مكارم الأخلاق ::: 421 ـ 435
(421)
نعمة من الله عليك فتكرمها وترفق بها ، وإن كان حقك عليها أوجب فإن لها عليك أن ترحمها لانها أسيرك وتطعمها وتسقيها وتكسوها وإذا جهلت عفوت عنها.
    وأما حق مملوكك : فأن تعلم أنه خلق ربك وابن أبيك وأمك ومن لحمك ودمك لم تملكه لانك صنعته دون الله عزوجل ولا خلقت شيئا من جوارحه ولا أخرجت له رزقا ولكن الله عزوجل كفاك ذلك ثم سخره لك وائتمنك عليه واستودعك إياه ليحفظ لك ما تأتيه من خير إليه فأحسن إليه كما أحسن الله إليك وإن كرهته استبدلته ولا تعذب خلق الله عزوجل ولا حول ولا قوة إلا بالله.
    وأما حق أمك : فأن تعلم أنها حملتك حيث لا يحتمل أحد أحدا وأعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطي أحد أحدا ووقتك بجميع جوارحها ولم تبال أن تجوع وتطعمك وتعطش وتسقيك وتتعرى وتكسوك وتضحى وتظلك وتهجر النوم لاجلك ووقتك الحر والبرد لتكون لها وإنك لا تطيق شكرها إلا بعون الله وتوفيقه.
    وأما حق أبيك : فأن تعلم أنه أصلك وأنه لولاه لم تكن ، فمهما رأيت في نفسك ما يعجبك فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه فاحمد الله واشكره على قدر ذلك ولا قوة إلا بالله.
    وأما حق ولدك : فأن تعلم أنه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشره وأنك مسؤول عما وليته به من حسن الادب والدلالة على ربه عزوجل والمعونة له على طاعته فاعمل في أمره عمل من يعلم أنه مثاب على الاحسان إليه ، معاقب على الاساءة إليه.
    وأما حق أخيك : فأن تعلم أنه يدك وعزك وقوتك فلا تتخذه سلاحا على معصية الله ولا عدة للظلم بخلق الله ولا تدع نصرته على عدوه والنصيحة له فإن أطاع الله وإلا فليكن الله أكرم عليك منه ولا قوة إلا بالله.
    وأما حق مولاك المنعم عليك : فأن تعلم أنه أنفق فيك ماله وأخرجك من ذل الرق ووحشته إلى عز الحرية وأنسها فأطلقك من أسر الملكية وفك عنك قيد العبودية وأخرجك من السجن وملكك نفسك وفرغك لعبادة ربك وتعلم أنه أولى الخلق بك في حياتك وموتك وأن نصرته عليك واجبة بنفسك وما أحتاج إليه منك ولا قوة إلا بالله.
    وأما حق مولاك الذي أنعمت عليه : فأن تعلم أن الله عزوجل جعل عتقك له وسيلة إليه وحجابا لك من النار وأن ثوابك في العاجل ميراثه إذا لم يكن له رحم مكافأة بما أنفقت من مالك ، وفي الاجل الجنة.


(422)
    وأما حق ذي المعروف عليك : فأن تشكره وتذكر معروفه وتكسبه المقالة الحسنة وتخلص له الدعاء فيما بينك وبين الله عزوجل ، فإذا فعلت ذلك كنت قد شكرته سرا وعلانية وإن قدرت على مكافأته يوما كافيته.
    وأما حق المؤذن : فأن تعلم أنه مذكر لك ربك عزوجل وداع لك إلى حظك وعونك على قضاء فرض الله عزوجل عليك فاشكره على ذلك شكرك للمحسن إليك.
    وأما حق إمامك في الصلاة : فأن تعلم أنه يقلد السفارة فيما بينك وبين ربك عز وجل وتكلم عنك ولم تتكلم عنه ودعا لك ولم تدع له وكفاك هول المقام بين يدي الله عزوجل ، فإن كان نقص كان به دونك وإن كان تمام كنت شريكه ولم يكن له عليك فضل ، وحفظ نفسك بنفسه وصلاتك بصلاته فتشكر له على قدر ذلك.
    وأما حق جليسك : فأن تلين له جانبك وتنصفه في مجاراة اللفظ ولا تقوم من مجلسك إلا بإذنه ومن يجلس إليك يجوز له القيام عنك بغير إذنك ، وتنسى زلاته وتحفظ خيراته ولا تسمعه إلا خيرا.
    وأما حق جارك : فحفظه غائبا وإكرامه شاهدا ونصرته إذا كان مظلوما ولا تتبع له عورة ، فإن علمت عليه سوء سترته عليه وإن علمت أنه يقبل نصيحتك نصحته فيما بينك وبينه ولا تسلمه عند شديدة وتقيل عثرته وتغفر ذنبه وتعاشره معاشرة كريمة ولا قوة إلا بالله.
    وأما حق الصاحب : فأن تصحبه بالتفضل والانصاف وتكرمه كما يكرمك ولا تدعه يسبق إلى مكرمة فإن سبق كافأته وتوده كما يودك وتزجره عما يهم به من معصية الله. وكن عليه رحمة ولا تكن عليه عذابا ولا قوة إلا بالله.
    وأما حق الشريك : فإن غاب كفيته وإن حضر رعيته ولا تحكم دون حكمه ولا تعمل برأيك دون مناظرته وتحفظ عليه من ماله ولا تخونه فيما عز أو هان من أمره فإن يدالله عزوجل مع الشريكين ما لم يتخاونا ولا قوة إلا بالله.
    وأما حق مالك : فأن لا تأخذه إلا من حله ولا تنفقه إلا في وجهه ولا تؤثر على نفسك من لا يحمدك فاعمل فيه بطاعة ربك ولا تبخل فيه فتبوء بالحسرة والندامة مع التبعة ولا قوة إلا بالله.
    وأما حق غريمك الذي يطالبك : فإن كنت موسرا أعطيته وإن كنت معسرا


(423)
أرضيته بحسن القول ورددته عن نفسك ردا لطيفا.
    وحق الخليط : أن لا تغره ولا تغشه ولا تخدعه وتتقي الله تبارك وتعالى في أمره.
    وحق الخصم المدعي عليك ، فإن كان ما يدعي عليك حقا كنت شاهده على نفسك ولا تظلمه وأوفيته حقه ، وإن كان ما يدعي عليك باطلا رفقت به ولا تأت في أمره غير الرفق ولا تسخط ربك في أمره ولا قوة إلا بالله.
    وحق خصمك الذي تدعي عليه ، فإن كنت محقا في دعواك أجملت معاملته ولا تجحد حقه ، وإن كنت مبطلا في دعواك اتقيت الله عزوجل وتبت إليه وتركت الدعوى.
    وحق المستشير : إن علمت له رأيا حسنا أشرت عليه به وإن لم تعلم أرشدته إلى من يعلم.
    وحق المشير عليك : أن لا تتهمه فيما لا يوافقك من رأيه وإن وافقك حمدت الله عزوجل.
    وحق المستنصح : أو تؤدي إليه النصيحة ، وليكن مذهبك الرحمة والرفق به وحق الناصح : أن تلين له جناحك وتصغي إليه بسمعك فإن أتى بالصواب حمدت الله عزوجل ، وإن لم يوفق رحمته ولم تتهمه وعلمت أنه أخطأ ولم تؤاخذه بذلك إلا أن يكون مستحقا للتهمة فلا تعبأ بشيء من أمره على حال ولا قوة إلا بالله.
    وحق الكبير : توقيره لشيبه وإجلاله لتقدمه إلى الاسلام قبلك وترك مقابلته عند الخصام ولا تسبقه إلى طريق ولا تتقدمه ولا تستجهله وإن جهل عليك احتملته وأكرمته لحق الاسلام وحرمته.
    وحق الصغير : رحمته في تعليمه والعفو عنه والستر عليه والرفق به والمعونة له.
    وحق السائل : إعطاؤه على قدر حاجته.
    وحق المسؤل : أنه إن أعطى فاقبل منه الشكر والمعرفة بفضله وإن منع فاقبل عذره.
    وحق من سرك بشيء لله تعالى : أن تحمد الله عزوجل أولا ثم تشكره.
    وحق من ساءك : أن تعفو عنه وإن علمت أن العفو يضر انتصرت ، قال الله تبارك وتعالى : ولمن انتصر بعد ظلمه فاولئك ما عليهم من سبيل.
    وحق أهل ملتك : إضمار السلامة لهم والرحمة بهم والرفق بمسيئهم وتألفهم واستصلاحهم وشكر محسنهم وكف الاذى عنهم وأن تحب لهم ما تحب لنفسك وتكره


(424)
لهم ما تكره لنفسك وأن يكون شيوخهم بمنزلة أبيك وشبانهم بمنزلة أخيك وعجائزهم بمنزلة أمك والصغار بمنزلة أولادك.
    وحق أهل الذمة : أن تقبل منهم ما قبل الله عزوجل منهم ولا تظلمهم ما وفوا لله عزوجل بعهده.

    عن الصادق ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : نهى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن الاكل على الجنابة ، وقال : إنه يورث الفقر.
    ونهى عن تقليم الاظفار بالاسنان. وعن السواك في الحمام. والتنخع في المساجد.
    ونهى عن أكل سؤر الفار.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لا تجعلوا المساجد طرقا حتى تصلوا فيها ركعتين.
    ونهى أن يبول أحد تحت شجرة مثمرة أو على قارعة الطريق.
    ونهى أن يأكل الانسان بشماله. وأن يأكل وهو متكئ.
    ونهى أن يجصص المقابر ، ويصلي فيها.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إذا اغتسل أحدكم في فضاء من الارض فليحاذر على عورته ولا يشربن أحدكم الماء من مجاور عروة الاناء ، فإنه مجتمع الوسخ.
    ونهى أن يبول أحدكم في الماء الراكد ، فإنه منه يكون ذهاب العقل.
    ونهى أن يمشي الرجل في فرد نعل أن ينتعل وهو قائم.
    ونهى أن يبول الرجل وفرجه باد للشمس أو القمر.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إذا دخلتم الغائط فتجنبوا القبلة.
    ونهى عن الرنة عند المصيبة.
    ونهى عن النياحة والاستماع إليها.
    ونهى عن اتباع النساء الجنائز.
    ونهى أن يمحى شيء من كتاب الله عزوجل بالبزاق أو يكتب به.
    ونهى أن يكذب الرجل في رؤياه متعمدا ، وقال : يكلفه الله يوم القيامة أن يعقد شعيرة وما هو بعاقدها.


(425)
    ونهى عن التصاوير ، وقال : من صور صورة كلفه الله يوم القيامة أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ.
    ونهى أن يحرق شيء من الحيوان بالنار.
    ونهى عن سب الديك ، وقال : إنه موقظ للصلاة.
    ونهى أن يدخل الرجل في سوم أخيه المسلم.
    ونهى أن يكثر الكلام عند المجامعة ، قال : ويكون منه خرس الولد.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لا تبيتوا القمامة ف ي بيوتكم ، فإنها مقعد الشيطان.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لا يبيتن أحد كم ويده غمرة ، فإن فعل فأصابه لمم الشيطان فلا يلومن إلا نفسه.
    ونهى أن يستنجي الرجل بالروث والرمة.
    ونهى أن تخرج المرأة من بيتها بغير إذن زوجها ، فإن خرجت لعنها كل ملك في السماء وكل شيء تمر عليه من الجن والانس حتى ترجع إلى بيتها.
    ونهى أن تتزين لغير زوجها ، فإن فعلت كان حقا على الله عزوجل أن يحرقها بالنار.
    ونهى أن تتكلم المرأة عند غير زوجها وغير ذي محرم منها أكثر من خمس كلمات مما لا بد لها منه.
    ونهى أن تباشر المرأة المرأة ليس بينهما ثوب.
    ونهى أن تحدث المرأة المرأة بما تخلو به مع زوجها.
    ونهى أن يجامع الرجل أهله مستقبل القبلة وعلى ظهر طريق عام ، فمن فعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
    ونهى أن يقول الرجل للرجل : زوجني أختك حتى أزوجك أختي.
    ونهى عن إتيان العراف ، قال : ومن أتاه وصده فقد برئ مما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وآله.
    ونهى عن اللعب بالنرد والشطرنج والكوبة والعرطبة. وهي العود والطنبور.
    ونهى عن الغيبة والاستماع إليها.
    ونهى عن النميمة والاستماع إليها ، وقال : لا يدخل الجنة قتات يعني نمام. ونهى عن إجابة الفاسقين إلى طعامهم.


(426)
    ونهى عن اليمين الكاذبة ، وقال : إنها تترك الديار بلاقع. وقال : من حلف بيمين كاذبة صبرا ليقطع بها مال امرئ مسلم لقى الله عزوجل وهو عليه غضبان إلا أن يتوب ويرجع.
    ونهى عن الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر.
    ونهى أن يدخل الرجل حليلته إلى الحمام.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لايدخلن أحدكم الحمام إلا بمئزر.
    ونهى عن المحادثة التي تدعو إلى غير الله عزوجل.
    ونهى عن تصفيق الوجه.
    ونهى عن الشرب في آنية الذهب والفضة.
    ونهى عن لبس الحرير والديباج والقز للرجال ، فأما للنساء فلا بأس.
    ونهى أن تباع الثمار حتى تزهو يعني تصفر أو تحمر.
    ونهى عن المحاقلة يعني بيع التمر بالرطب والزبيب بالعنب وما أشبه ذلك.
    ونهى عن بيع النرد وأن تشترى الخمر وأن تسقى الخمر. وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لعن الله الخمر وغارسها وعاصرها وشاربها وساقيها وبائعها ومشتريها وآكل ثمنها وحاملها والمحمولة إليه. وقال : من شربها لم تقبل له صلاة أربعين يوما ، فإن مات وفي بطنه شيء من ذلك كان حقا على الله عزوجل أن يسقيه من طينة الخبال وهو صديد أهل النار وما يخرج من فروج الزناة فيجمع ذلك في قدور جنهم فيشربه أهل النار فيصهر به ما في بطونهم والجلود.
    ونهى عن أكل الربا وشهادة الزور وكتابة الربا ، وقال : إن الله عزوجل لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه.
    ونهى عن بيع وسلف.
    ونهى عن بيعتين في بيع.
    ونهى عن بيع ما ليس عندك.
    ونهى عن بيع ما لم يضمن.
    ونهى عن مصافحة الذمي.
    ونهى أن ينشد الشعر وتنشد الضالة في المسجد.


(427)
    ونهى أن يسل السيف في المسجد.
    ونهى عن ضرب وجوه البهائم.
    ونهى أن ينظر الرجل إلى عورة أخيه المسلم ، وقال : من تأمل عورة أخيه لعنه سبعون ألف ملك.
    ونهى المرأة أن تنظر إلى عورة المرأة.
    ونهى أن ينفخ في طعام أو شراب أو ينفخ في موضع السجود.
    ونهى أن يصلي الرجل في المقابر والطرق والارحبة والاودية ومرابط الابل وعلى ظهر الكعبة.
    ونهى عن قتل النحل.
    ونهى عن الوسم في وجوه البهائم.
    ونهى أن يحلف الرجل بغير الله ، وقال : من حلف بغير الله فليس من الله في شيء.
    ونهى أن يحلف الرجل بسورة من كتاب الله عزوجل ، وقال : من حلف بسورة من كتاب الله فعليه بكل آية منها كفارة يمين ، فمن شاء بر ومن شاء فجر.
    ونهى أن يقول الرجل للرجل : لا ، وحياتك وحياة فلان.
    ونهى أن يقعد الرجل في المسجد وهو جنب.
    ونهى عن التعري بالليل والنهار.
    ونهى عن الحجامة يوم الاربعاء والجمعة.
    ونهى عن الكلام يوم الجمعة والامام يخطب ، فمن فعل ذلك لغا ومن لغا فلا جمعة له.
    ونهى عن التختم بخاتم صفر او حديد.
    ونهى أن ينقش [ صورة ] شيء من الحيوان على الخاتم.
    ونهى عن الصلاة عند طلوع الشمس حتى ترتفع قدر رمح وعند غروبها وعند استوائها.
    ونهى عن صوم ستة أيام : يوم الفطر ويوم الشك ويوم النحر وأيام التشريق.
    ونهى أن يشرب الماء كرعا كما تشرب البهائم ، وقال : اشربوا بأيديكم فإنها أفضل أوانيكم.
    ونهى عن التزاق في البئر التي يشرب منها.
    ونهى أن يستعمل أجير حتى يعلم ما أجرته.


(428)
    ونهى عن الهجران ، فمن كان لابد فاعلا فلا يهجر أخاه أكثر من ثلاثة أيام ، فمن كان مهاجرا لاخيه أكثر من ذلك كانت النار أولى به.
    ونهى عن بيع الذهب بالذهب وزيادة إلا وزنا بوزن.
    ونهى عن المدح ، وقال : احثوا في وجوه المداحين التراب.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من تولى خصومة ظالم أو أعان عليها ثم نزل به ملك الموت قال له : أبشر بلعنة الله ونار جهنم وبئس المصير.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من مدح سلطانا جائرا واحتف به وتضعضع له طمعا فيه كان قرينه في النار ، وقال : قال الله عزوجل : ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من ولى جائرا على جوره كان قرين هامان في جهنم. ومن بني بنيانا رياء وسمعة حمله يوم القيامة من الارض السابعة وهو نار تشتعل ثم يطوق به في عنقه ويلقى في النار فلا يحبسه شيء منها دون قعرها إلا أن يتوب. قيل : يا رسول الله كيف يبني رياء وسمعة ؟ قال : يبني فضلا على ما يكفيه استطالة منه على جيرانه ومباهاة لاخوانه.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من ظلم أجيرا أجره أحبط الله عمله وحرم عليه ريح الجنة ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام. ومن خان جاره في شبر من الارض جعله الله طوقا في عنقه من تخوم الارضين السبع حتى يلقى الله يوم القيامة مطوقا به إلا أن يتوب ويرجع.
    ألا ومن تعلم القرآن ثم نسيه لقى الله يوم القيامة مغلولا ويسلط الله عزوجل عليه بكل آية حية تكون قرينته في النار إلا أن يغفر له.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من قرأ القرآن ثم شرب عليه حراما أو آثر عليه حب الدنيا وزينتها استوجب عليه سخط الله إلا أن يتوب. ألا إنه وإن مات على غير توبة حاجة القرآن يوم القيامة فلا يزائله إلا مدحوضا.
    ألا ومن زنى بإمرأة مسلمة أو يهودية أو نصرانية أو مجوسية حرة أو أمة ثم لم يتب منه ومات مصرا عليه فتح الله له في قبره ثلاثمائة باب تخرج منه حيات وعقارب وثعبان النار يعذب بها إلى يوم القيامة ، فإذا بعث من قبره تأذى الناس من نتن ريحه فيعرف بذلك وبما كان يعمل في دار الدنيا حتى يؤمر به إلى النار.


(429)
    ألا وإن الله حرم الحرام وحد الحدود فما أحد أغير من الله عزوجل ، ومن غيرته حرم الفواحش.
    ونهى أن يطلع الرجل في بيت جاره ، وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من نظر إلى عورة أخيه المسلم أو عورة غير أهله متعمدا أدخله الله مع المنافقين الذين كانوا يبحثون عن عورات الناس ولم يخرج من الدنيا حتى يفضحه الله إلا أن يتوب.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من لم يرض بما قسم الله له من الرزق وبث شكواه ولم يصبر ولم يحتسب لم ترفع له حسنة ويلقى الله عزوجل وهو عليه غضبان إلا أن يتوب.
    ونهى أن يختال الرجل في مشيته ، وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من لبس ثوبا فاختال فيه خسف الله به من شفير جهنم وكان قرين قارون لانه أول من اختال فخسف الله به وبداره الارض ، ومن اختال فقد نازع الله في جبروته.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من ظلم امرأة مهرها فهو عندالله زان ، يقول الله عزوجل يوم القيامة : عبدي زوجتك أمتي على عهدي فلم توف بعهدي وظلمت امتي ، فيؤخذ من حسناته فدفع إليها بقدر حقها ، فإذا لم يبق له حسنة أمر به إلى النار بنكثة العهد قال : تعالى : واوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا.
    ونهى عن كتمان الشهادة ، وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من كتمها أطعمه الله لحمه على رؤوس الخلائق وهو قول الله عزوجل : ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من آذى جاره حرم الله عليه ريح الجنة ومأواه جنهم وبئس المصير. ومن ضيع حق جاره فليس منا ، وما زال جبريل ( عليه السلام ) يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه. وما زال يوصيني بالمماليك حتى ظننت أنه سيجعل لهم وقتا إذا بلغوا ذلك الوقت عتقوا. وما زال يوصيني بالسواك حتى ظننت أنه سيجعله فريضة وما زال يوصيني بقيام الليل حتى ظننت أن خيار أمتي لن يناموا.
    ألا ومن استخف بفقير مسلم فقد استخف بحق الله والله يستخف به يوم القيامة إلا أن يتوب. وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من أكرم فقيرا مسلما لقى الله يوم القيامة وهو عنه راض.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من عرضت له فاحشة أو شهوة فاجتنبها من مخافة الله عزوجل حرم الله عليه النار وآمنه من الفزع الاكبر وأنجز له ما وعده في كتابه في قوله تبارك وتعالى : ولمن خاف مقام ربه جنتان.


(430)
    ألا ومن عرضت له دنيا وآخرة فاختار الدنيا على الاخرة لقي الله يوم القيامة وليست له حسنة يتقي بها النار ، ومن اختار الاخرة وترك الدنيا رضي الله عنه وغفر له مساوئ عمله. ومن ملا عينه من حرام ملا الله عينه يوم القيامة من النار إلا أن يتوب ويرجع.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من صافح امرأة تحرم عليه فقد باء بسخط الله عزوجل. ومن التزم امرأة حراما قرن في سلسلة من نار مع شيطان فيقذفان في النار.
    ومن غش مسلما في شراء أو بيع فليس منا ويحشر يوم القيامة مع اليهود لانهم أغش الخلق للمسلمين.
    ونهى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن يمنع أخد الماعون جاره ، وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من منع الماعون جاره منعه الله خيره يوم القيامة ووكله إلى نفسه فما أسوأ حاله.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أيما امرأة آذت زوجها بلسانها لم يقبل الله عزوجل منها صرفا ولا عدلا ولاحسنة من عملها حتى ترضيه وإن صامت نهارها وقامت ليلها وأعتقت الرقاب وحملت على جياد الخيل في سبيل الله وكانت في أول من يرد النار. وكذلك الرجل إذا كان لها ظالما.
    ألا ومن لطم خد مسلم أو وجهه بدد الله عظامه يوم القيامة وحشر مغلولا حتى يدخل جهنم إلا أن يتوب.
    ألا ومن بات وفي قلبه غش لاخيه المسلم بات في سخط الله وأصبح كذلك حتى يتوب.
    ونهى عن الغيبة ، قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من اغتاب امرء مسلما بطل صومه ونقض وضؤوه وجاء يوم القيامة تفوح من فيه رائحة أنتن من الجيفة يتأذى به أهل الموقف ، فإن مات قبل أن يتوب مات مستحلا لما حرم الله.
    قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من كظم غيظا وهو قادر على إنفاذه وحلم عنه أعطاه الله أجر شهيد.
    ألا ومن تطول على أخيه في غيبة سمعها فيه في مجلس فردها عنه رد الله عنه ألف باب من الشر في الدنيا والاخرة ، فإن هو لم يردها وهو قادر على ردها كان عليه كوزر من أغتابه سبعين مرة.
    ونهى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن الخيانة ، وقال : من خان أمانة في الدنيا ولم يردها إلى أهلها ثم أدركه الموت مات على غير ملتي ويلق الله وهو عليه غضبان.


(431)
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من شهد شهادة زور على أحد من الناس علق بلسانه مع المنافقين في الدرك الاسفل من النار.
    ألا ومن اشترى ما أخذ خيانة وهو يعلم فهو كالذي خان. ومن حبس عن أخيه المسلم شيئا من حقه حرم الله عليه بركة الرزق إلا أن يتوب.
    ألا ومن سمع فاحشة فأفشاها فهو كالذي أتى بها.
    ومن احتاج إليه أخوة المسلم في قرض وهو يقدر عليه فلم يفعل حرم الله عليه ريح الجنة.
    ألا ومن صبر على خلق امرأة سيئة الخلق واحتسب ذلك عند الله أعطاه الله ثواب الشاكرين.
    ألا وأيما امرأة لم ترفق بزوجها وحملته على ما لا يقدر عليه وما لا يطيق لم يقبل الله منها حسنة وتلقى الله وهو عليها غضبان.
    ألا ومن أكرم أخاه المسلم فإنما يكرم الله عزوجل.
    ونهى ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن يؤم الرجل قوما إلا بإذنهم ، وقال : من أم قوما بإذنهم وهم به راضون فاقتصد بهم في حضوره وأحسن صلاته بقيامه وقراءته وركوعه وسجوده فله مثل أجر القوم ولا ينقص من أجورهم شيئا.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من مشى إلى ذي قرابة بنفسه وماله ليصل رحمه أعطاه الله عز وجل أجر مائة شهيد وله بكل خطوة أربعون ألف حسنة ومحا عنه أربعون ألف سيئة ورفع له من الدرجات مثل ذلك وكان كأنما عبد الله عزوجل مائة سنة صابرا محتسبا.
    ومن كفى ضريرا حاجة من حوائج الدنيا ومشى له فيها حتى يقضي الله له حاجته أعطاه الله براءة من النفاق وبراءة من النار وقضى له سبعين حاجة من حوائج الدنيا ولا يزال يخوض في رحمة الله عزوجل حتى يرجع.
    ومن مرض يوما وليلة فلم يشك إلى عواده بعثه الله عزوجل يوم القيامة مع خليله إبراهيم ( عليه السلام ) حتى يجوز الصراط كالبرق اللامع.
    ومن سعى لمريض في حاجة قضاها أو لم يقضها خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه فقال رجل من الانصار : بأبي أنت وأمي يا رسول الله فإن كان المريض من أهل بيته أفلا يكون ذلك أعظم أجرا إذا سعى في حاجة أهل بيته ؟ قال : نعم.


(432)
    ألا ومن فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه اثنتين وسبعين كربة من كرب الاخرة واثنتين وسبعين كربة من كرب الدنيا أهونها المغص.
    ومن يبطل على ذي حق حقه له وهو يقدر على أداء حقه فعليه خطيئة عشار.
    ألا ومن علق سوطا بين يدي سلطان جائر جعل الله ذلك السوط يوم القيامة ثعبانا من النار طوله سبعون ذراعا يسلطه الله عليه في نار جهنم ومأواه النار وبئس المصير.
    ومن اصطنع إلى أخيه معروفا فامتن به عليه أحبط الله عمله وثبت وزره ولم يشكر له سعيه ، ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم : يقول الله عزوجل : حرمت الجنة على المنان والبخيل والقتات وهو النمام.
    ألا ومن تصدق بصدقة فله بوزن كل درهم مثل جبل أحد من نعيم الجنة. ومن مشى بصدقة إلى محتاج كان له كأجر صاحبها من غير أن ينقص من أجره شيء.
    ومن صلى على ميت صلى عليه سبعون ألف ملك وغفر الله له ما تقدم من ذنبه ، فإن أقام حتى يدفن ويحثو عليه التراب كان له بكل قدم نقلها قيراط من الاجر.
    والقيراط مثل جبل أحد.
    ألا ومن ذرفت عيناه من خشية الله عزوجل كان له بكل قطرة قطرت من دموعه قصر في الجنة مكلل بالدر والجوهر ، فيه ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
    ألا ومن مشى إلى مسجد يطلب فيه الجماعة كان له بكل خطوة سبعون ألف حسنة ومحا عنه سبعين ألف سيئة ويرفع له من الدرجات مثل ذلك ، وإن مات وهو على ذلك وكل الله عزوجل به سبعين ألف ملك يعودونه في قبره ويؤنسونه في وحدته ويستغفرون له حتى يبعث.
    ألا ومن أذن محتسبا يريد بذلك وجه الله عز وجل أعطاه الله ثواب أربعين ألف شهيد وأربعين ألف صديق ويدخل في شفاعته أربعين ألف مسئ من أمتي إلى الجنة.
    ألا وإن المؤذن إذا قال : أشهد ألا لا إله إلا الله صلى عليه سبعين ألف ملك واستغفروا له وكان يوم القيامة في ظل العرش حتى يفرغ الله من حساب الخلائق.
    وعند قوله : أشهد أن محمدا رسول الله يستغفر له أربعون ألف ملك.
    ومن حافظ على الصف الاول والتكبيرة الاولى لا يؤذي مسلما أعطاه الله من الاجر ما يعطي المؤذنين في الدنيا والاخرة.


(433)
    ألا من وتولى عرافة قوم أتي يوم القيامة ويداه مغلولتان إلى عنقه ، فإن قام فيهم بأمر الله عزوجل أطلقه الله وإن كان ظالما هوى به في نار جهنم وبئس المصير.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لا تحقروا شيئا من الشر وإن صغر في أعينكم ولا تستكثروا شيئا من الذنوب وإن كبر في أعينكم ، فإنه لا كبير مع الاستغفار ولا صغير مع الاصرار.
    قال شعيب بن واقد : [ وقد ] سألت الحسين بن زيد عن طول هذا الحديث ؟
    فقال : حدثني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أنه جمع هذا الحديث من الكتاب الذي هو إملاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خط علي ابن أبي طالب ( عليه السلام ).

    عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : يا علي اوصيك بوصية فاحفظها فلن تزال بخير ما حفظت وصيتي.
    يا علي : من كظم غيظا وهو يقدر على إمضائه أعقبه الله يوم القيامة آمنا وإيمانا يجد طعمه.
    يا علي : من لم يحسن وصيته عند موته كان نقصا في مروته ولم تملك الشفاعة.
    يا علي : أفضل الجهاد من أصبح لا يهم بظلم أحد.
    يا علي : من خاف الناس لسانه فهو من أهل النار.
    يا علي : شر الناس من أكرمه الناس اتقاء شره.
    يا علي : شر الناس من باع آخرته بدنياه. وشر من ذلك من باع آخرته بدنياه غيره.
    يا علي : من لم يقبل العذر من متنصل صادقا كان أو كاذبا لم ينل شفاعتي.
    يا علي : إن الله عزوجل أحب الكذب في الصلاح وأبغض الصدق في الفساد.
    يا علي : من ترك الخمر لغير الله سقاه الله من الرحيق المختوم ، فقال علي ( عليه السلام ) : لغير الله ؟! قال : نعم ، والله من تركها صيانة لنفسه يشكره الله على ذلك.
    يا علي : شارب الخمر كعابد وثن. ياعلي شارب الخمر لا يقبل الله عزوجل صلاته أربعين يوما ، فإن مات في الاربعين مات كافرا. ( مكارم الاخلاق ـ 28 )


(434)
    يا علي : كل مسكر حرام وما أسكر كثيرة فالجرعة منه حرام.
    يا علي : جعلت الذنوب كلها في بيت وجعل مفتاحها شرب الخمر.
    يا علي : يأتي على شارب الخمر ساعة لا يعرف فيها ربه عزوجل.
    يا علي : إن إزالة الجبال الرواسي أهون من إزالة ملك مؤجل لم تنقص أيامه.
    يا علي : من لم تنتفع بدينه ودنياه فلا خير لك في مجالسته ، ومن لم يوجب لك فلا توجب له ولا كرامة.
    يا علي : ينبغي أن يكون في المؤمن ثمان خصال : وقار عند الهزاهز ، وصبر عند البلاء وشكر عند الرخاء ، وقنوع بما رزقه الله عزوجل ، ولا يظلم الاعداء ، ولا يتحامل على الاصدقاء ، بدنه منه في تعب ، والناس منه في راحة.
    يا علي : أربعة لا ترد لهم دعوة : إمام عادل ، ووالد لولده ، والرجل يدعو لاخيه بظهر الغيب ، والمظلوم ، يقول الله عزوجل : وعزتي وجلالي لانتصرن لك ولو بعد حين.
    يا علي : ثمانية إن اهينوا فلا يلوموا إلا أنفسهم : الذاهب إلى مائدة لم يدع إليها والمتأمر على رب البيت ، وطالب الخير من أعدائه ، وطالب الفضل من اللئام ، والداخل بين إثنين في سر لم يدخلاه فيه ، والمستخف بالسلطان ، والجالس في مجلس ليس له بأهل ، والمقبل بالحديث على من لا يسمع منه.
    يا علي : حرم الله الجنة على كل فاحش بذي لا يبالي ما قال ولا ما قيل له.
    يا علي : طوبى لمن طال عمره وحسن عمله.
    يا علي : لا تمزح فيذهب بهاؤك ، ولا تكذب فيذهب نورك ، وإياك وخصلتين : الضجر والكسل ، فإنك إن ضجرت لم تصبر على حق وإن كسلت لم تؤد حقا.
    يا علي : لكل ذنب توبة إلا سوء الخلق ، فإن صاحبه كلما خرج من ذنب دخل في ذنب.
    يا علي : أربعة أسرع شيء عقوبة : رجل أحسنت إليه فكافأك بالاحسان إساءة ورجل لا تبغي عليه وهو يبغي عليك ، ورجل عاهدته على أمر فوفيت له وغدر بك ، ورجل وصل قرابته فقطعوه.
    يا علي : من استولى عليه الضجر رحلت عنه الراحة.
    يا علي : إثنتا عشرة خصلة ينبغي للرجل المسلم أن يتعلمها على المائدة : أربع منها


(435)
فريضة وأربع منها سنة وأربع منها أدب ، فأما الفريضة فالمعرفة بما يأكل والتسمية والشكر والرضا. وأما السنة فالجلوس على الرجل اليسرى والاكل بثلاث أصابع وأن يأكل مما يليه ومص الاصابع. وأما الادب فتصغير اللقمة والمضغ الشديد وقلة النظر في وجوه الناس وغسل اليدين.
    يا علي : خلق الله الجنة من لبنتين : لبنة من ذهب ولبنة من فضة وجعل حيطانها الياقوت وسقفها الزبرجد وحصاءها اللؤلؤ وترابها الزعفران والمسك الاذفر ، ثم قال لها : تكلمي ، فقالت : لا إله إلا الله الحي القيوم قد سعد من يدخلني ، فقال الله جل جلاله : وعزتي وجلالي لا يدخلها مدمن خمر ولا نمام ولا ديوث ولا شرطي ولا مخنث ولا نباش ولا عشار ولا قاطع رحم ولا قدري.
    يا علي : كفر بالله العظيم من هذه الامة عشرة : القتال والساحر والديوث وناكح المرأة حراما في دبرها وناكح البهيمة ومن نكح ذات محرم والساعي في الفتنة وبائع السلاح من أهل الحرب ومانع الزكاة ومن وجد سعة فمات ولم يحج.
    يا علي : لا وليمة إلا في خمس : في عرس أو خرس أو عذار أو وكار أو زكار فالعرس التزويج. والخرس النفاس بالولد. والعذار الختان. والوكار في شراء الدار.
    والزكار الرجل يقدم من مكة.
    يا علي : لا ينبغي للعاقل أن يكون ظاعنا إلا في ثلاث : مرمة لمعاش ، أو تزود لمعاد ، أو لذة في غير محرم.
    يا علي : ثلاثة من مكارم الاخلاق في الدنيا والاخرة : أن تعفو عمن ظلمك ، وتصل من قطعك ، وتحلم عمن جهل عليك.
    يا علي : بادر بأربع قبل أربع : شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وحياتك قبل موتك.
    يا علي : كره الله عزوجل لامتي العبث في الصلاة ، والمن في الصدقة ، وإتيان المساجد جنبا ، والضحك بين القبور ، والتطلع في الدور ، والنظر إلى فرج النساء ، لانه يورث العمى. وكره الكلام عند الجماع ، لانه يورث الخرس. وكره النوم بين العشاءين ، لانه يحرم الرزق. وكره الغسل تحت السماء إلا بمئزر. وكره دخول الانهار إلا بمئزر ، فإن فيها سكانا من الملائكة. وكره دخول الحمام إلا بمئزر. وكره الكلام
مكارم الأخلاق ::: فهرس