( 3 )
« صفة الشراب » (1)
يؤخذ من الزبيب (2) المنقى عشرة ارطال ، فيغسل وينقع في ماء صافي ، غمره وزيادة عليه اربع اصابع ،
____________
* أول النهار ، والتمريخ بدهن الخيري (1) ، وما ناسبه ، ويحذر فيه الحلو(2)، وأكل السمك الطري ، واللبن .
شباط : ثمانية وعشرون يوماً . تختلف فيه الرياح ، وتكثر الامطار ، ويظهر فيه العشب ، ويجري فيه الماء في العود . وينفع فيه أكل الثوم . ولحم الطير ، والصيود ، والفاكهة اليابسة ، ويقلل من أكل الحلاوات . ويحمد فيه كثرة الجماع ، والحركة ، والرياضة .
(1) في ( ب وج ود ) : صفة الشراب الذي يحل شربه واستعماله بعد الطعام ، وقد تقدم ذكر نفعه في ابتدائنا بالقول على فصول السنة وما يعتمد فيها من حفظ الصحة وصفته هو أن : ـ
(2) الزبيب : هو جفيف العنب .
____________
(1) دهن الخيري : قال ابن البيطار في الجامع لمفردات الادوية والاغذية 2|108 عن التميمي : « أنه لطيف محلل ، موافق للجراحات ، وخاصة ما عمل من الاصفر منه ، وهو شديد التحليل لاورام الرحم ، والاورام الكائنة في المفاصل ، ولما يعرض من التعقد والتحجر في الاعصاب والتقبض » .
(2) في ( ج ود ) الحلق .
( 22 )
ويترك في أنائه ذلك ثلاثة ايام في الشتاء ، وفي الصيف يوماً وليله .
ثم يجعل في قدر نظيفة ، وليكن الماء ماء السماء (1) ان قدر عليه ، والا فمن الماء العذب الصافي الذي يكون ينبوعه من ناحية المشرق . ماءاً ابيضاً ، براقاً ، خفيفاً . وهو القابل لما يعترضه على سرعة من السخونة والبرودة . وتلك الدلالة على خفة الماء (2) .
ويطبخ حتى ينتفخ الزبيب ، ثم يعصر ، ويصفى ماؤه ، ويبرد . ثم يرد الى القدر ثانياً . ويؤخذ مقداره بعود ، ويغلى بنار لينة غلياناً رقيقاً حتى يمضى ثلثاه ، ويبقى ثلثه .
ثم يؤخذ من العسل المصفى رطل (3) ، فيلقى عليه .
____________
(1) ماء السماء : اي ماء المطر .
(2) قال الخجندي في التلويح : وأفضل المياه مياه العيون الجارية على الاراضي الطينية المنحدرة من مواضع عالية لاسيما الغمرة المكشوفة التي تبعد منابعها ، ويخف وزنها ، ويجري نحو المشرق الصيفي والشمال .
(3) الرطل : ما يساوي ( 314 ) غراماً تقريباً .
( 23 )
ويؤخذ ( مقدار الماء ومقداره من القدر ) (1) ، ويغلى حتى يذهب قدر العسل ، ويعود الى حده .
ويؤخذ صفيقة (2) ، فتجعل فيها من الزنجبيل (3) وزن درهم (4) ، ومن القرنفل (5) وزن درهم ، ومن الدار صيني (6)
____________
(1) في ( ب وج ود ) : مقداره ومقدار الماء الى أين كان في القدر .
(2) الصفيقة : القماش الكثيف النسج . وفي نسخة (د) خرقة ضعيفة .
(3) الزنجبيل : قال الشيخ الرئيس ابن سينا في القانون ج1|302 : « قال ديسقوريدوس : الزنجبيل أصوله صغار مثل اصول السعد . لونها الى البياض ، وطعمها شبيه بطعم الفلفل ، طيب الرائحة .
(4) الدرهم : هو ما يساوي (5/2) غراماً تقريباً .
(5) القرنفل : قال الشيخ الرئيس في القانون ج1|416 : « نبات في حد الصين ، والقرنفل ثمرة ذلك النبات ، وهو يشبه الياسمين لكنه أسود . وذكره كنوى الزيتون ، وأطول وأشد سواداً » .
(6) الدرا صيني : قال الشيخ الرئيس في المصدر السابق ص|288 : « هو اصناف كثيرة لها أسماء عند الاماكن التي تكون فيها . فمنه صنف جيد مائل الى السواد ، ما هو جبلي غليظ ، وصنف أبيض رخو منتفخ ، منفرك الاصل ، أسود ملس ، قليل العقد ، ومنه صنف رائحته كالسليخة مائل الى الخضرة ، وقشره كقشرتها الحمراء . وهو مما تبقى قوته زماناً ، وخصوصاً ان دق وقرص بشراب .
( 24 )
وزن ( نصف درهم ) (1) ، ومن الزعفران (2) وزن درهم ( ومن السنبل (3) وزن نصف درهم ومن العود (4) النى (5) وزن نصف درهم ) (6) ، ومن المصطكى (7) وزن نصف
____________
(1) في (د) مثله . أي وزن درهم .
(2) الزعفران : قال الرئيس في القانون ج1|306 : « معروف مشهور جيده الطري الحسن اللون الذكي الرائحة . على شعره قليل بياض غير كثير ، ممتلئ صحيح ، سريع الصبغ ، غير ملزج ولا متفتت ،
(3) السنبل : قال الشيخ الرئيس في المصدر السابق ص390 : « السنبل سنبلان : سنبل الطيب وهو سنبل العصافير : والناردين وهو السنبل الرومي » .
(4) العود : قال الرئيس في القانون ج1|398 : هو خشب ، أو اصول خشب يؤتى به من بلاد الصين ، وبلاد الهند وبلاد العرب ، بعضه منقط مائل الى السواد ، طيب الرائحة قابض فيه مرارة يسيرة ، وله قشر كأنه جلد . أجود أصنافه العود المندلي ، ويجلب من وسط بلاد الهند .
(5) في (ج) الهندي مثله .
(6) مابين القوسين ليس في (د) . وفيه « ومن الهندباء مثله ومن ... الخ » .
(7) المصطكي : قال الشيخ الرئيس في القانون ج1|360 : « منه رومي أبيض ، ومنه نبطي الى السواد . وشجرته مركبة مائية قليلة ، وأرضية كثيرة » . وقال ابن البيطار في الجامع لمفردات الادوية والاغذية ج4|158 : « هو علك الروم . وهو ثمرة المصطكا . والمصطكا : شجرة معروفة كلها قابضة . وقد يكون من هذه الشجرة صمغة يقال لها مستجي » .
( 25 )
درهم بعد ان يسحق كل صنف من هذه الاصناف وحده وينخل ، ويجعل في الخرقة ، ويشد بخيط شداً جيداً . ( ويكون للخيط طرف طويل تعلق به الخرقة المصرورة في عود معارض به على القدر ، ويكون القى هذه الصرة في القدر في الوقت الذي يلقى فيه العسل .
ثم تمرس الخرقة ساعة فساعة ، لينزل ما فيها قليلا قليلا ، ويغلى الى ان يعود الى حاله ، ويذهب زيادة العسل .
وليكن النار لينة ، ثم يصفى ويبرد ، ويترك في انائه ثلاثة اشهر مختوماً عليه ، لا يفتح ، فاذا بلغت المدة فاشربه ، والشربة منه قدر اوقية (1) بأوقيتين ماء ) (2) .
( 4 )
فاذا اكلت يا أمير المؤمنين كما وصفت لك من قدر
____________
(1) الاوقية : تساوي (323) غراماً تقريباً .
(2) ما بين القوسين كما في ( ب ج ود) . مع اختلاف يسير في الالفاظ فقد لا يضر في المعنى .
( 26 )
الطعام فاشرب من هذا الشراب ثلاثة اقداح بعد طعامك فاذا فعلت فقد امنت باذن الله يومك ( من وجع النقرس (1) والابردة ، والرياح المؤذية ) (2) .
فان اشتهيت الماء بعد ذلك فاشرب منه نصف ما كنت تشرب فانه ( اصح لبدنك ، واكثر لجماعك واشد لضبطك وحفظك ) (3) .
( فان الماء ) (4) البارد ، بعد اكل السمك الطري
____________
(1) النقرس : بالكسر . ورم أو وجع في مفاصل الكعبين وأصابع الرجلين . انظر القاموس 2|255 .
(2) في ( ب وج ود ) : وليلتك من الاوجاع الباردة المزمنة ، كالنقرس والرياح وغير ذلك من أوجاع العصب والدماغ والمعدة ، وبعض أوجاع الكبد والطحال ، والامعاء والاحشاء .
(3) في ( ب وج ود ) أصلح لبدنه واكثر لجماعه ، وأشد لضبطه وحفظه فان صلاح البدن وقوامه يكون بالطعام والشراب ، وفساده يكون بهما ، فان أصلحتهما صلح البدن ، وان أفسدتهما فسد البدن . ثم ينتقل بنا نساخ النسخ الثلاث ( ب وج ود ) الى المقطع الثامن من هذه الرسالة وأوله : « واعلم يا أمير المؤمنين ان قوة النفوس تابعة ... الخ » .
(4) في ( ب وج ود ) والاغتسال بالماء . ونقل ابن القيم الجوزي في زاد *
( 27 )
يورث الفالج (1) . واكل الاترج (2) بالليل يقلب العين ويورث الحول (3) ، واتيان المرأة الحائض يولد الجذام (4) في الولد . والجماع من غير اهراق الماء على اثره يورث
____________
* المعاد 2|196 قول ابن بختيشوع : الاغتسال بالماء البارد بعد أكل السمك الطري يولد الفالج .
(1) الفالج : قال الشيخ الرئيس في القانون ج2|90 : « هو ما كان من الاسترخاء عاماً لاحد شقّي البدن طولا . فمنه ما يكون في الشق المبتدأ من الرقبة ويكون الوجه والرأس معه صحيحين ومنه ما يسري في جميع الشق من الرأس الى القدم .
(2) الاترج : قال ديقوريدوس هو نابت تبقى ثمرته على جميع السنة . والثمر بنفسه طويل ، ولونه شبيه بلون الذهب ، طيب الرائحة مع شيء من كراهة ، وله بزرشيبه ببزر الكمثرى . انظر الجامع لمفردات الادوية والاغذية 1|10 .
(3) الحول : ظهور البياض في مؤخر العين ، ويكون السواد من قبل الماق . أو اقبال الحدقة على الانف . أوذهاب حدقتها قبل مؤرخها . انظر القاموس 4|375 .
وقال ابن البيطار عن ابن ماسويه : « من أكل الاترج بالليل ونام عليه أورثه الحول . انظر المغني في الطب | مخطوط ورقة 57 .
(4) الجذام : علة تحدث من انتشار السوداء في البدن كله ، فيفسد مزاج الاعضاء ، وهيأتها وربما انتهى الى تآكل الاعضاء وسقوطها عن تقرح . انظر القاموس ج4|88 . ونقل ابن القيم الجوزي في كتابه زاد المعاد *
( 28 )
الحصاة (1) . والجماع بعد الجماع من غير ان يكون بينهما غسل يورث للولد الجنون ( ان غفل عن الغسل ) (2) .
وكثرة اكل البيض ، وادمانه يورث الطحال ، ورياحاً في رأس المعدة (3) . والامتلاء من البيض المسلوق يورث الربو (4) ، والابتهار (5) . ( واكل اللحم النى يورث الدود
____________
* ج2|196 عن ابن بختيشوع قوله : وطئ المرأة الحائض يولد الجذام ، وقال الانطاكي في تذكرة اولي الالباب ج2|71 : وجماع الحائض يوقع في البثور والقروح والاواكل .
(1) الحصاة : اشتداد البول في المثانة حتى يصير كالحصاة . انظر القاموس 4|318 . ونقل ابن القيم في زاد المعاد ج2|196 قول ابن بختيشوع : الجماع من غير ان يهرق الماء عقيبه يولد الحصاة . ونقل عن ابن ماسويه قوله : ومن جامع فلم يصبر حتى يفرغ فاصابه حصاة فلا يلومن الا نفسه .
(2) ليست في ( ب وج ) . وقال ابن ماسويه : ومن احتلم فلم يغتسل حتى وطئ أهله فولدت مجنوناً أو مخبلاً فلا يلومن الانفسه . انظر زاد المعاد 2|196 .
(3) قال ابن البيطار : وينبغي ان يتجنب الاكثار من البيض المسلوق لمن يعتريه القولنج . انظر الجامع لمفردات الادوية 1|132 .
(4) الربو : بالفتح . ضيق النفس . ونقل ابن القيم الجوزي في زاد المعاد 2|196 عن ابن ماسويه قوله : ومن أكل بيضاً مسلوقاً بارداً وامتلاء منه فاصابه ربو فلا يلومن الا نفسه .
(5) البهر : بالضم . انقطاع النفس من الاعياء . المصدر السابق 1|378 .
( 29 )
في البطن ) (1) . واكل التين يقمل الجسد اذا ادمن عليه (2) .
وشرب الماء البارد عقيب الشيء الحار ، وعقيب الحلاوة يذهب بالاسنان . والاكثار من اكل لحوم الوحش والبقر ، يورث تيبيس العقل وتحيير الفهم ، وتلبد الذهن ، وكثرة النيسان (3) .
( 5 )
واذا اردت دخول الحمام وان لا تجد في راسك ما يؤذيك . فابدأ عند دخول الحمام بخمس حسوات ماء حار (4) . فانك تسلم باذن الله تعالى من وجع الرأس ،
____________
(1) قال ابن البيطار : في المغني ورقة 215 ، عن ابن جريح ، ان من مولدات الدود في البطن أكل اللحم الني .
(2) انظر القانون ج1|446 ، وعن ابن ماسويه قال : كثيراً ما يتولد في مدمن آكله القمل الكثير ، انظر الجامع لمفردات الادوية 1|148 .
(3) ذكر ابن البيطار عن جالينوس : اذا هو أكثر منه اعيى بالامراض الحادثة عن المرة السوداء كالسرطان والجذام والوسواس . انظر الجامع لمفردات الادوية 1|105 .
(4) في ( ب وج ود ) فاتر .
( 30 )
والشقيقة (1) . وقيل خمسة اكف ماء حار تصبها على راسك عند دخول الحمام .
واعلم يا أمير المؤمنين ان تركيب الحمام على تركيب الجسد . للحمام اربعة ابيات مثل اربع طبائع .
البيت الاول : بارد يابس ، والثاني : بارد رطب ، والثالث : حار رطب ، والرابع : حار يابس (2) .
ومنفعة الحمام تؤدي الى الاعتدال ، وينقى الدرن (3) ، ويلين العصب والعروق ، ويقوى الاعضاء الكبار ، ويذيب الفضول والعفونات (4) .
____________
(1) الشقيقة : وجع يأخذ نصف الرأس والوجه . انظر القاموس ج3|259 .
(2) قال الخجندي في التلويح : ص121 في تقسيم بيوت الحمام : « الفعل الطبيعي للحمام ان يسخن بهوائه ، ويرطب بمائه . والعرضي مثل : ان يسخن بمائه البارد ، وبهوائه الحار . والبيت الاول : مبرد مجفف ، والثاني مبرد مرطب ، والثالث مسخن مرطب ، والرابع مسخن مجفف .
(3) في (ج) البدن . والدرن : هو الوسخ .
(4) قال الدميري في حياة الحيوان 2|125 : « اعلم ان الحكماء قد ذكروا ان للحمام والنورة منافع ومضار ، فمن منافعه : « انه يوسع المسام ، ويستفرغ *
( 31 )
واذا اردت ان لا يظهر في بدنك بثرة ولا غيرها ، فابدأ عند دخول الحمام بدهن بدنك ، بدهن البنفسج (1) . واذا اردت ( ان لا يبثر ) (2) ، ولا يصيبك قروح ، ولا شقاق ، ولا سواد ، فاغسل بالماء البارد قبل ان تنور (3) .
ومن اراد دخول الحمام للنورة ، فليتجنب الجماع قبل ذلك باثنتي عشرة ساعة ، وهو تمام يوم . وليطرح في النورة شيئاً من الصبر (4) ، والقاقيا (5) ، والحضض (6) .
____________
الفضول ، ويحلل الرياح ، وينظف البدن من الوسخ والعرق ، ويذهب الاعياء ، ويلين الجسد ، ويجيد الهضم .
(1) قال الشيخ الرئيس في القانون ج1|266 : « بارد رطب في الاولى ، ودهن البنفسج طلاء جيد للجرب » . وقال ابن البيطار في الجامع لمفردات الادوية والاغذية ج2|107 : « انه يبرد ، ويرطب وينوم ، ويعدل الحرارة » .
(2) في ( ب وج ود ) استعمال النورة .
(3) في الاصل ( يبثر ) والصواب ما أثبتناه كما في ( ب وج ود ) أي قبل ان تستعمل النورة .
(4) قال الشيخ الرئيس في القانون 1|415 : « الصبر عصارة جامدة بين حمرة وشقرة وماؤه كماء الزعفران .
(5) قال الشيخ الرئيس في القانون 1|346 « القاقيا : هو عصارة القرظ يجفف ثم يقرص وفيه لذع يزول بالغسل » وفيه عن ديسقوريدوس : هو شجر *
( 32 )
او يجمع ذلك ، ويأخذ منه اليسير اذا كان مجتمعا او متفرقاً .
ولا يلقى في النورة من ذلك شيئاً حتى تمات النورة بالماء الحار الذي يطبخ فيه البابونج (1) ، والمرزنجوش (2)
____________
* ذات شوك وشوكه غير قائم وكذلك اغصانها ولها زهر أبيض وثمر أبيض في غلف وتجمع الاقاقيا وتعمل عصارته بان يدق ورقه مع ثمره وتخرج عصارتهما .
(6) الحضض : شجرة مشوكة ، لها اغصان طولها ثلاثة أذرع ، وكثر عليها الورق ، ولها ثمر شبيه بالفلفل ، أسود ملزز ، مر المذاق ، أملس ، وقشر الشجر أصفر ، ولها أصول كثيرة . وينبت في اماكن الارض الوعرة . انظر الجامع لمفردات الادوية والاغذية 2|323 .
(1) قال ابن البيطار في المصدر السابق 1|73 : « البابونج » هو ثلاثة أصناف ، والفرق بينهما انما هو في لون الزهر فقط . وله أغصان طولها نحو من شبر ، وفيها شعب ، وورق صغار دقاق ورؤس مستديرة صغار في باطن بعضها زهر أبيض ، وأصفر ، وفرفيري . وينبت في أماكن خشنة ، وبالقرب من الطرق ، ويقلع في الربيع . والبابونق : بالقاف . اسم خاص للنوع العطر من البابونج الدقيق .
(2) قال ابن البيطار في المصدر السابق ج4|144 : « المرزنجوش . ويقال له مرزجوش ومردقوش . وهو فارسي ، واسمه السمسق بالعربية ، والعنقر أيضاً . وهو نبات كثير الاغصان ينبسط على الارض في نباته ، وله ورق مستدير عليه زغب ، وهو طيب الرائحة جداً .
( 33 )
او ورد البنفسج (1) اليابس . وان جمع ذلك اخذ منه اليسير مجتمعاً او متفرقاً قدر ما يشرب الماء رائحته .
وليكن زرنيخ (2) النورة مثل ثلثها (3) . ويدلك الجسد بعد الخروج منها ما يقطع ريحها ، كورق الخوخ (4) وثجير (5) العصفر (6) ، والحناء (7) و ( السعد (8) والورد (9) ) (10)
____________
(1) قال ابن البيطار في المصدر السابق ج1|114 : « البنفسج : هو نبات معروف له ورق أسود ، وله ساق يخرج من أصله ، عليه زغب صغير ، وعلى طرف ساقه زهر طيب الرائحة جداً . ينبت في المواضع الضليلة الحسنة .
(2) قال الشيخ الرئيس في القانون ج1|304 : « الزرنيخ : جوهر معدني ، منه أخضر ، ومنه أصفر ، ومنه أحمر . أجوده الاصفر المتسرح الامني ، الذهبي الصفائحي ، وله رائحة كرائحة الكبريت .
(3) في ( ب وج ود » مثل سدس النورة .
(4) قال الشيخ الرئيس في القانون ج1|461 : « يقطع ورقه اذا طلي به رائحة النورة » .
(5) كذا في (ب) . وفي الاصل يتخير . والثجير : ثفل كل شيء يعصر ، وقال ابن البيطار : وأما ثجير العصفر وهو الذي يرمي به من بعد أخذ تمام الصبغ منه .
(6) العصفر : قال ديقوريدوس : « هو نبات له ورق طوال مشرف خشن مشوك وساق طولها نحو من ذراعين بلا شوكة ، عليها رؤوس مدورة مثل حب الزيتون الكبار ، وزهر شبيه بالزعفران ، ونور أبيض ، ومنه ما يضرب الى الحمرة ، *
( 34 )
ومن اراد ان يأمن النورة ويامن احراقها ، فليقلل من تقليبها . وليبادر اذا عملت في غسلها . وان يمسح البدن بشيء من دهن ورد . فان احرقت والعياذ بالله ، اخذ عدس مقشر ( فيسحق بخل وماء ورد ) (1) ، ويطلى على الموضع الذي احرقته النورة ، فانه يبرأ باذن الله .
____________
* وهو ريفي وبري . انظر القانون 1|396 .
(7) الحناء : قال ديسقوريدوس : « هي شجرة ورقها على اغصانها وهو شبيه بورق الزيتون غير أنه أوسع وألين وأشد خضرة . ولها زهر أبيض شبيه بالاشنة طيب الرائحة ، وبزره أسود » . انظر المصدر السابق 1|313 .
(8) السعد : قال ديسقوريدوس : « هو أصل نبات له ورق يشبه الكراث غير أنه أطول وأرق وأصلب . وله ساق طولها ذراع أو أكثر ، وساقه ليست مستقيمة بل فيها أعوجاج على طرفها أوراق صغار نابتة ، وبزر . وأصوله كانها زيتون منه طوال ، ومنه مدور ، منشبك بعضه مع بعض ، سود ، طيب الرئحة ، فيها مرارة ، انظر القانون 1|378 .
(9) قال ابن البيطار في الجامع لمفردات الادوية والاغذية : « الورد : هو نور كل شجرة . وزهر كل نبتة ثم خص بهذا المعروف . فقيل لاحمره الحوحم ، ولابيضه الوثير وأصله فارسي انظر 4|189 .
(10) في ( ب وج ود ) الورد والسنبل ، مفردة أو مجتمعة .
(1) في ( ب وج ود ) : يسحق ناعماً ويداف في ماء ورد وخل .
( 35 )
والذي يمنع من تاثير النورة للبدن . هو أن يدلك عقيب النورة بخل عنب (1) ، ودهن ورد دلكاً جيداً .
( 6 )
ومن اراد ان لا يشتكى مثانته ، فلا يحبس البول ولو على ظهر دابته .
ومن أراد ان لا تؤذيه معدته فلا يشرب على طعامه ماء حتى يفرغ منه ، ومن فعل ذلك رطب بدنه ، وضعف معدته ، ولم تأخذ العروق قوة الطعام ، لانه يصير في المعدة فجأ اذا صب الماء على الطعام اولا فأولا .
ومن اراد ان يأمن الحصاة ، وعسر البول ، فلا يحبس المني عند نزول الشهوة ، ولا يطيل المكث على النساء .
ومن أراد ان يأمن وجع السفل ، ولا يضره شيء من ارياح البواسير فليأكل سبع تمرات هيرون (2)
____________
(1) في ( ب وج ود ) . العنب الثقيف .
(2) الهيرون : البري من التمر . أنظر كتاب الالفاظ الفارسية المعربة ص159 ونقل الزبيدي في تاج العروس 9|367 عن القتيبي قوله : الهيرون كزيتون ضرب *
( 36 )
بسمن بقر ، ويدهن انثييه بزئبق خالص (1) .
ومن أراد ان يزيد في حفظه ، فليأكل سبع مثاقيل زبيباً بالغداة على الريق .
ومن أراد ان يقل نسيانه ، ويكون حافظاً ، فليأكل في كل يوم ثلاث قطع زنجبيل (2) ، مربى بالعسل ، ويصطنع بالخردل (3) مع طعامه في كل يوم .
ومن أراد ان يزيد في عقله فلا يخرج كل يوم حتى يلوك على الريق ثلاث هليلجات (4) سود مع سكر
____________
* من التمر جيد . وفي (ب) برني ، وفي ( ج ود ) يربى .
(1) قال الانطاكي : الزئبق بارد رطب يذهب الحكة والجرب والقروح التي في خارج البدن . انظر تذكرة اولي الالباب 1|184 .
(2) قال الشيخ الرئيس في القانون 1|302 : « انه يزيد في الحفظ » .
(3) قال الشيخ الرئيس في القانون 1|454 : « الخردل . بقلة معروفة ، ومن خواصها : ان شرب على الريق ذكى الفهم » . وقال قسطس : « ان من شرب من بزر الخردل بشراب على الريق ذكى فؤاد آكله » انظر الجامع لمفردات الادوية والاغذية 3|22 .
(4) الهليلج : قال ديسقوريدوس : « معروف : وهو أصناف كثيرة ، منه الاصفر الفج ، ومنه الاسود الهندي ، والبالغ النضج وهو أسمن . ومنه كابلي وهو أكبر الجميع ، ومنه صيني وهو دقيق خفيف » . وقال الشيخ الرئيس ابن *
( 37 )
طبرزد (1) .
ومن اراد ان لا ( تشقق اظفاره ولا تفسد ) (2) فلا يقلم اظفاره الا يوم الخميس .
ومن اراد ان لا يشتكى اذنه ، فليجعل فيها عند النوم قطنة .
ومن اراد دفع الزكام في الشتاء اجمع ، فليأكل كل يوم ثلاث لقم شهد (3) .
واعلم يا أمير المؤمنين ان للعسل دلائل يعرف بها نفعه ( من ضرره ) (4) وذلك ان منه ما اذا ادركه الشم
____________
* سينا في خواص الكابلي انه ينفع الحواس والحفظ ، انظر القانون 1|298 . وقال الرازي في الحاوي 21|637 ويقوى الحواس يزيد في الحفظ والذهن .
(1) قال الشيخ الرئيس في القانون 1|389 « سكر الطبرزد . أبرد والطف أنواع السكر ، . وفي ( ب وج ) سكر أبلوج .
(2) في ( ب وج ود ) ينشق ظفره ولا يميل الى الصفرة ولا يفسد حول ظفره .
(3) الشهد : هو العسل .
(4) زيادة من ( ب وج ود ) .
( 38 )
عطس (1) ، ومنه ما يسكر وله عند الذوق حرافة (2) شديدة فهذه الانواع من العسل قاتلة (3) .
وليشم النرجس (4) فانه يأمن الزكام . وكذلك الحبة السوداء (5) .
____________
(1) في الاصل عطش . والصواب ما أثبتنا . وقال الشيخ الرئيس في القانون 1|402 : « والحريف من العسل يعطس شمه » .
(2) الحرافة : طعم يلذع اللسان بحرارته ، وقال الشيخ الرئيس في المصدر السابق : « والحريف الشمي منه يذهب العقل .
(3) انظر القانون 1|402 ، والجامع لمفردات الادوية والاغذية 3|122 .
(4) قال ابن البيطار في الجامع لمفردات الادوية والاغذية 4|179 : « النرجس : نبات له ورق شبيه بورق الكراث ، الا انه أدق منه وأصغر بكثير ، وله ساق جوفاء ليس لها ورق ، طولها أكثر من شبر ، عليها زهر أبيض ، في وسطه شيء لونه أصفر ، ومنه ما لونه الى القرمزية ، وله أصل أبيض مستدير ، وثمرته سوداء كانها غشاء مستطيلة .
وفيه عن ابن عمران شمه ينفع الزكام البارد .
(5) قال ابن البيطار في المصدر السابق 3|72 : « الحبة السوداء : وتسمى أيضاً بالشونيز . وهو نبات صغير دقيق العيدان ، طوله نحو من شبرين أو أكثر ، وله ورق صغار ، على طرفه رأس شبيه بالخشخاش في شكله ، طويلة مجوفة ، تحوي بزر أسود حريفاً طيب الرائحة .
وفيه عن جالينوس انه يشفي الزكام اذا صيّر في خرقه وهو مقلو وشمه *