مكارم الأخلاق ::: 436 ـ 450
(436)
بين الاذان والاقامة في صلاة الغداة. وكره ركوب البحر في وقت هيجانه. وكره النوم فوق سطح ليس بمحجر ، وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من نام على سطح غير محجر فقد برئت منه الذمة. وكره أن ينام الرجل في بيت وحده. وكره أن يغشي الرجل امرأته وهي حائض. فإن فعل وخرج الولد مجذوما أو به برص فلا يلومن إلا نفسه. وكره أن يكلم الرجل مجذوما إلا أن يكون بينه وبينه قدر ذراع ، وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : فر من المجذوم فرارك من الاسد. وكره أن يأتي الرجل أهله وقد إحتلم حتى يغتسل من الاحتلام ، فإن فعل ذلك وخرج الولد مجنونا فلا يلومن إلا نفسه. وكره البول على شط نهر جار.
    وكره أن يحدث الرجل تحت شجرة أو نخلة قد أثمرت. وكره أن ينتعل الرجل وهو قائم. وكره أن يدخل الرجل بيتا مظلما إلا مع السراج.
    يا علي : آفة الحسب الافتخار.
    يا علي : ما خاف الله عزوجل أخاف منه كل شيء. ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شيء.
    يا علي : ثمانية لا تقبل منهم الصلاة : العبد الابق حتى يرجع إلى مولاه ، والناشزة وزوجها عليها ساخط ، ومانع الزكاة ، وتارك الوضوء ، والجارية المدركة تصلي بغير خمار ، وإمام قوم يصلي بهم وهم له كارهون ، والسكران ، والزبين وهو الذي يدافع البول والغائط.
    يا علي : أربع من كن فيه بنى الله له بيتا في الجنة : من آوى اليتيم ، ورحم الضعيف ، وأشفق على والديه ، ورفق بمملوكه.
    يا علي : ثلاث من لقي الله عزوجل بهن فهو من أفضل الناس : من أوفى الله بما افترض عليه فهو من أعبد الناس ، ومن ورع عن محارم الله فهو من أورع الناس ، ومن قنع بما رزقه الله فهو من أغنى الناس.
    يا علي : ثلاث لا يطيقها أحد من هذه الامة : الواساة للاخ بماله ، وإنصاف الناس من نفسه ، وذكره الله على كل حال ، وليس هو سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، ولكن إذا ورد على ما يحرم عليه خاف الله عزوجل عنده وتركه.
    يا علي : ثلاثة إن أنصفتهم ظلموك : السفلة ، وأهلك ، وخادمك. وثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة : حر من عبد ، وعالم من جاهل ، وقوي من ضعيف.
    يا علي : سبعة من كن فيه فقد استكمل حقيقة الايمان وأبواب الجنة مفتحة


(437)
له : من أسبغ وضوءه ، وأحسن صلاته ، وأدى زكاة ماله ، وكف غضبه ، وسجن لسانه ، واستغفر لذنبه ، وأدى النصيحة لاهل بيته.
    يا علي : لعن الله ثلاثة : آكل زاده وحده ، وراكب الفلاة وحده ، والنائم في بيت وحده.
    يا علي : ثلاثة يتخوف منهن الجنون : التغوط بين القبور ، والمشي في خف واحد ، والرجل ينام وحده.
    يا على : ثلاث يحسن فيهن الكذب : المكيدة في الحرب ، وعدتك زوجتك ، والاصلاح بين الناس. وثلاثة مجالستهم تميت القلب : مجالسة الانذال ، ومجالسة الاغنياء ، والحديث مع النساء.
    يا علي : ثلاث من حقائق الايمان : الانفاق مع الاعسار ، وإنصافك الناس من نفسك ، وبذل العلم للمتعلم.
    يا علي : ثلاث من لم تكن فيه لم يتم عمله : ورع يحجزه عن معاصي الله عزوجل ، وخلق يداري به الناس ، وحلم يرد به جهل الجاهل.
    يا علي : ثلاث فرحات للمؤمن في الدنيا : لقاء الاخوان ، وتفطير الصائم ، والتهجد من آخر الليل.
    يا علي : أنهاك عن ثلاث خصال : الحسد والحرص والكبر.
    يا علي : أربع خصال من الشقاء : جمود العين ، وقسوة القلب ، وبعد الامل ، وحب البقاء.
    يا علي : ثلاث درجات وثلاث كفارات وثلاث مهلكات وثلاث منجيات. فأما الدرجات فإسباغ الوضوء في السبرات ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ، والمشي بالليل والنهار إلى الجماعات. وأما الكفارات فإفشاء السلام وإطعام الطعام والتهجد بالليل والناس نيام. وأما المهلكات فشح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه. وأما المنجيات فخوف الله في السر ، والعلانية والقصد في الغنى والفقر ، وكلمة العدل في الرضا والسخط.
    يا علي : لا رضاع بعد فطام ولا يتم بعد إحتلام.
    يا علي : سر سنتين بر والديك. سر سنة صل رحمك. سر ميلا عد مريضا


(438)
سر ميلين شيع جنازة. سر ثلاثة أميال أجب دعوة. سر أربعة أميال زر أخا في الله.
    سر خمسة أميال أغث الملهوف. سر ستة أميال انصر المظلوم ، وعليك بالاستغفار.
    يا علي : للمؤمن ثلاث علامات : الصلاة والزكاة والصيام. وللمتكلف ثلاث علامات : يتملق إذا حضر ، ويغتاب إذا غاب ، ويشمت بالمصيبة. وللظالم ثلاث علامات : يقهر من دونه بالغلبة ، ومن فوقه بالمعصية ، ويظاهر الظلمة. وللمرائي ثلاث علامات : ينشط إذا كان عند الناس ، ويكسل إذا كان وحده ، ويحب أن يحمد في جميع أموره. وللمنافق ثلاث علامات : إذا حدث كذب ، وإذا وعد خلف ، وإذا ائتمن خان.
    يا علي : تسعة أشياء تورث النسيان : أكل التفاح الحامض ، وأكل الكزبرة ، والجبن ، وسؤر الفار ، وقراءة كتابة القبور ، والمشي بين امرأتين ، وطرح القملة ، والحجامة في النقرة ، والبول في الماء الراكد.
    يا علي : العيش في ثلاثة : دار قوراء ، وجارية حسناء ، وفرس قباء.
    يا علي : والله لو أن المتواضع في قعر بئر لبعث الله عزوجل إليه ريحا ترفعه فوق الاخيار في دولة الاشرار.
    يا علي : من انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله. ومن منع أجيرا أجره فعليه لعنة الله. ومن أحدث حدثا أو آوى محدثا فعلمه لعنة الله ، فقيل : يا رسول الله وما ذلك الحدث ؟ قال : القتل.
    يا علي : المؤمن من آمنه المسلمون على أموالهم ودمائهم. والمسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه. والمهاجر من هجر السيئات.
    يا علي : أوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله.
    يا علي : من أطاع امرأته أكبه الله على وجهه في النار ، فقال علي ( عليه السلام ) : وما تلك الطاعة ؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يأذن لها في الذهاب إلى الحمامات والعرسات والنائحات ولبس الثياب الرقاق.
    يا علي : إن الله تبارك وتعالى قد أذهب بالاسلام نخوة الجاهلية وتفاخرهم بآبائهم ألا إن الناس من آدم وآدم من تراب ، وأكرمهم عند الله أتقاهم.
    يا علي : من السحت ثمن الميتة ، وثمن الكلب ، وثمن الخمر ، ومهر الزانية ،


(439)
والرشوة في الحكم ، وأجر الكاهن.
    يا علي : من تعلم علما ليماري به السفهاء أو يجادل به العلماء أو ليدعو الناس إلى نفسه فهو من أهل النار.
    يا علي : إذا مات العبد قال الناس : ما خلف ، وقالت الملائكة : ما قدم.
    يا علي : الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر.
    يا علي : موت الفجأة راحد للمؤمن وحسرة للكافر.
    يا علي : أوحى الله تبارك وتعالى إلى الدنيا أخدمي من خدمني ، وأتعبي من خدمك.
    يا علي : إن الدنيا لو عدلت عندالله عزوجل جناح بعوضة لما سقى الكافر منها شربة من ماء.
    يا علي : ما أحد من الاولين والاخرين إلا وهو يتمنى يوم القيامة أنه لم يعط من الدنيا إلا قوته.
    يا علي : شر الناس من اتهم الله في قضائه.
    يا علي : أنين المؤمن المريض تسبيح ، وصياحه تهليل ، ونومه على الفراش عبادة ، وتقلبه من جنب إلى جنب جهاد في سبيل الله ، فإن عوفي يمشي في الناس وما عليه ذنب.
    يا علي : لو أهدي إلي كراع لقبلت ، ولو دعيت إلى ذراع لاحببت.
    يا علي : ليس على النساء جمعة ولا جماعة ، ولا أذان ولا إقامة ، ولا عيادة مريض ولا اتباع جنازة ، ولا هرولة بين الصفا والمرة ، ولا استلام الحجر ، ولا حلق ، ولا تولي القضاء ، ولا أن تستشار ، ولا تذبح إلا عند الضرورة ، ولا تجهر بالتلبية ، ولا تقيم عند قبر ، ولا تسمع الخطبة ، ولا تتوالى التزويج ، ولا تخرج من بيت زوجها إلا بإذنه فإن خرجت بغير إذنه لعنها الله وجبريل وميكائيل ، ولا تعطي من بيت زوجها شيئا إلا بإذنه ، ولا تبيت وزوجها عليها ساخط وإن كان ظالما لها.
    يا علي : الاسلام عريان ولباسه الحياء ، وزينته الوفاء ، ومروته العمل الصالح ، وعماده الورع. ولكل شيء أساس وأساس الاسلام حبنا أهل البيت.
    يا علي : سوء الخلق شؤم ، وطاعة المرأة ندامة.


(440)
    يا علي : إن كان الشؤم في شيء ففي لسان المرأة.
    يا علي : نجا المخففون ، وهلك المثقلون.
    يا علي : من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.
    يا علي : ثلاثة يزدن في الحفظ ويذهبن البلغم : اللبان والسواك وقراءة القرآن.
    يا علي : السواك من السنة ومطهر للفم ويجلو البصر ، ويرضي الرحمن ، ويبيض الاسنان ، ويذهب بالبخر ، ويشد اللثة ، ويشهي الطعام ويذهب بالبلغم ، ويزيد في الحفظ ، ويضاعف الحسنات ، ويفرح به الملائكة.
    يا علي : النوم أربعة : نوم الانبياء على أقفيتهم ، ونوم المؤمنين على أيمانهم ، ونوم الكفار والمنافقين على أيسارهم ، ونوم الشياطين على وجوههم.
    يا علي : ما بعث الله عزوجل نبيا إلا وجعل ذريته من صلبه وجعل ذريتي من صلبك ، ولولاك ما كانت لي ذرية.
    يا علي : أربعة من قواصم الظهر : إمام يعصي الله عزوجل ويطاع أمره ، وزوجة يحفظها زوجها وهي تخونه ، وفقر لا يجد صاحبه مداويا ، وجار سوء في دار المقام.
    يا علي : إن عبد المطلب سن في الجاهلية خمس سنن أجراها الله عزوجل له في الاسلام : حرم نساء الاباء على الابناء ، فأنزل الله عز وجل : ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء. ووجد كنزا فأخرج منه الخمس وتصدق به ، فأنزل الله عزوجل : واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه الاية. ولما حفر زمزم سماها سقاية الحاج ، فأنزل الله تبارك وتعالى : أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الاخر الاية. وسن في القتل مائة من الابل ، فأجرى الله عزوجل ذلك في الاسلام. ولم يكن للطواف عدد عند قريش فسن لهم عبد المطلب سبعة أشواط ، فأجرى الله عزوجل ذلك في الاسلام.
    يا علي : إن عبد المطلب كان لا يستقسم بالازلام ، ولا يعبد الاصنام ، ولا يأكل ما ذبح على النصب ويقول : أنا على دين أبي إبراهيم ( عليه السلام ).
    يا علي : أعجب الناس إيمانا وأعظمهم يقينا قوم يكونون في آخر الزمان لم يلحقوا النبي وحجب عنهم الحجة فآمنوا بسواد على بياض.
    يا علي : ثلاث يقسين القلب : استماع اللهو ، وطلب الصيد ، وإتيان باب السلطان.


(441)
    يا علي : لا تصل في جلد ما لا تشرب لبنه. ولا تأكل لحمه. ولا تصل في ذات الجيش ولا في ذات الصلاصل ولا في ضجنان.
    يا علي : كل من البيض ما اختلف طرفاه. ومن السمك ما كان له قشور. ومن الطير ما دف ، واترك منه ما صف. وكل من طير الماء ما كانت له قانصة أو صيصية.
    يا علي : كل ذي ناب من السباع ومخلب من الطير فحرام أكله.
    يا علي : لا تقطع في تمر ولا كنز.
    يا علي : ليس على زان عقر. ولا حد في التعرض. ولا شفاعة في حد. ولا يمين في قطعية رحم. ولا يمين لولد مع والده ، ولا لامرأة مع زوجها ، ولا للعبد مع مولاه. ولا صمت يوم إلى الليل. ولا وصال في صيام ولا تعرب بعد هجرة.
    يا علي : لا يقتل والد بولده.
    يا علي : لا يقبل الله عزوجل دعاء قلب ساه.
    يا علي : نوم العالم أفضل من عبادة العابد الجاهل.
    يا علي : ركعتان يصليهما العالم أفضل من ألف ركعة يصليها العابد.
    يا علي : لا تصوم المرأة تطوعا إلا بإذن زوجها. ولا يصوم العبد تطوعا إلا بإذن مولاه. ولا يصوم الضيف تطوعا إلا بإذن صاحبه.
    يا علي : صوم يوم الفطر وصوم يوم الاضحى حرام. وصوم الوصال حرام.
    وصوم الصمت حرام. وصوم نذر المعصية حرام. وصوم الدهر حرام.
    يا علي : في الزنا ست خصال : ثلاث منها في الدنيا وثلاث منها في الاخرة ، فأما التي في الدنيا فيذهب بالبهاء ، ويعجل الفناء ، ويقطع الرزق. وأما التي في الاخرة فسوء الحساب وسخط الرحمن والخلود في النار.
    يا علي : الربا سبعون جزءا أيسره مثل أن ينكح الرجل أمه في بيت الله الحرام.
    يا علي : درهم ربا أعظم عندالله من سبعين زنية كلها بذات محرم في بيت الله الحرام.
    يا علي : من منع قيراطا من زكاة ماله فليس بمؤمن ولا مسلم ولا كرامة له.
    يا علي : تارك الزكاة يسأل الرجعة إلى الدنيا ، وذلك قول الله عزوجل : ( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون ) الاية.
    يا علي : تارك الحج وهو يستطيع كافر ، قال الله تبارك وتعالى : ولله على


(442)
الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ، ومن كفر فإن الله غني عن العالمين.
    يا علي : من سوف بالحج حتى يموت بعثه الله يوم القيامة يهوديا أو نصرانيا.
    يا علي : الصدقة ترد القضاء الذي قد أبرم إبراما.
    يا علي : صلة الرحم تزيد في العمر.
    يا علي : افتتح الطعام بالملح واختتمه بالملح ، فإن فيه شفاء من اثنين وسبعين داء.
    يا علي : لو قدمت المقام المحمود لشفعت في أبي وامي وعمي ، وأخ كان لي في الجاهلية.
    يا علي : أنا ابن الذبيحين ، أنا دعوة أبي إبراهيم ( عليه السلام ).
    يا علي : أحسن العقل ما اكتسب به الجنة وطلب به رضا الرحمن.
    يا علي : إن أول خلق خلقه الله عزوجل العقل ، فقال له : أقبل فأقبل ، ثم قال له : أدبر فأدبر ، فقال : وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا هو أحب إلي منك ، بك آخذ وبك أعطي وبك أثيب وبك أعاقب.
    يا علي : لا صدقة وذو رحم محتاج.
    يا علي : درهم في الخضاب أفضل من ألف درهم ينفق في سبيل الله تعالى ، وفيه أربع عشر خصلة : يطرد الريح من الاذنين ويجلو البصر ويلين الخياشم ويطيب النكهة ويشد اللثة ويذهب بالصنان ويقل وسوسة الشيطان ويفرح به الملائكة ويستبشر به المؤمن ويغيظ به الكافر ، وهو زينة وطيب ، ويستحيى منه منكر ونكير ، وهو براءة له في قبره.
    يا علي : لا خير في قول إلا مع الفعل ولا في نظر إلا مع الخبرة ولا في المال إلا مع الجود ولا في الصدق إلا مع الوفاء ولا في العفة إلا مع الورع ولا في الصدقة إلا مع النية ولا في الحياة إلا مع الصحة ولا في الوطن إلا مع الامن والسرور.
    يا علي : حرم الله من الشاة سبعة أشياء : الدم والمذاكير والمثانة والنخاع والغدد والطحال والمرارة.
    يا علي : لا تماكس في أربعة أشياء : في شراء الاضحية والكفن والنسمة والكراء إلى مكة.
    يا علي : ألا أخبركم بأشبهكم بي خلقا ؟ قال : بلى يا رسول الله ، قال : أحسنكم.
    خلقا وأعظمكم حلما وأبركم لقرابته وأشدكم من نفسه إنصافا.


(443)
    يا علي : أمان لامتي من الغرق إذا هم ركبوا السفن يقرؤا : بسم الله الرحمن الرحيم وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون ، باسم الله مجريها ومرسيها إن ربي لغفور رحيم.
    يا علي : أمان لامتي من السرق : قل ادعوا الله وأدعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى إلى آخر السورة.
    يا علي : أمان لامتي من الهدم : إن الله يمسك السموات والارض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا.
    يا علي : أمان لامتي من الهم : لا حول ولا قوة إلا بالله ، لا ملجأ ولا منجى من الله إلا إليه.
    يا علي : أمان لامتي من الحرق : إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين ، وما قدروا الله حق قدره الاية.
    يا علي : من خاف السباع فليقرأ : لقد جاءكم رسول من أنفسكم إلى آخر السورة.
    يا علي : من استصعب عليه دابته فليقرأ في أذنها اليمنى : وله أسلم من في السموات والارض طوعا وكرها وإليه ترجعون.
    يا علي : من خاف ساحرا أو شيطانا فليقرأ : إن ربكم الله الذي خلق السموات والارض الاية.
    يا علي : من كان في بطنه ماء أصفر فليكتب على بطنه آية الكرسي ويشربه ، فإنه يبرأ بإذن الله تعالى.
    يا علي : حق الولد على والده أن يحسن اسمه وأدبه ويضعه موضعا صالحا.
    وحق الوالد على ولده أن لا يسميه بإسمه ، ولا يمشي بين يديه ، ولا يجلس أمامه ، ولا يدخل معه الحمام.
    يا علي : ثلاثة من الوسواس : أكل الطين ، وتقليم الاظفار بالاسنان ، وأكل اللحية.
    يا علي : لعن الله والدين حملا ولدهما على عقوقهما.
    يا علي : لعن الله الوالدين من ولدهما ما يلزم الولد لهما من عقوقهما.
    يا علي : رحم الله والدين حملا ولدهما على برهما.


(444)
    يا علي : من أحزن والديه فقد عقهما.
    يا علي : من اغتيب عنده أخوه المسلم واستطاع نصره فلم ينصره خذله الله في الدنيا والاخرة.
    يا علي : من كفى يتيما في نفقته بماله حتى يستغني وجبت له الجنة البتة.
    يا علي : من مسح يده على رأس يتيم ترحما له أعطاه الله عزوجل بكل شعرة نورا يوم القيامة.
    يا علي : لا فقر أشد من الجهل. ولا مال أعون من العقل. ولا وحدة أوحش من العجب. ولا عقل كالتدبير. ولا ورع كالكف عن محارم الله وعما لا يليق. ولا حسب كحسن الخلق. ولا عبادة مثل التفكر.
    يا علي : آفة الحديث الكذب. وآفة العلم النسيان. وآفة العبادة الفترة. وآفة الجمال الخيلاء. وآفة الحلم الحسد.
    يا علي : أربعة يذهبن ضياعا : الاكل على الشبع والسراج في القمر والزرع في السبخة والصنيعة عند غير أهلها.
    يا علي : من نسي الصلاة علي فقد أخطأ طريق الجنة.
    يا علي : إياك ونقرة الغراب وفريسة الاسد.
    يا علي : لئن ادخل يدي في فم التنين إلى المرفق أحب إلي من أن أسأل من لم يكن ثم كان.
    يا علي : إن أعتى الناس على الله القاتل غير قاتله والضارب غير ضاربه.
    يا علي : من تولى غير مواليه فقد كفر بما أنزل الله عزوجل.
    يا علي : تختمك باليمين ، فإنها فضيلة من الله عزوجل للمقربين ، فقال ( عليه السلام ) : بم أتختم يا رسول الله ؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : بالعقيق الاحمر ، فإنه أول جبل أقر لله عزوجل بالوحدانية ولي بالنبوة ولك بالوصية ولولدك بالامامة ولشيعتك بالجنة ولاعدائك بالنار.
    يا علي : إن الله تعالى أشرف على الدنيا فاختارني منها على رجال العالمين ، ثم اطلع ثانية فاختارك على رجال العالمين ، ثم اطلع ثالثة فاختار الائمة من ولدك على رجال العالمين ، ثم اطلع الرابعة فاختار فاطمة على نساء العالمين.
    يا علي : إني رأيت اسمك مقرونا باسمي في أربعة مواطن فأنست بالنظر إليه.


(445)
إني لما بلغت بيت المقدس في معراجي إلى السماء وجدت على صخرتها لاإله إلا الله ، محمد رسول الله أيدته بوزيره ونصرته بوزيره ، فقلت لجبريل : من وزيري ؟ فقال : علي بن أبي طالب ( عليه السلام ). فلما انتهيت إلى سدرة المنتهى وجدت مكتوبا عليها : إني أنا الله لا إله إلا أنا وحدي ، محمد صفوتي من خلقي أيدته بوزيره ونصرته بوزيره ، فقلت لجبريل : من وزيري ؟ فقال : علي بن أبي طالب ( عليه السلام ). فلما جاوزت السدرة انتهيت إلى عرش رب العالمين فوجدت مكتوبا على قوائمه : أنا الله لا إله إلا أنا وحدي ، محمد حبيبي أيدته بوزيره ونصرته بوزيره.
    يا علي : إن الله تعالى أعطاني فيك سبع خصال : أنت أول من ينشق عنه القبر معي ، وأنت أول من يقف على الصراط معي ، وأنت أول من يكسى إذا كسيت ويحيي إذا حييت ، وأنت أول من يسكن معي في العليين ، وأنت أول من يشرب معي من الرحيق المختوم الذي ختامه مسك.
    ثم قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لسلمان الفارسي رضي الله عنه.
    يا سلمان : إن لك في علتك إذا اعتللت ثلاث خصال : أنت من الله تعالى بذكر ودعاؤك فيها مستجاب ، ولا تدع العلة عليك ذنبا إلا حطته عنك ، متعك الله بالعافية إلى إنقضاء أجلك.
    ثم قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لابي ذر رضي الله عنه : يا أباذر : إياك والسؤال ، فإنه ذل حاضر وفقر تتعجله وفيه حساب طويل يوم القيامة.
    يا أباذر : تعيش وحدك ، وتموت وحدك ، وتدخل الجنة وحدك ، يسعد بك قوم من أهل العراق يتولون غسلك وكفنك ودفنك.
    يا أباذر : لا تسأل بكفك شيئا وإن أتاك شيء فاقبله.
    ثم قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لاصحابه : ألا أخبركم بشراركم ؟ قالوا بلى يا رسول الله ، قال : المشاؤون بالنميمة ، المفرقون بين الاحبة ، الباغون للبراء العيب.


(446)
    عن عبد الله بن مسعود قال : دخلت أنا وخمسة رهط من أصحابنا يوما على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقد أصابتنا مجاعة شديدة ولم يكن رزقنا منذ أربعة أشهر إلا الماء واللبن وورق الشجر ، فقلنا : يا رسول الله إلى متى نحن على هذه المجاعة الشديدة ؟
    فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لا تزالون فيها ما عشتم فاحدثوا لله شكرا ، فإني قرأت كتاب الله الذي أنزل علي وعلى من كان قبلي فما وجدت من يدخلون الجنة إلا الصابرون.
    ياابن مسعود : قال الله تعالى : ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ).
    اولئك يجزون الغرقة بما صبروا. إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون.
    يا ابن معسود : قال الله تعالى : ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) ، اولئك يجزون الغرقة بما صبروا. إني جزيتهم اليوم بما صبروا وأنهم هم الفائزون.
    يا ابن مسعود : قول الله تعالى : ( وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا ) ، اولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا. يقول الله تعالى : أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتيكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء. ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين. قلنا : يا رسول الله فمن الصابرون ؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الذين يصبرون على طاعة الله واجتنبوا معصيته الذين كسبوا طيبا وأنفقوا قصدا وقدموا فضلا فأفلحوا وأصلحوا.
    يا ابن مسعود : عليهم الخشوع والوقار والسكينة والتفكر واللين والعدل والتعليم والاعتبار والتدبير والتقوى والاحسان والتحرج والحب في الله والبغض في الله وأداء الامانة والعدل في الحكمة. وإقامة الشهادة ومعاونة أهل الحق [ على المسئ ] والعفو عمن ظلم.
    يا ابن مسعود : إذا ابتلوا صبروا ، وإذا أعطوا شكروا ، وإذا حكموا عدلوا ، وإذا قالوا صدقوا ، وإذا عاهدوا وفوا ، وإذا أساؤوا استغفروا ، وإذا أحسنوا استبشروا و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ، و إذا مروا باللغو مروا كراما. والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما. ويقولون للناس حسنا.
    يا ابن مسعود : والذي بعثني بالحق إن هؤلاء هم الفائزون.


(447)
    يا ابن مسعود : فمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه ، فإن النور إذا وقع في القلب انشرح وانفسح ، فقيل : يا رسول الله فهل لذلك من علامة ؟ فقال : نعم ، التجافي عن دار الغرور ، والانابة إلى دار الخلود ، والاستعداد للموت قبل نزوله فمن زهد في الدنيا قصر أمله فيها وتركها لاهلها.
    يا ابن مسعود : قول الله تعالى : ( ليبلوكم أيكم أحسن عملا ) يعني أيكم أزهد في الدنيا إنها دار الغرور ودار من لا دار له ولها يجمع من لا عقل له. إن أحمق الناس من طلب الدنيا ، قال الله تعالى : ( إعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الاموال والاولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الاخرة عذاب شديد ). وقال تعالى : وآتيناه الحكم صبيا يعني الزهد في الدنيا. وقال تعالى لموسى ( عليه السلام ) : يا موسى لن يتزين المتزينون بزينة أزين في عيني من الزهد. يا موسى إذا رأيت الفقر مقبلا فقل : مرحبا بشعار الصالحين.
    وإذا رأيت الغنى مقبلا فقل : ذنب عجلت عقوبته.
    يا ابن مسعود : انظر قول الله تعالى : ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون ، ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكئون ، وزخرفا وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والاخرة عند ربك للمتقين. وقوله : من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا ، ومن أراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا.
    ياابن مسعود : من اشتاق إلى الجنة سارع إلى الخيرات. ومن خاف النار ترك
    الشهوات. ومن ترقب الموت أعرض عن اللذات. ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات.
    ياابن مسعود : إقرأ قول الله تعالى : زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة الاية.
    ياابن مسعود : إن الله اصطفى موسى بالكلام والمناجاة حتى كان يرى خضرة البقل في بطنه من هزاله وما سأل موسى ( عليه السلام ) حين تولى إلى الظل إلا طعاما يأكله من الجوع.
    ياابن مسعود : إن شئت نبأتك بأمر نوح [ نبي الله ] ( عليه السلام ) إنه عاش ألف سنة


(448)
إلا خمسين عاما يدعو إلى الله ، فكان إذا أصبح قال : لا امسي. وإذا أمسى قال : لا اصبح ، وكان لباسه الشعر وطعامه الشعير. وإن شئت نبأتك بأمر داود ( عليه السلام ) خليفة الله في الارض ، كان لباسه الشعر وطعامه الشعير. وإن شئت نبأتك بأمر سليمان ( عليه السلام ) مع ما كان فيه من الملك ، كان يأكل الشعير ويطعم الناس الحواري (1) ، وكان لباسه الشعر ، وكان إذا جنه الليل شد يده إلى عنقه فلا يزال قائما يصلي حتى يصبح. وإن شئت نبأتك بأمر إبراهيم خليل الرحمن ( عليه السلام ) ، كان لباسه الصوف وطعامه الشعير. وإن شئت نبأتك بأمر يحيى ( عليه السلام ) ، كان لباسه الليف وكان يأكل ورق الشجر. وإن شئت نبأتك بأمر عيسى بن مريم ( عليه السلام ) فهو العجب ، كان يقول : إدامي الجوع وشعاري الخوف ولباسي الصوف ودابتي رجلاي وسراجي بالليل القمر واصطلائي في الشتاء مشارق الشمس وفاكهتي وريحانتي بقول الارض مما يأكل الوحوش والانعام ، أبيت وليس لي شيء وأصبح وليس لي شيء وليس على وجه الارض أحد أغنى مني.
    ياابن مسعود : كل هذا منهم يبغضون ما أبغض الله ويصغرون ما صغر الله ويزهدون ما أزهد الله وقد أثنى الله عليهم في محكم كتابه ، فقال لنوح ( عليه السلام ) : إنه كان عبدا شكورا. وقال لابراهيم ( عليه السلام ) : واتخذ الله إبراهيم خليلا. وقال لداود ( عليه السلام ) : إنا جعلناك خليفة في الارض وقال لموسى ( عليه السلام ) : وكلم الله موسى تكليما.
    وقال أيضا لموسى ( عليه السلام ) : وقربناه نجيا. وقال ليحيى عليه السلام : وآتيناه الحكم صبيا. وقال لعيسى ( عليه السلام ) : يا عيسى بن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا إلى قوله وإذا تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني. وقال : انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين.
    ياابن مسعود : كل ذلك لما خوفهم الله في كتابه من قوله : وإن جهنم لموعدهم أجمعين ، لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم. وقال تعالى : وجيئ بالنبيين والشهداء وقضى بينهم بالحق وهم لا يظلمون.
    ياابن مسعود : النار لمن ركب محرما والجنة لمن ترك الحلال ، فعليك بالزهد فإن ذلك مما يباهي الله به الملائكة وبه يقبل الله عليك بوجهه ويصلي عليك الجبار.
1 ـ الحواري ـ بالضم فالتشديد ـ : الدقيق الابيض.

(449)
    ياابن مسعود : سيأتي من بعدي أقوام يأكلون طيبات الطعام وألوانها ويركبون الدواب ويتزينون بزينة المرأة لزوجها ويتبرجون تبرج النساء ، وزيهم مثل زي الملوك الجبابرة ، هم منافقو هذه الامة في آخر الزمان ، شاربوا القهوات ، لاعبون بالكعاب ، راكبون الشهوات ، تاركون الجماعات ، راقدون عن العتمات ، مفرطون في الغدوات ، يقول الله تعالى : ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ).
    ياابن مسعود : مثلهم مثل الدفلي زهرتها حسنة و طعمها مر ، كلامهم الحكمة وأعمالهم داء لا تقبل الدواء ، أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها.
    ياابن مسعود : ما ينفع من يتنعم في الدنيا إذا أخلد في النار ، يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون ، يبنون الدور ويشيدون القصور ويزخرفون المساجد ، ليست همتهم إلا الدنيا عاكفون عليها معتمدون فيها ، آلهتهم بطونهم ، قال الله تعالى : ( وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون ، وإذا بطشتم بطشتم جبارين ، فاتقوا الله وأطيعون ). وقال الله تعالى : أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه إلى قوله : أفلا تذكرون وما هو إلا منافق ، جعل دينه هواه وإلهه بطنه ، كل ما اشتهى من الحلال والحرام لم يمتنع منه ، قال الله تعالى : ( وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الاخرة إلا متاع ).
    ياابن مسعود : محاريبهم نساؤهم وشرفهم الدراهم والدنانير ، وهمتهم بطونهم ، اولئك هم شر الاشرار ، الفتنة منهم وإليهم تعود.
    ياابن مسعود : إقرأ قول الله تعالى : أفرأيت إن متعناهم سنين ، ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ، ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون.
    ياابن مسعود : أجسادهم لا تشبع وقلوبهم لا تخشع.
    ياابن مسعود : الاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ ، فطوبى للغرباء ، فمن أدرك ذلك الزمان [ ممن يظهر ] من أعقابكم فلا يسلم عليهم في ناديهم ولا يشيع جنائزهم ولا يعود مرضاهم ، فإنهم يستنون بسنتكم ويظهرون بدعواكم ويخالفون أفعالكم فيموتون على غير ملتكم ، اولئك ليسوا مني ولست منهم ( مكارم الاخلاق ـ 29 )


(450)
    يا ابن مسعود : لا تخافن أحدا غير الله ، فإن الله تعالى يقول : أين ما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة. ويقول : يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظروا نقتبس من نوركم ـ إلى قوله ـ وبئس المصير.
    ياابن مسعود : عليهم لعنة مني ومن جميع المرسلين والملائكة المقربين وعليهم غضب الله وسوء الحساب في الدنيا والاخرة ، وقال الله : لعن الذين كفروا من بني إسرائيل ـ إلى قوله ـ ولكن كثيرا منهم فاسقون.
    ياابن مسعود : اولئك يظهرون الحرص الفاحش والحسد الظاهر ويقطعون الارحام ويزهدون في الخير ، وقد قال الله تعالى : والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الارض اولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار. وقال تعالى : مثل الذين حملوا التورية ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفار.
    ياابن مسعود : يأتي على الناس زمان الصابر فيه على دينه مثل القابض على الجمر بكفه ، فإن كان في ذلك الزمان ذئبا ، وإلا أكلته الذئاب.
    ياابن مسعود : علماؤهم وفقهاؤهم خونة فجرة ، ألا إنهم أشرار خلق الله ، وكذلك أتباعهم ومن يأتيهم ويأخذ منهم ويحبهم ويجالسهم ويشاورهم أشرار خلق الله يدخلهم نار جهنم صم بكم عمي فهم لا يرجعون ، ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا ، كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب ، إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور ، تكاد تميز من الغيظ ، كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب الحريق ، لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون.
    ياابن مسعود : يدعون أنهم على ديني وسنتي ومنهاجي وشرائعي إنهم مني برآء وأنا منهم برئ.
    ياابن مسعود : لا تجالسوهم في الملا ولا تبايعوهم في الاسواق ، ولا تهدوهم إلى الطريق ، ولا تسقوهم الماء ، قال الله تعالى : من كان يريد الحيوة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون ، يقول الله تعالى : ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الاخرة من نصيب ، ياابن مسعود : ما بلوى أمتي منهم العداوة والبغضاء والجدال اولئك أذلاء هذه الامة في دنياهم. والذي بعثني بالحق ليخسفن الله
مكارم الأخلاق ::: فهرس