مكارم الأخلاق ::: 361 ـ 375
(361)
فيقول : نعم يا رب ، فيقول له : ما منعك أن تعوده حين مرض ؟ أما إنك لو عدته لعدتني ثم لوجدتني به وعنده ، ثم لو سألتني حاجة لقضيتها لك ولم أردك عنها.
    وقال أبوالحسن ( عليه السلام ) : إذا مرض أحدكم فليأذن للناس أن يدخلوا ، فليس من أحد إلا وله دعوة مستجابة.
    وروي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال وقد عاد سلمان الفارسي لما أراد أن يقوم : يا سلمان كشف الله ضرك وغفر ذنبك وحفظك في دينك وبدنك إلى منتهى أجلك.
    من أمالي الشيخ أبي جعفر بن بابويه ، عن الصادق ( عليه السلام ) قال : عاد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سلمان الفارسي رضي الله عنه فقال : يا سلمان إن لك في علتك ثلاث خصال : أنت قريب من الله بذكره ودعاؤك مستجاب ، ولا تدع العلة عليك ذنبا إلا حطته ، متعك الله بالعافية إلى إنقضاء أجلك.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : العيادة ثلاثة والتعزية مرة.
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه قال : أيما مؤمن عاد أخاه في مرضه فإن كان حين يصبح شيعه سبعون ألف ملك فإذا قعد عنده غمرته الرحمة واستغفروا له حتى يمسي ، وإن كان مساء كان له مثل ذلك حتى يصبح.
    عن الباقر ( عليه السلام ) قال : كان فيما ناجى به موسى ( عليه السلام ) ربه أن قال : يا رب ما بلغ من عيادة المريض من الاجر ؟ فقال الله عزوجل : أوكل به ملكا يعوده في قبره إلى محشره.
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من عاد مريضا نادى مناد من السماء باسمه : يا فلان طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة.
    وقال ( عليه السلام ) : أعظمكم أجرا في العيادة أخفكم جلوسا.
    وقال ( عليه السلام ) : إذا دخل أحدكم على أخيه عائدا له فليدع له وليطلب منه الدعاء ، فإن دعاءه مثل دعاء الملائكة.
    وقال ( عليه السلام ) : من عاد مريضا في الله لم يسأل المريض للعائد شيئا إلا إستجاب الله له.
    عن علي ( عليه السلام ) : في المرض يصيب الصبي ؟ قال : كفارة لوالديه.
    عن مولى لجعفر بن محمد عليهما السلام قال : مرض بعض مواليه فخرجنا نعوده ونحن عدة من مواليه فاستقبلنا ( عليه السلام ) في بعض الطريق ، فقال : أين تريدون ؟ فقلنا :


(362)
نريد فلانا نعوده ، فقال : قفوا ، فوقفنا ، قال : مع أحدكم تفاحة أو سفرجلة أو أترجة أو لعقة من طيب (1) أو قطعة من عود ؟ فقلنا : ما معنا من هذا شيء ، قال : أما علمتم أن المريض يستريح إلى كل ما ادخل به عليه.
( في معالجة المريض )
    قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : تداووا ، فإن الله عزوجل لم ينزل داء إلا وأنزل له شفاء وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : موت الانسان بالذنوب أكثر من موته بالاجل ، وحياته بالبر أكثر من حياته بالعمر.
    وروي عنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : ما يكون من علة إلا من ذنب ، وما يعفو الله عز وجل عنه أكثر.
    وروي عنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : اثنان عليلان : صحيح محتم وعليل مخلط.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : تجنب الدواء ما احتمل بدنك الداء ، فإذا لم يحتمل الداء فالدواء.
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إن نبيا من الانبياء مرض فقال : لا اتداوي حتى يكون الذي امرضني هو الذي يشفيني ، فأوحى الله عزوجل لا أشفيك حتى تتداوى فإن الشفاء مني والدواء مني ، فجعل يتداوي فأتى الشفاء.
    عن الرضا ( عليه السلام ) قال : لو أن الناس قصروا في الطعام لاستقامت أبدانهم.
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ليست الحمية من الشيء تركه إنما الحمية من الشيء الاقلال منه.
    عن العالم ( عليه السلام ) قال : الحمية رأس الدواء والمعدة بيت الداء عود بدنا ما تعود.
( في الوصية )
    من كتاب روضة الواعظين قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من مات بغير وصية مات ميتة جاهلية.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ما ينبغي لامرئ مسلم أن يبيت ليلة إلا ووصيته تحت رأسه.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من لم يحسن وصيته عند الموت كان نقصا في مروته وعقله.
1 ـ اللعقة ـ بالضم ـ : اسم لما يلعق بالملعقة او بالاصابع.

(363)
    قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : من أوصى ولم يحف ولم يضار كان كمن تصدق به في حياته. وقال : ما أبالي أضررت بورثتي أو سرقتهم ذلك المال.
    قال الصادق ( عليه السلام ) : الوصية حق على كل مسلم.
    وقال ( عليه السلام ) : من لم يوص عند موته لذوي قرابته ممن لا يرث فقد ختم عمله بمعصية.

    قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من لم يستشف بالقرآن فلا شفاه الله.
    وقال الصادق ( عليه السلام ) : من قرأ مائة آية من أي آي القرآن شاء ثم قال سبع مرات يا الله ، فلو دعا على الصخور فلقها.
    عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال : إذا خفت أمرا فاقرأ مائة آية من القرآن من حيث شئت ثم قل : اللهم اكشف عني البلاء ثلاث مرات.
    عن أبي إبراهيم ( عليه السلام ) أنه قال : من استكفى بآية من القرآن من المشرق إلى المغرب كفى إذا كان بيقين.
    وقال العالم ( عليه السلام ) : في القرآن شفاء من كل داء.
( في السور وما جاء فيها )
    روي عن العالم ( عليه السلام ) أنه قال : من نالته علة فليقرأ عليها أم الكتاب ـ سبع مرات ـ فإن سكنت وإلا فليقرأها سبعين مرة ، فإنها تسكن.
    روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال في الحمد لله ـ سبع مرات ـ : شفاء من كل داء ، فإن عوذ بها صاحبها مائة مرة وكان الروح قد خرج من الجسد رد الله عليه الروح.
    وروي عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه قال : لو قرأت الحمد على ميت سبعين مرة ثم رددت فيه الروح ما كان عجبا.
    عن الباقر ( عليه السلام ) قال : إذا كانت بك علة تتخوف على نفسك منها فاقرأ سورة الانعام ، فإنه لا ينالك من تلك العلة ما تكره.


(364)
    عنه ( عليه السلام ) قال : من قرأ سورة النحل في كل شهر كفى المغرم في الدنيا (1) وسبعين نوعا من أنواع البلاء ، أهونها الجنون والجذام والبرص. وفي رواية للتحرز من إبليس وجنوده وأشياعه.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : من قرأ سورة لقمان في كل ليلة وكل الله عز وجل به في ليلته ملائكة يحفظونه من إبليس وجنوده حتى يصبح ، فإن قرأها بالنهار لم يزالوا يحفظونه من إبليس وجنوده حتى يمسي.
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إن لكل شيء قلبا وقلب القرآن يس ، فمن قرأ يس قبل أن يمسي كان في نهاره من المحفوظين والمرزوقين حتى يمسي. ومن قرأها في ليلة قبل أن ينام وكل الله به ألف ملك يحفظونه من كل شيطان رجيم ومن كل آفة ، وإن مات في يومه أدخله الله الجنة ( تمام الخبر ). وفي رواية تقرأ للدنيا والاخرة وللحفظ من كل آفة وبلية في النفس والاهل والمال.
    وروي أنه من كان مغلوبا على عقله قرئت عليه يس أو كتبه وسقاه فإنه يبرأ ، فإن كتبته بماء الزعفران في إناء من زجاج فهو خير فإنه يبرأ.
    وعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : من قرأ سورة الصافات في كل يوم جمعة لم يزل محفوظا من كل آفة ، مدفوعا عنه كل بلية في حياة الدنيا ، مرزوقا في الدنيا بأوسع ما يكون من الرزق ولم يصبه الله في ماله ولا ولده ولا بدنه بسوء من شيطان رجيم ولا من جبار عنيد. وفي رواية تقرأ للشرف والجاه والعز في الدنيا والاخرة.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : من قرأ سورة الزمر في يومه أو ليلته أعطاه الله شرف الدنيا والاخرة وأعزه بلا عشيرة ولا مال.
    ومن قرأ سورة الطور جمع الله عزوجل له خير الدنيا والاخرة.
    ومن قرأ سورة الواقعة في كل ليلة جمعة أحبه الله وحببه إلى الناس أجمعين ولم ير في الدنيا بؤسا أبدا ولا فقرا ولا فاقة ولا آفة من آفات الدنيا ، وهي في أمير المؤمنين وأولاده عليهم السلام.
    ومن قرأ سورة الحديد والمجادلة في صلاة فريضة وأدمنها لم ير في أهله وبدنه وماله
1 ـ المغرم ـ كمكرم ـ : المولع بالشيء. وما يلزمه الانسان من الغرامة.

(365)
سوء ولا خصاصة.
    عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : من قرأ سورة الممتحنة في فرائضه ونوافله امتحن الله قلبه للايمان ونور له بصره ولا يصيبه فقر أبدا ولا جنون في بدنه ولا في ولده. وفي رواية ويكون محمودا عند الناس.
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : من أكثر قراءة قل أوحي لم يصبه في حياته الدنيا شيء من أعين الجن [ والانس ولا السخرة ] ولا نفثهم ولا سحرهم ولا كيدهم.
    ومن قرأ سورة المزمل في العشاء الاخرة أو في آخر الليل كان له الليل والنهار شاهدين مع السورة [ وأحياه حياة طيبة وأماته ميتة طيبة ].
    ومن قرأ سورة والنازعات لم يدخله الله الجنة إلا ريان ولا يدركه في الدنيا شقاء ابدا. وروي أنها شفاء لمن سقي سما أو لدغة ذو حمة من ذوات السموم (1).
    ومن قرأ على الماء والسماء ذات البروج [ وسقاه من سقي سما ] فإنه لا يضره إن شاء الله.
    ومن قرأ إنا أنزلناه في كل فريضة من الفرائض نادى مناد : يا عبد الله قد غفر لك ما مضى فاستأنف العمل.
    ومن قرأ إذا زلزلت في نوافله لم تصبه زلزلة أبدا ولم يمت بها ولا بصاعقة ولا بآفة من آفات الدنيا.
    ومن قرأ ويل لكل همزة في فرائضه نفت عنه الفقر وجلبت إليه الرزق وتدفع عنه ميتة السوء.
    ومن قرأ يا أيها الكافرون و قل هو الله أحد في فريضة من الفرائض غفر الله له ولوالديه وما ولد وإن كان شقيا محى من ديوان الاشقياء وأثبت في ديوان السعداء وأحياه الله سعيدا وأماته شهيدا وبعثه شهيدا.
    عن الرض ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إذا أصاب أحدكم صداع أو غير ذلك فبسط يديه وقرأ فاتحة الكتاب و قل هو الله أحد والمعوذتين ومسح بهما وجهه
1 ـ اللدغة : اللسعة. والحمة ـ بالتخفيف وقد تشدد ـ : السم والابرة.

(366)
روي عن الصادق ( عليه السلام ) أن الله عزوجل عوض فاطمة عليها السلام من فدك طاعة الحمى لها ، فأيما رجل أحبها وأحب ولدها فأصابته الحمى فقرأ ألف مرة قل هو الله أحد ثم سأل بحق فاطمة عليها السلام زالت عنه الحمى بإذن الله تعالى.
    ومن قرأ إذا جاء نصر الله في نافلة أو فريضة نصره الله على جميع أعدائه.
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : من اصابه مرض أو شدة فلم يقرأ في مرضه أو شدته بقل هو الله أحد ثم مات في مرضه أو في تلك الشدة التي نزلت به فهو من أهل النار.
    وقال ( عليه السلام ) : من آوى إلى فراشه فقرأ قل هو الله أحد إحدى عشرة مرة حفظ في داره وفي دويرات حوله.
( في الاستشفاء بآيات التهليل من القرآن )
( التهليل في القرآن يستشفى به من سائر الامراض )
    بسم الله الرحمن الرحيم ( وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ) (1).
     ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ، لا تأخذه سنة ولا نوم ـ إلى قوله وهو العلي العظيم ) (2).
    بسم الله الرحمن الرحيم ( ألم الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) (3) « هو الذي يصوركم في الارحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم) (4). ( شهد الله أنه لا إله إلا هو ) ـ إلى قوله ـ ( سريع الحساب ) (5).
     (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شيء حسيبا ، الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق من الله حديثا ) (6).
     (ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل ) (7).
     (اتبع ما أوحي إليك من ربك لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين ) (8).
     « قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا ، الذي له ملك السموات والارض
1 ـ سورة البقرة : الاية 158.
2 ـ سورة البقرة : الاية 256.
3 ـ سورة آل عمران : الاية 1.
4 ـ سورة آل عمران : الاية 4.
5 ـ سورة آل عمران : الايات 16 و 17.
6 ـ سورة النساء : الايات 8 و 98.
7 ـ سورة الانعام : الاية 102.
8 ـ سورة الانعام : الاية : 106.


(367)
لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الامي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون ) (1).
     «وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون » (2).
     ( فإن تولو فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ) (3).
     ( حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين ) (4).
     ( فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون ) (5).
     « قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه متاب » (6).
     ( ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون ) (7).
     ( وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى ، الله لا إله إلا هو له الاسماء الحسنى ) (8).
     ( إنك بالواد المقدس طوى ، وأنا أخترتك فاستمع لما يوحى ، إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدوني وأقم الصلاة لذكري ، إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى ) (9). ( إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما ) (10).
     (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ) (11).
     ( وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) (12).
1 ـ سورة الاعراف : آية : 157 و 158.
2 ـ سورة التوبة : آية 31.
3 ـ سورة التوبة : آية 129.
4 ـ سورة يونس : آية 90.
5 ـ سورة هود : آية 14.
6 ـ سورة الرعد : آية 29.
7 ـ سورة النحل : آية 2.
8 ـ سورة طه : آية 6 و 7.
9 ـ سورة طه : آية 12 إلى 15.
10 ـ سورة طه : آية 98.
11 ـ سورة الانبياء : آية 25.
12 ـ سورة الانبياء : آية 87.


(368)
     ( فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم ) (1).
     ( ويعلم ما تخفون وما تعلنون ، الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم ) (2).
     ( وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الاولى والاخرة وله الحكم وإليه ترجعون ) (3).
     ( يا أيها الناس أذكروا نعمت الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والارض لا إله إلا هو فأنى تؤفكون ) (4).
     ( إنا كذلك نفعل بالمجرمين ، إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ، ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون ، بل جاء بالحق وصدق المرسلين ) (5).
     ( غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ، ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير ) (6).
     ( ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو فأنى تؤفكون ) (7). ( هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين ، الحمد لله رب العالمين ) (8).
     ( رب السموات والارض وما بينهما إن كنتم موقنين ، لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الاولين ) (9).
     « فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم ، فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم ) (10).
     « لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ، هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم ، هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون ، هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والارض وهو العزيز الحكيم) (11).
1 ـ سورة المؤمنون : آية 117.
2 ـ سورة النمل : آية 25 و 26.
3 ـ سورة القصص : آية 71.
4 ـ سورة فاطر : 3.
5 ـ سورة الصافات : الايات 33 إلى 37.
6 ـ سورة المؤمن : آية 3.
7 ـ سورة المؤمن : آية 64.
8 ـ سورة المؤمن : آية 65.
9 ـ سورة الدخان : آية 6 و 7.
10 ـ سورة محمد : آية 20 و 21.
11 ـ سورة الحشر : الايات 21 إلى آخر السورة.


(369)
     ( فإنما على رسولنا البلاغ المبين ، الله لا إله إلا هو وعلى الله فليتوكل المؤمنون) (1).
     ( رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا ) (2).
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) : يا علي أمان لك من الحرق أن تقول : سبحانك ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم. يا علي أمان لك من الوسواس أن تقول : ( وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة حجابا مستورا ، وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا ، وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا ) (3). يا علي أمان لك من كل سوء تخافه أن تقول : ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن أشهد أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما وأحصى كل شيء عددا ولا حول ولا قوة إلا بالله.
( للحمى والصداع )
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : يكتب للحمى والصداع ويعلق على العضد الايمن بسم الله الرحمن الرحمن الحمد لله رب العالمين تمام السورة والمعوذتين و قل هو الله أحد ـ بتمامها ـ ، بسم الله الرحمن الرحيم رب الناس أذهب البأس واشفه يا شافي فإنه لا شفاء إلا شفاؤك شفاءا لا يغادر سقما ، بيدك الخير إنك على كل شيء قدير ، وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ، بسم الله الرحمن الرحيم ، قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم ، كذلك صاحب كتابي هذا برحمتك يا أرحم الراحمين ، بسم الله الرحمن الرحيم ، وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم ، اسكن أيها الصداع والالم بعزة الله ، اسكن بقدرة الله ، اسكن بجلال الله ، اسكن بعظمة الله ، اسكن بلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ، وذا النون إذا ذهب مغاضبا إلى قوله « ننجي المؤمنين ) (4) ، ولا حول ولا قوة إلا
1 ـ سورة التغابن : آية 12 و 13.
2 ـ سورة المزمل : آية 9.
3 ـ سورة بني إسرائيل : الايات 47 و 48 و 49.
4 ـ سورة الانبياء : آية 87 و 88. ( مكارم الاخلاق ـ 24 )


(370)
بالله العلي العظيم وحسبنا الله ونعم الوكيل وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
( للحمى وغيرها )
    قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) لبعض أصحابه وقد اشتكى وعكا : حل أزرار قميصك وأدخل رأسك في جيبك وأذن وأقم واقرأ الحمد سبع مرات ، قال : ففعلت فكأنما نشطت من عقال.
( للحمى أيضا )
    عنه ( عليه السلام ) قال : تدخل رأسك في جيبك فتؤذن وتقيم وتقرأ فاتحة الكتاب و قل هو الله أحد و قل أعوذ برب الفلق و قل أعوذ برب الناس كل واحدة ثلاث مرات ، وتقول : أعيذ نفسي بعزة الله وقدرة الله وعظمة الله وسلطان الله وبجمال الله وبجلال الله وبرسول الله وبعترته صلى الله عليه وعليهم [ وبولاة أمر الله ] من شر ما أخاف وأحذر وأشهد أن الله على كل شيء قدير ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على محمد وآله ، اللهم اشفني بشفائك وداوني بدوائك وعافني [ بحق أنبيائك وأوليائك ] من بلائك [ برحمتك يا أرحم الراحمين ].
( وفي رواية اخرى )
    قال ( عليه السلام ) : تدخل رأسك في جيبك وتؤذن وتقيم وتقرأ فاتحة الكتاب والمعوذتين وتقرأ قل هو الله أحد ـ ثلاث مرات ـ وآخر الحشر ـ ثلاث مرات ـ عن حماد بن عثمان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : شكا رجل إليه من حمى قد تطاولت ، فقال : اكتب آية الكرسي في إناء ثم دفه بجرعة من ماء فاشربه (1).
( مثله )
    عن بعض الصادقين عليهما السلام قال : يؤخذ من تربة الحسين ( عليه السلام ) وتداف بالماء وتكتب في جام زجاج بقلم حديد وتسقى من به ألم : سلام قولا من رب رحيم ، حسبي الله ونعم الوكيل ، طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ، ( إن الله يمسك
1 ـ داف الشيء بالماء يدوفه : بله وخلطه به.

(371)
السموات الاية) (1) ، يريد الله أن يخفف عنكم ، الان خفف الله عنكم ، قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم ، ادرأ عن فلان ابن فلانة الحر والبرد والمليلة (2) وجميع الالام والاسقام والاعراض والامراض والاوجاع والصداع ، طسم ، ( طس ) بأسماء الله ، حمعسق كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم والحمد لله رب العالمين وصلواته على [ سيدنا ] محمد النبي وآله الطاهرين ، يا من تزول الجبال ولا يزول صل على محمد وآل محمد وأزل كل ما بفلان بن فلانة من مرض وسقم وألم إنك على كل شيء قدير وحسبنا الله وحده وصلاته على محمد النبي وآله أجمعين.
( مثله )
    يكتب على القرطاس ويعلق عليه : وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا ، وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ، ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه ) [ إلى آخر الاية ] (3) ، ( وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم ) ، « ما كان محمد » إلى قوله (عليما) (4) ، ( محمد رسول الله ) ـ إلى قوله ـ ( في الانجيل) (5) ، ( و مبشرا برسول ) (6) الاية ، ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الارض أو كلم به الموتى بل لله الامر جميعا ، الملك لله الواحد القهار ، ثم يقول : باسم الله المكتوب على ساق العرش.
( للحمى الربعية ) (7)
    يكتب ويعلق على العضد الايمن : بسم الله الرحمن الرحيم ، ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الارض أو كلم به الموتى بل لله الامر جميعا يا شافي
1 ـ سورة فاطر : آية 39.
2 ـ المليلة : العمى الباطنة. وأيضا : شدة العطش.
3 ـ سورة آل عمران : آية 144.
4 ـ سورة الاحزاب : آية 40.
5 ـ سورة الفتح : آية 29.
6 ـ سورة الصف : آية 6.
7 ـ الحمى الربع والربيعة ـ بالكسر ـ : أن تعرض يوما وتدع يومين ثم تأتي في الرابع.


(372)
يا كافي يا معافي وبالحق أنزلناه وبالحق نزل باسم فلان بن فلانة ببسم الله وبالله ومن الله وإلى الله ولا غالب إلا الله.
( اخرى )
    يكتب على كتفه : ( ببسم الله الرحمن الرحيم ) ، ألم نشرح لك صدرك ـ إلى آخرها ـ ، لا بأس برب الناس أذهب البأس أشف ابتلائي لا شفاء إلا شفاؤك ( قال رب إني وهن العظم مني الاية) (1).
( للحمى النافض ) (2)
    باسم الله مرج البحرين يلتقيان بينهما برزح لا يبغيان ، وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا ، يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم ، ألا إن حزب الله هم الغالبون ، ولقد سبقت كلمتنا ـ إلى قوله ـ ( الغالبون ) (3).
( للربع )
    عن الحسن الزكي ( عليه السلام ) قال : اكتب على ورقة : يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم وعلقه على المحموم. وإذا أخذته الحمى يكتب في قرطاس هذه الاية ويشد على عضده : ( قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون ) (4) ، ويكتب ( بطلط بطلطلط ) ويقول : عقدت على اسم الله حمى فلان ، ويشد على ساقه اليسرى.
( مثله )
    ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكناى ثم جعلنا الشمس عليه دليلا.
( للصداع والشقيقة )
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : اقرأ ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الارض أو كلم به الموتى بل لله الامر جميعا ، ( تكاد السموات يتفطرن منه ) ـ إلى قوله ـ ( هدا ) (5) ، ( وجعلنا من بين أيديهم سدا ) ـ الاية ـ (6) ، ( يا أرض بلعي
1 ـ سورة مريم : آية 3.
2 ـ النافض : حمى الرعدة.
3 ـ سورة الصافات : الايات : 171 و 173.
4 ـ سورة يونس : آية 60.
5 ـ سورة مريم : آية 90.
6 ـ سورة يس : آية 8.


(373)
ماءك ويا سماء أقلعي الاية ) (1).
( مثله )
     ( فمن كان منكم مريضا ) ـ إلى قوله ـ « نسك ) (2) ، يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ، اسكن سكنتك يا وجع الرأس بالذي له ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم.
( مثله )
    اشتكى إلى الصادق ( عليه السلام ) رجل من الصداع ، فقال : ضع يدك على الموضع الذي يصدعك واقرأ : آية الكرسي وفاتحة الكتاب ، وقل : الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر ، الله أجل واكبر مما أخاف واحذر ، اعوذ بالله من عرق نعار (3) وأعوذ بالله من حر النار.
( للصداع )
    روى عمر بن حنظلة قال : شكوت إلى أبي جعفر ( عليه السلام ) صداعا يصيبني ، فقال : إذا أصابك فضع يدك على هامتك وقل : لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا ، وإذا قيل لهم تعالو إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا.
( للشقيقة )
    عن الرضا عليه السلام : بسم الله الرحمن الرحيم ، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ، ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد ، ويكتب : اللهم إنك لست بإله استحدثناه ( إلى آخر ما سنذكره في الفصل الرابع بعد إن شاء الله تعالى ).
( للصداع وغيره )
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : من كان به صدع أو غيره فليضع يده على ذلك الموضع وليقل : اسكن سكنتك بالذي له ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم.
1 ـ سورة هود : آية 44.
2 ـ سورة البقرة : آية 196.
3 ـ النعار : العرق أو الجرح يفور منه الدم ، يقال نعر العرق : فار منه الدم ، أو صوت لخروج الدم.


(374)
عنه ( عليه السلام ) قال : كان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا كسل أو أصابته عين أو صداع بسط يده فقرأ فاتحة الكتاب والمعوذتين ثم يمسح يده على وجهه ، فيذهب عنه ما كان يجده.
( مثله )
    عمرو بن إبراهيم قال : شكوت إلى الرضا ( عليه السلام ) مرة كنت أجد مما يأخذني منها شبيه الجنون وصداع غالب ، فقال : عليك بهذه البقلة التي تلتف ، فدقها فضعها على رأسك ومر أهلك فليضعوها على رؤوس صبيانهم فإنها نافعة لهم بإذن الله ، ففعلت فسكن عني الوجع. وتلك البقلة هي اللبلاب (1).
    وعنه ( عليه السلام ) في الصداع قال : فليختضب بالحناء.
( مثله )
    شكا رجل من أهل مرو إلى أبي عبد الله ( عليه السلام ) الصداع ، فقال : ادن مني ، فمسح رأسه ثم قال : إن الله يمسك السموات والارض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا.
    معاوية بن عمار قال : شكوت إلى أبي عبد الله ( عليه السلام ) ريح الشقيقة ، فقال : إذا فرغت من الفريضة فضع سبابتك اليمنى بين عينيك وقل ـ سبع مرات ـ وأنت تمرها على حاجبك الايمن : يا حنان اشفني ، ثم تمرها على يسارك وتقول : يا منان اشفني ، ثم ضع راحتك اليمنى على هامتك وقل : يا من له ما سكن في الليل والنهار وما في السموات والارض صل على محمد وأهل بيته وسكن ما بي.
( رقية للشقيقة )
    بسم الله الرحمن الرحيم ، ربنا لا تزغ قلوبنا ـ إلى ـ أنت الوهاب ، فإن برئ وإلا أخذت حمصة بيضاء ونصف ودققتها دقا ناعما وقرأت عليها : قل هو الله أحد ـ ثلاث مرات ـ وسقيتها للمريض.
( لوجع العين )
    عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : إذا اشتكى أحدكم عينه فليقرأ عليها آية الكرسي
1 ـ اللبلاب : نبت يلوي على الشجر وورقه كورق اللوبياء.

(375)
وفي قلبه أنه يبرأ ويعافى فإنه يعافى إن شاء الله تعالى ، وقيل : إن من يقول كل يوم : فجعلناه سميعا بصيرا تسلم عينه من الافات.
    ونظر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى سلمان ـ رضي الله عنه ـ وهو أرمد ، فقال له : لا تأكل التمر ولا تنم على جنبك الايسر.
( مثله )
    يقرأ على الماء ثلاث مرات ويغسل به وجهه : فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ، ولو نشاء لطمسنا على أعينهم ـ إلى قوله ـ يبصرون.
( مثله )
    وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون وما هو إلا ذكر للعالمين.
( للشبكور )
    عن أبي يوسف المعصب قال : قلت لابي الحسن الاول ( عليه السلام ) : أشكو إليك ما أجد في بصري وقد صرت شبكورا ، فإن رأيت أن تعلمني شيئا ؟ قال : أكتب هذه الاية : ( الله نور السموات والارض) الاية (1) ـ ثلاث مرات ـ في جام ثم اغسله وصيره في قارورة واكتحل به ، قال : فما اكتحلت إلا أقل من مائة ميل حتى صح بصري أصح مما كان أول ما كنت.
( لوجع الاذن )
    يقرأ على دهن الياسمين أو البنفسج ـ ثلاث مرات ـ قوله تعالى : ( كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا ) ، ( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ) ، ويصب في الاذن.
( لوجع الضرس )
    اقرأ فاتحة الكتاب ـ ثلاث مرات ـ و ( قل هو الله أحد ) ـ ثلاث مرات ـ ثم قل : ( يا ضرس أبا الحار تسكنين ، أم بالبارد تسكنين ، أم باسم الله تسكنين. اسكن أسكنتك بالذي سكن له ما في السموات وما في الارض وهو السميع العليم ) ،
1 ـ سورة النور : آية 3.
مكارم الأخلاق ::: فهرس