مكارم الأخلاق ::: 286 ـ 300
(286)
    عن أبي الحسن العسكري ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام أنه قال : من صلى الله سبحانه وتعالى صلاة مكتوبة فله في أثرها دعوة مستجابة.
( في سجدة الكشر )
    روى إسحاق بن عمار ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه قال : كان موسى بن عمران ( عليه السلام ) إذا صلى لم يتفتل حتى يلصق خده الايمن بالارض وخده الايسر بالارض.
    وقال أبوجعفر ( عليه السلام ) : أوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى ( عليه السلام ) : أتدرى لم اصطفيتك بكلامي دون خلقي ؟ قال موسى ( عليه السلام ) : لا يا رب ، قال تعالى : يا موسى إني قلبت عبادي ظهرا لبطن فلم أجد فيهم أحدا أذل لي نفسا منك ، يا موسى إنك إذا صليت وضعت خديك على التراب.
    وقال الصادق ( عليه السلام ) : إن العبد إذا سجد فقال : يا رب يا رب يا رب حتى ينقطع نفسه قال له الرب تبارك وتعالى : لبيك ، ما حاجتك ؟.
    عن مرازم (1) عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : سجدة الشكر واجبة على كل مسلم تتم بها صلاتك وترضى بها ربك وتعجب الملائكة منك ، وإن العبد إذا صلى ثم سجد سجدة الشكر فتح الرب تبارك وتعالى الحجاب بين العبد وبين الملائكة فيقول : يا ملائكتي انظروا إلى عبدي ، أدى فرضي وأتم عهدي ثم سجد لي شاكرا على ما أنعمت به عليه ، يا ملائكتي ماذا له ؟ قال : فتقول الملائكة : يا ربنا رحمتك ، ثم يقول الرب تبارك وتعالى : ثم ماذا له ، فتقول الملائكة : يا ربنا له جنتك ، فيقول الرب تبارك وتعالى : ثم ماذا له ؟ فتقول الملائكة : كفاية مهمة ، فيقول الرب تبارك وتعالى : ثم ماذا له ؟ قال : فلا يبقى شيء من الخير إلا قالته الملائكة ، فيقول الله تبارك وتعالى : يا ملائكتي ثم ماذا له ؟ فتقول الملائكة : يا ربنا لا علم لنا ، قال : فيقول الله تبارك وتعالى : أشكر له كما شكر لي وأقبل عليه بفضلي وأريه وجهي.
    وكان علي بن الحسين عليهما السلام يقول في سجوده : اللهم إن كنت قد عصيتك
1 ـ هو مرازم بن حكيم الازدي المدائني مولى الازد من أصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام ، ثقة وله كتاب.

(287)
فإني قد أطعتك في أحب الاشياء إليك وهو الايمان بك منا علي لا منا مني عليك وتركت معصيتك في أبغض الاشياء إليك وهو أن أدعو لك ولدا وأدعو لك شريكا منا منك علي لا منا مني عليك ، وعصيتك في أشياء على غير وجه مكابرة ولا معاندة ولا استكبار عن عبادتك ولا جحودا لربوبيتك ولكن اتبعت هواي واستزلني الشيطان
    بعد الحجة والبرهان ، فإن تعذبني فبذنوبي غير ظالم وإن تغفر لي وترحمني فبجودك يا أرحم الراحمين.
    وفي رواية إبراهيم بن عبد الحميد أن الصادق ( عليه السلام ) قال لرجل : إذا أصابك هم فامسح يدك على موضع سجودك ثم أمر يدك على وجهك من جانب خدك الايسر وعلى جبهتك إلى جانب خدك الايمن ثم قل : بسم الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم ، اللهم اذهب عني الهم والحزن ثلاثا.
    وروي أن من قال وهو ساجد : يا رباه يا سيداه حتى ينقطع نفسه أجيب : سل حاجتك.
    وكان بعض الصادقين عليهم السلام يقول في سجوده : سجدت لك يا رب طالبا من ثوابك ، سجدت لك يا رب هاربا من عقابك ، سجدت لك يا رب خائفا من سخطك ، ثم يقول : يا الله يا رباه يا الله يا رباه حتى ينقطع النفس ، ثم يدعو.
    وروي عن الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : مر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) برجل وهو ساجد ويقول : يا رب ماذا عليك أن ترضى كل من كان له عندي تبعة وأن تغفر لي ذنوبي وأن تدخلني الجنة برحمتك ، فإنما عفوك عن الظالمين وأنا من الظالمين فلتسعني رحمتك يا أرحم الراحمين ، فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إرفع رأسك فقد استجيب لك ، إنك دعوت بدعاء نبي كان على عهد عاد.
( في أدعية تتعلق بحالتي النوم والانتباه )
( فيما يفعل عند النوم )
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إن الله تبارك وتعالى يبغض كثرة النوم وكثرة الفراغ.
    وقال ( عليه السلام ) أيضا : كثرة النوم مذهبة للدين والدنيا.


(288)
    وقال ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : النوم من أول النهار خرق (1) ، ونوم القائلة نعمة ، والنوم العصر حمق وبين العشاءين يحرم الرزق.
    قال الصادق ( عليه السلام ) : من تطهر ثم أوى إلى فراشه بات وفراشه كمسجده ، وإن ذكره أنه على غيره وضوء فليتيمم من دثاره (2) كائنا ما كان ، فإن فعل ذلك لم يزل في الصلاة وذكر الله عزوجل.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : إذا دخل عليك المصباح فقل : اللهم اجعل لنا نورا نمشي به في الناس ولا تحرمنا نورك يوم نلقاك ، اللهم واجعل لنا نورا إنك نور لا إله إلا أنت ، وإذا انطفأ السراج فقل : اللهم أخرجنا من الظلمات إلى النور.
    عن محمد بن مسلم قال : قال لي أبو جعفر ( عليه السلام ) : إذا توسد الرجل يمينه فليقل : بسم الله اللهم إني أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك ، توكلت عليك رهبة منك ورغبة إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبرسولك الذي أرسلت ، ويسبح تسبيح فاطمة عليها السلام. ومن أصابه فزع عند منامه فليقرأ إذا أوى إلى فراشه : ( المعوذتين ) و آية الكرسي.
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إقرأ ( قل هو الله أحد ) و ( قل يا أيها الكافرون ) عند منامك ، فإنها براءة من الشرك ، و قل هو الله أحد نسبة الرب عزوجل.
    وروي عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قال : سمعت نبيكم على أعواد المنبر وهو يقول : من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت ولا يواظب عليها إلا صديق أو عابد. ومن قرأها إذا أخذ مضجعه آمنه الله على نفسه وجاره وجار جاره والابيات حوله.
    قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من قرأ قل هو الله أحد حين يأخذ مضجعه غفر الله له ذنوب خمسين سنة.
    عن محمد بن مسلم ، عن أحدهما عليهما السلام قال : لا يدع الرجل أن يقول عند
1 ـ الخرق ، بضم وسكون أو بفتحتين : ضعف الرأي وسوء التصرف في الامور والحمق والبلادة.
2 ـ الدثار ، بالكسر : ما يتغطى به النائم. وأيضا : الثوب الذي فوق الشعار.


(289)
منامه : أعيذ نفسي وذريتي وأهل بيتي ومالي بكلمات الله التامات من كل شيطان رجيم ومن كل شيطان هامة ومن كل عين لامة (1) فذلك الذي عوذ به جبرئيل ( عليه السلام ) الحسن والحسين عليهما السلام.
    وقال الصادق ( عليه السلام ) : من قال حين يأخذ مضجعه ـ ثلاث مرات ـ : الحمد لله الذي علا فقهر ، والحمد لله الذي بطن فخبر ، والحمد لله الذي ملك فقدر ، والحمد لله الذي يحيي الموتى ويميت الاحياء وهو على كل شيء قدير خرج من الذنوب كيوم ولدته أمه.
    عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : من قرأ ألهاكم التكاثر عند منامه وقي من فتنة عذاب القبر.
( في الفزع )
    وإن فزعت من الليل فقل ـ عشر مرات ـ : أعوذ بكلمات الله من غضبه ومن عقابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون ، فإن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يأمر به ، « واقرأ المعوذتين و آية الكرسي و إذ يغشيكم النعاس أمنة منه ) (2) ( و جعلنا نومكم سباتا ) (3).
( فيمن خاف من اللصوص )
    قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : إذا أراد أحدكم النوم فليضع يده اليمنى تحت خده الايمن وليقل : بسم الله وضعت جنبي لله وعلى ملة إبراهيم ( عليه السلام ) ودين محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وولاية من إفترض الله طاعته ، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، أشهد أن الله على كل شيء قدير ، فإن من قال ذلك عند منامه حفظ من اللص والهدم وتستغفر له الملائكة.
    ومن قرأ قل هو الله أحد عند مضجعه وكل الله به خمسين ملكا يحرسونه ليلته.
    روي أن من خاف اللصوص فليقرأ عند منامه : ( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن إلى آخره السورة ) (4).
1 ـ الهامة ، كدابة : ما له سم يقتل. والعين اللامة : المصيبة بسوء او هي كل ما يخاف من فزع وشر.
2 ـ سورة الانفال : آية 11.
3 ـ سورة النبأ : آية 9.
4 ـ سورة الاسراء : آية 11 و 111. ( مكارم الاخلاق ـ 19 )


(290)
( في الاحتلام )
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إذا خفت الجنابة فقل في فراشك : اللهم إني أعوذ بك من الاحتلام ومن سوء الاحلام ومن أن يتلاعب بي الشيطان في اليقظة والمنام.
( في خوف الارق (1) )
    فإذا خفت الارق فقل عند منامك : سبحان الله ذي الشأن ، دائم السلطان عظيم البرهان كل يوم هو في شأن ، ثم قل : يا مشبع البطون الجائعة ويا كاسي الجنوب العارية ويا مسكن العروق الضاربة ويا منوم العيون الساهرة سكن عروقي الضاربة وائذن لعيني أن تنام عاجلا.
( دعاء آخر )
    إقرأ آية الكرسي « و إذ يغشيكم النعاس أمنة منه إلى آخر الاية» (2) و جعلنا نومكم سباتا.
( في الهدم )
    فإذا خفت الهدم عند الزلزلة فاقرأ عند منامك : « إن الله يمسك السموات والارض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا ) (3).
( في رقية العقرب ولدغه ) (4)
    عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : من قال هذه الكلمات فأنا ضامن أن لا يصيبه عقرب ولا هامة حتى يصبح : أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ذرأ ومن شر ما برأ ومن شر كل دابة هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم.
1 ـ الارق ، بالتحريك : السهر وضاب النوم في الليل.
2 ـ سورة الانفال : آية 11.
3 ـ سورة فاطر : آية 39.
4 ـ الرقية ، بالضم : عوذة التي ترقي بها صاحب الافة. واللدغ : اللسع.


(291)
    وكان أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) إذا نظر إلى هذه الكواكب التي يقال لها السها في بنات النعش (1) قال : اللهم رب هوذ بن اسية آمنى شر كل عقرب وحية ، قال : وكان يقول : من تعوذ بها ثلاث مرات حين ينظر إليها بالليل لم يصبه عقرب ولا حية.
( آخر )
    لابي عبد الله ( عليه السلام ) قال له إسحاق بن عمار : إني خفت العقارب ، فقال لي : انظر إلى بنات نعش الكواكب الثلاثة ، الاوسط منها بجنبه كوكب صغير قريب منه تسميه العرب السها ونسميه نحن أسلم تحد النظر إليه كل ليلة وقل ثلاث مرات : اللهم يا رب أسلم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسلمنا من شر كل ذي شر ، قال إسحاق : فما تركته منذ دهري إلا مرة واحدة فضربني العقرب.
( في الانتباه )
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ما من عبد يقرأ آخر الكهف : قل إنما أنا بشر مثلكم.. الخ حين ينام إلا استيقظ في الساعة التي يريد.
( فيمن أراد الانتباه للصلاة )
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من أراد شيئا من قيام الليل وأخذ مضجعه فليقل : اللهم لا تؤمني مكرك ولا تنسني ذكرك ولا تجعلني من الغافلين ، أقوم ساعة كذا وكذا فإنه يوكل الله عزوجل به ملكا ينبهه تلك الساعة.
    وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يستاك إذا أراد أن ينام ويأخذ مضجعه. وكان إذا أوى إلى فراشه اضطجع على شقه الايمن ووضع يده اليمنى تحت خده الايمن.
    وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليمسحه بصنفة إزاره (2) ، فإنه لا يدري ما حدث عليه ، ثم ليقل : اللهم إن أمسكت نفسي في منامي فاعفر لها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين.
1 ـ السها السهى ، بالضم : كوكب خفي قريب من النجم الاوسط من الانجم الثلاثة من بنات نعش الصغرى والناس يمتحنون به أبصارهم.
2 ـ الصنفة ـ بكسر فسكون أو بفتح فكسر ـ من الثوب : حاشيته وجانبه.


(292)
( دعاء في وقت الانتباه )
    وكان أبو عبد الله ( عليه السلام ) إذا قام آخر الليل رفع صوته حتى يسمع أهل الدار ، يقول : اللهم أعني على هول المطلع ووسع علي المضطجع وارزقني خير ما قبل الموت وارزقني خير ما بعد الموت.
    عنه ( عليه السلام ) قال : ما استيقظ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من نوم إلا خر لله عزوجل ساجدا.
    وكان ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا نام تنام عيناه ولا ينام قلبه ويقول : إن قلبي ينتظر الوحي. وكان ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا راعه شيء في منامه قال : هو الله لا شريك له. وكان ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كثير الرؤيا ولا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، وكان ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا استيقظ من نومه يقول : سبحان الذي يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير. وإذا قام ( صلى الله عليه وآله وسلم ) للصلاة قال : الحمد لله نور السموات والارض والحمد لله قيوم السموات والارض والحمد لله رب السموات والارض ومن فيهن ، أنت الحق وقولك الحق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والساعة حق ، اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت ، أنت إلهي لا إله إلا أنت ، ثم يستاك قبل الوضوء.
    قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول حين يستيقظ من منامه : الحمد لله الذي بعثني من مرقدي هذا ولو شاء لجعله إلى يوم القيامة ، الحمد لله الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا ، الحمد لله الذي جعل الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين الحمد لله الذي لا تجن منه البحور ولا تكن منه الستور ولا يخفى عليه ما في الصدور.
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : إذا انتبه أحدكم من نومه فليقل : لا إله إلا هو الحي القيوم وهو على كل شيء قدير ، سبحان رب النبيين وإله المرسلين ، سبحان رب السموات السبع وما فيهن ورب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين ، فإذا جلس فليقل قبل أن يقوم : حسبي الرب من العباد ، حسبي الذي هو حسبي منذ قط حسبي الله ونعم الوكيل.


(293)
( دعاء آخر )
     ( الحمد لله الذي أحياني بعد أن أماتني وإليه النشور ، الحمد لله الذي رد علي روحي لاحمده وأعبده ). وإذا نظرت إلى السماء فقل : ( يا نور النور ، يا مدبر الامور ، يا من يلي التدبير ويمضي المقادير امض مقادير يومي هذا إلى السلامة والعافية ، ثم اقرأ الايات الخمس من آل عمران : إن في خلق السموات والارض ـ إلى قوله ـ إنك لا تخلف الميعاد ) (1).
( في صراخ الديك )
    قال الصادق ( عليه السلام ) : إذا سمعت صراخ الديك فقل : سبوح قدوس رب الملائكة والروح سبقت رحمتك غضبك لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا تغفر الذنوب إلا أنت.
    وقال ( عليه السلام ) : تعلموا من الديك خمس خصال : محافظته على أوقات الصلاة ، والغيرة ، والسخاء ، والشجاعة ، وكثرة الطروقة.
    وقال ( عليه السلام ) تعلموا من الغراب ثلاث خصال : استتارة بالسفاد (2) ، وبكوره في طلب الرزق ، وحذره.
( دعاء في جوف الليل )
    كان علي بن الحسين عليهما السلام يدعو بهذا الدعاء في جوف الليل إذا هدأت العيون : إلهي غارت نجوم سمائك ونامت عيون أنامك وهدأت أصوات عبادك وأنعامك وغلقت الملوك عليها أبوابها وطاف عليها حراسها واحتجبوا عمن يسألهم حاجة أو ينتجع منهم فائدة (3) وأنت إلهي حي قيوم لا تأخذك سنة ولا نوم ولا يشغلك شيء عن شيء ، أبواب سمائك لمن دعاك مفتحات وخزائنك غير مغلقات وأبواب رحمتك غير محجوبات وفوائدك لمن سألكها غير محظورات بل هي مبذولات ،
1 ـ سورة آل عمران : الايات 187 إلى 193.
2 ـ سفد الذكر انثاه سفادا ، من بابي ضرب وحسب : نزا عليها وجامعها.
3 ـ انتجع فلانا وتنجع : أتاه طالبا معروفه.


(294)
أنت إلهي الكريم الذي لا ترد سائلا من المؤمنين سألك ولا تحتجب من أحد منهم أرادك ، لا وعزتك وجلالك لا تختزل حوائجهم دونك (1) ولا يقضيها أحد غيرك ، اللهم قد تراني ووقوفي وذل مقامي بين يديك وتعلم سريرتي وتطلع على ما في قلبي وما يصلح به أمر آخرتي ودنياي ، اللهم إن ذكرت الموت وهول المطلع والوقوف بين يديك يغصني مطعمي ومشربي وأغصني بريقي وأقلقني عن وسادي ومنعني رقادي ، كيف ينام من يخاف بيات ملك الموت في طوارق الليل وطوارق النهار ، أم كيف ينام العاقل وملك الموت لا ينام ، لا بالليل ولا بالنهار يطلب قبض روحي بالبيات أو في آناء الساعات ثم يسجد ويلصق خده بالتراب وهو يقول : أسألك الروح والراحة عند الموت والعفو عني حين ألقاك.
    وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) في وصيته : يا علي صل من الليل ولو قدر حلب شاة [ وبالاسحار فادع ، لا ترد لك دعوة ، فإن الله تبارك وتعالى يقول : ( والمستغفرين بالاسحار ) (2).
( في دعاء الوتر )
    روي عن معروف بن خربوذ ، عن أحدهما يعني أبا جعفر أو أبا عبد الله عليهما السلام قال : قل في قنوت الوتر : لا إله إلا الله الحليم الكريم ، لا إله إلا الله العلي العظيم ، سبحان الله رب السموات السبع ورب الارضين السبع وما فيهن وما بينهن ورب العرش العظيم ، اللهم أنت الله نور السموات والارض وأنت الله زين السموات والارض وأنت الله جمال السموات والارض وأنت الله عماد السموات والارض وأنت الله قوام السموات والارض وأنت صريخ المستصرخين وأنت الله غياث المستغيثين وأنت الله المفرج عن المكروبين وأنت الله المروح عن المغمومين وأنت الله مجيب دعوة المضطرين وأنت الله إله العالمين وأنت الله الرحمن الرحيم وأنت الله كاشف السوء وأنت الله الذي بك تنزل كل حاجة ، يا الله ليس يرد غضبك إلا حلمك ولا ينجي من عذابك إلا رحمتك ولا ينجي منك إلا التضرع إليك ، فهب لي من لدنك يا إلهي رحمة تغنيني
1 ـ أي لا تقتطع. والاختزال : الاقتطاع ، يقال : اختزل الشيء : قطعه وحذفه.
2 ـ سورة آل عمران : آية 15.


(295)
بها عن رحمة من سواك بالقدرة التي بها أحييت جميع ما في البلاد وبها تنشر ميت العباد ولا تهلكني غما حتى تغفر لي وترحمنى وتعرفنى الاجابة في دعائى وارزقنى العافية إلى منتهى أجلي وأقلنى عثرتي ولا تشمت بي عدوي ولا تمكنه من رقبتي ، اللهم إن رفعتني فمن ذا الذي يضعنى وإن وضعتنى فمن ذا الذي يرفعنى وإن أهلكتنى فمن ذا الذي يحول بينك وبينى أو يتعرض لك في شيء من أمري وقد علمت أن ليس في حكمك ظلم ولا في نقمتك عجلة ، إنما يعجل من يخاف الفوت وإنما يحتاج إلى الظلم الضعيف وقد تعاليت عن ذلك يا إلهي فلا تجعلنى للبلاء غرضا ولا لنقمتك نصبا ، ومهلنى ونفسنى وأقلنى عثرتي ولا تتبعنى ببلاء على أثر بلاء فقد ترى ضعفى وقلة حيلتي ، أستعيذ بك الليلة فأعذني وأستجير بك من النار فأجرني وأسألك الجنة فلا تحرمنى ، ثم ادع الله بما أحببت واستغفر الله سبعين مرة [ وأكثر من الاستغفار ما استطعت ] وليكن فيما تقول هذا الاستغفار : اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك من مظالم كثيرة لعبادك عندي ، فأيما عبد من عبيدك كانت له قبلي مظلمة ظلمتها إياه في بدنه أو عرضه أو ماله لا أستطيع أداء ذلك إليه ولا تحللتها منه فارضه عني بما شئت وكيف شئت وأنى شئت وهبها لي ، وما تصنع بعذابي يا رب وقد وسعت رحمتك كل شيء وما عليك يا رب أن تكرمني برحمتك ولا تهينني بعذابك وما ينقصك يا رب أن تفعل بي ما سألتك وأنت واجد لكل خير ، اللهم إن استغفاري إياك مع إصراري للؤم وإن تركي الاستغفار لك مع سعة رحمتك لعجز ، اللهم كم تتحبب إلي وأنت غني عني وكم أتبغض إليك وأنا إليك فقير ، فسبحان من إذا وعد وفى وإذا توعد عفا.
( دعاء الحزين )
    كان يدعو به علي بن الحسين عليهما السلام بعد صلاة الليل : أناجيك يا موجود في كل مكان لعلك تسمع ندائي فقد عظم جرمي وقل حيائي ، مولاي يا مولاي أي الاهوال أتذكر وأيها أنسى ولو لم يكن إلا الموت لكفى ، كيف وما بعد الموت أعظم وأدهى ، مولاي يا مولاي حتى متى وإلى متى أقول لك العتبي مرة بعد اخرى ثم لا تجد عندي صدقا ولا وفاء ، فيا غوثاه ثم واغوثاه بك يا الله من هوى قد غلبني ومن عدو قد استكلب علي ومن دنيا قد تزينت لي ومن نفس أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي ، مولاي يا مولاي إن كنت رحمت مثلي فارحمني وإن كنت قبلت مثلي فاقبلني ،


(296)
يا قابل التوبة اقبلني ، يا من لم أزل أتعرف منه الحسنى ، يا من يغذيني بالنعم صباحا ومساء ارحمني يوم آتيك فردا شاخصا إليك بصري مقلدا عملي وقد تبرأ جميع الخلق مني نعم وأبي وأمي ومن كان له كدي وسعيي ، فإن لم ترحمني فمن يرحمني ومن يؤنس في القبر وحشتي ومن ينطق لساني إذا خلوت بعملي وسألتني عما أنت أعلم به مني ، فإن قلت : نعم ، فأين المهرب من عدلك ؟ وإن قلت : لم أفعل ، قلت : ألم أكن الشاهد عليك ، فعفوك عفوك [ يا مولاي ] قبل [ أن تلبس الابدان ] سرابيل القطران ، عفوك عفوك يا مولاي قبل أن تغل الايدي إلى الاعناق ، يا أرحم الراحمين وخير الغافرين.
( دعاء الاضطجاع )
    فإذا سلمت من ركعتي الفجر فاضطجع على يمينك مستقبل القبلة وضع خدك الايمن على يدك اليمنى وقل : استمسكت بعروة الله الوثقى التي لا انفصام لها واعتصمت بحبل الله المتين وأعوذ بالله من شر فسقة العرب والعجم وأعوذ بالله من شر فسقة الجن والانس ، ربي الله ربي الله ربي الله ، آمنت بالله ، توكلت على الله ، ألجأت ظهري إلى الله ، فوضت أمري إلى الله ، أطلب حاجتي من الله ، لا حول ولا قوة إلا بالله ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا ، حسبي الله ونعم الوكيل ، اللهم من أصبح وله حاجة إلى مخلوق فإن حاجتي ورغبتي إليك وحدك لا شريك لك ، الحمد لرب الصباح ، الحمد لفالق الاصباح ، الحمد لناشر الارواح ، الحمد لقاسم المعاش ، الحمد لجاعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم ، اللهم صل على محمد وآل محمد واجعل في قلبي نورا وفي بصري نورا وعلى لساني نورا وبين يدي نورا ومن خلفي نورا وعن يميني نورا وعن شمالي نورا ومن فوقي نورا ومن تحتي نورا واعظم لي النور واجعل لي نورا أمشي به في الناس ولا تحرمني نورك يوم ألقاك ، واقرأ آية الكرسي و المعوذتين والخمس الايات من آل عمران ( إن في خلق السموات والارض إلى قوله لا تخلف الميعاد) (1) ، ثم استو جالسا وسبح تسبيح [ فاطمة ] الزهراء عليها السلام ، وصل على محمد وآل محمد مائة مرة ،
1 ـ سورة آل عمران : الايات 187 إلى 193.

(297)
فإنه روي أن من صلى على محمد وآله مائة مرة بين ركعتي الفجر وركعتي الغداة وقى الله وجهه حر النار. ومن قال مائة مرة : سبحان ربي العظيم وبحمده ، أستغفر الله ربي وأتوب إليه بنى الله له بيتا في الجنة. ومن قرأ إحدى وعشرين مرة : قل هو الله أحد بنى الله له بيتا في الجنة. ومن قرأها أربعين مرة غفر الله له. وقل : ( اللهم افتح لي باب الامر الذي في اليسر والعافية ، اللهم هيئ لي سبيله وبصرني مخرجه ، اللهم وإن قضيت لاحد من خلقك مقدرة علي بسوء فخذه عني من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن تحت قدميه ومن فوق رأسه واكفنيه بما شئت ) وقل سبع مرات : ( بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ).
    ثم اسجد بعد الاضطجاع أو قبله بعد ركعتي الفجر وقل في سجودك : يا خير المسؤولين ويا أجود المعطين صل على محمد وآل محمد واغفر لي وارحمني وارزقني وارزق عيالي من فضلك إنك ذو فضل عظيم.
    ويستحب أن يدعو لاخوانه المؤمنين في سجوده ويقول : اللهم رب الفجر والليالي العشر والشفع والوتر والليل إذا يسر ورب كل شيء وإله كل شيء ومليك كل شيء وخالق كل شيء صل على محمد وآله وافعل بي وبفلان وفلان ما أنت أهله ولا تفعل بنا ما نحن أهله فإنك أهل التقوى وأهل المغفرة. ثم توجه إلى المسجد فإن صلاة الفريضة في المسجد أفضل وصلاة النوافل في البيت أفضل.
( في دخول المسجد والقول عنده )
    روي عن الصادق ( عليه السلام ) قال : من مشي إلى المسجد لم يضع رجليه على رطب ولا يابس إلا سبحت له إلى الارضين السابعة.
    وفي التوراة مكتوب : بشر المشائين في الظلمات إلى المساجد بالنور الساطع يوم القيامة.
    قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : قال الله تبارك وتعالى : ألا إن بيوتي في الارض المساجد تضئ لاهل السماء كما تضئ النجوم لاهل الارض ، ألا طوبي لمن كانت المساجد بيوته ، ألا طوبى لعبد توضأ في بيته ثم زارني في بيتي ، ألا إن على المزور كرامة الزائر ، ألا بشر المشائين في الظلمات إلى المساجد بالنور الساطع يوم القيامة فإذا دخلت المسجد


(298)
فقدم رجلك اليمنى وقل : بسم الله وبالله ومن الله وإلى الله وخير الاسماء كلها لله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله ، اللهم صل على محمد وآل محمد وافتح لي أبواب رحمتك وتوبتك وأغلق عني أبواب معصيتك واجعلني من زوارك وعمار مساجدك وممن يناجيك بالليل والنهار ومن الذين هم في صلاتهم خاشعون وادحر عني الشيطان الرجيم وجنود إبليس أجمعين ، ثم اقرأ آية الكرسي و المعوذتين وسبح الله سبعا واحمد الله سبعا وكبر الله سبعا وهلل الله سبعا ، ثم قل : اللهم لك الحمد على ما هديتنى ولك الحمد على ما فضلتنى ولك الحمد على ما شرفتنى ولك الحمد على كل بلاء حسن أبليتنى ، اللهم تقبل صلاتي ودعائي وطهر قلبي واشرح صدري وتب علي إنك أنت التواب الرحيم. ولا تجلس في المسجد حتى تصلي ركعتين تحية المسجد وإن لم تكن صليت ركعتي الفجر أجزاك أداؤهما عن التحية.
( في القول عند التوجه إلى القبلة )
    اللهم إليك توجهت ورضاك طلبت وثوابك ابتغيت وبك آمنت وعليك توكلت اللهم صل على محمد وآل محمد وافتح مسامع قلبي لذكرك وشكرك وثبتني على دينك ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.
( في القول عند سماع الاذان )
    إذا قال المؤذن : الله أكبر فقل مثل ذلك ، وإذا قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فقل : وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ، أكفي بها عن كل من أبى وجحد وأعين بها من أقر وشهد وقد روي أن المؤذن إذا قال : أشهد أن محمدا رسول الله فقل : صلى الله عليه وآله الطاهرين ، اللهم اجعل عملي برا ومودة آل محمد في قلبي مستقرا وأدر على الرزق دارا وإذا قال : حي على الصلاة وحي على الفلاح فقل : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
    وروي أن من سمع الاذان فقال كما يقول المؤذن زيد في رزقه.
( في القول عند طلوع الفجر )
    إذا طلع الفجر ونظرت إليه فقل وأنت رافع رأسك إلى السماء : اللهم أنت


(299)
ربنا وولينا وصاحبنا فصل على محمد وآل محمد وتفضل علينا بما أنت أهله وأنقذنا مما نحن أهله ، اللهم بنعمتك تتم الصالحات فصل على محمد وآل محمد وأتمها علينا ، ثم قل ثلاث مرات : عائذا بالله من النار ، ثم قل : يا فالقه من حيث لا أرى ومخرجه من حيث أرى صل على محمد وآل محمد واجعل أول يومنا هذا صلاحا وأوسطه فلاحا وآخره نجاحا ، ثم قل : سبحان الله فالق الاصباح ، سبحان الله رب المساء والصباح ، اللهم صبح آل محمد ببركة وعافية وسرور وقرة عين ورزق واسع ، اللهم صبحني وأهلي ببركة وعافية وسرور وقرة عين ورزق واسع ، اللهم إنك تنزل في الليل والنهار ما تشاء فأنزل علي وعلى أهل بيتي من بركة السموات والارض رزقا واسعا تغنيني به عن جميع خلقك.
( في القول عند الاذان )
    اللهم إني أسألك بإقبال نهارك وإدبار ليلك وحضور صلاتك وأصوات دعائك وتسبيح ملائكتك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تتوب علي إنك أنت التواب الرحيم.
( فيما بين الاذان والاقامة )
    فإذا فرغت من الاذان فاسجد وقل : لا إله إلا أنت ربي سجدت لك خاشعا خاضعا ذليلا ، فصل على محمد وآل محمد واغفر لي وارحمني وتب علي إنك أنت التواب الرحيم.
( دعاء آخر )
    اللهم اجعل قلبي بارا ورزقي دارا وعملي سارا وعيشي قارا واجعل لي عند قبر نبيك صلواتك عليه وآله مستقرا وقرارا.
    وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ساعتان يفتح فيهما أبواب السماء وقلما ترد فيهما دعوة : عند الاذان بالصلاة والصف في سبيل الله.
( في القول بعد السجدة )
    فإذا رفعت رأسك من السجود فقل : سبحان من لا تبيد معالمه ، سبحان من لا ينسى من ذكره ، سبحان من لا يخيب سائله ، سبحان من ليس له حاجب يغشى ولا


(300)
أبواب يرشى ولا ترجمان يناجى ، سبحان من اختار لنفسه أحسن الاسماء ، سبحان من فلق البحر لموسى ( عليه السلام ) ، سبحان من لا يزداد على كثرة العطاء إلا كرما وجودا ، سبحان من هو هكذا ولا هكذا غيره.
( في فضل الصلاة )
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ما من صلاة يحضر وقتها إلا نادى ملك بين يدي الناس : أيها الناس قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها على ظهوركم فاطفؤوها بصلاتكم.
    عن ابن أبي يعفور قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : إذا صليت صلاة فصلها لوقتها صلاة مودع يخاف أن لا يعود إليها أبدا ثم اضرب ببصرك إلى موضع سجودك فلو تعلم من عن يمينك وشمالك لاحسنت صلاتك ، واعلم أنك قدام من يراك ولا تراه.
    عنه ( عليه السلام ) قال : للمصلي ثلاث خصال : إذا قام في صلاته يتناثر البر عليه من أعنان السماء إلى مفرق رأسه (1) وتحف به الملائكة من تحت قدميه إلى أعنان السماء وملك ينادي : أيها المصلي لو تعلم من تناجي ما انفتلت (2).
    وعنه ( عليه السلام ) قال : من صلى ركعتين يعلم ما يقول فيهما انصرف وليس بينه وبين الله عزوجل ذنب إلا غفر له.
    عن علي ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ركعتان خفيفتان في تدبر خير من قيامه ليلة.
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إذا استفتح العبد صلاته أقبل الله عليه بوجهه الكريم ووكل به ملكا يلتقط القرآن من فيه التقاطا ، فإن أعرض عن صلاته أعرض عنه ووكله إلى الملك (3) وإن أقبل على صلاته بكله أقبل الله عليه بوجهه الكريم حتى ترفع صلاته كاملة وإن سها فيها أو غفل أو شغل بشيء غيرها رفع من صلاته بقدر ما أقبل عليه منها ولا يعطى القلب الغافل شيئا.
1 ـ أعنان السماء : نواحيها وما أعترض من أقطارها.
2 ـ فتله : لواه وفتل وجهه عنه : صرفه ، فانفتل.
3 ـ وكل إليه ـ بالتخفيف ـ سلمه وتركه إليه. ووكله ـ بالتشديد ـ : جعله وكيلا.
مكارم الأخلاق ::: فهرس