مكارم الأخلاق ::: 346 ـ 360
(346)
( ومن دعاء أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في الحاجة )
    لا إله إلا الله وحده لا شريك له الحليم الكريم ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي العظيم ، الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، يا هو ، يا من هو هو ، يا من ليس هو إلا هو ، يا هو ، يا من لا هو إلا هو.
( أيضا في طلب الحاجة )
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : كان أبي إذا ألمت به حاجة يسجد من غير قراءة ولا ركوع ، ثم يقول : يا أرحم الراحمين سبع مرات. وما قالها مؤمن إلا قال الله جل جلاله : ها أنا ذا أرحم الراحمين سل حاجتك.
    قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) : يا علي : إذا خرجت من منزلك تريد حاجة فاقرأ آية الكرسي ، فإن حاجتك تقضى إن شاء الله.
    وعن الصادق ( عليه السلام ) قال : من ذهب في حاجة على غير وضوء فلم تقض حاجته فلا يلومن إلا نفسه.
    من كتاب عيون الاخبار ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن علي عليهم السلام قال : إذا أراد أحدكم الحاجة فليبكر في طلبها يوم الخميس وليقرأ إذا خرج من منزله : آخر سورة آل عمران وآية الكرسي وسورة إنا أنزلناه في ليلة القدر وأم الكتاب ، فإن فيها قضاء حوائج الدينا والاخرة.
( في المهمات )
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إذا أصاب الرجل كربة أو شدة فليكشف عن ركبتيه وذراعيه وليلصقهما بالارض ويلصق جؤجؤه (1) بالارض ثم يدعو.
( آخر )
    قال علي ( عليه السلام ) لابنه : إذا نزل بك أمر عظيم في دين أو دنيا فتوضأ وارفع يديك وقل : يا الله سبع مرات ، ثم سل حاجتك ، فإنه يستجاب لك.
( آخر )
    عن أبي الحسن الاول ( عليه السلام ) قال : ما من أحد دهمه أمر يغمه أو كربته كربة
1 ـ الجؤجؤ ـ كهدهد ـ : الصدر.

(347)
فرفع رأسه إلى السماء ثم قال ثلاث مرات : بسم الله الرحمن الرحيم إلا فرج الله كربته وأذهب غمه إن شاء الله تعالى.
( في الدين )
    عن الحسين بن خالد قال : لزمني دين ببغداد ثلاثمائة ألف وكان لي دين عند الناس أربعمائة ألف فلم يدعني غرمائي أخرج لاستقضي مالي على الناس وأعطيهم ، قال : فحضر الموسم فخرجت مستترا وأردت الوصول إلى أبي الحسن ( عليه السلام ) فلم أقدر فكتبت إليه أصف له حالي وما علي وما لي ، فكتب إلي في عرض كتابي قل في دبر كل صلاة : اللهم إني أسألك يا لا إله إلا أنت بحق لا إله إلا أنت أن ترحمني بلا إله إلا أنت ، اللهم إني أسألك يا لا إله إلا أنت بحق لا إله إلا أنت أن ترضى عني بلا إله إلا أنت ، اللهم إني أسألك يا لا إله إلا أنت بحق لا إله إلا أنت أن تغفر لي بلا إله إلا أنت أعد ذلك ثلاث مرات في دبر كل صلاة فريضة ، فإن حاجتك تقضى إن شاء الله ، قال الحسين : فأدمتها فوالله ما مضت بي إلا أربعة أشهر حتى أقتضيت ديني وقضيت ما علي واستفضلت مائة ألف درهم.
( في الدعاء على الظالم )
    قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إذا خفت أمرا فأردت أن تكفي أمره وشره فاعتمد طلبة الهلال في أول الشهر فإذا رأيته فقم قائما على قدميك وقل كأنك تؤمني إليه بالخطاب : (أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الانهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت ) (1) وتؤمي بهذه الكلمة نحو دار الرجل الذي تخافه ثم تقول : فاحترقت فاحترقت فاحترقت ، اللهم طمه بالبلاء طما (2) وغمه بالغماء غما وارمه بحجارة من سجيل وطيرك الابابيل يا علي يا عظيم ، ثم تقول مثل ذلك في الليلة الثانية من الشهر وفي الليلة الثالثة ، فإن نجح وبلغت ما تريد في الشهر الاول وإلا فعلت [ ذلك ] في الشهر
1 ـ البقرة : آية 268.
2 ـ طمت البئر وغيرها : ملاتها بالتراب. وطم الشيء : كثر. الامر : عظم وتفاقم. والغماء : الداهية والحزن والكرب. وفي بعض النسخ ( بالعناء ).


(348)
الثاني تلتمس الهلال الليلة الاولى وتقول ما تقدم ذكره والثانية والثالثة ، فإن نجح وإلا فمثل ذلك في الشهر الثالث فلن تحتاج بعد ذلك بإذن الله عزوجل.
( آخر )
    جاء رجل إلى الصادق ( عليه السلام ) فشكا إليه ظالما يظلمه فقال له : قل : يا ناصر المظلوم المبغى عليه إن كان فلان بن فلان ظلمني وبغى علي فابتله بفقر لا تجبره وبلاء لا تستره ، فما دعا الرجل على ظالمه بهذا الدعاء إلا ثلاث مرات حتى أصابه وضح في جبهته ثم افتقر من بعده.
( آخر )
    إذا دخلت على سلطان فقل : خيرك بين عينيك وشرك تحت قدميك وأنا أستعين بالله عليك.
( آخر )
    عن الرضا ( عليه السلام ) قال : إذا دعا أحدكم على عدوه فليقل : اللهم اطرقه بليلة (1) لا أخت لها وأبح حريمه ، يا من يكفي من كل شيء ولا يكفي منه شيء صل على محمد وآل محمد واكفني مؤنته بلا مؤنة.
( آخر )
    إذا فزعت من رجل فقل : حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ، أمتنع بحول الله وقوته من حولهم وقوتهم وأمتنع برب الفلق من شر ما خلق ما شاء الله لا قوة إلا بالله.
( في طلب الرزق )
    عن الرضا ( عليه السلام ) قال : شكا رجل إلى أبي عبد الله ( عليه السلام ) الفقر ، فقال : أذن إذا سمعت الاذان كما يؤذن المؤذن.
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : اللهم إن كان رزقي في السماء فانزله وإن كان في الارض فأظهره وإن كان بعيدا فقربه وإن كان قريبا فأعطنيه وإن كان قد أعطيتنيه فبارك لي فيه وجنبني عليه المعاصي والردي.
1 ـ يقال أتانا فلانا طروقا أي ليلا. وأصله : الصك والقرع والدق. وفي بعض النسخ ( ببلية ) والبلية : شدة الهم والحزن وهو الاظهر.

(349)
( في الخوف )
    قال الصادق ( عليه السلام ) : إذا كنت في سفر أو مفازة (1) فخفت جنيا أو آدميا فضع يمينك على أم رأسك واقرأ برفيع صوتك : ( أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والارض طوعا وكرها وإليه يرجعون ) (2). وروي في هذه الاية أنها تقرأ للدابة التي تمنع اللجام ، تقرأ في أذنها وتقول : اللهم سخرها وبارك [ لي ] فيها بحق محمد وآله ، وتقرأ إنا أنزلناه.
    وقال علي ( عليه السلام ) : ما عثرت دابتي قط ، قيل : ولم ذلك ؟ قال : لاني لم أطأ [ بها ] زرعا قط.
( في من خاف الاسد على نفسه وغنمه )
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : من خاف الاسد على نفسه او على غنمه فليخط عليها بخط وليقل : اللهم رب دانيال والجب (3) ورب كل أسد مستأسد احفظني واحفظ علي غنمي.
    عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال لعلي ( عليه السلام ) : يا علي ، إذا رأيت أسدا واشتد بك الامر فكبر ثلاثا وقل : الله أكبر وأجل وأعظم من كل شيء ، الله أكبر وأعز من خلقه وأقدر ، أعوذ بالله من شر ما أخاف وأحذر تكف شره إن شاء الله تعالى.
( في من يخاف من الكلاب والسباع )
    فليقل : ( قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزي قوما بما كانوا يكسبون ) (4) ، ( وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة حجابا مستورا ) (5) ، ( وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها حتى إذا جاؤك يجادلونك يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الاولين) (6)
1 ـ المفازة : الفلاة لا ماء فيها ، من فوز ـ بالتشديد ـ : إذا مات لانها مظنة الموت.
2 ـ آل عمران : آية 77.
3 ـ الجب ـ بالضم فالتشديد ـ : البئر العميقة. وأيضا بئر لم تطؤها فإذا طويت فهي بئر.
4 ـ سورة الجاثية : آية 13.
5 ـ سورة بني إسرائيل : آية 48.
6 ـ سورة الانعام : آية 25.


(350)
( في الفأل والطيرة )
    في الحديث أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يحب الفأل الحسن ويكره الطيرة.
    وكان ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يأمر من رأى شيئا يكرهه ويتطير منه أن يقول : اللهم لا يؤتي الخير إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك.
( فيمن خاف السارق )
    يقرأ على الحلق والقفل قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا إلى آخر السورة.
( في الغضب )
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : أيما رجل غضب وهو قائم فليجلس ، فإنه يذهب عنه رجز الشيطان ، ومن غضب علي ذي رحم ماسة فليمسه يسكن عنه الغضب.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : قل عند الغضب : اللهم اذهب عني غيظ قلبي واغفر لي ذنبي وأجرني من مضلات الفتن ، أسألك برضاك وأعوذ بك من سخطك ، أسألك جنتك وأعوذ بك من نارك ، أسألك الخير كله وأعوذ بك من الشر كله ، اللهم ثبتني على الهدى والصواب واجعلني راضيا مرضيا غير ضال ولا مضل.
    وقال ( عليه السلام ) : قال الله تبارك وتعالى : ياابن آدم اذكرني حين تغضب أذكرك حين أغضب فلا أمحقك فيمن أمحق.
    وقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : من كف غضبه عن الناس كف الله عنه غضبه يوم القيامة.
( أيضا في الغضب )
    يصلي على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ويقول يذهب غيظ قلوبهم : اللهم اغفر ذنبي وأذهب غيظ قلبي وأجرني من الشيطان الرجيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
( دعاء آخر )
    دعا به الصادق ( عليه السلام ) عند دخوله على المنصور وهو في شدة غضبه فسكن غضبه : يا عدتي عند شدتي ويا غوثي عند كربتي احرسني بعينك التي لا تنام واكنفني بكنفك الذي لا يرام.
( في الوحشة )
    روي أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) شكا إليه رجل الوحشة ، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أكثر من أن تقول


(351)
هذه الكلمات ، فإن من قالها يذهب الله عنه الوحشة وهي : سبحان الله الملك القدوس رب الملائكة والروح ، خالق السموات والارض ، ذي العزة والجبروت.
( في الهم والحزن )
    قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من دعاء بهذا الدعاء : ( اللهم إنى عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي ) اذهب الله همه وابدله مكان حزنه فرحا.
( في البلاء )
    من رآى أحدا من أهل البلاء فليقل سرا : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاه به ولو شاء لفعل.
    وعن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : تقول ثلاث مرات إذا نظرت إلى المبتلى من غير أن تسمعه : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاه ولو شاء فعل ، قال : من قال ذلك لم يصبه ذلك البلاء أبدا. وقال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إذا رأيتم أهل البلاء فاحمدوا الله ولا تسمعوهم ، فإن ذلك يحزنهم.
( في الجنازة )
    كان علي بن الحسين عليهما السلام إذا رأى جنازة قال : الحمد لله الذي لم يجعلني من السواد المخترم (1). وقال أيضا : الحمد لله الذي تعزز بالقدرة وقهر عباده بالموت.
( في الامر المشكل )
    روي أن من عرض له مهم وأراد أن يعرف وجه الحيلة فيه فينبغي أن يقرأ حين يأخذ مضجعه هاتين السورتين كل واحدة سبع مرات : والشمس وضحاها ، والليل إذا يغشى ، فإنه يرى شخصا يأتيه ويعلمه وجه الحيلة فيه والنجاة منه.
( في العافية )
    كان من دعاء النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : اللهم إني أسألك العافية وشكر العافية وتمام العافية في الدنيا والاخرة.
1 ـ السواد : الشخص والشبح. والمخترم : الهالك والمستأصل.

(352)
    من الروضة قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من رأى يهوديا أو نصرانيا او مجوسيا او واحدا على غير ملة الاسلام فقال : الحمد لله الذي فضلني عليك بالاسلام دينا وبالقرآن كتابا وبمحمد ـ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ـ نبيا وبالمؤمنين إخوانا وبالكعبة قبلة لم يجمع الله بينه وبينه في النار.
( في عزيمة المسألة )
    يستحب للداعي عزيمة المسألة لقول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لا يقل أحدكم : اللهم اغفر لي إن شئت ، اللهم ارحمني إن شئت وليعزم المسألة فإنه لا يكره له. وإذا استجاب الله دعاء الداعي فليقل : الحمد لله الذي بعزته تتم الصالحات. وإذا أبطأ عليه الاجابة فليقل : الحمد لله على كل حال. ويكره للداعي استبطاء الاجابة. وليكن مواظبا على الدعاء والمسألة ولا يسأم منهما ، لقول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يستجاب للعبد ما لم يعجل ، يقول : قد دعوت فلم يستجب لي. وإذا أردت حاجة فقل : اللهم إني أسألك باسمك الاعلى الاكبر الاعز الاجل الاعظم الاكرم أن تفعل بي كذا وكذا ، فإنه لا يرد.
( في الورطة )
    روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال لعلي ( عليه السلام ) : إذا وقعت في ورطة فقل : بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، اللهم إياك نعبد وإياك نستعين ، فإن الله تعالى يدفع بها البلاء.
( في اسم الله الاعظم )
    روي أن علي بن الحسين عليهما السلام قال : كنت أدعو الله سبحانه سنة عقيب كل صلاة أن يعلمني الاسم الاعظم ، فبينا أنا ذات يوم قد صليت الفجر إذ غلبتني عيناي وأنا قاعد وإذا أنا برجل قائم بين يدي يقول لي : سألت الله تعالى أن يعلمك الاسم الاعظم ، قلت : نعم ، قال : قل : اللهم إني أسألك باسم الله الله الله الله الله الذي لا إله إلا هو رب العرش العظيم ، قال : فوالله ما دعوت لها لشيء إلا رأيت نجحه.
( في الرعد والصواعق )
    إذا سمعت صوت الرعد ورأيت الصواعق فقل : اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك.


(353)
( في المطر )
    وإذا أمطرت السماء فقل : صيبا هنيئا (1).
( في الرياح )
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إذا هبت الرياح فأكثر من التكبير وقل : اللهم إني أسألك خير ما هاجت به الرياح وخير ما فيها وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها ، اللهم اجعلها علينا رحمة وعلى الكافرين عذابا وصلى الله على محمد وآل محمد.
( في الزرع )
    عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إذا أردت أن تزرع زرعا فخذ قبضة من البذر بيدك ثم استقبل القبلة وقل : ( أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون ) (2) ثلاث مرات ، ثم قل : اللهم اجعله حرثا مباركا وارزقنا فيه السلامة والتمام واجعله حبا متراكبا ولا تحرمني خير ما أبتغي ولا تفتني بما متعتني بحق محمو وآله الطيبين الطاهرين ، ثم ابذر القبضة التي في يدك إن شاء الله.
( الدعاء في الوحدة )
    يا أرض ربي وربك الله ، أعوذ بالله من شرك وشر ما فيك وشر ما خلق فيك ومن شر ما يحاذر عليك. أعوذ بالله من شر كل أسد وأسود وحية وعقرب من ساكن البلد ومن شر والد وما ولد ، أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والارض طوعا وكرها وإليه يرجعون ، الحمد لله بنعمة وحسن بلائه علينا ، اللهم صاحبنا في السفر وأفضل علينا فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله ثم تقرأ ( ألهاكم التكاثر ) إلى آخرها ، فإنه لا يؤذيك شيء من السباع والهوام والحيات والعقارب إذا قرأت ذلك ولو بت على الحية بإذن الله تعالى.
( في العطاس )
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : من سمع عطسة فحمد الله وأثني عليه وصلى على
1 ـ الصيب ـ كسيد ـ : من صاب يصوب إذا نزل ، ويقال للسحاب الصيب أي ذو الصوب.
2 ـ سورة الواقعة : آية 64.
مكارم الاخلاق ـ 23 )


(354)
محمد وأهل بيته لم يشتك ضرسه ولا عينه أبدا ، ثم قال : وإن سمعها وبينه وبين العاطس البحر فلا يدع أن يقول ذلك.
    عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : من قال إذا عطس : الحمد لله رب العالمين على كل حال لم يجد وجع الاذنين والاضراس.
    عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إذا عطس الرجل ثلاثا ، فسمته ثم أتركه بعد ذلك.
    وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إن أحدكم ليدع تسميت أخيه إن عطس فيطالبه يوم القيامة فيقضى له عليه.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إذا عطس المرء المسلم ثم سكت لعلة تكون به ، قالت الملائكة عنه : الحمد لله رب العالمين ، فإن قال : الحمد لله رب العالمين ، قال الملائكة : يغفر الله لك.
    عن تسنيم خادم الحسن بن علي عليهما السلام قال : قال لي صاحب الزمان ( عليه السلام ) وقد دخلت عليه بعد مولده بليلة فعطست ، فقال : يرحمك الله ، قال تسنيم : ففرحت بذلك ، فقال : ألا أبشرك بالعطاس ؟ فقلت : بلى ، فقال : هو أمان من الموت ثلاثة أيام.
    عن أبي مريم (1) قال : عطس عاطس عند أبي جعفر ( عليه السلام ) ، فقال أبوجعفر ( عليه السلام ) : نعم الشيء العطاس ، فيه راحة للبدن ويذكر الله عنده ويصلي على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فقلت : إن محدثي العراق يحدثون أنه لا يصلي على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في ثلاث مواضع : عند العطاس وعند الذبيحة وعند الجماع ، فقال ( عليه السلام ) : اللهم إن كانوا كذبوا فلا تنلهم شفاعة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ).
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : من قال إذا سمع عاطسا : الحمد لله على كل حال ما كان من أمر الدنيا والاخرة وصلى الله على محمد وآله لم ير في فمه سوءا.
    عنه ( عليه السلام ) قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من سبق العاطس بالحمد عوفي من وجع الضرس والخاصرة.
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إذا عطس الانسان فقال : الحمد لله ، قال الملكان
1 ـ هو عبد الغفار بن القاسم بن قيس ، المكنى بأبي مريم الانصاري ، ثقة من أصحاب الصادقين ( عليهما السلام ).

(355)
الموكلان به : رب العالمين كثيرا لا شريك له ، فإن قالها العبد ، قال الملكان : وصلى الله على محمد ، فإن قالها العبد ، قالا : وعلى آل محمد ، فإن قالها العبد ، قال الملكان : يرحمك الله.
    قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في خبر طويل : إذا عطس أحدكم فسمتوه ، فإن قال : يرحمكم الله فقولوا : يغفر الله لكم ويرحمكم ، فإن الله تعالى قال : ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ) (1).
    وعن عبد الله بن أبي يعفور قال : حضرت مجلس أبي عبد الله ( عليه السلام ) وكان إذا عطس رجل في مجلسه فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : رحمك الله ، قالوا : آمين. فعطس أبو عبد الله ( عليه السلام ) فخجلوا ولم يحسنوا أن يردوا عليه ، قال : فقولوا : أعلى الله ذكرك.
    وفي رواية أخرى عنهم عليهم السلام : إذا عطس الانسان ينبغي أن يضع سبابته على قصبة أنفه ويقول : الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ، رغم أنفي لله رغما داخرا صاغرا غير مستنكف ولا مستحسر وإذا عطس غيره فليسمته وليقل : يرحمك الله ـ مرة أو مرتين أو ثلاثا ـ ، فإذا زاد فليقل : شفاك الله.
    وإذا أراد أن يسمت المؤمن فليقل : يرحمك الله ، وللمرأة : عافاك الله ، وللصبي : زرعك الله ، وللمريض : شفاك الله ، وللذمي : هداك الله ، وللنبي والامام عليهم السلام : صلى الله عليك. وإذا سمته غيره فليرد عليه وليقل : يغفر الله لنا ولكم.
    روى أبوبصير ، عن أبي عبد الله قال : كثرة العطاس يأمن صاحبها من خمسة أشياء : أولها الجذام ، والثاني الريح الخبيثة التي تنزل في الرأس والوجه ، والثالث يأمن نزول الماء في العين ، والرابع يأمن من شدة الخياشيم (2) ، والخامس يأمن من خروج الشعر في العين. وقال : وإن أحببت أن يقل عطاسك فاستعط بدهن المرز نجوش ، قلت : مقدار كم ؟ قال : مقدار دانق (3) ، قال : ففعلت ذلك خمسة أيام فذهب عني.
1 ـ سورة النساء : آية 88.
2 ـ الخيشوم ـ وزان فعلول ـ : أقصى الانف والحاجز بين المنخرين وجمعه خياشم ، والخياشم أيضا : عروق في بطن الانف.
3 ـ الدانق : سدس الدرهم.


(356)
    عنه ( عليه السلام ) قال : من عطس في مرضه كان له أمانا من الموت في تلك العلة. وقال : التثاؤب من الشيطان والعطاس من الله عزوجل (1).
    وعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إذا كان الرجل يتحدث فعطس عاطس فهو شاهد حق.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : العطاس للمريض دليل على العافية وراحة للبدن.
( في النسيان )
    عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إذا أنساك الشيطان شيئا فضع يدك على جبهتك وقل : اللهم إني أسألك يا مذكر الخير وفاعله والامر به أن تصلي على محمد وآل محمد وتذكرني ما أنسانيه الشيطان الرجيم.
1 ـ التثاؤب : فترة يعتري الشخص ففتح فاه واسعا من غير قصد.

(357)
الباب الحادي عشر
( في آداب المريض وعلاجه وما يتعلق بهما ، خمسة فصول )
هذا الباب مختار من طب الائمة ومن مجموع دعوات لمولاي أبي طول الله عمره

    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الحمى رائد الموت وسجن الله في أرضه ، وفورها من جهنم وهي حظ كل مؤمن من النار (1).
    وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا رأى في جسمه بثرة (2) عاذ بالله واستكان له وجار إليه ، فيقال له : يا رسول الله أهو بأس ؟ فيقول : إن الله إذا أراد أن يعظم صغيرا عظمه وإذا أراد أن يصغر عظيما صغره.
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : أما إنه ليس من عرق يضرب ولا نكبة ولا صداع ولا مرض إلا بذنب ، وذلك قوله عزوجل في كتابه : ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) (3) ، ثم قال : وما يعفو الله اكثر مما ياخذ به.
    عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : نعم الوجع الحمى يعطي كل عضو قسطه من البلاء ولا خير فيمن لا يبتلى.
    عن محمد بن أحمد ، عن يوسف بن إسماعيل بإسناده له قال قال : إن المؤمن إذا حم حماة واحدة (4) تناثرت الذنوب منه كورق الشجر ، فإن صار على فراشه فأنينه تسبيح
1 ـ الفور : الغليان والاضطراب. وفار فورا : هاج واضطرب.
2 ـ البثرة ـ كتمرة ـ خراج صغير.
3 ـ سورة الشورى : آية 29.
4 ـ حم الرجل ـ بالتشديد ـ : أصابته الحمى. وحم حمه ـ بالتشديد أيضا ـ : قصد قصده.


(358)
وصياحه تهليل وتقلبه على الفراش كمن يضرب بسيفه في سبيل الله وإن أقبل يعبدالله عزوجل بين أصحابه كان مغفورا له ، فطوبي له إن مات وويله إن عاد. والعافية أحب إلينا.
    عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : حمى ليلة كفارة سنة ، وذلك لان ألمها يبقى في الجسد سنة.
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : حمى ليلة كفارة لما قبلها ولما بعدها.
    عنه ( عليه السلام ) قال : من اشتكى ليلة فقبلها بقبولها وأدى إلى الله شكرها كانت له كفارة ستين سنة ، قال : قلت : وما قبلها بقبولها ؟ قال : صبر على ما كان فيها.
    عن الباقر ( عليه السلام ) قال : سهر ليلة من مرض أفضل من عبادة سنة.
    عن زرارة ، عن أحدهما عليهما السلام قال : سهر ليلة من مرض أو وجع أفضل وأعظم أجرا من عبادة سنة.
    عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : حمى ليلة تعدل عبادة سنة وحمى ليلتين تعدل عبادة سنتين وحمى ثلاث تعدل عبادة سبعين سنة. قال أبوحمزة : قلت : فإن لم يبلغ سبعين سنة ؟ قال : فلابيه وأمه ، قال : قلت : فإن لم يبلغا ؟ قال : فلقرابته ، قال : قلت : فإن لم تبلغ قرابته ؟ قال : فلجيرانه.
    عن الرضا ( عليه السلام ) قال : المرض للمؤمن تطهير ورحمة. وللكافر تعذيب ولعنة.
    وإن المرض لا يزال بالمؤمن حتى ما يكون عليه ذنب.
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : صداع ليلة يحط كل خطيئة إلا الكبائر.
    عن أبي إبراهيم ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : للمريض أربع خصال : يرفع عنه القلم ، ويأمر الله الملك فيكتب له كل فضل كان يعمله في صحته ، ويتبع مرضه كل عضو في جسده فيستخرج ذنوبه منه ، فإن مات مات مغفورا له وإن عاش عاش مغفورا له.
    عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : إذا مرض المسلم كتب الله له كأحسن ما كان يعمل في صحته وتساقطت ذنوبه كما يتساقط ورق الشجر.
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إن الله إذا أحب عبدا نظر إليه. وإذا نظر إليه أتحفه بواحدة من ثلاث : إما حمى أو وجع عين أو صداع.


(359)
    عن الكاظم ( عليه السلام ) قال : إن المؤمن إذا مرض أوحى الله عزوجل إلى أصحاب الشمال : لا تكتبوا على عبدي ما دام في حبسي ووثاقي ، وأوحى إلى أصحاب اليمين : أن اكتبوا لعبدي ما كنتم تكتبونه له في صحته من الحسنات.
( في الصبر على العلة )
    عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يقول الله عزوجل : إذا ابتليت عبدي فصبر ولم يشتك على عواده ثلاثا أبدلته لحما خيرا من لحمه وجلدا خيرا من جلده ودما خيرا من دمه ، وإن توفيته توفيته إلى رحمتي وإن عافيته عافيته ولا ذنب عليه.
    عن الرضا ( عليه السلام ) قال : المرض للمؤمن تطهير ورحمة ، وللكافر تعذيب ونقمة.
    عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : إن العبد ليصيبه [ من ] المصائب حتى يمشي على الارض وما عليه خطيئة.
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : عودوا مرضاكم واسألوهم الدعاء فإنه يعدل دعاء الملائكة ومن مرض ليلة فقبلها بقبولها كتب الله له عبادة ستين سنة ، قيل له : ما معنى فقبلها بقبولها ؟ قال : لا يشكو ما أصابه فيها إلى أحد.
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إنما الشكوى أن يقول الرجل : لقد ابتليت بما لم يبتل به أحد ، أو يقول : لقد أصابني ما لم يصب أحدا ، وليس الشكوى أن يقول : سهرت البارحة وتحممت اليوم ونحو هذا.
    وروي عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قال : المرض لا أجر فيه ولكن لا يدع ذنبا إلا حطه وإنما الاجر بالقول واللسان والعمل باليد والرجل ، وإن الله تعالى ليدخل بصدق النية والسريرة الخالصة جما من عباده الجنة.
( في عيادة المريض )
    قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من حق المسلم على المسلم إذا لقيه أن يسلم عليه ، وإذا مرض أن يعوده ، وإذا مات أن يشيع جنازته.
    وعاد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جارا له يهوديا.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده عليه ويسأله كيف أنت ؟


(360)
كيف أصبحت وكيف أمسيت ؟ وتمام تحيتكم المصافحة.
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ينبغي للمريض منكم أن يؤذن إخوانه بمرضه فيعودونه ويؤجر فيهم ويؤجرون فيه ، فقيل : نعم ، هم يؤجرون فيه لمشيهم إليه وهو كيف يؤجر فيهم ؟ فقال : باكتسابه لهم الحسنات فيؤجر فيهم فيكتب له بذلك عشر حسنات ويرفع له عشر درجات ويحط عنه عشر سيئات.
    قال ( عليه السلام ) : وينبغي لاولياء الميت منكم أن يؤذنوا إخوان الميت فيشهدون جنازته ويصلون عليه ويستغفرون له فيكسب لهم الاجر ويكسب لميته الاستغفار.
    عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال : عاد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) صعصعة بن صوحان ثم قال : يا صعصعة لا تفخر على إخوانك بعيادتي إياك وانظر لنفسك فكأن الامر قد وصل إليك ولا يلهينك الامل.
    من كتاب زهد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ومن كتاب الجنائز ، عن الصادق ( عليه السلام ) قال : لا عيادة في وجع العين. ولا تكون العيادة في أقل من ثلاثة أيام فإذا شئت فيوم ويوم لا ، أو يوم ويومين لا وإذا طالت العلة ترك المريض وعياله.
    عنه ( عليه السلام ) قال : إن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال : إن من اعظم العباد أجرا عند الله لمن إذا عاد اخاه خفف الجلوس إلا أن يكون المريض يريد ذلك ويحبه ويسأله ذلك.
    وقال ( عليه السلام ) : من تمام العيادة أن يضع العائد إحدى يديه على يدى المريض أو على جبهته.
    عنه ( عليه السلام ) أيضا قال : تمام العيادة للمريض أن تضع يدك على ذراعيه وتعجل القيام من عنده ، فإن عيادة النوكي (1) أشد على المريض من وجعه.
    وروي عنه ( عليه السلام ) أنه قال : إذا كان يوم القيامة نادى مناد ، العبد إلى الله عز وجل ، فيحاسبه حسابا يسيرا ويقول : يا مؤمن ما منعك أن تعودني حين مرضت ؟
    فيقول المؤمن : أنت ربي وأنا عبدك ، أنت الحي القيوم الذي لا يصيبك ألم ولا نصب ، فيقول عزوجل : من عاد مؤمنا في فقد عادني ، ثم يقول له : أتعرف فلان بن فلان ؟
1 ـ النوكي : جمع أنوك : الاحمق ، العاجز الجاهل ، العيي في كلامه.
مكارم الأخلاق ::: فهرس