوله فلاحا وأوسطه نجاحا وآخره صلاحا ، إنك أنت علام الغيوب. قال أمير المؤمنين ( عليه السلام : هذا من المخبيات مما علمني رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأمرني أن أعلم الحسن والحسين عليهما السلام.
( دعاء آخر عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) )
    روي أنه من دعا به عقيب كل صلاة مكتوبة حفظ في نفسه وداره وماله وولده وهو : اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أعلنت وما أسررت وإسرافي على نفسي وما أنت أعلم به مني ، اللهم أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت بعلمك الغيب وبقدرتك على الخلق أجمعين ، اللهم ما علمت الحياة خيرا لي فأحييني وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي ، اللهم إني أسألك خشيتك في السر والعلانية وكلمة الحق في الغضب والرضا والقصد في الفقر والغنى ، وأسألك نعيما لا ينفد وقرة عين لا تنقطع وأسألك الرضا بالقضاء وبرد الموت بعد العيش ولذة النظر إلى وجهك وشوقا إلى رؤيتك ولقائك من غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة ، اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين ، اللهم اهدنا فيمن هديت ، اللهم إني أسألك عزيمة الرشاد والثبات في الامر والرشد وأسألك شكر نعمتك وحسن عافيتك وأداء حقك وأسألك يا رب قلبا سليما ولسانا صادقا وأستغفرك لما تعلم وأسألك خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم فإنك تعلم ولا تعلم وأنت علام الغيوب.
( دعاء آخر )
    قال الصادق ( عليه السلام ) : من قال هذه الكلمات عند كل صلاة مكتوبة حفظ في نفسه وداره وماله وولده ، وهي : أجير نفسي ومالي وولدي وأهلي وداري وكل ما هو مني بالله الواحد الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد وأجير نفسي ومالي وولدي وكل ما هو مني برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إلى آخره و برب الناس ملك الناس إلى آخره وبالله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم آية الكرسي إلى آخرها.


(283)
    من مسموعات السيد ناصح الدين أبي البركات ، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يا علي : إقرأ في دبر كل صلاة مكتوبة آية الكرسي ، فإنه لا يحافظ عليها إلا نبي أو صديق أو شهيد.
( دعاء آخر )
    قال الصادق ( عليه السلام ) : أدنى ما يجزئ من الدعاء بعد المكتوبة أن يقول : اللهم صل على محمد وآل محمد ، اللهم إنا نسألك من كل خير أحاط به علمك ونعوذ بك من كل شر أحاط به علمك ، اللهم إنا نسألك عافيتك في أمورنا كلها ونعوذ بك من خزي الدنيا وعذاب الاخرة.
( دعاء آخر )
    عنه ( عليه السلام ) قال : أتى جبرئيل ( عليه السلام ) إلى يوسف ( عليه السلام ) وهو في السجن فقال له : يا يوسف قل في دبر كل صلاة [ فريضة ] : اللهم اجعل لي من أمري فرجا ومخرجا وارزقني من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب.
( دعاء آخر )
    وكان أبوجعفر ( عليه السلام ) يقول في دبر كل صلاة : اللهم اهدني من عندك وأفض علي من فضلك وانشر علي من رحمتك وأنزل علي من بركاتك.
( دعاء آخر )
    روي عن هلقام بن أبي أنه قال : أتيت أبا إبراهيم ( عليه السلام ) فقلت له : جعلت فداك علمني دعاء جامعا للدنيا والاخرة وأوجزه ، فقال ( عليه السلام ) : قل في دبر صلاة
    الفجر إلى أن تطلع الشمس : سبحان الله العظيم وبحمده ، أستغفر الله وأسأله من فضله ، قال هلقام : ولقد كنت أسوأ أهل بيتي حالا فما علمت حتى أتاني ميراث من قبل رجل ما ظننت أن بيني وبينه قرابة وإني اليوم لمن أيسر أهل بيتي وما ذلك إلا مما علمني مولاي العبد الصالح موسى بن جعفر عليهما السلام.
( دعاء آخر )
    اللهم إني أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأسألك من خير ما أرجو وخير


(284)
ما لا أرجو وأعوذ بك من شر ما أحذر ومن شر ما لا أحذر ، واقرأ : ( الحمد ) و آية الكرسي و ( شهد الله) (1) و آية السخرة « إن ربكم الله الذي إلى آخرها ) (2) وقل ثلاث مرات : ( سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ) (3) وقل ثلاث مرات : اللهم صل على محمد وآل محمد واجعل لي من أمري فرجا ومخرجا وارزقني من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب [ يا رب محمد وآل محمد صل على محمد وآل محمد وعجل فرج محمد وآل محمد واعتق رقبتي من النار ].
( دعاء آخر )
    روي أن من دعاه بهذا الدعاء عقيب كل فريضة وواظب على ذلك عاش حتى يمل الحياة [ ويتشرف بلقاء صاحب الامر عجل الله فرجه ] وهو : اللهم صل على محمد وآل محمد ، اللهم إن رسولك الصادق المصدق صلواتك عليه وآله قال : إنك قلت : ما ترددت في شيء أنا فاعله كترددي في قبض روح عبدي المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته ، اللهم فصل على محمد وآل محمد وعجل لاوليائك الفرج والنصر والعافية ولا تسؤني في نفسي ولا في فلان قال : وتذكر من شئت.
( دعاء آخر )
    يقول ثلاث مرات وهو آخذ بلحيته بيده اليمنى ويده اليسرى مبسوطة باطنها مما يلي السماء : يا ذا الجلال والاكرام صل على محمد وآل محمد وأجرني من النار ، ثم يرفع يده اليمنى ويجعل باطنها مما يلي السماء ويقول ثلاث مرات : يا عزيز يا كريم يا غفور يا رحيم ، ثم يقلبها ويجعل ظاهرها مما يلي السماء ويقول ثلاث مرات : صل على محمد وآل محمد وأجرني من العذاب الاليم ، ثم يخفظهما ويقول : صل على محمد وآل محمد وفقهني في الدين وحببني إلى المسلمين واجعل لي لسان صدق في الاخرين
1 ـ سورة آل عمران : آية 16.
2 ـ سورة الاعراف : آية 52.
3 ـ سورة الصافات : آية 180 و 181 و 182.


(285)
وارزقني هيبة المتقين ، يا الله يا الله يا الله ، أسألك بحق من حقه عليك عظيم أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تستعملني بما عرفتني من حقك وأن تبسط علي من حلال رزقك.
( دعاء آخر )
    بسم الله الرحمن الرحيم حسبي الله لديني وحسبي الله لدنياي وحسبي الله لاخرتي وحسبي الله لما أهمني وحسبي الله لمن بغى علي وحسبي الله عند الموت وحسبي الله عند مسألة القبر وحسبي الله عند الميزان وحسبي الله عند الصراط وحسبي الله لا إله هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.
( دعاء آخر )
    وهو من دعاء السر : يا محمد من أراد من أمتك أن أرفع صلاته مضاعفة فليقل خلف كل ما افترضت عليه مع رفع يديه : يا مبدئ الاسرار ، يا مبين الكتمان ، يا شارع الاحكام ، ويا بارئ الانعام ، ويا خالق الانام ، ويا فارض الطاعة ، ويا ملزم الجماعة ، ويا موجب التعبد أسألك بحق تزكية كل صلاة زكيتها له وبحق من زكيتها به أن تجعل صلاتي هذه زاكية متقبلة بتقبلكها وتصييرك ديني بها زاكيا وإلهامك قلبي حسن المحافظة عليها حتى تجعلني من أهلها الذين ذكرتهم فيها بالخشوع ، أنت ولي الحمد كله فلا إله إلا أنت فلك الحمد كله بكل حمد أنت له ولي ، وأنت ولي التوحيد كله فلا إله إلا أنت فلك التوحيد كله بكل توحيد أنت له ولي ، وأنت ولي التهليل كله فلا إله إلا أنت فلك التهليل كله بكل تهليل أنت له ولي ، وأنت ولي التكبير كله فلا إله إلا أنت فلك التكبير كله بكل تكبير أنت له ولي ، وأنت ولي التسبيح كله فلا إله إلا أنت فلك التسبيح كله بكل تسبيح أنت له ولي ، رب عد علي في صلاتي هذه برفعكها زاكية متقبلة ، إنك أنت السميع العليم فإنه إذا قال ذك رفعت صلاته مضاعفة في اللوح المحفوظ.
    روى محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال : الدعاء دبر الصلاة المكتوبة أفضل من الدعاء دبر التطوع كفضل المكتوبة على التطوع.
    وروي عن الباقر عليه السلام قال : الدعاء بعد الفريضة أفضل من الصلاة تنفلا.
مكارم الأخلاق ::: فهرس